issue16771

علت الأصوات المحلية والدولية المطالبة بـتـدخـل أمــمــي فــي الـــســـودان، وإرســـــال قــوات حــفــظ ســــام دولـــيـــة لــحــمــايــة المـــدنـــيـــن، بعد الأحـداث الدامية التي شهدتها مؤخراً ولاية الـجـزيـرة الــزراعــيــة، جـنـوب الـخـرطـوم، وذلـك قبل ساعات من جلسة مجلس الأمن الدولي، يـــوم الاثـــنـــن، الــتــي ينتظر أن تـبـحـث تقرير الأمـــــن الـــعـــام لـــأمـــم المـــتـــحـــدة لإيـــجـــاد سبل حماية المدنيي، وسط مطالبات من منظمات حــقـوقـيـة ومــدنــيــة دولـــيـــة ومـحـلـيـة بـاتـخـاذ مواقف أكثر حسماً لوقف حرب السودان. وطـــــالـــــبـــــت مـــنـــظـــمـــة حـــــقـــــوق الإنـــــســـــان «هــيــومــان رايــتــس ووتــــش» الــــدول الأعــضــاء فـي الأمـــم المـتـحـدة والاتــحــاد الأفـريـقـي، ببدء الاســـتـــعـــدادات لإرســــال بـعـثـة أمـمـيـة لحماية المدنيي في السودان. وقالت على صفحتها الـرسـمـيـة: «يـتـعـن عـلـى الــــدول الأعــضــاء في الأمــــم المــتــحــدة والاتــــحــــاد الأفـــريـــقـــي أن تـبـدأ فــي التخطيط لنشر بعثة لحماية المدنيي في الـسـودان، حيث يواجه مليي النازحي خطر المجاعة بعد عام ونصف عام من اندلاع النزاع المسلح العنيف». وأعــــربــــت مـنـسـقـة الــــشــــؤون الإنــســانــيــة للمم المتحدة فـي الــســودان، يـوم الأحـــد، عن «صدمتها» من «الجرائم الفظيعة» المرتكبة في ولايــة الجزيرة، حيث أبلغ ناشطون عن شخصاً على الأقل، وإصابة أكثر من 50 مقتل ، في هجوم شنته «قوات الدعم السريع». 200 «صُدمت وذُهلت» وقـــــــال مــنــســقــة الـــــشـــــؤون الإنـــســـانـــيـــة لــأمــم المــتــحــدة، كليمنتاين ســـامـــي، في بيان: «لقد صدمت وذهلت بشدة من تكرار انتهاكات حقوق الإنـسـان من النوع الذي شهدناه فـي إقليم دارفـــور الـعـام الماضي، مــثــل الاغـــتـــصـــاب والــهــجــمــات المـسـتـهـدفـة والعنف الجنسي والقتل الجماعي، فهذه جرائم فظيعة». وأضافت: «تتحمل النساء والأطــــفــــال والـــفـــئـــات الأكـــثـــر ضـعــفــ وطـــأة الــصــراع الـــذي أودى بالفعل بحياة كثير من الناس». وكـــانـــت «الــبــعــثــة الـــدولـــيـــة المـسـتـقـلـة لتقصي الحقائق في السودان» قد طالبت هـــي الأخـــــرى بـنـشـر بـعـثـة دولـــيـــة لحماية المدنيي، قائلة إن حجم الأزمـة السودانية وعـنـاد الـطـرفـن المـتـحـاربـن يتطلب ذلــك، وعــــــدّت نــشــر بـعـثـة لــحــمــايــة المـــدنـــيـــن في السودان أمراً «لا يحتمل التأجيل». مـن جانبها، دعــت «تنسيقية القوى الديمقراطية المدنية السودانية، المعروفة اختصاراً بـ«تقدم»، في بيان، يـوم الأحـد، كـاً مـن «مجلس السلم والأمـــن الأفريقي» و«مـجـلـس الأمـــن الـــدولـــي» لاتــخــاذ موقف دولــــي أكــثــر صـــرامـــة تــجــاه أطـــــراف الــنــزاع الداخلية والـخـارجـيـة، واتـخـاذ «التدابير الضرورية لتوفير الحماية للمدنيي في كافة أنحاء السودان». كــمــا وجّـــهـــت «تــــقــــدم» رســـالـــتـــن إلــى كــل مــن قـائـد الـجـيـش الـفـريـق عـبـد الفتاح الـــبـــرهـــان، وقـــائـــد «قـــــوات الـــدعـــم الـسـريـع» الـفـريـق محمد حــمــدان دقـلـو (حـمـيـدتـي)، تطالبهما باتخاذ التدابير اللزمة لحماية المدنيي، ودعت إلى عقد اجتماع للقيادات المدنية والدينية والأهـلـيـة وصـنـاع الــرأي لـــلـــتـــشـــاور حــــــول ســـبـــل مــــحــــاربــــة خـــطـــاب الكراهية، الذي زادت حدته في البلد منذ انـــدلاع الـحـرب بـن الـطـرفـن فـي منتصف .2023 ) أبريل (نيسان ووفـــــقـــــ لمـــنـــظـــمـــة «هــــيــــومــــان رايـــتـــس ووتـــش»، يحدد تقرير الأمــن العام للمم المـــتـــحـــدة، أنــطــونــيــو غــوتــيــريــش، لمجلس الأمــن بشأن الأزمـــة السودانية، الخطوات التي ينبغي على الدول الأعضاء اتخاذها لحماية المـدنـيـن فـي الـــســـودان، والضغط عـــلـــى الـــجـــيـــش و«قــــــــوات الــــدعــــم الـــســـريـــع» المـتـحـاربـن للتوقف عـن ارتــكــاب الجرائم ضد المدنيي. تقرير غوتيريش ويـــتـــضـــمـــن تـــقـــريـــر غـــوتـــيـــريـــش كـــذلـــك المطالبة بوقف إمــــدادات الأسلحة للطرفي، فيما قـالـت «هـيـومـان رايــتــس ووتــــش» إنها تــأكــدت أن كــا الـطـرفـن حـصـل عـلـى أسلحة وعــتــاد عـسـكـري جـديـد مــن شــركــات مسجلة في عدد من البلدان، من بينها الصي وإيران وروســـــيـــــا وصــــربــــيــــا، وهــــــي أســـلـــحـــة يـمـكـن اسـتـخـدامـهـا فــي ارتــكــاب مـزيـد مــن الفظائع وتطيل أمد الحرب. وأبــدت المنظمة المعنية بمراقبة حقوق الإنــســان، فـي بيانها، أسفها على أن تقرير غوتيريش يعلن أن «الظروف لا تسمح بنشر قـــوة أمـمـيـة بــنــجــاح»، مـوضـحـة أن «انـتـظـار نـــتـــائـــج مــــفــــاوضــــات وقــــــف إطـــــــاق الــــنــــار أو الظروف المثالية لنشر البعثة ليس خياراً لأن المدنيي يحتاجون إلى الحماية الآن». ودعــــت المـنـظـمـة مـجـلـس الأمــــن الــدولــي إلــــى تــوســيــع نــطــاق حــظــر الأســلــحــة الأمــمــي المـــــفـــــروض حـــالـــيـــ عـــلـــى إقـــلـــيـــم دارفــــــــــور فـي غــــرب الــــســــودان، لــكــي يـشـمـل الــبــلــد بـكـامـلـه، وأيـضـ لـفـرض عقوبات على المـسـؤولـن عن الانـتـهـاكـات والـــتـــجـــاوزات، مــع الـتـأكـيـد على مــحــاســبــتــهــم. وقــــالــــت: «يــنــبــغــي أن يـنـتـهـي إهمال معاناة المدنيي السودانيي، وإن وقت العمل قد حان الآن». وتــــصــــاعــــدت أحــــــــداث الـــعـــنـــف بـــصـــورة ملحوظة الأســبــوع المــاضــي، فـي شــرق ولايـة الجزيرة بوسط السودان، إثر انشقاق القائد في «قــوات الدعم السريع»، أبـو عاقلة كيكل، وإعلن انضمامه للجيش، ما أدى إلى مقتل العشرات، وجرح مئات، وتشريد ونزوح آلاف المدنيي في عـدد من المــدن والبلدات في تلك الـــولايـــة، وعـلـى رأســهــا مـــدن تـمـبـول ورفـاعـة والــهــالــيــة. ومـــا زالــــت المـنـطـقـة تـشـهـد حـالـة مــن الـتـوتـر الــحــاد، وســـط دعــــوات للتحشيد والـتـسـلـح بـــن المـجـتـمـعـات الأهــلــيــة المـدنـيـة، مـــا يـــنـــذر بـــمـــواجـــهـــات طــاحــنــة بـــن الأهـــالـــي الـــذيـــن سـلّـحـهـم الــجــيــشضـــد «قـــــوات الــدعــم السريع». وكان قائد الجيش الفريق البرهان قد وعد بتسليح القبائل في منطقة البطانة الـتـي تقطنها عشائر الشكرية والبطاحي، لمواجهة «قـوات الدعم السريع» التي تسيطر عــلــى ولايــــة الـــجـــزيـــرة، ويــخــشــى عــلــى نـطـاق واسع من انتقال الحرب إلى حرب أهلية بي العشائر المختلفة. 9 السودان NEWS Issue 16771 - العدد Monday - 2024/10/28 الاثنين منسقة الشؤون الإنسانية للأمم المتحدة في السودان أعربتعنصدمتها من «الجرائم الفظيعة» ASHARQ AL-AWSAT دعوات محلية ودولية لاتخاذ مواقف أكثر صرامة ضد أطراف النزاع تصاعُد المطالبة بقواتحفظسلام في السودان نازحون من ولاية الجزيرة في وسط السودان لدى وصولهم إلى مدينة القضارفشرقاً أمس(أ.ف.ب) أحمد يونس: «الشرق الأوسط»