issue16778
3 حربمتعددةالخرائط NEWS ASHARQ AL-AWSAT Issue 16778 - العدد Monday - 2024/11/4 الاثنين غارات عنيفة على بعلبك... واستهداف حارة صيدا للمرة الثانية خلال أسبوع الجيشالإسرائيلي يفشل في التوغّل داخل الخيام اللبنانية فـشـل الـجـيـش الإسـرائـيـلـي فــي التوغل داخـــل مـديـنـة الـخـيـام الــحــدوديــة اللبنانية، بعد نحو أسبوع من المواجهات العنيفة مع «حــزب الـلـه»، وانسحبت الـقـوة الإسرائيلية الـتـي هـاجـمـت الـحـي الــشــرقــي، مــا أتـــاح بـدء عـمـلـيـة إجــــاء عـائـلـتـن مـــن مــنــزل فـــي وطـى الـخـيـام، كــان اسـتُـهـدف بـغـارة منذ أسـبـوع، في وقت استمر فيه القصف على البقاع، ولا سيما بعلبك، والجنوب، فيما سـاد الهدوء الـحـذر الضاحية الجنوبية لـبـيـروت لليوم الثاني على التوالي. وبعد تـراجـع الاشتباكات بـن الجيش الإســـرائـــيـــلـــي و«حـــــــزب الــــلــــه» فــــي الـــســـاعـــات المــاضــيــة عـلـى جـبـهـة الــخــيــام الــتــي تــعــدّ «أم المعارك البرية»، أفادت قناة «المنار» التابعة لـ«حزب الله بأن مدينة الخيام «باتت خالية بأكملها مــن أي جـنـدي إسـرائـيـلـي؛ بـمـا في ذلــــك مـنـطـقـة الـــوطـــى شــــرق المـــديـــنـــة»، وذلـــك بـــعـــدمـــا كـــانـــت الــــقــــوات الإســـرائـــيـــلـــيـــة شـنـت عـشـرات الــغــارات على المنطقة، تـركـزت عند شـمـال مـا يُـعـرف بـ«معتقل الـخـيـام» وشـرق البلدية، حيث سُجّلت مواجهات عنيفة. مقتل قياديين في «حزبالله» هـــــــــذا فـــــــي وقـــــــــت أعــــــلــــــن فـــــيـــــه الـــجـــيـــش الإســـرائـــيـــلـــي عـــن مــقــتــل قـــيـــاديـــن اثـــنـــن من «حــــزب الـــلـــه» فـــي الـــخـــيـــام. وأشـــــار المـتـحـدث باسم الجيش الإسرائيلي عبر حسابه على منصة «إكس» إلى مقتل فاروق أمي الآسي، قائد «حـزب الله» بمنطقة الخيام، ويوسف أحـــمـــد نــــــون، وهـــــو قـــائـــد ســـريـــة فــــي «قـــــوات الرضوان» بمنطقة الخيام. وقـال المتحدث إن «الآسـي كان مسؤولاً عـن تنفيذ كثير مـن الهجمات الصاروخية المضادة للدبابات والهجمات الصاروخية، على الجليل والمطلة... ونون هو قائد سرية في (قـوات الرضوان) بمنطقة الخيام، وكان مــســؤولاً عــن هـجـمـات صـاروخـيـة ومـضـادة لـــلـــدبـــابـــات عـــلـــى المــجــتــمــعــات الإســرائــيــلــيــة بمنطقة الجليل وجنود القوات الإسرائيلية التي تعمل في المنطقة». وأفـــــــادت «الـــوكـــالـــة الــوطــنــيــة لـــإعـــام» اللبنانية بــأن عناصر مـن الصليب الأحمر الــدولــي والصليب الأحـمـر اللبناني «بـــدأوا عملية إنـقـاذ وإجـــاء عائلتي مؤلفتي من شخصاً، بينهم نساء وأطفال، كان 20 زهاء قد استهدف العدو الإسرائيلي المنزل الذي كانوا فيه بغارة في وطى الخيام، منذ نحو الأسبوع، ولم تستطع فرق الإسعاف والإنقاذ الـوصـول إلــى المـكـان مـن قبل بسبب الوضع الأمني، وسط مساعٍ كثيرة ومناشدات عدة للمعنيي، والجمعيات الإنسانية الدولية، لــلــتــواصــل مـــع الـــعـــدو مـــن أجــــل إجـــائـــهـــم»، وبـعـد سـاعـات مـن عمليات الـبـحـث، أشــارت المــعــلــومــات إلــــى أن جـمـيـع أفـــــراد الـعـائـلـتـن شخصاً. 20 قضوا تحت الأنقاض وعددهم انتشالضحايا وقـالـت «الوطنية» إن الصليب الأحمر جثث من وطى الخيام، 5 اللبناني نقل الأحد على أن يستكمل مهمته لانتشال الجثامي الـــبـــاقـــيـــة يـــــوم الاثـــــنـــــن، و«الــــشــــهــــداء الـــذيـــن انـتُـشـلـوا الــيــوم فــي وطـــى الـخـيـام هـــم: روان عاماً)، ونادين شادي المحمد 19( علي المحمد أعــــوام)، وخـالـد شــادي المحمد (سنتان)، 5( أشهر)، وديمة 6( والطفل آدم شادي المحمد 15 عاماً). ولا يزال هناك 28( وليد الإبراهيم شهيداً لبنانياً، وشهيد ســـوري الجنسية، تحت الأنقاض». فشل المناورة ويــؤكــد الـنـائـب الـسـابـق لـرئـيـس أركـــان الجيش اللبناني، العميد المتقاعد الدكتور حــســن جـــونـــي، «فـــشـــل المــــنــــاورة الـعـسـكـريـة والـــتـــوغـــل فـــي الـــخـــيـــام». ويـــقـــول لــــ«الـــشـــرق الأوسط»: «حتى الآن محاولة التوغل فشلت، ولا نعرف مـا الخطوة الإسرائيلية التالية، ومــــن الــــواضــــح أن الإســـرائـــيـــلـــي لا يـــريـــد أن يخوض اشتباكات عنيفة ويتكبّد خسائر كــبــيــرة، لا سـيـمـا فـــي ظـــل الـــدفـــاع والمــقــاومــة التي يبديها (حزب الله) لحماية المدينة التي تتمتّع برمزية نضالية وجغرافية». وتطرق جوني إلى ما نقل عن الجيش الإسرائيلي لناحية قوله إن المرحلة الأولـى مــن العملية الـبـريـة فــي لـبـنـان شــارفــت على الانتهاء، عادّاً أن «الهدف من ذلك لا يزال غير واضح، وكذلك المراحل التالية التي يشيرون إليها بعدما كانوا يتحدثون عن عملية برية ومناورة ستنتهي خلل أسابيع». تدمير القرى مـــن هــنــا، يـلـفـت جــونــي إلــــى أنــــه يمكن توصيف هذه المرحلة بـ«مرحلة تدمير القرى الأمـــامـــيـــة وجـعـلـهـا مــكــشــوفــة، وبــالــتــالــي لا نعلم مـا إذا كانت ستنتهي بـعـودة الجيش الإســرائــيــلــي إلــــى الــــداخــــل، عـلـمـ بــــأن قــواتــه كانت تدخل وتـخـرج مـن البلدات الجنوبية وهي لم تؤسس للتمركز داخلها». ويـــتـــوقـــع جـــونـــي الإعــــــان الإســرائــيــلــي بـــأنـــهـــم يــحــصــنــون المـــســـتـــوطـــنـــات المـــحـــاذيـــة لـلـحـدود اللبنانية، ســائــاً: «هــل هــذا يعني أن نـــظـــريـــة حـــمـــايـــة المـــســـتـــوطـــنـــات ســتــكــون بـالـتـحـصـن ولــيــس بــالــتــوغــل؟ المـشـهـد غير واضـح، لكن الحديث عن المرحلة الأولـى هو إمـــا لإربــــاك (حــــزب الـــلـــه)، وإمــــا لــتــرك الأمـــور مفتوحة أمام الجيش الإسرائيلي». ولـــــــم يـــعـــلـــن «حــــــــزب الـــــلـــــه» الأحــــــــد عــن مـــواجـــهـــات بـــريـــة مـــع الــجــيــش الإســرائــيــلــي، بينما قــال الجيش الإسـرائـيـلـي، على لسان ) من 13 المتحدث باسمه، إن «أفـراد (الوحدة الـــكـــومـــانـــدوز الــبــحــري قــضــوا عـلـى عناصر (حـــــزب الــــلــــه)، ودمـــــــروا مــجــمــع قـــتـــال تـابـعـ لـــ(حــزب الــلــه) فــي جـنـوب لـبـنـان». وأضـــاف: )36 «في إطار العملية البرية المركزة لـ(الفرقة ) من الكوماندوز البحري، 13 وقوات (الوحدة داهــمــت الــقــوات مجمع قـتـال تـابـعـ لــ(حـزب الله) كان يستخدم للتخطيط وتنفيذ خطط للتوغل إلى أراضي البلد والعمل ضد قوات جيش الدفاع». فـــي المـــقـــابـــل، اســتــمــر «حـــــزب الـــلـــه» في إطلق الصواريخ علىشمال إسرائيل، وأعلن فـي بيانات متفرقة عـن استهدافه بصليات صاروخية تجمعات للجيش الإسرائيلي في مستعمرات المطلة وزرعيت وشوميرا وإيفن مناحم ومتسوفا وبرعام وشلومي وروش هانيكرا وشامير وكتسرين وخلة البردوشة قـرب المـنـارة، إضافة إلـى قاعدة «زوفـولـون» للصناعات العسكرية شمال مدينة حيفا، وتـجـمـع فـــي مــوقــع «الـــبـــغـــدادي»، وآخــــر في مستعمرة «نـطـوفـا نــيــمــرا»، كـمـا اسـتـهـدف بصاروخ موجّه دبابة «ميركافا» عند بوابة المطلة، ما «أدى إلى احتراقها ومقتل وجرح طاقمها»، وفق بيان له. ونــــعــــت «ســــــرايــــــا الــــــقــــــدس» (الــــجــــنــــاح الــعــســكــري لــــ«حـــركـــة الــجــهــاد الإســــامــــي»)، مـن مقاتليها قالت 3 ، الأحـــد، فـي بـيـان لـهـا إنـــهـــم «اســـتـــشـــهـــدوا أثــــنــــاء مــشــاركــتــهــم فـي التصدي للعدوان على لبنان». بعلبك: غارات بعد إنذارات وتعرضت بعلبك لسلسلة من الغارات العنيفة بعد ظهر الأحـــد، عقب سـاعـات من إصدار الجيش الإسرائيلي إنذاراً لإخلئها. وأفـــــــادت «الـــوكـــالـــة الــوطــنــيــة لــــإعــــام» بــأن الــطــيــران اسـتـهـدف مبنى فــي بـلـدة دورس، بــالــقــرب مـــن المـبـنـى الــقــديــم لـلـبـلـديـة، وأحـــد المباني في محلة الكيال عند أطــراف مدينة بـــعـــلـــبـــك، فـــيـــمـــا دمّــــــــرت غـــــــارة ثـــالـــثـــة مـقـهـى ومـــطـــعـــمـــ عـــلـــى بـــعـــد عــــشــــرات الأمـــــتـــــار مـن «مستشفى بعلبك الحكومي»، واستهدفت رابعة حياً داخل مدينة بعلبك. وطــــــمــــــأن مـــــديـــــر «مـــســـتـــشـــفـــى بــعــلــبــك الــــحــــكــــومــــي»، الــــدكــــتــــور عــــبــــاس شــــكــــر، بـــأن المستشفى لا يزال في أتم الجاهزية. وقال في تصريح له من أمام المستشفى بـعـد دقـــائـــق قـلـيـلـة مـــن الـــغـــارة الإسـرائـيـلـيـة التي وقعت على مقربة منه: «أطمئن أهلنا في بعلبك الهرمل بأن الأضرار التي أصابت ســـاعـــة 24 المـــســـتـــشـــفـــى بـــســـيـــطـــة، وخـــــــــال سيُستبدل الـزجـاج الــذي تحطم، ولا يوجد أي إعاقة لعملنا»، مؤكداً: «لا نـزال على أتم الجاهزية». وكـــــان الــجــيــش الإســـرائـــيـــلـــي قـــد أصـــدر صـــبـــاحـــ تــعــلــيــمــات إخــــــاء جــــديــــدة لـسـكـان محافظة بعلبك اللبنانية، محذراً بضربها لوجود مصالح تابعة لـ«حزب الله» فيها. وتــــزامــــنــــت أوامـــــــر الإخـــــــاء مــــع تـفـعـيـل قيادة الجبهة الداخلية للجيش الإسرائيلي صـــفـــارات الإنــــــذار بـشـكـل مـنـتـظـم عـلـى طـول الـحـدود بعد رصــد عـشـرات المـقـذوفـات التي عــــبــــرت مـــــن لـــبـــنـــان نـــحـــو شــــمــــال إســـرائـــيـــل صباح الأحد. وحذر المتحدث باسم الجيش الإسـرائـيـلـي، أفـيـخـاي أدرعــــي، عـبـر حسابه على منصة «إكـــس» سـكـان محافظة بعلبك وقــريــة دورس (جـنـوبـي غــــرب) مــن الــوجــود بالقرب من منشآت تابعة لـ«حزب الله» حيث «سيعمل ضدها جيش الدفاع». وأرفــــــق مـــنـــشـــوراتـــه بـــخـــرائـــط تتضمن مباني وطـالـب بإخلئها «والابــتــعــاد عنها مـــتـــر، وذلــــــك خـــال 500 لمـــســـافـــة لا تـــقـــل عــــن الساعات الأربع المقبلة». وقال الجيش الإسرائيلي، في بيان، إن سـاح الجو اعترض قذائف عـدة أُطلقت من لبنان نحو إسرائيل، وإن بعضها سقط في مناطق مفتوحة. وطــــال الـقـصـف الــبــقــاع الــغــربــي، حيث أفادت «الوطنية» باستهداف المنطقة الواقعة بي لبايا والنبي صفا. حارة صيدا ومستشفى تبنين وتـواصـل القصف الإسـرائـيـلـي، الأحــد، على عـدد من البلدات الجنوبية من دون أن يُصدر الجيش الإسرائيلي أي إنـــذارات قبل تنفيذ الغارات. وشنّ غارة على حارة صيدا، بعد أقـل من أسبوع على استهدافها بغارة أشخاص. 5 أدت إلى مقتل جانب من الدمار الذيخلفه القصف الإسرائيلي علىشرق مدينة بعلبك(أ.ف.ب) بيروت: كارولين عاكوم هل نظرية حماية المستوطنات الإسرائيلية ستكون بالتحصين وليس بالتوغل داخل لبنان؟ نتنياهو يشدد على قطع «أكسجين حزبالله» من إيران عبر سوريا قــــال رئـــيـــس الـــــــوزراء الإســـرائـــيـــلـــي، بـنـيـامــن نــتــنــيــاهــو، إن «مــفــتــاح» إعـادة سكّان الشمال إلى منازلهم، هو إبعاد «حـزب الله» إلى ما وراء نهر الليطاني، مشدداً على قطع «خط أنابيب الأكسجي التابع لـ(حزب الله) من إيران عبر سوريا». كلم نتنياهو جاء خلل زيارته، الأحـد، الحدود الشمالية مع لبنان؛ حـيـث بـــدأ الـجـيـش الإسـرائـيـلـي هـجـومـ عـلـى «حـــزب الــلــه» نـهـايـة سبتمبر (أيلول)، وفق ما أفاد مكتبه في بيان. وأشـــــار مـكـتـبـه إلـــى أن رئــيــس الـحـكـومـة «أجـــــرى جــولــة عـلـى الــحــدود اللبنانية الأحد، برفقة قائد القيادة الشمالية، أوري غوردين، وقائد «الفرقة »، شاي كلبر، وقادة ألوية وكتائب». 91 ووفق البيان، فقد «أجـرى رئيس الحكومة مع القادة، تقييماً للوضع فيما يتعلق بـالـصـورة العملياتية، وخـطـط الــدفــاع والـهـجـوم، لاستمرار النشاط في هذه الجبهة». وقال نتنياهو: «أنا هنا على الحدود الشمالية، ومن هنا ترى وتسمع التغيير في الواقع؛ حيث الطائرات في السماء، ومقاتلونا على الأرض، عبر خط الحدود، ما يقضي على كامل المجموعة السرية التي أعدّها (حزب الله) (للهجوم) على الجليل، وتنفيذ مجزرة أكبر من تلك التي حدثت في غزة (هجوم السابع من أكتوبر «تشرين الأول»). لن يحدث ذلك بعد الآن». وأضـاف: «ضربنا كل مناطق لبنان، وأريـد أن أوضح أنه مع اتفاق أو من دونه، فإن المفتاح لاستعادة السلم والأمن في الشمال، والمفتاح لإعادة سكاننا في الشمال بأمان إلى منازلهم، هو أولاً وقبل كل شيء إبعاد (حزب الـلـه) إلــى مـا وراء الليطاني. وثـانـيـ ، ضــرب أي محاولة يـقـوم بها لإعــادة التسلّح، وثالثاً الردّ بحزم على أي إجراء ضدنا». وشدّد رئيس الوزراء الإسرائيلي على أنه ينبغي تطبيق ذلك، و«قطع خط أنابيب الأكسجي التابع لـ(حزب الله) من إيران عبر سوريا»، مضيفاً: «نحن ملتزمون بكل هذا». والتقى نتنياهو عناصر من جنود الاحتياط بالجيش الإسرائيلي، وقال خلل ذلك، إنهم «يلعبون دوراً كبيراً في الإنجازات التي حققناها». تل أبيب: «الشرق الأوسط» تحقيق لكشف ملابسات «عملية الكوماندوز» وخطف قبطان بحري من البترون بنك الأهداف الإسرائيلية يبلغ أقصىشمال لبنان شكّلت الغارات الإسرائيلية على الطريق الــتــي تــربــط بــلــدة أكــــــروم، المــتــاخــمــة لـسـوريـا فـي أقصى شمال لبنان، مـع العمق اللبناني وتسببت بعزلها كليّاً، تحولاً في بنك الأهداف الإسرائيلية، إذ إنها المــرّة الأولــى التي تقطع فيها الطريق مع سوريا من الجانب اللبناني. وبهذه الـغـارة، التي نُـفّـذت ليل السبت - الأحد، وقصف الطريق التي تصل بلدة أكروم ببلدة كفرتون وكل قرى جبل أكروم، ومنه إلى عمق عكار ومحافظة الشمال، تكون إسرائيل قــد وسّــعــت دائــــرة اسـتـهـدافـهـا المـعـابـر الـبـرّيـة التي تربط لبنان مع سوريا. رسالة أولية ورأى مـصـدر أمـنـي أن «الــغــارة قـد تكون مجرّد رسالة أوليّة لما هو مقبل، وربما مقدمة لـبـدء ضــرب البنى التحتية للدولة اللبنانية والـتـأسـيـس لمرحلة عــزل مناطق بعضها عن بـــعـــض». وأكــــد المـــصـــدر، لــــ«الـــشـــرق الأوســـــط»، أن «مـــوقـــع بــلــدة أكـــــروم حــســاس جــــداً؛ كونها تـــتـــشـــارك حـــــــدوداً بــــرّيــــة واســــعــــة مــــع ســـوريـــا، وتنشط عبرها حركة التهريب في الاتجاهي». وشــــــدّد عــلــى «ضـــــــرورة تـــعـــاون الأهـــالـــي وبــلــديــات جـبـل أكـــــروم مـــع الـجـيـش الـلـبـنـانـي والمؤسسات الأمنية لوقف التهريب وتجنيب المنطقة خطراً أمنياً داهماً». وقرأ أبناء أكروم في هذه العملية رسالة إسـرائـيـلـيـة مـفـادهـا أن جـيـش الــعــدو «مصمم على وقـف حركة تنقّل اللبنانيي والسوريي عبر النقطة الحدودية المسمّاة (النبي بري) من الجانب اللبناني، مع بلدة حاويك السورية»، وحـــــذّروا مــن «تـــمـــادي إســرائــيــل فــي مـثـل هـذه الـعـمـلـيـات»، مطالبي بــ«الامـتـثـال لتعليمات الجيش اللبناني، الـذي يمسك الأمـن في هذه المــنــطــقــة وعـــلـــى طــــول الــــحــــدود الــشــمــالــيــة مع سوريا». وأوضـــح المـصـدر الأمـنـي أن العملية «لم تُـوقـع ضحايا مـن أبـنـاء الـبـلـدة ولا النازحي إلـيـهـا، واقــتــصــرت عـلـى إصــابــات طفيفة جـداً وأضـــرار مادية كبيرة في المـنـازل». وقــال: «ما حصل قد يكون مقدمة لعمليات أكثر اتساعاً، وربما تُوقع ضحايا في المرات المقبلة». وأضاف: «القراءة الأمنية لهذه الغارة هي وقــف حـركـة الانـتـقـال بـن الأراضــــي اللبنانية والسورية عبر معبر أكروم غير الشرعي بشكل نهائي»، مشدداً على أن «المشكلة الحقيقية في هذه المنطقة سببها المهرّبون الذين يَنشطون فـــي نــقــل الــبــضــائــع بـــن الأراضـــــــي الـلـبـنـانـيـة والـسـوريـة، ويبدو أن حركة التنقلت مراقَبة إسرائيلياً بشكل دقيق». تهريب بضائع ومنذ أيام الحرب السورية، نشر الجيش اللبناني عــدداً كبيراً من الحواجز بمنطقتي جبل أكـروم ووادي خالد المتاخمتي للحدود السورية؛ لمنع تسلل الأشـخـاص والمسلّحي. وأشار المصدر الأمني إلى أن حواجز الجيش «تُخضع البضائع المنقولة إلى أكروم ومنها، للتفتيش، وعندما تتحقق من أنها قانونية ومـــعـــزّزة بـفـواتـيـر رسـمـيـة، يُـسـمـح بإدخالها إلــــى قــــرى الـــجـــبـــل، لــكــن لـــأســـف، هـــنـــاك عــدد كبير من المهرّبي الذين يشترون كميات من هذه البضائع ويهرّبونها إلى سوريا، وهذا سـيـكـون مــوضــع مـتـابـعـة وتـــشـــدد، فــي الأيـــام المــقــبــلــة؛ لـــعـــدم إعـــطـــاء أي ذريـــعـــة لإســرائــيــل لتستهدف المنطقة». وبـعـد ســاعــات عـلـى الـــغـــارة الـتـي وقعت عــلــى بُـــعـــد أمــــتــــار قـلـيـلـة مــــن حـــاجـــز الـجـيـش اللبناني في منطقة وادي السبع، بدأت بلدية أكـــــــروم، بــالــتــعــاون مـــع اتـــحـــاد بـــلـــديـــات جبل أكـروم ووزارة الأشغال العامة والنقل، عملية ردم الحفرة التي خلفتها الغارة الإسرائيلية؛ تـــمـــهـــيـــداً لإعـــــــــادة وصــــــل الــــبــــلــــدة مـــــع عـمـقـهـا الحيوي في عكار والشمال. وأعـــلـــن رئــيــس بـلـديـة أكـــــروم عـلـي أسـبـر أن السبب الأسـاس وراء العدوان الإسرائيلي «قـــد يــكــون عـمـلـيـات الـتـهـريـب مــن مــــواد بناء ومواد غذائية ومحروقات وغيرها». وأوضح، لـــــ«الــــشــــرق الأوســــــــــط»، أن الـــبـــلـــديـــة «تُــــجــــري اتـصـالات مـع مخابرات الجيش ولـــواء حرس الـحـدود اللبنانية الـسـوريـة». وشــدد على أن «مـــا حـصـل أحــــدثَ حــالــة رعـــب لـــدى الأهــالــي، وهـــنـــاك خـشـيـة حقيقية مـــن تـــكـــرار مـثـل هـذه الغارات، وتخوف من سقوط ضحايا». جريمة مكتملة تـــكـــثّـــف الأجــــهــــزة الـــقـــضـــائـــيـــة والأمـــنـــيـــة الـــلـــبـــنـــانـــيـــة تــحــقــيــقــاتــهــا لـــكـــشـــف مـــابـــســـات العملية الـتـي نفّذتها فـرقـة مـن الـكـومـانـدوز الإســرائــيــلــي، فـجـر يـــوم الـجـمـعـة، فــي مدينة البترون (شـمـال لبنان)، واختطفت أثناءها المــــواطــــن عـــمـــاد أمـــهـــز مـــن داخـــــل شــالــيــه كــان يشغله في المنطقة. وأفـــــــــاد مــــصــــدر قـــضـــائـــي بــــــأن «شــعــبــة المعلومات في قوى الأمن الداخلي بدأت منذ صـبـاح السبت تحقيقاتها فـي هــذه العملية التي تعدّ جريمة مكتملة المواصفات». وأكد المــــصــــدر لـــــ«الــــشــــرق الأوســــــــط» أن الـتـحـقـيـق أيــام بالحدّ الأدنــى لكشف 3 الأولــي «يحتاج خـــيـــوط الـعـمـلـيـة والـــطـــريـــقـــة الـــتـــي اعـتـمـدهـا الإســرائــيــلــيــون لـتـنـفـيـذهـا بـــنـــجـــاح»، مـشـيـراً إلــــى أن الأمـــــر «يــســتــدعــي تـــعـــاونـــ مـــن قـــوات (الــيــونــيــفــيــل) المـــســـؤولـــة عـــن أمــــن الــشــواطــئ اللبنانية، ومـراقـبـة حـركـة الـسـفـن والــــزوارق التي تدخل المياه الإقليمية والمرافئ البحرية اللبنانية، وتـخـرج منها على مــدار الساعة، وهذا غير متوفر حتى الآن». وتـــحـــدّث مــصــدر أمــنــي لـبـنـانـي عــن أكثر من سيناريو مفترض لجأ إليه الإسرائيليون لـتـنـفـيـذ الإنـــــــزال. وأشـــــار لــــ«الـــشـــرق الأوســــط» إلى أن التحقيق «لم يحسم ما إذا كانت القوة الإســرائــيــلــيــة قـــد وصـــلـــت إلــــى شـــاطـــئ مـديـنـة الـــبـــتـــرون عـــبـــر الـــــــــزوارق الـــحـــربـــيـــة أو طـــائـــرة هليكوبتر نفّذت إنــزالاً جوياً»، مشيراً إلـى أن «قـــوات (اليونيفيل) أبلغت الجانب اللبناني أنها بدأت أيضاً تحقيقاً لتحديد الوسيلة التي نجح عبرها الجيش الإسرائيلي بتنفيذ عملية على هذا المستوى من الدقة والخطورة». بيروت: يوسفدياب
Made with FlippingBook
RkJQdWJsaXNoZXIy MTI5OTky