issue16772

9 مغاربيات NEWS Issue 16772 - العدد Tuesday - 2024/10/29 الثلاثاء ASHARQ AL-AWSAT وزير الخارجية: ضغط المهاجرين يسبب تحديات للتعايش السلمي %منسكان موريتانيا أجانب 10 دقـــــت الـــحـــكـــومـــة المـــوريـــتـــانـــيـــة نـــاقـــوس الـخـطـر الـــذي يمثله تـدفـق أمــــواج المهاجرين عليها، بسبب الأوضاع الأمنية والاقتصادية الصعبة فـي دول أفريقيا جـنـوب الـصـحـراء، وقــــالــــت إن عـــــدد الـــاجـــئـــن والمـــهـــاجـــريـــن فـي فـــي المـــائـــة من 10 مــوريــتــانــيــا أصـــبـــح يــمــثــل مـجـمـوع الــســكــان، وهـــو مــا يــؤثــر سـلـبـا على «التعايش السلمي» في البلد. وتـشـيـر الأرقــــام الـــصـــادرة عــن الحكومة الموريتانية إلى أن قرابة نصف مليون مهاجر يقطنون في موريتانيا، وهو ما يمثل نسبة في المائة من إجمالي تعداد السكان البالغ 10 خـمـسـة مـــايـــن نــســمــة، حــســب آخــــر إحــصــاء رسمي صادر عن الحكومة. وقال وزير الخارجية الموريتاني محمد ســــالــــم ولـــــد مـــــــــرزوك، خـــــال افـــتـــتـــاح مــؤتــمــر المانحي لدعم اللجئي في الساحل وحوض بحيرة تشاد، السبت الماضي، في مدينة جدة بالمملكة العربية الـسـعـوديـة، إن موريتانيا «تــــواجــــه تـــحـــديـــات جـــديـــة وتـــهـــديـــداً لأمـنـهـا بــســبــب مــــوجــــات المــــهــــاجــــريــــن». وأوضـــــــح أن ألف شاب 400 موريتانيا تستضيف أكثر من مهاجر من دول الساحل، بالإضافة إلى آلاف المهاجرين غير الشرعيي. وأشــــار الــوزيــر إلـــى أن بـــاده «تحتضن ألـــــف لاجـــــئ مـــالـــي فــــي مـخـيـم 250 أكـــثـــر مــــن أمـــبـــرة»، وهـــو مـخـيـم لـاجـئـن قـــرب الــحــدود مع دولـة مالي موجود منذ تسعينات القرن 2012 الماضي، ولكنه يستقبل اللجئي منذ مع تجدد التمرد المسلح في شمال مالي. وأكـــــــد أن المـــخـــيـــم «بــــلــــغ مـــنـــذ أكــــثــــر مـن ســـنـــة أقــــصــــى طـــاقـــتـــه الاســـتـــيـــعـــابـــيـــة»، لأنـــه يعتمد بشكل أسـاسـي على «المــــوارد الذاتية المـــحـــدودة»، مـشـيـراً فــي الـسـيـاق ذاتـــه إلـــى أن الاكـتـظـاظ فــي المـخـيـم «دفـــع الـاجـئـن الـجـدد للتوجه إلى قرى موريتانية أخرى، متضررة أصلً من تأثيرات التغيرات المناخية». وقــــال الـــوزيـــر أيــضــا إنـــه «مـــن الطبيعي أن تتولد عن هذا الأمـر تحديات كبيرة تؤثر سلبا على التعايش السلمي، وتوفير المياه، والـصـرف الصحي، والمـــأوى، والــغــذاء... وفي ذلــــــك يـــتـــســـاوى الــــاجــــئــــون مــــع المــجــتــمــعــات المستضيفة». وخــــلــــص الـــــوزيـــــر إلــــــى أن مـــوريـــتـــانـــيـــا «ملتزمة بدمج اللجئي في أنظمة الحماية الاجــتــمــاعــيــة والـتـعـلـيـم الــوطــنــيــة، وتـحـويـل مخيم أمـبـرة إلـى مؤسسة إنسانية متكاملة ومـــســـتـــدامـــة». وقــــال إن مـوريـتـانـيـا «وجـهـت نسبة كبيرة من مـوارد قواتها الأمنية لإدارة تدفق اللجئي والمـهـاجـريـن، مما يؤثر على قدرتهم على الاستجابة للتحديات الأمنية الأخرى». القلق الرسمي الموريتاني، يرافقه قلق شعبي من أن تتحول موريتانيا من بلد عبور لمهاجري دول أفريقيا جنوب الصحراء نحو أوروبـــــا، لتصبح بـلـد اســتــقــرار، خـاصـة بعد اتـفـاقـيـات الـتـعـاون الـتـي وقعتها مـؤخـراً مع إسبانيا والاتحاد الأوروبـي لمحاربة الهجرة غير النظامية. وفــــي هــــذا الـــســـيـــاق، يـــقـــول الــخــبــيــر في الـــشـــأن الأفـــريـــقـــي، مـحـمـد الأمـــــن ولــــد الـــــداه، إن «تصريحات وزيـــر الخارجية الموريتاني تعكس رغبة زائــدة من الحكومة الموريتانية في إظهار دورها في مكافحة الهجرة السرية، وسعيها إلى تقدير أكثر لهذا الدور من طرف شركائها». وأوضح الخبير أن موريتانيا «أصبحت في السنوات الأخيرة محطة رئيسية لعشرات الآلاف من المهاجرين غير النظاميي من دول أفــريــقــيــا جـــنـــوب الـــصـــحـــراء، الـــذيـــن يـسـعـون لـلـعـبـور إلــــى أوروبـــــــا. ويــعــكــس هــــذا الــوضــع ضغوطا زائدة على الخدمات العامة والبنية التحتية في البلد». وأضــــاف أن الـحـكـومـة وقـعـت اتـفـاقـيـات مــــع الاتــــحــــاد الأوروبـــــــــي وإســـبـــانـــيـــا، تـشـمـل مــلــيــون يــــورو، 200 دعـــمـــا مــالــيــا يــصــل إلــــى بـــهـــدف تــعــزيــز الــــقــــدرات الأمـــنـــيـــة والـــحـــد من تـــدفـــق المـــهـــاجـــريـــن، بـــالإضـــافـــة إلـــــى تـشـديـد الــقــوانــن المـتـعـلـقـة بـتـهـريـب الــبــشــر، وإنــشــاء مـحـاكـم متخصصة لمـكـافـحـة هـــذه الـظـاهـرة، ولــكــن هـــذه الإجــــــراءات «أثـــــارت جــــدلاً داخـلـيـا فـي موريتانيا، حيث يخشى البعض مـن أن تتحول البلد إلى نقطة استقرار دائم لهؤلاء المــهــاجــريــن، مــا يــزيــد الــعــبء عـلـى الاقـتـصـاد الوطني والخدمات الأساسية». ويــشــيــر الــخــبــيــر فـــي الـــشـــأن الأفـــريـــقـــي، إلـــى أنـــه أصــبــح مـــن المـــاحـــظ فـــي مـوريـتـانـيـا «ســيــطــرة الـعـمـالـة الأجـنـبـيـة الــتــي تــأتــي من أفريقيا جنوب الصحراء ومـن دول الساحل على قطاعات اقتصادية كثيرة وحيوية، مثل الصيد التقليدي، واستخراج الذهب». نواكشوط: الشيخ محمد قالت إن تسليمه من حكومة الدبيبة لواشنطن «وصمة عار» عائلة الليبي المتهم بتفجير «لوكربي» تطالب بزيارته طــالــبــت عــائــلــة أبــــو عـجـيـلـة مـسـعـود المـــريـــمـــي، ضـــابـــط الاســـتـــخـــبـــارات الـلـيـبـي الــســابــق، المـــوقـــوف بـأمـيـركـا؛ لاتـهـامـه في «قضية لوكربي» السلطات المحلية بالعمل على إطلق سراحه، وتوفير العلج اللزم لـــــه. ومــــثُــــل أبـــــو عــجــيــلــة مـــنـــذ أن سـلّـمـتـه حكومة «الـوحـدة الوطنية»، برئاسة عبد الــحــمــيــد الـــدبـــيـــبـــة، مـــنـــذ بــــدايــــة ديـسـمـبـر ، أمــــام محكمة 2022 (كـــانـــون الأول) عــــام اتحادية في العاصمة الأميركية واشنطن، للشتباه بتورطه في تفجير طائرة «بان » فوق لوكربي في إسكوتلندا 103 أميركان .1988 عام وأبـــــــــو عـــجـــيـــلـــة هــــــو ضـــــابـــــط ســـابـــق بجهاز الأمـــن الـخـارجـي (الاسـتـخـبـارات)، في الخامسة والسبعي من عمره، خطفه مــســلّــحــون مـــن مــنــزلــه مـنـتـصـف نـوفـمـبـر ، ولـــــم تــعــلــن أي 2022 ) (تـــشـــريـــن الـــثـــانـــي جـــهـــة مــســؤولــيــتــهــا عــــن ذلـــــك حـــتـــى الآن، لكن الدبيبة أقـــرّ فيما بعد بتسليمه إلى الولايات المتحدة، وقال إنه «إرهابي متهَم بتصنيع المتفجرات التي أودت بحياة أكثر شخص بريء». 200 من وناشدت عائلة أبو عجيلة في بيان، الاثــــنــــن «الـــشـــعـــب الــلــيــبــي بـــكـــل أطـــيـــافـــه، بـــالإضـــافـــة إلـــــى المـــؤســـســـات الـتـشـريـعـيـة والــــتــــنــــفــــيــــذيــــة، والمــــنــــظــــمــــات الإنـــســـانـــيـــة والمــحــلــيــة والـــدولـــيـــة، لـلـعـمـل عــلــى إطـــاق ســـــراحـــــه، والــــســــمــــاح لـــــه بـــتـــلـــقّـــي الـــعـــاج المــــطــــلــــوب». كـــمـــا طـــالـــبـــت الـــعـــائـــلـــة وزارةَ الـــخـــارجـــيـــة الـــتـــابـــعـــة لــحــكــومــة الــدبــيــبــة، بـتـسـهـيـل ســـفـــرهـــا إلـــــى أمـــيـــركـــا «بـــأســـرع وقت ممكن» لزيارته في سجنه، وقالت إن «عملية تسليمه مـن حكومة الدبيبة إلى الـسـلـطـات الأمــيــركــيــة، مــن أجـــل الـحـصـول على مكتسبات سياسية، ستظل وصمة عـــــــــار». وســـبـــق لمــجــلــس الـــــنـــــواب الـلـيـبـي الــتــوعــد بــأنــه سـيـطـلـب مـحـاكـمـة «كــــل من يـثـبـت تــــورّطــــه» فـــي مـــحـــاولـــة إعــــــادة فتح ملف «قضية لـوكـربـي»، بتهمة «الخيانة العظمى»، معلنا «رفضه القاطع» تسليم أبو عجيلة للولايات المتحدة. وقـال عبد المنعم المريمي، ابن شقيق أبو عجيلة لـ«الشرق الأوسط»، إن حكومة الدبيبة «لم تُقدّم لعَمّه الذي يعاني صحيا أي دعـــم حـتـى الآن»، بينما أشــــار إلـــى أن بقية السلطات في البلد و«عدَتهم خيراً، ولم يتغيّر شيء». وكـانـت حكومة «الاسـتـقـرار» الليبية المكلّفة من مجلسالنواب، تعهّدت الاهتمام بقضية أبو عجيلة، وقـال رئيسها أسامة حـــمـــاد، إن حـكـومـتـه «سـتـتـحـمّـل تكاليف مكتب المحاماه الــذي سيتابعها؛ لكونها مهمة لكل الليبيي مـن الناحية الوطنية والإنسانية». وتنظر عائلة أبو عجيلة إليه بصفته «رهـيـنـة سياسية مـخـطـوفـا»، وتــقــول في بـيـانـهـا إن حـكـومـة الـدبـيـبـة «سـلّـمـتـه إلـى الـسـلـطـات الأمـيـركـيـة مــن دون وجـــه حـق، وعبر طرق غير قانونية». وسـبـق أن اتـهـم الـدبـيـبـة أبـــو عجيلة بـــــــ«الإرهــــــاب وقـــتـــل الأبــــــريــــــاء». وقــــــال فـي كـلـمـة مــســجّــلــة، إن أبــــو عـجـيـلـة «إرهـــابـــي مــتــهَــم بـتـصـنـيـع المـــتـــفـــجـــرات الـــتـــي أودت شخص بـــريء»، لكن 200 بحياة أكثر من عـائـلـة أبـــو عجيلة نـفـت هـــذه الاتــهــامــات، وقـــالـــت لــــ«الـــشـــرق الأوســــــط» بـعـد الإعـــان عـــــن تـــســـلـــيـــمـــه: «إنـــــنـــــا نــــتــــوقــــع أي شــــيء مـــن الــحــكــومــة الــتــي تــأخــذ شـرعـيـتـهـا من الأجنبي». وأكّد عبد المنعم المريمي براءة عَــمــه، وقــــال إن «المــحــامــي المـكـلّـف مــن لـدن عائلته أبو عجيلة تقدّم بطلب للقائه في محبسه للطمئنان على وضعه الصحي، ولا يزال ينتظر موافقة الجانب الأميركي»، داعـــيـــا الــســلــطــات المـحـلـيـة فـــي بـــلـــده «إلـــى مساندة عَمه في محنته». القاهرة: جمالجوهر عقود 3 سنوات... والبلدان يسعيان إلى «خريطة طريق» صالحة لـ 6 أول زيارة لماكرون إلى المغرب منذ باريستطمح للحصول على «ثمن» لتبديل موقفها من ملف الصحراء نـــــــــــادراً مــــــا رافـــــــــق وفـــــــــدٌ الـــرئـــيـــس الفرنسي إيمانويل ماكرون، في زيارة رسـمـيـة بضخامة الــوفــد الاستثنائي الـــذي يـرافـقـه فــي «زيـــــارة الـــدولـــة» إلـى المـــــغـــــرب الــــتــــي بـــــــدأت عـــصـــر الاثــــنــــن، وتــســتــمــر حـــتـــى يـــــوم الأربــــــعــــــاء. فـهـو يــصــطــحــب مـــعـــه وزراء: الـــخـــارجـــيـــة، والـــــدفـــــاع، والــــداخــــلــــيــــة، والاقـــتـــصـــاد، والـــــتـــــربـــــيـــــة، والـــــثـــــقـــــافـــــة، والـــــــزراعـــــــة، ومجموعة من البرلمانيي، إضافة إلى وفـــد مـــن رؤســـــاء الــشــركــات الفرنسية الـكـبـرى والمــتــوســطــة، ووجــــوه ثقافية وفنية ورياضية، وشخصيات مغربية مــقــيــمــة فــــي فـــرنـــســـا، ووزراء ونـــــواب سابقي. والـــنـــتـــيـــجـــة أن الـــــوفـــــد الـــرســـمـــي شـــخـــصـــا، إضـــافـــة 122 يـــتـــشـــكـــل مـــــن إلــــى المــســتــشــاريــن وكـــبـــار المـــوظـــفـــن... وضــــخــــامــــة الــــــوفــــــد، تـــعـــكـــس الــــرهــــان الــفــرنــســي عــلــى زيــــــارة تــأجــلــت مـــرات عـــــدة، ويــــــراد لــهــا أن تـــرســـم «خــريــطــة طـــريـــق» لــعــاقــات الــبــلــديــن عــلــى مــدى عـــقـــود مــقــبــلــة، و أن تــقــلــب نـهـائـيـا 3 صفحة التباعد بينهما التي استمرت سنوات. 3 تخطي الملفات الخلافية مـــا كــــان لـــهـــذه الــــزيــــارة أن تـحـدث مــن غـيـر الـخـطـوة الـفـاصـلـة الـتـي أقــدم عــلــيـــهــا الــــرئــــيــــس مـــــاكـــــرون فـــــي شـهـر يوليو (تـمـوز) المـاضـي، عندما أحـدث «انـــقـــابـــا» جـــذريـــا فـــي مـــوقـــف فـرنـسـا التقليدي من ملف الصحراء الغربية، بإعلنه، في رسالة موجهة إلى العاهل المـــغـــربـــي المــــلــــك مـــحـــمـــد الـــــســـــادس، أن «حاضر الصحراء الغربية ومستقبلها يندرجان في إطار السيادة المغربية». وهـــــذا الــتــغــيــر قــلــب الأمــــــور رأســـا عـــلـــى عـــقـــب؛ إذ كـــلـــل جـــهـــود الـــتـــقـــارب الــــتــــي بـــذلـــتـــهـــا فـــرنـــســـا فـــــي الـــعـــامـــن المــاضــيــن، حـيـث تــوالــت الـــزيـــارات من الـطـرفـن بـوتـيـرة اسـتـثـنـائـيـة، أهمها اثنتان: زيارة وزيرة الخارجية كاثرين ،2022 كولونا إلــى الـربـاط نهاية عــام وزيــــــارة خـلـفـهـا فـــي الـــــــوزارة ستيفان سيجورنيه، إلى العاصمة المغربية في شهر مـــارس (آذار) مـن الـعـام الحالي. وبـيـنـهـمـا حــدثــت زيـــــارات أخــــرى، كـان هدفها جميعا التغلب على الخلفات بي باريس والرباط، وتمهيد الطريق لـ«زيارة الدولة». ولـــكـــي تـــحـــدث، تـــراجـــعـــت بــاريــس عـــن قــــرارهــــا خــفــض عــــدد الــتــأشــيــرات الممنوحة للمغاربة لزيارة فرنسا إلى الـــنـــصـــف، والـــتـــغـــاضـــي عــــن اتـــهـــامـــات فـــرنـــســـيـــة لـــلـــمـــغـــرب بــالــتــجــســس عـبـر برنامج «بيغاسوس» الإسرائيلي على كبار المسؤولي الفرنسيي ومن بينهم الرئيس ماكرون شخصيا، فضلً عن الإشـــــارات الـتـي أرسـلـتـهـا بــاريــس بـأن الـــتـــقـــارب مــــع الـــجـــزائـــر لا يـــكـــون عـلـى حساب المغرب. بــــــيــــــد أن اســـــــــــتـــــــــــدارة مـــــــاكـــــــرون بـــــخـــــصـــــوص الـــــــصـــــــحـــــــراء، أغـــضـــبـــت الحكومة الجزائرية التي عجّلت سحب ســفــيــرهــا مـــن بــــاريــــس، وشـــنـــت حملة اسـتـثـنـائـيـة سـيـاسـيـة وإعــامــيــة على فرنسا التي «تدعم الاستعمار». ولا شك في أن مـدة زمنية طويلة سوف تنقضي قبل أن يتراجع التوتر بي العاصمتي. ووفــــــــق مــــصــــدر فــــرنــــســــي مـــتـــابـــع للعلقات بـن بـاريـس والــجــزائــر، فإن الطرف الأول وصل إلى قناعة مفادها بـــأنـــه لــــن يـــكـــون ســـهـــاً الـــتـــغـــلـــب عـلـى المسائل الخلفية بي الجانبي، ومنها مـسـألـة «مـصـالـحـة الـــذاكـــرتـــن»، وطـي صفحة رواسب الصراع الدامي بينهما بــســبــب الــحــقــبــة الاســـتـــعـــمـــاريـــة الــتــي عاما، وتناسي ذكريات 132 استمرت حرب الاستقلل الجزائرية الدامية. ثـــــــم إن المــــــلــــــفــــــات الاقـــــتـــــصـــــاديـــــة والتجارية العالقة بينهما تــراوح في مــكــانــهــا. والـــخـــاصـــة، الـــتـــي تـوصـلـت إلـــيـــهـــا بـــــاريـــــس، قـــوامـــهـــا أن الــــعــــودة إلـــــــى الــــتــــفــــاهــــم مـــــع المـــــغـــــرب ســـتـــكـــون أكــثــر مــــردوديــــة بـالـنـسـبـة إلــــى فـرنـسـا ومؤسساتها وشركاتها، وأن الطريق إلـى ذلـك تشمل، دون شـك، دفـع الثمن السياسي في ملف الصحراء. ولــــيــــس مـــــن قـــبـــيـــل المــــصــــادفــــة أن رؤســـــاء كــبــريــات الــشــركــات الفرنسية يـــرافـــقـــون مـــــاكـــــرون. ومـــــن بــــن هــــؤلاء قـادة «إنجي» و«ألستوم» و«سـافـران» و«تـــــــــوتـــــــــال إنــــــــرجــــــــي» و«ســــــويــــــيــــــز»، وممثلون عن شركات مثل «إيرباص» و«فـــيـــولـــيـــا» و«تــــالــــيــــس»... فـالـجـانـب الـفـرنـسـي؛ الــــذي يــكــرر أن فـرنـسـا هي المستثمر الأول المباشر في الاقتصاد المــــغــــربــــي، وأنـــــهـــــا شـــريـــكـــه الـــتـــجـــاري والاقــــتــــصــــادي والاســـتـــثـــمـــاري الأول، يريد لشركاته أن تعود لاحتلل الموقع الأول فــــي ســـــوق أصـــبـــحـــت مــفــتــوحــة وازدادت فيها المنافسة. وطـــــمـــــوحـــــات بـــــاريـــــس مــــتــــعــــددة. وسيشكل ذلـك أحـد المحاور الرئيسية لـــــــلـــــــزيـــــــارة. وأعـــــــلـــــــن وزيــــــــــــر الــــــدفــــــاع سـيـبـاسـتـيـان لـــو كـــورنـــو، أن بــاريــس «سـتـتـحـاور مــع المــغــرب حـــول مسائل الــــقــــدرات الـــدفـــاعـــيـــة». و تـــأمـــل شـركـة «نـــــافـــــال غــــــــروب» أن تـــنـــجـــح فــــي بـيـع البحرية المغربية غواصتي من طراز «سـكـوربـن». والمنافسة قائمة بينها وبــن الـشـركـة الألمـانـيـة «تيسن غـروب سيستمز». وتسعى بـاريـس كـذلـك إلــى إقناع 15 سـاح الجو الملكي المغربي بـشـراء طائرة هليكوبتر من طــراز «كـاراكـال» مليون يورو، التي تصنعها 400 بقيمة شركة «إيرباص هليكوبتر». يضاف إلـى مـا سبق، أن الجانب الـــفـــرنـــســـي يـــريـــد الانــــتــــهــــاء مــــن مـلـف حـــــيـــــازة المـــــغـــــرب ســــربــــا مـــــن طــــائــــرات » يـريـد ســاح الجو 9 - 2000 «مـيـراج الإمــــــاراتــــــي الـــتـــخـــلـــي عــــنــــه، فــــي إطــــار عملية تحديث أسطوله من الطائرات المقاتلة. أمــــا فـــي الـــقـــطـــاعـــات المـــدنـــيـــة، فــإن «إيـــربـــاص» تـأمـل فـي أن تحصل على حـــصـــة مـــــن خـــطـــة «الـــــطـــــيـــــران المــلــكــي طائرة 188 المغربي» الهادفة إلى شراء . والـــحـــال أن غالبية 2037 حـتـى عـــام أســـطـــول الــنــاقــل المــغــربــي تـتـشـكـل من طـائـرات «بـويـنـغ». وتـريـد «إيـربـاص» »320 عــــرض طــائــرتــهــا مـــن طـــــراز «آي .»737 لمنافسة طائرة «بوينغ كـــــذلـــــك، فـــــــإن شـــــركـــــة «ألــــســــتــــوم» الفرنسية تسعى إلــى الـحـصـول على حـــافـــلـــة لـخـط 18 عـــقـــد بـــيـــع المـــــغـــــرب الــــقــــطــــارات الــــســــريــــع، وأن تــــكــــون فـي مشروع تمديد خط القطارات السريع بي طنجة وأغادير، الذي سبق للملك محمد السادس والرئيس ماكرون أن ، في 2018 دشنا شطره الأول في عـام ثاني زيارة من ماكرون إلى المغرب. وسبق لـ«قصر الإليزيه» أن أعلن أن فرنسا تـريـد «مـواكـبـة المــغــرب» في »2030 التحضير لاستضافة «مونديال لـكـرة الـقـدم، وأن تساهم فـي «تـحـدي» البنى التحتية المغربية، والتغلب على أزمة المياه التقليدية التي يعاني منها بشكل دائـــم. ومــن المـشـاريـع المطروحة للبحث؛ تحلية مياه البحر. ويـــريـــد الــجــانــب الـفـرنـسـي العمل مـع المـغـرب لتعزيز الـحـضـور المشترك في البلدان الأفريقية. ومن المرتقب أن تــجــري عمليتا تـوقـيـع عــقــود: الأولـــى مـــــســـــاء الاثــــــنــــــن بــــحــــضــــور الــــرئــــيــــس مــــــاكــــــرون ومــــلــــك المــــــغــــــرب، والـــثـــانـــيـــة الأربعاء بمناسبة المؤتمر الاقتصادي الــــذي سيختتمه الــرئــيــس الـفـرنـسـي. وهــذه الاتفاقيات ستشمل، كما تفيد المــصــادر الفرنسية، المــيــاه، والتعليم، والـــطـــاقـــة الــشــمــســيــة وطــــاقــــة الــــريــــاح، والأمن الداخلي، والدفاع. يــــبــــدو واضـــــحـــــا أن الـــطـــمـــوحـــات الــــفــــرنــــســــيــــة كـــــبـــــيـــــرة، وأنــــــهــــــا تـــاقـــي الــحــاجــات المـغـربـيـة. ونـقـلـت صحيفة «لــوبــيــنــيــون» الــفــرنــســيــة، فـــي عــددهــا يوم الاثني، عن مصدر مغربي مطلع، أن المشكلة الأولـــى للمغرب تتمثل في تـــوفـــيـــر الـــتـــمـــويـــل، وأنــــــه يــــراهــــن عـلـى «ليونة» فرنسية في هـذا المـجـال، مما يـسـهـل الـعـقـود الــتــي تــراهــا «مـكـافـأة» لفرنسا لموقفها السياسي المستجد في ملف الصحراء الغربية. وينتظر أن يؤكد ماكرون مجدداً، في اجتماعه المغلق مع الملك المغربي، عـــلـــى مـــواقـــفـــه الــــجــــديــــدة، وكــــذلــــك فـي الخطاب الذي سيلقيه أمام البرلمان. وتــــــأمــــــل بــــــاريــــــس والــــــــربــــــــاط فــي الـــتـــوصـــل إلـــــى تـــفـــاهـــم بـــشـــأن مــســألــة الـهـجـرات، خصوصا بشأن المواطني المغاربة الذين تصدر بحقهم مذكرات إبعاد عن الأراضــي الفرنسية، التي لا يمكن تنفيذها من غير موافقة رسمية من الطرف المغربي. وفــــي هــــذا الـــســـيـــاق، تــعــود المـهـمـة إلـى وزيـر الداخلية الفرنسي الجديد، بــرونــو روتـــايـــو، وهـــو يميني متشدد يـــنـــهـــج خـــطـــا مــتــصــلــبــا فــــي مـــوضـــوع الهجرات بشكل عام، ويسعى لمضاعفة نسبة ترحيل الأجانب، ومنهم المغاربة الـــــذيـــــن لا حـــــق لـــهـــم فـــــي الــــبــــقــــاء عـلـى الأراضي الفرنسية. محمد السادسوماكرون في الرباط أمس(أ.ف.ب) باريس: ميشال أبو نجم الوفد الفرنسي المرافق وزيراً 122 لماكرون يضم ومستشاراً ورؤساء شركات كبرى أبو عجيلة المريميضابط الاستخبارات الليبية السابق (رويترز)

RkJQdWJsaXNoZXIy MTI5OTky