issue16777

الثقافة CULTURE 17 Issue 16777 - العدد Sunday - 2024/11/3 األحد كمال مغيث يكتب عن أبرز تجلياتها عبر مراحل زمنية مختلفة فلسطين في الغناء المصري يـــــــــرصـــــــــد الـــــــــبـــــــــاحـــــــــث املـــــــصـــــــري الـدكـتـور كـمـال مغيث أصـــداء القضية الــفــلــســطــيــنــيــة فــــي األغـــنـــيـــة املــصــريــة واملحطات واملـراحـل الزمنية املختلفة التي مرت بها، وذلك في كتابه «الغناء وعـبـقـريـة الـثـقـافـة املــصــريــة»، الـصـادر حديثًا عن دار «الحكمة» بالقاهرة. يـــشـــيـــر املــــؤلــــف فــــي الــــبــــدايــــة إلـــى الــــــــجــــــــذور الـــــتـــــاريـــــخـــــيـــــة والــــحــــقــــائــــق الـــجـــغـــرافـــيـــة الــــتــــي جـــعـــلـــت فـلـسـطـن تـحـظـى بـمـكـانـة خــاصــة فـــي الـــوجـــدان املـــــصـــــري، فـــعـــبْـــر فــلــســطــن جــــــاء إلـــى مــــصــــر الــــشــــر والــــخــــيــــر مــــعــــ ، فــمــنــهــا تسرَّب الهكسوس والحيثيون، وجاء الـــــفـــــرس واآلشــــــــوريــــــــون لــــغــــزو مــصــر واحـــتـــالـــهـــا عــبــر الـــعـــصـــور الــقــديــمــة. وجـــاء الصليبيون والـتـتـار وجـيـوش القرامطة فـي العصور الوسطى، لكن فــي املـقـابـل جـــاء عـبـرهـا كـذلـك سيدنا إبـــراهـــيـــم مـــن أور الـــعـــراقـــيـــة، وعـبـرهـا حـمـلـت قــافــلــة الـــتـــجـــار مـعـهـا الـصـبـي سـيـدنـا يـــوســـف، بـعـد أن عــثــرت عليه وحيدًا في غيابات الجب، كما دخلت الـــعـــائـــلـــة املــــقــــدســــة مـــصـــر عـــــن طـــريـــق حدودها الشرقية مع فلسطي. وفـــــــي الــــعــــصــــر الـــــحـــــديـــــث، كـــانـــت فـــلـــســـطـــن مـــصـــيـــفـــ أثـــــيـــــرًا لـــكـــثـــيـــر مـن األرسـتـقـراطـيـن املــصــريــن، سـاعـدهـم عــلــى ذلــــك وجـــــود ذلــــك الــقــطــار الـفـخـم الـــذي ينطلق مـن الـقـاهـرة إلــى القدس ويــــافــــا، ثــــم بــــيــــروت. ومـــــا زلـــنـــا نــذكــر مـشـهـد الـــــوداع بــن نـجـيـب الـريـحـانـي وأســــــــــرة تـــحـــيـــة كـــــاريـــــوكـــــا وهـــــــي فــي طريقها إلى بيروت بالقطار من محطة رمسيس عبر فلسطي في فيلم «لعبة الـسـت». ويـنـدر أن يكون هناك مطرب أو مطربة مصرية لم تغن في مسارح الــقــدس ويـــافـــا، فــي الـنـصـف األول من الــقــرن الـعـشـريـن، ويــقــال إن أم كلثوم حملت لقب كوكب الشرق بعد غنائها في مسرح «الشرق» بيافا. ولتأكيد عمق العلقات التاريخية بـــن فـلـسـطـن ومـــصـــر، فــــإن كــثــيــرًا من األُســـر املصرية تحمل ألقابًا تؤكد أن أصولهم فلسطينية، كعائلت القدسي واملــــقــــدســــي والــــنــــاصــــري والــــيــــافــــاوي وعــــــــكــــــــاوي والــــــرمــــــلــــــي والــــنــــابــــلــــســــي والــــطــــبــــري والــــســــبــــعــــاوي والــخــلــيــلــي والصفدي والغزاوي وغيرها. 1948 البداية مع حرب ، غــنّــى 1948 مــــع حـــــرب فــلــســطــن مـــحـــمـــد عــــبــــد الــــــوهــــــاب مـــــن ألــــحــــانــــه، وتـــألـــيـــف الـــشـــاعـــر عـــلـــي مـــحـــمـــود طـــه، قصيدة «فلسطي»، والتي يقول فيها: وقـــبّـــل شــهــيــدًا عــلــى أرضـــهـــا دعــا باسمها الله واستشهدا فـلـسـطـن يـحـمـي حـــمـــاك الـشـبـاب فجل الفدائي واملفتدى فــلــســطــن تــحــمــيــك مـــنـــا الـــصـــدور فإما الحياة وإما الردى كما غنى عبد الوهاب من ألحانه، وكـــــلـــــمـــــات الـــــشـــــاعـــــر مــــحــــمــــود حــســن إســمــاعــيــل نـشـيـد «لـــحـــن الــــنــــار» الـــذي يقول فيه: «مهد البطوالت ْأرض العرب أرض العال من قديم الحقب ْضجت من الثأر نار الدماء هيا نشق إليه اللهب هزت فلسطني حر النداء هيا ولبيك أخت العرب» كـمـا غــنّــت لـيـلـى مــــراد مـــن كلمات فتحي قورة، ولحن منير مراد: «يا رايح على صحراء سينا سلم عل جيشنا اللي حامينا كلنا وياك جبهة قوية وإيدينا في إدين الفدائية حترد فلسطني عربية وياويلهم منك أعادينا» وتُـــغـــنـــي ســـعـــاد مــحــمــد لـلـجـنـود الـــعـــرب املـتـجـهـن إلـــى فـلـسـطـن لقتال أغـــنـــيـــة «يـــا 1948 الـــصـــهـــايـــنـــة ســـنـــة مجاهد فـي سبيل الـلـه»، كلمات بيرم التونسي، والتي يقول مطلعها: «يامجاهد في سبيل الله.. دا اليوم اللي بنستناه طول يا بطل ما معانا سيوف.. الدنيا ياما بكره تشوف إحنا عرب أصلنا معروف.. فن الحرب إحنا بدعناه أرض جدودنا وغيرها مافيش.. فوقها نموت وعليها نعيش ومــفــيــش مـــطـــرح لــلــخــفــافــيــش.. والــلــي بالده طارداه يا مجاهد في سبيل الله». ومع ارتفاع املد القومي بعد ثورة ، غنّت سهام رفقي؛ وهي 1952 يوليو مطربة سورية، من كلمات وألحان عبد الغني الشيخ: «يافلسطني جينالك كلنا رجالك جينالك لنشيل أحمالك حواليكي رجالي تحميكي بالروح واملال تفديكي وتصون مجد العروبة وتهلك من يعاديكي». وبعد العدوان الثلثي على مصر ، وتضامن الشعوب العربية 1956 سنة مـــــع مــــصــــر، تـــــعـــــزَّز االتــــــجــــــاه الـــقـــومـــي الـعـروبـي الـــذي كـانـت قضية فلسطي فـــي مـقـدمـة قــضــايــاه، وأصــبــحــت أكـثـر حضورًا في كثير من األغاني الوطنية. وفـــي أوبــريــت «وطــنــي حبيبي الـوطـن األكــــبــــر»، كــلــمــات أحــمــد شـفـيـق كــامــل، ولحن محمد عبد الوهاب، يغنّي عبد الحليم حافظ في املقطع األخير: «وطني يا زاحف النتصاراتك ياللي حياة املجد حياتك في فلسطني وجنوبنا الثائر حنكملك حرياتك إحنا وطن يحمي وال يهدد إحنا وطن بيصون ما يبدد وطن املجد يا وطني العربي». وفي أوبريت «صوت الجماهير»، تـألـيـف حـسـن الــســيــد، ولــحــن محمد عبد الوهاب، تُغني فايدة كامل: «باسم اتحادنا قوم يا كفاحنا قل للصهاينة املعتدين راية العروبة عرفت نجومها من عام ثمانية وأربعني دقت ساعة العمل الثوري في فلسطني باسم الجماهير». وفــــــي أغـــنـــيـــة «املـــــــــارد الـــعـــربـــي»، كـلـمـات حـســن الـــســـيـــد، يُــغـنـي فــريـد األطرش: «يا فلسطني يا شعب مجاهد جيشك حاضر باملاليني مابقاش جرح في فلسطني». وتُــــغــــنــــي نــــجــــاة الـــصـــغـــيـــرة فـي «جـي يـا فلسطي» مـن كلمات مأمون الشناوي، ولحن بليغ حمدي: «جي على شوق وحنني ياهوا فلسطني مـــــلـــــيـــــون عــــــربــــــي راجـــــــعـــــــ لـــبـــلـــدهـــم منتصرين يا سما فلسطني يا ربَى فلسطني يا عيون واحشانا بقالها سنني راجعني ومعانا قلوب ماليني». ويُــغــنــي عـبـد الـحـلـيـم حــافــظ «يـا أهل باملعارك»، كلمات صلح جاهي، ولحن كمال الطويل: «سـكـتـنـا خـــ ص فــي إيــدنــا وخــ ص متشمرين وحزين يا اللي تعاندنا بتعاند جبارين ما في حاجة تقولنا أل إيش حال يوم تحريرنا فلسطني». ًالقاهرة: رشا أحمد كان يحلم منذ طفولته أن يصبح كاتبا ألمودوفار... سيد األفالم الغامضة ألَّف كتابا ال يستطيع تصنيفه يــجــري الـنـظـر إلـــى بــيــدرو أملـــودوفـــار، على نـطـاق واســـع، باعتباره أعـظـم مخرج سينمائي إسـبـانـي عـلـى قـيـد الـحـيـاة. أمـا هـــو فـــيـــرى نـفـسـه كــاتــبــ فـــي املـــقـــام األول - «كاتب حكايات»، بحسب وصفه. واتخذت هذه الحكايات الباذخة منعطفات يصعب التنبؤ بها أو حتى تحديدها. دارت إحــــــدى قــصــصــه حـــــول رجـــلـــن، يبنيان رابطة قوية بينهما، يطيلن النظر إلى امرأتي غائبتي عن الوعي، وفي قصته املعنونة «الجلد الــذي أعيش فيه»، تناول قصة جراح تجميل يجري عملية جراحية لرجل أسير، ويحوله إلى امرأة ضد إرادته. فيلم ًا روائـيـ له، 20 مـن بـن أكـثـر مـن كتب أملودوفار أو شارك في كتابة جميعها تقريبًا. في الواقع، وربما أمضى أيامًا على مكتب الكتابة، أكثر من وقته داخـل مواقع التصوير. وفي وقت الحق، اتضح أنه كان يكتب أشــــيــــاء أخــــــرى كـــثـــيـــرة - قـــصـــص قــصــيــرة، ومذكرات يومية، وبضعة مقاالت غير قابلة للتصنيف - عـلـى مـــدار فـتـرة انـهـمـاكـه في صـنـاعـة األفــــام. كـانـت الـقـصـص مـوجـودة في عـدة مجلدات زرقــاء غامضة، جمعتها مساعدته لوال غارسيا على امتداد الفترة الـتـي تنقل خللها املـخـرج مـــرات عــدة بي شقق مختلفة في مدريد. . بــــنــــاء عـــلـــى إلـــحـــاح 2022 وفـــــي عـــــام املـحـرر األدبـــي اإلسـبـانـي غـاومـي بونفيل، ألقى أملـودوفـار نظرة على ما جـرى حفظه من كتاباته على مر السني. يعلق بونفيل على األمـر بقوله: «كان األمر أشبه برؤية جانب من شخصية بيدرو لــم أكـــن أعـــرفـــه»، مضيفًا أن «املـخـطـوطـات الــتــي تـــولـــوا فـــرزهـــا تـحـتـوي عـلـى كـتـابـات كتبها املخرج عندما كـان مراهقًا، بجانب قطع أخــرى يبدو أن أملــودوفــار كتبها بعد عـــقـــود»، ونــشــرت مـجـمـوعـة كـتـابـاتـه تحت عنوان «الحلم األخير»، باللغة اإلنجليزية، سبتمبر (أيلول)، املاضي. 24 في يـــحـــيـــط الـــــغـــــمـــــوض بــــمــــحــــتــــوى هــــذه املجموعة: هل هي مـذكـرات؟ (كانت إحدى الــقــطــع عـــبـــارة عـــن فـــقـــرة كـتـبـهـا فـــي دفـتـر يوميات قبل عامي)، أم هي محض خيال، أم مجرد مسودات ألفكار يمكن أن تكون إلى قـصـص خيالية - أم قـصـص غـيـر مكتملة لم يحولها املخرج إلـى فيلم؟ (هناك قصة عـن انـضـمـام الـكـونـت دراكــــوال إلــى ديــر في إسبانيا). ومـثـلـمـا الـــحـــال مـــع أفـــامـــه، ال يشعر أملــودوفــار بالحاجة إلـى وضـع إنتاجه في خانة أي نوع أدبي محدد. في مقدمة الكتاب، ذكر أملودوفار أنه: «طُـــلـــب مــنــي كــتــابــة ســيــرتــي الـــذاتـــيـــة أكـثـر مـن مـــرة، ولطاملا رفـضـت ذلـــك. ويمثل هذا الكتاب شيئًا من املفارقة. وربما يكون من األفــضــل وصـفـه بـأنـه سـيـرة ذاتــيــة مـجـزأة، غير مكتملة وغامضة بعض الشيء». وربـمـا يكمن اللغز األكـبـر فـي «الحلم األخـيـر»، وفـي السبب الــذي دفـع أملـودوفـار إلـى اختيار نشر أي شـيء مـن كتاباته من األســــاس. املــعــروف أن الكثير مـن الفناني املــشــهــوريــن يــعــمــدون إلــــى حــــرق أعـمـالـهـم التي أبدعوها في فترات الشباب، بـدال من أن تـــرى الـــنـــور. أمـــا أملـــودوفـــار، فـقـد اخـتـار النهج املعاكس، ونشر املجموعة دون أدنى تحرير تقريبًا. والـــــســـــؤال الــــــذي يـــفـــرض نــفــســه هــنــا: ملاذا، بعد سنوات من إبقاء هذه الحكايات بعيدًا عـن األنـظـار، اخـتـار أملــودوفــار كاتب القصص الخيالية، إطلقها للعالم؟ الــــيــــوم، فـــي ســـن الـــرابـــعـــة والــســبــعــن، يتمتع أملودوفار بحضور نادر لرجل قلما يـحـمـل بــداخــلــه نـــدمـــ . وقـــد ولـــد أملـــودوفـــار في ظل حكم الجنرال فرانشيسكو فرانكو، لكنه بلغ سن الرشد بعد وفاة الديكتاتور، وفي وقت أصبح من املمكن إنتاج أفلم عن الجنس واملخدرات في إسبانيا. . أســـــــــس هـــــــو وشـــقـــيـــقـــه 1986 عـــــــــام أغوستي، شركة إنتاج خاصة بهما، حملت اسم «إل ديسيو»، مما منح املخرج نوعًا من الـسـيـطـرة الـفـنـيـة عـلـى أفـــامـــه، قـلـمـا تمتع بها أحد من قبله. وفي مقابلة أجريت معه في مكتبه، هذا الصيف، قال بنبرة عكست شعورًا بالفخر والدهشة معًا: «اآلن، يدرس الناس أفلمي في أقسام الجامعة». ورغم ادعاء أملودوفار بأن كتابه سيرة ذاتية، لن يشعر سوى القليل من القراء أن «الـحـلـم األخـــيـــر» مـــذكـــرات شـخـصـيـة. ومـع ذلـــــك، فــــإن املــجــمــوعــة، قــصــة تــلــو األخـــــرى، تستعيد ذكريات املاضي، وتعكس مراحل مختلفة مــن حـيـاة أملـــودوفـــار، وتـحـمـل كل قطعة مفتاحًا يسلط الــضــوء عـلـى مجمل أعمال أملودوفار. وبــاســتــطــاعــة أي مــتــابــع ألملــــودوفــــار أن يـتـعـرف عـلـى الـــفـــور عـلـى حـبـكـة فيلمه املثير «التعليم الـرديء» ــ وقد ظلت القصة حــبــيــســة مـــجـــلـــد أزرق لــــســــنــــوات، قـــبـــل أن يــحــولــهــا أملــــودوفــــار أخـــيـــرًا إلــــى فـيـلـم عــام . وعـــبـــر الـــــقـــــراءة، ال تــمــلــك ســــوى أن 2004 تتساءل أحيانًا: هل القصة التي أطالعها اآلن، ذات املخطوطة الـتـي شاهدتها على الشاشة قبل عشرين عامًا؟ واآلن، مـــن هـــو أملــــودوفــــار؟ أجــــاب عن ذلك بقوله: «في هذا القرن الجديد أصبحت أكثر كآبة، وأكثر تقشفًا، وأكثر حزنًا، وأقل ثقة، وأكثر افتقادًا لألمان، وأشد خوفًا». وخـــال املـقـابـلـة، بـــدا وكــأنــه يـقـول إنـه رغم إنتاجه املستمر لألفلم، فإن ثمة جزءًا منه يتباطأ: «هناك مهارات معينة تتلشى تدريجيًا بـمـرور الــوقــت. أتـذكـر أنـنـي على قصص 10 مدار شهر واحـد، كنت أفكر في يـمـكـنـنـي كـتـابـتـهـا وتـحـويـلـهـا إلــــى أفــــام. اليوم، اختفت هذه القصص». بعد ذلك، بدا وكأنه يريد التراجع عن هذا االعتراف. وقـال: «لحسن الحظ، األدب والسينما مهنتان تتمتعان بطول العمر. األمـــر لـيـس مـثـل العـــب الـتـنـس الـــذي ينهي .»35 مسيرته املهنية في سن الـ يتناول فيلم «الغرفة املجاورة»، الذي عُــرض للمرة األولــى في مهرجان البندقية السينمائي األخــيــر، «مشكلة املـــوت» التي يــعــانــي مـنـهـا أملـــــودوفـــــار، عــلــى نــحــو أكـثـر صراحة من أي من أعماله السابقة، كما أنه أول فيلم له باللغة اإلنجليزية. السيناريو، يــدور حـول مراسلة حربية سابقة تخطط لـانـتـحـار، بعد رفضها الـعـاج مـن مرض عـــــضـــــال. وتـــنـــضـــم إلـــيـــهـــا صـــديـــقـــة كــاتــبــة تخشى كل ما يتعلق باملوت، ولكنها توافق على مرافقتها خلل أيامها األخيرة. يــقــول أملــــودوفــــار: «يــــدور أحــــدث فيلم أخرجته عن املـوت، لكنه يتحدث كذلك عن محاولة التعايش مع املــوت». (نـال الفيلم، الــــــذي تـــقـــوم بــبــطــولــتــه تـــيـــلـــدا ســويــنــتــون وجوليان مــور، تصفيقًا حــارًا استمر ملدة دقــيــقــة فـــي مـــهـــرجـــان الــبــنــدقــيــة، وفـــاز 20 بجائزة األسد الذهبي ألفضل فيلم). يـــطـــل املـــــــوت بــــرأســــه مــــــرة أخـــــــرى فـي القصة التي يحمل كتابه، «الحلم األخير»، عنوانها، وتعتبر بمثابة تكريم لوالدته، فـرانـشـيـسـكـا كــابــالــيــرو، الــتــي تـوفـيـت عـام . في هـذا الـصـدد، يقول أملـودوفـار إن 1999 والـــدتـــه كــابــالــيــرو هـــي الــتــي عـرفـتـه للمرة األولـــى على أسـلـوب «الـقـصـص الخيالية» داخــل قريتهم، عندما كانت تقرأ الرسائل لجيرانها األميي. وفي كثير من األحيان، كانت تزين مضمون الرسائل بخياالت، قال أملــودوفــار إنها غالبًا مـا كانت تأتي أبهى من الحقيقة. فــي قـصـة أملـــودوفـــار، كـانـت كاباليرو في املستشفى، في لحظاتها األخيرة على األرض، بينما كـــان أفــــراد أسـرتـهـا ملتفي حولها، ثم سقطت فجأة في سبات عميق. وعـنـدمـا استيقظت، سـألـت عـمـا إذا كانت هـنـاك عـاصـفـة، وفـــي غـضـون فـتـرة وجـيـزة مـــاتـــت. وعــــن ذلـــــك، كــتــب أملـــــودوفـــــار: «كـــان الجمعة يومًا مشمسًا، بينما تسللت بعض أشعة الشمس تتدفق عبر النافذة. يا ترى ما العاصفة التي كانت والدتي تشير إليها في حلمها األخير؟» مـــن الـــحـــديـــث عـــن مــــوت والــــدتــــه، عــاد أملــــودوفــــار إلـــى مـــوتـــه. وفـــي حـديـثـه مـعـي، قــال: «إنـهـا مسألة بيولوجية، لكن عندما يتعلق األمر باملوت ال أعتقد أنني تطورت حقًا ذهنيًا على نحو يجعلني أتقبله ـ فقط لقبول أنه جزء من طبيعة الحياة. الحقيقة، لم أبلغ هذه النقطة بعد». ومــــــع ذلـــــــك، عـــنـــدمـــا عــــــاد إلــــــى قـصـتـه عــن الــكــونــت دراكـــــوال - فــي الــقــصــة، يتعلم مصاص الدماء الخالد خداع املوت بشرب الدم من صليب - كان من الواضح أن جزءًا مـن املـخـرج قـد تقبل أنــه يقترب مـن نهاية حــيــاتــه املــهــنــيــة. وقـــــال إنــــه لــطــاملــا راودتـــــه الرغبة فـي تحويل القصة إلــى فيلم، لكنه كـــان يـعـلـم أن الـقـصـة ربــمــا لـــن تُـــــروى بـأي شكل آخر. آخـــر قـطـعـة ألملـــودوفـــار فــي املجموعة - أحــدث قطعة جـرى سحبها من املجلدات الــــزرقــــاء - مـقــال بــعــنــوان «روايــــــة رديـــئـــة»، ويتحدث فيها عن آراء اآلخرين به ككاتب. يـــقـــول: «فـــي وقـــت مـبـكـر، عـنـدمـا كنت صـغـيـرًا، كــان حلمي أن أصـبـح كـاتـبـ ، وأن أكـتـب روايـــة عظيمة. بـمـرور الــوقــت، أثبت الواقع أن ما كتبته سيصبح أفلمًا حتمًا. أدركت أن كتاباتي لم تكن قصصًا أدبية، بل كانت مسودات أولية لسيناريوهات». ويـخـتـتـم أملــــودوفــــار حـديـثـه قـــائـــا إن الحياة غالبًا مـا تــدور حــول تغيير املسار نحو ما تجيده، ويقول إنـه كـان محظوظًا في هذا الصدد. * خدمة: «نيويورك تايمز». *نيكوالس كيسي بيدرو ألمودوفار (إ.ب.أ) رغم ادعاء ألمودوفار بأن كتابه سيرة ذاتية لن يشعر سوى القليل من القراء بأن «الحلم األخير» مذكرات شخصية «الشارقة الثقافية» تحتفي بأحمد شوقي ) لشهر نوفمبر 97( صدر أخيرًا العدد من مجلة «الشارقة 2024 ) (تشرين الثاني الـــثـــقـــافـــيـــة»، وقــــــد تـــضـــمـــن مـــجـــمـــوعـــة مـن املـــوضـــوعـــات واملــــقــــاالت والـــــحـــــوارات، في األدب والفن والفكر والسينما والتشكيل واملسرح. جــــــــاءت افـــتـــتـــاحـــيـــة الـــــعـــــدد بـــعـــنـــوان (معرض الشارقة الدولي للكتاب والتنوع الثقافي الـعـاملـي)، الـــذي يـواصـل مسيرته بـــرؤيـــة مـــتـــجـــدّدة، انــطــاقــ مـــن أن الـكـتـاب أصـل كل شـيء، وأنـه األمـن على منجزات الـشـعـوب وحـكـايـاتـهـا ورفــيــق مسيرتها، وأن بناء العقول هو االستثمار األكبر». أمـــــا مـــديـــر الـــتـــحـــريـــر نــــــواف يـــونـــس؛ فكتب عن االحتفاء بذكرى (أمير الشعراء) أحمد شوقي. وفــــي تــفــاصــيــل الــــعــــدد، كــتــب محمد نــعــمــان عـــن أمـــيـــر الـــشـــعـــراء أحـــمـــد شـوقـي (قيثارة الشعر وسلسل الذهب)، وحاور حسن الوزاني الكاتب ماكس فايس الذي يدرس ويترجم األدب العربي، فيما قدمت سـوسـن محمد كـامـل إطــالــة عـلـى مدينة دير الزور. أمـــــا فــــي بـــــاب (أدب وأدبـــــــــــاء)؛ فــقــدم كـــل مـــن هـــشـــام أزكـــيـــض ود. عـــزيـــز بـعـزي اســـتـــطـــاعـــ يـــحـــتـــفـــي بـــمـــجـــلـــة «الــــشــــارقــــة الـثـقـافـيـة» بـمـنـاسـبـة مــــرور تـسـع سـنـوات على إصـــدارهـــا، وتـوقـف عـــادل البطوسي عند تجربة الكاتبة هـان كانغ التي نالت (نوبل) ورفضت االحتفال بها، فيما حاور خليل الجيزاوي الكاتبة زينب صادق التي شاركت في تأسيس مجلة (صباح الخير)، وتـــتـــبـــعـــت أنـــــــور مـــحـــمـــد مـــســـيـــرة إلـــيـــاس خـوري. أما أحمد فضل شبلول فكتب عن تأثر نجيب محفوظ بطه حسي، ورصـد مصطفى الــقــزاز املـسـاجـات األدبــيــة التي أثْـــرَت املكتبة العربية، وقـــرأت ثـــراء هانئ سيرة فؤاد الشايب. ومـــــن املــــوضــــوعــــات األخـــــــــرى، كـتـبـت د. زهــــــرة بــــن يـمـيـنـة عــــن الـــشـــاعـــر صـالــح الشرنوبي، وسلطت رويـدا محمد الضوء على تجربة األديب محمد العدناني الذي تـرك دراســة الطب وتفرغ للشعر، وتناول هــــشــــام عــــــــدرة فـــــي عــــالــــم الــــشــــاعــــر وجـــيـــه البارودي، وغير ذلك من املوضوعات. ونــــقــــرأ فــــي بـــــاب (فـــــــن. وتـــــــر. ريـــشـــة) املوضوعات اآلتية: «القاهرة تكرم سلطان الـقـاسـمـي أحـمـد أهـــم رجــــاالت املــســرح في الـــوطـــن الـــعـــربـــي» لـعـبـد الــعــلــيــم حــريــص، و«مـهـرجـان كلباء للمسرحيات القصيرة ملتقى فكري إلى جانب العروض املشاركة» – لعبد العليم حريص، و«أحمد الجسمي عميد املسرح في اإلمـارات» ألحمد املاجد، و«علي نفنوف في رحلته للبحث عن الل مألوف» لرفاه هلل حبيب، و«محمد نصر الـلـه يفتح األبــــواب أمـــام حلمه» و«محمد الـــــعـــــامـــــري، فـــــن الـــحـــقـــيـــبـــة وحّـــــــد مــشــاعــر أهــــل الـــــســـــودان» لـــحـــجـــازي حــســن أحــمــد، و«أندريا رايدر أجاد التعبير عن تفاصيل وخـصـوصـيـة إنــســانــيــة» ألشــــرف بـيـدس، و«كيت وينسلت... أداء جدير بالجوائز» ألسامة عسل. ونقرأ حوارًا مع مالك خوري أجراه محمد جمال الروح. وقد أفرد العدد مساحة ملجموعة من القصص القصيرة والترجمات ملجموعة من الكتاب العرب. الشارقة: «الشرق األوسط» النص الكامل على الموقع اإللكتروني

RkJQdWJsaXNoZXIy MjA1OTI0OQ==