6 حرب متعددة الخرائط NEWS ASHARQ AL-AWSAT Issue 16775 - العدد Friday - 2024/11/1 اجلمعة نتنياهو يترقب «البطة العرجاء» لضربة أكثر إيالما على إيران يـــــــرجـــــــح مـــــــســـــــؤولـــــــون ومــــحــــلــــلــــون أميركيون أن التهدئة الحالية في منطقة الـشـرق األوســـط قـد تـكـون قصيرة األجــل، وأن نـــتـــائـــج االنـــتـــخـــابـــات األمـــيـــركـــيـــة قـد تشجع إسرائيل على فتح حـرب متعددة الجبهات، ال سيما في إيران. وقــــــال تـــقـــريـــر لــصــحــيــفــة «واشـــنـــطـــن بوست»، إن «نتيجة التصويت بني دونالد ترمب وكـامـاال هاريس قد تكون لها آثار كـــبـــيـــرة عـــلـــى الـــخـــطـــط اإلســـرائـــيـــلـــيـــة فـي إيران»، كما أن «رئيس الوزراء اإلسرائيلي بـنـيـامـ نـتـنـيـاهـو يــتــرقــب فــتــرة (الـبـطـة الــعــرجــاء) للرئيس املنتهية واليــتــه، جو بــايــدن، بعد االنـتـخـابـات، للقيام بضربة أكثر إيالمًا إليران». ويقول مسؤولون ومحللون إن إدارة بايدن كانت قد أمضت أسابيع في إقناع إســرائــيــل بــعــدم ضـــرب مـنـشـآت الـنـفـط أو النووية في إيـران، خوفًا من أن يدفع ذلك املنطقة إلــى مرحلة أكـثـر خـطـورة قبل أن يتوجه األميركيون إلى صناديق االقتراع. وأوضح هؤالء، أن منطقة «الشرق األوسط ابــــتــــعــــدت عـــــن الــــهــــاويــــة بـــعـــد الـــهـــجـــمـــات اإلسرائيلية املحدودة نسبيًا». تهدئة قصيرة األجل مع ذلك، ترى الصحيفة األميركية، أن «التهدئة الحالية قد تكون قصيرة األجل»، ألن مــســؤولــ أمــيــركــيــ وإســرائــيــلــيــ ، فضال عن دبلوماسيني وخبراء، يعتقدون أن انتخابات الثالثاء املقبل تشكل نقطة تحول حاسمة، حيث من املرجح أن تؤثر الـنـتـيـجـة عــلــى تــصــرفــات رئــيــس الـــــوزراء بنيامني نتنياهو في إيران. وقـال أمير عفيفي، وهو نائب سابق لقائد «فرقة غزة» في الجيش اإلسرائيلي: «ستحدد االنتخابات الكثير من أولويات إســرائــيــل». «األهـــــداف االسـتـراتـيـجـيـة هي نــفــســهــا، لـــكـــن مــــا ســـيـــحـــدث يــعــتــمــد عـلـى الـــنـــتـــائـــج». بـــغـــض الـــنـــظـــر عـــمـــن ســيــفــوز، يـــتـــرقـــب صــــقــــور إســــرائــــيــــل فــــتــــرة «الـــبـــطـــة الـــعـــرجـــاء» لــلــرئــيــس جـــو بـــايـــدن كـفـرصـة محتملة لحشد الـدعـم األميركي ملزيد من الضربات بعيدة املدى على إيران، على أمل أن تكون اإلدارة املنتهية واليتها أقل حذرًا من ردود الفعل السياسية في الداخل. وقــــــال شـــخـــص وصـــفـــتـــه «واشـــنـــطـــن بــــوســــت» بـــأنـــه مــطــلــع عـــلـــى تــفــكــيــر كــبــار الـقـادة اإلسرائيليني: «لـن يكون هناك أي تـقـدم فـي املـحـادثـات حتى يــرى نتنياهو من سيكون في البيت األبيض. كبار القادة اإلسرائيليني ليسوا على رأي واحد بشأن املـــرشـــح الـــــذي ســيــكــون أفـــضـــل إلســرائــيــل وهي تخوض حربًا متعددة الجبهات». وذكّــــــــــــــــرت الــــصــــحــــيــــفــــة األمــــيــــركــــيــــة بــمــضــمــون مــكــاملــة هــاتــفــيــة مـــع نـتـنـيـاهـو فــي وقـــت سـابـق هـــذا الـشـهـر، عـــرض فيها الـــرئـــيـــس الـــســـابـــق دونــــالــــد تـــرمـــب دعــمــه لـلـحـروب فــي لـبـنـان وغــــزة، قــائــ لرئيس الوزراء: «افعل ما يجب عليك فعله». في حني كانت نائبة الرئيس كاماال هــاريــس أكــثــر انــتــقــادًا مــن بــايــدن لسلوك إســرائــيــل فـــي غــــزة، وأعـــربـــت عـــن تعاطف أكبر مع الفلسطينيني، فمن غير الواضح إلــى أي مــدى ستغير سياستها املتمثلة فــي الــدعــم الـعـسـكـري والـدبـلـومـاسـي غير املشروط تقريبًا. وقـــال بــرايــان كـاتـولـيـس، زمـيـل بــارز فـــي الــســيــاســة الــخــارجــيــة األمــيــركــيــة في معهد «الشرق األوسط»، إن إدارة هاريس قــــد يـــكـــون لـــديـــهـــا «قــــــدر أكـــبـــر قـــلـــيـــ ً» مـن اإلمكانات لكبح جماح إسرائيل. «في ظل سيناريو تـرمـب، مـن املـرجـح أن تــرى هذا يشجع جهود إسرائيل على املضي قدمًا بشكل أكثر عدوانية دون أي قيود». ضربة «النووي» على الطاولة بعد الضربات التي شنتها إسرائيل فـي مختلف أنـحـاء إيـــران، دعـا متشددون فـــــي الــــحــــكــــومــــة اإلســــرائــــيــــلــــيــــة، وزعــــمــــاء معارضة، نتنياهو إلى توجيه ضربة أكثر حسمًا ضد برنامج األبحاث النووية في البالد ومواقع تخصيب اليورانيوم. ووصـــف وزيـــر األمـــن القومي إيتمار بن غفير الضربة بأنها «ضربة افتتاحية»، قائال إن إسرائيل لديها «التزام تاريخي» بإزالة التهديد اإليراني. فـي حـ أن إدارة بـايـدن ثبطت هذه الخطوة علنًا، وقــال محللون إن هاريس ربما تحث على توخي الحذر املماثل، فقد انتقد ترمب الجهود الدبلوماسية لتقييد طموحات إيـران النووية -وهـو ما تجسد بسحب واشنطن من 2018 في قــراره عـام االتفاق النووي مع طهران. فـي الـوقـت الـحـالـي، تشعر املؤسسة الدفاعية اإلسرائيلية بالرضا عن الضربة التي وجهتها. ولكن إذا ردت إيـــران، فإن ضربة أكبر ستكون على الطاولة. وقـــــال الــشــخــص املــطــلــع عــلــى تفكير الـــقـــيـــادة الـعـلـيـا فـــي إســـرائـــيـــل: «ال يمكن لتل أبـيـب أن تـعـود وتقصف إيـــران بهذه الـطـريـقـة مــن دون وجـــود األمـيـركـيـ إلـى جانبها». «قال ترمب إنه سيقوض إيران. وقد يجعل هذا النوع من العمل العسكري أكـــــثـــــر احــــــتــــــمــــــاالً». وذهــــــبــــــت الـــصـــحـــيـــفـــة األمـــيـــركـــيـــة إلـــــى أن «الــــضــــربــــات األخـــيـــرة ألحقت أضرارًا بالغة بشبكة الدفاع الجوي اإليــرانــيــة بـالـقـرب مــن املــواقــع الـحـيـويـة»، وفقًا ملحللني، بما في ذلـك منشآت قريبة من مراكز أبحاث نووية، مما جعلها أكثر عرضة للهجمات املستقبلية. وقـــــــــــال جـــــايـــــيـــــل تـــــالـــــشـــــيـــــر، أســـــتـــــاذ السياسة فـي الجامعة العبرية بالقدس: «لقد تركت إسرائيل إيران بال عيون». «إذا عـاد تـرمـب، فقد يميل هـو ونتنياهو إلى ضرب» البرنامج النووي للبالد. لــكــن تـــرمـــب كــــان واضـــحـــ أيـــضـــ أنــه ال يـريـد أن تــتــورط الـــواليـــات املـتـحـدة في صـــراعـــات خــارجــيــة. قـــال ألــــون بـيـنـكـاس، الدبلوماسي اإلسرائيلي املخضرم، «يريد نتنياهو جر الـواليـات املتحدة إلـى حرب مع إيران». «من غير املرجح أن يحدث هذا في عهد ترمب، الذي يكره الحرب». وخــــــ ل مــقــابــلــة مــــع قـــنـــاة «ســـــي بـي إس» في وقت سابق من هذا الشهر، قالت هـاريـس إن منع إيـــران مـن أن تصبح قوة نـوويـة سيكون أحــد أعـلـى أولـويـاتـهـا في مـنـصـبـهـا. ولــكــن عــنــدمــا سُــئــلــت عــمــا إذا كـانـت ستتخذ إجــــراء عسكريًا ملـنـع ذلــك، رفــضــت مـنـاقـشـة «االفـــتـــراضـــات». ومهما كـانـت نتيجة انـتـخـابـات الـثـ ثـاء املقبل، يأمل بعض اإلسرائيليني أن يكون بايدن، غـيـر املـقـيـد بــمــخــاوف االنــتــخــابــات، أكـثـر دعمًا لضربة أعمق في حال أقدمت إيران على الـرد. وقال عفيفي إنه إذا فاز ترمب، فمن املرجح أن تنتظر إسرائيل حتى يوم يناير (كانون الثاني)، حتى 20 ، التنصيب تتمكن من تشكيل تحالف يدعم الضربة. لكن «إذا فـازت كاماال»، أضـاف، «فربما ال تنتظر إسرائيل». «الحرس الثوري» يتوعد من جانبه، أكـد نائب قائد «الحرس الـــــثـــــوري» اإليــــــرانــــــي، عـــلـــي فـــــــدوي، أمـــس الـــخـــمـــيـــس، أن رد بـــــــ ده عـــلـــى الـــهـــجـــوم اإلسرائيلي األخـيـر أمـر «حتمي»، مشيرًا إلى أن إيران لم تترك أي هجوم بال رد منذ عامًا. 40 أكثر من لندن: «الشرق األوسط» مقاتلة إسرائيلية تغادر مأوى بقاعدة جوية متجهة لتنفيذ ضربات على إيران (رويترز) استبعدت هجوما من طهران قبل االنتخابات األميركية إسرائيل تلوّح بـ«ضربة استباقية» إليران رغـم القناعة اإلسرائيلية بـأن حديث إيران عن «الرد بشكل حاسم ومؤلم» مجرد «تهديد فارغ»، فإن مسؤوال عسكريًا كبيرًا فــي تــل أبــيــب قـــال إن بــــ ده حــــددت قائمة أهداف جديدة لضربها في إيران. وقــــــــال املــــــســــــؤول اإلســـــرائـــــيـــــلـــــي، فــي تـــصـــريـــحـــات نـــشـــرتـــهـــا غـــالـــبـــيـــة وســـائـــل اإلعــــــ م املــحــلــيــة، إن «إســـرائـــيـــل مُــجــبَــرة على أخذ التهديدات اإليرانية بكل جدية. وهي تعمل بشكل حثيث على االستعداد ملواجهة الخطر اإليراني». وأضـــــاف املــــســــؤول: «وضــعــنــا قـائـمـة بــأهــداف جـديـدة سيتم قصفها فـي إيــران وســــتــــكــــون هــــي أيــــضــــ مـــفـــاجـــئـــة لـــهـــم فـي حجمها وخطورتها». وتــابــع املـــســـؤول: «قـــد ال ننتظر هـذه املرة إلى أن يأتي هجوم إيراني لنرد عليه، بـــل قـــد نــجــد مـــن األنـــســـب تــوجــيــه ضـربـة استباقية على إيران، تلحق أضرارًا عميقة في القدرات العسكرية اإليرانية». وجـــــــــــــــــــــاءت هــــــــــــــذه الــــــتــــــصــــــريــــــحــــــات اإلسرائيلية في وقت كان فيه قائد القوات األميركية في املنطقة الوسطى (سنتكوم)، الـــجـــنـــرال مــايــكــل كــــوريــــ ، قـــد وصــــل إلــى إسـرائـيـل لـلـتـداول فـي خطر الــرد اإليـرانـي وكــيــفــيــة مـــواجـــهـــتـــه بـــدعـــم مــــن الــــواليــــات املـــتـــحـــدة. وأتــــت الـــضـــربـــات اإلســرائــيــلــيــة، السبت املاضي، ردًا على هجوم صاروخي بـــالـــيـــســـتـــي ضــــخــــم شــــنّــــتــــه طـــــهـــــران عــلــى إســـرائـــيـــل فـــي األول مـــن أكــتــوبــر (تـشـريـن أألول). وفـــــــي عـــمـــلـــيـــة اســــتــــمــــرت لــــســــاعــــات، اســــتــــهــــدفــــت الـــــعـــــشـــــرات مــــــن الـــــطـــــائـــــرات اإلسرائيلية مواقع عسكرية استراتيجية في أنحاء إيـران، وتحديدًا مواقع تصنيع وإطــــ ق الــطــائــرات املــســيّــرة والــصــواريــخ الباليستية، باإلضافة إلـى أنظمة الدفاع الـجـوي، تزامنت مـع وقـــوع انـفـجـارات في محيط طهران وكرج وأصفهان وشيراز. ضربة فتاكة وقــــــــال املــــــســــــؤول اإلســـــرائـــــيـــــلـــــي، إنـــه «عـلـى مــا يـبـدو بــــدأت الــقــيــادات اإليـرانـيـة تـدرك عمق الضربات اإلسرائيلية وحجم األضرار». وإن «تــــل أبــيــب ضــربــت بـشـكـل فـتـاك الـــقــدرات اإليــرانــيــة عـلـى حـمـايـة أجـوائـهـا، والــتـــقــديــرات تـشـيـر إلـــى أن طـــهـــران بـاتـت أضعف باملقارنة مع فترة ما قبل الهجوم اإلسرائيلي». مــــع ذلــــــك، رأى املـــــســـــؤول أن «إيــــــران ســتــتــصــرف بــمــســؤولــيــة ولــــن تـــقـــدِم على الــــــهــــــجــــــوم». و«لــــــكــــــن إن فــــعــــلــــوا فـــإنـــهـــم سيندمون». وتــحــظــى إســـرائـــيـــل بـــدعـــم كـــامـــل من الـواليـات املتحدة. وأكــدت املتحدثة باسم الــبــيــت األبــــيــــض، كـــاريـــن جــــان بــيــيــر، أنــه «ال ينبغي إليــــران أن تـــرد عـلـى الـضـربـات اإلسرائيلية». وذكـــرت بيير فـي إفـــادة صحافية أنه «إذا فعلوا، فسندعم إسرائيل فـي الدفاع عـــن نـفـسـهـا، لـكـنـهـم ال يـنـبـغـي لــهــم (فـعـل ذلك)». بـــــــدوره، قــــال املـــتـــحـــدث بـــاســـم وزارة الــخــارجــيــة األمــيــركــيــة، مــاثــيــو مــيــلــر، في مـؤتـمـره الـصـحـافـي إنـــه لــن يــقــدم تقييمًا «بـــشـــأن مـــا قـــد تـفـعـلـه إيـــــران أو ال تفعله، لكننا نعتقد أنه ال ينبغي لها الرد». نهاية التصعيد وقـال ميلر إن الضربات اإلسرائيلية كــــانــــت ردًا مـــنـــاســـبـــ مــــن جــــانــــب حــكــومــة إســـرائـــيـــل عــلــى هـــجـــوم غــيــر مــســبــوق من جــانــب إيــــــران، لـكـن هـــذا يـنـبـغـي أن يـكـون نهاية األمر. وبـــيـــنـــمـــا رفــــــض الـــتـــعـــلـــيـــق عـــلـــى أي اتــــصــــاالت قـــد تـــكـــون جــــرت بـــ واشـنـطـن وطـــهـــران، قـــال ميلر إن الـــواليـــات املتحدة أوضـــحـــت عــلــنــ أن إيــــــران تـــعـــرف أنـــهـــا ال ينبغي لها بأي حال من األحوال أن تستمر في تصعيد هذا الصراع. ونــــشــــرت الــــــواليــــــات املــــتــــحــــدة، الــتــي ســاعــدت إسـرائـيـل فــي الــدفــاع عــن نفسها ضـــد وابــــل الـــصـــواريـــخ اإليـــرانـــيـــة وهـجـوم مـــمـــاثـــل مــــن إيـــــــران فــــي أبــــريــــل (نـــيـــســـان)، نظام دفــاع جـوي متقدمًا مـن طــراز «ثـاد» جندي 100 فــي إسـرائـيـل يـقـوم بتشغيله أمـيـركـي، إجــــراء احــتــرازيــ ضــد املــزيــد من الهجمات اإليرانية. وقــالــت مــصــادر إسـرائـيـلـيـة إن امللف اإليــرانــي ورد أيـضـ فـي مـحـادثـات آمـوس هـوكـسـتـايـن، مـبـعـوث الــرئــيــس األمـيـركـي جــو بـــايــدن، مــع رئـيـس الــــــوزراء، بنيامني نتنياهو. وقــــال املـــســـؤول األمــيــركــي فـــي مكاملة داخــلــيــة إن «إيــــــران بــاتــت عـــاريـــة إلــــى حد كبير وتـــدرك أنـهـا بـاتـت عـرضـة لهجمات جوية مستقبلية محتملة وال نعتقد بأنها ستغامر باشتباكات أخرى». وكـــــــــــــــان رئــــــــيــــــــس أركــــــــــــــــــان الــــجــــيــــش اإلسـرائـيـلـي، هـرتـسـي هـالـيـفـي، قــد صـرح بــأنــه «إذا ارتـكـبـت إيــــران الـخـطـأ وأطـلـقـت دفعة أخرى من الصواريخ على إسرائيل، فسنعرف مرة أخرى كيف نصل إلى إيران. وسنصل هذه املرة بقدرات لم نستخدمها حتى اآلن، وستضرب بقوة شديدة كل من الـــقـــدرات واألمـــاكـــن الــتــي تـجـنـبـنـاهـا هـذه املرة». (الدفاع اإلسرائيلية) 2024 أكتوبر 26 نتنياهو وغاالنت في غرفة تحت األرض يتابعان الضربة الموجهة إليران يوم تل أبيب: «الشرق األوسط» قال مسؤول إسرائيلي إن طهران «ستتصرف بمسؤولية ولن ترد» برلين تقول إن طهران «ال تعرف سوى االبتزاز والعنف» العالقات األلمانية ــ اإليرانية إلى «أدنى مستوى» وصـــفـــت وزيــــــرة الـــخـــارجـــيـــة األملـــانـــيـــة، أنالينا بيربوك، العالقات الدبلوماسية مع إيـران بعد إعـدام املواطن األملاني - اإليراني جمشيد شارمهد، بأنها تراجعت إلى «أدنى مستوياتها». فـــــي الـــــوقـــــت نـــفـــســـه، أعـــلـــنـــت الـــــوزيـــــرة األملانية، أمس الخميس، أن السفارة األملانية فـــي طـــهـــران لـــن تــغــلــق، وأردفــــــــت: «إغــ قــهــا سـيـكـون أعــظــم خــدمــة يـمـكـن تـقـديـمـهـا ملثل هــــذه األنـــظـــمـــة. نــحــن نـعـلـم أن هـــنـــاك أيـضـ إيران أخرى». ورأت بــــيــــربــــوك املـــنـــتـــمـــيـــة إلــــــى حـــزب الـخـضـر أن مقتل شـارمـهـد يـبـرز أن «نـظـام الـــظـــلـــم اإليــــــرانــــــي يـــــواصـــــل الـــعـــمـــل بــكــامــل وحــشــيــتــه، حــتــى مـــع الــتــغــيــيــر األخـــيـــر في الـــقـــيـــادة»، مـشـيـرة إلـــى أن الـنـظـام اإليــرانــي «يعرف بشكل أساسي لغة االبتزاز والتهديد والعنف». وأضـــافـــت بــيــربــوك: «أوضــحــنــا إليـــران مــرارًا وتـكـرارًا وبشكل ال لبس فيه أن إعـدام مـواطـن أملـانـي ستكون لـه عـواقـب وخيمة». وردًا عـلـى إعــــدام جمشيد شــارمــهــد، قــررت الحكومة األملانية إغالق جميع القنصليات اإليرانية الثالث في أملانيا، وكما أوضحت الـخـارجـيـة األملــانــيــة، فـــإن هـــذه القنصليات هـي البعثات الدبلوماسية فـي فرنكفورت وهامبورغ وميونيخ، ولفتت الوزارة إلى أن السفارة اإليرانية في برلني ستظل مفتوحة. وأبـــقـــت أملـــانـــيـــا ســفــارتــهــا فـــي طــهــران و«قــنــواتــهــا الــدبــلــومــاســيــة» مـــع إيــــــران، وال سيما لـلـدفـاع عــن «األملــــان اآلخـــريـــن» الـذيـن «يـحـتـجـزهـم الـنـظـام ظـلـمـ»، حسبما قالت بــيــربــوك. وأضـــافـــت الــــوزيــــرة: «كــــان الـنـظـام اإليـرانـي يــدرك تمامًا أهمية حــاالت اعتقال أملان بالنسبة للحكومة الفيدرالية األملانية»، مـــذكـــرة بــــأن بـــرلـــ «أبـــلـــغـــت طـــهـــران بشكل مـنـتـظـم وواضـــــح أنـــه سـتـتـرتـب عـلـى إعـــدام مواطن أملاني عواقب وخيمة». وتابعت أن «اغــتــيــال» شــارمــهــد تــزامــن «مـــع الــتــطــورات األخــــيــــرة فـــي الـــشـــرق األوســـــــط، ويــظــهــر أن الــنــظــام الــديــكــتــاتــوري والــظـــالــم مــثــل نـظـام املاللي ال يعمل وفقًا للمنطق الدبلوماسي الطبيعي». ويدور نزاع بني إسرائيل وإيران وأذرعها اإلقليمية منذ بدء الحرب في غزة أكتوبر (تشرين األول) 7 على «حماس» في . وباإلضافة إلى «حماس»، تدور حرب 2023 بــ إسـرائـيـل و«حــــزب الــلــه» اللبناني على الحدود بني الدولة العبرية ولبنان. ونُــفّــذ حكم اإلعـــدام بجمشيد شارمهد عامًا) بعد أن أمضى سنوات في السجن 69( لتورطه املفترض في هجوم على مسجد في .2008 ) شـيـراز (جـنـوب) فـي نيسان (أبــريــل ووصــــف املـسـتـشـار أوالف شـولـتـس عملية اإلعــدام بأنها «فضيحة». واستُدعي القائم بـاألعـمـال اإليــرانــي فـي أملانيا فـي الساعات الـتـي أعـقـبـت هـــذا اإلعــــ ن. واتُــهــم املـعـارض اإليـــرانـــي الــــذي يـحـمـل الـجـنـسـيـة األملــانــيــة، بقيادة تحرك من الحركة امللكية، واعتقلته أثـنـاء مــروره 2020 السلطات اإليـرانـيـة عــام بدولة عربية. لندن: «الشرق األوسط» متظاهر في برلين يحمل صورة جمشيد شرمهد مع ابنته غزال (أ.ف.ب)
RkJQdWJsaXNoZXIy MjA1OTI0OQ==