issue16769

3 حربمتعددةالخرائط NEWS «يحاول الجيشالإسرائيلي التوغل عبر محاولات متكررة للاختراق على خمسة محاور بهدف تشتيت قوات (حزبالله)» ASHARQ AL-AWSAT Issue 16769 - العدد Saturday - 2024/10/26 السبت معبران من أصل ثلاثة يربطان لبنان بسوريا... والاقتصاد الضحية الأولى تل أبيب تشدد حصارها على «حزبالله» بإقفال المعابر البرّية اقــتــربــت إســرائــيــل مــن إحــكــام حـصـارهـا البرّي على لبنان بإغلاقها كل المعابر البرّية مـع سـوريـا، باستثناء معبر الـعـبـوديّـة الـذي يربط شمال لبنان بمحافظة حمص السورية، بــانــتــظــار أن تـتـخـذ إســـرائـــيـــل قــــــراراً مـفـاجـئـا بإغلاقه كما فعلت قبل ساعات، حيث قصفت معبر القاع، وهو آخر معبر بين البقاع الغربي والأراضــــــي الـــســـوريـــة، وهــــذا مـــا تـسـبـب بمنع عبور النازحين إلى الأراضي السورية، وفرض تـــحـــدّيـــا إضـــافـــيـــا عـــلـــى الاقـــتـــصـــاد الــلــبــنــانــي المـنـهـك أصــــ ً، وضــيّــق الــخــيــارات أمـــام شحن الصناعات والمنتجات الزراعية إلـى الأسـواق العالمية. وأفـــــــاد وزيــــــر الأشــــغــــال الـــعـــامـــة والــنــقــل علي حمية، بأن غارة إسرائيلية «استهدفت، صباح الجمعة، الجانب السوري من الحدود، 3 وتسببت بقطع المعبر الـثـانـي مـن إجـمـالـي مـعـابـر رئـيـسـيـة». وقــــال حـمـيـة: «خــــرج معبر الــقــاع مــن الـخـدمـة، بـعـد غـــارة إسـرائـيـلـيـة في الأراضـي السورية، على مسافة مئات الأمتار مــــن مـــكـــتـــب الأمـــــــن الـــــســـــوري، والمـــــعـــــروف مـن الجانب السوري باسم معبر جوسيه»، لافتا إلــــى أن الـــغـــارة «قــطــعــت الــطــريــق أمــــام حـركـة الــســيــارات والــشــاحــنــات، لـيـكـون هــنــاك معبر واحد رئيسي بين البلدين قيد الخدمة». قطع شرايين إمداد «حزبالله» تــــأتــــي هــــــذه المـــــمـــــارســـــات الإســـرائـــيـــلـــيـــة بـــذريـــعـــة قـــطـــع شــــرايــــ الإمـــــــــداد، ومـــنـــع نـقـل الأسلحة والـوسـائـل القتالية مـن سـوريـا إلى «حـــزب الـلـه»، وتـعـدّ استكمالاً لحصار جـوّي وبحري على الحزب، بعد أن منعت الطائرات الإيرانية والعراقية من الهبوط في مطار رفيق الحريري الدولي، وأخضعت السفن التجارية القادمة إلى لبنان لتفتيش دقيق. ورأى الخبير الـعـسـكـري العميد يعرب صخر أن إقفال المعابر البرية «يـنـدرج ضمن استراتيجية إسرائيلية تقضي بعزل لبنان عن سـوريـا». وأشـــار إلـى أن «هــذه الاستراتيجية بـدأت بقطع المعابر غير الشرعية، ثم انتقلت إلـى إقفال المعابر الشرعية، بـدءاً بالمصنع ثم القاع، ويبقى معبر العبودية في شمال لبنان الذي اقترب موعد إقفاله على ما أعتقد». وأكد العميد صخر في تصريح لـ«الشرق الأوسـط»، أن «أهمية إقفال معبر القاع وقبله المــصــنــع أنــهــمــا يـــوصـــ ن الــبــقــاعــ الأوســــط والـــشـــمـــالـــي بـمـنـطـقـة الــقــلــمــون الــــســــوري، أي ريــــف دمـــشـــق الـــغـــربـــي، وهــــو مـــا يُـــعـــدُ منطقة نـــفـــوذ الـــفـــرقـــة الـــرابـــعـــة فـــي الــجــيــش الـــســـوري التي يرأسها ماهر الأسد، وتتميز بعلاقاتها الـوثـيـقـة مــع الميليشيات الإيــرانــيــة فــي لبنان وسوريا». «العبودية» أيضاً مرشح للإقفال وكـان سلاح الجوّ الإسرائيلي قد قصف فـي الـرابـع مـن الشهر الحالي منطقة المصنع الـحـدوديـة فـي شــرق لبنان، مـا أدى إلــى قطع المعبر الحدودي الرئيسي، بعدما كان عشرات الآلاف مــن الـلـبـنـانـيـ والــ جــئــ الـسـوريـ قـــد ســلــكــوه هـــربـــا مـــن الــــغــــارات الإســرائــيــلــيــة عــلــى مــنــاطــق عــــدة فـــي لــبــنــان. وقــــال الـجـيـش الإســـرائـــيـــلـــي حــيــنــهــا إنـــــه «دمّـــــــر نــفــقــا تـحـت الـحـدود اللبنانية السورية، كـان (حــزب الله) يستخدمه لنقل كثير مـن الـوسـائـل القتالية لاستخدامها في جنوب لبنان». ولا يــــزال مـعـبـر الــعــبــوديــة الــــذي يـربـط شمال لبنان بريف حمص، الشريان البرّي الـوحـيـد، ويـعـمـل بـكـامـل طـاقـتـه، لـكـن وسـط حـذرٍ شديد، لكون شمال لبنان منطقة غير خاضعة لنفوذ «حــزب الـلـه»، إّ أن الخبير العسكري يعرب صخر، توقّع أن «يتم إقفاله فــي الأيــــام المـقـبـلـة، لأن الإســرائــيــلــي يخشى قربه جغرافيا من مدينة الهرمل الواقعة في أقــصــى الـبـقـاع الـشـمـالـي والمـتـاخـمـة لمنطقة عـكـار فــي شـمـال لـبـنـان». وأشــــار صـخـر إلـى أنــــه «إذا عــمــدت إســـرائـــيـــل إلــــى إقـــفـــال معبر الــعــبــوديــة، تــكــون قــد أحـكـمـت حــصــاراً بـريّـا وجــويــا وبـحـريـا عـلـى (حــــزب الـــلـــه)»، مـذكـراً بـأن «السفن الحربية الأميركية والفرنسية والــبــريــطــانــيــة المــــوجــــودة فـــي عــــرض الـبـحـر المـتـوسّـط، تـراقـب بـدّقـة كـل السفن التجارية المتجهة إلى الموانئ البحرية اللبنانية، بدءاً من قبرصوصولاً إلى حيفا»، مذكّراً بوجود «مـركـز التجسس الـغـربـي فـي قـبـرص، وهو الأكبر في المنطقة، الـذي يـزوّد إسرائيل بكل المعلومات اللازمة». وأثار استهداف إسرائيل المعابر البرّية مــن الـجـهـة الـسـوريـة ولـيـس داخـــل الأراضـــي اللبنانية عــ مــات اسـتـفـهـام، ورأى العميد يعرب صخر أنها «تأتي ضمن خطّة تجنّب ضــرب المـنـشـآت الـرسـمـيـة اللبنانية، مـا دام تدميرها من الجانب السوري يؤدي غرضه»، لافتا إلى أن «الغارات على الجانب السوري تُــــعــــدّ اســـتـــكـــمـــالاً لــقــصــف مــــراكــــز الـتـصـنـيـع الـعـسـكـري ومـــخـــازن الأسـلـحـة الإيــرانــيــة في الداخل السوري، وكأن تلّ أبيب تمهّد لمرحلة تصعيد في الأراضـي السورية التي تصنّف خط الدفاع الثاني لإيران بعد (حزب الله)». وأضـــاف: «هــذه ترجمة لسياسة إسرائيلية واضحة بضرب المنبع قبل ضرب المصبّ». ضربة قاسية للاقتصاد اللبناني إغـــ ق المـعـابـر الـبـرّيـة أرخـــى بثقله على الــوضــع الاقــتــصــادي، وفــاقــم مــن وقـــع الأزمـــة. وأكـــد رئـيـس الهيئات الاقـتـصـاديـة فـي لبنان الوزير السابق محمد شقير، أن «إقفال الحدود البرّية ولّد مشكلة كبيرة في عمليات تصدير المنتجات الصناعية والزراعية اللبنانية إلى الخارج». وقال لـ«الشرق الأوسط»: «مع إقفال المعابر البرّية لا يبقى أمامنا إّ الشحن عبر البحر، وهــذا يحتاج إلــى وقــت أطــول وتكلفة أكبر». ونبّه شقير إلى أن «وقف التصدير عبر البرّ، سيؤدي حتما إلـى ضـرب قطاع الشحن البرّي وتوقّف مئات شاحنات النقل البري عن الـعـمـل، مـا يعني تـوقّـف وسيلة العيش لدى آلاف عائلة لبنانية، عدا التوقّف 10 أكثر من النهائي لأسطول الشاحنات المبرّدة». وأعــــرب شقير عــن خشيته مــن أن تكون الحرب قد «أجـهـزت على الاقتصاد اللبنانية المــنــهــك أســـاســـا بــســبــب أزمـــــة انـــهـــيـــار الـعـمـلـة الوطنية». هارب من الحرب بلبنان يحمل متاعه لاجتياز طريق معبر المصنع بعد استهدافه بغارة إسرائيلية أمس(أ.ب) بيروت: يوسفدياب ساعة... وسقوط قتلى وجرحى مدنيين في الجليل 24 جندياً إسرائيلياً خلال 14 مقتل مواجهات برية «صعبة» فيجنوب لبنان تحتدم المـعـركـة الـبـريـة بـ «حـــزب الله» والجيش الإسرائيلي الذي يحاول التقدم عبر مـحـاور عـــدّة، فـي حـ تتسم مقاومة عناصر «حزب الله» بالصمود حتى الآن، ولا سيما مع تجنّب تل أبيب الزج بمزيد من الآليات والعدد الكبير في هذه المواجهة؛ خشية خسارة عدد كبير من عناصرها، الذين سقط منهم أربعة فــي جــنــوب لـبـنـان، خـــ ل الــســاعــات الأخــيــرة، وفق ما أفادت وسائل إعلام إسرائيلية ليرتفع ساعة. 24 خلال 14 العدد إلى نحو هــــــذا فــــي وقــــــت يــــتــــواصــــل فـــيـــه الــقــصــف الإسرائيلي على الضاحية الجنوبية لبيروت، الـتـي عـاشـت ليلة وُصـفـت بأنها الأعـنـف، في حـــ اســتــمــر الــقــصــف عــلــى الـــجـــنـــوب، حيث ســقــط مـــزيـــد مـــن الــقــتــلــى والـــجـــرحـــى، مـقـابـل مواصلة «حـــزب الـلـه» قصفه شـمـال إسرائيل بــــالــــصــــواريــــخ، حـــيـــث أفــــــــادت وســــائــــل إعــــ م إسرائيلية بسقوط إصابات. ويـــتـــحـــدث الــعــمــيــد المـــتـــقـــاعـــد والــخــبــيــر الــعــســكــري حــســن جــونــي عـــن المــعــركــة الـبـريـة المــســتــمــرة فـــي جـــنـــوب لـــبـــنـــان، مــنــذ أكـــثـــر من ثـــ ثـــة أســـابـــيـــع، واصـــفـــا إيـــاهـــا بـــ«الــصــعــبــة» على الطرفين. ويقول، لـ«الشرق الأوسـط»، إن المعركة البرية تشهد احتداما في المواجهات، حـيـث هــنــاك إصـــــرار إســرائــيــلــي عـلـى الـتـوغّـل الــبــري، وصـمـود مـن «حـــزب الــلــه»، والتركيز، الــــيــــوم، يــنــصــبّ عــلــى مـــحـــور الــعــديــســة - رب ثلاثين - الطيبة، وفي محيط عيتا الشعب. ويـوضـح: «يـحـاول الجيش الإسرائيلي الـــتـــوغـــل عـــبـــر مــــحــــاولات مـــتـــكـــررة لـــ خـــتـــراق عـــلـــى خــمــســة مــــحــــاور بـــهـــدف تــشــتــيــت قــــوات (حـــزب الـلـه)، وتشتيت قـدراتـهـا الـنـاريـة، لكن التركيز، اليوم، على الاتجاه الشرقي باتجاه بـــلـــدة الـــطـــيـــبـــة»، مــضــيــفــا: «يــــحــــاول الـجـيـش الإسرائيلي أن يضغط عسكريا ليتقدم باتجاه بلدة الطيبة، حيث يلقى مقاومة شرسة من قبل (حزب الله)، ما يجعله يبدل في محاولات الــتــقــدم، كـمـا فــعــل، قـبـل يـــومـــ ، فـــي مـحـاولـة الــدخــول عبر بـلـدة رب ثـ ثـ (إلـــى الطيبة)، ومــن ثـم عبر العديسة، لكنه قُـوبـل بمواجهة شرسة من قِبل عناصر (حزب الله)». ويلفت جوني أيضا إلى محاولة الجيش الإســرائــيــلــي الــتــوغــل بــاتــجــاه عـيـتـا الـشـعـب، والالـــتـــفـــاف عـلـيـهـا مـــن جـهـة الـــغـــرب، وهـــو ما لــم ينجح فـيـه حـتـى الآن، وتـشـهـد مـواجـهـات مـــبـــاشـــرة بــــ الـــطـــرفـــ فــــي مـــــــــوازاة تــعــرض البلدة لقصف وغـــارات جوية مكثفة، متوقفا عن استعدادات الحزب اللافتة لهذه المواجهة عـلـى الأرض». ويـصـف مـعـركـة عيتا الشعب بـــ«الــصــعــبــة عــلــى الـــطـــرفـــ »، مـضـيـفـا: «لـكـن ثـبـات (حـــزب الــلــه) يـــدل عـلـى قــــدرات ميدانية لافتة تمكنت، حتى الآن، من التصدي للتفوق العسكري الناري». ويـــتـــوقـــف جـــونـــي عــنــد نــقــطــة عـسـكـريـة أساسية تسهم إلى حد كبير في هذا التوازن؛ وهـــو عـــدم اتـــخـــاذ الـجـيـش الإســرائــيــلــي قـــراراً بزج عدد كبير من الدبابات والآليات، خشية الاســتــهــداف المـبـاشـر، «وهــــذه تشكل معضلة بـالـنـسـبـة إلـــيـــه، بـحـيـث إن عــــدم إدخـــالـــهـــا لن يمكّنه مــن الـتـوغّـل لمـسـافـة بـعـيـدة»، مضيفا: «عـلـيـه أن يقبل بـالـخـسـائـر الـبـشـريـة إذا أراد أن يـتـابـع تـقـدمـه وتـوغـلـه، وبـكـل الأحــــوال إذا استطاع التوغل فسيكون في الـداخـل عرضة للاستهداف بشكل أكبر». ويـلـفـت جــونــي إلـــى مــحــور جــديــد يعمل عليه الإسرائيلي، منذ ثلاثة أيـام، في منطقة كــفــرشــوبــا بـــمـــزارع شــبــعــا، لإشـــغـــال الـــحـــزب، ولـــفـــصـــل جـــبـــهـــة الـــجـــنـــوب عــــن الـــــجـــــولان فـي المستقبل، إذا تطورت الأمـور أكثر، معبراً عن اعتقاده أن مهمة الفرقة، التي تعمل على هذه الجبهة، دفاعية أكثر منها هجومية. ويــــحــــافــــظ «حـــــــزب الـــــلـــــه» عـــلـــى مـــوقـــفـــه، حيث لـم تتقدم الـقـوات الإسرائيلية أكـثـر من أربــعــة أو خمسة كـيـلـومـتـرات فــي لـبـنـان، في أبعد نقطة، وفـق مـا نقلت وكـالـة «أسوشيتد بـــرس» عــن مــســؤول لـبـنـانـي، فــي حــ وصـف مـسـؤول فـي الـقـوات الإسرائيلية «حــزب الله» بـ«إنهم خصم قوي». وأشار، للوكالة نفسها، قائلاً: «إن مقاتلي (حزب الله) مدربون بشكل أفـضـل، وأكـثـر خـبـرة بعد الـقـتـال فـي سـوريـا، ومـسـلّـحـون بـأسـلـحـة أكـثـر تـقـدمـا مـمـا كـانـوا ، خلال حربهم الأخيرة مع 2006 عليه في عام إسرائيل». وفـي إطــار هـذه المـواجـهـات البرية، التي يـسـجـل بـعـضـهـا فـــي الـــقـــرى الـلـبـنـانـيـة، أعـلـن «حــــزب الـــلـــه» أنـــه «اســتــهــدف دبـــابـــة مـيـركـافـا على أطــراف بلدة مـروحـ فـي جنوب لبنان، بــــصــــاروخ مــــوجّــــه، مـــمـــا أدى إلـــــى احــتــراقــهــا وقتل وجرح طاقمها»، كما استهدف «تجمعا لـجـنـود إسـرائـيـلـيـ عـنـد الأطــــــراف الـشـرقـيـة لــبــلــدة عــيــتــرون بــقــذائــف المـــدفـــعـــيـــة»، إضــافــة إلـى تجمع على أطــراف مروحين بصاروخين موجهين، وأوقعوا فيه إصابات مؤكّدة. واستمر القصف على جنوب لبنان، في مـــوازاة اسـتـمـرار إطـــ ق «حـــزب الـلـه» صليات الصواريخ باتجاه شمال إسرائيل، حيث أعلن سقوط قتلى وجرحى، كما نفّذ هجوما جويا بسِرب من المُسيرات الانقضاضية على موقع البغدادي، وأصابت أهدافها بدقة، وفق بيان لــه. وأفــــادت وسـائـل إعـــ م إسرائيلية بمقتل أربـعـة جنود فـي لبنان، ووقـــوع إصـابـات في اســتــهــداف بــلــدة شــومــيــرا بـالـجـلـيـل الـغـربـي، لـيـعـود بـعـدهـا ويـعـلـن الـــحـــزب أنـــه اسـتـهـدف جمعا للقوات الإسرائيلية في ثكنة شوميرا بِصلية صاروخية. جانب من الدمار فيضاحية بيروت الجنوبية التيشهدت ليلة عنيفة من القصف(أ.ف.ب) بيروت: «الشرق الأوسط» إسرائيل توجه «رسالة دموية» للإعلاميين في الجنوب مـنـعـت إســرائــيــل، بــالــنــار، وســائــل الإعــــ م المـحـلـيـة والأجـنـبـيـة المـــوجـــودة عبر مراسليها في الجنوب اللبناني، من استكمال البث والتصوير ونقل صورة حربها المتواصلة هناك، عبر استهداف مباشر لتجمعهم الأساسي في منطقة حاصبيا، التي كانت حتى فجر السبت تُعدّ منطقة آمنة، بحيث إنها لم تتعرض من قبل لأي عملية قصف. صحافيين في غارة معادية 3 وأفـادت «الوكالة الوطنية للإعلام» بـ«استشهاد استهدفت مقر إقامتهم في حاصبيا، هم المصوران في قناة (المنار) التابعة لـ(حزب الله) وسـام قاسم، و(الميادين) غسان نجار، ومهندس البث محمد رضـا». وأصيب إعلاميين آخرين. 3 نتيجة الغارة رسالة لوقف البث وقالت مراسلة تلفزيون «سكاي نيوز» داريـن الحلوة، التي كانت موجودة في الموقع المستهدف، إنهم استيقظوا على دوي انفجار، وإن الغرفة التي كانت توجد بها تبعد أمتاراً قليلة، باعتبار أن الإعلاميين هناك يتوزعون على مجموعة شاليهات. وأشارت الحلوة، في تصريح لـ«الشرق الأوسط»، إلى أنهم انتقلوا قبل نحو شهر تقريبا من منطقة مرجعيون حيث كان تجمعهم، إلى حاصبيا، بعد إيعاز إسرائيلي بالإخلاء، مؤكدة أن الجيش الإسرائيلي يعرف تماما أن الموقع المستهدف هـو تجمع للصحافيين، «وأراد مـن قصفه أن يوجه رسـالـة واضحة بوقف البث ونقل الــصــورة، بحيث إننا نوجد فـي نقطة لا تــزال تخول لنا نقل عمليات القصف وأصوات الاشتباكات، ويبدو أنه لم يعد يريد أن يصل الصوت والصورة». وأوضـحـت الحلوة أن كل الإعلاميين أخلوا المنطقة بعد عملية الاستهداف، وقــــالــــت: «نـــحـــتـــاج بــعــض الـــوقـــت لاســتــيــعــاب مـــا حـــصـــل، وأنـــــا شـخـصـيـا أحــتــاج لاستراحة». وصوّر الإعلاميون الذين كانوا هناك فيديوهات لشاليهات صغيرة بسقوف من القرميد مدمرة بالكامل. وظهر بعضهم وقد غطى وجهه الرماد. وتقع حاصبيا، كيلومتراً جنوب بيروت، وهي قريبة من 50 ذات الغالبية الدرزية، على مسافة نحو الحدود الجنوبية مع إسرائيل، ومن الحدود الشرقية مع سوريا. جريمة حرب وفيما عـدّ وزيـر الإعــ م في حكومة تصريف الأعمال زيـاد المكاري ما حصل «جريمة حـــرب»، قــال لــ«الـشـرق الأوســــط»: «نحن سنتقدم بشكوى لمجلس الأمــن، والأرجــح لليونيسكو، لكن، كما كلنا يعلم، تطبيق أي قــرارات دولية أو قضائية يتوقف حين يتعلق الأمر بإسرائيل». ولفت المـكـاري إلـى أن «الـهـدف مـن القصف المباشر للإعلاميين هـو إسكاتهم وتخويفهم، حيث إننا لا نستبعد أن يتقلص عدد من يوجدون هناك، وبخاصة العاملون مع وسائل إعلام أجنبية، ما يؤدي الغرض الإسرائيلي بحجب الحقيقة والصورة». وأضـاف: «بالإضافة إلى حربه العسكرية الهمجية، يشنّ العدو حربا إعلامية لعلمه بأنها لا تقل أهمية عن المواجهات العسكرية». تخاف توثيقجرائمها مـن جهته، رأى نقيب الصحافة اللبنانية، عوني الكعكي، أن «مــا تقوم به إسرائيل من جرائم بحق الإعلاميين لأنها تخاف من الكاميرا والكلمة ومن توثيق جرائمها، خاصة أننا بتنا فـي زمـن يتم فيه نقل جرائمها مباشرة على الهواء وعلى وسائل التواصل الاجتماعي، وها هي اليوم تحاول التصدي لهذا الواقع». بيروت: بولا أسطيح

RkJQdWJsaXNoZXIy MTI5OTky