issue16779

Issue 16779 - العدد Tuesday - 2024/11/5 الثلاثاء OPINION الرأي 14 نوفمبر... برقية ينتظرها الجميع 5 لا حــــديــــث الـــــيـــــوم ســـــــوى عـــــن الانــــتــــخــــابــــات الـرئـاسـيـة الأمـيـركـيـة. يـــوم الـخـامـس مــن نوفمبر تاريخ فاصل بين ما قبله 2024 ) (تشرين الثاني ومــا بـعـده. مصير الأزمــــات والــصــراعــات الدولية والإقليمية معلّق على نتائج هـذا اليوم العظيم. فـك شـفـرات التعقيدات الكبرى الـدائـرة فـي العالم بات في عهدة أحد المترشحين، إما دونالد ترمب وإما كامالا هاريس. الـــجـــمـــيـــع فـــــي انــــتــــظــــار بـــرقـــيـــة غـــيـــر مــعــلــوم تفاصيلها، ولا معروف رسائلها، لكنها - قطعاً - ستضع خطّاً فاصلاً بين زمنين، ورؤيتين تختلفان فـي كـل شــيء، بــدءاً مـن الـداخـل الأمـيـركـي، وصـولاً إلى العلاقات الخارجية الأميركية مع العالم. ثمة علامات استفهام تطرح نفسها حول ما تتضمنه برقية هذا اليوم، وإذا تجاوزنا القضايا الأمــيــركــيــة المـحـلـيـة مــثــل الاقـــتـــصـــاد، والـسـيـاسـة الداخلية، فإن هناك أسئلة ضاغطة وملحة: ماذا ستقول البرقية عن الحرب الروسية - الأوكرانية؟ ومـــــاذا سـتـحـمـل لإســرائــيــل - حـلـيـفـة المــرشــحــ - تـجـاه الـحـرب الـعـدوانـيـة على غــزة ولـبـنـان؟ وهل تحمل ذات البرقية منهجاً جديداً لخرائط الشرق الأوسط؟ وهل ستكون هذه البرقية استكمالاً آخر فـي ملف التنين الصيني؟ وهـل ستحمل البرقية بصمات جديدة للتحالف على ضفتي الأطلسي؟ أصــعــب مــا فــي بـرقـيـة الــخــامــس مــن نوفمبر هو الانتظار، تختلف قراءة البرقية حسب مصدر توقيعها، فهناك من يمتلكون حسابات مفتوحة مـــع تـــرمـــب، وهـــنـــاك أيــضــ مـــن يـنـتـظـرون الـبـرقـيـة بتوقيع هاريس. مــــصــــائــــر المــــلــــفــــات الـــــحـــــائـــــرة عــــلــــى مــــســــارح العمليات الدولية لديها عيون خاصة في قـراءة التفاصيل. الكرملين ينتظر - بالطبع - البرقية بتوقيع دونــالــد تـرمـب، لا سيما أنــه تعهد بـوقـف الحرب سـاعـة مـن إعـ ن 24 الـروسـيـة - الأوكــرانــيــة خــ ل اسـمـه فـائـزاً مـسـاء الخامس مـن نوفمبر، أي قبل تنصيبه رسمياً فـي العشرين مـن يناير (كـانـون . وقـــــد تــعــهــد بـــعـــدم إرســـــال 2025 الــــثــــانــــي) عـــــام الأسلحة والـذخـيـرة إلــى أوكـرانـيـا، بـل إنــه وصف الـرئـيـس الأوكـــرانـــي فولوديمير زيلينسكي بأنه أمهر تاجر متجول يأتي إلى واشنطن، ويحصل على المليارات في المـرة الـواحـدة، الكرملين يراهن عـــلـــى تـــجـــربـــة الــــولايــــة الأولـــــــى لـــتـــرمـــب، إذ كــانــت العلاقات بينهما على ما يرام. لا شــــك أن بــــوتــــ ، رجــــــل الــــــ«كـــــي جــــي بـــي» بخبرته المتراكمة، لا يفضل أن يقرأ برقية بتوقيع هاريس، فحسابات موسكو تقول إن هاريس هي امتداد طبيعي لولاية جو بايدن، الذي أشعل شرق أوروبــــا بـالـحـرب بــ الإخــــوة الــســ ف، ودعـــا إلـى ضم كييف إلـى حلف الناتو والاتـحـاد الأوروبــي، خصماً من الأمن القومي الروسي. ســطــور أخــــرى فـــي الــبــرقــيــة تـتـعـلـق بـالـحـرب الأخطر في العالم، تلك التي تشنها إسرائيل على غـــزة وجــنــوب لـبـنـان، فـخـط الــنــار يــــزداد اشـتـعـالاً واتساعاً وتمدداً، وإطفاء نيرانه مرهون بالساكن الجديد للبيت الأبيض. نتنياهو يفضل أن تأتي برقية الـخـامـس مـن نوفمبر بتوقيع تـرمـب، فهو الصديق المقرب لـه، الــذي تعهد بدعمه في جميع الـــقـــرارات، فـي حـ أن الأمـــر لا يختلف كثيراً لدى تل أبيب إذا جاءت أيضاً البرقية بتوقيع هاريس، لكن ما بين التوقيعين تسكن الحيرة والضبابية مصير الحرب الدائرة الآن في ظل الدعم الأميركي لإسـرائـيـل مـن كـ المـرشـحـ ، لكن هـل يفي ترمب بوعده بإيقاف الحرب إذا ما فاز؟ وهل تفي هاريس بوعدها حول تطبيق حل الدولتين إذا ما فازت؟ لم تبتعد كثيراً التوقعات بشأن الحرب على جنوب لبنان، ومن ثم فإن الغموضلا يزال يكتنف الـــقـــرارات والـتـنـبـؤات حـــول مـوقـف المـرشـحـ من في لبنان. 1701 إيقاف الحرب، وتنفيذ القرار لا يـمـكـن قــــــراءة الــبــرقــيــة المــنــتــظــرة مـــن دون أن تـــقـــرأ ســـطـــورهـــا المــتــعــلــقــة بـــالـــشـــرق الأوســـــط، فحسابات واشنطن في كل الأحوال تنحاز لتحقيق مـصـالـحـهـا الاســتــراتــيــجــيــة فـــي عـــواصـــم الــشــرق الأوســــــط، ونـعـتـقـد بــــأن الــســيــاســة الأمــيــركــيــة لن تتغير كثيراً تجاه الدول التي تقيم معها علاقات استراتيجية، وتـعـي جـيـداً دورهـــا ومكانتها في النظامين الإقليمي والدولي، فــي بــروكــســل، انـتـظـار الـبـرقـيـة لــه وقـــع آخــر، فـــدول الاتــحــاد الأوروبـــــي وحـلـف الـنـاتـو، تحبس أنـــفـــاســـهـــا خـــوفـــ مــــن أن تـــأتـــي الـــبـــرقـــيـــة بـتـوقـيـع ترمب، وتختلط الأوراق ويتصدع جدار التحالف القديم المتجدد منذ نهاية الحرب العالمية الثانية، وترتبك حسابات بروكسل في العالم. أما بكين، فهي جاهزة لقراءة برقية الخامس مــــن نــوفــمــبــر بـــــأي تـــوقـــيـــع، فـــقـــد جـــربـــت مــــن قـبـل دونـــالـــد تــرمــب، ومـــن بــعــده جــو بـــايـــدن، ونائبته كــامــالا هـــاريـــس، فـقـد تحصنت الــصــ بقوتيها الاقتصادية والعسكرية، وتوازنها الدبلوماسي حول العالم. إذن، وســــط آلاف الــبــرقــيــات الــيــومــيــة، تظل برقية الخامس من نوفمبر هي البرقية الوحيدة التي يرتبط بها مصير النظام الدولي. جمال الكشكي واشنطن في كل الأحوال تنحاز لتحقيق مصالحها الاستراتيجية بعواصم الشرق الأوسط بريطانيا: المحافظون يسجلون هدفاً رابعاً ضد «العمال» بانتخاب النائبة كيمي بادنوك زعيمة للحزب، يـــــوم الأحــــــد المـــــاضـــــي، تـــمـــكّـــن حـــــزب المـــحـــافـــظـــ مـن تسجيل هدف رابع تاريخي في شباك حزب العمال. وهــي المـــرات الأربـــع التي ينتخب فيها الـحـزب امــرأة 1975 لــتــكــون الــزعــيــمــة. الـــهـــدف الأول كــــان فـــي عــــام بانتخاب الراحلة مارغريت ثاتشر زعيمة للحزب، عاماً بفوزها 11 وتمكنت من قيادة بريطانيا خلال انتخابات برلمانية متتالية. الهدف الثاني سُجل 3 بـ باختيار تـيـريـزا مـــاي. الـهـدف الثالث 2016 فـي عــام بانتخاب ليز 2022 سجل في سبتمبر (أيـلـول) عـام سُجل 2024 ) تــــراس. وفـــي نوفمبر (تـشـريـن الـثـانـي 4 الهدف الرابع بانتخاب السيدة بادنوك. الأهداف الـ 3 . سجلت تاريخياً، واحـداً تلو آخر، على غير توقع سنوات 10 نساء انتُخبن زعماء للحزب في أقـل من .)2024-2016( على المستوى الإثني والعرقي سجل المحافظون هـدفـ فــي الـسـنـوات الأخـــيـــرة، بانتخابهم زعيمين لـلـحـزب مــن الأقـلـيـات الـعـرقـيـة؛ ريـشـي ســونــاك وهـو ابـن مهاجرين من الهند، وهندوسي الديانة، وكان أول زعيم من أصول هندية، وأول رئيس حكومة من الأقليات. والسيدة بادنوك وهي من أصـول أفريقية وبـالـتـحـديـد مــن نيجيريا. وهـــو أمـــر مثير للانتباه وكـذلـك للاستغراب؛ ذلـك أنّ التوقع أن يقوم اليسار ولـيـس الـيـمـ بـانـتـخـاب امــــرأة زعـيـمـة. لـكـن اليسار مـمـثـً فــي حـــزب الـعـمـال تــوقّــف عـنـد نقطة انتخاب نائبة رئيس حزب ولم يتجاوزها. وتاريخياً، كان العماليون أول من بادر بانتخاب أول نائب أسود البشرة في البرلمان، وأول من عينوا وزيــــراً مــن الأقــلــيــات فــي وزارة، لكنهم تــوقــفــوا عند تلك النقطة ولم يتجاوزوها. ورغـم أن وصـول أبناء الأقـــلـــيـــات إلــــى الـــبـــرلمـــان الــبــريــطــانــي مـمـثـلـ لـحـزب المـــحـــافـــظـــ جـــــاء مـــتـــأخـــراً عــــن حـــــزب الــــعــــمــــال، فـــإن المحافظين تمكنوا من اللحاق بالعمال، وسبقوهم، بـاخـتـيـارهـم ريــشــي ســونــاك الــهــنــدي الأصــــل ليكون زعيماً للحزب ورئيساً للحكومة في آنٍ معاً. المـــســـألـــة لا تـــبـــدو عــــاديــــة، لمـــن كــــان عــلــى اطـــ ع بالخلفية التاريخية للساحة السياسية البريطانية. فــهــي ســاحــة مــتــعــددة الأحـــــــزاب، لــكــن حــزبــ فــقــط - 10« المحافظين والعمال - من تمكنوا من الوصول إلى داونـنـغ ستريت» وقـيـادة الـبـ د، منذ نهاية الحرب العالمية الثانية. وباستثناء فترة زمنية قصيرة، من ، تمكن حزب ثالث، وهو حزب الأحرار 2015 إلى 2010 الديمقراطيين، من المشاركة في الحكم، عبر ائتلاف مــع حـــزب المـحـافـظـ ، بـقـيـادة زعيمهم آنــــذاك ديفيد كاميرون. وهـــي كــذلــك ســاحــة تـمـيـزت بـكـونـهـا استقطبت المهاجرين سياسياً، من خلال سعي حزب العمال منذ سنوات ما بعد الحرب إلى تأسيس علاقة انتخابية بهم واحتكارهم، بجعلهم ناخبين موالين له، يعتمد الحزب على أصواتهم وخاصة في لندن، وفي مناطق الشمال. وتـكـرر الأمــر فـي أسكوتلندا، على نحو مشابه ومـــخـــتـــلـــف. مــــن خــــــ ل تـــأســـيـــس عــــ قــــة انــتــخــابــيــة قـويـة وتاريخية بـ العمال والأسكوتلنديين، كما فـعـل مـــع المــهــاجــريــن، جـعـلـت مـــن أسـكـوتـلـنـدا دائـــرة انتخابية عمالية، شبه محرمة على المحافظين. إلا أن هــاتــ الـحـلـقـتـ تـعـرضـتـا للكسر فــي الـسـنـوات الأخـــيـــرة، بـظـهـور جـيـل جـديـد مــن أبــنــاء المـهـاجـريـن، من المتعلمين، الذين دخلوا المجال السياسي بزخم، وعــــلــــى عـــكـــس آبــــائــــهــــم، ســـــارعـــــوا بـــالانـــضـــمـــام إلـــى حـــزب المـحـافـظـ ، وتـمـكـنـوا مــن تسلق الـسـلـم. وفـي أسكوتلندا، كان لبروز حزب أسكوتلندا القومي أكبر تأثير على تكسير حلقة ولاء أسكوتلندا للعمال. إلا أن العماليين بعد قرابة عقدين من سيطرة القوميين عـــادوا للاستحواذ على أسكوتلندا فـي الانتخابات النيابية الأخيرة. انــــتــــخــــاب امـــــــــرأة مـــــن أصـــــــول أفـــريـــقـــيـــة لــتــكــون زعــيــمــة لأقـــــدم حــــزب ســيــاســي فـــي أوروبــــــا الـغـربـيـة ليس بـالأمـر الـهـ ولا بالسهل. بـل حــدث تاريخي بكل مـا تعنيه الكلمة مـن معنى. وســـواء اتفقنا مع سـيـاسـات المـحـافـظـ أو اخـتـلـفـنـا، فـإنـهـم باختيار وانــتــخــاب كـيـمـي بـــادنـــوك أثـبـتـوا أن الاعــتــمــاد على التقسيم التاريخي للساحة باليسار واليمين ليس بكافٍ لتفسير ما حدث؛ إذ وفقاً لذلك التقسيم، كان المتوقع من العماليين أن يكونوا المبادرين بانتخاب امــرأة لتكون زعيمة للحزب، وليس متوقعاً إطلاقاً من حزب يميني عتيد أن يقوم بتلك المبادرة، آخذين في الاعتبار الخلفية التاريخية الإقطاعية التي برز منها الحزب. تثمين العقلانية السعودية بخطى راسخة في رمــال متحركة تستلهم السعودية تقاليدها العريقة الضاربة جذورها فـي عمق الـصـحـراء وخطاها فـي مقاربة أزمــات المـنـطـقـة وفـــق ثـ ثـيـة كــانــت أهـــم ركـــائـــز نهجها للسياسة الخارجية: السيادة ومبدأ عدم التدخل والـسـعـي لـحـل الــنــزاعــات وتخفيف تصعيدها، » تــعــززت هـــذه الـركـائـز ضمن 2030 ومـــع «رؤيــــة اســتــراتــيــجــيــة أعـــمـــق، وهــــي مـــشـــروع نـمـوذجـي بـديـل للمنطقة قـابـل لـ سـتـنـسـاخ والاسـتـلـهـام والـــشـــراكـــة ولـــيـــس الــتــصــديــر أو الــــفــــرض؛ لأنــه مَبنيّ على مصلحة المواطن أولاً وازدهار الوطن والمنطقة وليس على الآيديولوجيا التوسعية أو الـــشـــعـــارات الــشــمــولــيــة الـــتـــي جــربــهــا الــشــرق الأوســـط منذ رحـيـل الاسـتـعـمـار الـــذي لـم تعرفه الــســعــوديــة، وكــــان ذلـــك نـقـطـة إضــافــيــة لطريقة تناولها الأزمـــات، وقدرتها على تجاوزها رغم كل التحديات. لــو كـــان لـنـا أن نَـــصِـــفَ حــــراك الـــريـــاض منذ 2023 ) حــدث السابع مـن أكتوبر (تشرين الأول الــــذي غــيّــر شـكـل الــعــالــم، وبــــدا لـلـشـرق الأوســـط بنفس تأثير الحادي عشر من سبتمبر (أيلول) ، فيمكن الحديث اليوم عن نجاحات كبرى 2001 عـــلـــى مـــســـتـــوى «درس الــعــقــ نــيــة الـــســـعـــوديـــة» الـــذي يعكس رؤيـــة صلبة سياسية، ومــا يمكن تسميته «بيت الحكمة السياسية» الــذي دشنه السعوديون بمقاربتهم، أولاً لملف اليمن وتقديم مـصـلـحـة الـيـمـنـيـ وحــكــومــتــهــم الــشــرعــيــة، ثم إعـــــادة هــنــدســة الــعــ قــة مـــع إيـــــران وصـــــولاً إلــى التسامي على كل المواقف والتصنيفات والأطـر فــي القضية الفلسطينية ولـبـنـان، والتموضع عـلـى مصلحة الإنــســان الفلسطيني واللبناني خارج أقـواس الأحـزاب والفصائل والميليشيات، والتركيز منذ اليوم الأول علىضرورة وقف نزف الــدم والوحشية الصلفة من قبل إسرائيل التي كـان الصوت السعودي يطالب المجتمع الدولي والـــــــدول الـــكـــبـــرى بـــالـــعـــودة إلــــى مــنــطــق الـــدولـــة والــقــانــون والـنـظـام الــدولــي لكبح جـمـاح جنون اليمين الإسرائيلي الــذي جـسّـده رئيس الـــوزراء الإسـرائـيـلـي بنيامين نتنياهو بما يـخـدم بقاء فتيل الأزمة أكبر قدر ممكن. مـن تمتين الـعـ قـات مـع الــعــراق، إلــى عـودة السفراء لدى لبنان، إلى ترسيخ الهدنة في اليمن، وعودة العلاقات مع سوريا وصولاً إلى العلاقة المتوازنة مع إيـران، هناك قصّة سعودية طويلة تقبع فـي الخلف لا يمكن التقاطها مـن صخب وسيولة حملات التضليل على وسائل التواصل الاجـتـمـاعـي أو بـعـض الإعــــ م المـتـحـيّـز لأسـبـاب كـثـيـرة، ربـمـا كــان أقلها أن تـنـاول «الـسـعـوديـة» يعني بـالـضـرورة محتوى ســيّــاراً شائعاً يلقى الاهتمام بالبلد الـذي بـات مـلء السمع والبصر الــيــوم بـمـشـاريـعـه ونـهـضـتـه وتــحــولاتــه الــتــي لا ينكرها أحد. الــ فــت الــيــوم هــو أن الـعـقـ نـيـة الـسـعـوديـة بـــاتـــت مــحــل إشــــــادة وتـــقـــديـــر وتــثــمــ لـأهـمـيـة والـــــدور الــســعــودي، خـصـوصـ مــن قـبـل عـــدد من مـراكـز الأبـحـاث والتحليلات التي تـحـاول قـراءة المـشـهـد فـــي المـنـطـقـة وفــهــم المــقــاربــة الـسـعـوديـة، ومنها تقرير أعدته مؤسسة القرن «سينشري» وهي مؤسسة بحثية مستقلة تعد من أقدم معاهد أبحاث السياسات العامة التي نشرت ورقة مهمة عن الــدور السعودي في خفض التصعيد، الذي بحسب تعبير الورقة أثبت أنه مدهش وفعّال في الحد من تداعيات ما حدث في السابع من أكتوبر ومــــا بــعــد ذلــــك عــلــى دول المــنــطــقــة، وكــمــا يصفه الباحث حول «المركب الهش بين الرياضوطهران إلــى قـنـاة حـيـويـة»، ورغـــم أن لا ضمانة بالمطلق عـلـى بــقــاء المـنـطـقـة خـصـوصـ مــع تـضـخـم حجم الـعـنـف واســتــهــداف المــدنــيــ والمـــجـــازر المرتكبة بحقهم لضبط ردود الأفـعـال، فـإن مـا حـدث كان لافـتـ على مستوى فهم استراتيجيات المقاربة السعودية للزمات الكبرى. الاستراتيجية لم تكن سراً قدر أن قراءتها التحليلية البحثية منفصلة عـن مستوى آخر مـن الــتــداول الإعـ مـي السريع والمـرتـهـن لسلطة «الـــخـــوارزمـــيـــات» الــتــي دشـنـتـهـا حـقـبـة طغيان محتوى التواصل الاجتماعي.الازدهار والنمو الــلــذيــن تـطـمـح إلـيـهـمـا الــســعــوديــة فـــي المـنـطـقـة، لا يـــمـــكـــن أن يــــبــــدآ إلا مـــــع الاســـــتـــــقـــــرار، ورغـــــم الـصـعـوبـات حـافـظـت الـدبـلـومـاسـيـة الـسـعـوديـة عـلـى تـعـزيـز قــنــوات الاتـــصـــال بـشـكـل كـبـيـر ومـن دون التفاتة إلـى منسوب الطائفية أو تشغبات وسائل إعلام الظل، وتُوج ذلك بحضور الرئيس الإيراني الراحل إبراهيم رئيسي إلى قمة منظمة التعاون، ثم لتتوج العقلانية السعودية مجدداً فـــي تــحــوّلــهــا إلــــى ضــابــط إيـــقـــاع يـــحـــاول إعــــادة أطـــــــراف الــــنــــزاع إلـــــى أســـــس المـــواثـــيـــق الـــدولـــيـــة، والـسـيـادة، وعـــدم التصعيد، وضــــرورة التركيز عـــلـــى أســــــاس المــشــكــلــة وهـــــو اســـتـــمـــرار الـــحـــرب. بــجــانــب الـــحـــرب هـــنـــاك حـــــروب كــ مــيــة تــحــاول النّيل من منجز هذه العقلانية السعودية، لكنها لــأمــانــة لــم تـعـد مــؤثــرة الـــيـــوم، ولا يـكـتـرث لها الشارع السعودي الذي اكتسب مناعة تجاهها، خصوصاً مع حالة الانكشاف بعد أزمات سابقة تـبـ فيها أن المـقـصـود لـيـس الـنـقـد المـوضـوعـي أو الاخـــتـــ ف بـــقـــدر اســـتـــهـــداف مــشــروعــهــم الأم أي الـــرؤيـــة والمـسـتـقـبـل، ويــبــدو أنـهـمـا مــؤشــران أيضاً على القادم، فكل دولة يمكن أن تخرج من دوامـة الفوضى فقط برؤية خلاقة وتركيز على المستقبل! كل دولة يمكن أن تخرج من دوامة الفوضى فقط برؤية خلاقة وتركيز على المستقبل يوسف الديني انتخاب امرأة من أصول أفريقية لتكونزعيمة لأقدم حزب في أوروبا ليسبالأمر الهين جمعة بوكليب

RkJQdWJsaXNoZXIy MTI5OTky