issue16780
انتهت مرحلة الاقتراع في الانتخابات الأميركية ، وبــــدأت مـرحـلـة الـتـجـاذبـات بــن الـفـرقـاء حـول 2024 نتيجتها بي مؤيد ومعارض، بل ومشكك. وإذا كان مستند التشكيكمختلفاً بيمن يرى أنعملية الاقتراع قد اعتراها تزوير أو تلاعب، ومن يبني تشكيكه على عـدم أهلية جماهير الطرف الآخــر للتصويت بسبب كونهم «مضللي» ولا يعون خـطـورة الاخـتـيـار، فإن الحقيقة التي لا يمكن إنكارها أن الشعب الأميركي .2016 مستمر في الانقسام منذ انتخابات ثمة من يحمّل الجمهوري دونالد ترمبمسؤولية الانقسام، كونه القاسم المشترك الوحيد في المواسم الانتخابية الثلاثة؛ لكن الموضوع أخطر بكثير. فما كان لترمب أن يجد مكاناً في المشهد السياسي لولا حـــالـــة الـــيـــأس الـــتـــي وصــــل إلــيــهــا الــنــاخــب الأمــيــركــي مـن خيبة أمـلـه فـي السياسيي التقليديي الـذيـن لم يعودوا يلبون طموحه ويعبرون عن تطلعاته. بعيداً عـن الـداخـل الأمـيـركـي، وكيف ينظر أبناء الـــعـــم ســــام لـسـيـاسـيـيـهـم، والأســـــس الـــتـــي يــخــتــارون قيادتهم، فلنتوقف قليلاً عند نـظـرة الـــدول الأخــرى لــتــلــك الانـــتـــخـــابـــات. ولـــنـــحـــدد دول الـــشـــرق الأوســــط وعــ قــة سياستها بـالـقـادم الـجـديـد - الـقـديـم للبيت الأبيض. بـعـض الــــدول ربـــط مـصـيـره ربـطـ بـالانـتـخـابـات الأمـــيـــركـــيـــة، وتـــــم تـــأجـــيـــل عـــــدد كــبــيــر مــــن الـــــقـــــرارات المـصـيـريـة حـتـى يتبي مــن سـيـكـون الـرئـيـس الــقــادم. ومــع علمهم بــأن المــوضــوع قـد لا يحسم إلا فـي وقت ، فقد علقوا 2025 ) التنصيب في يناير (كانون الثاني مصيرهم بنتيجة الانتخابات. والسؤال الذي يُطرح عــلــى ســيــاســيــي تــلــك الـــــــدول: مـــا الــــفــــارق المـــرجـــو من السيناريوهي المحتملي كليهما (ترمب أو هاريس)؟ بمعنى، هل ثمة خطة واضحة للتعامل مع كل مرشح وفق معطيات إجرائية واضحة؟ الحقيقة المــــرّة أنـــه لا تـوجـد رؤيـــة واضــحــة لـدى مـــن أوهــــمــــوا جــمــاهــيــرهــم بــأنــهــم يــنــتــظــرون نتيجة الانـتـخـابـات الأميركية ومــا سـتـؤول إلـيـه. فـ يوجد مرشح - حزب حليف لتلك الدول حتى يراهنوا عليه؛ لـكـنـهـم يـفـضـلـون تــســويــق الـــوهـــم عــلــى مـواطـنـيـهـم، وتعليق فشلهم على شماعة القوى العظمى. عــــنــــدمــــا نـــنـــظـــر لــــلــــقــــوى الإقــــلــــيــــمــــيــــة، فــــإنــــهــــا لا تــعــول عـلـى مــرشــح بـعـيـنـه، وإنـــمـــا تـسـتـعـد لمـواجـهـة الـسـيـنـاريـوهـات المختلفة وفــق مصالحها القومية. فإسرائيل تستفيد من حالة عدم الاستقرار السياسي لـــدى الإدارة الـديـمـقـراطـيـة فـــي المــضــي قــدمــ بالقتل والتدمير بلا قيود، فحليفها الأكبر مشغول بنفسه وبترتيب العملية السياسية في واشنطن العاصمة. أمــا بالنسبة لإيـــران، فهي تعي تماماً أن لا فــرق بي الـــجـــمـــهـــوري والـــديـــمـــقـــراطـــي إلا عــلــى صــعــيــد الأداء الإعــــ مــــي. وإذا كــــان الــبــعــض يـنـظـر لـلـديـمـقـراطـيـن بأنهم أنعم في التعامل مع طهران، فإن الواقع يقول إن الديمقراطيي عندما عـــادوا للبيت الأبـيـض عام ،2015 لـــم يـــوفـــوا بـاتـفـاقـهـم الــــذي وقـــعـــوه عـــام 2020 رغم أن الرئيس الحالي كان نائباً للرئيس الذي أبرم الاتفاق. ولا حاجة للحديث عن تركيا، فهي عضو في «الناتو» وتنسجم مع الحالة الأوروبية بشكل كبير. وتأتي المملكة العربية السعودية على النقيض مــن معظم الــــدول الـعـربـيـة فــي نـظـرتـهـا للانتخابات الأمــــيــــركــــيــــة. فـــقـــد أحـــســـنـــت الـــتـــعـــاطـــي مــــع الإدارات المـتـعـاقـبـة مــن دون أن تـسـمـح لـواشـنـطـن بـلـعـب دور الـفـاعـل فـي المـوقـف الـسـعـودي مـن مختلف القضايا. ولـــــم تـــســـتـــجِـــب لمـــطـــالـــب تــــرمــــب فــــي تـــوقـــيـــع الاتــــفــــاق الإبـــراهـــيـــمـــي مـــع إســـرائـــيـــل، بــســبــب تــمــســك الــقــيــادة الـسـعـوديـة بـمـوضـوع حـل الـدولـتـن بوصفه أساساً يحفظ للفلسطينيي كرامتهم. وأخـيـراً، فقد عاملت الرياض إدارة بايدن ببرود كبير يليق بما تطرق إليه في الموسم الانتخابي الماضي. ولكن الفارق شاسع بي بايدن وترمب. فترمب - بـطـبـعـه - شـخـص مـنـفـلـت فـــي أحـــاديـــثـــه. لـكـن على صـعـيـد الأجـــنـــدة الــســيــاســيــة، لـــم يـــــدرج شـيـئـ يضر المصالح القومية السعودية؛ بل على العكس، كانت مواقفه إيجابية بشكل كبير. فقد أوضــح ترمب أنه لــيــس مـسـتـعـداً لــخــســارة الــعــ قــة مـــع الـــريـــاض بـنـاء على الأسباب التي ساقها مروجو تلك الأزمـة، قالها بوضوح شديد. خـــ صـــة الـــقـــول؛ إن الانـــتـــخـــابـــات الأمــيــركــيــة لن تأتي بالمخلّص ولا بالمعطّل، وإنما ستأتي برئيس، وحكومة تخدم أجندة القوى العظمى. بالتالي، فإن من يراهن على ترمب أو هاريس إنما يحاول تسويق أسباب لفشله القائم والمقبل. أما الـدول التي تحسن رسم سياساتها الوطنية، فإنها تتعامل مع واشنطن وفــــق مـصـالـحـهـا الــقــومــيــة، بــغــض الــنــظــر عـــن الـفـيـل الجمهوري أو الحمار الديمقراطي. مـنـذ الــحــرب الإسـرائـيـلـيـة عـلـى غـــزة، وبـعـد عملية التي قامت بها 2023 ) السابع من أكتوبر (تشرين الأول «حماس» والفصائل الفلسطينية، وأكثر تعبير يتردد هو «اليوم التالي» سواء في غزة، أو الآن في لبنان بعد اندلاع الحرب الإسرائيلية هناك على «حزب الله». ورغـم تـردد تلك العبارة، وطـوال عام كامل، فإنه لا شيء حقيقياً حصل، حيث لم نتعرف إلى «اليوم التالي»، وإنما أفكار حوله، سواء في غزة أو لبنان، لكن المنطقة الآن برمتها باتت في عهدة «اليوم التالي» المنتظر، وذلك بحسب نتائج الانتخابات الرئاسية الأميركية. قد ينشر هـذا المقال وقـد عـرف العالم ساكن البيت الأبيض الجديد، سواء دونالد ترمب، أو كامالا هاريس، وقد لا نعرف لمدة أيام، أو شهر أو اثني، وكما حدث عام ، بي آل غور الديمقراطي والرئيس الأسبق بوش 2000 الابن الذي فاز بتلك الانتخابات كما هو معروف. لـكـن الأكـــيـــد، والـــــذي لا نـعـرفـه عـلـنـ ، وقـــد لا يـكـون موجوداً إلى الآن كخطة، هو مصير ومآلات هذه الأزمات في منطقتنا. هل من يوم تالٍ للحرب في غزة أو لبنان؟ هل من تصور للأزمة الإسرائيلية المتصاعدة مع إيران؟ هــل لــدى «حــمــاس» أو السلطة الفلسطينية خطة واضحة للتعامل مع الرئيس الأميركي الجديد، أياً كان؟ هل من خطة أو تصور لبناني للتعامل مع كارثة الحرب الإسرائيلية على «حزب الله»، وتداعيات ذلك على لبنان الدولة، والمكونات الاجتماعية؟ هـــــل مـــــن تــــصــــور إيـــــرانـــــي لـــلـــتـــعـــامـــل مـــــع الـــرئـــيـــس الأميركي القادم؟ أم أن الوضع كله قائم على مبدأ «انتظر وترقب»؟ أم لدى طهران تواصل سري عبر قنوات خلفية مع المرشحي للرئاسة، وحــدث ذلـك إبــان أزمــة الرهائن الأميركيي بطهران فترة الانتخابات التي أتت بريغان رئيساً لأميركا حينها؟ الأكيد، وللأسف، خصوصاً في حالة غزة ولبنان، أن مــن لـديـه تـصـور لمــا يخصه مــن «الــيــوم الـتـالـي» هو إسـرائـيـل، وتـحـديـداً رئـيـس الــــوزراء بنيامي نتنياهو، والــــذي سيعمل عـلـى سـيـنـاريـوهـن مختلفي، لكنهما متسقان. في حال كان ساكن البيت الأبيض الجديد «حليفاً شـخـصـيـ »، فـــإن نـتـنـيـاهـو يـعـلـم تـمـامـ مــا عـلـيـه فعله، وهو الاستمرار بحربه، وتهيئة الأرضية لتنفيذ خططه المسبقة. مثلاً إذا كان الفائز دونالد ترمب فإن نتنياهو، وكما هو معلن، كان على اتصال مع الرئيس السابق. وفي حال كانت هاريس هي الفائزة بالانتخابات، فـالأكـيـد أن خـطـة نـتـنـيـاهـو لــذلــك «الـــيـــوم الــتــالــي»، هي التصعيد وفــرض واقــع لا يمكن تجاهله عند تنصيب هـــاريـــس فـــي يــنــايــر (كــــانــــون الـــثـــانـــي) المـــقـــبـــل، الــقــادمــة بوصفها رئيسةً جديدة، في حال فوزها. وسيكون نتنياهو محظوظاً أكثر، وأياً كان الفائز بالبيت الأبيض، لو قامت إيــران فعلياً بالرد على الرد الإســرائــيــلــي، وشــنــت هـجـومـ عـسـكـريـ ضــد إســرائــيــل، سواء انطلاقاً من إيران نفسها، أو من الأراضي العراقية، كما يشاع الآن. حينها سيكون «اليوم التالي» مضموناً بالنسبة لـنـتـنـيـاهـو، وأيــــ كــــان الــرئــيــس الأمـــيـــركـــي الـــجـــديـــد، بل إن ذلــك الـــرد الإيـــرانـــي، حــال حــدوثــه، سيمنح نتنياهو أرضية صلبة في الـداخـل الإسرائيلي نفسه مما يحتم على الرئيس الأميركي القادم، أياً كان، دعم نتنياهو. وعـلـيـه، هــي مـرحـلـة حـسـاسـة، وتـداعـيـاتـهـا خطرة على كل المنطقة. «الـــحـــرب الأهــلــيّــة فــي لـــبـــنـــان»... تعبير بات يتكرّر على ألسنة سياسيّي وإعلاميّي لبنانيّي، ويـحـذّر منه ديبلوماسيّون عرب وأجــانــب. والـعـنـوان الكبير والخطير هــذا لا يـحـتـمـل الاســتــخــفــاف بـــه، وإن كـــان أيــضــ لا يستدعي التضخيم وتحويله سبباً للتهويل. فمن جهة، لا يخلو الأمـر من عناصر قـلـيـلـة تـبـعـث عــلــى شــــيء مـــن الاطــمــئــنــان، إذ ليس هـنـاك الـيـوم طــرف لبنانيّ يحمل الــســ ح إلـــى جـانـب الإسـرائـيـلـيّـن، وليس هناك مشروع سياسيّ إسرائيليّ للبنان، مثلاً. كذلك 1982 على ما كانته الحال في مــا مــن طـــرف خــارجــيّ يــحــرّض عـلـى حـرب أهليّة أو يموّلها. ذاك أنّ أخصّائيّي هذه المـهـمّـة لـيـسـوا جـاهـزيـن لـهـا الآن: ســوريّــا الأســـــــديّـــــــة مـــشـــغـــولـــة بـــــــمـــــــداراة أحــــوالــــهــــا الـــعـــجـــيـــبـــة، والـــــعـــــراق الــــصــــدّامــــيّ ولـيـبـيـا القذّافيّة صارا من الماضي الميّت. أمّا إيران الخمينيّة فطريق صادراتها الحربيّة إلى لبنان باتت مقطوعة أو، في الحدّ الأدنـى، مُراقَبة ومُعاقة. ويُــفــتــرض أن لا يــكــون فـــي لــبــنــان، بعد الـــكـــارثـــة الــحــالــيّــة والمـــتـــمـــاديـــة، مَــــن هـــو قـــادر على خوض حرب أهليّة أو راغب فيها. فإلى العُزّل من خصوم «حزب الله» هناك المُنهَكون من محازبيه، والـكـلّ، ولـو بتفاوت، يستولي عليهم الألم والحزن والإنهاك. مع هذا، ومن جهة أخرى، يبقى التحفّظ واجباً إذ قد يبدّد الواقعُ الـذي لم تنجلِ بعدُ صـــورتـــه الـكـامـلـة الـــتـــوقّـــعــاتِ المـسـبـقـة، وهـــذا فيما احتمال تطاول حـرب إسرائيل و»حـزب الله»، ولو اختلفت أشكالها، أكبر من احتمال إنهائها السريع، على ما يبدو. وفي الحالات جميعاً، ينبغي عدم التقليل ممّا قد تسفر عنه اتّجاهات قويّة غير مشجّعة، والمؤسف أنّها قابلة للتنامي. فـــــبـــــغـــــضّ الـــــنـــــظـــــر عـــــــن الـــــتـــــضـــــامـــــن مـــع النازحي، بوجهيه الحقيقيّ والفولكلوريّ، هــــنــــاك بــــن الــــطــــوائــــف الـــلـــبـــنـــانـــيّـــة، بـــقـــواهـــا الـسـيـاسـيّـة والــحــزبــيّــة ومـــن دونـــهـــا، عـ قـات مــتــوتّــرة ودم ســيّــئ يـصـبـغ المـــاضـــي، وهـنـاك حاضر تتنافس فيه نظريّتان للبنان تختلف واحدتهما جذريّاً عن الأخرى. وثمّة محطّات داهـــمـــة قـابـلـة أن تــتــحــوّل، فـــي المـــنـــاخ المـــتـــأزّم الراهن، محطّاتِ تفجير، كمثل سؤال الأولويّة بي انتخاب رئيس جديد للجمهوريّة ووقف إطلاق النار... ومسألة النزوح والتهجير، وهي هائلة الـحـجـم بــكــلّ المــعــانــي، تـمـلـك طــاقــة تفجيريّة هائلة أيضاً، خصوصاً في ظلّ ضآلة الموارد وميلها إلـــى مـزيـد مــن الــتــضــاؤل، وانـكـمـاش قدرة الدولة كصاحبة دور اقتصاديّ وماليّ، وهذا فضلاً عن إمكانات التلاعب الإسرائيليّ بالمخاوف الأمنيّة، وعـن قـدرة الإسرائيليّي، مـن خــ ل الــغــارات الحربيّة وأفــعــال الـعـدوان الوحشيّة الأخرى على عموم الطائفة الشيعيّة ومـنـاطـقـهـا، عـلـى شـحـذ الــحــذر المــتــبــادل بي السكّان وتنشيطه. وهناك السؤال الكبير الذي ينطوي، هو الآخر، على طاقة خرابيّة لا يُستهان بها: هل يقبل «حزب الله» التحوّل إلى حزب سياسيّ مـنـزوع الـسـ ح مثله مثل أيّ حــزب سياسيّ آخـــر؟ وفـــي ظـــلّ المـيـل المــرجّــح إلـــى الــرفــض، لا يُستبعد عن بعضخصومه، بشيء من الخفّة وشيء من الثأريّة، مدّ خصومتهم له لتشمل الـطـائـفـة الـشـيـعـيّـة، ومـــن ثـــم انـــضـــواء الـبُـعـد الـسـيـاسـيّ لـلـصـراع فــي بُـعـد طـائـفـيّ ساحق وشـامـل. وهنا تستدعي الأمـانـة القول إنّ ما تبقّى من تعابير التفاف حول «الحزب» إنّما ترتدّ سلباً على الملتفّي وعلى عموم العلاقات الأهليّة بي الطوائف. ولسوف تكون كلّ إطالة زمنيّة للحرب، وكلّ إنكار للوقائع الجديدة، تقصيراً لطريق الاحتراب وتأزيماً إضافيّاً للتواصل المأزوم أصـــً بــن الـلـبـنـانـيّـن، لا سـيّـمـا مــع تمسّك الناطقي بلسان «حزب الله»، والدائرين في فلكه، بلغة متعجرفة من التهديد والوعيد والتخوين حـيـال مَــن لا يـــرون رأيـهـم. وهـذا فـضـً عـن إشـــارات تكاثرت مــؤخّــراً، وبــدأت تــشــي بــالمــيــل إلــــى تــشــويــه صـــــورة الـجـيـش وأيّ دور قد يلعبه في تفادي انفجار النزاع الأهليّ، وهو الطرف الوحيد المؤهّل لذلك. فـــــوق هـــــــذا، هــــنــــاك حـــــــالات ثـــــ ث لــزجــة تتقاطع عند ترك الأمور في محطّة من الفراغ السياسيّ، يجتمع فيها التعفّن إلى الاحتمال الانفجاريّ: - انــــتــــهــــازيّــــة الـــســـيـــاســـة الإســـرائـــيـــلـــيّـــة وسينيكيّتها حيال «اليوم التالي» في لبنان، كما في قطاع غزّة، - وجـن السياسيّي القيّمي على أمـور لبنان ممّن يستبدّ بهم، ولـو أنـكـروا، شعور عميق بضعف شـرعـيّـتـهـم يـعـطّـل مبادرتهم المستقلّة عن «حزب الله»، - وعــــجــــز المــــــداخــــــ ت الـــديـــبـــلـــومـــاســـيّـــة الــــخــــارجــــيّــــة تـــبـــعـــ لمـــــدى المـــــمـــــالأة لإســـرائـــيـــل وانتهاكاتها ولانـعـدام الثقة بظهور تجاوب لبنانيّ حاسم وفعّال معها. وهذا جميعاً إنّما يحيط به مناخ أعرض وأدعى للقلق يضجّ بتحوّلات كبرى مرشّحة، كما التحوّلات الكبرى دائماً، لأن تحرّض على العنف وتنشّط الاستعدادات الحربيّة: من جهة، سوف يطرأ تغيير ضخم على تــوازنــات الـطـوائـف وعلاقاتها البينيّة، بعد الإضـــعـــاف المــتــعــدّد المــســتــويــات الــــذي أنـزلـتـه الحرب بالطائفة الشيعيّة، ومـن جهة أخـــرى، سـوف يتضاعف، مع الـحـرب الـراهـنـة، تـراجـع الثقة بمبدأ العيش المـــشـــتـــرك بــــن الـــلـــبـــنـــانـــيّـــن، وهــــــو مــــا بــــدأت تعابيره قبل الحرب بالظهور والتكاثر. وهـنـاك، أخـيـراً، مـا تُـنـذرنـا بـه التجارب الكثيرة فـي مـاضـي لبنان الـحـديـث، وهــو أنّ كـــلّ انــــــدراج عـنـفـيّ ومــبــاشــر فـــي حــــروب ذات أســـبـــاب عـــابـــرة لــلــحــدود الـــوطـــنـــيّـــة، أسُــمّــيــت قوميّة أو دينيّة أو أيّة تسمية أخرى، ينتهي بنا اندراجاً في حرب أهليّة مدمّرة يكون فيها واحدنا هو عدوّ الآخر. OPINION الرأي 14 Issue 16780 - العدد Wednesday - 2024/11/6 الأربعاء منطقتنا واليوم التالي وهمُ الحزبين الجمهوري والديمقراطي هل تتهدّد الحربُ الأهليّة لبنان؟ وكيل التوزيع وكيل الاشتراكات الوكيل الإعلاني المكـــــــاتــب المقر الرئيسي 10th Floor Building7 Chiswick Business Park 566 Chiswick High Road London W4 5YG United Kingdom Tel: +4420 78318181 Fax: +4420 78312310 www.aawsat.com
[email protected] المركز الرئيسي: ٢٢٣٠٤ : ص.ب ١١٤٩٥ الرياض +9661121128000 : هاتف +966114429555 : فاكس بريد الكتروني:
[email protected] موقع الكتروني: www.arabmediaco.com هاتف مجاني: 800-2440076 المركز الرئيسي: ٦٢١١٦ : ص.ب ١١٥٨٥ الرياض +966112128000 : هاتف +9661٢١٢١٧٧٤ : فاكس بريد الكتروني:
[email protected] موقع الكتروني: saudi-disribution.com وكيل التوزيع فى الإمارات: شركة الامارات للطباعة والنشر الريـــــاض Riyadh +9661 12128000 +9661 14401440 الكويت Kuwait +965 2997799 +965 2997800 الرباط Rabat +212 37262616 +212 37260300 جدة Jeddah +9661 26511333 +9661 26576159 دبي Dubai +9714 3916500 +9714 3918353 واشنطن Washington DC +1 2026628825 +1 2026628823 المدينة المنورة Madina +9664 8340271 +9664 8396618 القاهرة Cairo +202 37492996 +202 37492884 بيروت Beirut +9611 549002 +9611 549001 الدمام Dammam +96613 8353838 +96613 8354918 الخرطوم Khartoum +2491 83778301 +2491 83785987 عمــــان Amman +9626 5539409 +9626 5537103 صحيفة العرب الأولى تشكر أصحاب الدعوات الصحافية الموجهة إليها وتعلمهم بأنها وحدها المسؤولة عن تغطية تكاليف الرحلة كاملة لمحرريها وكتابها ومراسليها ومصوريها، راجية منهم عدم تقديم أي هدايا لهم، فخير هدية هي تزويد فريقها الصحافي بالمعلومات الوافية لتأدية مهمته بأمانة وموضوعية. Advertising: Saudi Research and Media Group KSA +966 11 2940500 UAE +971 4 3916500 Email:
[email protected] srmg.com حازم صاغيّة سوف يتضاعفمع الحرب الراهنة تراجع الثقة بمبدأ العيشالمشترك بين اللبنانيّين سيكون «اليوم التالي» مضموناً بالنسبة لنتنياهو أياً كان الرئيسالأميركي الجديد طارق الحميد الدول التي تحسنرسم سياساتها الوطنية تتعامل مع واشنطن وفق مصالحها القومية عبداللهفيصل آلربح
Made with FlippingBook
RkJQdWJsaXNoZXIy MTI5OTky