لم تدم األنباء املتفائلة حول قرب التوصل إلى اتفاق لوقف إطالق النار في لبنان، واتفاق آخـــر لــوقــف إطــــ ق الــنــار فــي قــطــاع غــــزة، أكثر 3 ســـاعـــة، حــضــر خــ لــهــا إلــــى املـنـطـقـة 24 مـــن مـــســـؤولـــن كـــبـــار فـــي اإلدارة األمـــيـــركـــيـــة، هــم: كبير مستشاري الرئيس لشؤون لبنان آموس هوكستي، ومستشار الرئيس لشؤون الشرق األوســــــــط بــــريــــت مــــاكــــغــــورك (فــــــي إســــرائــــيــــل)، ورئــيــس املــخــابــرات املــركــزيــة ولـيـم بـيـرنـز (فـي مصر). وإذا برئيس الوزراء اإلسرائيلي بنيامي نتنياهو يسكب «املاء البارد» على املتحمسي لوقف إطالق النار، بقوله إن «الظروف الناشئة ال تكفي، وهـنـاك حاجة ملزيد مـن القتال حتى تستطيع إســرائــيــل أن تــفــرض شــروطــا أفضل لالتفاقات». شروط جديدة وقـــــد وضـــــع نــتــنــيــاهــو شــــروطــــا جـــديـــدة لــ تــفــاق مـــع لــبــنــان، وأبـــــدى إصــــــراره عــلــى أن يتضمن االتــفــاق بـنـدًا يحفظ إلسـرائـيـل حرية الـــعـــمـــلـــيـــات فــــي لـــبـــنـــان فــــي إطـــــــار أي تــســويــة إلنهاء الـحـرب. وقــال نتنياهو خـ ل لقائه مع هوكستي وماكغورك، حول املبادرة األميركية، إن «األمـــــر األســـاســـي لـيـس أوراق اتـــفـــاق كـهـذا ، وإنـمـا قـدرة 1556 و 1701 أو آخــر، وال األرقـــام وإصــــرار إسـرائـيـل على ضـمـان تنفيذ االتـفـاق وإحــــبــــاط أي تــهــديــد مـــن لــبــنــان عــلــى أمــنــهــا، وبشكل يعيد سكاننا إلى بيوتهم بأمان». وكان رئيس حكومة تصريف األعمال في لبنان نجيب ميقاتي، قد صرّح، األربعاء، بأنه يأمل في اإلعــ ن عن اتفاق لوقف إطـ ق النار مــع إســرائــيــل فــي غــضــون أيــــام بـعـد أن نشرت وسـائـل إعــ م إسرائيلية مـا قالت إنـه مسودة يوما بي 60 اتفاق تنص على هدنة أولية ملدة إسرائيل و«حزب الله» في لبنان. وجـــاء فــي الـوثـيـقـة الـتـي ذكـــرت الـتـقـاريـر أنــــهــــا مـــقـــتـــرح مــــســــرب كـــتـــبـــتـــه واشــــنــــطــــن، أن إســــرائــــيــــل ســتــســحــب قـــواتـــهـــا مــــن لـــبـــنـــان فـي 60 غـــضـــون األســـبـــوع األول مـــن هـــدنـــة مــدتــهــا يـومـا. وقـــال املـتـحـدث بـاسـم األمـــن الـقـومـي في البيت األبيض، شون سافيت، إن «هناك تقارير ومـسـودات كثيرة متداولة وال تعكس املرحلة الراهنة للمفاوضات». نوايا نتنياهو وتــــرافــــق هــــذا الــنــشــر مـــع تــســريــبــات من الـجـيـش اإلسـرائـيـلـي فــي تــل أبـيـب تشير إلـى أن هناك إجماعا يكاد يكون مطلقا في جهاز األمــــن اإلســرائــيــلــي عـلـى أن الــحــرب عـلـى غـزة ولـــبـــنـــان قـــد اســتــنــفــدت نــفــســهــا، وآن لــهــا أن تــتــوقــف بــاتــفــاق ســيــاســي يـــحـــوّل اإلنـــجـــازات العسكرية الكبيرة التي تحققت، وخصوصا تــصــفــيــة األمــــــن الــــعــــام لـــــ«حــــزب الــــلــــه» حـسـن نصر الـلـه، ورئـيـس املكتب السياسي لحركة «حـــمـــاس» يـحـيـى الـــســـنـــوار، وتـصـفـيـة معظم الـقـدرات العسكرية للتنظيمي، إلـى إنجازات سياسية واستراتيجية. وأكدت التسريبات أن الجيش وضع آليات جيدة لحماية أمن الدولة وسكانها يمكن تطعيمها باتفاقيات رسمية، وهذه هي مهمة القيادة السياسية. ولـــــكـــــن قـــــيـــــادة الــــجــــيــــش حـــــرصـــــت عــلــى اإلشــارة إلـى أن األضــواء يجب أن تسلط على نتنياهو «الذي يصعب معرفة نواياه». وقال ضابط فـي هيئة األركـــان العامة اإلسرائيلية لصحيفة «يــديــعــوت أحـــرونـــوت»: «نتنياهو ال يعطي إجابات، يسمع ويصمت، ويشعرك بــأنــه يــريــد فـقـط كـسـب الـــوقـــت، مـــع أن الـوقـت لـيـس فـــي صـالـحـنـا دائـــمـــا، وقـــد يــأخــذنــا إلـى حرب استنزاف ال يعرف آخرها». وأضــــــــاف: «نـــهـــايـــة الــــحــــرب عــلـــى لـبـنـان لـــن تــتــأثــر بـــاحـــتـــ ل قــــرى أخـــــرى فـــي جـنـوب لبنان، وأن مجرد وضع الهدف أمـام الجيش اإلسرائيلي بإبعاد قـوات (حـزب الله) وعودة ســـكـــان بـــلـــدات الـــشـــمـــال، ال يـعـنـي أن تنتهي الــحــرب بـنـيـران الـطـيـران واملـدفـعـيـة، وعمليّا ليس باالجتياح البري أيضا. لكن طاملا ال يتم الـتـوصـل إلـــى اتــفــاق دائــــم، سيضطر الجيش اإلسرائيلي إلى تعميق اإلنجازات العملياتية من أجل دفع (حزب الله) والحكومة اللبنانية ودول الـــوســـطـــاء، وبـيـنـهـا الـــواليـــات املـتـحـدة وروســـيـــا، إلـــى وضـــع إنـــهـــاء بـــشـــروط مريحة إلســرائــيــل. والـــهـــدف اآلن هــو تغيير الـوضـع االستراتيجي». تهديد الجيش وقـــــــال املـــحـــلـــل الـــعـــســـكـــري فــــي صـحـيـفـة «يديعوت أحــرونــوت»، يوسي يـهـوشـواع، إن قادة الجيش اإلسرائيلي يهددون بأنه «كلما ابــتــعــد االتـــفـــاق الــســيــاســي (بـــشـــروط مـريـحـة إلســـرائـــيـــل) سـنـضـطـر إلــــى تـعـمـيـق الـعـمـلـيـة الـعـسـكـريـة، ولــذلــك هــنــاك إمـكـانـيـة أن نتلقى تعليمات بمواصلة االجتياح بشكل أكبر من الخطة األصـلـيـة. وهـــذا إمــا اتـفـاق وإمـــا حرب اســتــنــزاف، وإذا وصـلـنـا إلـــى حـــرب اسـتـنـزاف فسنضطر إلى إنشاء حزام أمني يضمن عودة السكان إلى بيوتهم في شمال إسرائيل». وبحسب مصادر سياسية في تل أبيب، فـــإن هـوكـسـتـن أكـــد صـعـوبـة إيــجــاد مـسـؤول واحد في لبنان يوافق على اتفاق ينص على حق إسرائيل في مهاجمة لبنان بالطيران أو باالجتياح البري، لكن الرئيس األميركي جو بــايــدن يستطيع الـتـعـهـد بــدعــم إســرائــيــل في حــال خــرق االتــفــاق ومساندتها فـي مهاجمة مـــواقـــع لـبـنـانـيـة فـــي حـــال خـــرق االتـــفـــاق. ولـم يتضح جواب نتنياهو على ذلك بعدُ. هبوط التفاؤل فـــي هــــذه األثــــنــــاء، تــطــالــب إســـرائـــيـــل في املــــفــــاوضــــات مــــع لـــبـــنـــان بـــوســـاطـــة املـــبـــعـــوث األمـــيـــركـــي، بــــأن تـــكـــون لـلـجـيـش اإلســرائــيــلــي «حرية عمل» في لبنان، بزعم تطبيق اتفاق، إذا لـــم يـفـعـل ذلــــك الــجــيــش الـلـبـنـانـي وقــــوات «يـــونـــيـــفـــيـــل» بــأنــفــســهــم، وتـــوســـيـــع تـفـويـض «يونيفيل»، وأن يعمل الجيش اللبناني على تدمير البنية التحتية العسكرية التي أقامها «حــزب الله» في الجنوب، وإرغـــام قواته على االنسحاب إلى ما وراء نهر الليطاني. وشـــــرط آخــــر تــطــالــب بـــه إســـرائـــيـــل، هو أن تعمل بنفسها عـلـى مـنـع نـقـل أسـلـحـة من سـوريـا إلــى لبنان ومنع تسلح «حــزب الله». وأفـــــاد مــوقــع «وايـــنـــت» الــعــبــري اإللــكــتــرونــي، الـــخـــمـــيـــس، بــــــأن الــــتــــقــــديــــرات فـــــي الـــحـــكـــومـــة اإلسرائيلية هي أنه «سيكون من الصعب على لبنان أن تـوافـق على قسم مـن هــذه الـشـروط لـكـنـنـا مـــصـــرون عـلـيـهـا». ولـــذلـــك فـقـد هبطت روح الـتـفـاؤل باحتمال نـجـاح هوكستي في هذه الجولة. 3 حرب متعددة الخرائط NEWS هوكستين أكد صعوبة إيجاد مسؤول لبناني واحد يوافق على اتفاق ينص على حق إسرائيل في مهاجمة لبنان ASHARQ AL-AWSAT Issue 16775 - العدد Friday - 2024/11/1 اجلمعة فإن ما سيكون هو كيف نفرض األمن في الميدان» 1556 و 1701 قال: «مع كل االحترام لألرقام نتنياهو يسكب «ماء بارداً» على المتحمسين لوقف إطالق النار في لبنان وغزة رئيس الوزراء اإلسرائيلي بنيامين نتنياهو (رويترز) تل أبيب: نظير مجلي الحكومة اللبنانية تنتظر من هوكستين إبالغها بنتائج اتصاالته في تل أبيب ميقاتي: التصعيد اإلسرائيلي ال يبعث على التفاؤل بيروت: «الشرق األوسط» تنتظر الحكومة اللبنانية مـن املبعوث الـرئـاسـي األمـيـركـي، آمـــوس هوكستي، نتائج اتصاالته في تل أبيب، فيما رأى رئيس الحكومة نجيب ميقاتي «أن التصعيد اإلسرائيلي املستمر واملواقف والتهديدات اإلسرائيلية ال تبعث على التفاؤل، على األقل في الفترة القصيرة املقبلة». وأكد ميقاتي «أن التهديدات التي يطلقها العدو اإلسرائيلي ضد املدنيي اللبنانيي بإخالء مـدن بأكملها، والـنـزوح عن مناطقهم ومنازلهم، جريمة حـرب إضافية، تضاف إلى سلسلة الجرائم التي يرتكبها العدو اإلسرائيلي قتال وتدميرًا وتخريبا». وأشار في تصريح إلــى أنــه أبـلـغ هــذا املـوقـف إلــى الهيئات الدبلوماسية الـفـاعـلـة، طالبا «تكثيف الضغط على إسرائيل لوقف عدوانها، وهذا النهج املرفوض بكل املعايير الدولية واإلنسانية». وقال: «لقد تبلغنا من املوفد الرئاسي األميركي آموس هوكشتاين باألمس أنه سيسعى في إسرائيل للتوصل إلى حل يوقف إطالق النار تمهيدًا للبحث عن سبل التطبيق الكامل للقرار ، ونحن في انتظار أن نتبلغ منه نتائج اتصاالته، علما أن التصعيد اإلسرائيلي املستمر، 1701 واملواقف والتهديدات اإلسرائيلية ال تبعث على التفاؤل، على األقل في الفترة القصيرة املقبلة». وكـان رئيس الحكومة عقد سلسلة لقاءات دبلوماسية واجتماعات وزاريـة في السرايا الحكومي، حيث استقبل سفيرة الـواليـات املتحدة األميركية ليزا جونسون، وعــرض معها األوضاع واملستجدات الراهنة. كما استقبل سفير مصر لدى لبنان، عالء موسى، الذي سلّمه دعـــوة مـن الـرئـيـس املـصـري عبد الـفـتـاح السيسي لحضور «املـنـتـدى الـحـضـري الـعـاملـي» في القاهرة في الرابع من الشهر الحالي. اجتماعات وزارية كــمــا اجــتــمــع رئــيــس الــحــكــومـة مـــع وزيــــر الــخــارجــيــة واملــغــتــربــن، عــبــد الــلــه بـــو حـبـيـب، واستعرض معه «آخر االتصاالت الدبلوماسية لوقف العدوان اإلسرائيلي على لبنان». وقد طلب رئيس الحكومة من وزير الخارجية متابعة موضوع التحقيق في سقوط صاروخ على مقر الكتيبة النمساوية في «اليونيفيل». وأدان رئيس الحكومة االستهداف اإلسرائيلي لقوات «اليونيفيل»، مشيدًا بالدور الذي تقوم به هذه القوات في حفظ األمن واالستقرار في الجنوب. إقامة في العراء... وصعوبات حتى إيجاد البديل أحالم لمياء النازحة إلى كورنيش بيروت: مكان مسقوف قبل هطول األمطار بـمـقـعـديـن خـشـبـيـن، وبـضـعـة حبال رفيعة، تعلق ملياء فـرحـات خيمتها التي صنعتها من شراشف هشة، وتحاذيهما وســادتــان ومـفـرش للنوم، على كورنيش الرملة البيضا في العاصمة بيروت، حيث يوما. 20 تعيش منذ تـــقـــول فـــرحـــات لــــ«الـــشـــرق األوســــــط»: «أتـــيـــت إلــــى هــنــا مـــن الـــضـــاحـــيـــة، بــعــد أن اختبرت العيش في مراكز إيـواء مختلفة، وفـضـلـت الـعـيـش فـــي الــــعــــراء»؛ إذ تنقلت ملياء بي برج حمود والجبل قبل أن تلجأ إلى الكورنيش وتستقر هناك. وفرحات، واحدة من عشرات العائالت الـتـي لـجـأت إلــى الـواجـهـة البحرية ملدينة بـــيـــروت، هــربــا مـــن الــقــصــف اإلســرائــيــلــي. لـــم تــجــد بـــديـــ مــنــاســبــا، كــمــا كـثـيـريـن ال تسعفهم إمكاناتهم على استئجار منازل، وهي مشكلة عامة تحاول السلطات إيجاد حلول لها. ال مقومات حياة وملـــيـــاء ســـيـــدة خـمـسـيـنـيـة، مـــن بـلـدة مجدل سلم الجنوبيّة، نزحت من منزلها فـي حـــارة حـريـك فـي الضاحية الجنوبيّة لــــــبــــــيــــــروت، مــــنــــذ الــــــيــــــوم األول لـــلـــحـــرب اإلسرائيلية املوسعة على لبنان، لتعيش حياة تنعدم فيها أدنـى مقومات الحياة، فال سقف يأويها من شمس الصيف وبرد الـشـتـاء وعتمة الـلـيـل، وال طـعـام وشـــراب، وال مالبس نظيفة. تقول ملـيـاء: «أنـــام وأستيقظ هنا، لم أتـعــرض لـسـوء كـونـي أفـتــرش الكورنيش إلــــى جـــانـــب نـــازحـــن كـــثـــر، لـكـنـنـي أعــانــي كثيرًا، بات جسمي متسخا؛ إذ منذ أتيت إلى هنا لم أتمكن من االستحمام وتبديل مـــ بـــســـي، أنـــــزل إلــــى الـــحـــاكـــورة (بـجـانـب الــشــاطــئ) ألقـضـي حـاجـتـي. لــم يسبق أن عشنا هـكـذا حــيــاة، ولكنها فعليا ليست حياة». ثالثة أطفال وفـــــي الــخــيــمــة أيــــضــــا، يــعــيــش ثــ ثــة أعوام)، وسيلينا 9( أطفال مع ملياء، حسن أعوام)، 5( أعوام)، وشقيقتهما الصغرى 8( فـهـي تـعـتـنـي بـهـم مـنـذ تـركـتـهـم والـدتـهـم ألســـبـــاب خـــاصـــة، وبـــاتـــوا أطـفـالـهـا الـذيـن يرافقونها في رحلة النزوح والتشرد. وبعيني دامعتي، تخبر عما تعانيه مــــن ظــــــروف صــحــيــة ومــعــيــشــيــة صــعــبــة، تـــــقـــــول: «أنــــــــا مـــريـــضـــة ضـــغـــط وســــكــــري، أعـانـي أمــراضــا مـزمـنـة، وال أتــنــاول راهنا الـــغـــذاء املــطــلــوب، يــحــضــرون لـنـا وجـبـات الــطــعــام، لكنني ال أشــعــر بــالــجــوع، نريد العودة إلـى حياتنا الطبيعية ليس أكثر، حياتنا ما قبل الحرب. اليوم، قمت بكنس الكورنيش، على مقربة من الخيمة، كأنني أسـكـن مـنـزالً، خيمتي تـعـادل فـكـرة البيت راهــنــا، لكنني مـرعـوبـة مـن اقــتــراب موعد الشتاء». ألعاب أطفال ودمى مـــــــن يــــــدخــــــل الــــخــــيــــمــــة املــــتــــواضــــعــــة واملــنــظــمــة فـــي آن، يــلــمــح ألـــعـــاب األطـــفـــال والدمى: «تأتي إحدى الجمعيات إلى هنا، تحضر لألطفال الحلوى واملياه املعدنية وبعض املالبس والطعام ليس أكثر، لكن هذا ال يكفي، نريد سقفا يحتوينا معا؛ كي نحتضن بعضنا وننام. هم هدية الله لي ألتونس بهم في آخر أيام حياتي». ومنذ يومي، أُخبرت ملياء بأن عليها تـــرك الـكـورنـيـش وتــأمــن نقلها إلـــى مركز الكرنتينا تـقـول: «ال مشكلة لـدي إلـى أين ســيــتــم نــقــلــي راهــــنــــا، أود فــقــط أن أنـتـقـل إلـــى مـكـان مـسـقـوف قـبـل هـطـول األمــطــار، الكرنتينا أو أي مكان آخر، لكنني حتما لن أقبل بإزالة الخيمة ألجل مظهر الكورنيش ليس أكثر». وعــن الـخـيـارات املـتـاحـة، تتحدث عن مــراكــز سمعت عنها فــي منطقة الـجـنـاح، وقـــد تلجأ إلـيـهـا، ولكنها ربـمـا لــن تكون آمـــنـــة، حـسـبـمـا تـــقـــول، فــرغــم كـــل الــظــروف الـصـعـبـة والــبــشــعــة الـــتـــي تـعـيـشـهـا، تــرى أن الـبـحـر والــكــورنــيــش يَــقِــيـانـهـا مخاطر التعرض للقصف والعدوان اإلسرائيلي. أصعب الحروب في ساعات الصباح األولــى، ارتفعت أمــواج البحر، فسقط على ملياء وأطفالها الـــثـــ ثـــة، رزاز املــــيــــاه: «شـــعـــرت بــاقــتــراب هطول األمطار، لكن الله لطيف بنا، نحن عباده، الذين ال حول لنا وال قوة، لم يرسل الـشـتـاء بـعـد؛ ألنـنـا ال نـــزال فــي الـــشـــوارع. لم أصــادف أن عشت ظروفا مماثلة طوال حــــيــــاتــــي، رغــــــم الـــــحـــــروب الـــكـــثـــيـــرة الـــتـــي عايشتها، لكن هذه الحرب هي األصعب». رغــــم مـــا تـعـيـشـه راهـــنـــا، تــــروي كيف بـات الحي الــذي تسكنه، وكـذلـك الـشـوارع املحيطة، من األمام والخلف، «كلها تبدلت مــعــاملــهــا، لــكــن الــحــمــد لــلــه مـــا زال مـنـزلـي بـخـيـر، ال ريـــب فــي كـونـه مـتـصـدعـا، ولكن أتمنى أال يتم تدميره بالكامل كما باقي مــنــازل الــجــيــران هــنــاك، كــي أتـمـكـن مــن أن أعود إليه بعد انتهاء الحرب، فآوي إليه، وأعيش فيه؛ كي ال يبقى حالي على ما هو عليه اليوم، نازحة في الشارع». وكــــــــان الــــنــــائــــب مـــلـــحـــم خــــلــــف، قـــــال، األربــــــعــــــاء، بـــعـــد لـــقـــائـــه رئـــيـــس الــحــكــومــة نـــجـــيـــب مــــيــــقــــاتــــي: «تـــــتـــــم مـــتـــابـــعـــة مــلــف النازحي على الكورنيش والرملة بشكل حثيث»، وأضاف: «خالل الساعات املقبلة، سيتم تخصيص مبنى ثـان يتسع لنحو أربعمائة شخص، ويمكن استقبالهم بدءًا مـن الـغـد، وبالتالي يمكننا أن نـؤمّــن لكل األشـــخـــاص الـلـبـنـانـيـن الـــذيـــن ال يــزالــون على الطرق، من ساحة الشهداء إلى الرملة البيضاء، أماكن إيواء». تلوذ بالكورنيش البحري هربا من القصف اإلسرائيلي في الضاحية الجنوبية (الشرق األوسط) بيروت: حنان حمدان
RkJQdWJsaXNoZXIy MjA1OTI0OQ==