issue16778

4 حربمتعددةالخرائط NEWS ASHARQ AL-AWSAT Issue 16778 - العدد Monday - 2024/11/4 الاثنين لاستمرار الحرب الإسرائيلية في غياب الضغط الأميركي لبنان: التمديد للقادة الأمنيين والعسكريين آتٍ... ولا يرتبط بالرئاسة تـنـظـر الـــقـــوى الـسـيـاسـيـة فـــي لـبـنـان إلى ما ستؤدي إليه الانتخابات الرئاسية الأمـــيـــركـــيـــة عـــلـــى أنـــهـــا مــحــطــة يــمــكــن مـن خـــالـــهـــا اســـتـــقـــراء المــــســــار الــــعــــام لـلـحـرب الـــــدائـــــرة فــــي الـــجـــنـــوب ومــــــدى اســـتـــعـــداد الرئيس العتيد للضغط على رئيس وزراء إســـرائـــيـــل بــنــيــامــن نــتــنــيــاهــو، للتسليم بــوقــف إطــــاق الـــنـــار بــعــدمــا انــقــلــب عليه مـــرات عـــدة واسـتـمـر فــي عــدوانــه مــن دون أن يلقى الضغط المـطـلـوب مـن واشنطن، لـــعـــلـــه يــــدفــــع لـــبـــنـــان لـــلـــرضـــوخ لـــشـــروطـــه عـلـى نحو 1701 لتطبيق الـــقـــرار الـــدولـــي يتطابق مع تفسيره له، بخلف التفسير الـــلـــبـــنـــانـــي، كـــونـــه لــــن يــــؤمّــــن، مــــن وجــهــة نــظــره، الـضـمـانـات المـطـلـوبـة لــنــزع سـاح «حـزب الله» وانكفائه إلـى ما بعد جنوب الليطاني. استمرار الحرب يجعل التمديد ضرورة ويفتح اسـتـمـرار الـحـرب فـي جنوب لـــبـــنـــان الــــبــــاب أمـــــــام تــــــــدارك الـــــفـــــراغ فـي المـؤسـسـات العسكرية والأمـنـيـة، بإحالة المــــمــــدد لـــهـــم إلـــــى الـــتـــقـــاعـــد، بــــــدءاً بـقـائـد الجيش العماد جـوزف عـون في العاشر من يناير (كانون الثاني) المقبل، والمدير الـعـام لـقـوى الأمـــن الـداخـلـي الــلــواء عماد عثمان فـي منتصف مايو (أيـــار) المقبل، وذلك بالتمديد لهما لعام جديد، إضافة إلــــى المـــديـــر الـــعـــام لــأمــن الـــعـــام بــالإنــابــة اللواء إلياس البيسري، شرط الفصل بي الـتـمـديـد وانــتــخــاب رئـيـس الـجـمـهـوريـة، الذي لا يزال يدور في حلقة مفرغة. ولا يرتبط انـتـخـاب الـرئـيـس بوقف الـنـار فحسب، بـل لأن الــظــروف المحيطة بإنهاء الشغور في الرئاسة الأولى، سواء أكـانـت محلية أم دولـيـة، ليست ناضجة حتى الساعة، وذلك على الرغم من إلحاح المجتمع الدولي على إخراج الانتخاب من أزمته بعدم ربطه بالتهدئة في الجنوب. بري لم يقل كلمته بعد ولـــن يـكـون فــي وســـع الـبـرلمـان التمديد لــلــقــادة الـعـسـكـريـن والأمــنــيــن مـــا لـــم تعقد جلسة تشريعية بـدعـوة مـن رئيس المجلس الـنـيـابـي نـبـيـه بــــري، يسبقها الاتـــفـــاق على جـــدول أعــمــال، كما حصل سـابـقـا، ومــن بي بنودها التصويت على اقتراح قانون ينص على التمديد لهم، علما بأن بري لم يقل كلمته حتى الساعة. والموقف نفسه ينسحب على حليفه «حــزب الـلـه»، وإن كـان يشترط فصل الـتـمـديـد عـــن انــتــخــاب رئــيــس لـلـجـمـهـوريـة، فيما «التيار الوطني الحر» برئاسة النائب جــــبــــران بـــاســـيـــل بــــــاقٍ عـــلـــى مـــوقـــفـــه بـرفـضـه التمديد؛ لأنــه يرفع مـن الحظوظ الرئاسية للعماد جـوزف عـون، ويتيح له التقدم على منافسيه في السباق إلى الرئاسة. رعاية بري للتمديد على الرغم من أنه نُقل عن الرئيس بري قوله إنـه لـم يعرف حتى الساعة مـا إذا كان النواب المنتمون لحركة «أمـل» سيصوّتون، كما فـي السابق، على اقـتـراح القانون الـذي يقضي بالتمديد لـقـادة الأجـهـزة العسكرية والأمنية، فإن مصادر نيابية تؤكد لـ«الشرق الأوســـــــــط» أنـــــه ســـيـــرعـــى الـــتـــمـــديـــد لــتــفــادي الشغور المترتب على إحالتهم للتقاعد في ظـل الـظـروف الحرجة الناجمة عـن مواصلة إسرائيل حربها التدميرية على لبنان، التي تستدعي توفير حصانة السلم الأهلي، بعدم تعريضه إلى أي شكل من أشكال الاهتزاز. لكن هناك زحمة في اقتراحات القواني الـتـي يُـفـتـرض أن تـتـقـدم بـهـا أكـثـر مــن كتلة نيابية، افتتحها نائب رئيس حزب «القوات اللبنانية» النائب جورج عدوان، الذي حصر اقـــتـــراحـــه بـالـتـمـديـد لــقــائــد الــجــيــش، مـعـلـاً الــــدوافــــع الــتــي تـسـتـدعـي الــتــمــديــد لــــه، على الــرغــم مــن أنـهـا تنطبق عـلـى غـيـره مــن قــادة الأجهزة الأمنية. اقتراح عدوان وعلمت «الشرق الأوســط»، من مصادر نـيـابـيـة مــتــعــددة، أن مـعـظـم الـكـتـل النيابية فوجئت بتفرّد عدوان بطلب التمديد للعماد عــــون وحــــــده، مـــع أنـــهـــا كـــانـــت عــلــى تــواصــل معه للتوافق على التقدم من الأمانة العامة للمجلس الـنـيـابـي بصيغة مــوحــدة تقضي بأن يشمل التمديد قادة الأجهزة الأمنية. وكشفت المصادر النيابية أن أطرافا في المعارضة كانت أول من فوجئ بحصر عدوان التمديد لقائد الـجـيـش، وقـالـت إن المفاجأة انسحبت أيـضـا على كتلة «الاعـــتـــدال» التي تـواصـلـت معه واسـتـوضـحـت منه الأسـبـاب الكامنة وراء تفرّده باقتراحه. وكـــان جـــواب عـــــدوان، حـسـب المــصــادر، أن لا شـــيء يمنع الـكـتـل النيابية أن تتقدم باقتراحات قواني تقضي بشمول التمديد قـــادة الأجــهــزة الأمـنـيـة، على أن يـصـار، كما حصل في التمديد الأول، إلى دمجها باقتراح واحد صدّقت عليه الأكثرية النيابية. «الاعتدال» مع التمديد وتـــأكـــد أن كــتــلــة «الاعـــــتـــــدال» تــتــشــاور حاليا مع عدد من الكتل النيابية، استعداداً للتقدم في اليومي المقبلي، باقتراح قانون يـقـضـي بـالـتـمـديـد لـــقـــادة الأجـــهـــزة الأمـنـيـة والــعــســكــريــة مـــن رتــبــتــي لـــــواء وعــــمــــاد، مع أن قـائـد الجيش هـو وحـــده مـن يحمل رتبة عماد. ويُــــــــفــــــــتــــــــرض أن يــــــتــــــقــــــدم «الــــــلــــــقــــــاء الديمقراطي» باقتراح مماثل في حال قرر أن يعيد النظر في مسودة أولى تقترح أن يشمل التمديد جميع العاملي في الأسلك الأمنية والعسكرية على اختلف رتبهم، حتى نهاية ، فـيـمـا تـمـيـل كـتـلـة نــــواب تحالف 2025 عـــام «قــــــوى الــتــغــيــيــر» الـــتـــي تـــضـــم: مــــــارك ضـــو، ووضــــاح الـــصـــادق، ومـيـشـال الــدويــهــي، إلـى إعـــداد اقــتــراح قـانـونـي يقضي بــأن يستفيد جـمـيـع الـعـسـكـريـن والأمــنــيــن مــن الـتـمـديـد لـعـام واحـــد، بـذريـعـة أن لبنان فـي حــرب مع إسرائيل، تتطلب منه تفادي حصول شواغر فـــي المـــؤســـســـات الأمــنــيــة بــصــرف الــنــظــر عن رتبهم. ميقاتي ينأى بنفسه وبالحكومة لــــذلــــك، فــــــإن حـــكـــومـــة الـــرئـــيـــس نـجـيـب مـيـقـاتـي تــنــأى بنفسها عـــن إعـــــداد مـشـروع قانون بالتمديد لهم، وتترك المهمة، كما في التمديد الأول، للكتل النيابية لتفادي طعن وزير الدفاع موريس سليم بالتمديد للعماد عــــون، بــذريــعــة أنـــه لا يـحـمـل تـوقـيـعـه، وهـو كان اقترح بحضوره وزملئه الجلسة شرط مـــلء الــشــغــور فـــي قـــيـــادة الـجـيـش والمـجـلـس الـعـسـكـري، وهــــذا مــا قــوبــل بــرفــض ميقاتي إصدار التعيينات بغياب رئيس الجمهورية، وهــو يتفق مـع باسيل فـي هــذا الخصوص، قبل أن يسحب الأخير اعتراضه ولو مؤقتا؛ لأن ما يهمه إبعاد عون الذي يتصدر لائحة المتنافسي عن الرئاسة. وعليه، يبقى الرئيس السابق للحزب «الـتـقـدمـي الاشــتــراكــي»، ولـيـد جـنـبـاط، من أشــد المطالبي بالتمديد لـهـم، ولا يـؤيـد أن ينوب عن العماد عون رئيس الأركـان اللواء حسان عــودة، على الرغم مما يتمتع به من قـــــدرات وكــــفــــاءات عــســكــريــة، وذلــــك للحفاظ عـلـى الـــتـــوازن وعــــدم الإخــــال بـــه، خصوصا في المؤسسة العسكرية ودورهـــا إلـى جانب القوى الأمنية الأخرى في الحفاظ على السلم الأهلي في ظل تأكيده أن الحرب طويلة. بيروت: محمد شقير العماد جوزيفعود قائد الجيشمعرئيسمجلسالنواب نبيه بري في لقاء سابق (الوكالة الوطنية) النزوح يُغيّر ملامح وسط بيروت مبنى «العازارية» يختصر حال النازحين ومأساتهم فــــرضــــت الـــــحـــــرب الإســـرائـــيـــلـــيـــة عــلــى لــبــنــان تـــبـــدلاً فـــي كـــامـــل مشهد العاصمة بيروت، ولا سيّما وسطها الــــــتــــــجــــــاريّ، بــــعــــدمــــا قــــصــــدهــــا آلاف النازحي الذين كانوا أمـام خيارين: إمـــــا إخـــــــاء مـــنـــازلـــهـــم، وإمـــــــا قـتـلـهـم بعد تدمير ممتلكاتهم، فبات المكان أشبه بحالهم المنكوبة، يوحي بالألم وكثير من القهر والظلم. والمـشـهـد فــي مبنى «الــعــازاريــة» وسط بيروت ليسسوى مثال بسيط يختزل هذه النكبة. ثياب معلقة على نافذة... أطفال يلهون في الباحة، وخيام مصنوعة من قماش، ووجوه بدا عليها الأسى. هـــــذه أبــــــرز مـــعـــالـــم المــــكــــان فــــي مــركــز «العازارية» وسط العاصمة بيروت، نازح 3500 الذي يستقبل راهنا نحو مــــن الـــجـــنـــوب والـــبـــقـــاع والــضــاحــيــة الـجـنـوبـيّـة لــبــيــروت. وهـــو واحـــد من مراكز إيواء كثيرة غصّت بالنازحي بــعــد بــــدء الــــعــــدوان الإســـرائـــيـــلـــيّ في سبتمبر (أيلول) الماضي. لكن ما يميز هذا المركز تحديداً، وهــــو مـــؤلـــف مـــن مـــبـــانٍ عــــدة صــفــراء الـــلـــون، أنــــه يــقــع قــريــبــا مـــن سـاحـتَـي «رياض الصلح» و«بشارة الخوري»، ويحتوي مكاتب خاصة ومؤسسات حـكـومـيّـة، لكنه بـــات ملجأ الـهـاربـن من القصف الإسرائيلي. فضلت البقاء في العراء فـــي الـــبـــاحـــة هـــنـــاك، عــلــى مـقـربـة مــن أحـــد المـــداخـــل الـرئـيـسـيـة، يجلس أحــــد الـــنـــازحـــن مـــن مـنـطـقـة الليلكي (الـضـاحـيـة الـجـنـوبـيّـة لــبــيــروت) في خيمته المصنوعة مـن قـمـاش، حيث يــلــفــحــه الــــــهــــــواء... يـــقـــول لــــ«الـــشـــرق الأوســــــــــــــط»: «هـــــــــذه أحـــــوالـــــنـــــا الـــتـــي فـرضـتـهـا علينا الـــحـــرب. أَصــلــي من الـهـرمـل، لكني أسـكـن فـي الضاحية، والمـنـطـقـتـان مستهدفتان مــن الـعـدو الإسرائيليّ». ويـضـيـف: «نـزحـت إلــى هنا منذ يـــومـــا، ولــــم أذهـــــب إلــى 20 أكـــثـــر مـــن مـــراكـــز الإيـــــــواء فـــي المــــــــدارس؛ لأنـنـي أخاف من استهدافها، ففضلت البقاء هنا في الـعـراء، وأنــا الآن دون أمـوال أنتظر المساعدات الشحيحة. نزحت عـائـلـتـي إلـــى أحـــد المـــراكـــز فــي صوفر (قضاء عالية) وبقيت وحدي». وقـــريـــبـــا مــــنــــه، تـــجـــلـــس الـــســـيـــدة الخمسينية نـرمـن، التي نزحت مع عائلتها من منطقة بئر حسن. تقول نـــرمـــن لــــ«الـــشـــرق الأوســـــــط»: «أتــيــت إلـى هنا بعد بـدء الـعـدوان الهمجي، وتـــضـــرر المـنـطـقـة الــتــي أســكــن فيها. مـــعـــي بـــنـــاتـــي الــــثــــاث وابــــنــــي وزوج ابنتي وطفلها الصغير (يبلغ عمره أشـهـراً قليلة)، ونعيش جميعنا في الخيمة نفسها». وجبة غذاء واحدة تـــــخـــــبـــــرنـــــا نــــــرمــــــن بـــــأحـــــوالـــــهـــــا والــتــحــديــات الــتــي تــواجــهــهــا وكـيـف يبدو العيشفي المركز: «نعيشيومنا كأنه الأخير. نستيقظ وننام على أمل أن تنتهي الحرب، أما حاجاتنا فهي كثيرة. أعاني من نقص الأدوية لأني مصابة بالسكري والضغط، وأحتاج إلى متابعة مستمرة ودواء. بالقرب مــنــا مــركــز (أطـــبـــاء بـــا حــــــدود)، لكن تنقصنا الأدوية في أحيان كثيرة». وتــــضــــيــــف: «مـــــنـــــذ أيـــــــــام ونـــحـــن نـــعـــيـــش عـــلـــى وجــــبــــة غـــــــذاء واحـــــــدة. لدينا مطبخ مركزي، لكنهم يقولون إنـهـم بـاتـوا غير قــادريــن على تقديم وجـــــبـــــات فـــــي الـــــيـــــوم، بـــســـبـــب قـلـة 3 المــســاعــدات الـتـي تـصـل إلـيـهـم. أمـس مـــثـــاً، وزعـــــوا لـكـل فـــرد رغــيــفَــي خبز ليس أكـثـر». ويـقـول أحــد المسؤولي في اللجنة التي تشكّلت من الأهالي لتنظيم المركز هناك، إن «المركز الذي افتتح منذ اليوم الأول للعدوان، لم يعد بإمكانه استقبال أعداد إضافية من النازحي»، رغم أنه لا يزال يشكل وجـــهـــة لــكــثــيــريــن مـــمـــن يــقــصــدونــه، ولكن دون استقبالهم. ويــضــيــف لــــ«الـــشـــرق الأوســــــط»: «نــحــتــاج إلـــى خــيــام بـاسـتـيـكـيـة أو غير ذلـــك، لا سيّما أن نـازحـن كثراً يفترشون جوانب المباني، وكانوا في الـسـابـق يلسعون بشمس الصيف، والآن هم معرضون للطوفان بسبب الأمـطـار الـتـي عـــادة مـا تـكـون غزيرة في لبنان». وحـــــــدث مــــا كــــــان يـــتـــخـــوف مـنـه الــنــازحــون؛ فـقـد بـــدأ الـطـقـس يتبدل والأمطار تهطل. في المباني نفسها، غـــــــــرف خــــــاصــــــة ســـــمـــــح أصــــحــــابــــهــــا بــفــتــحــهــا لـــلـــنـــازحـــن، كــــي يـسـكـنـوا فـــيـــهـــا، ولـــكـــن غـــرفـــا كـــثـــيـــرة لا تــــزال مــقــفــلــة. والـــبـــعـــض افــــتــــرش جـــوانـــب الباحة. يقول المـسـؤول إن «الـغـرف التي حـصـلـوا عـلـى أذونـــــات لفتحها هي الــتــي اسـتـقـر فـيـهـا بـعـض الـعـائـات الـــنـــازحـــة، حــيــث تـقـيـم فـــي كـــل غـرفـة عــائــلــتــان وربـــمـــا أكـــثـــر، فـــي حـــن أن الغرف الأخرى لا تزال مغلقة». وفي إحدى الغرف مثلً، تعيش عائلتان اقتسمتا الـغـرفـة بشرشف معلق. ولأن عدد النازحي إلى المركز كبير جـــداً، فـهـذه الـغـرف غير كافية للجميع. وعن نقص الحاجيات الأساسيّة في المركز يُخبرنا: «تنقصنا وسادات وأغــطــيــة وحــــرامــــات وفـــــرش، ومــيــاه شــــرب، وأدوات تـنـظـيـف، والأدويـــــة، والــــحــــفــــاضــــات، وكــــذلــــك الــحــمــامــات المـتـنـقـلـة، بـسـبـب قـلـة المــتــوافــر منها لــديــنــا أو الـــتـــي ســمــح لــنــا بفتحها للنازحي»، لافتا إلى أن ما يصل من مساعدات إلـى المـركـز يبقى ضئيلً، فمثلً «اضـطـررنـا إلــى تـوزيـع غطاء واحــــــد لـــكـــل شـــخـــص، بــســبــب أعـــــداد الـــنـــازحـــن الــكــبــيــرة لــديــنــا. الـحـاجـة كبيرة، لكن الإمكانات ضعيفة جداً». القصة كما هي تـــشـــبـــه الـــقـــصـــة الــــتــــي أدت إلـــى تشييد مبنى «الـــعـــازاريـــة» الشهير، قـديـمـا، إلـــى حـــدٍ مــا مــا يمثله المـكـان راهنا بالنسبة إلـى أنـاس كثر، «فقد لــــجــــأوا إلـــيـــه لـــكـــي يـــؤويـــهـــم ويـــكـــون المـكـان الـذيـن يسكنون ويتلقون فيه المساعدات». ويـــــــروي رئـــيـــس «جــمــعــيــة تــــراث بـــــــيـــــــروت»، ســـهـــيـــل مـــنـــيـــمـــنـــة، قــصــة سـبـتـمـبـر 14 المـــبـــنـــى، ويــــقــــول: «فـــــي ، حــــضــــرت الأم جـــيـــاس 1848 عــــــام وزميلتها من راهبات (بنات المحبة الـــعـــازاريـــات) إلـــى بــيــروت، وساهمن فـي مـسـاعـدة الأهــالــي بعد أن انتشر وبــاء الكوليرا فـي بـيـروت، وذلــك من خـــــال مــســتــوصــف مـــيـــدانـــي صـغـيـر أقـــيـــم فـــي وســــط بـــيـــروت الـــتـــجـــاريّ». بعد ذلك، «اشترت (الإرسالية) قطعة الأرض نفسها، وأقـامـت عليها (ديـر الـــــعـــــازاريـــــة)، ثـــــمّ شـــيـــدت مـــكـــانـــه فـي مــا بـعـد بـنـايـة (الـــعـــازاريـــة) المـعـروفـة راهنا». وقـــــــد شــــهــــد هـــــــذا المــــــكــــــان ســـابـــقـــا تـبـدلاً، ولـو كـان ظرفيا ومؤقتا، وذلـك ، بـفـعـل الأزمـــــة الـنـقـديـة 2019 فـــي عـــام والاقـــتـــصـــاديـــة الـــتـــي عــصــفــت بـلـبـنـان وكـــــانـــــت الأســـــــــوأ فـــــي تـــــاريـــــخ الــــبــــاد، حيث خرج الناس في مظاهرات عمّت كــل المـنـاطـق الـلـبـنـانـيّـة، ومـنـهـا وسـط بـــيـــروت الـــتـــجـــاريّ، وبـــدلـــت صــــورة أن الـــبـــلـــد لأبــــنــــاء الــطــبــقــة المـــقـــتـــدرة الــتــي تكرست منذ تسعينات القرن الماضي. بيروت: حنان حمدان عامل نظافة يزيل النفايات منساحة «العازارية» (الشرق الأوسط) مصادر بري أكدت أنه سيرعى التمديد لتفادي الشغور في الظروف الحرجة ضمن 18 وصول الطائرة الـ الجسر الإغاثي السعودي للبنان وصــــــــلــــــــت إلــــــــــــى مــــــــطــــــــار رفـــــيـــــق الحريري الـدولـي فـي مدينة بيروت بـــالـــجـــمـــهـــوريـــة الـــلـــبـــنـــانـــيـــة، الأحــــــد، 18 الـــطـــائـــرة الإغـــاثـــيـــة الــســعــوديــة الـــــ الـــتـــي يــســيّــرهــا مـــركـــز المـــلـــك سـلـمـان للإغاثة والأعمال الإنسانية، وتحمل الطائرة مساعدات إغاثية متنوعة، تـشـتـمـل عــلــى مــــواد غــذائــيــة وطـبـيـة وإيوائية. يــــأتــــي ذلــــــك انــــطــــاقــــا مـــــن الــــــدور الإنـــســـانـــي الــــرائــــد، وتــجــســيــداً للقيم النبيلة والمــبــادئ الثابتة للسعودية ممثلة بذراعها الإنسانية «مركز الملك سلمان للإغاثة»، بالوقوف مع الدول والــــشــــعــــوب المـــحـــتـــاجـــة لمـــواجـــهـــة كـل الأزمات والصعوبات التي تمر بها. بيروت: «الشرق الأوسط»

RkJQdWJsaXNoZXIy MTI5OTky