issue16776

يوميات الشرق ASHARQ DAILY 22 Issue 16776 - العدد Saturday - 2024/11/2 السبت فنانين 503 قطع فنية من أعمال 809 عرض في دورته التاسعة عشرة معرض إسطنبول للفن المعاصر يغازل السوق الفنية بأعمال الرواد والمعاصرين «املــــتــــرجــــم الـــثـــقـــافـــي مــــا بــــن الـــشـــرق والــــــغــــــرب» هــــكــــذا يـــصـــف الــــعــــامــــلــــون فـي مـجـال الـفـنـون فـي تركيا املحفل السنوي «مــعــرض إسـطـنـبـول للفن املـعـاصـر» فهو األكبر واألقدم في إسطنبول، واحتفل هذا . وبـدا أنه يؤكد الصفة 19 العام بدورته الـــ الفخرية التي حملها بوصفه صلة وصل بــــن الــــشــــرق والـــــغـــــرب، فـــاســـتـــضـــاف هـــذه الــــدورة إسـبـانـيـا ودول أمـيـركـا الالتينية لـتـكـون فــي خــانــة ضـيـف الـــشـــرف، ليجمع املـــعـــرض بـــن إنـــتـــاج فــنــانــي تــركــيــا وبــن اإلبداعات املقبلة من إسبانيا واألرجنتي والبرازيل وغيرها. تكشف الـجـولـة بـن الــصــاالت الفنية املشاركة عن جو فني ثري، ومع أن املعرض بحسب اسمه يركز على الفن املعاصر إال أن أرجاءه لم تخل من إبداعات ألساتذة الفن، كما يطلق على فناني الـحـداثـة. التجول واملطالعة والتعرف إلى أسماء وإبداعات مختلفة تجربة ثرية ثقافيًا، وبحسابات السوق الفنية يضعنا املعرض أمام سوق نامية وأســمــاء لفناني وضـعـوا أقدامهم داخل السوق الفنية العاملية. الشرق األوسط تجولت بي الصاالت، وهنا بعض اللمحات من الجولة. عاما من الفن التركي 37 ... غاليري نيف الـــبـــدايـــة مـــع «غـــالـــيـــري نــيــف» حيث تعرض مجموعة مـن أجمل األعـمـال في دورة هذا العام، يثبت الغاليري موقعه فــــي الــــوســــط الـــفـــنـــي بـــتـــركـــيـــا عـــبـــر أكــثــر عـــامـــ مــنــذ إنـــشـــائـــه. أتـــحـــدث مع 37 مـــن الـقـائـمـة عـلـى الــعــرض، وأســألــهــا: «كيف عــامــ ، وكيف 37 تـطـور الـجـو الـفـنـي فــي تشكلت الـسـوق الفنية الـتـركـيـة؟»، تبدأ حــديــثــهــا بـــــاإلشـــــارة إلـــــى أن الــغــالــيــري يمثل مجموعة مـن الفناني الراسخي «لـيـس لدينا فنانون شـبـاب»، وتضيف عـنـدمـا تـأسـس 2005 قــائــلــة: «مــنــذ عـــام «مــــعــــرض إســـطـــنـــبـــول لـــلـــفـــن املـــعـــاصـــر» شـهـدنـا بــنــاء مـتـاحـف جــديــدة وبينالي وفعاليات جمعت ممثلي عن اإلعالم في العالم ومختصي، كان املشهد مزدهرًا، وإن كنت أعتقد أنـه تراجع مؤخرًا ربما ألسباب سياسية واقتصادية وتحديات عاملية». نـــــتـــــعـــــرف إلــــــــــى بـــــعـــــض الــــفــــنــــانــــن املعروضة أعمالهم في «غاليري نيف»، ونـــبـــدأ مـــن الــفــنــان تـيـفـون أردوغـــمـــوش، وتـــقـــول إنَّـــــه يــبــحــث فـــي كـيـفـيـة تـحـويـل الطبيعة إلى عمل فني جمالي وصوفي. طـــــــــور أردوغــــــــــمــــــــــوش أســـــلـــــوبـــــ مـــثـــيـــرًا لـــ هـــتـــمـــام، فـــهـــو يــشــكــل مـــ مـــح خـطـيـة مــــن ســـيـــقـــان وأوردة األوراق، ويــنــتــج صـــورًا تشبه الــحــروف املـكـتـوبـة، تتدفق أفــقــيــ فـــي خـــطـــوط. يـجـلـب أردوغـــمـــوش مــنــظــورًا جـــديـــدًا لـلـعـ قـة الـــراســـخـــة بي العمل الفني والطبيعة. تصف محدثتي أســـلـــوب الـــفـــنـــان: «يــســتــخــدم أوراقـــــــ من نــبــاتــات وأشـــجـــار مـخـتـلـفـة، ويصنفها ويتركها لتجف، ثم يجمع هذه العناصر عــــن طــــريــــق وضـــعـــهـــا فــــي طـــبـــقـــات عـلـى القماش بعد معالجتها بتقنيته الفريدة باستخدام مواد كيميائية مختلفة». في جانب آخر نرى لوحة مصنوعة مــن الـسـيـرامـيـك تــصــور هـيـكـ إنسانيًا أطرافه وعمقه محددان بصور النباتات املختلفة تتخللها كتابات باإلنجليزية، العمل جــاذب للبصر بجماليات عالية، ويــتــمــيــز عـــن غـــيـــره مـــن األعــــمــــال. تشير مسؤولة املـعـرض إلـى أن العمل للفنانة بوركاك بينغول، ويحمل عنوان «آفاتار»، ويصور هيكل الفنانة نفسها، تشرح لنا أن الفنانة تخصصت في فن السيراميك، وتــضــيــف: «شـــاركـــت بـيـنـغـول فـــي إقـامـة فنية فـي مدينة سـانـت آيـفـز ببريطانيا فــي متحف الـنـحـاتـة اإلنـجـلـيـزيـة بـاربـرا هــيــبــورث، ومـــن حـديـقـة املـتـحـف جمعت بــعــض الــنــبــاتــات، ونـقـلـتـهـا عــلــى لـوحـة السيراميك التي حرصت على أن تحمل مـقـاسـهـا بـالـحـجـم الـطـبـيـعـي، (استلقت على األرض، وطلبت من معاونيها رسم حـــدود جـسـدهـا لتستخدم الهيكل على قطع السيراميك، ثـم أضـافـت لها رسـوم نـــبـــاتـــات مــــن حـــديـــقـــة بـــــاربـــــرا هــيــبــورث تـــداخـــلـــت مــــع كـــلـــمـــات وجـــمـــل لـلـنـحـاتـة الــراحــلــة. تـشـيـر إلـــى أن الـعـمـل مــقــدر له ألف يورو. 50 سعر يــــعــــرض الـــغـــالـــيـــري أيــــضــــ أعــــمــــاال لــلــفــنــان الـــتـــركـــي مــــــورات مــــوروفــــا: «فــي السبعينات من عمره، وله اهتمام كبير بالرموز الصوفية وبالخط الـذي يرسم بـــه أشـــكـــاال إنــســانــيــة. فـــي لــوحــاتــه هنا في 7 يستخدم الـكـواكـب ورمــزيــة الــرقــم التراث اإلسالمي، كما يستخدم الطيور، ولها رمزية في الفن الصوفي». عودة من الثمانينات في غاليري خوسيه دو ال مانو من مدريد نرى عددًا من اللوحات الزيتية، الفــــتــــة بــــألــــوانــــهــــا الـــزيـــتـــيـــة وضــــربــــات الـــفـــرشـــاة املــحــمــلــة بــــاأللــــوان الـكـثـيـفـة، تبعث بنفحات مـن فناني االنطباعية وفـــــــان جـــــــوخ، فــــي جــــانــــب آخــــــر رســــوم لنفس الفنان بعضها يحمل ملسات من تأثير الفنان الفرنسي ماتيس، يتحدث صـــــاحـــــب الــــغــــالــــيــــري عــــــن الـــــلـــــوحـــــات، وعــــــن الــــفــــنــــان الـــــــذي يــــعــــده مــــن أشــهــر الرسامي في تركيا خـ ل السبعينات والثمانينات، وهــو جـوزيـف تيرجان، ولـكـنـه غـــاب عــن الــســوق الـفـنـيـة لسبب 1924 مــا. الفنان تيرجان وُلـــد فـي عــام فـي تركيا مـن أصــل أرمـيـنـي، ثـم انتقل مـع عائلته فـي طفولته لبيروت، حيث تــعــلــم فــــن الــــرســــم مــــن والـــــــده ثــــم درس الـــرســـم بــاملــراســلــة فـــي مـــدرســـة «إيــكــول » هناك على يد فنان فرنسي، وفي ABC التحق بمعهد اآلداب العالي 1947 عام لدراسة الفن في بيروت، وانتقل الحقًا للعيش فـي بـاريـس حيث كـون عالقات صداقة مع فناني من الشرق األوسـط، ومــــــع كـــثـــيـــر مــــن الــــنــــقــــاد والــــكــــتــــاب فـي عصره. يــــــقــــــول خـــــوســـــيـــــه دي ال مـــــانـــــو: «اكتشفنا االسـتـوديـو الـخـاص بـه منذ أشهر، وحاليًا نقوم بفحص محتوياته لعمل أرشـيـف بأعماله وصـــوره. لدينا مـــــن أعــــمــــالــــه لـــــوحـــــات ورســــــــــوم تـــعـــود لـأربـعـيـنـات والـخـمـسـيـنـات، وشـهـدت تــلــك الـــفـــتـــرة تــغــيــرًا فـــي أســـلـــوبـــه أخـــذه لـلـتـجـريـد، وتـغـيـرت ألــوانــه مــن األلـــوان الغامقة لللوان الفاتحة األكثر حيوية. تــعــرض لــوجــات تـيـرجـان بـأسـعـار معقولة بحسب المانو: «أرخص لوحة 9000 دوالر واألغلى بـ 2000 هنا تقدر بــ دوالر». محاكاة الطبيعة بالسيراميك خــــ ل الـــجـــولـــة نــتــوقــف فـــي غــالــيــري ليال هيلر تلفتنا لوحات الفنانة التركية مـيـلـيـس بـــــــوروك، وهــــي فــنــانــة تـسـتـخـدم تشكيالت من الخزف في أعمالها. نلتقي الفنانة التي تتحدث لنا عن أعمالها، وعن سبب اخـتـيـارهـا السيراميك فـي أعمالها حـــيـــث تـــقـــول إنـــهـــا درســــــت اســـتـــخـــدامـــات السيراميك من خالل دراستها الجامعية: «بعد التخرج بــدأت التجريب باستخدام الخامة، ولـم أتوقف عن استخدامها منذ ذلــــك الـــوقـــت. لـــــدي أســـبـــاب عــــدة لتفضيل الــســيــرامــيــك فـــي تـشـكـيـل لـــوحـــاتـــي؛ فـأنـا أحب أن أشكله بيدي، وأرى في ذلك نوعًا مـن الـتـأمـل، أيضًا أنــا مهتمة بالتفاصيل الدقيقة، وتساعدني مـادة السيراميك في التشكيل الدقيق، فهي مــادة رقيقة، وهو ما يسبغ معنى على أعمالي التي تتناول تـــفـــاصـــيـــل الـــطـــبـــيـــعـــة، وهــــــي أيــــضــــ هـشـة ورقيقة». األعــــــمــــــال املـــــعـــــروضـــــة لـــلـــفـــنـــانـــة فــي غــالــيــري لــيــ هـيـلـر تـنـتـمـي إلــــى سلسلة (املــــوطــــن)». تـتـبـايـن الـقـطـع في Habitat« تــصــويــرهــا لـتـفـاصـيـل مـــن الـطـبـيـعـة مثل األزهار وأوراق الشجر، وتبرز من ثناياها رؤوس حيوانات مثل ابـن آوى أو ثعابي أو ضــــفــــادع، ال نــــراهــــا كـــامـــلـــة، بــــل نـلـمـح أجـزاء منها تطل من تحت طبقة مزدحمة بالقطع. هناك كثافة كمية فـي كـل لوحة، وهو ما يؤكد حب الفنانة للخامة، ويتأكد ذلك عندما نعرف أنها تحرص على صنع كل قطعة بيدها، وهـو أمـر يستغرق وقتًا ســـاعـــة في 16 طـــويـــ ومـــجـــهـــود ًا: «أعـــمـــل اليوم في االستوديو، وقد أستغرق شهورًا لـعـمـل قـطـعـة واحــــــدة، وذلـــــك يـعـتـمـد على حــجــم الــقــطــعــة. أحــــب مـلـمـس الـسـيـرامـيـك وتشكيله، أستمتع بذلك، لكن أيضًا أريد أن تكون كل تفصيله متفردة ومتميزة؛ ألن إذا الحظنا في الطبيعة تنسجم كل األنواع والتفاصيل رغم اختالفها وتفردها تمامًا مـــثـــل مـــثـــل األشـــــخـــــاص كـــــل مـــنـــهـــم لـــــه مـا يميزه». قد تتشابه اللوحات بصريًا للوهلة األولــــــى، ولــكــن بـــاالقـــتـــراب مـــن كـــل واحــــدة يــمــكــنــنــا مـــ حـــظـــة أن هــــنــــاك تـــركـــيـــبـــ أو بنية تمثل فـصـائـل وأنـــواعـــ مختلفة من الطبيعة، هـنـاك تفاصيل مـن الحيوانات مــثــل الــــقــــرون والــــذيــــول: «بـــعـــض األوقـــــات أستخدم حيوانات معينة في أعمالي مثل ابــن آوى أو الثعالب والـثـعـابـن واألرانـــب والضفادع». هل تصور أيضًا حيوانات أسطورية؟ تـــجـــيـــب: «فـــــي الــحــقــيــقــة ال، دائــــمــــ أصــــور أشـــيـــاء مـــن الـطـبـيـعـة، ولــكــن خـــ ل الــوبــاء صنعت ذلــك العمل، وكنت وقتها مهتمة بـــالـــقـــصـــص، قـــــــرأت الفــــونــــتــــن، وبـــعـــدهـــا تعرفت إلــى كليلة ودمـنـة، وبحثت فيها، وعرفت أنها أول القصص الخيالية املروية على لسان الحيوانات، وتساءلت ملــاذا ال أضيف هذه الحيوانات وشخصيات كليلة ودمــــنــــة لـسـلـسـلـة أعـــمـــالـــي (هـــابـــيـــتـــات)». وتــحـكــي لــنــا قـصــة عــــرض عـمـلـهـا «كليلة ودمـــنـــة» فــي مــعــرض بـالـلـوفـر - أبـــو ظبي هــــــذا الـــــعـــــام، فـــتـــقـــول إن املــــســــؤولــــن عـن املعرض تعرفوا إلى أعمالها لدى عرضها فـــي مــعــرض دبـــي لـلـفـنـون: «رأوا أن لـــدي عمال يتعلق بكليلة ودمنة، ولهذا دعوني للمشاركة في املعرض». تعبر بـــوروك فـي أعمالها عـن رسالة بـــســـيـــطـــة، وهـــــي الـــتـــعـــايـــش بــــن مـخـتـلـف األجناس والفصائل واألنـــواع: «كـل أنـواع الحياة تعيش جنبًا لجنب فـي الطبيعة، وتتعايش معًا من دون تراتبية». أختتم حواري مع الفنانة قائلة: «هل يرى البعض أعمالك على أنها تزيينية؟»، ســــــؤال ال تـــســـتـــريـــح كـــثـــيـــرًا لـــــه، وتــجــيــب: «عندما يــرى البعض أعمالي يلمح فيها الجانب الزخرفي والزينة مثل الزهور أو اللون الذهبي، ولكن عندما يقتربون من الــعــمــل يـــ حـــظـــون أن هـــنـــاك مـــا هـــو أكـثـر مـن ذلـــك، ويــبــدأون بمحاولة معرفة أكثر والـــقـــصـــص خـلـفـهـا ومــــوضــــوع الـتـعـايـش والطبيعة وغيرها». عمل للفنان التركي بالل هاكان (الشرق األوسط) إسطنبول: عبير مشخص الفنانة التركية ميليس بوروك تستخدم تشكيالت من الخزف في أعمالها وتساعدها مادة السيراميك في التشكيل ألنها مادة رقيقة» من عرض «غاليري نيف» أعمال للفنان التركي مورات موروفا (الشرق األوسط) عمل «آفاتار» للفنانة بينغول (الشرق األوسط) من معرض إسطنبول للفن المعاصر (الشرق األوسط)

RkJQdWJsaXNoZXIy MjA1OTI0OQ==