issue16781

Issue 16781 - العدد Thursday - 2024/11/7 الخميس كتب BOOKS 17 ًعلى نتنياهو وخامنئي والرئيس الأميركي المنتخب أن يقرأوا كتاب جيفري فافرو كل الحروبسياسية... والاستراتيجية الرديئة تزيدها سوءا اشـتـهـر كــــارل فـــون كــ وزفــيــتــز، كـبـيـر فلاسفة الـــحـــرب فـــي الـــغـــرب، بـمـ حـظـتـه أن الـــحـــرب امــتــداد لــلــســيــاســة، كــمــا أشـــــار إلــــى نـقـطـة ثـــانـــيـــة، وهــــي أن الـحـرب تابعة للسياسة، ومــن ثـم فهي تتشكّل من خـ لـهـا، مـمـا يـجـعـل «تـأثـيـرهـا مـلـمـوسـا حـتـى في أصغر التفاصيل العملياتية». نـــحـــن نـــــرى هـــــذا الــــيــــوم فــــي الــــشــــرق الأوســــــط، حيث قد تسترشد محاولات إنقاذ الرهائن الفتاكة، والاغتيالات الكبرى، كتلك التي أودت بحياة حسن نصر الله زعيم «حـزب الله»، بنقاط سياسية بقدر ما تسترشد بالرغبة في إنهاء الحرب بأسرع وقت ممكن. وعـلـى الجانب الآخـــر مـن المـعـادلـة، يـبـدو أن أحـــدث ســرب مـن الـصـواريـخ الباليستية الإيـرانـيـة، التي انفجر معظمها من دون ضرر فوق إسرائيل، كـان عملاً من أعمال المسرح السياسي الـذي يهدف فـــي المـــقـــام الأول إلـــى رفـــع المــعــنــويــات عـلـى الجبهة الداخلية. من المفيد لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، وآية الله علي خامنئي من إيران، ناهيكم عـن الرئيس الأمـيـركـي المنتخب دونـالـد تـرامـب، أن يـــقـــرأوا كـتـاب جـفـري فــافــرو «حـــرب فـيـتـنـام: تـاريـخ صفحة، دار «بيسك بوكس» للنشر). 652( » عسكري إنــــه يُــلــقــي أفـــضـــل نـــظـــرة عـــامـــة عــلــى المــغــامــرة الأمـــيـــركـــيـــة فـــي جـــنـــوب شـــرقـــي آســـيـــا، ومــــن المــؤكــد أنـــه ســـوف يصبح كـتـابـا مـعـيـاريـا عــن تـلـك الـحـرب، وبينما نتابع المعاناة الجارية في الشرق الأوسط، فـإن هـذا الكتاب يقدّم لنا أيضا دروســا قوية بشأن المخاطر المترتبة على شـن حــرب مفتوحة مـن دون إستراتيجية حقيقية. تركّز أغلب كتب التاريخ عن حرب فيتنام على الدبلوماسية والسياسة في الصراع، بالعودة إلى العمليات العسكرية للأحداث الرئيسية فقط، مثل هــجــوم «تـــيـــت» ومــعــركــة مــديــنــة «هــــــوي»؛ إذ يتبع واورو، المؤرخ في جامعة نورث تكساس، نهجا أكثر تنويراً. ووفقا لـرأي فافرو، كـان التدخل الأميركي في فـيـتـنـام بـمـثـابـة درس كبير فــي كيفية تـجـنّـب شـنّ الحرب، وقد أدى الاعتقاد الطائش في فاعلية القوة الــنــاريــة المــحــضــة، إلـــى حــمــ ت الـقـصـف الأمـيـركـيـة المدمّرة التي كما يقول واورو: «أدّت إلى إحراق سُبع أراضـــــي جــنــوب فـيـتـنـام» و«خــلــقــت خـمـسـة مـ يـ لاجـــئ داخـــلـــي»، عـلـى أمـــل دفـــع قــــوات «فـيـت كـونـغ» الفيتنامية إلــى الــعــراء، ورفـــض الخصم الشيوعي القتال بهذه الطريقة، بل كانوا يشتبكون سريعا، ثم ينسحبون عندما يردّ الأميركيون بوابل عنيف مــن نــيــران المـدفـعـيـة والـــغـــارات الـجـويـة. فــي الأثـنـاء ذاتها، كلما حاول الرئيس ليندون جونسون - الذي لـــم يـــــدرس مـــبـــادئ كــ وزفــيــتــز - فــصــل الـــحـــرب عن الـسـيـاسـة، بـالـكـذب بـشـأن تكاليفها ورفـــض تعبئة الاحتياطي العسكري؛ صارت الحرب أكثر سياسية، وهـيـمـنـت عـلـى الـخـطـاب الأمــيــركــي، ثــم عـصـفـت به خارج الرئاسة. لــــم يـــكـــن أداء أمـــيـــركـــا أفــــضــــل مــــع الــهــجــمــات المــســتــهــدفــة، وكـــمـــا هـــو الـــحـــال مـــع أجـــهـــزة الـبـيـجـر المتفجرة التي استخدمتها إسـرائـيـل، فـإن برنامج «فينكس» مـن إعـــداد وكـالـة الاسـتـخـبـارات المركزية الأمـيـركـيـة لاغـتـيـال أعــضــاء «فـيـت كــونــغ» قــد «ركّـــز على (القبض أو القتل)»، كما كتب واورو، وأدى إلى سقوط ضحايا أبرياء، كما أنه لم يؤدّ إلى الاقتراب من نهاية الـحـرب؛ لأن البرنامج بأكمله كـان مبنيا على «أرقام ملفقة»، كما يوضح المؤلف، «وليس على الواقع الحقيقي»، وكان البرنامج عبارة عن طريقة أخرى لقتل الناس من دون فهم الحرب. جعلتني قراءة التاريخ الرائع الذي كتبه فافرو أفكّر في نتيجة لازمة جديدة لنظريات كلاوزفيتز: كلما كانت الاستراتيجية أقـل تماسكا في الحرب، أصـبـحـت أكـثـر تسييسا، دخـلـت الـــولايـــات المتحدة الـــحـــرب لأســـبـــاب سـيـاسـيـة ودبــلــومــاســيــة غـامـضـة (الـــظـــهـــور بـمـظـهـر الـــصـــرامـــة أمـــــام خـــصـــوم الــحــرب الباردة ليس نهاية المطاف). بعد عقدين من الزمان كـــان الــغــزو القصير والــفــوضــوي لـجـنـوب «لاوس» من قِبل القوات البرّية الفيتنامية الجنوبية والقوة الــجــويــة الأمــيــركــيــة بـمـثـابـة «مــســرحــيــة سـيـاسـيـة، ولـــيـــس حــــربــــا»، ومـــــع اقــــتــــراب مـــوعـــد الانـــتـــخـــابـــات ، لــــم تـــكـــن هـــنـــاك نـــهـــايـــة فـي 1972 الـــرئـــاســـيـــة عـــــام الأفـق، وكـان الدافع وراء الهجوم هو رغبة الرئيس ريتشارد نيكسون في جعل الأمر يبدو وكأن فيتنام الجنوبية تتولّى زمـام الأمـور في القتال، وبـدلاً من ذلك، زاد من زعزعة استقرار المنطقة، ولم يفعل شيئا يُذكر لقطع خطوط إمداد العدو. لحسن الــحــظ، خـــ ل الــحــرب الـعـالمـيـة الثانية اســتــخــدمــت الــــولايــــات المـــتـــحـــدة الــســيــاســة لـخـدمـة المـــجـــهـــود الـــحـــربـــي بـــــدلاً مـــن الـــعـــكـــس، وإن لـــم يكن الـجـمـيـع يــــــرَون الأمـــــر عــلــى هــــذا الــنــحــو. فـــي كـتـاب «أميركا أولاً: روزفلتضد ليندبيرغ في ظل الحرب» صـــفـــحـــة، دار «دوبـــــلـــــداي لـــلـــنـــشـــر»)، يُـــصـــوّر 444( إتـش دبليو بـرانـدز، نجم الطيران الشهير تشارلز ليندبيرغ، الـــذي تـحـدث عـن الـنـزعـة الانـعـزالـيـة في البث الإذاعي الوطني، بوصفها أمراً ساذجا، ولكن صادقا، في حين يُصوّر الرئيس فرانكلين روزفلت بـــأنـــه مــــخــــادع بــشــكــل مـــلـــحـــوظ فــــي جــــهــــوده لــدفــع الولايات المتحدة إلى الحرب. لـكـن فــي الـــواقـــع، كـــان فـرانـكـلـ روزفــلــت هدفا كبيراً لهذه التهمة؛ إذ تعهد الرئيس أثناء حملته الانتخابية للفوز بولاية ثالثة غير مسبوقة، قائلاً: «لن يُرسَل أبناؤكم إلى أي حـروب خارجية»، وكان جـيـمـس، نـجـل روزفـــلـــت، يـتـسـاءل عــن سـبـب اتـخـاذ والـــده هــذا المــوقــف، فـقـال والـــده مـوضـحـا: «جيمي، كـنـت أعــلــم أنــنــا ذاهـــبـــون إلـــى الـــحـــرب، كـنـت مـتـأكـداً من أنه لا يوجد مخرج من ذلـك، كان لزاما أن أثقّف الناس بشأن الحتمية تدريجيا، خطوة بخطوة»، ربما يكون هذا مخادِعا، لكن هذه السياسة ساعدت الأميركيين على المشاركة في المجهود الحربي، كان كلاوزفيتز ليفخر بذلك. فـــي الـــوقـــت نــفــســه، عــنــدمــا يــرفــض لـيـنـدبـيـرغ الـدعـوة إلـى هزيمة ألمانيا في أواخــر يناير (كانون ، يُـعـيـد إلـــى الأذهــــــان رفـــض دونــالــد 1941 ) الــثــانــي ترمب دعم المعركة الأوكرانية ضد العدوان الروسي، ويـ حـظ بــرانــدز، وهــو مـــؤرخ فـي جامعة تكساس فــرع أوســـن، لـيـونـةَ ليندبيرغ إزاء ألمـانـيـا الـنـازيـة، ولكن - في رسم صورة متعاطفة للرجل - يستبعد عديداً من التفاصيل التي تظهر في كتب أخرى، مثل السيرة الذاتية تأليف «إيـه سكوت بـيـرغ»، الفائزة .1998 بجائزة بوليتزر لعام لا يذكر براندز، على سبيل المثال، أن ليندبيرغ الـحـديـث عــن مخاطر 1940 ) رفـــض فــي مـايـو (أيــــار انـتـصـار الــنــازيــة، بـوصـفـه «ثـــرثـــرة هـسـتـيـريـة»، أو أنـــه، فـي الـعـام نفسه، ألّـفـت زوجـــة الـطـيـار آن مـورو ليندبيرغ كتاب «موجة المستقبل»، وفيه جادلت بأن العهد الجديد ينتمي إلى أنظمة استبدادية، وكان ذلـك الـرجـل يحمل مثل هـذه الـــولاءات المُـرِيـبـة حتى بعد بيرل هاربر، كما قال ليندبيرغ (في تصريحات أغـفـلـهـا بــرانــدز أيــضــا): «إن بـريـطـانـيـا هــي السبب الحقيقي وراء كل المتاعب في العالم اليوم». إن مـثـل هـــذه الإغـــفـــالات تـجـعـل كــتــاب بــرانــدز يبدو وكأنه مُـوجَـز متحيّز إلـى ليندبيرغ أكثر من كونه كتابا تاريخيا نزيها. كتب براندز يقول: «لقد أصاب ليندبيرغ كثيراً في حملته ضد الحداثة، لكنه أخطأ في أمر واحد كبير- فهو لم يرَ أن الأميركيين كـــــانـــــوا عـــلـــى اســــتــــعــــداد لـــلـــتـــدخـــل فـــــي الــــصــــراعــــات الخارجية». وأودّ أن أزعم أن ليندبيرغ كان مخطئا أكثر من ذلك؛ فقد عبث بمعاداة السامية، وهو شيء ينتقص بـــرانـــدز مــن أهـمـيـتـه، وعــلــى نـحـو مفاجئ بالنسبة لطيار شهير، لم يكن يبدو أن لديه الكثير مـــن الـبـصـيـرة فـــي دور الـــقـــوة الــجــويــة فـــي الــحــرب، وحتى في القراءة الأكثر تعاطفا، لا بد أن كلاوزفيتز كان ليحتدم غيظا. الجنرال البروسي العجوز هو موضوع تحليل جــديــد لاذع، وربـــمـــا شــديــد الـتـحـريـض مـــن ناحية «أزار غات»، المؤرخ الفكري في جامعة تل أبيب. في كتابه «أسطورة كلاوزفيتز: أو ملابس الإمبراطور صفحة، دار «كــرونــوس للنشر»)، 228( » الـجـديـدة يزعم غـات أن كتاب كلاوزفيتز «عـن الـحـرب» مؤثر بصورة رئيسية؛ لأنه مُحير للغاية. ويَخلُص إلى أن «الكثير من سمعة الكتاب تستند إلى سوء فهم دائم لما يعنيه في الواقع». هناك في الأسـاس اثنان من كلاوزفيتز؛ الأول ألّـــف فــي وقـــت مبكر مــن حـيـاتـه المـهـنـيـة الـكـثـيـر من كتب «عن الحرب»، بينما يسعى إلى فهم انتصارات نابليون السريعة والساحقة على بروسيا، والآخر كــــان يـــحـــاول بــعــد ســـنـــوات رســــم مـــســـارٍ لاســتــعــادة بروسيا مكانتها في أوروبــا، ولكن بـدلاً من تأليف كتاب ثــانٍ، كما يقول غـات، عـاد الضابط البروسي ونقّح كتاب «عن الحرب» بطرق تتناقض على نحو جَـلِـيّ مـع بعض الأجـــزاء الأسـبـق مـن نفس الكتاب. بدأ كلاوزفيتز بكتابة أن النصر يعتمد على هزيمة سريعة للعدوّ في معركة كبيرة واحــدة. وفـي وقت لاحــق أدرك أن العديد مـن الأطـــراف الفاعلة، سيما الأضــعــف مـنـهـا، قــد يـكـون لـديـهـا سـبـب لإطــالــة أمـد القتال. وشرع في التنقيح، لكنه لم يكن لديه الوقت .1831 لعلاج هذا التضادّ قبل وفاته عام وبينما كنت أقــرأ كتاب غــات، ظللتُ أفـكّـر في أنه لم يدرك النقطة الأكثر أهميةً؛ قد تشوب الأعمال الـكـ سـيـكـيـة حــالــة مـــن الــنــقــص إلــــى حـــد بــعــيــد؛ إذ تطرح أسئلة أكثر مما تقدّم من إجابات، وهو ما كان بمثابة طريق أكثر أمانا للاستمرار عبر الزمن. في الواقع، كانت واحدة من أشهر ملاحظات كلاوزفيتز تــتــعــلّــق بـــطـــرح الأســـئـــلـــة، وهـــــو يـــقـــول إنـــــه قـــبـــل أن تتصاعد أعمال العنف يجب على القادة المفكرين أن يسألوا أنفسهم: ما نوع هذه الحرب؟ وما الذي تريد أمّتي تحقيقه؟ وهل يمكن أن تحقّق ذلك فعلاً؟ هــــــذه اعــــتــــبــــارات جــــيــــدة. إن مــــواصــــلــــة حـــرب استنزاف لا نهاية لها، سواء في جنوبشرقي آسيا، أو في الشرق الأوسـط، من غير المرجّح أن تؤدي إلا إلى المزيد من الفوضى والمـوت، وعلى نحو مماثل، لو تعامل قادة أميركا بجدّية مع نهاية المسألة قبل غزو فيتنام، ناهيكم عن العراق أو أفغانستان، ربما كـانـت حـروبـهـم لتسير على نحو أفـضـل كـثـيـراً، أو ربما لم تكن لتحدث على الإطلاق. * خدمة: «نيويورك تايمز» * دونالد ستوكر الحرب الكورية هذا الكتاب يقدّم لنا أيضاً دروساً قوية بشأن المخاطر المترتبة على شنّ حرب مفتوحة من دون استراتيجية حقيقية «التسامح في الإمارات»... الأبعاد والجذور التاريخية فـضـاءات ومـحـاور بحث معمق، متخصصة في عـوالـم التعايش والتناغم المتأصلة والمـؤتـلِـقـة ضمن مـجـتـمـع دولــــة الإمــــــارات الـعـربـيـة المــتــحــدة، يناقشها ويقاربها كتاب «التسامح في الإمارات... سيرة جديدة وضّـاءة للأخوة الإنسانية (شهادات وقصص بطلها الآخر)»، للصحافي والباحث السوري رفعت إسماعيل بوعساف، الصادر، أخيراً، عن دار «ميتافيرس برس» للنشر. ويـعـرض المــؤلّــف أبـــرز شـواهـد تـآلـف وتـقـارب حــضــارات وأديــــان وثــقــافــات، مـوضـحـا أهـــم المـقـومـات الـــتـــي امــــتــــازت بــهــا وعـــلـــى رأســــهــــا: تـــجـــذّر الــتــواصــل والانفتاح في المجتمع، وتمسك قـادة الإمــارات بالقيم الإنــســانــيــة، وســمــاحــة أهـلـهـا واتـسـامـهـم بالوسطية والاعــتــدال، والمـشـروعـات والمــبــادرات النوعية الكفيلة بــتــرســيــخ الـــتـــســـامـــح مــحــلــيــا وعـــالمـــيـــا (مــــثــــل: وثــيــقــة الأخوة الإنسانية، وبيت العائلة الإبراهيمية، ووزارة الـــتـــســـامـــح، والمـــعـــهـــد الـــــدولـــــي لـــلـــتـــســـامـــح، والأعــــمــــال والمبادرات الخيرية المتنوعة). صـفـحـة، على 411 يتضمن الــكــتــاب، الـــواقـــع فــي أربــــعــــة أبـــــــواب رئـــيـــســـيـــة، وخـــاتـــمـــة تـــضـــم مــقــتــرحــات وتـوصـيـات. وتـنـاقـش فصوله جـوانـب كثيرة شاملة يُـــجـــمـــل فـــيـــهـــا بــــوعــــســــاف، وعــــبــــر ســـيـــر مـــشـــاهـــداتـــه عــامــا، 20 ومــعــايــشــاتــه فـــي الإمـــــــارات طــــوال أكــثــر مـــن وكـذا في ضـوء خلاصات أبحاثه الخاصة بالدراسة، مـصـادر وينابيع جـــدارة وتميز مجتمع الإمـــارات في مـدارات التّسامح، مبينا في مستهلّ إضاءاته الأبعاد والجذور التاريخية لحكاية التسامح في هذه الأرض، في المحطات والأزمان كافّة، طبقا لأسانيد وتدوينات تاريخية جليّة، فأهلها لطالما تميزوا بكونهم يحتفون بــالآخــر المـخـتـلـف عنهم ويــرحــبــون بــه ولا يرفضونه أو يــعــزلــون أنـفـسـهـم عــنــه، وهـــكـــذا ضـــمّـــوا وحـضـنـوا بـ ظهرانيهم أفــــراداً مـن أعـــراق ومــذاهــب شـتّـى بقوا يـبـادلـونـهـم الـحـب ويــتــأثــرون ويـــؤثّـــرون بـهـم، ثقافيا واجتماعيا واقـتـصـاديـا. ويستعرض المـؤلـف عقبها، حقائق فاعلية وإثمار مساعي وبرامج دولة الإمارات الــعــربــيــة المـــتـــحـــدة، الـــرامـــيـــة إلــــى تــعــزيــز الـــتـــقـــارب بين الأديان وأطياف الإنسانية... وكذا إطفاء ألهبة أزمات الـــهُـــويـــات، واسـتـئـصـال أســبــاب الــصــراعــات المذهبية وقطع دابر التعصب. ثم يدرس ويحلل ماهيات أعمدة وتـجـلـيـات الـتـسـامـح والـتـعـايـش فــي مـيـاديـن الـحـيـاة بالإمارات: المجتمعية والصحية والتعليمية والثقافية والاقتصادية والقانونية والإعـ مـيـة. ويـقـدم، أيضا، جملة شهادات وإشـــادات لأبـرز السياسيين ورجـالات الدين والبحاثة والكتّاب الأجانب حول ثراء الإمارات بقيم الانفتاح والتعايش والتواصل، ومنهم: الرئيس الـــروســـي فـ ديـمـيـر بــوتــ ، ومــســؤولــون أمـريـكـيـون، ونــجــم الــكــرة الأرجـنـتـيـنـي الـــراحـــل ديـيـغـو مـــارادونـــا، والـــروائـــي الـبـرازيـلـي بــاولــو كـويـلـو، ونـجـم بـولـيـوود شاروخان، وعالم النفس والباحث الكندي البروفسور إدوارد دينر. كما يُفرد الكتاب محطات موسّعة لشرح طبيعة وقيمة حصاد جهود الدولة ومبادراتها ورؤى قـادتـهـا، الضامنة تمكين وتـقـويـة هياكل ومـرتـكـزات الـتـسـامـح والــتــآخــي الإنــســانــي فــي مجتمع الإمــــارات والعالم أجـمـع، التي تكللها أعـمـال ومـشـروعـات عمل خـــيـــري وإنـــســـانـــي تـــرصـــد لـــهـــا الإمـــــــــارات مــيــزانــيــات ضخمة، تطول أصـقـاع الأرض قاطبةً ولا تميز فيها بين دين أو إثنية أو طائفة. ويـــحـــفـــل الــــبــــاب الـــــرابـــــع فــــي الــــكــــتــــاب، المــــوســــوم «حــــــــوارات وســيــمــفــونــيــة»، بــــحــــوارات وأحــــاديــــث مع رجـــال ديـــن ومـسـؤولـ ومثقفين وأطــبــاء وإعـ مـيـ ومهندسين ومـبـدعـ ، بعضهم يقيم فـي الـدولـة منذ عاما، يروون فيها حقائق ومواقف كثيرة، 60 أكثر من بشأن التسامح وواقــع انفتاح المجتمع وقبوله الآخر المختلف ورسوخ التعايش والمحبة فيه. وتضم قائمة هـــؤلاء المـحـاوريـن: أحـمـد الـــحَـــدَاد، مفتي دبــي وعضو «مــجــلــس الإمـــــــارات لـــإفـــتـــاء»، وبـــــول هــيــنــدر، أسـقـف الكنيسة الكاثوليكية في جنوب شبه الجزيرة العربية م)، وراجـو شـروف، رئيس معبد «سندي 2022-2004( غـــورو دربــــار» الـهـنـدوسـي، وحــمّــود الــحــنــاوي، شيخ عقل طائفة الموحدين الــدروز في سوريا، وسوريندر سينغ كـانـدهـاري، رئـيـس معبد «غـــورو نـانـاك دربــار السيخي»، وعشيش بروا، مسؤول «المركز الاجتماعي الـــبـــوذي» فــي الــشــارقــة، وإيــــان فـيـرسـرفـيـس، الـشـريـك المـؤسـس ورئـيـس تحرير «موتيڤيت ميديا غـــروب»، وزلـــيـــخـــة داود، أول طــبــيــبــة نــســائــيــة فــــي الإمـــــــارات م)، وبيتر هارادين، الرئيس السابق لـ«مجلس 1964( الــعــمــل الـــســـويـــســـري»، ورامــــيــــش شـــوكـــ ، أحــــد أقـــدم المصورين في الإمارات. دبي: «الشرق الأوسط» ترجمة عربية لـ «العودة إلى متوشالح» صــــدر حــديــثــا عن «مــــحــــتــــرف أوكـــســـجـــ لـلـنـشـر» فـــي أونــتــاريــو كـــتـــابٌ جــديــد بــعــنــوان: «العودة إلى متوشالح - مـعـالـجـة مُـسـتـقـبـلـيّـة لأســــــــــــــــفــــــــــــــــار مــــــــوســــــــى الـــــخـــــمـــــســـــة» لــــلــــكــــاتــــب المــــســــرحــــي الآيــــرلــــنــــدي جــــــــورج بــــــرنــــــارد شــــو، وقــد نقله إلــى العربية المـــــــتـــــــرجـــــــم الــــــــســــــــوري أســــــــــامــــــــــة مـــــنـــــزلـــــجـــــي. كلاسيك + ويأتي الكتاب ضمن سلسلة «أوكلاسيك»، (أوكسجين أوكــــ ســــيــــك) الـــتـــي يــســعــى مــــن خـــ لـــهـــا المـــحـــتـــرف إلـــــى «تــقــديــم = الــكــ ســيــكــيــات بـنـهـج جـــديـــد ومــغــايــر عـــمـــاده الاكـــتـــشـــاف وإعـــــادة صفحة. 352 الاكتشاف»، وجاء الكتاب في من التقديم: «نحن هنا أمام كتابٍ يتخذ فيه برنارد شو من المسرحية والـحـوار والنقد السياسي طريقا نحو البشرية وهـي تعيش إحـــدى لحظاتها الـتـاريـخـيـة الأكــثــر دمــــاراً، ولـنَـكُـن بـعـد قـــراءة الاستهلال حـيـالَ نظرياتٍ فلسفية وسياسية وأدبـيـة تدفعنا لـلـتـفـكـيـر فـــي طــريــقــة تـفـاعـلـنـا مـــع الــعــالــم وقــــد أمــســى نــمــوذج الـــحـــضـــارة عــلــى المـــحـــك، الـــيـــوم أكـــثـــر مـــن أي وقـــــتٍ مـــضـــى، فلا محيد عن الـكـوارث التي يُلحقها الإنسان بنفسه وبالطبيعة. فما الــذي يحتاج إليه ليصبح أكثر نضجا وحكمةً؟ يفترض شو أن ثلاثة قرون أو أكثر من عمر الإنسان كفيلة بأن تجعله يبلغ كماله العقلي في مسار تطوّرهِ وتحقيقه غايات وجوده السامية، فهل الامتداد الأفقي للزمن يحقق ذلك؟ من أين نبدأ؟ وأيـن ننتهي؟ هذا ما يقدمه لنا كتاب (العودة إلى متوشالح) كونه كتابا يتحدّى الفناء! منطلقُه الأزل ومنتهاه الأبـد. يبدأ ميلادي 31920 من آدم وحـواء في جنة عـدن، وينتهي في عام وقد أمسى بمقدور الإنسان العيش لما يتجاوز الثلاثمائة عام، وصولاً إلى ولادته من بيضة! إنه كتاب عصيّ على التصنيف، له أن يجسد تماما ماهية (الخيال العلمي)، بوصف الخيال مع )، يستدعي العلم والفلسفة 1950 - 1856( جــورج بـرنـارد شـو والفكر بحق، مقدّما هجائية كبرى لداروين والانتقاء الظرفي، مفضلاً تسميته الانتقاء التصادفي، فإذا استطعنا أن نُثبت أنّ الكون بأكمله خُلِقَ عبر ذلك الانتقاء، فلن يطيق عيش الحياة إّ الأغبياء والأوغاد. يتخذ الكتاب معبره إلــى الخيال مـن حقيقة أن البشر لا يعيشون مـدةً كافية، وعندما يموتون يكونون مجرد أطفال، واجـــداً فـي لامـــارك والنشوء الـخـ ّق سـنـده، لنكون حيال عملٍ خـالـدٍ، لا هو مسرحية ولا روايـــة، بل مزيج بينهما، مسرحية تُقرأ ولا تُجسّد، ورواية يتسيّدها الحوار... حملت المسرحيات الخمس العناوين التالية: (في البدء)، و(مزمور الأخـوان بارناباس)، و(الأمـر يحدث)، و(مأساة رجل عـجـوز)، و(أقـصـى حــدود الـفـكـرة)، وعبر حـــوارات عميقة حول مكانة العلم والـتـطـور والـفـن والإبــــداع يسافر بنا بـرنـارد شو عـبـر الأزمــنــة ليناقش الأفــكــار الـتـي يطرحها أبـطـالـه مـنـذ آدم وحـواء مـروراً بالزمن الحاضر، ومضيّا نحو المستقبل البعيد وقـد وصلت البشرية إلـى ذروتـهـا، وتخلّص الناس من الحب والــجــنــس والـــعـــاطـــفـــة، وأصـــبـــحـــوا كــائــنــات مـنـطـقـيـة خـالـصـة! لكن عبقرية بـرنـارد شو في هـذا الكتاب تكمن في تعامله مع فكرة الخلود، بحيوية وسخرية، مستكشفا العواقب النفسية لطبيعة العقل البشري الذي يحتاج إليه الإنسان ليعيش ألف عــام ويحكم نفسه بنفسه، ويتخلّص مـن الــصــراع والـحـروب والآفات التي تبدأ به وتنتهي بإفنائه». لندن: «الشرق الأوسط»

RkJQdWJsaXNoZXIy MTI5OTky