issue16770

يعاني أهـالـي منطقة الـبـقـاع الشمالي الذين استضافوا النازحني في منازلهم، من النقص في املساعدات، ويشكون التفاوت في حجم املستلزمات اإلغاثية التي تُقدم ملراكز اإليواء، مقارنة مع تلك التي تُقدَّم إلى املنازل. وفـتـحـت مـــراكـــز اإليـــــواء والــبــيــوت أمـــام نــــازحــــي الـــبـــقـــاع أســــــوة بـــقـــرى ديـــــر األحـــمـــر والــــجــــوار الـــتـــي اســتــقــبــلــت آالف الـــعـــائـــات، وتوزعت بني مراكز اإليـواء ومنازل السكان، وبـــاتـــت تـشـكـو اآلن مـــن ضــعــف االســتــجــابــة الرسمية لحاجة النازحني في املنازل، مقارنة بما عليه في املدارس، رغم أن الفارق باألعداد كبير. واســتــقــبــل أبـــنـــاء الـــقـــرى الــتــي تسكنها أغلبية سنّية ومسيحية في البقاع الشمالي، أصـــدقـــاءهـــم ومــعــارفــهــم الـــنـــازحـــ مـــن قــرى بعلبك وجوارها. لكن تدفق اآلالف إلى املنازل فرض أعباء على أصحابها. إزاء هــــذا الــــواقــــع، أطــلــق رئــيــس اتــحــاد بــــلــــديــــات بـــعـــلـــبـــت، شـــفـــيـــق شــــــحــــــادة، نـــــداء للمساعدة. وقال شحادة لـ«الشرق األوسط»: «إمـــــكـــــانـــــات االتــــــحــــــاد فـــــي هـــــــذه الـــــظـــــروف، مـتـواضـعـة. نـنـاشـد الــدولــة اللبنانية تأمني األدويــــــــة واالحـــتـــيـــاجـــات األســـاســـيـــة ألهـلـنـا الصامدين في منازلهم والتطلع إليهم؛ فهم أولى باملساعدات». وقــــــــال: «أنـــــــا كـــرئـــيـــس اتــــحــــاد بـــلـــديـــات تــوجــهــت بـــنـــداءات اسـتـغـاثـة لـكـل املـنـظـمـات الـــدولـــيـــة والــجــمــعــيــات األهـــلـــيـــة فـــي منطقة الــــبــــقــــاع الــــتــــي تُـــعـــنـــى بـــــشـــــؤون الــــنــــازحــــ ، بــــالــــوقــــوف إلـــــى جـــانـــب أهـــلـــنـــا الـــصـــامـــديـــن، ووعــدنــا خــيــرًا»، الفـتـا إلــى «أنــنــا، فـي اتحاد بلديات بعلبك، لم نقصر، والتقديمات كانت ضــمــن اإلمـــكـــانـــيـــات املــــوجــــودة فـــي املـنـطـقـة، بــمــســاعــدة جـمـعـيـات أهــلــيــة ومــفــتــي بعلبك الهرمل الـــذي وضــع بتصرف الـنـازحـ عدة صــاالت تابعة لـأوقـاف، فضل عـن املحافظ بشير خضر الذي يعمل بجهد ليؤمن كل ما يلزم للنازحني». ضمن مراكز اإليواء وتركز الجمعيات األهلية في الشهر األول مـــن الـــحـــرب عـلـى الـعـمـل فـــي مـراكـز اإليـواء. يقول رئيس «الجمعية اللبنانية لـــلـــدراســـات والــــتــــدريــــب»، رامـــــي الـلـقـيـس: 91000 مطابخ. نوزع يوميا 7 «إننا فتحنا وجبة طعام فـي قـرى زحلة وديــر األحمر وبعلبك وراس بعلبك والـقـاع وعـرسـال»، 16000 فــــراش و 1000« الفــتــا إلـــى تــوزيــع ألف لتر مياه على منازل 400 قارورة ماء و الـسـوريـ والـلـبـنـانـيـ ، وقـمـنـا بأنشطة دعــــم اجــتــمــاعــي نـفـسـي وتــرفــيــهــي ألكـثـر طفل للخروج من أجـواء الحرب 1000 من مــــدرســــة ومــــركــــز إيـــــــــواء». وشــــدد 11 فــــي اللقيس على «أولــويــة تـوزيـع املـسـاعـدات خـــارج مـراكـز اإليــــواء عند الـحـصـول على التمويل». بلدة الفاكهة وتــــدفَّــــق اآلالف إلــــى الـــقـــرى املـحـيـطـة خــــال شــهــر عــلــى انـــطـــاق الـــحـــرب. وتُــعــد بلدة الفاكهة التي تسكنها أغلبية سنّية في البقاع الشمالي، التي تربطها علقات مصاهرة مع قرى الجوار، األكثر اكتظاظا بالنازحني القادمني من قرى قضاء بعلبك والبقاع الشمالي. وفتحت البلدة منازلها 20 أمام النازحني، ووصل عددهم إلى نحو ألف شخص يتوزعون على املنازل ومراكز اإليواء املؤقتة. يـصـل عـــدد املـقـيـمـ بـاملـنـزل الــواحــد فــردًا 23 غـــرف إلـــى أكـثـر مــن 3 املــؤلــف مــن يقطنون إلى جانب أصحابه اآلن: «ريثما تنتهي املحنة، وتعود هـذه العائلت إلى منازلها»، كما يقول الدكتور في العلقات الـــدولـــيـــة حـــاتـــم مــحــيــي الـــديـــن الـــــذي فتح أبـــــواب مـــنـــازل األقــــــارب والـــجـــيـــران ألبــنــاء القرى املجاورة من النازحني. ويضيف: «شكَّلنا لجانا شعبية في املناطق ملساعدة الـنـازحـ ، وعملنا على تأمني املسكن والطبابة»، مضيفا: «نسمع حصة تموينية، لكن 2000 أنه وصل إلينا حتى اآلن لم نر أي شيء». ألف نازح 20 وتـــحـــت هــــذا الــضــغــط، فـتـحـت الــعــائــات مـنـازلـهـا لــلــقــادمــ . فـــي الــفــاكــهــة، يستضيف أسـر. أما املـدارس 3 كل منزل ما بني أسرتني و فـتـكـتـظ بـــالـــنـــازحـــ . ويـــقـــول املــنــســق بـــ دار فـــتـــوى بـعـلـبـك الـــهـــرمـــل والــجــمــعــيــات األهــلــيــة واملــدنــيــة مـحـمـد الـــرفـــاعـــي، إن هــنــاك أكــثــر من نـازح في مراكز إيــواء تتوزع بني مدينة 3500 بـعـلـبـك وبـــلـــدات الـطـفـيـل ومــعــربــون والـفـاكـهـة وعــــرســــال، ولــكــن هــــذا الـــعـــدد تـقـابـلـه أضــعــاف هــذه األرقــــام فـي املــنــازل؛ حيث فتح أبـنـاء تلك الـــبـــلـــدات الـــتـــي يــغــلــب عـــلـــى ســكــانــهــا الــطــابــع الـسـنـي، مـنـازلـهـم لـلـنـازحـ . ويــقــول الـرفـاعـي إن «املنظمات الدولية لم تضع خطة تعاط مع العائلت فـي املـنـازل املضيفة»، مشيرًا إلـى أن «هناك أعــدادًا مضاعفة. اآلالف مـوجـودون في املنازل، ومعظم أصحاب املنزل املستضيفة هم من أصحاب الدخل املـحـدود؛ فاملطلوب وضع خطة ملـسـاعـدة الـعـائـات خـــارج مـراكـز اإليـــواء لـيُــصـار إلـــى تـوزيـعـهـا عـلـى املـجـتـمـع املضيف ضمن رؤية واضحة». القرى المسيحية في القرى املسيحية، يتكرر املشهد. يقول راعي أبرشية راس بعلبك، األب إبراهيم نعمو، إنه «من أقل الواجب أن نقوم بواجبنا اإلنساني والوطني تجاه أهلنا»، ويشير إلى أن الكنيسة «تتابع شـؤون النازحني للسبوع الرابع على 10 الـتـوالـي». احتضنت ديـر األحـمـر أكثر مـن آالف نازح لم يبرم منها أي عقد إيجار بني مالك أو مستأجر، ويقول رئيس اتحاد بلديات دير األحمر ورئيس بلدية بتدعي جان الفخري إن «جميع النازحني من قرى البقاع الشمالي هم ضيوف مؤقتون لـدى الجيران مـن أهـالـي دير األحمر»، الفتا إلى «أننا فتحنا قلوبنا قبل أن نفتح منازلنا واستقبلنا أهلنا في الكنائس». وقــال: «رغــم التوجه السياسي، كانت (القوات الـــلـــبـــنـــانـــيـــة) ســـبـــاقـــة فـــــي الـــتـــعـــاطـــي مـــــع هـــذا املوضوع من الجانب اإلنساني وفتحنا قلوبنا ألهلنا من أبناء املنطقة». ويــشــيــر الــفــخــري إلــــى أن عــــدد الــنــازحــ 13 إلـــى ديـــر األحــمــر وقــــرى الـــجـــوار «تـــجـــاوز الــــ فــي املـــنـــازل، وشكلنا منذ 10500 ألــفــا، بينهم اليوم األول بالتعاون مع مطرانية دير األحمر املارونية ومنسقية (القوات اللبنانية) والبلدية والجمعيات، لجنة طـوارئ مركزية مع مراعاة ســامــة الـــغـــذاء والـــوضـــع الــصــحــي والــنــظــافــة، وبدأنا التعاطي مع الجهات املانحة وما زلنا نعمل بنفس النمط». 7 حرب متعددة الخرائط NEWS لم يتأخر أبناء القرى التي تسكنها أغلبية سنية ومسيحية في البقاع الشمالي عن استقبال أصدقائهم ومعارفهم النازحين من قرى بعلبك وجوارها ASHARQ AL-AWSAT Issue 16770 - العدد Sunday - 2024/10/27 األحد الجئون في باريس: هدير الطائرات ال يزال في آذاننا تأشيرات فرنسا بدت أكثر صعوبة للبنانيين بسبب «األولويات» وصلت اللبنانية جمانة سليمان حيدر مؤخرًا إلى فرنسا هربا من الحرب في بلدها، وقالت لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «ما زلت أســمــع هــديــر الــطــائــرات اإلسـرائـيـلـيـة مخترقة جدار الصوت» وأُعاني «رهابا». أكتوبر 2 قـصـدت هــذه املــــرأة بــاريــس فــي أيام 10 (تشرين األول) مع زوجها جهاد، بعد عــلــى بــــدء الــجــيــش اإلســـرائـــيـــلـــي حـمـلـة غــــارات جوية مكثفة على معاقل «حزب الله» في لبنان. وكـــان الـــزوجـــان يـرغـبـان بـــزيـــارة أبـنـائـهـمـا في فرنسا والبقاء بضعة أيـام، لكنهما مـدّدا فترة عاما) بحزن: «لم نعد 64( إقامتها. وقال جهاد قـــادرَيـــن عـلـى املـــكـــوث هـــنـــاك، وال الـــذهـــاب إلـى العمل وال البقاء فـي املــنــزل». وأضـــاف جالسا فـــي شــقــة تــعــود ألبــنــائــه فـــي بــولــونــي بــإحــدى ضــواحــي بــاريــس: «كـنـا نسمع الـقـصـف طــوال الوقت، بشكل شبه يومي». وعـلـى غـــرار هـــذا الـثـنـائـي، مــا زالـــت آثــار الـحـرب تلحق كريستيل كـبـول، التي وصلت أكتوبر ملتابعة دراستها 13 إلـى بـاريـس منذ الـــجـــامـــعـــيـــة. وقــــالــــت بـــصـــوت مـــرتـــجـــف: «فـــي فرنسا، أشـعـر بالصدمة مـن أصـــوات املدينة، وقــد أرتـجـف لــدى سـمـاع صــوت مـتـرو أو غلق أبـــــــواب»، مــضــيــفــة: «لــــم أتــمــكــن مـــن الـــنـــوم في لبنان. وحاليا تـراودنـي كوابيس وتلحقني صــــور أطـــفـــال يـــمـــوتـــون وتـــفـــجـــيـــرات، وأعـــانـــي األرق». عـامـا) تقطن 29( وكـانـت الشابة البالغة عـلـى بـعـد بـضـعـة كـيـلـومـتـرات فـقـط مــن مكان الغارات اإلسرائيلية التي أدت إلى مقتل األمني 27 الــعــام لـــ«حــزب الــلــه» حـسـن نـصـر الــلــه، فــي سبتمبر (أيــلــول). وقـالـت كريستيل: «سمعت سـلـسـلـة تـفـجـيـرات كـأنـهـا زلــــــزال». وأضـــافـــت: «احتميت تحت مكتبي»، معترفة بشعورها «بالخوف» و«العجز». وأكـــــدت الــشــابــة أنــهــا تـــــرددت كـثـيـرًا قبل اتخاذ قرارها العودة إلى باريس، وأن الشعور بــ«الـذنـب» ينتابها ملـغـادرة بلدها، خصوصا أنها منضوية في جمعية تقدم الدعم للنازحني اللبنانيني في بيروت. ومنتصف أكتوبر، أعلن وزير الخارجية آالف 3 الــفــرنــســي جــــان نـويـل بـــــارو، أن نــحــو مـــواطـــن فـرنـسـي «عـــــادوا إلـــى فــرنــســا» بسبب الـــحـــرب. وفــــي حـــ أكـــــدت فــرنــســا مــــرة أخـــرى عـلـى لـسـان بــــارو، األربـــعـــاء، أنـهـا «لـــن تتخلى عن لبنان»، وأن «الخارجية» الفرنسية تقوم بـــمـــســـاع لــــم تـــنـــجـــح فــــي الـــتـــوصـــل إلــــــى وقـــف إلطلق النار، أعرب لبنانيون التقتهم «وكالة الــصــحــافــة الــفــرنــســيــة» عـــن اســتــيــائــهــم، لـعـدم تمكن أقاربهم من الحصول على تأشيرات. وتقيم يارا غربية في بربينيان منذ عام، وتـحـاول منذ أكثر مـن شهر إحـضـار والدتها وشـقـيـقـتـهـا الـصـغـيـرة إلـــى فــرنــســا؛ لـكـنـهـا لم تنجح. والحظت «وكالة الصحافة الفرنسية»، ،)TLScontact( » أن موقع «تي إل إس كونتاكت الــجــهــة الـــوحـــيـــدة املـــخـــولـــة إصــــــدار تــأشــيــرات فرنسية للبنانيني، يعمل ببطء. وقــــــالــــــت يـــــــــــارا: «كـــــنـــــا نــــظــــن أن فـــرنـــســـا بــــجــــانــــبــــنــــا». وردًا عــــلــــى ســـــــــؤال لـــــ«وكــــالــــة الصحافة الفرنسية»، أفـادت وزارة الخارجية الفرنسية بــأن موظفي القنصلية فـي بيروت «وضــــعــــوا عـــلـــى أهـــبـــة االســــتــــعــــداد» ملــســاعــدة الرعايا الفرنسيني، الفتة النظر إلى أن خدمة التأشيرات «تركز على األولويات حاليا». مسافرون ينتظرون الصعود إلى طائرتهم في مطار بيروت الدولي (أ.ف.ب) باريس: «الشرق األوسط» تدفق إلى القرى السنية والمسيحية... والمساعدات تتركز في مراكز اإليواء عائالت بكل منزل 3 : نداءات إلغاثة النازحين في بيوت البقاع الشمالي متطوعون يعدون وجبات الطعام للنازحين إلى مراكز إيواء مؤقتة في بعلبك بشرق لبنان (أ.ف.ب) بعلبك (البقاع اللبناني): حسين درويش النزوح ينعش أسواق طرابلس ومناطق جبل لبنان فــي قـلـب مـديـنـة طــرابــلــس، حـيـث الـسـوق الشعبي، بالقرب من ساحة التل، تدخل سيدة نـازحـة أحــد مـحـال األلـبـسـة هـنـاك، وتـسـأل عن ســتــرة صـوفـيـة تـقـي مــن بـــرد أكـتـوبـر (تـشـريـن األول). تقول السيدة لـ«الشرق األوسط»: «نزحت إلى الفوار، في قضاء زغرتا، قبل شهر. حينها جلبت معي ثيابا صيفية، لكن درجات الحرارة بــاتــت تنخفض جـــدًا فــي الـلـيـل وعــنــد سـاعـات الـصـبـاح األولـــــى، لـــذا أتــيــت الــيــوم إلـــى الـسـوق ألشتري ثيابا شتوية». وبـات سوق طرابلس، وهو سوق شعبي تراثي يعود بناؤه لعدة قـرون سابقة، مقصد النازحني، يأتون إليه من مناطق قريبة وبعيدة لـــشـــراء مـــا يـحـتـاجـونـه مـــن خــضــار وحــلــويــات ومـابـس وحـاجـيـات أسـاسـيّــة أخـــرى، بأسعار زهـــيـــدة. وهـــو فـــي األصـــــل، يـشـكـل قـبـلـة أهـالـي املـنـطـقـة مـــن أبـــنـــاء الـــدخـــل املـــحـــدود والـفـقـراء، وكذلك السياح، عربا وأجانب، الذين يتجولون فــي شـــوارعـــه ويــتــذوقــون مــأكــوالتــه الـشـعـبـيّــة، مثل الكعكة الطرابلسية واملغربية، ويشترون حلويات لطاملا ذاع صيتها. يـــقـــول أحـــــد أصــــحــــاب املــــحــــال الـــتـــجـــاريّـــة لــــ«الـــشـــرق األوســــــــط»: «بـــالـــتـــأكـــيـــد، لــقــد ملسنا إقباال ملحوظا على شـراء األلبسة، لكن أكثره كان على تخفيضات نهاية املوسم». ويضيف: «شــراء امللبس ليس خيارًا بالنسبة لنازحني كثر. هم مضطرون بسبب تبدل أحوال الطقس، مــن مـعـتـدل إلـــى بــــارد، وألنــهــم أخـــرجـــوا معهم عند النزوح بضع حاجيات لم ولن تكفيهم في األيام املقبلة». ويروي التاجر حكايا الناس مع النازحني ممن قصدوه لشراء امللبس، ومآسي أصدقاء وأقـــــارب لـــه، مـنـهـم مـــن دُمــــر بـيـتـه فـــي بــيــروت، وآخر قتلته إسرائيل في غارة على مقر البلدية فــي منطقة النبطية (جــنــوب لـبـنـان). ويـقـول: «نـعـيـش تـفـاصـيـل الـــحـــرب الــيــومــيّــة مـــن خـال وجوه الناس النازحة، التي تختلف ملمحها عـمـن يـقـصـدونـنـا للتسوق مــن أهــالــي املنطقة هنا». فـــي أحــــد شــــــوارع الـــقـــبـــة، تـــحـــديـــدًا شـــارع الـــجـــديـــد هــــنــــاك، يـــقـــول أحـــــد أصــــحــــاب املـــحـــال التجاريّة لـ«الشرق األوسـط»: «تضاعف املبيع لـدي منذ نزحت العائلت اللبنانيّة مع بداية الـــعـــدوان إلـــى املـنـطـقـة، خـصـوصـا وأنــنــي أبيع حاجيات أساسية تحتاجها كل عائلة في أي مـــنـــزل، مـثـل أدوات الـتـنـظـيـف وأدوات املطبخ وحاجيات أخـرى كثيرة». ويضيف: «فـي هذه الفترة، زاد مدخولي بشكل ملحوظ». وقــــد ملـــس الـــتـــجـــار، كــمــا الــــنــــاس، ارتـــفـــاع األسعار في طرابلس والشمال عموما، مقارنة مـع مـا قبل الـــعـــدوان، وهـــذا مـا يـؤكـده صاحب متجر فـي القبة: «لقد ارتفعت أسـعـار الجملة علينا، مـا اضـطـرنـا حكما لـرفـع األســعــار على الـزبـائـن، ونحن نخاف مـن استمرار ارتفاعها طوال فترة النزوح والحرب»، علما بأن أسعار الــســلــع تـخـتـلـف بـــ مــحــل وآخـــــر فـــي الـــشـــارع نـــفـــســـه، وكـــــذلـــــك بـــــ مـــنـــطـــقـــة وأخـــــــــرى داخـــــل ًطرابلس. مناطق الجبل أيضا على امتداد مناطق النزوح، ال سيّما في املناطق الجبلية، مثل جبيل وعاليه والشوف وغـــيـــرهـــا مــــن املـــنـــاطـــق، نــشــطــت حـــركـــة الـبـيـع والـــشـــراء، ولــو بنسب مختلفة، وفــي قطاعات محددة، وهذا ما يؤكده عضو املجلس البلدي فـــي عــالــيــه فــــادي شـهـيـب لــــ«الـــشـــرق األوســــط» قــائــاً: «لـقـد نشطت حـركـة الـبـيـع والـــشـــراء في مــديــنــة عـــالـــيـــه، خــصــوصــا وأن أعــــــداد الــنــاس املـــســـتـــأجـــرة فــــي املـــنـــطـــقـــة كـــبـــيـــرة، وبـــالـــتـــالـــي فـــإن عــائــات كـثـيـرة احـتـاجـت لــشــراء لـوازمـهـا األساسية لها وللمنازل التي سكنتها، وكذلك هــي الــيــوم تــقــوم بــشــراء املــابــس بـسـبـب تبدل األحوال الجوية وانخفاض درجات الحرارة في املنطقة، وهي جبلية باردة». بيروت: حنان حمدان

RkJQdWJsaXNoZXIy MjA1OTI0OQ==