issue16779
4 حربمتعددةالخرائط NEWS ASHARQ AL-AWSAT Issue 16779 - العدد Tuesday - 2024/11/5 الثلاثاء الاقتصاد اللبناني «المنهك» ينزلق إلى هاوية الركود الشامل يعكس التباين الكبير في التقديرات الأولـــيـــة لـحـصـيـلـة الـخـسـائـر الاقـتـصـاديـة المحققة والناجمة عن الحرب الإسرائيلية المحتدمة على لبنان، والمترجَم رقمياً بين ملياراً، حقيقة عمق 20 مليارات دولار و 10 حال «عدم اليقين» وصعوبات التحقّق من مـسـتـويـات الــتــدهــور الــاحــقــة بــالمــؤشــرات الأســاســيــة والمـــرافـــق الإنــتــاجــيــة، والمـــعـــزّزة بـــتـــكـــالـــيـــف الــــتــــدمــــيــــر المـــنـــهـــجـــي لــأبــنــيــة الـــســـكـــنـــيـــة والـــبـــنـــى الـــتـــحـــتـــيـــة والأراضــــــــي الـــزراعـــيـــة فـــي مــنــاطــق واســــعــــة، وبــأعــبــاء تراكمية لموجات غير مسبوقة من النزوح القسري للسكان. وثــــمــــة تــــوافــــق ظــــاهــــر لـــــدى الـــخـــبـــراء والمـراكـز البحثية، محلياً وخـارجـيـ ، على تعذّر اعتماد أي بيانات إحصائية موثوق بها في الجانبين الاقتصادي والقطاعي، مــا دامــــت الـعـمـلـيـات الـعـسـكـريـة والـــغـــارات المــــدمّــــرة لـــم تـــتـــوقـــف، فـــضـــاً عـــن إمـكـانـيـة المتابعة اليومية الأهــم للجانب الإنساني من قبل وزارة الصحة ولجان إدارة الأزمة ومـنـظـمـات دولــيــة مـخـتـصـة، الــتــي وثّــقــت، آلاف شهيد، 3 حتى الساعة، سقوط نحو ألـف جريح، جلّهم من المدنيين، 15 ونحو 1.4 وتـــهـــجـــيـــراً داخـــلـــيـــ فــــي أغـــلـــبـــه لــنــحــو مـــلـــيـــون نــســمــة مــــن بــيــوتــهــم فــــي المــنــاطــق المـسـتـهـدفـة، أي نـحـو ربـــع عـــدد المـواطـنـ داخل البلد. كوارث آتية لكن الثابت، وفق الترقبات والمتابعات، أن الاقـــــتـــــصـــــاد المــــنــــكــــوب أصــــــــاً بــســلــســلــة ســنــوات 5 انـــهـــيـــارات مــتــفــاقــمــة عــلــى مـــــدار مـتـتـالـيـة، يـهـبـط بـسـرعـة قـيـاسـيـة إلـــى قعر الـــهـــاويـــة، وفـــق تـوصـيـف رئــيــس «الـهـيـئـات الاقــــتــــصــــاديــــة»، مــحــمــد شـــقـــيـــر، مـــمـــا يــنــذر بـكـوارث على مختلف المستويات، لا سيما على المستويين الاقـتـصـادي والاجـتـمـاعـي، وفــــق مـــا تـعـكـسـه المــــؤشــــرات الــقــطــاعــيــة في مختلف الأنـشـطـة الإنـتـاجـيـة، مـع تقدير أن مـجـمـوع الـخـسـائـر المــبــاشــرة الــتــي تكبدها لبنان جراء العدوان الإسرائيلي، حتى الآن، مليار دولار، 12 مـلـيـارات و 10 يـتـراوح بـ متضمناً خـسـائـر الـقـطـاعـات الاقـتـصـاديـة، والأضــــــرار الــتــي لـحـقـت بــالمــنــازل ومختلف الأبنية والبنى التحتية. والــــــى جـــانـــب مــــا تـــخـــلّـــفـــه الــــحــــرب مـن تــــداعــــيــــات اقـــتـــصـــاديـــة عــمــيــقــة عـــلـــى المــــدى القصير، خصوصاً دخول قطاعات رئيسية، مثل السياحة والزراعة والصناعة والتجارة وغـيـرهـا، فــي حـــال انـكـمـاش حـــادة للعمال اليومية والأنشطة المعتادة، يُـرصَـد ازديــاد أعــــــــــداد المـــــؤســـــســـــات الــــتــــجــــاريــــة، لا ســيــمــا الشركات الصغيرة والمتوسطة، التي تضطر إلـــى إغــــاق أبــوابــهــا أو تعليق نـشـاطـاتـهـا، إمـــا نتيجة الأضــــرار المـبـاشـرة الـنـاجـمـة عن الاعـتـداءات وانخفاض الطلب الاستهلكي، وإمـــــــا بـــســـبـــب تـــعـــطـــيـــل المــــعــــابــــر الـــتـــجـــاريـــة وســــاســــل الــــتــــوريــــد والـــنـــقـــل والـــتـــغـــيـــيـــرات الطارئة على الأسواق ربطاً بكثافة النزوح. وفـــــــــي الـــــتـــــرجـــــمـــــة الـــــرقـــــمـــــيـــــة، تــــحــــذر مـــؤســـســـات مــالــيــة دولـــيـــة مـــن «ســيــنــاريــو» اسـتـمـرار الــنــزاع والاعـــتـــداءات الإسرائيلية لأشهر إضافية تمتد حتى منتصف العام المقبل، حيث يتوقع «معهد التمويل الدولي» تـسـجـيـل انــكــمــاش إضـــافـــي لـلـنـاتـج المـحـلـي فـي المـائـة بنهاية العام 7 الإجـمـالـي بنسبة فـــي المـــائـــة لــلــعــام المــقــبــل، مما 10 الــحــالــي و يــفــاقــم مــجــمــوع نــســب الـــتـــراجـــع الـتـراكـمـيـة في المائة، من المستوى الأعلى 60 إلـى نحو 53 والبالغ نحو 2018 المسجل بنهاية عـام مليار دولار. انكماشلسنوات وبـالمـثـل، يشير تقرير مـحـدث أصــدره «بــرنــامــج الأمــــم المــتــحــدة الإنــمــائــي» إلـــى أن الــتــداعــيــات الاقــتــصــاديــة سـتـسـتـمـر طــويــاً ولــســنــوات مـقـبـلـة، حـتـى فــي حـــال الـتـوصـل إلــــى وقــــف لإطـــــاق الـــنـــار قــبــل نــهــايــة الــعــام الحالي، بما تشمل انكماش الناتج المحلي في المائة خلل العام 2.28 الإجمالي بنسبة ،2026 فـي المـائـة عــام 2.43 المـقـبـل، وبنسبة في 9 وتــــراجــــع إيــــــــرادات الــحــكــومــة بـنـسـبـة 6 المائة، وانخفاض الاستثمارات بأكثر من في المائة، خلل العامين المقبلين. ويتوقّع أن تزيد نسبة البطالة بشكلٍ كـبـيـر فـــي الـــعـــام الـــحـــالـــي، مــمــا قـــد يـتـسـبّـب فــي خـسـائـر كـبـيـرة بـعـدد الـوظـائـف ونـــزوح اقتصادي، ناتج بغالبيّته عن تراجع الطلب عـلـى الـعـمـالـة فــي مختلف الــقــطــاعــات. كما أن الـــشـــركـــات الــصــغــيــرة جـــــدّاً، والــصــغــيــرة، ومــتــوسّــطــة الـــحـــجــم، الـــتـــي يـــقـــدّر «مــصــرف فــي المــائــة من 90 لـبـنـان» أنّــهــا تـشـكّـل نـحـو الاقـــتـــصـــاد الــلــبــنــانــي، ســــوف تــتــأثّــر بشكل كبير؛ لأن البعض منها اضـطـر إلــى اتخاذ قـــرار بـالإقـفـال أو بتعليق الـنـشـاط إلــى أمـد غير محدّد. خسارة الأعياد وبــــالــــتــــمــــاهــــي مـــــع هـــــــذه الــــتــــحــــذيــــرات الـدولـيـة، تعكس المــؤشــرات الأسـاسـيـة التي رصـــدتـــهـــا الـــنـــقـــابـــات والـــهـــيـــئـــات الـقـطـاعـيـة بـــنـــهـــايـــة الــــشــــهــــر الأول مــــــن الاعـــــــتـــــــداءات الإســرائــيــلــيــة الـــواســـعـــة، انــــزلاقــــ مـتـسـارعـ لمجمل الأنشطة الاقتصادية صـوب الركود شبه التام، مزخّماً بخسارات محققة جزئياً للموسم السياحي الصيفي، ومرجّحة بقوّة للموسم الأنـشـط تقليدياً فـي فـتـرة الأعـيـاد ونـــهـــايـــة الــــعــــام، مــمــا يــعــنــي تــلــقــائــيــ خطر بلوغ حد الجفاف لأحد أهم موارد العملت 5 و 4 الصعبة الــذي يـتـراوح مـا يضخه بـ مليارات دولار سنوياً، والذي يحوز المرتبة الأساسية الثانية بعد بند التحويلت من العاملين في الخارج والمغتربين الذي يؤمن مـلـيـارات دولار سـنـويـ ، وفـق 7 تـدفـق نـحـو تقديرات «البنك الدولي». تراجع القطاعات ويــــســــجــــل الــــقــــطــــاع الـــــتـــــجـــــاري، تــبــعــ لــلــرصــد المـــيـــدانـــي الـــــذي تــولــتــه الـجـمـعـيـات والـــنـــقـــابـــات المــهــنــيــة، انــخــفــاضــ كــبــيــراً في في 90 و 80 أنـشـطـتـه بـنـسـبـة تـــتـــراوح بـــ المـائـة، باستثناء الطلب المرتفع على المـواد الغذائية ومـــواد التنظيف والتعقيم، ربطاً بـــالإقـــبـــال الـــعـــام عــلــى الــتــمــويــن الاحـــتـــرازي وتلبية الاحتياجات الطارئة جـراء موجات النزوح الداخلي. كما سجل النشاط الزراعي في المائة، ويضاف 40 انخفاضاً بلغ أكثر من إليه وجود خطر حقيقي بخسارة محاصيل زراعية كثيرة أساسية. كما يقدر انخفاض نشاط القطاع الصناعي في الفترة الأخيرة فـــي المـــائـــة، نـتـيـجـة تــوقــف نحو 50 بـــحـــدود فـي المـائـة مـن المصانع عـن العمل بسبب 30 وجـودهـا بالمناطق الساخنة، والانخفاض الكبير في الطلب بالسوق الداخلية وعقود الـطـلـبـيـات الــجــديــدة إلـــى الـــخـــارج. فــي حين بـــلـــغـــت الــــتــــداعــــيــــات ذروتـــــهـــــا فــــي قـــطـــاعـــات الفنادق والمطاعم وتأجير الـسـيـارات، التي 90 سجلت انكماشاً فـي حركتها بلغ نحو في المائة، مصحوباً بأضرار مادية جسيمة وبــــإقــــفــــال مــــئــــات المــــؤســــســــات فـــــي مــنــاطــق العمليات العسكرية. بيروت: عليزين الدين أكتوبر (أ.ف.ب) 25 معبر جوسيه بين لبنان وسوريا إثر استهدافه بقصف إسرائيلي في لإنشاء منطقة عازلة على أرضمحروقة بلدة لبنانية حدودية 29 إسرائيل تُبيد أحــــدث مـقـاطـع الـفـيـديـو المـنـتـشـرة عبر وسائل التواصل الاجتماعي ووسائل الإعلم في الساعات الماضية، تُظهر عشرات المنازل فــــي إحــــــدى قـــــرى جـــنـــوب لـــبـــنـــان الـــحـــدوديـــة تختفي فجأةً بعد تفخيخها وتفجيرها من قِبل الجيش الإسرائيلي. سيناريو بدأ اعتماده منتصف أكتوبر (تـــشـــريـــن الأول) المـــــاضـــــي، بــــهــــدف تــحــويــل المـنـطـقـة الـــحـــدوديـــة مـــع إســرائــيــل إلـــى أرض مـحـروقـة بالكامل، تمهيداً لإعـانـهـا منطقة عازلة. قرية ومدينة مدمّرة 29 وظـــــــهـــــــر جـــــــنـــــــود إســــــرائــــــيــــــلــــــيــــــون فـــي فـيـديـوهـات أخـــرى يـقـومـون بـالـعـدّ التنازلي قــبــل تـفـجـيـر جــــزء كــبــيــر مـــن بـــلـــدات أخــــرى، وعـقـب الانــفــجــارات تُـسـمَـع هـتـافـات الجنود المبتهِجين. وبحسب الباحث فـي «الشركة الدولية لـــلـــمـــعـــلـــومـــات»، مــحــمــد شـــمـــس الــــديــــن، فـــإن قـــريـــة ومـــديـــنـــة تــمــتــد عـــلـــى طـــول 29 «نـــحـــو كيلومتراً مـن الـنـاقـورة غرباً إلـى شبعا 120 شرقاً، دُمّـــرت معظمها بشكل كلي، لا سيما عيتا الشعب، وكفركل، والعديسة، وحـولا، والضهيرة، ومروحين، ومحيبيب والخيام». وأشــــار شـمـس الــديــن فــي تـصـريـح لــ«الـشـرق الأوســـــط» إلـــى أن «عــــدد الـــوحـــدات السكنية ألف وحدة». 25 المدمّرة هناك يبلغ نحو ارتجاجاتزلزالية والشهر الماضي سبّبت عمليات تفخيخ وتفجير واسعة نفّذها الجيش الإسرائيلي، في بلدتَي ديرسريان والعديسة، ارتجاجات أرضــيــة شـعـر بـهـا سـكـان الـبـلـدات المــجــاورة، وظـنـوا لوهلة أنـهـا زلــــزال. ويُـجـمِـع الخبراء عـــلـــى أن الـــجـــيـــش الإســــرائــــيــــلــــي يــــهــــدف مـن اســـتـــراتـــيـــجـــيـــة الــــتــــدمــــيــــر الــــكــــلــــي لـــلـــبـــلـــدات الــــحــــدوديــــة، وحـــتـــى إحــــــراق الأشــــجــــار فيها والــــقــــضــــاء عـــلـــى كــــل مـــظـــاهـــر الــــحــــيــــاة، إلـــى تـحـويـلـهـا لمنطقة عــازلــة تـضـمـن أمـــن سكان المستوطنات شمال إسرائيل، مع ترجيح أن يكون هـذا المخطط يـراعـي منع إعمارها من جديد حتى بعد وقف إطلق النار. أهدافغير قابلة للتطبيق ويـــــــــشـــــــــيـــــــــر الــــــــخــــــــبــــــــيــــــــر الـــــــعـــــــســـــــكـــــــري والاســتــراتــيــجــي الـعـمـيـد حـسـن جــونــي، إلـى أن «تفجير الــقــرى والمـــنـــازل الأمــامــيــة يدخل في إطار استراتيجية إسرائيل لبناء منطقة كــلــم عــلــى امــــتــــداد الـــحـــدود 3 عـــازلـــة بــعــمــق اللبنانية - الإسرائيلية، وهي منطقة يريدها الاحـــتـــال مـكـشـوفـةً لا يــكــون عليها بــنــاء أو عمران وحتى أشجار؛ لعلمه أن انكشاف هذه المساحة يؤدي إلى كشف أي تهديد محتمل فــيــمــا بـــعـــد بـــاتـــجـــاه مــســتــوطــنــات الـــشـــمـــال، وتجنّب سيناريو طوفان الأقصى من جنوب لبنان». ويـــــرى جـــونـــي فـــي تــصــريــح لــــ«الـــشـــرق الأوســـط» أنــه «مــا دام الإسـرائـيـلـي غير قـادر عـلـى الـبـقـاء فــي هـــذه الـبـلـدات المـــدمّـــرة، فذلك يعني أنــه غير قـــادر على الـحـفـاظ على هذه القرى مـدمّـرةً، وخصوصاً أن لبنان وفـي أي اتـــفـــاق ســيــاســي ســيــؤكــد عــلــى عـــــودة سـكـان هذه القرى إلى قراهم لإعادة إعمار منازلهم، فل يمكن أن تقبل الدولة اللبنانية أن يبقى شريط من القرى الكبرى والأساسية مدمّراً». معاقبة السكان ويـضـيـف: «الأرجــــح أن إسـرائـيـل تعرف ذلـــك تـمـامـ ، ولـكـن مــا تـقـوم بــه يــنــدرج تحت إطـــــار الـــحـــرب الـنـفـسـيـة لمـعـاقـبـة ســـكـــان تلك الـــبـــلـــدات والـــــقـــــرى؛ لأنـــهـــم يـــشـــكّـــلـــون الـبـيـئـة الحاضنة لـ(حزب الله)، ولمحاولة إقامة شرخ بينهم وبين الحزب؛ للقول لهم: انظروا كيف لم يتمكن من حماية بيوتكم». ويــشــدّد جـونـي عـلـى أن «الاعــتــقــاد بـأن تــدمــيــر الـــقـــرى بــهــذه الــطــريــقــة، وأن المنطقة المـــعـــزولـــة الــتــي يـطـمـح إلــيــهــا تُــحــقّــق لـــه أمــن المـــســـتـــوطـــنـــات، غـــيـــر صـــحـــيـــح؛ لأن مــنــاطــق الــشــمــال الإســرائــيــلــي يـمـكـن اسـتـهـدافـهـا من أعماق بعيدة»، واصفاً ما يحصل بـ«تمادي الــــعــــدو الإســـرائـــيـــلـــي فــــي إجــــرامــــه وانـــتـــهـــاك القانون الدولي، خصوصاً وأن المبرّرات التي يــقــدّمــهــا لـجـهـة أنــــه يــســتــهــدف مــســتــودعــات للذخيرة لا تنطلي على أحــد؛ لأنـه بالمفهوم الـعـسـكـري لا تــكــون هـــذه المــســتــودعــات على التخوم، إنما بالعمق». وبــات كـل الاعتماد للتحقّق مـن مصير القرى والبلدات الحدودية يعتمد على صور الأقمار الاصطناعية، ومقاطع الفيديو التي يــنــشــرهــا الـــجـــيـــش الإســــرائــــيــــلــــي، أو جــنــود إســرائــيــلــيــون عـلـى حـسـابـاتـهـم عـلـى مـواقـع التواصل الاجتماعي؛ حيث إن الوصول إلى المنطقة لم يَعُد متاحاً منذ فترة. الوصول للمنطقة غير متاح ووفــــقــــ لأحــــــدث تــحــلــيــل لـــصـــور أقـــمـــار اصـطـنـاعـيـة قــامــت بـــه صـحـيـفـة «الــتــايــمــز»، تـــبـــدو قـــريـــة مـحـيـبـيـب قـــد سُــــوّيــــت بــــالأرض تقريباً، ولـم يتبقّ منها سـوى عـدد قليل من قــرى وبـلـدات أخــرى تحوّلت 5 المـبـانـي، وفــي أحياء بأكملها إلى أنقاض. وتُظهر صور قرية رامية بجنوب لبنان 40 تفجير الجيش الإسرائيلي ما لا يقل عن مبنى في الأسبوعين الماضيَين. وتــدّعــي إسـرائـيـل أنـهـا تـضـرب أهـدافـ عـسـكـريـة «لمــواجــهــة الـتـهـديـد المـسـتـمـر الـــذي يشكّله (حـــزب الـلـه) على المــنــازل والـعـائـات الإســرائــيــلــيــة»، ويــقــول الـجـيـش الإسـرائـيـلـي إن قـــواتـــه عــثــرت عــلــى أنـــفـــاق لــــ«حـــزب الــلــه» ودمّــرتــهــا تـحـت المــنــازل والمــبــانــي، فــي ميس الجبل وكفركل ومحيبيب وعيتا الشعب. بيروت: بولا أسطيح قرية لبنانية مدمرة كما بدت فيصورة من جبل أدير فيشمال إسرائيل أمس(رويترز) ظهر جنود إسرائيليون في فيديوهات يقومون بالعدّ التنازلي قبل تفجير بلدات وتُسمَع هتافاتهم بالبهجة العام الدراسي اللبناني ينطلقرغم مخاطر الحرب أسابيع عن موعده 6 بعد تأخر استمر المـــعـــتـــاد؛ بــســبــب ظـــــروف الـــحـــرب وعـمـلـيـات الـتـدمـيـر والـتـهـجـيـر الــجــاريــة، انـطـلـق الـعـام الـدراسـي بقطاع التعليم الرسمي في لبنان بمراحله: الأسـاسـي، والمـتـوسّـط، والثانوي، وبــــدأت الـــدراســـة حـضـوريـ وعـــن بُـعـد فــي آن واحــــــد، انــســجــامــ مـــع خـــطّـــة الــــطــــوارئ الـتـي وضـــعـــهـــا وزيــــــر الـــتـــربـــيـــة والــتــعــلــيــم الــعــالــي الـقـاضـي عــبّــاس الـحـلـبـي، الــهــادفــة إلـــى عـدم إضاعة العام الدراسي على الطلب. يـــــعـــــدّ إطـــــــــاق الـــــعـــــام الـــــــدراســـــــي قـــــــراراً جريئاً، خصوصاً أن معظم مباني المــدارس الــحــكــومــيــة تـــحـــوّلـــت إلــــى مـــراكـــز إيــــــواء منذ أكثر مـن شهر عندما بــدأت عمليات النزوح من المناطق المـدمـرة في الجنوب والضاحية الجنوبية وأخيراً في البقاع؛ نتيجة الحرب الإسرائيلية على لبنان. وكـشـف مستشار وزيـــر الـتـربـيـة، ألبير شمعون، أن الوزارة «أوقفت الأسبوع الماضي فــتــح مــــــدارس جـــديـــدة أمـــــام الـــنـــازحـــ تحت أي ظــــرف». وأوضــــح لـــ«الــشــرق الأوســـــط» أن «برامج التدريس بدأت بشكل فعّال وطبيعي في كل المـدارس الخالية من النازحين، البالغ مـــدرســـة فـــي جـمـيـع المـــنـــاطـــق». 330 عـــددهـــا وقــــــــال: «مـــــن أجـــــل الـــتـــعـــويـــض عــــن المــــــدارس المــشــغــولــة مـــن قــبــل الـــنـــازحـــ ، تـــقـــرر تــوزيــع أيـــام لتعليم 3 الـطـاب عليها بحيث تـتـفـرّغ طلبها الأساسيين؛ أي أيام الاثنين والثلثاء والأربعاء، وأيام الخميس والجمعة والسبت للطلب النازحين». وأشــــار إلـــى أن الـــــوزارة «لـديـهـا خريطة بــــالمــــدارس الـــتـــي تــحــوّلــت إلــــى مـــراكـــز إيـــــواء، وجــــــــرى تـــســـجـــيـــل الـــــطـــــاب المـــقـــيـــمـــ فــيــهــا بمدارس لا تبعد ألفي متر عن مركز الإيـواء للذين تأمنت لهم وسـائـل الـنـقـل، أمــا الذين لا يـمـكـنـهـم الانــتــقــال مـــن مـــراكـــز الإيــــــواء إلـى المدارس لأسباب أمنية، خصوصاًَ في منطقة بعلبك الهرمل (البقاع)، فسيجري تعليمهم أونـايـن (عـن بُـعـد) مـراعـاة للظروف الأمنية القاهرة». وفـرضـت الـحـرب الإسرائيلية تحديات كـــبـــيـــرة عـــلـــى الــتــعــلــيــم فــــي لـــبـــنـــان بـقـطـاعـيـه الرسمي والخاص؛ إذ شمل التهجير القسري الـفـئـتـ ، لـكـن وطــأتــه عـلـى التعليم الـخـاص أقل تكلفة، بالنظر إلى قدرة عائلت الطلب على إيجاد المدارس البديلة. كما أن عمليات التهجير الأخيرة من مدن رئيسية مثل صور والـنـبـطـيـة وبـنـت جبيل (الــجــنــوب) وبعلبك (البقاع)، عمّقت من أزمة التعليم. وأفـــاد شمعون بــأن «كــل الـطـاب الذين نـــزحـــوا فـــي الأيـــــام الأخـــيـــرة ولــــم يــتــســنّ لهم الــتــســجــيــل فــــي المــــــــدارس الـــبـــديـــلـــة، تـــحـــوّلـــوا حكماً إلى نظام التعليم عن بُعد»، كاشفاً أن الوزارة «استأجرت مدارس خاصّة لتعتمدها للتدريس الرسمي خـال دوام مسائي (بعد الظهر)، أي بعد أن تنتهي هـذه المـــدارس من تعليم طلبها في الفترة الممتدة من السابعة صباحاً حتى الثانية ظهراً». فـي المائة 25 ويـشـكّـل التعليم الـرسـمـي مــن نسبة التعليم فــي لـبـنـان؛ إذ إن القطاع الـــخـــاص؛ ســـــواء فـــي المــــــدارس والــجــامــعــات، في المائة. 75 يشكّل ولـــفـــت شــمــعــون إلــــى أن «عـــــدد الــطــاب 220 المـسـجـلـ فـــي الـتـعـلـيـم الــرســمــي نــحــو ألــــف طــالــب فـــي مـــراحـــل الـتـعـلـيـم الأســـاســـي، والمـــتـــوســـط، والــــثــــانــــوي»، مـــؤكـــداً أنــــه «رغـــم قـسـاوة الـحـرب، فـإن أرقــام الـــوزارة لـم تسجّل عـمـلـيـات انــتــقــال مـــن الـتـعـلـيـم الــرســمــي إلــى الخاص». وقال: «لا شكّ في أن الحرب تضغط على الناس مالياً، فـآلاف العائلت اضطرت لاسـتـئـجـار مـسـاكـن فـــي مـنـاطـق أقـــل خـطـراً، وليس باستطاعتهم تحمّل تكاليف التعليم الخاص الذي يشكّل عبئاً كبيراً». ويدفع طلب التعليم الثانوي الضريبة العليا لهذه الـحـرب؛ لسببين: الأول خوفهم مـــن عــــدم إكـــمـــال الـــبـــرامـــج الـتـعـلـيـمـيـة مـــا دام الــــوضــــع الأمــــنــــي مـــتـــحـــرّكـــ ولا أحـــــد يــعــرف تـــــطـــــوّرات الــــحــــرب الإســـرائـــيـــلـــيـــة. والـــثـــانـــي الخشية مـن الانتقال إلـى المرحلة الجامعية بمؤهلت أقلّ من المستوى المعهود. لاخوف وطــــمــــأن مـــديـــر الــتــعــلــيــم الــــثــــانــــوي فـي وزارة الـــتـــربـــيـــة، خــــالــــد فــــايــــد، بـــــأن «الــــعــــام ثانوية خالية 70 الـدراسـي انطلق جديّاً في في المـائـة»، مشيراً 95 من النازحين وبنسبة إلــى أن «هـنـاك عـــدداً مـن الـطـاب لـم يسجّلوا بـعـد، وسننجز هـــذا الأمـــر بنهاية الأسـبـوع المقبل في حـدّ أقصى». وأوضــح في تصريح ثـانـويـة 132 لـــ«الــشــرق الأوســـــط» أن «هــنــاك منها، 15 تحوّلت إلى مراكز إيواء؛ استعدنا وجــهــزنــا أجـــــزاء مـنـهـا لاســتــئــنــاف الـتـعـلـيـم، ثانوية مقفلة بالكامل 75 وذلك للتعويضعن فـــي المــنــاطــق المـــدمـــرة بـالـجـنـوب والـضـاحـيـة والـــبـــقـــاع». وشــــدد فــايــد عــلــى أنــــه «لا خــوف على العام الدراسي، وكلّ الطلب سيكملون المـنـاهـج التعليمية، والـفـتـرة القصيرة التي تأخر فيها انطلق العام الـدراسـي لن تكون عائقاً أمام الطلب». مستقبل الطلاب مـــن جــهــتــه، أعـــلـــن «المــجــلــس الـــتـــربـــويّ» فـي حـزب «الــقــوّات اللّبنانيّة»، دعمه الكامل «قــــرار وزارة الـتّـربـيـة والتعليم الـعـالـي فتحَ المــــدارس الـرّسـمـيّـة وبـــدء الـعـام الـــدّراســـيّ في الرّابع من تشرين الثاني (نوفمبر الحالي)، كـمـا الــخــطّــة الــتــي أعــدّتــهــا مــديــريّــة التعليم فـــي وزارة الــتّــربــيــة، والـــتـــي تـقـضـي بتعليم التلميذ اللّبنانيّين كافة»، عادّاً أن هذا القرار «يـــأتـــي فـــي وقــــت حــــرج يـتـطـلّـب مـــن الجميع الــتّــكــاتــف لـلـعـمـل مـــن أجــــل ضـــمـــان مستقبل أولادنــــا وتعليمهم، فـي مـواجـهـة التحديات والصعوبات الناتجة عن الأوضـــاع الحالية المهيمنة على البلد». ودعـــــا الــــدولــــة الــلّــبــنــانــيّــة إلــــى «اتّـــخـــاذ خطوات ملموسة تجاه مسألة النازحين في المدارس بما يؤمن لهم بدائل ملئمة، لتوفير مساحاتٍ للتّعليم والتّعلّم، ما يضمن عودة الأمــــور إلـــى نـصـابـهـا، والـــحـــدّ مــن الـضـغـوط الاقــــتــــصــــاديّــــة والاجـــتـــمـــاعـــيّـــة الـــنـــاتـــجـــة عـن الأوضـــاع الحاليّة، بحيث تستعيد المــدارس هويّتها التربويّة أماكنَ للتعلّم والتنمية». بيروت: يوسفدياب
Made with FlippingBook
RkJQdWJsaXNoZXIy MTI5OTky