issue16773

8 أخبار NEWS Issue 16773 - العدد Wednesday - 2024/10/30 الأربعاء رئيسالبعثة عبّر عن ذُهوله مما سمّاه «النطاق المهول للعنف الجنسي الذي تم توثيقه في السودان» ASHARQ AL-AWSAT وزير الري يناقش مع سفيرة الإمارات تنمية الاستثمارات وتبادل الخبرات مصر تطالب بتكاتف الجهود العربية لمواجهة «الشح المائي» طــــالــــبــــت مــــصــــر بــــتــــكــــاتــــف الـــجـــهـــود الــعــربــيــة لمـــواجـــهـــة «الـــشـــح المــــائــــي» الـــذي تــعــانــي مــنــه المــنــطــقــة عـــبـــر إيــــجــــاد حـلــول مبتكرة للتعامل مع تحديات المياه، الأمر الـذي عـدّه خبراء «ضــرورة ملحة»، يمكنه أن يؤدي إلى نتائج إيجابية. واستقبل وزيــر المـــوارد المائية والـري المــصــري هـانـي سـويـلـم، الــثــاثــاء، سفيرة الإمارات في القاهرة مريم خليفة الكعبي، حـيـث أبـــدى اســتــعــداد مـصـر لـلـتـعـاون مع الإمـــــارات فــي مـجـال المــــوارد المـائـيـة، ونقل الــــخــــبــــرات المـــصـــريـــة المـــتـــمـــيـــزة فــــي مــجــال معالجة وإعادة استخدام المياه. وأشــــار سـويـلـم، وفـــق بــيـان لـــلـــوزارة، إلــــى أهــمــيــة تــكــاتــف الــجــهــود فـــي المنطقة الـــعـــربـــيـــة الــــتــــي تُــــعــــد مـــــن أكــــثــــر المـــنـــاطـــق معاناة مـن الشح المـائـي فـي العالم، وذلـك للعمل على إيجاد حلول مبتكرة لمواجهة تحديات المياه، مثل التوسع في استخدام المياه غير التقليدية. ومـــــن المــــقــــرر أن يـــقـــوم وفـــــد إمــــاراتــــي بــزيــارة محطات الـدلـتـا الـجـديـدة لمعالجة مياه الصرف الزراعي خلل الأيـام القليلة المقبلة، كما أشار البيان. وتـــعـــانـــي مـــصـــر مــــن «عـــجـــز مـــائـــي»، مليار متر مكعب سنوياً، حيث 30 بنحو 55.5 «تبلغ حصتها مـن مـيـاه نهر النيل مليار متر مكعب سنوياً، في حين يتجاوز مليار متر مكعب، 85 استهلكها الحالي يتم تعويض الــفــارق مـن المـيـاه الجوفية، ومـشـروعـات تحلية مـيـاه الـبـحـر، وإعـــادة تدوير مياه الصرف الزراعي»، وفق وزارة الموارد المائية. وخــال الـلـقـاء، بحث الـوزيـر المصري مع سفيرة الإمـــارات «فــرص الاستثمارات الإماراتية في مصر، وتبادل الخبرات في مجالات إدارة المياه، وطرق الري الحديثة، والتحلية للإنتاج الكثيف للغذاء، اعتماداً عـــلـــى الـــطـــاقـــة الــشــمــســيــة، بــوصــفــهــا أحـــد الــحــلــول لمــواجــهــة الــعــجــز المـــائـــي، خـاصـة في ظل تشابه تحديات الشح المائي التي يواجهها البلدان». وأكــد سويلم «أهمية تطبيق مفهوم الــــتــــرابــــط بــــ المــــيــــاه والـــــغـــــذاء والـــطـــاقـــة، خـــاصـــة أن قـــطـــاع الــــزراعــــة هـــو المـسـتـهـلـك الأكبر للمياه، مع الاستفادة من التجارب الناجحة للدول الأخرى في مجال التحلية لـــ نـــتـــاج الـــكـــثـــيـــف لــــلــــغــــذاء، مـــثـــل المـــغـــرب وإسبانيا وأستراليا، ومواصلة الدراسات والــبــحــوث المـعـنـيـة بتقليل تكلفة الـطـاقـة لتقليل تكلفة التحلية». ويرى خبراء، أن التعاون العربي في مجال المـيـاه يمكنه أن يسهم بشكل كبير فــــي مـــواجـــهـــة تـــحـــديـــات «الــــشــــح المــــائــــي». ويــــقــــول المـــســـتـــشـــار الأســــبــــق لــــوزيــــر الــــري المـــصـــري خــبــيــر المـــــــوارد المـــائـــيـــة الــدكــتــور ضياء الدين القوصي لـ«الشرق الأوسط»، إن «تـــكـــامـــل الـــجـــهـــود الــعــربــيــة أمــــر مـهـم، ويـــمـــكـــن أن يـــحـــقـــق نـــتـــائـــج كـــبـــيـــرة عـبـر الـتـعـاون فـي إنـشـاء محطات تحلية مياه البحر والمـيـاه الجوفية، ومحطات إعــادة تدوير مياه الصرف الزراعي». ووفــــق الــقــوصــي، فـــإن «مــصــر تمتلك خــــبــــرات عــلــمــيــة وتـــكـــنـــولـــوجـــيـــة وتــقــنــيــة كــبــيــرة فـــي مــجــال مـعـالـجـة المـــيـــاه، لكنها تعاني من نقص التمويل والمـوارد المالية، لــذا يمكن أن يسهم الـتـعـاون مـع الإمـــارات ودول عـربـيـة أخـــرى فــي تحقيق التكامل عــبــر تـــبـــادل المـــنـــافـــع والــــخــــبــــرات، وأيــضــ عـــبـــر إنـــــشـــــاء مـــصـــانـــع تــكــمــيــلــيــة تـتـعـلـق بإنتاج تكنولوجيا تحلية المياه والطاقة الشمسية». وتــأتــي الــدعــوة المـصـريـة إلـــى تكاتف الـجـهـود العربية لمـواجـهـة «الـشـح المـائـي» فــــي وقــــــت تـــتـــصـــاعـــد فـــيـــه الــــتــــوتــــرات بـ القاهرة وأديس أبابا بشأن «سد النهضة» الـذي تبنيه إثيوبيا على الرافد الرئيسي ، بـداعـي توليد 2011 لنهر النيل منذ عـام الــــكــــهــــربــــاء، لــــكــــنّ دولــــتــــي المــــصــــب، مـصـر والـــســـودان، تـخـشـيـان مــن تـأثـر حـصـة كل واحدة منهما من مياه نهر النيل. وعـــــــدّ وزيـــــــر المـــــــــوارد المـــائـــيـــة والــــــري المـــصـــري الأســـبـــق الـــدكـــتـــور مــحــمــد نصر الـــديـــن عــــام، الــتــعــاون الــعــربــي فـــي مـجـال المـــــيـــــاه بـــــ«الــــحــــتــــمــــي»، وقــــــــال لـــــ«الــــشــــرق الأوســــــط» إن «المــنــطــقــة الــعــربــيــة مـــن أفـقـر دول الــعــالــم فـــي نـصـيـب الـــفـــرد مـــن المــيــاه، ويمكن للتعاون أن يحقق تـكـامـاً عربياً لمــواجــهــة مـشـكـلـة المـــيـــاه، خــاصــة أن مصر تمتلك خبرات كبيرة في هـذا المـجـال، كما توجد فـي مصر فـرص استثمارية كبيرة في قطاعات محطات التحلية أو الزراعة، ويــمــكــن نــقــل الـــخـــبـــرات المـــصـــريـــة فـــي هــذا المجال إلى الدول العربية». القاهرة: عصام فضل مباحثات مصرية - إماراتية موسعة في القاهرة حول قضية المياه (وزارة الموارد المائية) حمّل «الدعم السريع» المسؤولية... وأرجأ انتهاكات الجيش لمزيد من التحقيق تقرير أممي يلمح إلىجرائم حرب في السودان حـــمّـــلـــت بـــعـــثـــة الأمـــــــم المـــتـــحـــدة الـــدولـــيـــة المـسـتـقـلـة لـتـقـصـي الـحـقـائـق بــشــأن الـــســـودان «قوات الدعم السريع» في السودان، المسؤولية عــن ارتـــكـــاب عـنـف جـنـسـي عـلـى نــطــاق واســع و«بـــــدرجـــــة مـــهـــولـــة»، فــــي أثــــنــــاء تــقــدمــهــا فـي مـنـاطـق سـيـطـرتـهـا، بـمـا فــي ذلـــك الاغـتـصـاب الجماعي والخطف والاحتجاز ضمن ظروف تـــرقـــى لــــ«الاســـتـــعـــبـــاد الـــجـــنـــســـي». وقـــالـــت إن «الــــــحــــــالات» المـــنـــســـوبـــة لــلــجــيــش الـــســـودانـــي وحلفائه، محدودة ولا تزال بحاجة لمزيد من التحقيقات. وقالت البعثة، في تقرير صادر الثلثاء، إنــهــا خـلـصـت إلـــى وجــــود «أســـبـــاب مـعـقـولـة» تـشـيـر إلــــى أن هــــذه الأفـــعـــال تـــرقـــى لـــ«جــرائــم حــــرب وجــــرائــــم ضـــد الإنـــســـانـــيـــة»، وتـتـضـمّـن التعذيب والاغتصاب والاستعباد الجنسي، والاضطهاد على أسس إثنية وجنسانية. ونـــســـبـــت الـــبـــعـــثـــة «حـــــــــالات» لـــــ«الــــقــــوات المسلحة الـسـودانـيـة» والـجـمـاعـات المتحالفة مـــعـــهـــا، بـــيـــد أنـــهـــا قـــالـــت إنـــهـــا تـــحـــتـــاج لمــزيــد مـــن الـتـحـقـيـق لــتــحــديــد نــطــاقــهــا وأنــمــاطــهــا. وأوضـــــحـــــت أن غـــالـــبـــيـــة حـــــــالات الاغـــتـــصـــاب والـــعـــنـــف الــجــنــســي والـــجـــنـــســـانـــي ارتـكـبـتـهـا «قـــوات الـدعـم الـسـريـع» فـي ولايـــات الخرطوم ودارفـــــور والــجــزيــرة، إرهـــابـــ وعـقـابـ لمدنيين متهمين بصلتهم بالطرف الآخر. قلقعلى المدنيين وقـــــــال رئــــيــــس الـــبـــعـــثـــة مـــحـــمـــد شـــانـــدي عـــثـــمـــان بــحــســب الـــتـــقـــريـــر، إن بــعــثــتــه ذُهـــلـــت مما سـمّـاه «الـنـطـاق المـهـول للعنف الجنسي الــــذي نــقــوم بـتـوثـيـقـه فــي الــــســــودان»، وتــابــع: «وضع المدنيّ الأكثر حاجة، لا سيما النساء والـــفـــتـــيـــات مـــن جــمــيــع الأعــــمــــار، يــبــعــث على الـقـلـق الــشــديــد، ويـتـطـلّـب مـعـالـجـة عـاجـلـة». وقالت البعثة إن دارفـــور شهدت أعمال عنف جـنـسـيـة قـــاســـيـــة، تــحــت الــتــهــديــد بـالأسـلـحـة النارية والبيضاء والسياط؛ لترهيب وإكـراه الـضـحـايـا، بـــــالازدراء، والــعــبــارات العنصرية والتحيز الجنسي، تحت التهديد بالقتل، وإن هـذه الأفـعـال تتم أمـام أفــراد العائلة. وقطعت البعثة بـأنـهـا عـثـرت عـلـى «أســبــاب معقولة» تؤكد أن «قــوات الدعم السريع» والميليشيات المتحالفة معها «ارتكبت الاغتصاب وغيره من أشـكـال العنف الـجـنـسـي»، وانـتـهـاكـات أخـرى ضـــد الـــقـــانـــون الإنـــســـانـــي الــــدولــــي، والــقــانــون الدولي لحقوق الإنسان. ولـــم تـــرد «قـــــوات الـــدعـــم الـــســـريـــع»، الـتـي تقاتل الجيش السوداني، على طلب للتعليق. وسبق أن قالت إنها ستحقق في الادعـــاءات، وستقدم الجناة إلى العدالة. تجنيد الأطفال وقــالــت الـبـعـثـة فــي الـتـقـريـر إنــهــا وثّـقـت عــــدداً أقــــل مـــن حــــالات الــعــنــف الـجـنـسـي الـتـي تَــــــورّط فـيـهـا الـجـيـش الـــســـودانـــي، وإن الأمـــر يــحــتــاج إلــــى مـــزيـــد مـــن الــتــحــقــيــق. وأضـــافـــت أيـــضـــ أن لـــديـــهـــا تـــقـــاريـــر مـــوثـــقـــة تــفــيــد بـــأن الـطـرفـ المـتـحـاربـ جــنّــدا أطـــفـــالاً. ووجـــدت البعثة، الشهر المــاضــي، أن الجيش و«قـــوات الدعم السريع» ارتكبا انتهاكات جسيمة؛ مثل التعذيب والاعتقال القسري. وإلـــــــى جــــانــــب الـــعـــنـــف الـــجـــنـــســـي، ذكـــر تــقــريــر الــبــعــثــة أن هـــنـــاك عــنــفــ ضـــد الــحــيــاة والسلمة البدنية، لا سيما التعذيب، وأشكال مختلفة مـــن «المــعــامــلــة أو الـعـقـوبـة الـقـاسـيـة أو الـــاإنـــســـانـــيـــة المــهــيــنــة والمُــــحِــــطّــــة لـلـكـرامـة الإنــســانــيــة»، بـمـا فــي ذلـــك «اخــتــطــاف النساء والفتيات»، واحتجازهن وحبسهن لأغـراض جنسية. ودعــــــت عـــضـــو الـــبـــعـــثـــة، جـــــوي نـــجـــوزي إيزيلو، لوقف الإفلت من العقاب، ومحاسبة الجناة، وقـالـت: «النساء والفتيات والفتيان والرجال في السودان الذين يتعرّضون بشكل متزايد للعنف الجنسي والجنساني بحاجة إلــــى الــحــمــايــة». وحــــــذّرت مـــن عــــدم المــســاءلــة. وأضـــافـــت: «دون المــســاءلــة، ستستمر دوامـــة الكراهية والعنف. يجب علينا وقـف الإفـات من العقاب، ومحاسبة الجناة». وذكــر التقرير أنـه بسبب غياب الرعاية الطبية والدعم النفسي والاجتماعي، يتفاقم تـــأثـــر ضـــحـــايـــا الاغـــتـــصـــاب وأشــــكــــال الـعـنـف الـــجـــنـــســـي الأخــــــــرى بـــهـــذه الــــجــــرائــــم؛ نـتـيـجـة لتدمير المرافق الطبية أو نهبها أو احتللها من قبل الطرفَين المتحاربَين، بجانب معاناة أفراد وعائلت ضحايا العنف الجنسي بشدّة مــــن الـــوصـــمـــة الاجـــتـــمـــاعـــيـــة، ولــــــوم الـضـحـيـة والشعور بالعار. ودعـــــت عــضــو الــبــعــثــة، مــنــى رشـــمـــاوي، لتوسيع نطاق اختصاص المحكمة الجنائية الدولية، ليشمل أنحاء السودان كافة، وللحد مــن مـواصـلـة الـجـنـاة لـلـجـرائـم والـتـسـبـب في الإرهــاب والخراب وتمزيق الـسـودان، وإنشاء آلــــيــــة قـــضـــائـــيـــة مــســتــقــلــة تـــعـــمـــل بـالـتـنـسـيـق والتكامل مع المحكمة الجنائية الدولية، من أجـــل «تـحـمـيـل مـسـؤولـيـة وعـــار هـــذه الأعـمـال الشائنة للجناة دون سواهم». وأنــشــأ مجلس حـقـوق الإنـــســـان، التابع أكــــتــــوبــــر (تـــشـــريـــن 1 لـــــأمـــــم المـــــتـــــحـــــدة، فــــــي 3 «بـعـثـة تقصي الـحـقـائـق» مــن 2023 ) الأول أعــضــاء، وفـوّضـهـا التحقيق فــي الانـتـهـاكـات والتجاوزات لحقوق الإنسان والقانون الدولي الإنـسـانـي، ويتضمّن تحقيقها الـجـرائـم ضد اللجئين، والجرائم المرتبطة بالنزاع المسلح بين القوات المسلحة السودانية و«قوات الدعم السريع» وغيرهما من أطراف النزاع، وإثبات الوقائع، وظروفها، وأسبابها. تــم تـمـديـد ولايــــة الـبـعـثـة لـسـنـة جــديــدة، ، ويــتــرأســهــا 2025 أكـــتـــوبـــر 1 تـسـتـمـر حــتــى الـــقـــاضـــي الــتــنــزانــي الـــســـابـــق مـحـمـد شــانــدي عـثـمـان، وعـضـويـة المحامية النيجرية جوي إيزيلو، والأردنية منى رشماوي. مليون نازح 41 وتسببت حـرب الـسـودان فـي واحـــدة من أسوأ الكوارث الإنسانية في العالم، مع مقتل مليون شخص، 14 الآلاف وتشريد أكـثـر مـن وانــتــشــار الـــجـــوع عـلـى نــطــاق واســــع وتـدخـل قوى أجنبية. وقالت مديرة «المنظمة الدولية لـلـهـجـرة»، إيـمـي بـــوب، الــثــاثــاء، إن أكـثـر من مــلــيــون شــخــص نـــزحـــوا مـــن مــنــازلــهــم في 14 الـــســـودان؛ إمـــا داخــــل الــبــاد وإمــــا لــجــأوا إلـى ألف شخص 200 خـارج الحدود، بينهم نحو نزحوا منذ الشهر الماضي. وأوضــــحــــت المــــديــــرة الـــعـــامـــة لــ«المـنـظـمـة مليون 11« : الــدولــيــة لـلـهـجـرة» للصحافيين مليون 3.1 شخص نزحوا في داخـل البلد، و شــخــص هـــم أولـــئـــك الـــذيـــن عـــبـــروا الـــحـــدود». وأضــــافــــت لاحـــقـــ أن الـــرقـــم الإجـــمـــالـــي يشمل بـــعـــض الأشـــــخـــــاص الــــذيــــن نــــزحــــوا قـــبـــل بـــدء .2023 ) الحرب الأهلية في أبريل (نيسان مئات الأشخاصيفرون يومياً من دارفور إلى مخيم أدري الحدودي في تشاد (رويترز) كمبالا: أحمد يونس شهود يروون تفاصيل «مرعبة ومأساوية» «رحلة الهروب من الموت»... من حرب في ولاية الجزيرة 4 لــم يحتمل الـطـفـل الـبـالـغ مــن الـعـمـر سنوات السير على أقدامه الصغيرة، فمات من التعب والإرهـــاق بين يـدي أمـه في أثناء فــرارهــا، بعد أن أجبرتها الـحـرب على ترك بـلـدتـهـا الـريـفـيـة فـــي شـــرق ولايــــة الـجـزيـرة بـــوســـط الــــســــودان. وقـــــال شـــاهـــد لـــ«الــشــرق الأوسط» إن الأم كانت تحمل طفلها الأصغر بـيـنـمـا يـسـيـر الآخـــــر إلــــى جــانــبــهــا، قــبــل أن ينهار ويسقط على الأرض، مضيفاً أن «تلك كانت مـن أصعب الأوقـــات التي عشتها في حياتي... وقمنا بدفنه في الطريق قبل أن نصل إلى البلدة التي كنا نقصدها». وفــــي الـلـيـلـة الــســابــقــة لـــنـــزوح الأم مع أبـــنـــائـــهـــا، حــضــر جـــنـــود مـــن «قــــــوات الــدعــم السريع» وطلبوا من الأهالي إخلء البلدة، قـــائـــلـــ : «ســـنـــأتـــي فــــي الـــصـــبـــاح لـنـتـسـلـم الـبـلـدة خـالـيـة، لا نـريـد أن نــرى أي شخص فـيـهـا»، كـانـت لـحـظـات «مـخـيـفـة ومـرعـبـة»، كـــمـــا وصـــفـــهـــا أحـــــد شـــبـــاب الـــبـــلـــدة. وقـــــال: «بـلـغ بنا الـخـوف والــرعــب ذروتــــه، البعض منا لـم ينتظر حلول الـيـوم الـتـالـي، وبــدأوا فـــي الـــخـــروج يــقــصــدون الـــقـــرى المــــجــــاورة». وأضاف: «في الصباح الباكر حملنا المسنين والمـــرضـــى والـــنـــســـاء والأطــــفــــال فـــي شـاحـنـة بمقطورة كبيرة مخصصة لنقل البضائع». ومن لم يجدوا متسعاً في الشاحنة استغلوا عربات تجرها الحمير والأحصنة، تتبعهم أعـــــداد كـبـيـرة مـــن الــشــبــاب والـــرجـــال الـذيـن نزحوا سيراً على الأقدام. رحلة على الأقدام شاهداً لـ«الشرق 20 وتحدث أكثر من الأوســـــط» عــن الـطـريـقـة الـقـاسـيـة الــتــي كـان يــتــحــدث بــهــا أحــــد قــــادة «الـــدعـــم الــســريــع»، حـيـث أمـرهـم بلهجة حـــادة بــأن يـتـركـوا كل شـــــيء ويــــــغــــــادروا. قـــــال أحــــدهــــم: «خــرجــنــا بــالمــابــس الــتــي كـنـا نـرتـديـهـا والـقـلـيـل من الأغطية». وأضاف: «قطعنا مسافات طويلة بالأرجل في رحلة شاقة بل ماء ولا طعام، وعـــنـــدمـــا يـــحـــل الــــظــــام نــبــيــت فــــي الـــخـــاء ونتحرك صباحاً، أصـــاب التعب والإرهـــاق النساء وكبار السن وبالطبع الأطفال». وقـــــال الـــشـــهـــود إن ســيــدتــ مـــن شــدة الـتـعـب والـــخـــوف وضـعـتـا مـولـوديـهـمـا في الـطـريـق فـي أثـنـاء نزوحهما، بمعاونة من الــنــســاء كــبــار الــســن. وقــــال ســكــان فــي بلدة «الكتير» إن أفرداً من «الدعم السريع» قتلوا امــــرأة مسنة كـانـت فــي طريقها إلـــى إحــدى الــــقــــرى، وفــشــلــت كـــل المــــحــــاولات لإقـنـاعـهـم بدفنها، وهددوا كل من يقترب منها بقتله. وذكـر آخـر: «علمنا بعد مغادرتنا أن قوات الـــدعـــم الــســريــع طـــــردت كـــل ســـكـــان الــبــلــدات الأخــــرى، وهـــي: الـحـسـ آدم، والـغـنـومـاب، الـجـقـوقـاب، والكتير، وأم دقـــال وســر الكل، والـكـثـيـر مــن الــقــرى الأخـــــرى، كـمـا هاجمت بـلـدة ود الفضل الـتـي استقبلت الآلاف من الفارين من القرى المجاورة». ومنذ عدة أيام اجتاحت القوات نفسها مـديـنـة تــمــبــول، إحــــدى المــنــاطــق الـحـضـريـة الكبيرة في شرق الجزيرة والبطانة، وقتلت العشرات مـن المدنيين ونهبت ممتلكاتهم. وقـال أحـد الناجين من تمبول: «كـان جنود الــــدعــــم الـــســـريـــع يـــطـــرقـــون الأبــــــــواب بـــشـــدة، ويــــقــــفــــزون مــــن فـــــوق الأســــــــــوار، ويــطــلــبــون ســيــارات النقل الكبيرة والأمــــوال والـذهـب، ويقتلون كل من يعترض طريقهم بدم بارد دون تـــــــردد». وأضـــــــاف: «بـــعـــد ســـاعـــات من سـيـطـرتـهـم عـلـى المـديـنـة وزعــــوا القناصين على أسطح المنازل العالية، ونصبوا نقاط تفتيش كثيرة حول مداخل البلدة». جثثعلى الطرقات وقـــــــــــال نـــــــاجـــــــون آخـــــــــــــرون إن جــــنــــود «الــــــدعــــــم الـــــســـــريـــــع» المــــدجــــجــــ بـــالـــســـاح اقتحموا منزلهم وهــددوهــم بالقتل، بزعم أنـهـم أقــربــاء للقائد أبـــو عـاقـلـة كيكل الــذي انـــشـــق عـنـهـم وانـــضـــم لـلـجـيـش الـــســـودانـــي مؤخراً. روى شاهد عيان قائلً: «في أثناء خروجنا رأيـنـا المـئـات مـن الجثث المنتفخة ملقاة على الطرقات، من بينهم عسكريون وآخرون بأزياء مدنية. تعرفنا على الجثث لــكــن الـــجـــنـــود كـــانـــوا يـــصـــوبـــون أسـلـحـتـهـم باتجاهنا ويأمروننا بالإسراع في الخروج، وإلا فسنلقى المصير نفسه». وقــــــــــال نـــــــازحـــــــون مــــــن بــــــلــــــدات شــــرق الجزيرة وصلوا إلـى مدينة حلفا الجديدة فـــي شــــرق الـــبـــاد، إن المــــــدارس الــتــي أُعــــدت للإيواء امتلت بالكامل، فيما لا يزال الآلاف يتدفقون على المدينة. بــدروه، قـال مكتب الشؤون الإنسانية التابع للمم المتحدة في السودان «أوتشا»، يوم الاثنين، إن العشرات قتلوا وجرحوا في أعقاب موجة من العنف المسلح والهجمات ألف 46 في ولاية الجزيرة. وأضاف أن نحو شــخــص عــلــى الأقـــــل فـــــروا مـــن بـــلـــدات شــرق الولاية إلى ولايـات القضارف وكسل ونهر الـنـيـل. وذكـــر أن الـتـقـاريـر المـيـدانـيـة الأولـيـة تشير إلــى أن «قـــوات الـدعـم الـسـريـع» شنت هجوماً كبيراً على شرق الجزيرة، وأطلقوا الــنــار عـلـى المــدنــيــ دون تمييز وارتــكــبــوا أعمال عنف جنسي ضد النساء والفتيات، بالإضافة إلى نهب واسع النطاق للسواق والمـنـازل وحــرق المـــزارع، مما أدى إلـى دمـار واسع النطاق. نيروبي: محمد أمين ياسين

RkJQdWJsaXNoZXIy MTI5OTky