issue16779

تــبــدو الانــقــســامــات فـــي بـلـدنـا راســـخـــة، والـــعـــودة أمـر لا مفر منه، حتى في خضم 50 - 50 إلـى الانقسام جائحة وحرب واحتجاجات. ومع ذلك، نجد أنه داخل المساحات من أميركا، التي لديها التزام مهني رسمي تجاه النقاش - مجالات الحجج الأكاديمية والصحافية - لا تــزال الأمــور كما كانت، أغلب الـوقـت، منذ أن ظهر دونـــالـــد تــرمــب لأول مــــرة: مـعـارضـتـه واضــحــة تـمـامـا، وإلـزامـيـة، ويجري تصويرها بوصفها مسألة تتعلق بالفطرة السليمة البسيطة. ومع ذلك، فإن النظر إلى أرض الواقع يؤكد أنه لا يمكن أن يكون الأمر بهذا الوضوح الشديد، وإلا لما كنا وصلنا إلى ما نحن عليه الآن. ولنبدأ الآن باستعراض الأسباب التي قد تجعل بعض المترددين غير مقتنعين بـعـد بـكـامـالا هــاريــس وتـيـم والــــز، وذلـــك بــالــعــودة إلـى ، عندما جرى إخبار 2016 حيث بدأ كل هـذا: عالم عام الأمـــيـــركـــيـــ ، الـــذيـــن لا يـمـيـلـون عـــــادة إلــــى الـتـصـويـت لليبراليين، أنه لا يوجد خيار معقول آخر. فـي ذلــك الـعـالـم، طـرحـت حملة هـيـاري كلينتون على البلد صفقة ضمنية. ولم يكن الوعد الذي تطرحه مــجــمــوعــة مـــن الـــســـيـــاســـات المــعــتــدلــة لمــجــابــهــة تــرمــب. الحقيقة أنه في مجال السياسة، كانت حملة كلينتون أكثر ميلً إلى اليسار إلى حد ما عن البيت الأبيض في عهد باراك أوباما. بدلاً من ذلك، كان الوعد أنه حتى إذا كنت لا تتفق مـع النخب الليبرالية فـي الـسـيـاسـة، فيمكنك أن تثق بهم في ثلثة أمور حاسمة: أنهم سيتجنبون الجنون، وسيحافظون على الاستقرار، وسيظهرون مستوى من الذكاء والكفاءة أعظم كثيراً من ترمب وأتباعه. وكـــــان الـــوعـــد بـــالـــتـــزام الــعــقــل أول الــــوعــــود الـتـي تعرضت للخرق، ففي ظل الظروف الترمبية، خصوصا »، انحرفت ثقافة الليبرالية 19 في ظل جائحة «كوفيد ـ النخبوية نحو التعصب، واحتضنت أفـكـاراً جامحة إلى درجة لم أتخيلها ممكنة. فــــي ذلـــــك الــــوقــــت، قــــــاوم بـــعـــض الــلــيــبــرالــيــ هـــذا الانــحــدار، لكن كثيرين آخـريـن التزموا الصمت، تحت ضـــغـــوط بــــدت كــأنــهــا مــكــارثــيــة فـــي تــهــديــداتــهــا لسبل العيش والسمعة. الــيــوم، يعترف مـزيـد مـن الليبراليين بــأن الأمــور أصبحت مجنونة بعض الشيء لبعض الـوقـت. إلا أن الاتــجــاه الــعــام لا يـــزال يتمثل فــي تـصـويـر المـــد العالي لـــحـــركـــة الـــيـــقـــظـــة الـــســـيـــاســـيـــة بـــوصـــفـــه مــــجــــرد مــوســم سخيف، لا يمكن مقارنة آثاره بالتخريب اليميني. إلا أنه في اعتقادي، كلما ابتعدنا عن تلك اللحظة، بــدا الـضـرر أكـثـر وضــوحــا. على سبيل المــثــال: بعد أن تطرفت المؤسسة الليبرالية بسبب مقتل جورج فلويد، عــلــى نــحــو جـعـلـهـا تــرفــض مــؤقــتــا الــجــهــود الـشـرطـيـة الـــعـــاديـــة، لأســـبـــاب «مــنــاهــضــة لــلــعــنــصــريــة»، شـهـدت أمــيــركــا مــوجــة درامـــيـــة مـــن جـــرائـــم الــقــتــل، عـلـى نـطـاق فريد من نوعه بين البلدان المتقدمة في عصر جائحة «كوفيد»، حيث مات الآلاف والآلاف من الناس دون داعٍ. أو مــــرة أخــــــرى، دمـــجـــت أمــيــركــا فـــي ذلــــك المــوســم الــعــاجــات الكيميائية والـجـراحـيـة التجريبية وغير المثبتة على آلاف الشباب، الذين يعانون من اضطراب الـــهـــويـــة الــجــنــســيــة، مــــع دعـــــم حـــمـــاســـي مــــن المــؤســســة الطبية، ثم إدارة بايدن، ببساطة لأن الأشخاص الذين لديهم درجة طبيعية من الشك، تملكهم الخوف من أن ينعتوا بأنهم يعانون من رهاب المتحولين جنسيا. حتى قبل أن نـدخـل فـي قضايا يصعب قياسها مثل الفساد الـفـكـري، والأضــــرار التي تلحق بـالمـدارس والـحـيـاة الاجتماعية والصحة الذهنية، ثمة ضريبة جـــســـديـــة أســـاســـيـــة هـــنـــا - عـــلـــى «الأجــــــســــــاد»، بـحـسـب اللغة التي يفضلها بعض التقدميين - والتي تقوض ادعـــاء المعسكر الليبرالي بتمثيل العقل فـي مواجهة الاضطراب الشعبوي. والتساؤل هنا: هل هاريس حقا مؤمنة بكل فكرة ؟ ربما 2020 أيدتها في إطــار الحملة الانتخابية لعام لا. ومـع ذلـك، لا يوجد أي سبب وجيه للعتقاد بأنها ستبدي مقاومة مبدئية، إذا دخلت الليبرالية في حالة حمى مرة أخرى. إلى جانب العقلنية في الداخل، فشلت الليبرالية في تحقيق الاستقرار بالخارج. عندما جـرى انتخاب تــرمــب رئـيـسـا لـلـمـرة الأولــــــى، تـوقـعـت فــتــرة اخــتــبــار - غـــــارات عــبــر الــــحــــدود، وعــنــف إرهــــابــــي، وتـنـسـيـق بين خصومنا ضد سلم أميركي متذبذب. وحــــدث كـــل ذلــــك بـالـفـعـل - لــكــن تــحــت قـــيـــادة جو بايدن، وليس ترمب. الواقع أن موقف الولايات المتحدة الـيـوم أكثر خـطـورة مما كــان عليه عندما غــادر ترمب منصبه، في الوقت الذي تفاقم فيه خطر اشتعال حرب عالمية حقيقية. لا أعتقد أن كل هـذا يعكس اتخاذ قـــرارات مروعة مـــن جــانــب إدارة بـــايـــدن، لـكـن فـــي المــجــمــل، يـمـكـنـك أن تعاين وهنا شديداً في الليبرالية العالمية الآن - وميلً إلى التوسع خطابيا، دون توفير الاستثمارات المادية المطلوبة لـدعـم هــذا الـخـطـاب، مـع ضعف فـي علقتها بالحلفاء، الذين يعدّون صبرنا تجاههم وحمايتنا لهم أمراً مفروغا منه، ومجابهتها صعوبة في معرفة كيفية التفاوض مع الأعـــداء، بعد أن أمضت كثيراً من الوقت بإدانتهم. (مـن الـواضـح أننا ندفع ثمن تفويت فرصة لإقرار هدنة في أوكرانيا). 2023 عام وقد يفضل المـرء الضعف القائم على حسن النية على البديل الترمبي لرئيس غير أخلقي يسعى إلى التقشف، ومحاط بأيدٍ في مجال السياسة الخارجية تحاول استخدام شخصيته المتقلبة لإبقاء منافسينا خـــــارج الـــــتـــــوازن. ومــــع ذلـــــك، ربـــمـــا يـــبـــدو أن الـصـيـغـة الترمبية قد تمخضت عن نتائج أفضل لسبب ما، في وقــت ليس مـن الـواضـح فيه على الإطـــاق، أن هاريس مــســتــعــدة لمــجــابــهــة الاخــــتــــبــــارات الـــتـــي تــحــمــلــهــا لـهـا سياسات بايدن الخارجية الفاشلة. أتـفـهـم أنــنــا قــريــبــون بـمـا يـكـفـي مـــن الانـتـخـابـات بحيث سيرفض الكثيرون هذه النقطة الأخيرة بشدة. إلا أن الحقيقة أنــه رغــم الحشود الكبيرة حولها بعد انسحاب بـايـدن، فــإن المرشحة الديمقراطية للرئاسة لا تـــــزال شـخـصـيـة غــامــضــة فــيــمــا يــخــص تـوجـهـاتـهـا الـــســـيـــاســـة، ولا تـــــزال تــحــمــل ســـجـــاً بــوصــفــهــا نــائــبــةً للرئيس لا يوحي بالثقة في قدراتها. بــــالمــــقــــارنــــة، كــــانــــت كــلــيــنــتــون بــــوضــــوح صــانــعــة سياسات أكثر جدية، وكـان بايدن بوضوح أفضل في التحرك على الصعيد السياسي العملي، وكلهما كان أكــثــر خــبــرة فــي الاضـــطـــاع بـمـهـام الـرئـيـس التنفيذي لــلــبــاد. وكــــان اخــتــيــار هـــاريـــس لـرفـيـقـهـا فـــي الـتـرشـح بمثابة مضاعفة الرهان على الرداءة. والآن، نصيحتي الــوحــيــدة؛ الـتـصـويـت بضمير مــــرتــــاح، بـــنـــاءً عــلــى كـــل الــتــقــلــبــات والمــنــعــطــفــات الـتـي شهدناها في الفترة الأخـيـرة - حتى نكون مستعدين بشكل أفضل للمفاجآت التي لم تأتِ بعد. * خدمة «نيويورك تايمز» OPINION الرأي 13 Issue 16779 - العدد Tuesday - 2024/11/5 الثلاثاء ا ن أ ا م و Ghassan Charbel ‚ ا ƒ „ ر † ‡ ن ˆ‰ ƒ „ و ر ˆ ‚ ا ا روس ‹ †Œ ز ƒ د ا ’ Editor-in-Chief Assistants Editor-in-Chief Aidroos Abdulaziz Zaid Bin Kami Saud Al Rayes ١٩٨٧ ª« ¬ˆ أ ١٩78 ª« ¬ˆ أ ا ن أ ا م و Ghassan Charbel ‚ ا ƒ „ ر † ‡ ن ˆ‰ ƒ „ و ر ˆ ‚ ا ا روس ‹ †Œ ز ƒ د ا ’ Editor-in-Chief Assistants Editor-in-Chief Aidroos Abdulaziz Zaid Bin Kami Saud Al Rayes ١٩٨٧ ª« ¬ˆ أ ١٩78 ª« ¬ˆ أ ا ن أ ا م و Ghassan Charbel ‚ ا ƒ „ ر † ‡ ن ˆ‰ ƒ „ و ر ˆ ‚ ا ا روس ‹ †Œ ز ƒ د ا ’ Editor-in-Chief Assistants Editor-in-Chief Aidroos Abdulaziz Zaid Bin Kami Saud Al Rayes ١ ٨٧ ª« ¬ˆ أ ١٩78 ª« ¬ˆ أ ا ن أ ا م و Ghassan Charbel ‚ ا ƒ „ ر † ‡ ن ˆ‰ ƒ „ و ر ˆ ‚ ا ا روس ‹ †Œ ز ƒ د ا ’ Editor-in-Chief Assistants Editor-in-Chief Aidroos Abdulaziz Zaid Bin Kami Saud Al Rayes ١٩٨٧ ª« ¬ˆ أ ١٩78 ª« ¬ˆ أ ا ن أ ا م و Ghas an Charbel ‚ ا ƒ „ ر † ‡ ن ˆ‰ ƒ „ و ر ˆ ‚ ا ا روس ‹ †Œ ز ƒ د ا ’ Editor-in-Chief Assistants Editor-in-Chief Aidro s Abdulaziz Zaid Bin Kami Saud Al Rayes ١٩٨٧ ª« ¬ˆ أ ١٩78 ª« ¬ˆ أ ا ن أ ا م و Ghassan Charbel ‚ ا ƒ „ ر † ‡ ن ˆ‰ ƒ „ و ر ˆ ‚ ا ا روس ‹ †Œ ز ƒ د ا ’ Editor-in-Chief Assistants Editor-i -Chief Aidroos Abdulaziz Zai Bin Kami Saud Al Rayes ١٩٨٧ ª« ¬ˆ أ ١٩78 ª« ¬ˆ أ ا ن أ ا م و Gha san Charbel ‚ ا ƒ „ ر † ‡ ن ˆ‰ ƒ „ و ر ˆ ‚ ا ا روس ‹ †Œ ز ƒ د ا ’ Editor-in-Chief A istants Editor-in-Chief Aidr os Abdula iz Zaid Bin Kami S ud Al Rayes ١٩٨٧ ª« ¬ˆ أ ١٩78 ª« ¬ˆ أ الرئيس التنفيذي جماناراشد الراشد CEO Jomana Rashid Alrashid نائبا رئيس التحرير زيد بن كمي ssistant Editor-in-Chief Deputy Editor-in-Chief Zaid Bin Kami مساعدا ئي التحرير محمد هاني Mohamed Hani ناصيفحتي * روسدوثات الأولوية الإسرائيلية في الحربعلى لبنان الـــحـــرب الإســـرائـــيـــلـــيـــة شـــهـــدت تــصــعــيــداً كـبـيـراً فـي الجغرافيا والأهــــداف والـقـوة الـنـاريـة ضـد لبنان مـنـذ شـهـر ونــيــف. تصعيد مـفـتـوح فــي الـــزمـــان بعد أن حل لبنان مكان غزة على جـدول أولويات الحرب الإسـرائـيـلـيـة. حـــرب تضعنا أمـــام الــخــيــارات التالية التي تتمثل فيما يلي: أولاً- اسـتـمـرار الـحـرب، وهــي سياسة نتنياهو وحــكــومــتــه، مـــع تـصـعـيـد مـضـبـوط وربـــمـــا تخفيض في مراحل معينة، وحـرب استنزاف مفتوحة تهدف إلى تحقيق أهداف إسرائيل ذات السقف المرتفع جداً وقوامها الانتهاء من «حزب الله»، أو تحديداً تدمير إمكاناته وقدراته، وبالتالي دوره أو تخفيض قدرته الردعية والقتالية بشكل كبير. أهداف تبقى مرتفعة الـسـقـف كـإسـقـاط ورقـــة الــحــزب الـعـسـكـريـة مــن خـال الضرب الكلّي لقدراته العسكرية والأمنية وغيرها. مـن مظاهر ذلـك أن الـحـرب الإسرائيلية قامت عمليا عـلـى وحــــدة الـسـاحـتـ الـلـبـنـانـيـة والــســوريــة بشكل خـاص من خـال ضـرب قــدرات «حـزب الله» وحلفائه فـــي الــعــمــق الـــســـوري مـــن قـــواعـــد ومـــخـــازن لـلـسـاح. حرب لا تزال العوامل التي قد تدفع الأطـراف القادرة عـلـى وقـفـهـا غـيـر قـائـمـة. فـهـذه الأطــــراف غـيـر مهتمة في السياق القائم حاليا بوقف العدوان الإسرائيلي كليا أو بالتصدي الفعلي لتلك الأهــــداف. أهـــداف لا تـعـارضـهـا الـــولايـــات المــتــحــدة، إذ تـلـتـقـي مـــع بعض أهدافها الإقليمية، وليس بالضرورة كلها. كما تلتقي مع بعضهذه الأهداف بدرجات مختلفة، قوى غربيةٌ قــادرةٌ على أن توثر في الموقف الإسرائيلي بدرجات كبيرة لو بذلت جهودها جماعيا في هذا المجال. ثانيا- الانـــزلاق نحو حـرب إسرائيلية مفتوحة مع إيـران وحلفائها، مسرحها يمتد من الخليج إلى البحر الأحمر وإلى شاطئ البحر الأبيض المتوسط. حــرب تغير وجــه المنطقة ولا يـــدرك أحــد إبـعـادهـا أو تداعياتها على المسرح الاستراتيجي الشرق أوسطي ككل. سيناريو يمكن حصوله رغـم عـدم رغبة إيـران في الانـزلاق إلى حرب مباشرة أو مفتوحة من جهة، والـضـغـوط الأميركية مـن جهة أخـــرى على الحليف الإسرائيلي لإبقاء «عملية ردعـه» لإيـران تحت سقف المـقـبـول حجما وأهـــدافـــا. حـــرب قــد تـــؤدي إلـــى إعـــادة رســم مناطق الـنـفـوذ فـي الـشـرق الأوســـط وقــد تشبه إلــــى درجـــــة كــبــيــرة الـــوضـــع الـــــذي نــشــأ بــعــد سـقـوط ، من حيث حجم التغيرات وأبعادها 2003 العراق عام وارتداداتها. ثالثا- العودة إلى الوضع الـذي كان سائداً قبل حـرب الإسـنـاد فـي الجنوب أو التفاهم غير المكتوب الــــذي كـــان نـاظـمـا لـــأوضـــاع عـبـر التطبيق المــحــدود فـــي ظـــل خــــرق إسـرائـيـلـي 1701 والانـــتـــقـــائـــي لــلــقــرار مستمر لعناصر القرار؛ جواً وبحراً وحتى براً، مقابل وجـود عسكري وقتالي للحزب «غير ظاهر» إلا عند الــضــرورة فـي رسـائـل تذكيرية إذا مـا دعــت الحاجة. وتراهن جبهة وحدة الساحات عبر استنزاف إسرائيل ومــنــعــهــا مـــن تـحـقـيـق أهـــدافـــهـــا، عــلــى وقــــف الــقــتــال والدخول في تفاهم جديد تحت عنوان تطبيق القرار «تدريجيا» كما كان الوضع من قبل. تفاهم قد 1701 يحمل صيغة تجميلية عمّا كـان سابقا. تسمح تلك العودة بإعطاء الضوء الأخضر شرطا ضروريا ولو غير كافٍ لإعادة تشكيل السلطة في لبنان، والانتهاء من الفراغ الحاصل والقاتل، والذهاب لانتخاب رئيس وتشكيل حكومة. الــــذي 1701 رابـــــعـــــا- الـــتـــطـــبـــيـــق الــــكــــلّــــي لــــلــــقــــرار يــعــنــي فـــي الـــشـــق الــلــبــنــانــي إبـــعـــاد الـــحـــزب عـسـكـريـا إلــى شـمـال الليطاني مـع سيطرة للجيش كليا على المـنـطـقـة، وبـالـطـبـع تـعـزيـز الــتــعــاون مــع «يـونـيـفـيـل»، الأمــــــر الــــــذي يُــفــقــد الــــحــــزب أو يُــضــعــف بــشــكــل كـبـيـر جــــداً أهــــم أوراقـــــــه الاســتــراتــيــجــيــة إن لـــم تــكــن أهـمـهـا وهـــي امــتــاك الـــقـــرار لتسخين أو تـبـريـد الـجـبـهـة مع تداعياتها الإقليمية المـفـيـدة لـه ولحليفه أو الـراعـي الإيــرانــي كما شهدنا مـؤخـراً مـع استراتيجية وحـدة الـسـاحـات. الاستراتيجية الـتـي تُـرجـمـت عمليا على الساحة اللبنانية مع مشاركة رمزية في الحد الأدنى الـضـروري مـن طـرف «الـسـاحـة» العراقية أو اليمنية، وبقيت سوريا «الدولة» على الحياد، ولو أن أراضيها تـــشـــكـــل جـــــــزءاً مــــن المــــســــرح الاســـتـــراتـــيـــجـــي الــقــتــالــي لـ«الساحة اللبنانية»، فيما الراعي الإيراني بقي بعيداً عن الانخراط العملي والناشط في استراتيجية وحدة الساحات. هذا الخيار (التنفيذ الكلي والفعلي للقرار ) يتطلب التوافق غير المباشر بين الكبار الداعمين 1701 لطرفي الـصـراع، ودوراً مسهّلً ومحفّزاً ومواكبا من الأطراف الدولية والإقليمية المعنية. سيناريو يُحدث تغييراً نـوعـيـا فــي طبيعته وانـعـكـاسـاتـه عـلـى إدارة مسار الـصـراع بجميع أطـرافـه وتعقيداته. فـا يعود لـبـنـان ســاحــة أو صــنــدوق بــريــد لــتــبــادل رســائــل بين الأطراف الخارجية الفاعلة والمؤثرة. سيناريو يشكّل بداية عـودة للدولة في تحمل مسؤولياتها الوطنية بوصفها صاحبة قــرار الـحـرب والـسـلـم. قــرار يشارك فيه مختلف المكونات السياسية اللبنانية عبر إعادة انتظام دور السلطة بمؤسساتها كافة. لو أن الاختيار واضح لم تكن الانتخابات بهذه السخونة

RkJQdWJsaXNoZXIy MTI5OTky