issue16778
يوميات الشرق ASHARQ DAILY 22 Issue 16778 - العدد Monday - 2024/11/4 الاثنين معرض «الأثر الخافت» يتناول تغلغل التقنية وتفاعلها المجتمعي العميق فناناً دولياً يستكشفون تأثيراتظهور الإنترنت في الرياض 20 في ظل التقدم التقني غير المسبوق الـــــــذي يـــشـــهـــده الـــعـــصـــر الــــحــــالــــي، ألــقــى مــعــرض «عــصــر الأثــــر الـــخـــافـــت» الــضــوء على التأثيرات والتحولات التي أحدثتها الأقـــــــمـــــــار الاصــــطــــنــــاعــــيــــة والــــتــــلــــفــــزيــــون والإنترنت على الترابط العالمي والتبادل الثقافي ونشر المعلومات. فناناً محلياً 20 وتستعرض أعمال وعـالمـيــ مــن خـــال المــعــرض الــــذي يقدمه مـــعـــهـــد مــــســــك لــــلــــفــــنــــون، فــــتــــرة مـــــا بــعــد الإنـــتـــرنـــت، وهــــي حـقـبـة تـتـمـيـز بتغلغل التقنية وتأثيرها العميق على المجتمع، منطلقاً مــن مـفـهـوم «الــتــحــوّل الــجــذري» الذيصاغه جون فون نيومان، مستشرفاً مــســتــقــبــاً يــنــدمــج فــيــه الــبــشــر والــــذكــــاء الاصــطــنــاعــي كنتيجة لـلـتـوسـع التقني والفكري المتسارع. ويضم معرض«عصر فناناً، تتناول 20 الأثـر الخافت» أعمالاً لــ النقلة الثقافية التي أحدثها الإنترنت، مــن خـــال مـعـالـجـة مــوضــوعــات الـتـرابـط والإدراك والـــهـــويـــة والـتـعـبـيـر الإبـــداعـــي والتدفق الهائل للمعلومات. الإنترنتشكّل منعطفاً لمسار الإعلام يتناول جـون سالفيست في عمله «الــحــبــر المـــتـــاشـــي»، تــاشــي الـصـحـف وتراجع أهميتها في المجتمع المعاصر، 1000 ويتكون هــذا العمل مـن أكـثـر مـن صـــحـــيـــفـــة يــــومــــيــــة أمــــيــــركــــيــــة تـــنـــاقـــش الـقـضـايـا الـتـي تـهـم المجتمع الأمـيـركـي مـــرتـــبـــة عـــلـــى شـــكـــل ســـــرب مــــن الــطــيــور المــحــلّــقــة فـــي الـــفـــضـــاء، ويـــقـــدم تـمـثـيـاً بصرياً لـتـراجـع أهمية وسـائـل الإعــام المــطــبــوعــة الـتـقـلـيـديـة، ولإبــــــراز عنصر الحنين إلى الماضي. وفي هذا المشروع، يـنـبـثـق الـــســـرب مـــن كـــومـــة ضـخـمـة من الصحف الملفوفة، ما يستحضر صورة بـــائـــع الــصــحــف الـــــذي كــــان فـــي المــاضــي يرمي الصحيفة على الشرفة كل صباح. ويـــاحـــظ الــــزائــــر إلــــى المـــعـــرض أن الـسـنـوات الـتـي تغطيها هــذه الصحف تتزامن مع نشأة الإنترنت التي شكّلت مــنــعــطــفــ حـــاســـمـــ فــــي مــــســــار وســـائـــل الإعـــــــــــام والاتـــــــــصـــــــــالات، ويــــمــــثــــل هــــذا العمل التركيبي تعليقاً على الطبيعة الزائلة لوسائل الإعــام المطبوعة التي لـعـبـت لـفـتـرة طـويـلـة دوراً مهيمناً في تـوثـيـق الـقـصـص والــتــاريــخ والـــذاكـــرة. وبـــحـــلـــول الـــقـــرن الــــحــــادي والــعــشــريــن، الـــــذي اتـــســـم إلــــى حـــد كـبـيـر بـالـرقـمـنـة، جلب المنصات الرقمية التي حلّت محلّ الطباعة، وبهذا يتساءل هذا العمل عن كيفية الـتـقـاط الــذكــريــات وحفظها في المستقبل، ويدعو المشاهدين إلى التأمل في آثار التحولات في الاتصال والحفظ في العالم الرقمي. تقاطع الفن والتكنولوجيا والاتصال كــــانــــت مـــجـــســـمـــات نـــــام جـــــون بــايــك الـتـلـفـزيـونـيـة أول مــا أدخـــل تكنولوجيا الــتــلــفــزيــون إلــــى الــفــنــون الــجــمــيــلــة، وقــد ركّزت سلسلته التي أنتجها بعد إصابته عـــلـــى هـــذا 1996 بــســكــتــة دمـــاغـــيـــة عــــــام الموضوع. وكـــــــــانـــــــــت بــــــمــــــثــــــابــــــة اســـــتـــــكـــــشـــــاف دقــــيــــق لأجـــــهـــــزة الــــتــــلــــفــــزيــــون والأقـــــمـــــار الاصطناعية وإعادة صياغتها كوسائط ومـــــوضـــــوعـــــات، وتـــتـــمـــيـــز هـــــذه الأعــــمــــال بـــــإعـــــادة اســــتــــخــــدام أجــــهــــزة الــتــلــفــزيــون المـــصـــنـــوعـــة مــــن المــــعــــدن والــــخــــشــــب، مـع إضافة ألــوان الأكريليك الزاهية والأقـام الزيتيّة العريضة عليها، ما حوّلها إلى عــــــروض تـــجـــريـــديـــة ديــنــامــيــكــيــة تـتـمـيـز بـضـربـات مـعـبـرة تـرمـز إلـــى تـقـاطـع الفن والـتـكـنـولـوجـيـا والاتــــصــــال، ومــــن خــال الـضـربـات الإيمائية، صــاغ بايك أشكالاً جـــديـــدة مـــن الاتــــصــــال، بــإضــافــة جــوانــب إنــســانــيــة إلــــى مـجـسـمـاتـه الـتـلـفـزيـونـيـة وزيّنها بتعبيرات الوجوه. إدراك الواقع والهوية فـــي عـمـلـهـا «الأقـــنـــعـــة الإلــكــتــرونــيــة» تتناول الفنانة السعودية إيمان الجبرين تــأثــيــر تـكـنـولـوجـيـا الاتــــصــــالات الـرقـمـيـة على إدراك الـواقـع والـهـويـة، وفــي تحويل الـتـفـاعـات الـبـشـريـة، وتــدفــع الـنـاظـر إلـى مــــراجــــعــــة تــــعــــريــــف الــــهــــويــــة فـــــي الـــعـــصـــر الرقمي، وتسلط الـضـوء على التوتر بين الانـطـبـاعـات الرقمية والـلـقـاءات الفعلية، وتــســتــنــطــق الـــتـــاعـــب الـــرقـــمـــي بـــــــالإدراك، وتـدعـو الناظر إلــى التفكير فـي موثوقية الهويات عبر الإنترنت. وتــــتــــضــــمــــن هــــــــذه الأعـــــــمـــــــال رســــائــــل إلكترونية متبادلة بين الفنانة وأشخاص آخرين معروضة على أسطح شفافة ترمز إلـــــى الــــوضــــوح المـــفـــتـــرض لـلـشـخـصـيـات، وتـــــحـــــت الأســـــطـــــح الــــشــــفــــافــــة ثــــمــــة صــــور غامضة التقطتها الفنانة وطبعتها على ألــــواح خـشـبـيـة، ويـحـمـل كــل عـمـل عـنـوانـ مستوحى من أول تعليق أدلى به الشخص عــنــد مـقـابـلـتـه لـلـفـنـانـة شـخـصـيـ ، وبــهــذا تـلـتـقـط الــعــنــاويــن مـجـمـوعـة مـــن المـشـاعـر الـــتـــي تــــتــــراوح بـــ المـــفـــاجـــأة والانــــزعــــاج، وتؤكد عباراتها على التباين بين الصور المــســبــقــة الـــتـــي تــشــكــلــت أثــــنــــاء الـــتـــواصـــل الرقمي وواقع الفرد عند اللقاء الشخصي. وتتنوع أعمال المعرض بين اللوحات والمنحوتات والفيديو والتركيبات الفنية، وتتعمّق فـي الطبيعة المــزدوجــة للتقنية، المتمثلة في قدرتها على تحقيق الاتصال من جهة، وعلى فـرض سطوة التحكم من جـهـة أخــــرى، مــا يكشف الـنـقـاب عــن تعقد ديناميكيات الهوية والاندماج الثقافي. وتـتـسـاءل هــذه الأعــمــال عـن المفاهيم التقليدية للتعبير الفني وتناقل المعارف، مــســلّــطــة الــــضــــوء عـــلـــى الانـــتـــقـــال الــحــالــي نــحــو مــشــهــدٍ عـــالمـــي أكـــثـــر تـــرابـــطـــ . وعـلـى ضوء هذه التطورات السريعة التي تحثّ على التفكير في التغير الذي يشهده دور الفنان في العالم المغمور بالتقنية، بحيث لا يـكـتـفـي الــفــنــانــون الـــيـــوم بـالـتـكـيـف مع هذه التطورات، بل يعيدون أيضاً تشكيل الابــتــكــار الــرقــمــي فـــي الـــفـــن، مـــا يــقــود إلـى النظر في إمكانية حـدوث «تحوّل إبداعي جــــــــذري» حـــيـــث تـــفـــتـــح الــتــقــنــيــة الــرقــمــيــة الأبـــــــواب عــلــى مــصــراعــيــهــا أمـــــام مختلف الأشـكـال والأسـالـيـب الـجـديـدة فـي الإبـــداع الفني. ويـــســـتـــمـــر المــــــعــــــرض، الــــــــذي انــطــلــق فـبـرايـر (شــبــاط) المقبل، 27 الأحــــد، حـتـى فـي صـالـة الأمـيـر فيصل بـن فهد للفنون بمدينة الرياض. الرياض: عمر البدوي جونسالفيست في عمله «الحبر المتلاشي» (الشرق الأوسط) عمل نام جون بايكعن تأثير التلفزيون في الوعي المعاصر (الشرق الأوسط) جانب من أعمال الفنانين المشاركين في المعرض(الشرق الأوسط) تغطي الصّحففي المعرضسنوات نشأة الإنترنت التيشكّلت منعطفاً في مسار وسائل الإعلام إن العمل يُبرز معاناة الفلسطينيين في التنقل مخرج الفيلم قال لـ «برتقالة من يافا»... صرخة ضد «عنصرية الاحتلال الإسرائيلي» أكد المخرج الفلسطيني محمد المغني أن فـيـلـمـه الـقـصـيـر «بــرتــقــالــة مـــن يـــافـــا»، الذي عُرض مؤخراً في مهرجان «الجونة السينمائي»، أظهر جانباً من العنصرية الـــتـــي يــتــعــرّض لــهــا الـفـلـسـطـيـنـيـون على أيـدي قـوات الاحتلل الإسرائيلية، معرباً عن سعادته بردود الفعل على الفيلم. ونـال الفيلم الـذي شـارك في مسابقة الأفلم القصيرة في «الجونة السينمائي» جـــــــائـــــــزة «نـــــجـــــمـــــة الــــــجــــــونــــــة الــــفــــضــــيــــة» بالمناصفة، وسط إشادات نقدية بالقصة الـــتـــي لـــعـــب دور الـــبـــطـــولـــة فــيــهــا كــــل مـن كامل الباشا، وسـامـر بـشـارات، ونسرين الجعبة. يـقـول المغني لــ«الـشـرق الأوســــط» إن فكرة العمل استغرقت منه شهوراً للعمل عليها وحـتـى ينتهي منها بشكل كامل عــبــر إجــــــراء تـــعـــديـــات عــلــى الــســيــنــاريــو، والــــتــــركــــيــــز عـــلـــى المــــشــــاهــــد بـــشـــكـــل أكـــثـــر تفصيلً، خصوصاً أن العمل هو تجربته الأولى في السينما بعد انتهاء دراسته. وتــــــــــــــدور الأحــــــــــــــــداث حــــــــــول الـــــشـــــاب الفلسطيني «مـحـمـد» الـــذي يحمل إقامة فـي دولـــة بـولـنـدا، حيث يـــدرس هـنـاك، إلا أنـــه يـجـد صـعـوبـة فــي الــوصــول إلـــى يافا لــلــقــاء والــــدتــــه الـــتـــي تـــريـــد أن تصطحبه لرؤية فتاة فلسطينية ترغب في أن يرتبط بـهـا، فــي رحـلـة تجعله ينتقل مــن حاجز إلى آخر ليقضي يوماً كاملً داخل تاكسي بانتظار مـصـيـره، بعد اكـتـشـاف الجنود الإسرائيليين محاولته العبور من حاجز إلى آخر. في رحلة «محمد» (سامر بشارات)، بطل الفيلم، يجد معاناة في العثور على سيارة تاكسي تنقله للعبور حتى يتوقف «فـــــــاروق» (كـــامـــل الـــبـــاشـــا) ويــــوافــــق على اصطحابه، خصوصاً أن لديه موعداً في الطريق نفسه. لكنه يُـصـدم عند الحاجز بــأن «مـحـمـد» مُـنـع مـن الـعـبـور مـن حاجز آخر قبل أن يستقلّ السيارة برفقته. ساعة، يقضي 14 على مدار أكثر من الرجلن يومهما داخل السيارة في المعبر بعد سحب هويتهما، ومن دون أن يُسمح لهما بالنزول منها أو الحركة. يتشاجران سريعاً ويتصالحان سريعاً، فلكلّ منهما 5 معاناته الخاصة. فسائق التاكسي لديه فتيات ويخشى مصادرة سيارته ومصير بناته، خصوصاً بعد خضوعه لجراحة القلب المفتوح التي منعته من العمل في مهنة أخرى، بينما محمد مهموم بوالدته التي تنتظره. يتحدث مخرج الفيلم عن الفترة التي عــمــل فـيـهـا عــلــى كــتــابــة الــعــمــل وتـرشـيـح الأبــــــطــــــال، مـــــؤكـــــداً أن شـــخـــصـــيـــة ســـائـــق التاكسي، عندما كتبها، رشّح لها الفنان كـامـل الباشا الـــذي لـم يـتـردّد فـي الموافقة على الفيلم رغم عدم وجود سابق معرفة بينهما، لافتاً إلى أنه أراد من خلل الفيلم نــقــل جـــانـــبٍ مـــن المـــعـــانـــاة الـــتـــي يعيشها الشعب الفلسطيني فـي حياته اليومية، حـــتـــى مـــــع الالــــــتــــــزام بــــالــــقــــوانــــ الـــظـــالمـــة المفروضة من الاحتلل. وأوضح أن الفيلم يُسلّط الضوء على تحوّل المحتل الإسرائيلي إلى المتحكّم في الفلسطينيين أصحاب الأرض والحق، بل وتكديرهم والتعنّت ضدهم في الحصول عــلــى أبــســط حـقـوقـهـم فـــي الــحــركــة داخـــل بلدهم. ويُــــعــــرب المـــمـــثـــل الـفـلـسـطـيـنـي كــامــل الــبــاشــا فـــي حــديــثــه لــــ«الـــشـــرق الأوســـــط» عن سعادته بالجائزة التي حصل عليها الفيلم فـي «الـجـونـة السينمائي»، مؤكداً أنه تحمّس للفيلم فور قراءة السيناريو، وشعر بأنه أمام تجربة مختلفة، وهو ما لمسه من ردود الأفعال على العمل. مضيفاً أن الـــعـــمـــل لمــــس المـــعـــانـــاة الـــيـــومـــيـــة الــتــي يعيشها آلاف الفلسطينيين، وهو منهم، في التنقل، مشيراً إلى أنه على الرغم من أن الـطـريـق بــ مــكــان الـتـصـويـر ومـنـزلـه دقـيـقـة، فقد كان 15 لا تستغرق أكـثـر مـن يضطر للإقامة في موقع التصوير لإدراكه صعوبة التنقل، وعدم قدرته على تحديد الـــوقـــت الــــذي قـــد يـسـتـغـرقـه لــلــوصــول من أجل التصوير. وتُـــــبـــــدي الــــنــــاقــــدة المـــصـــريـــة مـــاجـــدة مــــوريــــس إعـــجـــابـــهـــا بــالــفــيــلــم والــقــضــيــة الـــتـــي يــعــالــجــهــا، فــــي ظــــل إبـــــــراز مــعــانــاة الفلسطينيين عـلـى المـعـابـر الإسـرائـيـلـيـة مـــن دون أســـبـــاب واضـــحـــة، والــتــعــنّــت مع تـــحـــركـــاتـــهـــم والاســــتــــخــــفــــاف بــحــقــوقــهــم بوصفهم مواطنين، مشيرة إلى أن العمل وثّـق هذا الأمـر بصورة إنسانية متميّزة، واستطاع أن يُبرزها من منظور إنساني. وأضافت ماجدة لـ«الشرق الأوسـط» أن مثل هذه الأفلم تكتسب أهمية خاصة؛ لكونها تُبرز الجوانب الإنسانية وتوثّق المشكلت التي يعيشها الفلسطينيون في حياتهم اليومية، مشيدة بمخرج العمل الـــــذي اســتــطــاع تــوظــيــف المـمـثـلـ بشكل جيد للتّعبير عن فكرته. ويُــثــنــي الــنــاقــد المـــصـــري مـحـمـد عبد الرحمن لــ«الـشـرق الأوســـط» على اهتمام المـخـرج بالتفاصيل الدقيقة الـتـي حملت رسائل مباشرة وغير مباشرة بالأحداث، مشيراً إلى أنّ «مواقف، رغم بساطتها في الأحـــداث، تضمّنت رسائل تعكس الواقع الفلسطيني بصورة كبيرة». وأضـــــــــاف عـــبـــد الــــرحــــمــــن أن الــفــيــلــم عكس التناقض الذي يعيشه الفلسطيني والإسرائيلي، ففي الوقت الذي لم يتمكن فيه الشاب الفلسطيني من الـوصـول إلى والــــدتــــه لـطـمـأنـتـهـا عــلــيــه، كــــان الــجــنــدي الإســرائــيــلــي يــتــواصــل مـــع والـــدتـــه بشكل مكثف، ويعود من أجلها. الجونة (مصر): أحمد عدلي مشهد من الفيلم (الشركة المنتجة)
Made with FlippingBook
RkJQdWJsaXNoZXIy MTI5OTky