issue16771

أدى تفعيل حــالــة الـتــأهــب لــلــزلازل في شمال إسرائيل، يوم السبت الماضي، نــتــيــجــة تــفــجــيــر الـــجـــيـــش الإســـرائـــيـــلـــي أنـفـاقـا لـــ«حــزب الـلـه» فـي بلدتي كفركلا والــــعــــديــــســــة الــــحــــدوديّــــتــــن بـــالـــجـــنـــوب الــلــبــنــانــي، إلــــى خـشـيـة حـقـيـقـيـة مـــن أن تؤدي أطنان المتفجرات التي تستخدمها تل أبيب؛ سواء في الجنوب أو الضاحية الــجــنــوبــيــة لـــبـــيـــروت، إلــــى وقـــــوع هـــزات وزلازل في المدى المنظور. طن من المتفجرات 400 وأفـــــــــادت «وكـــــالـــــة الأنـــــبـــــاء الألمــــانــــيــــة»، السبت، بأن الجيش الإسرائيلي فجّر كمية من الذخيرة عن بعد، مما استدعى إصـدار درجة على مقياس 4.9 تحذير من زلزال بقوة «ريختر» في شمال إسرائيل والجولان. وأعــــــــلــــــــن الــــــنــــــاطــــــق بـــــــاســـــــم الــــجــــيــــش الإســـرائـــيـــلـــي، أفــيــخــاي أدرعــــــي، أنــــه «خـــ ل عـــمـــلـــيـــة مــــشــــتــــركــــة مــــــع وحــــــــــدة (يــــهــــلــــوم) الــهــنــدســيــة، وأعـــمـــال تـمـشـيـط نـــفـــذت تحت الأرض، عثرت القوات على منشأة عسكرية استراتيجية تحت الأرض كـان (حــزب الله) الأخـيـرة، 15 أنشأها على مـــدار الـسـنـوات الــــ طن من المتفجرات». 400 ودمرتها من خلال وأوضـــــح أن «الــنــفــق الــــذي يـصـل طــولــه إلـى أكــــثــــر مـــــن كـــيـــلـــومـــتـــر ونــــصــــف اســـتـــخـــدمـــه المخربون للمكوث لفترات طويلة، بالإضافة إلــى احـتـوائـه كثيراً مـن الـوسـائـل القتالية؛ مـنـهـا صـــواريـــخ مـــضـــادة لـــلـــدروع، وقــذائــف صاروخية، وصواريخ (آر بي جيه)، وألغام، وعبوات ناسفة». وأظـــــهـــــرت صــــــور وفــــيــــديــــوهــــات جـــرى تناقلها سلسلة تفجيرات هائلة شهدتها المنطقة في الوقت نفسه. وســــبــــق هــــــذه الـــتـــفـــجـــيـــرات تـــفـــجـــيـــران كـــــبـــــيـــــران ضـــــربـــــا الــــضــــاحــــيــــة الـــجـــنـــوبـــيـــة قنبلة خارقة 85 لـبـيـروت، حـن استُخدمت للتحصينات، تزن الواحدة منها ألفَي رطل، لاغـتـيـال الأمــــن الــعــام لــــ«حـــزب الــلــه» حسن طنا 73 نصر الله، وقنابل يصل وزنها إلى لاغــتــيــال رئــيــس المـجـلـس الـتـنـفـيـذي هـاشـم صفي الدين. عبث بمقدرات الطبيعة وكـــــــــان لافـــــتـــــا مــــــا نـــــشـــــره أســــتــــاذ الـــجـــيـــولـــوجـــيـــا الإنـــشـــائـــيـــة والــــــــزلازل والـــبـــتـــرول، طــونــي نــمــر، عـبـر حسابه على منصة «إكس»؛ إذ عدّ أن «ما حدث فـــي الــعــديــســة مـــن تــفــجــيــرات متتالية ومــهــولــة فـعّـلـت أجـــهـــزة رصـــد الــهــزات الأرضــــيــــة فـــي الـــشـــمـــال الإســـرائـــيـــلـــي»، منبها إلى أن هذا يعدّ «عبثا بمقدرات الـطـبـيـعـة إلــــى الـــشـــمـــال مـــن منخفض الـــحـــولـــة، حــيــث يـنـفـصـل فـــالـــق الـبـحـر الميت إلى فالِقَي (اليمونة) و(روم)». وأضـــــــــــاف: «إذا كــــــان الــــــقــــــرار فـي هـذه الـحـرب هـو عـدم وجــود محرّمات وضـــــوابـــــط فـــــي مـــــا خـــــص الــعــمــلــيــات العسكرية، فينبغي الانـتـبـاه مـن قبل مشغلّي آلات الحرب الإسرائيلية إلى أن الـتـفـلـت مـــن الـــضـــوابـــط مـــع قــوانــن الطبيعة في الأماكن الخاطئة قد يؤدي إلى (احتثاث) زلازل لا يتوقف تأثيرها على حدود الدول». إلا إن مديرة «مركز الجيوفيزياء» الــتــابــع لـــ«المــجــلــس الــوطــنــي للبحوث العلمية»، الدكتورة مارلي البراكس، طمأنت إلى أن «ما يحدث من تفجيرات لم يرفع احتمالات وقوع هزات وزلازل، بـاعـتـبـار أن هـــذه الـتـفـجـيـرات الكبيرة أصــــــً لا تـــحـــدث فــــي أعــــمــــاق كــبــيــرة، وليست بالموقع نفسه، كما أن عددها محدود نسبيا»، موضحة في تصريح لــــ«الـــشـــرق الأوســـــــط» أن «مــــا نسجله لـجـهـة حـــركـــة الــــهــــزات يـــأتـــي فـــي إطـــار الوتيرة المعتادة». وعـــن سـبـب تفعيل حــالــة الـتـأهـب للزلازل في شمال إسرائيل يوم السبت الماضي، تشير البراكس إلى أنه «لدى الإسرائيليي نظام إنذار مبكر للزلازل، بــحــيــث إذا سُـــجّـــل ارتــــجــــاج أعـــلـــى من المعتاد، يشغّل الإنذار». عوامل مؤثرة 4 أمـــا الاخـتـصـاصـي فــي إدارة وطـب الـــــكـــــوارث الــــدكــــتــــور جــــبــــران قــرنــعــونــي فــأوضــح أن «المــتــعــارف عـلـيـه عـالمـيـا أن الأنـــشـــطـــة الـــبـــشـــريـــة، كــالــتــعــديــن وبــنــاء الـــســـدود والـتـنـقـيـب عــن الـنـفـط والــغــاز، أنــشــطــة قـــد تـــــؤدي إلــــى وقـــــوع زلازل»، عوامل 4 متحدثا لـ«الشرق الأوسط» عن قــد تـزيـد احـتـمـال أن تـــؤدي التفجيرات إلـــــى حــــــدوث زلــــــــزال؛ أبـــــرزهـــــا: «نــوعــيــة الأرض وما إذا كانت صخرية أم ترابية، بـوصـف الـصـخـريـة أكـثـر تـحـمـ ً. وقــوة الـــتـــفـــجـــيـــر. والـــعـــمـــق الـــــــذي تــــوجــــد فـيـه المــتــفــجــرات. والمـــوقـــع الــــذي يــحــدث فيه الــتــفــجــيــر ومـــــا اذا كـــــان مــــوجــــوداً عـلـى صفائح متحركة». ولفت قرنعوني إلى أنه «إذا تكررت الــتــفــجــيــرات نـفـسـهـا فـــي المـــوقـــع نـفـسـه، فــإن المـخـاطـر تصبح أكــبــر»، مشيراً إلى أنها «قـد تــؤدي أيضا إلـى انهيار أبنية تصدعت بسبب القصف». 4 حربمتعددةالخرائط NEWS تفجيرات فيجنوب لبنان شغلت مراصد فيشمال إسرائيل ASHARQ AL-AWSAT Issue 16771 - العدد Monday - 2024/10/28 الاثنين وسط تضارب في آراء الخبراء اللبنانيين هل يؤدي تفجير إسرائيل أنفاق «حزبالله» إلى هزات وزلازل؟ دخان يتصاعد بعد قصف إسرائيلي على تلال كفركلا (أ.ف.ب) بيروت: بولا أسطيح طالبوا وزارة الاتصالات بإيجاد حل نازحون لبنانيون يشكون من ارتفاع تكلفة الإنترنت فيزمن الحرب يعاني غالبيّة الـنـازحـن، خصوصا أولـــئـــك الـــذيـــن وجــــــدوا فـــي مـــراكـــز الإيـــــواء المـــــــ ذ الأخـــــيـــــر لــــهــــم، مـــــن ارتـــــفـــــاع تـكـلـفـة بـاقـات الإنترنت التي يحتاجونها بشّدة لـــ تـــصـــال والـــتـــواصـــل مـــن أجــــل الـــدراســـة والعمل عـن بعد، وكـذلـك للاطمئنان على الـعـائـلـة والأقــــــارب والأصــــدقــــاء، ومتابعة الأخبار والأحداث وآخر تطورات العدوان. تقول الشابة العشرينيّة عبير الحاج 10 لـ«الشرق الأوســط»: «استهلكت باقة الـ غيغا خلال ستة أيام من النزوح، وكلفتني دولاراً»، وتضيف: «هي تكلفة مرتفعة 13 جـــداً، لكن لا يـوجـد جـهـاز تلفاز فـي مركز الإيـــواء الــذي نزحت إليه أنـا وعائلتي في دار بشتار في الكورة (شمال لبنان) بعدما تــركــنــا مــنــزلــنــا فـــي الـــشـــيـــاح، ولا وسـيـلـة أخــــرى غــيــر الإنـــتـــرنـــت نــتــابــع مـــن خـ لـهـا الأخبار». وفي أوقات كثيرة من اليوم، تتصفح عـبـيـر صـفـحـتـهـا فـــي «فـــيـــســـبـــوك»، وتــقــرأ الأخـــــبـــــار، وتـــتـــابـــع تــطــبــيــقــات إخـــبـــاريـــة، وتـتـواصـل مـع أقـاربـهـا عبر «الـواتـسـاب»: «أقيم أنا وشقيقتي ووالـدي هنا، لكن لنا أحـبـاب وأصـدقـاء وأقـــارب نتواصل معهم ونطمئن إلـــى أحــوالــهــم، وكــذلــك نتواصل لأجل تدبير أمورنا وحاجياتنا، كأن أطلب مــثــً المــســاعــدة أو الــحــصــول عـلـى خـدمـة معينة». ولا يتوقف الأمر عند هذا. تقول عبير: «على أقـل تقدير، تحتاج عائلتنا المؤلفة دولاراً شهريا تكلفة 120 أفـــراد إلــى 4 مـن إنترنت فقط، فما بالك بتكلفة الحاجات الأخــــــــــرى؟». وهـــــي تـــعـــد أن هـــــذه الــخــدمــة ستكون خارجة عن قدرتهم في حال طال عــمــر الــــحــــرب؛ «إذ إن أشــغــالــنــا مـتـوقـفـة، ومدخراتنا شارفت على الانتهاء». المعاناة واحدة لدى كل النازحين وعـبـيـر لـيـسـت ســـوى نــمــوذج واحــد يحكي حـــال الـنـازحـن فــي مــراكــز الإيــــواء، الــــذيــــن يـــحـــتـــاجـــون إلـــــى مـــيـــزانـــيـــة كــبــيــرة لـتـشـريـج بـــاقـــات الإنـــتـــرنـــت عــبــر الـــجـــوال. ومـن هــؤلاء أُم بيان، التي تقول لـ«الشرق الأوســـــط»: «التكلفة مرتفعة جـــداً. نزحت شـخـصـا إلـى 20 أنـــا وأســـرتـــي المـؤلـفـة مــن أحـــد المــراكـــز، خـصـوصـا أن ابـنـتـي تحتاج لمتابعة دراستها (أونلاين) في اختصاص الصيدلة، وأنـــا معلمة فـي إحـــدى مــدارس الجنوب، ومن المحتمل أن يُطلب مني بدء التعليم عن بُعد». هــــذه المـــعـــانـــاة تـشـمـل كـــل الــنــازحـــن، وتـزيـد مـن هـمـوم الـنـاس والمـصـاعـب التي يعيشونها. تـــقـــول هـــيـــام، وهــــي ســـيـــدة سـتـيـنـيـة، لــــ«الـــشـــرق الأوســــــــط»: «أتـــمـــنـــى أن تـتـوفـر خدمة الإنترنت حيث نوجد وفي كل أماكن الـنـزوح، إذ إنها تشكّل حاجة لنا جميعا في الوقت الراهن، لمعرفة ما إذا كان أولادنا وأقـاربـنـا على قيد الحياة أم لا. نحن في مـركـز الإيـــــواء فــي الـجـامـعـة اللبنانية في صـيـدا (جــنــوب لـبـنـان)، ولـكـن لـنـا أحـبـاب نـزحـوا إلــى أمـاكـن أخـــرى». وتـسـأل: «لمــاذا لـم تلتفت الـدولـة لمثل هــذا الأمـــر؟ التكلفة مرتفعة جداً علينا». ً في الوحدات السكنيّة أيضا ولا تقتصر هـــذه الأزمــــة عـلـى أمـاكـن الــــنــــزوح فـــي مـــراكـــز الإيــــــــواء، إذ يعيشها الـنـاس أيضا فـي الــوحــدات السكنية التي استأجروها، وحتّى في أماكن النزوح لدى الأقارب والأصدقاء. تــــقــــول مــــهــــى إســــمــــاعــــيــــل لـــــ«الــــشــــرق الأوسط»: «في البيوت الثلاثة التي تنقلت فيها منذ بدء العدوان، وحتّى في الفندق حــيــث أقــمــنــا لـخـمـسـة أيــــــام، كــنــت أعــانــي مـن مشكلة شبكة الإنـتـرنـت. فهي بطيئة جـــداً ولا تـسـمـح لــي بـإنـجـاز عـمـلـي، لذلك استعنت، وما زلت، بخدمة الإنترنت عبر دولاراً». 45 الجوال، وكلفني ذلك نحو وزارة الاتصالات تسعى وانتظر نـازحـون كثر أن توفر وزارة الاتـــصـــالات اللبنانية إمـكـانـيّـة الاتــصــال، أقله في مراكز الإيواء، لكن الجهات المعنية فــي الـــدولـــة الـلـبـنـانـيـة لــم تلتفت لمـثـل هـذا الأمر، ولم تتخذ الإجراءات اللازمة لتأمي هــــذه الــخــدمــة لــلــنــاس، بـاسـتـثـنـاء تـمـديـد فترة صلاحية الخطوط الشهرية مسبقة الـــدفـــع لـسـبـعـة أيـــــام فـــقـــط، وتـــأجـــيـــل دفــع الفواتير لمدة شهر. وعن عدم توفير هذه الخدمة مجانا، يــقــول وزيــــر الاتـــصـــالات الـلـبـنـانـي جـونـي الــقــرم لـــ«الــشــرق الأوســـــط» إن «الــــــوزارة لا تزال تدرس كيفية توفير الإنترنت مجانا في مراكز الإيواء، وفق الإمكانات المتاحة، خصوصا أن عدد المراكز قد فاق الألف». حاجة ضرورية فيظل الحرب ويــــــقــــــول مـــــديـــــر بـــــرنـــــامـــــج الإعـــــــ م فـــــي مـــنـــصـــة «ســـمـــيـــكـــس» عـــبـــد قـــطـــايـــا، لــــ«الـــشـــرق الأوســـــــط» إن «تــوفــيــر بــاقــات محددة للاتصال والتواصل مجانا عبر الإنـتـرنـت بــات أمـــراً مهما للغاية فـي ظل الحرب على لبنان، خصوصا أن مدّخرات الناس نفدت باستئجار المنازل واللوازم الأســاســيــة الأخــــــرى»، عـلـمـا بـــأن فــاتــورة الاتـــصـــالات والإنــتــرنــت مرتفعة جـــداً في لبنان وبالدولار، وبالتالي «كان يفترض أن تمدد فترة السماح للخطوط الخليوية لــشــهــر أو حـــتّـــى لــســنــة، عــلــى أســـــاس أن صلاحية الخطوط في لبنان تنتهي بعد شهر واحــد فقط، وهــذا أمـر غير منطقي ولا مثيل لـه فـي بـلـدان الـعـالـم الأخـــرى»، كـذلـك يجب «أن تمنح وزارة الاتـصـالات غـيـغـا كــي يتمكن 10 أو 5 بــاقــة إنـتـرنـت الــــنــــاس مــــن الاطـــمـــئـــنـــان عـــلـــى بـعـضـهـم بعضا، أو أن يـتـمّ تجهيز مـراكـز الإيـــواء بالإنترنت المجاني للجميع» وفق قطايا، على أسـاس أن التكلفة المرتفعة يفترض أن تقابلها خدمة وباقات أفضل. وعــن تفسير عــدم مــبــادرة الحكومة أو وزارة الاتـــــصـــــالات إلـــــى تـــقـــديـــم هـــذه الـــخـــدمـــات مـــجـــانـــا، يـــشـــرح قـــطـــايـــا كـيـف يــقــارب المـعـنـيـون مـسـألـة الاتـــصـــالات في لبنان: «هي أشبه بضريبة غير مباشرة يدفعها الناس. فالدولة تنظر إلى قطاع الاتـصـالات بوصفه آلية للجباية وليس خـدمـة عــامــة، وهــــذه المــقــاربــة لــم تختلف ومستمرة حتّى في زمـن الـحـرب؛ كونها متجذرة في الذهنية اللبنانية». وكـــــــان ديـــــــــوان المـــحـــاســـبـــة قـــــد وثـــق إيــــرادات عالية جــداً للقطاع وصـلـت إلى مـلـيـار دولار خـــ ل عـشـر ســنــوات في 17 ، حّول 2020 إلى 2010 الفترة الممتدة من ملياراً إلى خزينة الدولة، فيما 11 منها مــــلــــيــــارات بـــوصـــفـــهـــا نــفــقــات 6 صــــرفــــت تشغيلية شابها شبهات فـسـاد كثيرة، وفق الديوان. أم نازحة من جنوب لبنان مع طفلها في أحد مراكز الإيواء (رويترز) بيروت: حنان حمدان

RkJQdWJsaXNoZXIy MTI5OTky