issue16771

إنّه الإعلام المجرم!؟ أكثر من أيّ وقـت مضى تعزّ الحاجة إلـى تفاهم بين اللبنانيّين، يكمّل النشاط السياسيّ ويصلّب الجهود الدبلوماسيّة. وهـــــذا لــيــس كـلـيـشـيـهـا ووعـــظـــا إذ يـحـضّ عـلـيـه مـــدى تــوحّــش المـــشـــروع الإسـرائـيـلـيّ وتعاظم شروطه المهدّدة للسيادة الوطنيّة، واحـــتـــمـــال إفـــضـــائـــه إلــــى احـــتـــال كـبـيـر أو صـغـيـر. فــــذاك الـــثـــور الــهــائــج يـمـضـي غير هـــيّـــاب ولا مــــــردوع، فـــي غــــزّة وفــــي لـبـنـان، يستهدف بإيقاع يـومـيّ المدنيّين والأطقم الطبّيّة والصحافيّين والمسعفين والمدارس والـــقـــوّات الـدولـيّـة والمــؤسّــســات الإنسانيّة وجـــنـــوداً لــبــنــانــيّــ ، اســتــهــدافــه الـطـبـيـعـة والـعـمـران فـي عمومهما. ونـحـن، بـدورنـا، نزداد غرقا في كارثة تتوسّع قتلً وتدميراً وتهجيراً وفــقــراً، فيما الـوطـن نفسه يكاد يـــتـــاشـــى ويـــضـــمـــحـــلّ. لـــكـــنْ لا بـــــدّ خـــدمـــةً لـتـقـارب اللبنانيّين، مـن الـتـأمّـل ومراجعة مــــا حــــصــــل، ومــــحــــاولــــة تــــفــــادي مــــا يـمـكـن تفاديه، وذلك بدل الإصرار على الأسطوانة المـشـروخـة إيّــاهــا المُــعــدّة لـكـلّ زمـــان ومكان والمحلّقة تحليقا سعيداً فوق أرضتحترق. بيد أنّ المـراجـعـة الـتـي تـخـدم التفاهم هي أكــــثــــر مــــا لا يــــحــــدث. فــــبــــدل الـــتـــنـــقـــيـــب فـي النفس ومساءلتها، يسود الاعتصام بقول الـبـسـطـامـيّ «سـبـحـانـي مــا أعـظـم شـانـي»، فـيـمـا تُـــــردّ الــطــعــنــات الــتــي تـصـيـب عظمة العظيم إلـى عوامل لا دخـل لأيّ من أفعاله بها، لا من قريب ولا من بعيد. وعلى جاري العادة يحظى الإعلم، لا سيّما التلفزيونيّ مــــــنــــــه، بـــــحـــــصّـــــة مــــعــــتــــبــــرة مـــــــن تـــحـــمـــيـــل المسؤوليّة، ومن الشتم والتشهير والدعوة إلى المقاطعة. ذاك أنّ المطلوب أن نمضي في الإنــصــات إلــى صــدى صـوتـنـا، وفــي تكرار روايتنا الفقيرة عمّا يدور، إذ في ممارسة كــــهــــذه تــنــقــلــب أمـــنـــيـــاتـــنـــا وقــــائــــع ويــــــزول عـنّـا الــكــرب. والــحــال أنّ مـن سـمـات الوعي السلطويّ، في لحظات جنوحه التآمريّ، ردّ الوقائع غير الملئمة إلى الإعلم بوصفه ما يتلعب بالعقل ويزيّف الحقائق. هكذا لا تكون مسؤوليّة السياسيّين وتابعيهم مــــا يــفــضــي إلـــــى الـــنـــهـــايـــات الـــبـــائـــســـة، بـل مـسـؤولـيّـة حفنة مــن إعـامـيّـ وأصـحـاب رأي مـــأجـــوريـــن ومـــضـــلّـــلـــ ... وهـــــذا علما بـــأنّ قـتـاً مـعـنـويّـا كـهـذا يسير فــي مـــوازاة القتل المـــاديّ الــذي تُنزله إسرائيل بزملء صـحـافـيّـ . نـعـم، حصل انـفـجـار تعبيريّ في لبنان قبل شهر ونيّف، خصوصا وقد تـبـّ أنّ التضحيات الـتـي قُــدّمــت بذريعة إحــراز القوّة والحماية ذهبت كلّها سدى، فانتهينا إلى هذا الانهيار غير مشمولين بأيّة قوّة وحماية. وكان من نتائج انشغال «حـــزب الـلـه» بهمّه أن أتـــاح لكثيرين ممّن كبت الخوف أنفاسهم أن يقولوا رأيهم في أمر حياتهم وبلدهم. لكنّ افتعال المفاجأة بــــ«المـــؤامـــرة» لــم يـكـن فــي مـحـلّـه، ولا كانت فــي مـحـلّـهـا إحــالــة الـفـهـم إلـــى الـهـجـاء بما ينمّ عن عيش الهجّائين في جوار الانهيار الـعـصـبـيّ. فـنـقّـاد «حـــزب الــلــه» لــم يغشّوه قبلً، وهم منذ عقود يعلنون عن خلفهم الجذريّ معه وعن اعتراضهم العميق على سياساته وحــروبــه. وإذا جــاز لعبد الملك الحوثيّ أن يتحدّث في خطابه الأخير عن «التفاف الشعب اللبنانيّ حول المقاومة»، فـــهـــذا مـــا يـــعـــرف الــلــبــنــانــيّــون، بــمــن فيهم محازبو «الــحــزب»، أنّــه لا أكثر مـن حديث خرافة. فالكلّ يعلم أنّ الخلف طال كلّ شيء تقريبا، وعلى ضفافه سقط دم وضحايا جمع بينهم كلّهم تحفّظهم على سياسات المـقـاومـة وتوابعها. والـكـلّ يعرف أنّ كتلً لبنانيّة ضخمة رأت منذ البداية أنّ السلح مـــانـــعٌ لــلــمــســاواة بـــ المـــواطـــنـــ ، كـمـا هو مانع لقيام دولـة ولاستقرار مجتمع، وأنّ «اسـتـعـادة مـــزارع شبعا» لا تقنع دجاجة منتوفة الــريــش بـهـذه الـعـسـكـرة المتمادية للمجتمع والـسـيـاسـة. والــكــلّ يـعـرف كيف أنّ الممانعين أمسكوا بالعمليّة السياسيّة مـن عنقها، فـحـاصـروا الحكومة بـ«الثلث المعطّل» وأغلقوا البرلمان قبل أن يشترطوا اســمــا واحــــداً أوحــــد لـرئـاسـة الـجـمـهـوريّـة. والـكـلّ يعرف أنّ سياسة الالتحاق بإيران وتدمير عـاقـات لبنان العربيّة والغربيّة هـــي مـــا اعـتـبـرتـه أكــثــريّــة مـعـتـبـرة تـدمـيـراً لــنــمــوذجــهــا المــــرغــــوب عـــن الــــوطــــن. والـــكـــلّ يــعــرف أنّ حـــرب «حــــزب الـــلـــه» فـــي ســوريّــا كـــانـــت، فـــي نـظـر لـبـنـانـيّـ كـثـيـريـن، قـــراراً بـالـعـدوان على شعب مـجـاور وبتهجيره. والـكـلّ يعرف أنّ الأوصـــاف التي كــان قـادة مــــن «حــــــزب الــــلــــه» يــطــلــقــونــهــا، بــــ فـيـنـة وأخــــرى، على البلد بوصفه بلد «المـاهـي والمسابح...»، إنّما تشي بافتراق ضخم في النظر إلى الحياة ذاتها، فضلً عن وظائف البلد وسكّانه. والكلّ يعرف أنّ إعادة النظر بـ«العيش المشترك» ذاته بدأ يصبح مطلبا شعبيّا متعاظم النفوذ في بعض البيئات، وهذا قبل وقت طويل على السابع والثامن مــن أكــتــوبــر... فشتم الإعــــام والإعـامـيّـ ليس بالتالي سـوى تفاهة مثيرة للشفقة قياسا بحجم المشكلة التي لا تتغلّب عليها الشتائم، ولا يذلّلها افتراضُ ساذج من أنّ صرخة «هبّوا لملقاة العدوّ الصهيونيّ في الميدان» كافية لإيقافنا صفّا واحداً كأسنان مشط كـــوريّ شماليّ. لقد سيق البلد إلى الحرب في ظلّ هذا الانشقاق الهائل الذي صنعته أفعال بعينها ولم يصنعه الإعلم والإعلميّون. فهل نفكّر الآن، وقد حصل ما حصل، في الارتفاع إلى سويّة أرقى وأشدّ شــعــوراً بـالمـسـؤولـيّـة، بحيث نـقـود حطام البلد إلى السلم في ظلّ حدّ، ولو أدنى، من الوحدة؟ نافذة أمام دور عربي مكتمل ساد الاعتقاد أن غياب السنوار ونصر الله قد يمهد الـــطـــريـــق فـــي لــبــنــان وغـــــزة لـــلـــوصـــول إلــــى تــســويــة تـوقـف رهينة ما تزال «حماس» 101 الحرب عليهما ويتيح عودة تـحـتـجـزهـم. لـكـن رئــيــس الـحـكـومـة الإسـرائـيـلـيـة بنيامين نتنياهو، الذي أتقن عرقلة فرص التسوية مراراً وتكراراً، لم يظهر أي مؤشر على تغيير مساره العسكري - الاجتثاثي، بل وعـد بمواصلة العمل العسكري كما فعل شـركـاؤه في الائتلف اليميني المتطرف، وذهب حزب الليكود إلى أبعد مـن ذلـك عندما دعـا لحضور فاعلية بعنوان «الاستعداد للستيطان في غزة». المشكلة أمـام الجهود المبذولة لإنهاء الحرب في غزة ولـبـنـان هــي عـجـز إســرائــيــل، مــن جــهــة، عــن تحقيق نصر عـسـكـري كــامــل، وعـــدم اســتــعــداد «حـــمـــاس» و«حــــزب الـلـه» لـاسـتـسـام لــشــروط إســرائــيــل وســـط تخبط عـلـى صعيد القيادة، من جهة أخـرى. يضاف إلى هذه الصورة المعقدة نتائج الـرد الإسرائيلي المحدود على إيــران أول من أمس، الـتـي مـن شأنها إثـــارة مجموعة أخـــرى مـن العقبات أمـام صفقات وقف إطلق النار في غزة ولبنان. فـــي كـــل مـــن مــســرحــي الــــصــــراع، وفــــي غـــيـــاب ضـغـوط أميركية جــادة ومـوثـوقـة، مثل فــرض حظر الأسلحة على إسـرائـيـل، لا يشعر نتنياهو بــضــرورة تغيير سياساته، وهـــو المــزهــو بـقـتـل كــبــار قــــادة الـتـنـظـيـمـ ، والمـسـتـنـد إلـى ارتـفـاع شعبيته فـي الـداخـل وفــق مـا أكـدتـه الاستطلعات الأخـيـرة. سيواصل مهمته لتغيير «الـواقـع الاستراتيجي في الشرق الأوسط» حسب تعبيره، ويسعى لإملء الوضع الــنــهــائــي فـــي غــــزة ولـــبـــنـــان. فـــي المـــقـــابـــل، يـــخـــوض كـــل من «حماس» و«حزب الله»، ووراءهما إيران، معركة وجودية قد لا تهدف إلى النصر العسكري بل إلى الاحتفاظ ببعض مــن شـرعـيـة سـيـاسـيـة عـبـر تكبيد إســرائــيــل أكـبـر قـــدر من الخسائر. وثمة عقدة إضافية أمام صفقات وقف إطلق النار في غزة ولبنان، هي عدم وضوح مشروعية من يتحدث باسم «حـمـاس» و«حـــزب الـلـه»، علما أنــه يبدو أن إيـــران هـي من تدير زمام الأمور مباشرة لدى الحزب وتأثيرها غير خاف لـــدى «حــمــاس» الـتـي تـوجـه كـبـار قـادتـهـا إلـــى طــهــران فـور مقتل الـسـنـوار. تعطلت سلسلة القيادة داخــل كـل منظمة وتفعّل الــدور الإيـرانـي حتى أصبحت عملية صنع القرار خارجية. مـن جهتها، تـواصـل واشنطن الضغط للتوصل إلى وقـف للنار في كل من غـزة ولبنان، فجاء وزيـر الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن إلى المنطقة في زيارته الحادية عـــشـــرة لـــهـــا، حـــامـــاً مــقــتــرحــات جـــديـــدة لإطـــــاق الــرهــائــن ووقف إطلق النار. بيت القصيد من زيارته تجلى بدعوة إسرائيل إلـى تحويل انتصاراتها العسكرية إلـى خطوات استراتيجية، وأن تقدم خطة «اليوم التالي» في غزة التي تـخـلـق الـــظـــروف لإنـــهـــاء الـــحـــرب وتــحــريــر الـــرهـــائـــن ونـــزع ســـاح «حـــمـــاس» ومـعـالـجـة مـصـيـر قــيــاداتــهــا، سياسيين وعـسـكـريـ ، وإعـــــادة بــنــاء غــــزة، مــع رفـــض أمـيـركـي كامل لأي احتلل أو استيطان إسرائيلي في القطاع. هذا الحل لا بد أن يتضمن أيضا دوراً للسلطة الفلسطينية ومساراً لتسوية نهائية للصراع الإسرائيلي - الفلسطيني. على الصعيد اللبناني، يكمن الحل في نزع سلح «حزب الله» وتــعــزيــز قـــــدرات الـجـيـش الـلـبـنـانـي وتـسـلـمـه أمـــر الــحــدود الجنوبية مع القوات الدولية التي قد تعزز صلحياتها، إضافة إلى المعابر الحدودية الأخرى، وإعادة السيادة إلى الدولة واكتمال مفاصلها بملء الفراغ في المؤسسات كافة، مع رفض أميركي اقتطاع إسرائيل لأراض لبنانية وتقسيم الجنوب اللبناني كما حصل في غزة عند معبر نتساريم. باختصار، النجاحات العسكرية الإسرائيلية التي تحققت حتى الآن مطلوب أميركيا أن تكون مفتاحا للنجاح الاسـتـراتـيـجـي، والـفـشـل فـي الـربـط بـ الأمــريــن يعرضها للخطر. وكما قـال مستشار الأمـن القومي الأميركي جيك أكــتــوبــر (تــشــريــن الأول): «يـتـطـلـب الأمـــر 7 سـولـيـفـان فـــي انضباطا وشجاعة... لمواءمة سلوك الحرب مع مجموعة واضحة ومستدامة من الأهداف وتحويل المزايا التكتيكية إلى مكاسب استراتيجية دائمة». هــذا المـسـار سيمكن أطـرافـا عربية مـن لعب دور في غــزة ولـبـنـان بعد الــحــرب، وقــد يفتح الاجـتـمـاع الـــوزاري الـــعـــربـــي - الأمـــيـــركـــي الـــــذي عــقــد فـــي لـــنـــدن يــــوم الـجـمـعـة الماضي بين بلينكن ونظرائه العرب، نافذة أمام دور عربي مـكـمـل لـلـوسـاطـة الأمــيــركــيــة. الأمــــل مـعـقـود عـلـى هجمة سريعة ثلثية الأبـعـاد مـن دول الاعــتــدال العربي فـي كل من غزة ولبنان: سياسية - أمنية - إعمارية، ومساعدات فورية، لسد الفراغ الحاصل بعد «حماس» و«حزب الله» المنهكَين، وخـواء السلطات الشرعية. لبنان يعيش فراغا في المؤسسات الدستورية وغزة تحت احتلل إسرائيلي متوحش، وفي الحالتين مأساة إنسانية مروعة لا يجوز السماح باستمرارها. الضغوط العربية على واشنطن والأوروبـــــــيـــــــ لـــلـــمـــســـاعـــدة ضـــــروريـــــة لالـــتـــقـــاط الـــوضـــع وانـتـشـال مـا تبقى مـن كـل مـن لبنان وغـــزة مـن احـتـالات جديدة وموت محتم. كيفستتمخضالأحداث في إيران؟ هـــل يـسـتـطـيـع الــشــعــب الإيــــرانــــي أن يــنــعــم بــــالأمــــان لو قُيّض له نظام يتصالح معه ومع جواره؟ نعم بل ويستطيع أن يتمتع هــذا الشعب بالرفاهية والــرخــاء أيـضـا، فلديه كل الإمكانات، لو تخلى عن مشروعه التوسعي، والأهـم أن ذلك سيكون دعـامـة لاسـتـقـرار أي نـظـام سيحكم إيــــران، ودعـامـة اســتــقــرار للمنطقة كـلـهـا، فـهـل سيتمكن الــتــيــار الإصــاحــي الجديد من تحقيق ذلك؟ هـل تستطيع حكومة بزشكيان وحـدهـا أن تقوم بذلك كـمـا تــحــاول أن تقنع دول الــجــوار وتـقـنـع الـــولايـــات المتحدة بأنهم إخوة وأصدقاء؟ وهل تستطيع أن تقف أمام التيارات المتصارعة في الداخل الإيراني؟ أمـــــا الــــســــؤال الأكــــثــــر إلـــحـــاحـــا فـــإنـــه فــــي ظــــل مـــحـــاولات الـولايـات المتحدة إنقاذ ما يمكن إنـقـاذه من النظام الحالي، فكيف تتصرف مع إسرائيل حياله؟ سيناريوهات دولية متعددة تناقش ما الذي سيحدث لإيران المستقبل. ومـــــــا هـــــو مـــــوقـــــف روســـــيـــــا والـــــصـــــ مـــــن جـــمـــيـــع تــلــك الاحتمالات، خاصة أن العديد من المصالح متشابكة بينها وبينهم؟ في هذه اللحظة الداخل الإيراني معقد جداً نتيجة تلك الــصــراعــات الـتـي لــم ينهها تـعـرض الــدولــة لأكـبـر تـهـديـد في تاريخها. فهل سيتمكن جناح يحاول أن يجد لدولته مكانة جديدة في المجتمع الدولي، أم أنه سيفشل لأن المقاومة كبيرة من أجنحة قوية عسكرية وسياسية وإن كانت متصارعة، إلا أن كلً منها يقبض على مفصل من مفاصل الدولة؟ الـــافـــت لـلـنـظـر أن الإيـــرانـــيـــ - بــمــن فـيـهـم المــتــشــددون - يــحــاولــون تـجـنـب الـــحـــرب فـــي ظـــل هـــذه الـــظـــروف المـعـقـدة، بـــل ويـــدعـــون لـلـتـخـلـي عـــن «مـــحـــور المـــقـــاومـــة» عـــانـــيـــةً، فقد أصبحت هـذه الـدعـوة هي الغالبة حتى من خطباء الجمعة كالمل مختاري في بيرجند الذي رد على دعاة الحرب قائلً: «يقولون: سيدي، إسرائيل وفلسطين في قتال، فما علقتنا بهما؟ ما علقتنا بفلسطين؟ ومـا علقتنا باليمن وسوريا والـعـراق؟ دعونا نهتم بأنفسنا! يجب أن ننفق الأمــوال التي نـصـرفـهـا هـنـاك عـلـى أنـفـسـنـا. لــو أنـفـقـنـا هـــذه الأمـــــوال هنا، لحدث كذا وكذا. ما علقتنا بصراعاتهم؟!» الخلف لا يقف بين التيارات الإيرانية حول ملف الصدام مع إسرائيل من عدمه فقط، بل يمتد الخلف إلى كل ما يتعلق بـالـسـيـاسـة الــخــارجــيــة الــتــي يــقــودهــا بـزشـكـيـان إلـــى مـسـار تصالحي مع الغرب ومع دول الجوار، تَمثّل في تعيين جواد ظـريـف وزيـــر الـخـارجـيـة الـسـابـق مـسـتـشـاراً، وهــو المغضوب عليه من التيار المتشدد والمتهم بالعمالة للغرب. تصريحات كـامـران غضنفري، عضو مجلس الشورى من طهران، الذي قال: «بزشكيان يرتكب جريمة علنية، وإذا لم يتم إلغاء هذا التعيين غير القانوني (لظريف) قريبا، فسنقدم شكوى إلى القضاء، وعلى بزشكيان الرد». ويعتقد غضنفري أن «بزشكيان لن يستطيع الدفاع عن موقفه، وسيتم الحكم عــامــا مــع حــرمــانــه مــن حقوقه 15 إلـــى 5 عـلـيـه بـالـسـجـن مــن الاجتماعية، مما يعني عزله الفعلي من الرئاسة». فـــي وقـــت ســـابـــق، وفـــي جـلـسـة عـلـنـيـة لمـجـلـس الــشــورى أكتوبر (تشرين الأول)، قـال حميد رسـائـي: «بخلف 10 في النص الصريح للقانون، قام بزشكيان بتعيين ظريف، الذي يحمل ابنه الجنسية الأميركية، نائبا له. هذا التعيين مخالف لـلـقـانـون، والقضية ستتم إحالتها إلــى الـقـضـاء». صحيفة «شـرق» الموالية لجناح الإصلحيين أثـارت الجدل حول هذه الهجمات الشرسة مـن الجناح المنافس، وكتبت فـي عددها أكتوبر: «(ظريف يجب أن يرحل) هو الشعار 17 الصادر في الـرمـزي للهجمات الجديدة التي تشنها الـتـيـارات المتشددة . هذه الهجمات التي 14 بهدف تدمير بزشكيان والحكومة الـ بـــدأت بكلمات وتـهـديـدات رسـائـي، واستمر فيها غضنفري وكوثري، وصلت إلى حد التهديد بمحاكمة الرئيس بسبب تعيين ظريف». (مقتطفات من الصحافة الإيرانية). ويبقى السؤال: هل الشعب الإيراني موعود بالخلص من معاناته؟ أم أنه مقبل على صراعات داخلية تفكك ما تم توحيده؟ OPINION الرأي 12 Issue 16771 - العدد Monday - 2024/10/28 الاثنين وكيل التوزيع وكيل الاشتراكات الوكيل الإعلاني المكـــــــاتــب المقر الرئيسي 10th Floor Building7 Chiswick Business Park 566 Chiswick High Road London W4 5YG United Kingdom Tel: +4420 78318181 Fax: +4420 78312310 www.aawsat.com [email protected] المركز الرئيسي: ٢٢٣٠٤ : ص.ب ١١٤٩٥ الرياض +9661121128000 : هاتف +966114429555 : فاكس بريد الكتروني: [email protected] موقع الكتروني: www.arabmediaco.com هاتف مجاني: 800-2440076 المركز الرئيسي: ٦٢١١٦ : ص.ب ١١٥٨٥ الرياض +966112128000 : هاتف +9661٢١٢١٧٧٤ : فاكس بريد الكتروني: [email protected] موقع الكتروني: saudi-disribution.com وكيل التوزيع فى الإمارات: شركة الامارات للطباعة والنشر الريـــــاض Riyadh +9661 12128000 +9661 14401440 الكويت Kuwait +965 2997799 +965 2997800 الرباط Rabat +212 37262616 +212 37260300 جدة Jeddah +9661 26511333 +9661 26576159 دبي Dubai +9714 3916500 +9714 3918353 واشنطن Washington DC +1 2026628825 +1 2026628823 المدينة المنورة Madina +9664 8340271 +9664 8396618 القاهرة Cairo +202 37492996 +202 37492884 بيروت Beirut +9611 549002 +9611 549001 الدمام Dammam +96613 8353838 +96613 8354918 الخرطوم Khartoum +2491 83778301 +2491 83785987 عمــــان Amman +9626 5539409 +9626 5537103 صحيفة العرب الأولى تشكر أصحاب الدعوات الصحافية الموجهة إليها وتعلمهم بأنها وحدها المسؤولة عن تغطية تكاليف الرحلة كاملة لمحرريها وكتابها ومراسليها ومصوريها، راجية منهم عدم تقديم أي هدايا لهم، فخير هدية هي تزويد فريقها الصحافي بالمعلومات الوافية لتأدية مهمته بأمانة وموضوعية. Advertising: Saudi Research and Media Group KSA +966 11 2940500 UAE +971 4 3916500 Email: [email protected] srmg.com حازم صاغيّة المراجعة التي تخدم التفاهم هي أكثر ما لا يحدث الضغوط العربية على واشنطن والأوروبيينضرورية لمعالجة الوضع سام منسى الخلافلا يقف بين التيارات الإيرانية حول ملف الصدام مع إسرائيل من عدمه سوسن الشاعر

RkJQdWJsaXNoZXIy MTI5OTky