issue16780

6 حربمتعددةالخرائط NEWS ASHARQ AL-AWSAT Issue 16780 - العدد Wednesday - 2024/11/6 الأربعاء المواجهات متواصلة... والغارات ومحاولات التوغل تتجدد في المنطقة الحدودية إشارات إسرائيلية متضاربة حول تقليصالعملية البرية فيجنوب لبنان تـــرســـل إســـرائـــيـــل إشـــــــارات مـتـنـاقـضـة حــــــول الـــعـــمـــلـــيـــات الـــعـــســـكـــريـــة فـــــي جـــنـــوب لبنان؛ إذ تتحدث وسائل إعلام إسرائيلية عــــن تــقــلــيــص الـــعـــمـــلـــيـــات فــــي الأســـبـــوعـــن الأخــيــريــن وســحــب فـرقـتـن مـــن أصـــل أربـــع كـانـت تقاتل فـي مـيـدان الـحـافـة الـحـدوديـة، لكن الاشـتـبـاكـات تـتـواصـل بشكل متقطع، عــلــى أكـــثـــر مـــن مـــحـــور، فـــضـــً عـــن تفجير إسرائيل منازل ومربعات سكنية بالمنطقة الحدودية اللبنانية، فيما استأنف الجيش الإسرائيلي غاراته الجوية على تلك المنطقة. ولم تثبّت القوات الإسرائيلية أي نقطة عـسـكـريـة فـــي الـــقـــرى الـــحـــدوديـــة الـلـبـنـانـيـة أسـابـيـع 4 الـــتـــي دخـــلـــت إلــيــهــا، عــلــى مــــدى مــن عـمـر المـعـركـة الـبـريـة الـتـي أطلقتها في جنوب لبنان، وفق ما تقول مصادر أمنية لبنانية، لكنها تتوغل في العمق اللبناني، وتفخخ منازل ومنشآت مدنية وتفجرها، منزلاً ببلدة 38 كان آخرها تفجيرات طالت ميس الجبل، في حي يشرف على مستعمرة «المنارة». وقــــالــــت إذاعـــــــة الـــجـــيـــش الإســـرائـــيـــلـــي، الثلاثاء، إن بيانات الناطق باسم الجيش الإسرائيلي تشير إلى أنه «يقلص عملياته الــبــريــة فـــي جــنــوب لــبــنــان، فـــي الأسـبـوعـن الأخيرين»، وإن ذلك «يعود إلى عدد جنوده الـذيـن قُـتـلـوا خــ ل الاجـتـيـاح المستمر منذ أسابيع». 5 نحو وكــــان الـجـيـش الإســرائــيــلــي أعــلــن قبل »91« : فـــرق عـسـكـريـة، هـــي 4 أســبــوعــن أن »، تشارك في العملية 36« » و 98« » و 146« و الــبــريــة. لـكـنـه قـــال يـــوم الـسـبـت المـــاضـــي إن فـرقـتـن فـقـط تــشــاركــان فـــي الـعـمـلـيـة، هما »، مما يعني أن العملية تقوم 91« » و 146« على فرقتي الآن، ويشير ذلـك إلـى تقليص الفرق المهاجمة. غير أن الـحـديـث عـن تقليص العملية تـدحـضـه المـعـطـيـات المــيــدانــيــة؛ إذ تحدثت وســــائــــل إعــــــ م لــبــنــانــيــة عــــن «اشـــتـــبـــاكـــات عنيفة» خاضها مقاتلو «حزب الله» مع قوة إسـرائـيـلـيـة، عـنـد أطــــراف عــن إبـــل - حاني لجهة بلدة رميش، كما تحدث «حزب الله» عــن اسـتـهـداف تجمع لـلـقـوات الإسرائيلية عــنــد الأطـــــــراف الــجــنــوبــيــة الــغــربــيــة لـبـلـدة مـــــــارون الـــــــراس بــصــلــيــةٍ صــــاروخــــيــــة. كـمـا أعـلـن عــن اســتــهــداف لتجمع آخـــر فــي ثكنة «دوفـــيـــف» الـقـريـبـة مـــن الـــحـــدود اللبنانية بصلية صاروخية. وفـــــــي مـــــحـــــاولـــــة تـــســـلـــل مــــــن الـــجـــيـــش الإسرائيلي من ناحية بلدة رميش، بمنطقة «خــــانــــوق الــــكــــســــارة»، انـــدلـــعـــت اشــتــبــاكــات وتواصلت المـواجـهـات حتى فجر الثلاثاء؛ «ما أجبر القوات الإسرائيلية على الانكفاء بعد تكبدها خسائر كبيرة»، وفق ما أفادت به وسائل إعلام لبنانية. وتـشـيـر تـلـك المـعـطـيـات المــيــدانــيــة إلـى أن العملية الإسرائيلية البرية لـم تُقلّص، لـــكـــنـــهـــا تــــحــــولــــت إلـــــــى عـــمـــلـــيـــة مـــــحـــــدودة، تُـسـتـأنـف بـشـكـل مـتـقـطّـع. وبــعــد أسـبـوعـن مـــن تـــراجـــع الــقــصــف الـــجـــوي عــلــى المـنـطـقـة الــحــدوديــة، اسـتـأنـف الـطـيـران الإسـرائـيـلـي قــصــف المــنــطــقــة، حــيــث أفـــيـــد بـــغـــارة جـويـة اسـتـهـدفـت بـلـدة مــــارون الــــراس الـحـدوديـة، كـمـا أفــيــد بـقـصـف مـدفـعـي اســتــهــدف بـلـدة الـخـيـام الـتـي فشلت عملية الـتـوغـل الـبـري الإسرائيلية فيها. وعــــلــــى جـــبـــهـــة مـــــــــزارع شـــبـــعـــا وتـــــ ل كــفــرشــوبــا وقـــــرى الـــعـــرقـــوب، شــهــد بعض المــــرتــــفــــعــــات تــــحــــركــــات مـــــن قـــــــــوات المــــشــــاة وآلــــيــــات الـــجـــيـــش الإســـرائـــيـــلـــي فــــي اتـــجـــاه مـرتـفـع الـسـدانـة وبــوابــة شـبـعـا، وتعرضت هــــذه الــتــحــركــات لــ ســتــهــداف بـالـصـلـيـات الصاروخية، فيما تبقى المناطق الحرجية فـــــي شـــبـــعـــا وكــــفــــرشــــوبــــا عــــرضــــة لـلـقـصـف المــــدفــــعــــي والـــــــغـــــــارات الــــجــــويــــة بـــــن الـــحـــن والآخر. قصفجوي وفي مقابل تراجع العمليات بالمنطقة الـــحـــدوديـــة، تــوســع الــقــصــف الـــجـــوي إلــى الـــداخـــل الـلـبـنـانـي الــــذي طـــال بـلــدة الجية عــلــى ســـاحـــل جــبــل لــبــنــان الــجــنــوبــي، في واحدة من أندر الضربات في تلك المنطقة. وارتفعت أعمدة الدخان بالمنطقة، بعد غارة إسرائيلية واحدة على الأقل استهدفت شقة بمبنى سكني في الجية. وقـال سكان طـــوابـــق، 4 المــنــطــقــة إن المـــبـــنـــى مـــؤلـــف مــــن واستُهدف القسم العلوي منه، ما أدى إلى تدمير شقتي فـي الـطـابـق، لكن المبنى كان خــالــيــا مـــن الـــســـكـــان، مــمــا حــــال دون وقـــوع قتلى. وفـــي ســيــاق الاســتــهــدافــات فـــي العمق أيـضـا، قصف الـطـيـران الـحـربـي مبنى على طــــريــــق مــــدخــــل «مـــســـتـــشـــفـــى الـــشـــيـــخ راغــــب حــــرب» فــي تــــول، كـمـا ذكــــرت وزارة الصحة اللبنانية أن ضــربــات الـثـ ثـاء أســفــرت عن أشـــخـــاص قــــرب مــديــنــة بـعـلـبـك في 5 مـقـتـل سـهـل الــبــقــاع (شــــرق لــبــنــان)، بـيـنـهـم اثـنـان لقيا حتفهما بضربة على سيارة. وسجلت غـارات على كفرا والشهابية وتـول وعيناتا ومحيط مدينة صور والشبريحا والمنطقة بي بلدتي عيتيت ووادي جيلو وطير دبا وعيتيت وعنقون وأرنــون ويحمر الشقيف وديـــر الــزهــرانــي وخــربــة سـلـم، وهـــي بـلـدات جنوبية تقع فـي الـعـمـق. واستهدفت غـارة مـنـطـقـة كــفــرجــوز فـــي الـنـبـطـيـة بــصــاروخَــي «جــــو - أرض»، بـيـنـمـا تـسـبـبـت غـــــارة على أطراف بلدة البازورية في وقوع إصابات. ألفوحدة سكنية مدمرة 40 وتُــخــلّــف الـــغـــارات الإسـرائـيـلـيـة دمـــاراً كـــبـــيـــراً. وتـــفـــيـــد الـــســـلـــطـــات الــلــبــنــانــيــة بـــأن بـــلـــدة فـي 37 َ الـــجـــيـــش الإســـرائـــيـــلـــي مـــســـح ألـف وحـدة سكنيّة 40 جنوب لبنان، ودمّــر بـــشـــكـــل كــــامــــل، وفـــــق مــــا أعـــلـــنـــت «الـــوكـــالـــة الـــوطـــنـــيـــة لـــــإعـــــ م» الـــرســـمـــيـــة الــلــبــنــانــيــة الــثــ ثــاء. وذكــــرت «الــوكــالــة» أنـــه «فـــي إطــار الــــحــــرب الـــتـــدمـــيـــريـــة الــــتــــي يــشــنــهــا الـــعـــدو الإسـرائـيـلـي على لبنان عموما، والجنوب خـصـوصـا، والـــغـــارات والأعـــمـــال العسكرية التدميرية، يـقـوم جيشه بتفخيخ وتدمير أحياء في مدن وبلدات بكاملها». بلدة 37 وقالت «الوكالة» إن «أكثر من تم مسحها وتدمير منازلها»، مشيرة إلى ألــف وحـــدة سكنية دُمّـــرت 40 أن «أكـثـر مـن تدميراً كاملاً». ووفـق «الوكالة»، فإنه «من الـــواضـــح أن هـــذا يـحـدث بمنطقة فــي عمق كــيــلــومــتــرات، تـمـتـد مـــن الـــنـــاقـــورة حتى 3 مــشــارف الــخــيــام». وأعـلـنـت وزارة الصحة اللبنانية، مساء الاثـنـن، ارتـفـاع «حصيلة ضــحــايــا الــــعــــدوان الإســـرائـــيـــلـــي المــتــواصــل أكـتـوبـر (تـشـريـن الأول) 8 عـلـى الــبــ د مـنـذ 492 ألفا و 13 آلاف وشهيدين، و 3 ، إلى 2023 جريحا». قافلة لـ«الصليب الأحمر» و«يونيفيل» في أثناء توجهها إلى وطى الخيام (متداول) بيروت: نذيررضا مدنياً قُتلوا قبل أسبوع في الخيام 12 انتشال جثامين انـــتـــشـــل مــســعــفــون يــنــتــمــون لــــ«الـــصـــلـــيـــب الأحـــمـــر الدولي» و«اللبناني»، بمؤازرة قوات «يونيفيل»، جثث اللبنانيي العالقة تحت ركـــام مبنى فـي منطقة وطى الــخــيــام، مــن جــــراء غــــارة إسـرائـيـلـيـة اسـتـهـدفـت المبنى في الأسبوع الماضي، ومنعت القوات الإسرائيلية فرق الإسعاف من الوصول إلى المبنى. شخصا فـي غـــارة إسرائيلية استهدفت 20 وقـتـل مبنى في وطى الخيام الأسبوع الماضي، كان يقطن فيه أكتوبر (تشرين 29 لبنانيون وسـوريـون مدنيون، في الأول) الماضي. ومنع الجيش الإسرائيلي فـرق الإنقاذ من الوصول إلى المبنى، خلال عملية التوغل التي نفذها فـي المنطقة لـلـوصـول إلــى مدينة الـخـيـام مـن الجهتي الشرقية والجنوبية، قبل أن تنسحب قواته بالكامل. جثث يـوم الأحــد، كانت تحت أنقاض 5 وانتشلت المبنى، قبل أن تنتهي فترة السماح الإسرائيلية، مما دفـــع فـــرق الإنـــقـــاذ إلـــى إخـــ ء المـنـطـقـة. وبـعـد اتـصـالات أجـراهـا «الصليب الأحـمـر» الـدولـي واللبناني، نظمت قــافــلــة الـــثـــ ثـــاء، تـضـمـنـت آلـــيـــات وجــــرافــــات ومـــعـــدات رفـــــع، إضـــافـــة إلــــى ســــيــــارات إســــعــــاف، وشــــاركــــت فيها «اليونيفيل» و«الصليب الأحـمـر» الـدولـي واللبناني، وبدأت برفع الأنقاض واستكمال انتشال الجثامي. وقـالـت وسـائـل إعـــ م لبنانية إن الجثامي تعود لبنانيا، بالإضافة إلى جثمان عامل سوري. ولاحقا 14 لـ جـثـث، وأشـــ ء 10 جـثـة، عــبــارة عــن 12 أفـيـد بـانـتـشـال لــشــخــصــن مـــدنـــيـــن آخــــريــــن، حــســبــمــا قـــــال «الــصــلــيــب الأحــــمــــر»... فـيـمـا بــقــي ثــ ثــة مـنـهـم تــحــت الـــركـــام بعد انتهاء المهلة، الثلاثاء، التي أعطاها الجيش الإسرائيلي لفرق الإسعاف. بيروت: «الشرق الأوسط» سحب فرقتين إسرائيليتين من أصل أربع كانت تقاتل علىحدود لبنان فضّلوا العيشعلى توقيت إنذارات إسرائيل بدلاً من «ذل التهجير» لبنانيون يعودون إلى الضاحية... مع حقائب مجهّزة للرحيل السريع تعيش ن. حـمـود وعائلتها على وقع الإنـــذارات التي تطلقها إسرائيل إلـى سكان الضاحية الجنوبية لبيروت، بعدما قـرّرت العودة إلى منزلها في منطقة الغبيري التي تــتــعــرض لـلـقـصـف الإســرائــيــلــي بـــن الـحـن والآخــــــر، «نــفــضّــل أن نـــمـــوت فـــي بـيـتـنـا ولا نتعرض للذل خارجه». بهذه الكلمات تعبّر الفتاة العشرينية عــن وضـعـهـا ووضــــع عـائـ تـهـا الــتــي باتت حياتها وحياة من قرّر العودة إلى الضاحية رغـــــم الـــخـــطـــر، مــبــرمــجــة عـــلـــى وقـــــع حــســاب المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي أفيخاي أدرعـــي الـــذي اعـتـاد أن يـنـذر الضاحية عبر منصة «إكــــس»، ويـحـدد الأبـنـيـة المستهدفة قبل قصفها بوقت قصير، مؤكدة أن هناك الكثير من العائلات التي أجبرتها الظروف عـلـى اتـــخـــاذ هـــذا الـــقـــرار بـحـيـث تــهــرب بعد الإنذارات ومن ثم تعود إلى منازلها. وإذا كـــان الـبـعـض عـــاد إلـــى الضاحية لأسـبـاب مرتبطة بــالأوضــاع المــاديــة، وعـدم الـــقـــدرة عــلــى دفــــع بــــدل الإيـــجـــار المــرتــفــع أو توفر مكان آمـن لـه، فـإن عائلة حمود عادت «لأســـبـــاب مـرتـبـطـة بـالـتـضـيـيـق عـلـيـنـا ولا سيما على إخوتي الشباب، في المنطقة التي لـجـأنـا إلــيــهــا، فـــي جـبـل لـبـنـان حـيـث بـاتـوا يدققون فـي هوية الأشـخـاص الـذيـن يأتون إلينا، كما عند خروج إخوتي ودخولهم». وأتـــى هـــذا التضييق بـعـد التفجيرات الـتـي استهدفت أشـخـاصـا محسوبي على «حــــزب الـــلـــه» فـــي مـنـاطـق خــــارج الـضـاحـيـة والجنوب والبقاع، والتي تعدّ في معظمها مناطق آمنة، وهو ما أدى إلى حالة من القلق والـــخـــوف فــي أوســــاط المـجـتـمـعـات المضيفة انعكست سلبا على وجود النازحي. وفـي ظـل هـذا الـواقـع، وبعد شهر على إقـامـة عائلة حـمـود فـي مـنـزل مستأجر في جـبـل لــبــنــان، قــــررت الـــعـــودة إلـــى الـضـاحـيـة الـتـي يـسـود فيها الــهــدوء الــحــذر فــي الأيـــام الأخيرة، بعدما كانت قد تعرضت للقصف قبل خمسة أيام. تـــتـــحـــدث نــــــور عـــبـــر الــــهــــاتــــف وصـــــوت طـــائـــرات الاســتــطــ ع الإسـرائـيـلـيـة لا يـغـادر أجــواء الضاحية، وتـقـول: «عدنا قبل عشرة أيام. نظفنا منزلنا بعدما أحضرنا ما تيسّر من السوق؛ كي لا نضطر للدخول والخروج كثيراً، وجهّزنا حقائب صغيرة تحتوي على بعضالأغراضالأساسية، وننتظر الإنذارات الإسرائيلية كي نخرج من الضاحية». المكان الآمن بالنسبة إلى نور وعائلتها اليوم بات شاطئ البحر، «بعد الإنــــذارات الإسرائيلية نذهب إلى الشاطئ، ننتظر انتهاء القصف، ومــن ثـم نعود إلــى بيتنا على أمــل أن يبقى صامداً ليبقى ملجأنا». وعند سؤال نور عن الشعور بالخوف الذي يعيشونه اليوم في منطقة باتت شبه مــدمــرة وهــدفــا دائــمــا للقصف الإسـرائـيـلـي، تقول: «نحن شعب لا نخاف، نؤمن أنـه من الأفـضـل أن نـمـوت فـي بيوتنا ولا نتعرض لــــلــــذل... ومــــا كــتــب لــنــا ســيــحــصــل... إمــــا أن نـنـتـصـر ونـــحـــن عــلــى يــقــن بـــذلـــك، وإمـــــا أن تنتهي الحرب ونكون من الشهداء». وبانتظار توقف آلة الحرب وانكشاف الـصـورة الحقيقية للحرب المـدمـرة، تشير الـــتـــقـــديـــرات وفـــــق الـــبـــاحـــث فــــي «الـــدولـــيـــة لـلـمـعـلـومـات»، مـحـمـد شـمـس الـــديـــن، إلـى مبنى مــدمــراً فــي الضاحية 240 أن هـنـاك مبنى تعرضت 360 الجنوبية لـبـيـروت، و ألــــــف وحـــــدة 12 لـــــدمـــــار جــــزئــــي أي نـــحـــو ســـكـــنـــيـــة، كــــعــــدد إجــــمــــالــــي، وهــــــي تـــتـــوزع بشكل أساسي بي حــارة حريك والليلكي والجاموس والغبيري. وإذا كـــانـــت عــائــلــة حـــمـــود قـــــادرة على دفع إيجار منزل، فإن الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية التي تحول دون قـدرة الكثير من العائلات على إيجاد أماكن آمنة للجوء إليها، أدت أيضا إلى عودة بعض العائلات، فيما تفكّر عائلات أخرى بالعودة كذلك إذا لم تجد مأوى. وهــــذا مـــا تــعــبّــر عــنــه، أم مــحــمــد، الـتـي طلب منها وعــدد من العائلات الـخـروج من مـــدرســـة فـــي بـــيـــروت كــانــت قـــد لــجــأت إليها مع عائلتها، بعدما اتّخذ قـرار بإعادة فتح المـدارس للتعليم، وطلب منهم المغادرة يوم الخميس كـحـد أقــصــى. وفـــي حــن تـؤكـد أن مدير المـدرسـة الخاصة الـذي استقبلهم في منطقة عي الرمانة، منذ بدء الحرب قام بكل ما يلزم لمساعدتهم وقدم لهم كل التسهيلات الــــ زمــــة، تــقــول لــــ«الـــشـــرق الأوســـــــط»: «لـكـن اليوم اتخذ القرار وفرضت علينا المغادرة، والمــشــكــلــة أنــنــا لا نــجــد مــكــانــا نــذهــب إلــيــه، وإذا بقي الوضع كذلك، فسنعود أنا وولدي وزوجـــي المـريـض إلــى الـشـيـاح، فـي ضاحية بــــيــــروت الـــجـــنـــوبـــيـــة، كـــمـــا فـــعـــل الــكــثــيــر مـن العائلات». والأســـبـــاب نفسها، جعلت مــن فاطمة تــتــخــذ قـــــرار الــــعــــودة أيـــضـــا إلــــى الـضـاحـيـة الجنوبية، مـع أطفالها الـثـ ثـة، رغــم خطر الـقـصـف الـــدائـــم، وذلـــك بـعـدمـا ضـــاق البيت الذي كانت تسكن فيه مع أقارب لها بسكانه، ونشأت الخلافات فيما بينهم، فما كان لها إلا حمل أغراضها والعودة إلى منزلها وما تبقى مـن المنطقة الـتـي نشأ أولادهــــا فيها، «على أمل أن ينتهي هذا الكابوس قريبا». أما من لا يزال صامداً في أماكن النزوح الـتـي لـجـأ إلـيـهـا، وبـقـيـت جــــدران مـنـزلـه في الضاحية بعيدة عن القصف، فهو يزورها بي اليوم والآخر في فترة الهدوء، ليطمئن عليه ويحمل مـا تيسّر لـه مـن الأغــــراض له ولعائلته، لا سيما مع اقتراب فصل الشتاء والمؤشرات التي تجعل الجميع شبه مقتنع أن أيام الحرب ستكون طويلة. مـــع الـعـلـم أن مـعـظـم ســكــان الـضـاحـيـة الجنوبية لبيروت، يتحدرون من منطقتي الجنوب والبقاع، اللتي تتعرضان بدورهما إلــــى قــصــف إســـرائـــيـــلـــي مـــتـــواصـــل وتــدمــيــر ممنهج، ما يمنع العودة إليهما أيضا، وهو ما عاد وحذّر منه أدرعي، الثلاثاء، متوجها إلى أهالي الجنوب مذكراً إياهم بأن الحرب لا تـــزال مـسـتـمـرة: «نـنـاشـدكـم الامــتــنــاع عن السفر جنوبا والـعـودة إلـى منازلكم أو إلى حقول الزيتون الخاصة بكم». بيروت: كارولين عاكوم مناصر لـ«حزبالله» يجول بينركام ناتج عن الغارات الإسرائيلية على الضاحية الجنوبية (أ.ب)

RkJQdWJsaXNoZXIy MTI5OTky