issue16769

8 حربمتعددةالخرائط NEWS ASHARQ AL-AWSAT Issue 16769 - العدد Saturday - 2024/10/26 السبت «قسد» تعلن مقتل جنود أتراك ومقاتلين من فصائل المعارضة عشرات الضحايا بغارات تركية مكثفة علىشمالشرقيسوريا جدّدت تركيا غاراتها الجوية المكثفة على مناطق متفرقة في إقليم «شمال شرقي سوريا» منذ فجر أمـــس، واسـتـهـدفـت مـقـراً عـامـا لقوى الأمن الداخلي ونقاطا عسكرية لـ«قوات سوريا الـديـمـقـراطـيـة» (قــســد) فــي مـديـنـة الـقـامـشـلـي، التابعة لمحافظة الحسكة، كما قصفت حقول موظفين 7 نفط السويدية؛ ما أسفر عن سقوط مـدنـيـ ، وذلـــك فـي أعـقـاب تبني حــزب العمال الكردستاني الهجوم على مقر الشركة التركية لصناعات الطيران والفضاء «توساش» الواقع أشخاص. 5 قرب العاصمة أنقرة وأودى بحياة وأعـلـنـت «قـسـد» تنفيذ عملية تسلّل في مــنــاطــق الــعــمــلــيــات الــتــركــيــة بـــريـــف الـحـسـكـة، اســتــهــدفــت قـــاعـــدة تــركــيــة وأســـفـــرت عـــن مقتل جـنـود أتــــراك ومـقـاتـلـ مــن فـصـائـل المـعـارضـة المـــســـلـــحـــة، فــــي وقـــــت تـــفـــقـــدت دوريـــــــة أمــيــركــيــة المناطق التي تعرّضت للقصف. وتــحــدث شـهـود عـيـان وســكــان أكــــراد عن تـصـاعـد أعــمــدة الـــدخـــان وســحــب ســــوداء على مـدن القامشلي ورميلان والسويدية وعامودا بريف محافظة الحسكة، إضافة إلى مدينة عين العرب (كوباني) إثـر الـغـارات التركية المكثفة، وســـمـــاع أصـــــوات الانـــفـــجـــارات الــتــي هــــزّت تلك المناطق، كما ذكرت طواقم طبية وفرق إسعاف أن الكثير من الجرحى نُقلوا إلى المستشفيات حالتهم كـانـت حـرجـة جـــراء تـعـرّضـهـم لنيران وشظايا القصف. ومن بين عشرات المواقع المستهدفة أفران ومــحــطــات كــهــربــاء ومـــواقـــع نـفـطـيـة وحــواجــز أمــنــيــة ومـــطـــاحـــن لــلــحــبــوب والـــدقـــيـــق ومـــراكـــز صحية. وتـداول نشطاء أكـراد عبر حساباتهم وصفحاتهم على مواقع التواصل الاجتماعي مـقـاطـع فـيـديـو وصــــوراً تـظـهـر لـحـظـة القصف الــتــركــي عــلــى مـطـحـنـة مــديــنــة «كـــوبـــانـــي»؛ ما آخرين بجروح 8 أسفر عن مقتل عامل إصابة خطيرة، وأثــار القصف على محطة السويدية موظفين مدنيين 7 النفطية الذي تسبب بمقتل وإصابة العشرات. وقالت قوى الأمن الداخلي لإقليم «شمال شـــرقـــي ســــوريــــا» فــــي بـــيـــان رســـمـــي إن تـركـيـا مـــرة؛ مـا أدى إلــى ارتـفـاع 40 قصفت مناطقها 40 شخصا وإصابة 54 حصيلة الضحايا إلى آخرين بجروح بالغة. وتسبب القصف التركي على «مستوصف الخليج» داخل مركز مدينة القامشلي بأضرار مــاديــة جسيمة أخـرجـتـه عــن الـخـدمـة نهائيا، كما ألحق القصف على مركز «شركة التطوير الــــزراعــــي» و«مــطــحــنــة الـــجـــزيـــرة» بـتـلـف كـامـل الطحين المخزّن فيه. وقال مدير المطحنة أحمد صاروخان في تصريح لـ«الشرق الأوسط»: «إن الـدقـيـق المــخــزّن فـي المـسـتـودعـات كــان أكـثـر من طـن، أُتـلـف بالكامل وهــذا العجز يتحمله 100 العدوان التركي المستمر على مناطقنا». واستهدف القصف الجوي التركي محطة السويدية للغاز فتعرّضت خزاناتها الرئيسية للاحتراق والدمار، وتناثرت أنابيب التوصيل على الأرضوانهارت شبكة التسخين والقواطع الـــرئـــيـــســـيـــة، كـــمـــا تـــســـبـــب الـــقـــصـــف بــانــقــطــاع التيار الكهربائي الــذي يغذي المحطة والقرى المـــجـــاورة، وتـحـولـت خـــزانـــات المـحـطـة وشبكة السخانات والقواطع الرئيسية كتلة متفحمة. وبـحـسـب مـديـر حـقـول الـنـفـط فــي منطقة الرميلان، أحمد إبراهيم، في تصريح لـ«الشرق الأوســط»، فإن تركيا تعمدت استهداف حقول النفط والطاقة عـشـرات المـــرات، بينها «محطة ســـعـــيـــدة» لـــلـــنـــفـــط، و«مـــحـــطـــة عــــــــودة» لـلـنـفـط و«حقل الطفلة» النفطي، و«منشأة الرميلان» الرئيسية، وقال: «حجم خسائر الإدارة الذاتية يفوق مليار دولار جراء الهجمات التركية، وإن هذه الخسائر آخذة في الزيادة جراء مواصلة أنــــقــــرة هــجــمــاتــهــا عـــلـــى المـــحـــطـــات الـــحـــيـــويـــة، وخصوصا الطاقة والوقود والغاز». وتخضع حقول الرميلان لنفوذ وسيطرة «الإدارة الــذاتــيــة» وجـنـاحـهـا الـعـسـكـري قــوات بدعم من تحالف دولي تقوده 2014 «قسد» منذ 2011 واشنطن، وكانت تنتج قبل الحرب سنة 1322 ألف برميل يوميا تُستخرج من 90 نحو بـــئـــراً، أمـــا حــقــول الــســويــديــة المـــجـــاورة فكانت ألـــف بـرمـيـل يـومـيـا، 116 تـنـتـج وحـــدهـــا نـحـو بئراً للغاز الطبيعي. 25 إضافة إلى وجود وتفقدت دوريـــة أميركية صباح الجمعة المناطق التي تعرّضت للقصف التركي. ودخلت عـــربـــات أمـيـركـيـة وجـــنـــود مـــن قــــوات الـتـحـالـف «مـعـمـل الـسـويـديـة لـلـغـاز»، وشــركــة «رمــيــ ن» الــنــفــطــيــة ومـــحـــطـــات نــفــطــيــة ثـــانـــيـــة بـمـنـطـقـة كوجرات في ريف مدينة المالكية (ديريك). وكـــشـــف المـــركـــز الإعـــ مـــي لــــ«قـــســـد»، عن أن قـواتـهـا نـفـذت عمليتَي تسلّل ضـد الجيش الـــتـــركـــي وفـــصـــائـــل المــــعــــارضــــة المــــوالــــيــــة لــهــا، استهدفتا قاعدة تركية في قرى تقع بريف بلدة رأس العين أو «سري كانيه» بحسب تسميتها الكردية، وتتبع محافظة الحسكة «أسفرت عن القضاء على عـدد مـن جنود الاحـتـ ل التركي ومرتزقته وإصابة عدد آخر». ســــــيــــــاســــــيــــــا؛ دعـــــــــــا «مــــــجــــــلــــــس ســــــوريــــــا الـــديـــمـــقـــراطـــيـــة» (مــــســــد) الـــجـــنـــاح الــســيــاســي لــ«قـسـد» فـي بيان نُشر على موقعه الرسمي، مجلس الأمــن الـدولـي وجامعة الـــدول العربية لمــمــارســة أقــصــى الــضــغــوط عـلـى تـركـيـا لـوقـف اعتداءاتها على سيادة سوريا. الدخان يتصاعد من منشأة نفطية استهدفها القصف التركي في محافظة الحسكة أمس(أ.ف.ب) القامشلي: كمالشيخو إردوغانطلب من بوتين دفع التطبيع بين أنقرة ودمشق أعـلــن الـرئـيـس الــتــركــي، رجـــب طـيـب إردوغـــــان، أنـــه طـلـب مــن الـرئـيـس الـــروســـي، فـ ديـمـيـر بـوتـ ، المساعدة في دفع مسار تطبيع العلاقات بين أنقرة ودمــشــق، ولمّـــحَ فـي الـوقـت ذاتـــه إلــى إمكانية القيام بعملية عسكرية موسعة في شمال سوريا؛ لمكافحة الإرهاب، وضمان أمن تركيا. وقــــــال إردوغــــــــــان إنـــــه طـــلـــب مــــن بــــوتــــ ، خـــ ل لقائهما على هـامـش قمة مجموعة «بـريـكـس» في قـازان جنوب روسيا، أن يدعم التواصل بين دمشق وأنــــقــــرة لــتــطــبــيــع الـــعـــ قـــات واســـتـــجـــابـــة الــرئــيــس السوري، بشار الأسد، لدعوته للقائه. وأضــاف إردوغـــان، في تصريحات لصحافيين رافـقـوه فـي طريق عـودتـه مـن روسـيـا، نشرت أمـس: «تــأثــيــر روســـيـــا عـلـى الـحـكـومـة الــســوريــة مــعــروف، طلبنا من السيد بوتين ضمان رد بشار الأسد على دعوتنا، هل سيطلب السيد بوتين من الأسد اتخاذ هذه الخطوة؟ لندع الوقت يجيب على ذلك». وسبق أن وجه إردوغان الدعوة للأسد للقاء من أجل دفع مسار إعـادة العلاقات بين تركيا وسوريا إلـى مـا كانت عليه قبل انـــدلاع الأزمـــة السورية عام ، وكــــرر دعــوتــه الـشـهـر المــاضــي خـــ ل توجهه 2011 للجمعية العامة 79 لـلـمـشـاركـة فــي أعــمــال الـــــدورة للأمم المتحدة في نيويورك. إردوغان ولقاء الأسد وشدد إردوغان على أهمية تطبيع العلاقات مع سوريا من أجـل تعزيز الاستقرار الإقليمي، معربا عــن أمـلـه بـــأن تتخذ حـكـومـة دمـشـق خــطــوات تجاه التطبيع العملي مع تركيا؛ لأن هذا التوجه يمكن أن يكون في صالح الطرفين. وأضــــــــــاف: «نـــتـــطـــلـــع إلــــــى أن تـــفـــهـــم الــحــكــومــة الـــســـوريـــة الـــفـــوائـــد الـــتـــي ســيــوفــرهــا لــهــا الـتـطـبـيـع الصادق والواقعي لعلاقاتها مع تركيا، وأن تتخذ خطواتها وفقا لذلك». فــي الــوقــت ذاتــــه، لمّـــح إردوغـــــان إلـــى أن الــقــوات التركية قد تنفذ عملية عسكرية موسعة في شمال وشرق سوريا في إطار التزامها بمكافحة الإرهاب من منبعه في سوريا. وبـــالإشـــارة إلـــى أن مُــنــفــذَيّ الـهـجـوم الإرهــابــي على مقر شركة صناعات الطيران والفضاء التركية (تـــوســـاش) فــي أنـــقـــرة، الأربـــعـــاء المـــاضـــي، جــــاءا من ســـوريـــا، قــــال إردوغــــــــان: «إن كــــان مـــصـــدر الإرهـــــاب سوريا، فسنتعامل معه من منبعه، وهذا ما قمنا به عقب الهجوم الإرهابي على (توساش)». وشنت القوات التركية ضربات بالطيران المسيّر موقعا تابعا لـقـوات سـوريـا الديمقراطية 40 على (قـــــســـــد)، الــــتــــي تـــشـــكـــل «وحــــــــــدات حـــمـــايـــة الــشــعــب الكردية»، المدعومة من جانب أميركا، والتي تعدها أنقرة امـتـداداً لحزب العمال الكردستاني، المصنف مـنـظـمـة إرهـــابـــيـــة، فـــي ســـوريـــا، فـــي إطــــار الــــرد على هجوم «توساش»، فضلاً عن القصف المدفعي لمواقع «قـسـد» فـي شمال وشـمـال شرقي سـوريـا، مـا ألحق خسائر واسعة في البنية التحتية، ومنشآت الطاقة والمستشفيات والـخـدمـات، فضلاً عـن الخسائر في الأرواح. وقـــــال إردوغــــــــان: «أبــطــالــنــا يـــدافـــعـــون عن مستقبل تـركـيـا بــأرواحــهــم، وسـنـواصـل الـــرد بقوة على كل من يهدد استقرار بلادنا». ويشكل بقاء القوات التركية في شمال سوريا نـقـطـة خـــ ف أســاســيــة بــ أنــقــرة ودمـــشـــق، تعرقل جـــهـــود تـطـبـيـع الـــعـــ قـــات بـيـنـهـمـا بـسـبـب مـطـالـبـة الحكومة السورية بانسحاب القوات التركية، كونه مطلبا رئيسيا من أجل السير في التطبيع. وانـــتـــقـــد إردوغــــــــــان الــــدعــــم الأمــــيــــركــــي لــلــقــوات الكردية، قائلاً إن الولايات المتحدة تحتضن التنظيم الإرهــابــي بـ ذراعـيـهـا لمــدة مـن الـوقـت، لكن عندما تنتهي هذه المدة، ستضطر لأن تتركه لوحده. ورأى أن التنظيم الإرهـابـي (الـوحـدات الكردية - قسد) يستفيد من الاضطرابات في سـوريـا، لكنه يسعى عبثا للاحتماء ببعض الــدول الغربية، لكن هذه الحماية لن تستمر للأبد. الدعم الأميركي لـ«قسد» وعن النقاشات المتعلقة بالانسحاب الأميركي من سوريا، قال إردوغان إن هذه النقاشات مستمرة منذ وقت طويل، وتبين أصلاً من طول النقاشات أن الانسحاب سيكون «تكتيكيا وليس استراتيجيا». وأضـــــــــــاف: «أصـــــبـــــح مـــــن المــــعــــلــــوم أن أمـــيـــركـــا تستخدم التنظيمات الإرهابية في المنطقة من أجل مصالحها، وضمان أمن إسرائيل... واشنطن تقدم كـل أنـــواع المـركـبـات والمــعــدات والـذخـيـرة وكــل الدعم والأموال لإسرائيل». وأكــــــد إردوغــــــــــان أن «تـــركـــيـــا تــــراقــــب عــــن كـثـب جميع الـتـطـورات الـتـي تـجـري بـجـوارهـا، ولا يمكن أن تــــقــــدم أي تـــــنـــــازلات بــــهــــذا الـــــصـــــدد، وســتــحــمــي أراضيها بالتأكيد، وستواصل كفاحها ضد جميع التنظيمات الإرهـابـيـة فـي المنطقة مـن أجــل ضمان مصالحها القومية وأمن حدودها». وجدد الطيران المسيّر التركي قصفه لمناطق في 500 شمال وشرق سوريا، وامتد على شريط طوله منشأة حيوية من محطات 25 كيلومتر، مستهدفا غاز وكهرباء ونفط ومراكز صحية وأفران وصوامع حــبــوب، فــي الـقـامـشـلـي وأريـــــاف مـحـافـظـة الحسكة شمال شرقي سوريا. وأفــاد «المرصد السوري لحقوق الإنـسـان» بأن غارة شنّتها مسيّرات تركية 45 مدنيا قُتلوا في 27 فــي شـمـال ســوريــا وشـرقـهـا، لافـتـا إلـــى أن «الــقــوات الـتـركـيـة كـثّـفـت فـــي شـكـل كـبـيـر هـجـمـاتـهـا الـجـويـة والبرية منذ مساء الخميس». 12 وكـــانـــت «قـــســـد» أعـــلـــنـــت، الــخــمــيــس، مـقـتـل مدنيا على الأقـل بينهم طفلان؛ جـراء غــارات تركية طـالـت مـنـاطـق سـيـطـرة الإدارة الـذاتـيـة الـكـرديـة في شمال وشرق سوريا. وقــــالــــت وزارة الــــدفــــاع الـــتـــركـــيـــة، الـــجـــمـــعـــة، إن هـــدفـــا لـــحـــزب الـعـمـال 120 قـــواتـــهـــا الـــجـــويـــة قـصـفـت الكردستاني و«قسد» في شمال سوريا والعراق، منذ انطلاق العملية الجوية، مساء الأربعاء، عقب هجوم «تــــوســــاش» الإرهــــابــــي فـــي أنـــقـــرة، الـــــذي أعـــلـــن حــزب العمال الكردستاني، الجمعة، مسؤوليته عنه. أنقرة: سعيد عبد الرازق إسرائيل تركز على استهداف المعابر الحدودية الشرعية وغيرها «حزبالله» يسعى لحماية «قاعدته اللوجيستية» فيسوريا مـع تصاعد الـحـرب الـتـي تشنها إسـرائـيـل ضده فــي لـبـنـان، يـسـعـى «حــــزب الــلــه» إلـــى «حـمـايـة قـاعـدتـه الـلـوجـيـسـتـيـة» فــي ســـوريـــا، مــن خـــ ل عـمـلـيـات إعـــادة الانتشار التي ينفذها ضمن المناطق التي يوجد فيها، وذلك بهدف ضمان استمراره في القتال. وذكـــرت مـصـادر محلية فـي مناطق ريـف حمص المحاذية للحدود مع لبنان، أن أعداداً كبيرة من مقاتلي الــحــزب، الـذيـن قَــدَمــوا مـن مناطق شــرق ســوريــا، التي تسيطر عليها ميليشيات «الحرس الثوري» الإيراني وميليشيات تابعة لـه، بقوا في المناطق التي يسيطر عليها الـحـزب فـي ريــف المـحـافـظـة، فـي حـ انسحبت أعداد صغيرة منهم إلى لبنان. وأشارت المصادر إلى أن المقاتلين الجدد تمركزوا مع نظرائهم في مناطق ريف حمص المحاذية للحدود مع لبنان، لافتة إلى أن هؤلاء نادراً ما يظهرون بشكل علني، كما أنهم يقومون، وبشكل دوري، بتغيير أماكن تمركزهم بسبب الـغـارات الإسرائيلية التي تستهدف أماكن وجودهم ومواقعهم بشكل مستمر. بــــدورهــــا، تــحــدثــت مـــصـــادر مـحـلـيـة فـــي منطقة القلمون الغربي بـريـف دمـشـق، المـحـاذيـة للحدود مع لــبــنــان، عـــن أن أعـــــداداً قـلـيـلـة جـــداً مـــن مـقـاتـلـي الـحـزب المنتشرين في قرى وبلدات المنطقة انسحبت إلى لبنان. وقـــــالـــــت المــــــصــــــادر: «إضـــــافـــــة إلــــــى المــــوجــــوديــــن، يأتي مقاتلون جـدد تابعين للحزب، لا نعلم مـن أيـن، وينضمون إلــى المـوجـوديـن، وهــم يـغـيّـرون باستمرار أمــاكــن وجـــودهـــم ضـمـن تـلـك المــنـاطــق خـشـيـة الــغــارات الإسرائيلية». ،2011 مـصـادر متابعة أشـــارت إلــى أنــه قبل عــام كــان لـــ«حــزب الـلـه» وجـــود مـحـدود للغاية فـي المنطقة الـسـوريـة الـحـدوديـة مـع لبنان، ولكن بعد تدخله إلى جــانــب الــجــيــش الـــســـوري فـــي ســـنـــوات الـــحـــرب الأولــــى بـالـبـ د، انتشرت مواقعه مـن محافظة القنيطرة إلى ريف حمص الغربي مروراً بقرى ريف دمشق، الموازية لمواقع الحزب على الجانب المقابل من الحدود. ولـفـتـت المـــصـــادر إلـــى أن الــحــزب بـعـد تـدخـلـه في الحرب السورية، حرص على إيجاد مواقع له وموطئ قدم لمقاتليه في مناطق ريف حمص والقلمون الغربي الشاسعة، المحاذية للحدود مع لبنان. وذكـــــرت المـــصـــادر أن تــجــربــة «حــــرب تـــمـــوز» عــام ، أظــهــرت لـلـحـزب أن لـديـه معضلة لوجيستية، 2006 تمثلت في قلة العمق الاستراتيجي، وقد أمكن التعامل معها من خلال انتشاره الواسع في الأراضي السورية المـحـاذيـة لـلـحـدود مــع لـبـنـان، بـعـد تـدخـلـه فــي الـحـرب السورية. وقالت: «حاليا في ظل الحرب الإسرائيلية، تشكل مناطق انتشار الـحـزب فـي سـوريـا قـاعـدة لوجيستية لـــه... فـي كـل تشكيل عسكري يـوجـد شــيء اسـمـه قسم الــشــؤون الإداريـــــة، وهــو المــســؤول عـن عمليات الـتـزود بالسلاح والمؤن والمال». وأضــافــت: «قـاعـدة (حـــزب الـلـه) اللوجيستية في سوريا، هي قسم الشؤون الإدارية بالنسبة له، للتزود بالسلاح والمـــؤن والمـــال الآتــي مـن إيـــران عبر مـا يسمى طريق طهران - بغداد - البوكمال - حمص - ريف دمشق - البقاع». وأوضـحـت المـصـادر أن مسألة بقاء أو إزالــة هذه القاعدة اللوجيستية هي مسألة حياة أو موت بالنسبة للحزب، وأضـافـت: «يوجد لـدى الحزب مقاتلون كثر، ولكن إذا انقطعت إمدادات السلاح والمؤن والمال فكيف سيقاتل». ولــفــتــت إلــــى أنــــه بـــنـــاءً عــلــى ذلــــك، يـسـعـى «حـــزب الله» جاهداً إلى حماية قاعدته اللوجيستية الوحيدة الـتـي يتم مـن خلالها الــتــزود بـالـسـ ح والمـــؤن والمـــال، على الرغم من تقييد دمشق لتحركات مقاتلي الحزب والميليشيات الإيرانية في الأراضي السورية، مع تزايد احـتـمـالات تـوسـع الــحــرب الـتـي تشنها إسـرائـيـل على الــحــزب فــي لـبـنـان، لتشمل ســوريــا، ومـحـاولـة دمشق تجنبها. وقالت: «المؤشرات تدل على أن الحرب الإسرائيلية عــلــى الـــحـــزب قـــد تـــطـــول، وبــالــتــالــي مـــن المـسـتـبـعـد أن يسحب مقاتليه لا مـن ريــف حـمـص، ولا مـن القلمون الـــغـــربـــي، بـــل الــعــكــس، يـمـكـن أن يـــعـــزز وجــــــوده هـنـاك للإبقاء على قاعدته اللوجيستية»، لافتة إلى أنه كلما طالت حرب إسرائيل على «حزب الله» في لبنان يصبح الأخير بحاجة أكثر لهذه القاعدة، وتصبح احتمالات توسع الحرب لتشمل سوريا، أكثر. ومـــنـــذ تــصــعــيــد حـــربـــهـــا عـــلـــى «حــــــزب الــــلــــه» فـي لبنان كثفت إسرائيل غاراتها على الأراضي السورية، خصوصا في محافظتي حمص وحماة وسط البلاد، وتقول إنها تستهدف بنى تحتية للحزب. واســــتــــهــــدفــــت، صــــبــــاح أمـــــــس، غــــــــارات لـــطـــائـــرات إســرائــيــلــيــة مــعــبــر «جـــوســـيـــه - الــــقــــاع» عــلــى الـــحـــدود اللبنانية السورية، الذي يقع قرب منطقة القصير في ريف حمص؛ ما أدى إلى خروجه عن العمل، وذلك بعد استهداف معبر «المصنع - جديدة يابوس» ثلاث مرات. وتـشـهـد الــحــدود الـسـوريـة - اللبنانية تصعيداً إســـرائـــيـــلـــيـــا عـــلـــى المـــعـــابـــر والــــنــــقــــاط الــــحــــدوديــــة، فـي محاولة لقطع طـرق الإمـــداد عن «حــزب الله» اللبناني والميليشيات الإيرانية الموجودة في سوريا. فـمـنـذ شــهــر، كـثـفـت إســرائــيــل ضـربـاتـهـا الـجـويـة والصاروخية على مواقع يُعتقد أنها تستخدم لنقل الأسلحة والمعدات العسكرية إلى داخل لبنان. وشملت هـذه العمليات المعابر الشرعية وغير الشرعية، التي تقول إسرائيل إنها ممرات تابعة لـ«حزب الله». ووفـــقـــا لــــ«المـــرصـــد الــــســــوري لــحــقــوق الإنــــســــان»، فقد استهدفت إسرائيل الـحـدود السورية - اللبنانية سبتمبر (أيـــلـــول) المـــاضـــي، وامـتـدت 25 مـــرة، مـنـذ 23 هـذه الاستهدافات إلـى عمق الأراضـــي السورية، حيث استهدفت مواقع ومباني تابعة لقوات النظام السوري وأجهزته الأمنية عند الـحـدود بـ البلدين؛ مـا أسفر عن تدمير عدة مواقع، وخروج معابر مهمة شرعية عن الخدمة، وتسبب ذلك بإعاقة حركة مرور النازحين من لبنان باتجاه الأراضي السورية. دمشق: «الشرق الأوسط» أضرار خلفتها غارة إسرائيلية على معبر الجوسية الحدودي بينسوريا ولبنان أمس(أ.ف.ب) 2006 » تجربة «حرب تموز أظهرت للحزب أن لديه معضلة لوجيستية تمثلت بضيق العمق الاستراتيجي

RkJQdWJsaXNoZXIy MTI5OTky