يوميات الشرق ASHARQ DAILY 22 Issue 16777 - العدد Sunday - 2024/11/3 األحد يعود «كسالن جداً» بعينيه الواسعتين وشعره األسود «كايرو كوميكس»... أحالم الشباب تُجسِّدها القصص المصوَّرة يــســعــى مـــهـــرجـــان الــــقــــاهــــرة الــــدولــــي للقصص املصوَّرة (كايرو كوميكس) إلى إبـــراز أعـمـال الجيل الجديد مـن الفنانني، الــــتــــي تـــتـــجـــسَّـــد فـــيـــهـــا أحــــــــام الــــشــــبــــاب، وتـتـنـاول أكـثـر مـن قضية اجتماعية عبر معارض وقصص متنوِّعة. املـــهـــرجـــان الـــــذي يـسـتـضـيـفـه «مــركــز مـحـمـود مـخـتـار الـثـقـافـي» بـالـقـاهـرة على نـوفـمـبـر 3 أيـــــــام، تــنــتــهــي األحــــــد 3 مـــــدى عـارضـا، 30 (تـشـريـن الـثـانـي)، شـــارك فيه دار نشر، من مصر ودول عربية. 21 و ويقدّم املهرجان - الذي اختار أيقونة مجلة «مـــاجـــد» اإلمــاراتــيــة «كــســان جــدًا» للفنان املصري مصطفى رحمة شخصية هـــــذا الــــعــــام - أعــــمــــال فـــنـــانـــ مــــن األردن وسويسرا واألرجنتني، وإلى جانب مصر هــنــاك عـــدد مــن الــعــارضــ املـسـتـقـلّــ من السعودية وليبيا. ويــــقــــول مــــديــــره مـــحـــمـــد شــــنــــاوي إن «مــا يميّز (كــايــرو كوميكس) فـي نسخته الـحـالـيـة الـتـركـيـز عـلـى اإلنـــتـــاج املـسـتـقـل، الــذي ينفرد بـه الجيل الجديد مـن صنّاع الــقــصــص املــــصــــوَّرة فـــي مـــصـــر»، مضيفا لــــ«الـــشـــرق األوســـــــط»: «بـــخـــاف الـقـصـص املــــصــــوَّرة املـــوجَّـــهـــة لــأطــفــال فـــي املــجــات املـــتـــخـــصّـــصـــة، وإصـــــــــــدارات دُور الــنــشــر، ثمة موجة جـديـدة مـن الـشـرائـط املـصـوَّرة يـــنـــتـــجـــهـــا هـــــــــــؤالء الـــــفـــــنـــــانـــــون الــــشــــبــــاب بأسمائهم بشكل مستقل، وكـــان (كـايـرو كوميكس) في دوراته السابقة جزءًا فاعل من هذه املوجة». ويـــتـــابـــع: «اآلن كـــبـــرت هــــذه املـــوجـــة، وصــــارت أكـثـر اتّــســاعــا، فيعمل املـهـرجـان عـــلـــى بــــــذل مــــزيــــد مـــــن الــــجــــهــــد، وتــنــظــيــم الــفــعــالــيــات والـــنـــشـــاطـــات الـــتـــي تـتـمـاشـى مـعـهـا؛ لـيـصـبـح صــوتــا مــعــبّــرًا عـــن أحـــام الشباب والتحدّيات التي تـواجـه صناعة القصص املصوَّرة». وتـــمـــثّـــل املــــعــــارض أهـــمـــيـــة مــحــوريــة فـــــي نــــشــــاطــــات املــــهــــرجــــان بــــهــــدف جـعـلـه نـــافـــذة مـنـفـتـحـة عــلــى إبــــداعــــات الـقـصـص املصوَّرة (الفن التاسع) في مختلف أنحاء الـعـالـم، وذلــك مـن خــال مـشـاركـات فنانني مـــن جــنــســيــات عــــــدّة، ويـــضـــم فـــي نسخته التاسعة مجموعة معارض، منها املعرض الرئيسي بعنوان «كسلن جـدًا» ملصطفى رحمة. يــــتــــضــــمّــــن هـــــــــذا املـــــــعـــــــرض رســـــومـــــا لشخصية خطفت قلوب أطفال الثمانينات والــتــســعــيــنــات، وفــــق شـــنـــاوي، «هــــم قــــرّاء مجلة (ماجد) اإلماراتية، فيعود (كسلن جــــدًا) عـبـر املــهــرجــان بعينيه الـواسـعـتـ وشـــعـــره األســــــود، فـيـتـعـرّف املُــشــاهــد إلـى قصة ابـتـكـاره، وثنائي العمل املـؤلَّــف من أحمد عمر والفنان مصطفى رحمة». وفـــــي كــلــمــتــه خـــــال الـــلـــقـــاء املــفــتــوح مــــع جـــمـــهـــور املــــهــــرجــــان، تــــحــــدَّث رحــمــة عـــن ذكـــريـــاتـــه مـــع هــــذه الـشـخـصـيـة الـتـي عـقـود، فـقـال: «ألن مجلة 3 رافـقـتـه طـــوال (مــاجــد) حقّقت نـجـاحـات غير مسبوقة، وكـــان الــقــراء ينتظرونها بشغف صباح األربـــــعـــــاء مــــن كــــل أســــبــــوع، فـــقـــد شــهــدت الـــبـــدايـــة رســــم (كـــســـان جــــدًا) ومــعــه عــدد آخـــر مــن شـخـصـيـاتـهـا، ثــم ذهــبــت بعض الشخصيات الحقا إلـى رسـامـ آخرين، فـيـمـا احـتـفـظـت بـالـجـمـيـل (كــســان جــدًا) إلى أن انضم إليه شقيقه (نشيط)، وهذه االحـتـفـالـيـة فــرصــة أللـتـقـي بـعـد سـنـوات بـ(كسلن جدًا)». وفــــــــــي مــــــعــــــرض كــــــتــــــاب «مــــــــــن قـــتـــل أسمهان»، للور إبراهيم ونادية صفصف، يلتقي املُشاهد بالقصة املـصـوَّرة املبنية على أحداث حقيقية مع بعض اإلضافات الـفـنّــيـة؛ إذ تـسـرد املـؤلّــفـة حـيـاة أسمهان وحـــــــادث وفـــاتـــهـــا الـــغـــامـــض، عــــن طــريــق الشخصية الرئيسية الـصـحـافـي محمد التابعي؛ صديقها. ويـــــتـــــنـــــاول مـــــعـــــرض «كـــــتـــــاب آخ يــا ظهري» لخالد نهار (األردن)، وهو رسام ومؤلّف قصص مصوَّرة مقيم في عمان، قــصــة مـــؤثّـــرة يـــــروي الــفــنــان مـــن خـالـهـا رحلة العلج الكيميائي مرورًا بالتعافي، في أول رواية مصوَّرة له تُنشَر مطبوعةً. وتــــجــــسّــــد «بــــورتــــفــــولــــيــــو» أحــــــد أهـــم النشاطات التي ينظّمها املهرجان، إلتاحة الفرصة للجمهور واملهتمّني للتعرُّف من قـرب إلـى تجربة الفنانني املحترفني، ذلك أن «بورتفوليو» هي حافظة من الكرتون لجمع رسوم الفنانني، وعبر هذه الفاعلية يمكن لعشّاق القصص املــصــوَّرة االطّــاع عـلـى خــطــوات رســـم صفحة كـامـلـة، بـدايـة من الفكرة إلى التنفيذ بأسلوب كل فنان؛ مـرّة بالرسم التقليدي باألقلم واألحبار، وأخرى بواسطة برامج الرسم الرقمية. وتــمــثّــل «ســــوق الــكــومــيــكــس» أهـمـيـة كـــبـــيـــرة ضـــمـــن أنـــشـــطـــة املـــــهـــــرجـــــان، وفـــق شناوي الذي يوضح: «تحت سقف واحد، تـجـتـمـع إصــــــــدارات مــتــنــوّعــة لـــعـــدد كبير مــــن دُور الـــنـــشـــر املـــتـــخـــصـــصـــة، وشـــهـــدت هـــذه الـــــدورة مـشـاركـة عـــدد كـبـيـر مــن دُور النشر الكبرى واملكتبات العربية بأحدث الــعــنــاويــن واإلصــــــــدارات فـــي هــــذا املــجــال، مما ينشّط حركة البيع والـشـراء في عالم القصص املصوَّرة، وخصوصا أن السوق تشهد تخفيضات وعروضا تجذب محبّي الفن التاسع». يُذكر أنه تُشارك في تنظيم املهرجان مــــؤسّــــســــة «الـــــفـــــن الـــــتـــــاســـــع»، بـــــدعـــــم مــن «املعهد الفرنسي» بالقاهرة، و«الـتـعـاون اإلســـبـــانـــي» فـــي مـــصـــر، و«مـــركـــز مـحـمـود مــخــتــار الــثــقــافــي» الــتــابــع لــقــطــاع الـفـنـون التشكيلية بوزارة الثقافة املصرية. من أعمال الفنانة شيماء البشبيشي في المهرجان (الشرق األوسط) القاهرة: نادية عبد الحليم : يجب إعادة كتابة تاريخ الجزيرة العربية مسؤول في «الهيئة الملكية» لـ قرية من العصر البرونزي... أحدث اكتشافات «العُال» األثرية أعــــلــــنــــت الـــهـــيـــئـــة املـــلـــكـــيـــة ملـــحـــافـــظـــة الـعـا، فـي مؤتمر صحافي فـي العاصمة الــســعــوديــة الـــريـــاض، اكـتـشـافـا فـــريـــدًا من نـوعـه لـقـريـة أثــريــة مــن الـعـصـر الـبـرونـزي في واحــة خيبر، شمال غربي السعودية، ضـمـن بــحــث أثــــري جــديــد نُــشــر فــي مجلة «بلوس ون» العلمية املتخصصة. وقال محافظ الهيئة امللكية ملحافظة العل، األمير بدر بن عبد الله بن فرحان، إن االكتشاف األثـري «يبرز أهمية السعودية في مجال اآلثار على الصعيد الدولي، وما تكتنزه أرضـهـا مـن عمق حـضـاري، يعزّز مــن جـهـودهـا فــي حـمـايـة الــتــراث الثقافي والـتـاريـخـي»، مشيرًا فـي الـوقـت ذاتـــه إلى أهمية تبادل املعرفة والخبرات مع العالم لتعزيز الوعي بالتراث اإلنساني املشترك. وعـــد أن هـــذا االكـتـشـاف يـؤكـد الـتـزام بــــــاده بــــ«الـــحـــفـــاظ عـــلـــى الــــتــــراث الــعــاملــي وتـعـزيـز الـــتـــراث الـثـقـافـي، وفــقــا ملــا نصت ، مـــع أهمية 2030 عـلـيـه رؤيــــة الــســعــوديــة تعزيز الشراكات الدولية لتقديم هذا اإلرث الغني إلى األجيال القادمة والعالم». مــــن جـــانـــبـــه تــــحــــدّث نـــائـــب الــرئــيــس للثقافة في الهيئة امللكية ملحافظة العل، الـــــدكـــــتـــــور عــــبــــد الــــرحــــمــــن الـــســـحـــيـــبـــانـــي، لــ«الـشـرق األوســــط»، قـائـا إن هــذه القرية «تُـــــعـــــيـــــد طــــــــرح الـــــتـــــســـــاؤل فـــيـــمـــا يــخــص االســـــتـــــقـــــرار فـــــي شــــمــــال غــــربــــي الـــجـــزيـــرة العربية، واالستقرار في الجزيرة العربية إلــــى فـــتـــرات أقـــــدم بـكـثـيـر مــمــا كــنــا نعتقد سـابـقـا، وأيــضــا الــســور الـــذي أحـــاط بهذه الــقــريــة، واملـــمـــرات الـجـنـائـزيـة الــتــي وصـل عــــددهــــا إلـــــى اآلالف فــــي خـــيـــبـــر، وتـتـصـل بالواحات األخرى املسورة في العل أو في تيماء». وســــلّــــط الــســحــيــبــانــي الــــضــــوء عـلـى أهمية هـذه االكتشافات بأنها «تكمن في ضــــــرورة أن نـعـيـد الــنــظــر مــــرة أخـــــرى في تـــاريـــخ الــجــزيــرة الــعــربــيــة، وأنـــهـــا لـــم تكن صـحـراء خالية، ولــم تنشأ ولــم تـزدهـر إال بعد مرور الطرق التجارية في األلف األول قبل امليلد»، موضحا أن «الجزيرة العربية كانت مـركـزًا حضاريا مهما جــدًا، ولعبت دورًا مهما في نشأة الحضارة واالستقرار اإلنساني». وطـــالـــب الـسـحـيـبـانـي بـــإعـــادة كـتـابـة تــاريــخ الــجــزيــرة الـعـربـيـة، مــعــلــاً: «يجب أن ننظر إلـى هـذا االكتشاف مـع غيره من االكتشافات األخــرى في الجزيرة العربية بأكملها مــع مــا يُــكـتـشـف خــــارج الـجـزيـرة العربية من تواصل حضاري إلعادة كتاب تـاريـخ الجزيرة الــذي حـان وقته اآلن بعد هـــذا الـعـمـل الـــذي نـقـوم بــه فــي الـهـيـئـة مع الشركاء املحليني والدوليني كافّة». وأظـــهـــر االكـــتـــشـــاف الـــــذي جــــرى في إطار مشروع «خيبر عبر العصور» -وضم فـــريـــق الـــبـــحـــث، بـــاإلضـــافـــة إلـــــى الـــدكـــتـــور غـيـوم شـــارلـــو، مــديــرة املــســوحــات األثـريـة في الهيئة امللكية ملحافظة العل الدكتورة منيرة املــشــوح، واملــــؤرخ صيفي الشللي من أهالي خيبر- االنتقال من حياة الرعي املتنقلة إلى الحياة الحضرية املستقرة في املنطقة خــال النصف الـثـانـي مـن األلفية الثالثة قبل امليلد، مما يُغيّر من املفاهيم الـسـابـقـة بـــأن املـجـتـمـع الـــرعـــوي والــبــدوي كـــان الــنــمــوذج االجــتــمــاعــي واالقــتــصــادي السائد في شمال غربي الجزيرة العربية خلل العصر البرونزي املبكر واملتوسط. وتـــشـــيـــر الــــــدراســــــة إلــــــى أن مــنــاطــق مــثــل خـيـبـر كـــانـــت مـــراكـــز حــضــريــة مهمة تـدعـم اسـتـقـرار مجتمعاتها بشكل دائـــم، خصوصا مع ظهور الـزراعـة فيها، فضل عـــن كــونــهــا مـــراكـــز لــلــتــجــارة والــتــعــامــات مع املجتمعات املتنقلة، وكان لظهور هذا الـنـمـط الــحــضــري أثـــر كـبـيـر فـي الـنـمـوذج االقتصادي االجتماعي في املنطقة. وتُـــظـــهـــر األدلــــــة أنــــه عــلــى الـــرغـــم من وجــود عـدد كبير من املجتمعات الرعوية املتنقلة في شمال غربي الجزيرة العربية فـي العصر الـبـرونـزي، فــإن املنطقة كانت تضم عــددًا من الـواحـات املـسـورة املتصلة مــــــع بــــعــــضــــهــــا، واملــــنــــتــــشــــرة حـــــــول املــــــدن املحصّنة مثل تيماء. ووفــقــا ملـسـؤولـ فــي الـهـيـئـة امللكية ملحافظة العل، تُعد تيماء واحة في شمال غربي الجزيرة العربية، وتتميّز بتاريخ حافل باالكتشافات من العصر البرونزي، وُيعتقد أنها أرض آخر ملوك بابل. وتــقــدّم الـقـريـة املكتشفة الـتـي تُدعى الـنـطـاة، دلـيـا على وجــود تقسيم واضـح ضمن الحصون واملـدن ملناطق مخصصة للسكن وأخــــرى جـنـائـزيـة، ويــعــود تـاريـخ قبل امليلد 2000 - 2400 القرية إلـى نحو قبل امليلد، وبلغ عدد 1300 - 1500 وحتى 2.6 شـخـص ضـمـن مـسـاحـة 500 سكانها 15 هكتار، مع وجـود سـور حجري بطول كيلومترًا يحيط بواحة خيبر لحمايتها. وتــــمــــت الــــــدراســــــة بــــوســــاطــــة الــهــيــئــة املـــلـــكـــيـــة ملـــحـــافـــظـــة الــــعــــا، بـــالـــتـــعـــاون مـع «الــــوكــــالــــة الـــفـــرنـــســـيـــة لــتــطــويــر مـحـافـظـة العل»، و«املركز الوطني الفرنسي للبحوث العلمية»، ووفـقـا للمسؤولني فـي الهيئة، يتولّى قسم اآلثار والحفظ واملقتنيات في الهيئة امللكية ملحافظة العل إدارة واحد من أكبر برامج البحث األثـري في العالم، فــي إطـــار جــهــوده لتعزيز الــوعــي العاملي حول العل، بوصفها وجهة عاملية للتراث الثقافي. وتـقـع واحـــة خيبر على أطـــراف حقل حرة خيبر البركاني، وتشكّلت عند التقاء ثــاثــة أوديـــــة فـــي مـنـطـقـة جـــافـــة، ووجـــدت قرية النطاة في األطراف الشمالية للواحة تــحــت أكــــــوام مـــن صـــخـــور الـــبـــازلـــت حيث كانت مدفونة آلالف السنني. وتـــمـــكّـــن فـــريـــق الــبــحــث مـــن تـحـديـد املـوقـع األثـــري فـي أكتوبر (تشرين األول) ، إال أنـــــه كـــــان مــــن الـــصـــعـــب تـمـيـيـز 2020 هـيـاكـل الـقـريـة وتخطيطها، وفـــي فبراير ، استعان الفريق بعمليات 2024 ) (شباط مــســح مــيــدانــي وأعـــمـــال بــحــث مخصصة وتصوير عالي الدقة؛ لفهم ما يكمن تحت الـسـطـح، ومـــن املـتـوقـع أن تُــسـهـم عمليات التنقيب األكــثــر شــمــوال فــي املستقبل في تقديم صورة أوضح عن املوقع. وترسم الدراسة صورة أولية مللمح حـــيـــاة ســـكـــان قـــريـــة الـــنـــطـــاة؛ حــيــث كــانــوا يــقــيــمــون فــــي مـــســـاكـــن تــقــلــيــديــة مــــن عـــدة أدوار، وكانوا يخصصون الــدور األرضـي لـــلـــتـــخـــزيـــن فــــي الــــغــــالــــب، فــــي حــــ كــانــت معيشتهم فـي الطابقني األول أو الثاني، وكـانـت الـطـرقـات بـ املـسـاكـن الـتـي تقود إلــى مـركـز القرية ضيقة، وكـانـوا يدفنون مــــوتــــاهــــم فـــــي مـــــدافـــــن ومـــــذيـــــات بــرجــيــة مــــتــــدرجــــة؛ مـــمـــا يـــشـــيـــر إلــــــى عـــلـــو مــكــانــة املـــدفـــون مــن خـــال وضـــع قــطــع ثمينة في بـعـض املـــدافـــن مـثـل الــفــخــار، أو األسـلـحـة املعدنية مثل الــفــؤوس والـخـنـاجـر، وكـان ســــكــــان الـــقـــريـــة يـــســـتـــخـــدمـــون الــــخــــرز فـي ملبسهم، ويصنعون الفخار ويتاجرون بــه، وكــانــوا يعملون بـاملـعـادن، ويـزرعـون الـحـبـوب ويــربــون الـكـائـنـات الـحـيـة؛ حيث كان النظام الغذائي املحلي يعتمد بشكل كبير على األغنام واملاعز، ويظهر تعاون الـــســـكـــان لـــتـــعـــزيـــز أســـــوارهـــــم بـــالـــحـــجـــارة الجافة والطني. وتُــضــاف االكـتـشـافـات الـجـديـدة إلى سلسلة من الدراسات التي بدأت منذ عام بـاسـتـكـشـاف مـعـالـم وخــبــايــا الـعـا 2018 وخــيــبــر الـــقـــديـــمـــة، بــمــا فـــي ذلــــك املـنـشــآت الــــحــــجــــريــــة الــــضــــخــــمــــة املـــــعـــــروفـــــة بـــاســـم «املــســتــطــيــات»، و«املـــصـــائـــد الــحــجــريــة»، و«الــــــطــــــرق الـــجـــنـــائـــزيـــة» الـــطـــويـــلـــة الـتــي ربـــطـــت بـــ املــســتــوطــنــات واملــــراعــــي عبر مـمـرات مـحـاطـة بـاملـدافــن، بــاإلضــافــة إلـى املساكن املعروفة باسم «الدوائر الحجرية املنصوبة». وتـشـيـر هـــذه الـــدراســـات فــي مجملها إلــى أن املجتمعات فـي العصر الـبـرونـزي فـــي شــمــال غــربــي شـبـه الــجــزيــرة الـعـربـيـة كـــانـــت أكـــثـــر تــعــقــيــدًا وارتـــبـــاطـــا بـاملـنـطـقـة األوسع مما كان يُعتقد سابقا. وتشرف الهيئة امللكية ملحافظة العل 100 مـشـروعـات أثـريـة، بمشاركة 10 على عـــالـــم آثـــــار ومــخــتــص فـــي الـــعـــا وخــيــبــر؛ ليُسهم االكتشاف في ترسيخ مكانة العل واململكة بوصفها مـركـزًا عامليا للبحاث األثـريـة والـحــوار الثقافي، ويـأتـي اإلعـان بـعـد انـعـقـاد «نــــدوة الـعـا الـعـاملـيـة لـآثـار » التي أُقيمت خلل األسبوع املاضي، 2024 وشـــــهـــــدت مــــشــــاركــــة مـــجـــمـــوعـــة مـــتـــعـــددة الـتـخـصـصـات مـــن عــلــمــاء اآلثـــــار وخـــبـــراء التراث الثقافي من جميع أنحاء العالم. إعادة بناء افتراضية ثالثية األبعاد ألطالل قرية النطاة من العصر البرونزي استنادا إلى أدلة ودراسات أثرية نُشرت حديثا (مشروع خيبر عبر العصور) صورة جوية تُظهر قرية النطاة حيث يُغطى قسم كبير منها بالكتل البازلتية (مشروع خيبر عبر العصور) مخطط لمسكنين من قرية النطاة (مشروع خيبر عبر العصور) الرياض: غازي الحارثي يعود تاريخ القرية 2000 ـــ 2400 إلى نحو قبل الميالد وبلغ عدد شخص 500 سكانها
RkJQdWJsaXNoZXIy MjA1OTI0OQ==