Issue 16775 - العدد Friday - 2024/11/1 اجلمعة سينما 21 CINEMA محمد رُضا المشهـــد ★★★ جيد ★★ وسط ★ ضعيف ★★★★★ ممتاز ★★★★ جيد جدا شاشة الناقد الممتنعون نـشـر الناقد 1952 فــي عـــام > البريطاني الـراحـل روجــر مانڤيل مـــقـــاال فـــي الــكــتــاب الــســنــوي الـــذي كــان يـــرأس تـحـريـره، بـعـنـوان «ثق بناقدك أصاب أو أخطأ». لم يكن القصد، كما يرد في > النص، أن تقبل بخطأ ناقد (فهذا قـــد يــحــدث ألي مــنـــا)، بـــل أن تقبل بـه مـرشـدًا ووسـيـطـا ومـصـدر علم ومعلومات. هذا إذا لم يكن السائد فــــي كـــتـــابـــاتـــه هــــو الـــخـــطـــأ ولــيــس الصواب. فـــي الـــزمـــن الـــحـــالـــي، حيث > تُــتــيــح املــــواقــــع ديــمــقــراطــيــة الــــرأي تحت راية النقد، لم يعد من املمكن استكشاف الـنـاقـد الـــذي يستطيع القارئ االلـتـزام به ومتابعته أكثر من سواه، أو دون سواه. لـــكـــن كـــمـــا ذكــــــــرت ســـابـــقـــا، > النقد ليس وجهة نظر وليس رأيا بـل علم وبصيرة وحـكـم مُستنتج من آالف األفالم املشاهدة. لألسف. احـــتـــراف دائــــم واهــتــمــام كـلـي بكل شيء سينما. فــي مـقـالـتـه، يــذكــر مانڤيل > أن الناقد بما أنه منفصل عن فعل الصنعة الفيلمية مـبـاشـرة، عليه أن يـــكـــون قــــــادرًا عــلــى تــقــديــم نفع لــصــانــعــي الــســيــنــمــا ولــلــجــمــهــور. وحتى يكون نافعا عليه أن يكون مُــــلــــمّــــا عـــلـــى نـــحـــو كــــامــــل بـــكـــل مـا لــــه عـــ قـــة بــالــفــيــلــم كــفــعــل مـنـفـرد وبالسينما ككل. هــــنــــاك حـــفـــنـــة مـــــن الـــنـــقـــاد > الــــعــــرب الــــذيــــن نـسـتـطـيـع أن نـجـد هــذا اإلملـــام الـتـام بينهم. اآلخـــرون مــمــتــنــعــون عـــن تـفـعـيـل وتــوظــيــف النقد كما يجب أن يكون. واألكثر إيـــذاء ربـمـا انـتـشـار الــنــدوات التي تــــتــــحــــدّث عـــــن كـــــل شــــــيء يــــــرد فـي السينما ما عدا السينما نفسها. هــــذا ألن نــقــد األفــــــ م فعل > ســهــل، لــيــس كـنـقـد الــكــتــب أو نقد املـوسـيـقـى أو نـقـد الــلــوحــة. كــل ما يــحــتــاج إلـــيـــه املـتـطـفـل أن يُــشـاهـد فـــيـــلـــمـــا (أو مــــــا تــــيــــســــر لــــــه مـــنـــه) وقــراءة نص أجنبي ثم االستلهام والكتابة. أن يلتزم القارئ بناقد جيد > أو اثـنــن يـــــدرك قـيـمـتـهـمـا، أفـضـل مــــن مـــتـــابـــعـــة عــــديــــديــــن كــــل مـنـهـم يدلو بدلو مختلف، بحيث يخرج القارئ بال قرار أو يخرج تماما من فعل قراءة أي نقد. THE GIRL WITH THE ★★★ NEEDLE, أزمات ال تنتهي المرأة في قاع الحياة اهـــتـــمـــامـــات املـــخـــرج مـــانـــغـــوس ڤــون هـــورن بالقضايا االجتماعية قـادتـه إلى كتابة هــذا السيناريو املُــعـتـم عـن حـاالت يائسة تـمـر بها بطلة الفيلم تباعا منذ بـــدايـــة الـفـيـلـم وحـــتـــى دقـــائـــق قـلـيـلـة قبل نهايته. سابقا ما اهتم بمسائل مجتمعية )، و«عَــــــــرق» Here After( » فــــي «أبـــــديـــــة Without( » )، و«مــــــن دون ثـــلـــج Sweat( )، لكنه لم يسبق ألي من أفالمه أن Snow تـمـيّــزت بـهـذا الــقــدر مــن الــســوداويــة التي يأتي بها في فيلمه الجديد. كــــارولــــن (ڤِـــــك كـــارمـــن ســـــون) امــــرأة فقيرة تعمل في مصنع نسيج تعيش في شـقـة وزوجــهــا غـائـب وال خـبـر عـنـه. تقع األحــــــداث مــبــاشــرة بــعــد الـــحـــرب الـعـاملـيـة األولـــــى. هــي ال تــعــرف أن زوجــهــا مــا زال فــعــ عـلـى قـيـد الــحــيــاة وتــرتــبــط بعالقة مــع ثـــري يملك مصنعا واآلن هــي حامل مــــنــــه. فــــجــــأة يـــظـــهـــر زوجــــهــــا بـــقـــنـــاع مـن الـجـلـد يغطي وجـهـه املـــشـــوّه. تــطــرده من البيت وتخفي عن عشيقها عودة زوجها وتطلب منه الزواج بها. يوافق لكن والدته تــطــردهــا. هـــذا الـنـصـف األول مـن الفيلم بالغ القتامة لكن النصف الثاني أكثر منه بؤسا. بعد مشّقات عـدّة تضع طفلها ثم تمنحه المرأة تُتاجر باألطفال. هذه تضم إليها أطفاال ال تود األمهات االحتفاظ بهم وتقتلهم الحقا. بينهم طفل كارولي من حيث ال تعلم في بداية األمر. تُـــتـــابـــع املــــآســــي واألزمـــــــــــات، مـــاديـــة وعاطفية وجسدية، ال يحوّل الفيلم إلى واحد من تلك امليلودراميات ولو أنه، في أحـــيـــان، يـصـبـح أصــعــب مـــن أن يتحمّله املــشــاهــد لـكـثـرة فــواجــعــه. مــا يمنعه من السقوط أداء املمثلة كارمن سـون الجيد وحقيقة أن املخرج يربط حكايتها بإطار وثيق مع املجتمع الذي تقع األحداث فيه. يوفر نظرة قاسية على كيف كان الوضع في كوبنهاغن وكيف كانت حياة فقرائها ولو أنه يختصّ، تبعا ملوضوعه، باملرأة في هذا اإلطار. الــصــورة الـتـي يرسمها لـلـشـوارع واملــــنــــازل واألزقـــــــة، وتـــلـــك الـــتـــي تُــوصــم الــشــخــصــيــات املــحــيــطــة بـبـطـلـتـه تـزيـد من قسوة الوضع املـاثـل. إلـى ذلـك، هذا فيلم باألبيض واألســود عمدًا وقصدًا، مــمــا يــجــعــل الــفــيــلــم مـنـفـيـا مـــن دالالت يمكن للفيلم امللوّن اإليحاء بها. أبيض أســـــود (واألســـــــود هــنــا أكـــثـــر بـــــروزًا في الــتــصــويــر) يـــ ئـــم ســــوداويــــة الـحـكـايـة وحياة بطلتها. هـنـاك إصـــرار مـن قِــبـل املـخـرج على سرد حكاية ال أمل فيها (إال في الدقائق األخــــيــــرة) فـــي فـــتـــرة لـــم يــكــن لـــلـــمـــرأة أي حقوق. لكن الجيد أيضا هنا أن املخرج ال يـقـصـد تـقـديـم مــقــارنــات أو االحـتـفـاء بقضية نسوية. يكفي الفيلم ما يسرده بعيدًا عـن الـسـيـاسـات الــدارجــة ليوصل رسالة تدمغ الحياة في تلك الفترة ضمن البيئة املجتمعية التي يتناولها. • عروض مسابقة النقاد العرب لألفالم األوروبية THELMA ★★ ملحمة تاريخية بأسلوب ساخر The Harder« في فيلمه الثاني، من بعد »، قــبــل ثــــ ث ســــنــــوات. يــواصــل They Fall املخرج جيمس صموئيل طريقته في اختيار ) لتقديم مـضـمـون جـديـد فيه. Genre( نـــوع اسـتـخـدم فـي الفيلم الـسـابـق نــوع الوسترن لــتــقــديــم حــكــايــة تــؤمــهــا شــخــصــيــات أفــــروأميركية وخلفية مـن البيض األشــــرار. كان فيلم وسترن سباغتّي الفتا ينتمي إلى أفالم الـغـرب األمـيـركـي الـتـي تخلو مـن الــواقــع في أي معيار أو اتجاه. الفيلم الجديد هو فيلم ديـنـي حـــول الـفـتـرة الـتـي عـــاش فيها السيد املسيح في القدس (ولـو أن التصوير تم في بــلــدة إيــطــالــيــة تُـــشـــرف عــلــى جــبــال ووديــــان خـضـراء ال مثيل لها فـي فلسطي). فـي كال الفيلمي يُــزيــن املــخــرج الـحـكـايـة املـعـروضـة . بموسيقى راب وهيب هوب وبعض السول كـــ رنـــس (الكـــيـــث سـتـانـفـيـلـد) يـخـسـر، فـي مطلع الفيلم، سـبـاق عـربـات أمـــام مـاري املــجــدلــيــة (تــيــانــا تـــايـــلـــور). كــــان يـــأمـــل ربــح السباق لكي يـدفـع دَيـنـه ملـرابـي الـــذي منحه يـومـا للدفع. ينطلق، مـع صديقه إليجا 29 (آر جـــي ســـايـــلـــر)، بــحــثــا عـــن حـــل يـــحـــد من اعتناق املسيحية واالنضمام إلى الحواريي ) هو الحل، 13 (على أسـاس أن يكون الـــ 12 الـــ لــكــن هـــــؤالء يــشــكّــكــون فـــي إيــمــانــه فينطلق السـتـخـدام حيلة عـلـى أســـاس أنـــه يستطيع إنــجــاز األعــجــوبــات كـمـا املـسـيـح نـفـسـه، وال بأس إذا ما أنجز بعض الربح خالل ذلك. الفيلم يحوي كثيرًا من اإلشــارات التي تستخدم الـتـاريـخ ووالدة املسيحية كطرح أسئلة وتـسـاؤالت حـول املسلّمات مـن خالل حـــكـــايـــة بـــديـــلـــة ملــــا تـــوارثـــتـــه املــســيــحــيــة مـن قناعات وفـي أسلوب ساخر. يذهب املخرج بحكايته في اتجاهات عـدّة ليس من بينها ما يرتفع مستواه عن اتجاه آخر. هذه وحدة عمل بال ريـب لكنها تخفي رغبة في توفير «خلطة فوزية» إليصال الرسالة البديلة التي في فحوى الفيلم. أبطال هذا الفيلم، وباقي الشخصيات املـــســـانـــدة وكــمــا فـــي الـفـيـلـم الــســابــق أيــضــا، مــــن الــــســــود (بـــاســـتـــثـــنـــاء الـــــقـــــادة والـــحـــرس الـــــرومـــــانـــــيـــــن). الفـــــــت أن بـــعـــضـــهـــم يُــــدمــــن استخدام الحشيش واألفيون في ذلك الحي ولــــو أن هــــذا يـــأتـــي فـــي عـــــداد الــســخــريــة من التاريخ. • عروض مهرجان صندانس جون سكويب وريتشارد راوندتري في «ثلما» (باندواغون) ً«الفتاة ذات اإلبرة» (نوردسك فيلم برودكشنز) فيلمه المقبل يطرح سؤاال صعبا روبن أوستلند يسخر من ركاب طائرة بال ترفيه يــــــعــــــود املـــــــخـــــــرج الــــــســــــويــــــدي روبـــــــن أوسـتـلـنـد إلـــى الـشـاشـات فــي الــعــام املقبل بفيلم جديد عـن الـتـرفـيـه... أو - باألحرى - عن عدمه. الـــفـــيـــلـــم يــحــمــل عـــنـــوانـــا داال «نـــظـــام The Entertainment( » الـــتـــرفـــيـــه مـــعـــطـــل )، وهــــــو مـــــن بــطــولــة System is Down مجموعة كبيرة من نجوم أميركا وأوروبا من بينهم وودي هارلسون وكيانو ريڤز وكــريــســتــن دانـــســـت وســامــنــتــا مـــورتـــون ودانيال برول وجول إدجرتن. بوصلة الفعل الـعـنـوان هـو إشـــارة لعبارة مطبوعة تـظـهـر عــلــى شـــاشـــات الـــطـــائـــرات املـتـلـفـزة خـــ ل الــرحــ ت إذا مــا أصـــاب عـطـل تقني البث في كل أقسام الطائرة. الـــرحـــلـــة طـــويـــلـــة مــــن غـــــرب الــــواليــــات املـــتـــحـــدة إلـــــى أوروبـــــــــا، والـــــركـــــاب جـمـيـعـا تعوّدوا على مشاهدة ما تعرضه محطات الـــطـــائـــرة مـــن أفـــــ م وبــــرامــــج تـرفـيـهـيـة أو ريــاضــيــة أو أخـــبـــار أو أغـــــان ومـوسـيـقـى. هكذا اعتادوا وهكذا يتأمّلون في زمن قل فيه عدد من يعمد على الكتب ليقرأها. إنه الزمن نفسه الذي لم يعد باإلمكان مطالعة الصحف واملجالت فيه، ألنها محدودة أو ممنوعة في الرحالت الجويّة. الـسـؤال الظاهر الـــذي يطرحه الفيلم الــجــديــد: مــــاذا سـيـفـعـل الـــركّـــاب فــي رحـلـة ســـاعـــات أو أكـــثـــر مـــا بي 10 سـتـسـتـغـرق عاصمتي متباعدتي. الــســؤال الضمني هــو مـــاذا فـعـل حب الـتـرفـيـه بـنـا بـحـيـث لــم نـعـد قـــادريـــن على الحياة من دونه؟ هـذا الـسـؤال من مخرج تخصّص في األسئلة الصعبة، كما حاله في «املـيـدان» . و«مثلّث الحزن» 2017 ) سنة The Square( . كالهما 2022 ) في Triangle of Sadness( نــال السّعفة الذهبية مـن مهرجان «كــان» العريق. كل منهما ألقى نظرة ساخرة على أنماط الحياة التي نعيشها اليوم. فـــــي «املـــــــيـــــــدان» شــــاهــــدنــــا أوســـتـــلـــنـــد ينبري فـي معالجة غير متوقعة لتقديم حكاية مشرف على متحف في ستوكهولم يتعرّض لسرقة محفظته وهاتفه املحمول وهــــو فـــي طــريــقــه لـعـمـلـه. فــهــو فـــي سبيل حـــضـــور احـــتـــفـــاء فــنــي يـــدعـــو فــيــه الــنــاس لتحمّل مسؤولياتهم حيال الفن واملجتمع. الفيلم، في جزء منه، يدور حول كيف أننا قـــد نــفــقــد بــوصــلــة الــفــعــل الــصــحــيــح حــال وقـــوع حـــادث مـفـاجـئ. بـطـل الفيلم (كليز بانغ) يتصرّف من دون وعي ويجد نفسه سريعا مـع مـديـري املتحف الـذيـن صرفوا ميزانية كبيرة على هذا املشروع. لـــم يـــســـرد الـفـيـلـم حـكـايـتـه بتسلسل مـــتـــواصـــل أو بــمــشــاهــد هــــي بـــالـــضـــرورة متتالية على منهج منظّم، بذلك هـو، في غالبيّته، عبارة عن مشاهد غير مترابطة تــشــبــه فــــن الـنـقــش أو مـثــل مــــرايــــا تـحـيـط باملكان الواحد ومن فيه، بحيث تعكس ما ترويه من زوايا متعددة وليس على نحو متتابع بخط جلي واحد. طرفا نزاع لفيلمه التالي، «مثلث الحزن» انتقل إلى سؤال آخر يوجهه إلى مشاهديه. يــــــدور الــفــيــلــم أســــاســــا حـــــول الـــشـــاب كـــــارل الـــــذي جــــرى قــبــولــه لـلـعـمـل عـــارض أزيـــاء (هـاريـس ديكنسن) وصديقته يايا (شـــاريـــبـــي ديــــــن). يـــبـــدأ الــفــيــلــم بـمـشـاهـد سـاخــرة لعملية انـتـقـاء املـرشّــحـن للعمل عـــارض أزيـــاء ثـم ينتقل بـكـارل وصديقته إلـــــى عـــشـــاء فــــي مـــطـــعـــم. الــــطــــاولــــة لـيـسـت الـوحـيـدة الـتـي تفصل بينهما، بــل أيضا منهج تفكير يرمي لطرح موضوع التوازن الذي يبدو مفتعال في عالقات اليوم. فهو يصر على أن تدفع هي ثمن العشاء. عندما توافق بعد تــردّد يصر على أن يدفع. بي املوقفي وتبعاتهما هناك مـا يبدو نزعة غير ناضجة لتأكيد الـــذات الـذكـوريـة أو، بـنـظـرة أكــثــر شـــمـــوالً، نــزعــة صـــوب فـرض مـعـامـلـة بـاملـثـل يـلـجـأ إلـيـهـا الــطــرفــان في عالم اليوم. بــعــد ذلــــك هــمــا عــلــى ظــهــر يــخــت في عـــرض الـبـحـر حـيـث سيستعرض املـخـرج شخصيات متعددة من ذوي الثراء. كارل ويايا ال ينتميان إلى تلك الزمرة، لكنهما ال يمانعان ممارسة حلم التقرّب والتماثل بـمـا إنـهـمـا مـــدعـــوان (مـــجّـــانـــا) لـــذلـــك. عبر هذا كله يرسم الفيلم صـورة عن الطبقات وســـــوء الـــتـــصـــرّفـــات حـــن األزمــــــات وكـيـف يعيش البعض منا في أوهام ترضيه. الملل... الملل الفيلم الجديد سيُعالج مسألة امللل إذا ما وقع ما هو غير متوقع في حياتنا الـــيـــومـــيـــة. فــــي فـيـلـمـه األســــبــــق، يــتــعــرّض بطل الفيلم للسرقة فتنقلب حياته رأسـا عـلـى عــقــب. فــي الـثـانـي يـجـد بـطـ الفيلم نفسيهما مثل حمامتي وســط الصقور. هنا الـسـؤال حـول كيف سنتصرّف إذا ما وجــدنــا أنـفـسـنـا بــ قــــدرة عـلـى مـــلء فــراغ حياتنا بالترفيه. بعض ركّـــاب تلك الـطـائـرة معرّضون لـــحـــالـــة إفــــشــــاء األســــــــرار عـــلـــى الـــعـــلـــن. مـن بينهم الزوجان كريستي دَانست ودانيال بــرول الـلـذان كانا يعيشان في شرنقة من الـخـداع العاطفي، فكل منهما خـان اآلخـر في عالقات عاطفية جانبية. مــــــن دون أن يــــكــــشــــف املــــــخــــــرج عــن تفاصيل الحكاية ودور باقي الشخصيات فيها، فـإن الفيلم (الـــذي يُــصـوّر حاليا في طــائــرة فعلية مــن دون مـشـاهـد خـارجـيـة) هو عن عاصفة أخرى تضرب الطائرة ومن فيها. على أن ســرد الحكاية وحـدهـا ليس مــــن عــــــادة املــــخــــرج أوســـتـــلـــنـــد كـــمـــا بــرهــن سابقا. مــوضــوع الـتـرفـيـه (ذ إنترتاينمنت) بوصفه وسيطا بـن اإلنــســان وعـالـم آخر يــجــذبــه وال يـسـتـطـيـع دخـــولـــه فـعـلـيـا هو أكثر مـن رمــز قائم لحالة أي منا قـد يجد نفسه محروما، لسبب أو أكثر، من متابعة الـتـرفـيـه لـيـكـون خـطـا يـسـيـر مــتــوازيــا مع حـيـاتـه الـواقـعـيـة. بـالـتـالـي، قــد نـتـعـرّض، حي مشاهدة الفيلم، إلى السؤال األصعب: مــاذا لـو أن السينما وأفالمها اختفت من الـــظـــهـــور؟ مــــــاذا لــــو أدّى الـــتـــقـــدّم الـتـقـنـي لتعطيل اإلنترنت الذي بتنا نصرف عليه سـاعـات حياتنا الثمينة؟ إنهما ســؤاالن جــديــران بـالـطـرح، وأوستلند يـتـولّــى ذلك في «نظام الترفيه معطّل». «الميدان» (بالتفورم برودكشن) روبن أوستلند خالل التصوير (إمبرتڤ إنترتاينمنت) هاريس ديكنسن في «مثلث الحزن» (إمبرتڤ إنترتاينمنت) لندن: محمد رُضا ماذا سيفعل الركّاب فيرحلة ستستغرق ساعات ما بين 10 عاصمتين متباعدتين؟
RkJQdWJsaXNoZXIy MjA1OTI0OQ==