issue16778

بــاتــت الـسـيـطـرة عـلـى مـجـلـس الـــنـــواب عـلـى حــافــة الـــهـــاويـــة، حيث يتنافس الديمقراطيون والجمهوريون من الساحل الليبرالي إلـى قلب البلاد في السباقات الرئيسية التي ستقرر أي حزب سيحتل الأغلبية في الكونغرس المقبل. تشير اسـتـطـ عـات الــــرأي الـعـامـة والــخــاصــة، فـضـ عــن المـقـابـ ت مــع الاسـتـراتـيـجـيـن والـعـامـلـن فــي كــ الــحــزبــن، إلـــى واحــــدة مــن أشـد المـنـافـسـات حتى الآن على الأغلبية فـي مجلس الــنــواب، والـتـي يحتفظ بها الجمهوريون الآن بأربعة مقاعد فقط. وفي حي أن الغالبية العظمى في مجلس النواب ليست في المنافسة، إلا أن ما يقرب 435 من المقاعد ال مقعدا من المقاعد التي يجري التنافس عليها هي حقا مفتوحة 20 من سـبـاقـا صنفها «تـقـريـر كـــوك الـسـيـاسـي» غير 22 لـلـمـنـافـسـة. ومـــن بــن سباقا تقع ضمن هامش الخطأ 20 الحزبي بأنها الأكثر تنافسية، هناك في استطلاعات الرأي الديمقراطية الداخلية. يــقــول إيــــان راســـــل، نــائــب المـــديـــر الـتـنـفـيـذي الــســابــق لـجـهـاز حملة الديمقراطيي في مجلس النواب، الـذي يقدم المشورة هذا العام للنائب الجمهوري جاريد غولدن من ولاية مي، وهو أحد أكثر شاغلي المناصب ضعفا في الحزب: «لقد بدأنا بهامشضيق، وننتهي بهامشضيق. إنها متقاربة لأنها سنة رئاسية وستكون متقاربة على المستوى الرئاسي». تـشـمـل ســـاحـــة المــعــركــة المــرشــحــن الــديــمــقــراطــيــن الــوســطــيــن في ولايات مي، وواشنطن، وألاسكا، وبنسلفانيا الذين يحاولون الصمود فـــي مــنــاطــقــهــم الــريــفــيــة الـــتـــي تــفــضــل الـــرئـــيـــس الـــســـابـــق دونــــالــــد تـرمـب والجمهوريي فـي الـغـرب الأوســـط الـذيـن يواجهون تحديات حــادة غير متوقعة في نبراسكا، وأيوا، وويسكونسن. لكن السيطرة على مجلس الـنـواب قـد تنخفض فـي نهاية المطاف سباقات تنافسية في الولايات الزرقاء على الساحلي الشرقي 9 إلى نحو والغربي، حيث يحاول الجمهوريون في المناطق ذات الميول الليبرالية مقاعد 4 مقاعد في كاليفورنيا و 5 درء التحديات الديمقراطية وحماية في نيويورك. عمل الديمقراطيون بـقـوة على حماية الحقوق الإنـجـابـيـة، سيما في المناطق الأكثر محافظة التي يتعرض فيها شاغلو المناصب للخطر، وأكـــــدوا عـلـى الـتـدابـيـر الـتـي تــم إقـــرارهـــا فــي قــانــون الـرئـيـس جــو بـايـدن التاريخي لخفض التضخم، بما في ذلك خفضسعر الأنسولي. وركـزت رسالة الجمهوريي بدلا من ذلك على التضخم، والسلامة العامة، والهجرة. قـــــال ديـــفـــيـــد ويـــنـــســـتـــون، وهـــــو خــبــيــر اســـتـــراتـــيـــجـــي مـــخـــضـــرم فـي استطلاعات الــرأي الجمهورية، إن أكبر عقبة أمـام الديمقراطيي الذين يسعون للسيطرة على مجلس الـنـواب هى أن استطلاعات الــرأى تشير إلى أن أغلب الأميركيي يعتقدون أن البلاد تسير في المسار الخاطئ. فقد أظهر استطلاع للرأي أجرته صحيفة نيويورك تايمز بالاشتراك مع كلية بالمائة من الناخبي 61 سيينا في نهاية شهر أكتوبر/تشرين الأول أن المحتملي قالوا إن البلاد تسير في الاتجاه الخطأ. وأضاف وينستون أن «التحدي الذي يواجه الديمقراطيي هنا في هذه البيئة - والتضخم هو الذي يدفع هذه البيئة - هو، كيف لا يمثلون الوضع الراهن بأنفسهم؟ وما الـذي سيفعلونه لتغيير الأمـور وتحقيق بعض الانفصال عن بايدن؟» في العديد من الدوائر الانتخابية، قد يتوقف مصير المرشحي على أداء ترمب ونائبة الرئيس كامالا هاريس. وقد أظهرت استطلاعات الرأي سباقا متقاربا للغاية بي المرشحي في الولايات التي تدور فيها المعارك، ولكن الخبراء الاستراتيجيي في كلا الحزبي يقولون إن ترمب يسير أو أنه يحقق أداء أفضل قليلا 2020 عموما على نفس مسار أدائـه لعام في دوائر المعارك في الولايات الزرقاء، في حي أن هاريس على الطريق في الدوائر الرئيسية في الغرب 2020 الصحيح لمضاهاة أداء بايدن لعام الأوسط. وفي الوقت نفسه، يتوقعون أن يواصل الناخبون في الضواحي الابــتــعــاد عــن تــرمــب، وهـــو تــحــول ســاعــد الـديـمـقـراطـيـن عـلـى اسـتـعـادة .2018 مجلس النواب عام اتسمت الدورتان السابقتان اللتي عقدهما مجلس النواب بالحكمة التقليدية أثناء فترة التحضير ليوم الانتخابات والتي تبي أنها كانت خاطئة. قبل عـام، كـان الجمهوريون في مجلس النواب يعربون عن قلقهم صـراحـة مـن أن الناخبي ســوف يعاقبونهم فـي صناديق الاقــتــراع على الكونغرس الذي يعاني من الفوضى تاريخيا، بدءا من الاقتتال الداخلي المرير الذي اتسم بانتخاب كيفن مكارثي رئيسا للمجلس، والـذي تميز بالخلل الوظيفي في المجلس أحدثه المتمردون اليمينيون المتشددون، وبلغ ذروته في الإطاحة بالسيد مكارثي مع ثلاثة أسابيع من الشلل في الحزب الجمهوري في حي كانوا غير قادرين على الالتفاف حول زعيم واحد. بحلول الصيف، كان دور الديمقراطيي في التحول إلى القلق إثر أداء بايدن الكارثي في المناظرة. الآن، مع وصول هاريس إلى قمة الترتيب، فإن الشيء المؤكد الوحيد هو أن المنافسات الحاسمة باتت أقرب من أي وقت مضى. إن الـقـلـب غـيـر المـحـتـمـل للمعركة مــن أجـــل الـسـيـطـرة عـلـى مجلس النواب هو الـولايـات الليبرالية في نيويورك وكاليفورنيا، حيث يدافع الجمهوريون عن أراض صديقة لبايدن. ويمكن القول إن الديمقراطيي ، حـيـث سـجـل الناخبون 2022 خــســروا أغلبيتهم فــي هـــذه المـنـاطـق عـــام عدم رضاهم عن تكاليف المعيشة المرتفعة في الولايات والمخاوف بشأن السلامة العامة. فــي نــيــويــورك، الـجـمـهـوريـان الأكــثــر عـرضـة للخطر هـمـا بــرانــدون وليامز في سيراكيوز وأنتوني دي إسبوسيتو في لونغ آيلاند، وكلاهما عضو في الكونغرس في فترتي رئاسيتي فاز بايدن بهما بسهولة عام .2020 العديد من الجمهوريي الذين يشغلون هذه المقاعد المتأرجحة هم ممن خاضوا المعارك السياسية، وصاروا بارعي في النأي بأنفسهم عن العناصر الأكثر تطرفاً في حزبهم. يراهن الجمهوريون على أنـه في هـذا العام، ومـع وجـود منافسي أفضل وإقبال متزايد بي ناخبي ترمب، سوف يتمكنون أخيراً من إلغاء بعض هذه المقاعد. * خدمة «نيويورك تايمز» يــتــوجــه الأمـــيـــركـــيـــون غــــداً إلــــى انـــتـــخـــابـــات رئـــاســـيـــة سـتـرسـم الــســيــاســة الــخــارجــيــة الأمــيــركــيــة تـــجـــاه الـــشـــرق الأوســـــط لـسـنـوات مقبلة. وفي ظل الأوضــاع المصيرية التي تمر بها المنطقة، ستترك نتيجة هذه الانتخابات تداعيات عميقة على دبلوماسية واشنطن تجاهها، لا سيما الـعـ قـات الأمـيـركـيـة - الإسـرائـيـلـيـة والـعـربـيـة - الأميركية، «واليوم التالي» في غزة ولبنان وفي العديد من النقاط الساخنة، مثل أوكرانيا وتايوان. مـــن المــعــلــوم أن الــســيــاســة الــخــارجــيــة غــالــبــ مـــا تـــكـــون عــامــً ثـانـويـ فــي الـتـأثـيـر عـلـى نـتـائـج الانــتــخــابــات، إلا أن الـقـضـايـا ذات الصدى القوي لدى الرأي العام، مثل الدعم الثابت لإسرائيل وعدم الثقة بالصي، تحظى بتوافق واسـع بي الحزبي. عـادة ما تُطرح السياسة الخارجية في الحملات الانتخابية لتبرز قوة المرشحي دولــــيــــ ، ولــتــقــيــيــم أثــــرهــــا الاقــــتــــصــــادي عـــلـــى دافــــعــــي الـــضـــرائـــب أو السياسات الحمائية للاقتصاد. رغــم اختلافاتهما الكاريزمية والآيـديـولـوجـيـة، تتقارب مواقف دونالد ترمب وكامالا هاريسحول أغلبية قضايا السياسة الخارجية، مثل دعــم إسـرائـيـل والـتـصـدي للصي. وفــي حـن يتفق الـحـزبـان على أهمية السياسات الحمائية، تختلف السبل المقترحة بينهما، وتظهر التباينات في القضايا المرتبطة بالأمن عبر الأطلسي وحلف «الناتو»، إلى جانب القضايا المناخية. قبل النظر في القضايا الرئيسية التي ستواجه الرئيس العتيد، يـبـرز جـانـب مـهـم، وهــو شخصية المـرشـحـن وفريقهما الاسـتـشـاري. يظهر ترمب بمواقفه غير التقليدية وشكوكه تجاه مستشاريه، وثقته المطلقة بحدسه الشخصي؛ ما يؤشر إلى العجز عن التنبؤ بقراراته. يرفض أن يكون محصوراً ضمن أطر فكرية رسمتها مؤسسات الفكر المحافظة، مثل «مؤسسة التراث» وغيرها. أمــا هــاريــس، فـأظـهـرت منذ ترشيحها شخصية قـويـة وثقة بــالــنــفــس، ورغـــــم مــواقــفــهــا الــســيــاســيــة المـــرتـــكـــزة عــلــى تـمـاسـك الـــديـــمـــقـــراطـــيـــن، تـــبـــدو ســيــاســتــهــا الـــخـــارجـــيـــة قــابــلــة لـلـتـنـبـؤ، وستعتمد غـالـبـ مـسـار الإدارة الـحـالـيـة المـسـتـنـدة إلــى «عقيدة بايدن»، وما خطّه فريق من الخبراء ذوي الكفاءة. نبدأ بالثوابت: - دعــم إسـرائـيـل وحمايتها ودورهــــا الاستراتيجي فـي المنطقة، بمعزل عن موقف المرشحي من أداء رئيس وزرائها بنيامي نتنياهو أو غـيـره. الطرفان ملتزمان بتقديم المـسـاعـدات العسكرية لإسرائيل، بصفتها الشريك الأقوى لأميركا بالمنطقة، «والركيزة» التيستساعدها في تخفيض انخراطها المباشر بالإقليم. - محاربة ما تصفه أميركا بالمنظمات الإرهابية وشلّ ممارسات المنظمات خارج الدولة. وتفكيك حزام النار حول إسرائيل. - استكمال التطبيع العربي - الإسرائيلي وتشجيعه. أما التباينات: - المـوقـف مـن حكومة نتنياهو والـسـيـاسـات الــواجــب تطبيقها. فمقابل دعـــم الــحــزب الـجـمـهـوري شـبـه غـيـر المـــشـــروط، أثــــارت سياسة إسرائيل تجاه غزة قلق الجناح اليساري للحزب الديمقراطي؛ ما دفع هاريس لاستخدام لغة أكثر تحفظاً، دون التخلي عن الأسس، وتواصل التمسك بمواقف الإدارة الحالية، كحل الدولتي وإدانة الاستيطان في الضفة الغربية. - ركّــز بــاراك أوبـامـا على الدبلوماسية وتوقيع اتفاق مع إيــران، بينما تبنّى ترمب موقفاً متشدداً، فألغى الاتفاق وشدد العقوبات. إذا فاز ترمب؛ فقد يعيد إطلاق الدبلوماسية للتوصل إلى اتفاق جديد؛ إذ أعــرب في نهاية سبتمبر (أيـلـول) عن استعداده للتفاوض قائلاً: «علينا الوصول إلى اتفاق». - بــــشــــأن عـــمـــلـــيـــات الـــتـــطـــبـــيـــع الــــعــــربــــي - الإســــرائــــيــــلــــي، يـسـعـى الـديـمـقـراطـيـون لصفقة استراتيجية مـع الـسـعـوديـة تتضمن تعاوناً دفاعياً استراتيجياً وحل الدولتي مقابل تطبيع سعودي - إسرائيلي، وهذا ما يسعى إليه ترمب أيضاً، مع فارق بشأن حل الدولتي؛ الشرط السعودي للتطبيع، خصوصاً بعد حربي غزة ولبنان. - بالنسبة لـلـصـن، حـافـظـت إدارة بــايــدن عـلـى الإجـــــراءات التي اتخذها ترمب تجاهها، ســواء التعريفات الجمركية أو القيود على نقل التكنولوجيا المتقدمة والعقوبات ضد انتهاكات حقوق الإنسان. وأضافت إجراءات جديدة، لا سيما تعزيز الوجود العسكري في منطقة .AUKUS2 المحيطي الهندي والهادئ من خلال مشروع - أما العلاقات مع أوروبا، الاختلافات بي المعسكرين الجمهوري والـديـمـقـراطـي جـلـيـة، خـاصـة بـمـجـال الــتــعــاون الأمــنــي الـــذي يجسده «الناتو». جدد ترمب تهديداته مؤخراً بعدم ردع روسيا عن مهاجمة أي دولة في «الناتو» لم «تدفع مستحقاتها». ورغم أن إدارة بايدن أقرت قانوناً يمنع أي انسحاب من الحلف إلا بموافقة ثلثَيْ أعضاء مجلس الشيوخ، فإن تهديدات ترمب تثير مخاوف الحلفاء الأوروبيي. - سيكون الموقف تجاه أوكرانيا بمثابة اختبار لسياسات ترمب فــي أوروبـــــا؛ فـقـد اسـتـمـر بـالـتـواصـل مــع فـ ديـمـيـر بـوتـن بـعـد حربه ضدها، وسيحرص على دفع كييف للتفاوض مع موسكو دون وعود باستعادة أراضيها، مع استبعاد انضمامها إلـى «الـنـاتـو». هاريس ستتماشى مع السياسة الحالية، وتلتزم بضرورة «انتصار» أوكرانيا، وهو موقف تجنبه ترمب أثناء المناظرة، مع التركيز على المخاطر التي تهدد الأمن الأوروبي في حال انتصار بوتي. عسى ألا يؤدي الاستقطاب السياسي الشديد في أميركا، لا سيما إذا جـاءت النتائج متقاربة، إلـى أزمـة سياسية جديدة تذكّر بأحداث اقتحام الكونغرس «والانتخابات المسروقة»؛ ما يعقّد الأمـور إقليمياً ودولياً. ما أقسَى على المشاعر بـمـثـل هـــذه الــقــســاوة الـتـي تــــواكــــب الـــتـــأمـــل فــــي الــــذي أصاب لبنان، فباتَ بعضه صنو غـزة الحزينة؛ ديـاراً مــــدمــــرة وأرواحـــــــــــ فــاضــت بـــفـــعـــل الــــقــــصــــف وانـــتـــهـــت طـــــي أكـــــفـــــان مـــــن الـــقـــمـــاش أو مــدفــونــة تــحــت الـــركـــام، ومـدارس خلت من الأجيال بتنوع أعمارهم، ومستشفيات تعطّلت بفعل القصف والتدمير وندرة الـدواء ومتطلبات إجراء العمليات. وتبلغ قـسـاوة المشاعر أعلى درجاتها عند متابعة المــرء مـن بعيد وعبْر الفضائيات حالة «أم الشرائع» بيروت، التي بحجم وطن وقد باتت في مساحات منها عاصمة النازحي من ضاحيتها الجنوبية ومن بلدات وقرى في جنوب الوطن وبقاعه. ولست الوحيد في الحال التي أشير إليها، ذلك أنّ كل من عرف لبنان وطـاف في مدنه وقـراه وبلداته صعوداً إلى جباله وتأملات في بحره، يشعر بالأسى الذي لازمني منذ أن بدأ العدوان على هذا الوطن العزيز على زائريه، أو عاملي فيه أو دارسـن في جامعاته ونـاهـلـي مـعـارف مـن أجــوائــه الثقافية والـفـكـريـة. وحـيـث إنـنـي من الطيف الدبلوماسي الذي أمضى سنوات سفيراً لبلاده التي لبنان هــو الـنـجـم الأكــثــر إضـــــاءة فــي كـوكـبـهـا الــدبــلــومــاســي، فــــإنّ الأســى يأخذ البعد الأكثر عمقاً في النفس؛ ذلك أنني في سنوات الواجب الدبلوماسي المكلّف به تسنى لي معرفة عمق حرص أولياء الأمر ماضياً ودائماً على لبنان، وهو حرصلا يندرج فقط وفق نهج سنّه الملك المؤسس عبد العزيز بن عبد الرحمن آل سعود، طيّب الله ثراه، بـأن يكون الأشـقـاء الـعـرب والمسلمون فـي أولـويـات اهتمام المملكة بـهـم، وإنّـمـا هنالك قلق على لبنان لجهة بـقـاء أحـوالـه السياسية ضمن خط التوازن، وبذلك لا تصيبه المكاره. ولنا في اللهفة التي أثمرت اتفاق الطائف المثل على الخشية غير المسبوقة على لبنان. في ضـوء هـذا الشعور بالقلق الـذي ما لبث أن تجدد بعد اهتزاز صيغة التوازن وباتت قسمات الوضع السياسي للبنان توحي بـأن الوطن الـذي يتعرّض لعواصف الاحـتـواء الجزئي، وفيضوء هذه المخاوف وقساوة مفردات التخاطب، كان السعي من جانبي بما أشغل سفيراً للدولة التي يستوطن القلق على لبنان في ضمير أولياء أمرها وسعيهم الدؤوب من أجْل إثبات صيغة التوازن العريقة والموضوعية، يتمثل في إسداء النصح والـــتـــحـــاور مـــع رمــــوز تَـــزايـــد مـنـسـوب الاســـتـــقـــواء فـــي خطابها وبالذات ما تحويه الكلمات من تشحي غير مستحب للمشاعر. وأفـتـرض ونحن نعيش أجـــواء المحنة الـغـزاويـة - اللبنانية أن بعض هؤلاء، وأدعو الله أن يكونوا ما زالوا على قيد الحياة لم يصبهم المكروه، ولا أصاب عائلاتهم مسني وأطفالاً مكروهٌ كما لا أصـاب ديارهم تدمير، لا بد أنّ ذاكـرة الواحد منهم تستعيد كــم أنــنــي، ومـــن مــوقــع حـــرص المـمـلـكـة الــتــي تـشـرفـت بتمثيلها سفيراً، أبديت من النصح المرفق بالتمني عدم الغلو في فائض التحدي، وعلى نحو ما تحويه تصريحات كانت تنطلق كما الـقـذائـف، وكـانـت بعض مـفـردات الـعـبـارات الاستعلائية تشبه في أذاهــا قذائف الأسلحة. كما أنـه لا بد أن يتذكر بعض كبار الــقــوم فـيـهـم، ومــمــن يـشـغـلـون المـــواقـــع الـرسـمـيـة مــن الـقـمـة إلـى مستويات برلمانية، مبادرات تستهدف بقاء العلاقة اللبنانية الرسمية كما امتدادات رموز تملك اتخاذ القرارات أو التجاوب مع المــبــادرات، كانت من شـأن الأخــذ بها بقاء لبنان تحت خط الأمـان، لا يُستقوى عليه من عدوه المجاور، ولا من بعض بني قومه البعيدين الذين استحبوا فائض القوة، وحولوها بنداً في برنامج مشروعهم. فــي زمـــن المـحـنـة خـصـوصـ ، كـمـا الـتـي عليها محنة الأمـــة في غزتها وفــي لبنانها، لا مجال ســوى لمـــداواة الـجـراح النفسية قبل جراح الأبـدان التي وقف المعتدي حائلاً دون علاجها، كما الحؤول دون وصول الغذاء والدواء للباقي الناجي في غزة، مع أن إيصالها كما تمت على خير السبل والـنـخـوة مـن جانب الأشـقـاء الحادبي على لبنان، كان هو المأمول حدوثه للغزاويي. لا سامح الله المعتدي الذي حال دون ذلك. ولن تلتئم الجراح النفسية إلا بعد أن يتم التشاور فيما يجب أن يصار للزمن العربي الآتي، وليس فقط المحاسبة على اجتهادات وخيارات حدثت على مدى ربع قرن وجاء الحصاد يدمي. وإلـــى ذلــك الـحـن الـتـشـاوري الـرحـب فــإن لبنان فـي الـبـال كما غزة... وإلى أن يستقر الحق ويزهق الباطل. OPINION الرأي 12 Issue 16778 - العدد Monday - 4/11/2024 الاثنين اليوم التالي في واشنطن استمرارية أم انعطافة؟ معركة مجلسالنواب الأميركي في مهب الريح لبنان كما غزة في البال وكيل التوزيع وكيل الاشتراكات الوكيل الإعلاني المكـــــــاتــب المقر الرئيسي 10th Floor Building7 Chiswick Business Park 566 Chiswick High Road London W4 5YG United Kingdom Tel: +4420 78318181 Fax: +4420 78312310 www.aawsat.com [email protected] المركز الرئيسي: ٢٢٣٠٤ : ص.ب ١١٤٩٥ الرياض +9661121128000 : هاتف +966114429555 : فاكس بريد الكتروني: [email protected] موقع الكتروني: www.arabmediaco.com هاتف مجاني: 800-2440076 المركز الرئيسي: ٦٢١١٦ : ص.ب ١١٥٨٥ الرياض +966112128000 : هاتف +9661٢١٢١٧٧٤ : فاكس بريد الكتروني: [email protected] موقع الكتروني: saudi-disribution.com وكيل التوزيع فى الإمارات: شركة الامارات للطباعة والنشر الريـــــاض Riyadh +9661 12128000 +9661 14401440 الكويت Kuwait +965 2997799 +965 2997800 الرباط Rabat +212 37262616 +212 37260300 جدة Jeddah +9661 26511333 +9661 26576159 دبي Dubai +9714 3916500 +9714 3918353 واشنطن Washington DC +1 2026628825 +1 2026628823 المدينة المنورة Madina +9664 8340271 +9664 8396618 القاهرة Cairo +202 37492996 +202 37492884 بيروت Beirut +9611 549002 +9611 549001 الدمام Dammam +96613 8353838 +96613 8354918 الخرطوم Khartoum +2491 83778301 +2491 83785987 عمــــان Amman +9626 5539409 +9626 5537103 صحيفة العرب الأولى تشكر أصحاب الدعوات الصحافية الموجهة إليها وتعلمهم بأنها وحدها المسؤولة عن تغطية تكاليف الرحلة كاملة لمحرريها وكتابها ومراسليها ومصوريها، راجية منهم عدم تقديم أي هدايا لهم، فخير هدية هي تزويد فريقها الصحافي بالمعلومات الوافية لتأدية مهمته بأمانة وموضوعية. Advertising: Saudi Research and Media Group KSA +966 11 2940500 UAE +971 4 3916500 Email: [email protected] srmg.com علي عسيري سام منسى * كاتي إدموندسون

RkJQdWJsaXNoZXIy MTI5OTky