issue16768

قـــال مــســؤول فــي مكتب املـبـعـوث األمـمـي الـــخـــاص إلـــى الـيـمـن إن مـــشـــاوراتـــه ونـقـاشـاتـه مـسـتـمـرة مـــع مــســؤولــي «الــبــنــك املــــركــــزي» في صنعاء وعدن؛ إليجاد حلول تقنية ومستدامة؛ لـتـجـنـب انـــهـــيـــار اقـــتـــصـــادي أعـــمـــق، بــمــا فيها تقييم الـعـرض النقدي األمـثـل، وتوحيد سعر الصرف في جميع أنحاء البالد. وكـشـف املــســؤول فـي تصريحات خاصة لـــ«الــشــرق األوســـــط»، عــن أنـــه أجـــرى مناقشات بــــهــــذا الـــــشـــــأن فـــــي صـــنـــعـــاء الـــشـــهـــر الـــحـــالـــي، مـــشـــيـــرًا إلـــــى أن «الـــعـــمـــلـــة املـــــوحـــــدة، والـــقـــطـــاع املصرفي املوحد، يجلبان قوة مالية، وتحفيزًا لالقتصاد»، على حد تعبيره. تأتي تصريحات مكتب املبعوث األممي في وقت تحاول فيه الحكومة اليمنية (املعترف بها دولـيـا) السيطرة على الـتـراجـع الـحـاد في الــعــمــلــة الـــوطـــنـــيـــة، وســــط أوضــــــاع اقــتــصــاديــة ومــعــيــشــيــة مـــتـــدهـــورة تـعـيـشـهـا الــــبــــ د، بـعـد ســنــوات مــن انــقــ ب جـمـاعـة الحوثي 10 نـحـو وسيطرتهم على العاصمة صنعاء بالقوة. وشــــهــــدت الـــعـــمـــلـــة الـــيـــمـــنـــيـــة، الــخــمــيــس، انـــخـــفـــاضـــا قــيــاســيــا فــــي املـــحـــافـــظـــات املـــحـــررة أمـام العمالت األجنبية، حيث بلغ سعر شراء رياالً، وسعر 2026 الدوالر مقابل الريال اليمني رياالً، فيما سجل سعر شراء الريال 2050 البيع رياال للبيع. 535 رياالً، و 532 السعودي ووفق خبراء اقتصاديني يمنيني تحدثوا لـ«الشرق األوســـط»، فـإن الحكومة بحاجة إلى اتخاذ تدابير عاجلة الستعادة ثقة املواطنني، والـــتـــحـــالـــف، واملـــجـــتـــمـــع الـــــدولـــــي. وأكــــــــدوا أن هــذا لـن يتحقق إال مـن خــ ل تعزيز الحكومة بشخصيات اقـتـصـاديـة ذات خـبـرة كـبـيـرة في إدارة األزمات. توحيد العملة والقطاع المصرفي كشف مكتب املبعوث األممي إلـى اليمن، فـي 70 هـــانـــس غــــرونــــدبــــرغ، عــــن أن أكـــثـــر مــــن املـائـة مـن اليمنيني يعانون الفقر، مـع تأكيده أن الـنـسـاء هــن األكــثــر تـــضـــررًا. وفـــي رده على استفسارات من «الشرق األوســط» عن جهوده مــع أطــــراف الـــصـــراع لـتـوحـيـد الـعـمـلـة و«الـبـنـك املــــركــــزي» فـــي صــنــعــاء وعــــــدن، أوضـــــح مكتب غــــرونــــدبــــرغ أن «تــــوحــــيــــد الــــقــــطــــاع املـــصـــرفـــي والعملة خـطـوة أسـاسـيـة لضمان دفــع رواتــب موظفي القطاع العام، وهو أمر حيوي ملاليني اليمنيني». وأشــــــــار املـــــســـــؤول فــــي املــــبــــعــــوث إلــــــى أن مكتبه يعمل مـنـذ بــدايــة األزمــــة املـصـرفـيـة في أبــريــل (نــيــســان) املــاضــي مــع «الـبـنـك املــركــزي» فـي صنعاء وعـــدن على مناقشة حـلـول تقنية ومـسـتـدامـة؛ لتجنب انـهـيـار اقـتـصـادي أعمق، «تشمل تقييم العرض النقدي األمثل، وضمان اســــتــــقــــرار ســـعـــر الـــــصـــــرف، وتـــمـــويـــل اإلنــــفــــاق الحكومي بشكل مستدام». وأكــــد املـــســـؤول أن «املــــشــــاورات مستمرة بشأن هـذه الخيارات وغيرها. ومـؤخـرًا، جرت مــنــاقــشــات هــــذا الــشــهــر فـــي صـــنـــعـــاء». وتــابــع: «نـــؤكـــد مـــجـــددًا أن الـعـمـلـة املـــوحـــدة، والـقـطـاع املصرفي املوحد، يجلبان قوة مالية، وتحفيزًا لــــ قــــتــــصــــاد، وزيـــــــــــادة فـــــي الـــــقـــــوة الـــشـــرائـــيـــة لليمنيني. ولتحقيق مصلحة الـشـعـب، يجب إبقاء هذه القضايا بعيدًا عن التسييس». معركة وقف انهيار العملة مع استمرار انهيار العملة اليمنية، تبدو الــحــلــول املــؤقــتــة غـيـر مــجــديــة، وفـــق مـراقـبـ ، مما يضيّق الـخـيـارات أمـــام الشرعية ملعالجة هـذه األزمــة املعقدة، مما دفـع برئيس الـــوزراء، الــدكــتــور أحـمـد عـــوض بــن مـبـارك، إلـــى وصـف االنــــخــــفــــاض «غــــيــــر املـــــبـــــرر» فــــي ســـعـــر صـــرف العملة بأنه «معركة ال تقل أهمية عن املعركة العسكرية الستعادة الدولة وإنهاء االنقالب». وأضاف بن مبارك في تصريحات حديثة: «التقديرات املالية والنقدية تشير بوضوح إلى أن االنـخـفـاض الـحـاد فـي أسـعـار الـصـرف غير مــبــرر، وغــيــر مـنـطـقـي، وال يـتـنـاسـب مــع حجم الكتلة النقدية املتداولة، وهذا يؤكد أن ما حدث لــم يـكـن عــفــويــا، بــل يـشـيـر إلـــى وجــــود مخطط مدروس يستدعي منا التكاتف ملواجهته». جهود رئاسية مـنـذ عــودتــه إلـــى الـعـاصـمـة املــؤقــتــة عـدن أكـتـوبـر (تـشـريـن األول) الـحـالـي، وجـد 15 فــي رئـــيـــس مــجــلــس الـــقـــيـــادة الـــرئـــاســـي، الــدكــتــور رشـــاد العليمي، نفسه فــي مـواجـهـة تـداعـيـات اقــــتــــصــــاديــــة كــــبــــيــــرة؛ أبــــــرزهــــــا انــــهــــيــــار ســعــر الصرف... هذا الوضع دفع به إلى عقد سلسلة مـــن االجـــتـــمـــاعـــات الـــطـــارئـــة مـــع قـــيـــادة «الـبـنـك املـــركـــزي» و«لـجـنـة إدارة األزمــــات االقـتـصـاديـة واإلنسانية». وكان «البنك املركزي اليمني» في عدن قد قـــرارًا يقضي 2024 ) مـايـو (أيــــار 30 أصـــدر فـي من أكبر البنوك اليمنية 6 بوقف التعامل مع العاملة في مناطق سيطرة امليليشيات؛ هي: «الـــتـــضـــامـــن»، و«الـــيـــمـــن والـــكـــويـــت»، و«الــيــمــن البحرين الشامل»، و«األمل للتمويل األصغر»، و«الـــكـــريـــمـــي لــلــتــمــويــل األصــــغــــر اإلســــ مــــي»، و«اليمن الدولي». إال إن مجلس القيادة الرئاسي والحكومة تــراجــعــا عــن هـــذا الـــقـــرار الحــقــا بـعـد أن أحــدث الـــقـــرار أزمــــة حــــادة مــع االنـقـ بـيـ الحوثيني آنـــــذاك، وبــــررت الـحـكـومـة الــتــراجــع بحسابات مرتبطة بمصلحة الشعب اليمني، والظروف االستثنائية الصعبة التي تمر بها البالد. عدم التزام الحوثيين فـــــي تـــعـــلـــيـــقـــات حــــديــــثــــة، أكـــــــد الــــدكــــتــــور محمد باناجة ، نائب محافظ «البنك املركزي اليمني»، أن البنك استجاب بالكامل لجميع البنود املتفق عليها مع املبعوث األممي؛ بما في ذلك إلغاء جميع اإلجراءات املتعلقة بسحب نـظـام الـــ«ســويــفــت» مــن الـبـنـوك الـتـي لــم تنقل مراكز عملياتها إلى عدن. وأشار إلى أن الطرف اآلخـــــر لـــم يــتــخــذ أي خـــطـــوات مــلــمــوســة، ولــم يصدر حتى بيانا يعبر فيه عن حسن النيات. وبـــــشـــــأن الـــتـــقـــلـــبـــات الــــــحــــــادة فـــــي ســعــر الــــصــــرف، أوضـــــح بـــانـــاجـــة أن هــــذه الـتـقـلـبـات نـتـيـجـة حـتـمـيـة لــتــدهــور الـــوضـــع االقــتــصــادي فــــي الــــبــــ د، «مـــمـــا يـــؤثـــر بــشــكــل مـــبـــاشـــر عـلـى الـقـطـاعـ املــصــرفــي واملــــالــــي». وأكــــد أن إدارة «البنك املــركــزي» تـبـذل جـهـودًا مكثفة لتجاوز هذه التحديات عبر اس تخدام األدوات املتاحة في السياسة النقدية. أهمية اتخاذ تدابير عاجلة يــرى الخبير االقـتـصـادي اليمني، رشيد اآلنــســي، أن الحكومة بحاجة التـخـاذ سلسلة من التدابير لكسب ثقة املواطنني، والتحالف، واملــــجــــتــــمــــع الـــــــدولـــــــي. وفـــــــي تــــصــــريــــح خــــاص لــ«الـشـرق األوســــط»، قــال اآلنـسـي: «لــن يتحقق ذلــــك إال مـــن خــــ ل تــعــزيــز الــحــكــومــة بــكــفــاءات اقـــتـــصـــاديـــة مـــعـــروفـــة وذات خـــبـــرة فــــي إدارة االقتصاد اليمني، باإلضافة إلى وضع برنامج إصالح اقتصادي شامل ومحدد األطر الزمنية، يــــهــــدف إلـــــى تـــعـــزيـــز املـــالـــيـــة الـــعـــامـــة لـــلـــدولـــة، وتــقــلــيــص الـــنـــفـــقـــات، وزيــــــــادة اإليــــــــــرادات غـيـر النفطية، والضغط من أجل استئناف تصدير النفط». وفي رده على سؤال عن احتمال اتخاذ الـحـكـومـة قـــــرارات حــازمــة مـشـابـهـة لـتـلـك التي تــراجــعــت عـنـهـا ضـــد «الــبــنــك املـــركـــزي» الـتـابـع للحوثيني، استبعد اآلنسي ذلك، مشيرًا إلى أن الحكومة تفتقر القدرة على فعل ذلك. وأوضح: «(مـجـلـس الــقــيــادة) لــم يـكـتـف بـإلـغـاء الــقــرارات الـسـابـقـة فـحـسـب، بــل فـــرض أيـضـا حـظـرًا على اتخاذ قـــرارات مشابهة، كما أوضــح (املجلس) أن قـــرار اإللــغــاء جــاء خـدمـة للمصلحة العامة وملصلحة الـشـعـب، فكيف يمكن اآلن التراجع عنه؟». يتابع رشيد اآلنسي: «ال خيار أمام (البنك املـــركـــزي) أو (مـجـلـس الــقــيــادة) ســـوى الـلـجـوء إلى بدائل أخـرى ال تقل تأثيرًا عن قــرارات نقل البنوك إلى مناطق سيطرة الشرعية (...) كما يتوجب على الحكومة إجراء تقييم سريع ألداء جميع املؤسسات اإليـراديـة وتعزيز كفاءتها، بــاإلضــافــة إلـــى الــتــعــاون مـــع (الــبــنــك املـــركـــزي) للعمل على تقليص تهريب العملة األجنبية إلى مناطق سيطرة الحوثيني». 2 أخبار NEWS Issue 16768 - العدد Friday - 2024/10/25 اجلمعة مكتب المبعوث يعد توحيد القطاع المصرفي والعملة خطوة أساسية لضمان دفع رواتب موظفي القطاع العام ASHARQ AL-AWSAT باحثون: المعركة ممكنة إذا توافر الدعم للقوات الحكومية توجس حوثي من عملية عسكرية لتحرير الحديدة بدعم دولي أظهرت تحركات الجماعة الحوثية في اليمن خالل األسابيع األخيرة، إضافة إلى تصريحات كبار قادتها، مخاوف من إطالق عملية عسكرية لتحرير الحديدة وموانئها، وهو ما أكـده قيامها بنقل تعزيزات كبيرة إلى املحافظة الساحلية التي تسيطر عليها بـاسـتـثـنـاء مـديـريـتـي الــخــوخــة، والتحيتا الخاضعتني للحكومة الشرعية. وكـــــانـــــت الــــحــــكــــومــــة الـــيـــمـــنـــيـــة كـــــررت نــــداءاتــــهــــا لــلــمــجــتــمــع الـــــدولـــــي عـــلـــى مــــدار األشهر املاضية منذ بـدء التهديد الحوثي للمالحة البحرية، مـؤكـدة أن الحل األنجع لوقف هجمات الجماعة ضد السفن هو دعم القوات الحكومية، وليس الضربات الغربية التي تقودها الــواليــات املتحدة منذ يناير (كانون الثاني) املاضي. وبـــحـــســـب مـــــصـــــادر مـــطـــلـــعـــة تــحــدثــت لـ«الشرق األوسط»، نقلت الجماعة املدعومة مـــن إيـــــران تــعــزيــزات كـبـيـرة مـــن مـحـافـظـات الـــــجـــــوف وذمـــــــــار وصــــنــــعــــاء وإب بـــاتـــجـــاه محافظة الـحـديـدة فــي األسـابـيـع املـاضـيـة، كما قامت بتقوية تحصيناتها على خطوط التماس، وقامت بحفر املزيد من الخنادق وزرع املزيد من حقول األلغام؛ تحسبا ألي معركة مفاجئة يمكن أن تقوم بها القوات الحكومية بإسناد دولي. وعـــلـــى الـــرغـــم مـــن أن مــعــركــة مـــن هــذا الـــقـــبـــيـــل تـــحـــتـــاج إلــــــى دعــــــم دولــــــــي واســـــع لتشكيالت الجيش اليمني من أجل تحقيق هذا الهدف، خصوصا مع النظر إلى اتساع الـرقـعـة الـجـغـرافـيـة الــتــي تمثلها محافظة الـــحـــديـــدة، فــــإن بــاحــثــ يـمـنـيـ يـــــرون أن الفرصة سانحة إلطــ ق مثل هـذه املعركة، شريطة أن تتلقى القوات الحكومة اإلسناد الكافي والغطاء الدولي. وفــــــي حـــــ لـــــم تـــتـــضـــح أي مــــؤشــــرات مـيـدانـيـة عـلـى وجــــود قــــرار عـسـكـري يمني بالتحضير ملثل هذه العملية، فإن املخاوف تـــثـــور مـــن نـــوايـــا الــجــمــاعــة الــحــوثــيــة الـتـي كانت حشدت خالل األشهر املاضية عشرات اآلالف مـن املجندين الـجـدد، األمــر الــذي قد يـدفـعـهـا إلـــى اســتــبــاق أي هــجــوم بالسعي لتوسيع مـنـاطـق سيطرتها عـلـى الشريط الـسـاحـلـي بــاتــجــاه الــخــوخــة واملـــخـــا وبـــاب املندب. وكــــانــــت الـــــقـــــوات الـــيـــمـــنـــيـــة املــشــتــركــة ممثلة فـي ألـويـة املـقـاومـة الوطنية وألـويـة العمالقة واأللــويــة التهامية قـد استطاعت أن تحاصر الجماعة الحوثية 2018 في عام 3 في مدينة الحديدة، وأن تصل إلـى نحو كيلومترات من امليناء الرئيسي. غــيــر أن الــضــغــوط الـــدولـــيـــة واألمــمــيــة حــــالــــت دون إتـــــمـــــام املـــهـــمـــة تـــحـــت ذرائــــــع إنــــســــانــــيــــة، وصـــــــــــوال إلـــــــى إبـــــــــــرام «اتـــــفـــــاق سـتـوكـهـولـم» بــشــأن الـــحـــديـــدة، وانـسـحـاب القوات املشتركة من طرف واحد إلى أماكن تموضعها الحالية فـي الجنوب على بُعد كيلومترًا من مدينة الحديدة. 125 نحو إمكانية المعركة حـــــول إمـــكـــانـــيـــة حـــــــدوث املــــعــــركــــة، يــؤكــد الباحث واملحلل السياسي اليمني، عبد الستار الـــشـــمـــيـــري، فـــي الـــبـــدايـــة، وجـــــود اســـتـــعـــدادات حــوثــيــة مـسـتـمـيـتـة لـلـتـمـسـك بـــالـــحـــديـــدة، في مــقــابــل أحــــاديــــث تـــــدور حــــول بـــســـاط الـــتـــداول الـــعـــســـكـــري عـــبـــر الـــحـــكـــومـــة الـــشـــرعـــيـــة وعـــبـــر قنوات مختلفة دوليا، ملعرفة ما أقصر السبل ملحاصرة الحوثيني والـحـد مـن هجماتهم في البحر األحمر. ويـــقـــول الـشـمـيـري فـــي حـديـثـه لـــ«الــشــرق األوســـط»، إن هـذه األحـاديـث طرحت عبر أكثر مـن جـانـب مـن بينها الحكومة الشرعية التي تــرى أنــه ال حـل مـع الحوثيني لحماية املالحة دون تحرير الساحل الغربي كامالً، بما في ذلك الحديدة والصليف ورأس عيسى. ويرى أن هناك «فرصة سانحة»، إذا كانت هناك ترتيبات من الشرعية اليمنية تستطيع من خاللها إقناع املجتمع الدولي بقدرتها على خــــوض هــــذه املــعــركــة بــدعــم دولـــــي، خـصـوصـا بـعـد تصنيف الـجـمـاعـة الـحـوثـيـة عـلـى لـوائـح اإلرهاب، من قِبَل أميركا. ويشير إلى أن الرؤية األميركية للحوثيني 2015 انقلبت كليا عما كـانـت عليه فـي عـامـي ، وخصوصا بعد الهجمات فـي البحر 2016 و األحـــمـــر، ويـعـتـقـد أنـــه إذا مـضـت هـــذه الفرصة على الشرعية وتــم إحـــ ل الــهــدوء فـي املنطقة بـعـد إخــمــاد مــصــدات إيــــران فــي املـنـطـقـة «فلن تعود هذه الفرصة ثانية». وفق تقديره. ومـــــن نـــاحـــيـــة ثـــانـــيـــة يـــقـــرأ الـــشـــمـــيـــري أن عــمــلــيــات الـــحـــوثـــيـــ بـــاتـــت اآلن فــــي مـنـحـنـى الهبوط، «بل باتت أن تكون صفرًا من حيث الكم والتأثير»، وإذا ما تراجعت أكثر فسيتناسى املجتمع الــدولــي -بـحـسـب تـعـبـيـره- مــا يحدث فـي الـيـمـن، إذ إن اليمن ال يـذكـر إال مـع وجـود عمليات إرهابية سواء من تنظيم «القاعدة»، أو من الجماعة الحوثية. ويؤكد الشميري أن الكرة باتت في ملعب الــحــكــومــة الــشــرعــيــة إذا مـــا لــديــهــا الـجـاهـزيـة إلتــمــام هـــذه الـعـمـلـيـة، كـمـا يعتقد أن املجتمع الدولي سيساندها طاملا أنه «ال يخسر بريا». سياق دولي فـي تقدير الباحث اليمني عبد الوهاب بحيبح أن استنفار الحوثيني فـي الحديدة، وحديث قادتهم عن استشعار هجوم وشيك لــتــحــريــر املــحــافــظــة يـــأتـــي فـــي ســـيـــاق دولــــي؛ حيث يتزايد فيه الضغط ملحاسبة امليليشيا الحوثية على استهدافهم املستمر لخطوط املالحة في البحر األحمر. ويــشــيــر بـحـيـبـح فـــي حــديــثــه لــــ«الـــشـــرق األوسط» إلى أن هذه الهجمات الحوثية، التي نُــفــذت ضـمـن إطـــار األجــنــدة اإليــرانــيــة، تشكل تـــهـــديـــدًا مـــبـــاشـــرًا لــلــتــجــارة الــعــاملــيــة وحــركــة الشحن فـي مـمـرات حيوية، وهــذا يعزز يوما بـعـد يـــوم الـقـنـاعـة الـدولـيـة بــضــرورة تحجيم الحوثيني وجعلهم يدفعون ثمن تصرفاتهم. ويضيف أن مخاوف الحوثيني تضاعفت مع الضغوط املتصاعدة على «حزب الله» في لـبـنـان الـــذي تـعـرض لـضـربـات قـاصـمـة، التي بــلــغــت ذروتــــهــــا بـــاغـــتـــيـــال حـــســـن نـــصـــر الـــلـــه، وأغلب قيادات الحزب، إذ بات املجتمع الدولي أقل تسامحا مع أذرع إيران في املنطقة. ويـــتـــوقـــع بـحـيـبـح أن يـــكـــون الــحــوثــيــون الـــهـــدف الـــتـــالـــي لــتــحــركــات إقـلـيـمـيـة ودولـــيـــة تهدف إلى تقويض نفوذ إيـران ووكالئها في اليمن، خصوصا بعد املغامرات الحوثية في املــمــرات املـائـيـة فــي الـبـحـر األحــمــر، وانــخــراط الجماعة ضمن عمليات مـا يسمى بـ«محور املقاومة». وعـــلـــى غـــــرار مـــا ذكـــــره الـــشـــمـــيـــري، يــرى بـحـيـبـح أن تــحــريــر الـــحـــديـــدة أمــــر مـمـكـن إذا تـلـقـت الـــقـــوات الـشـرعـيـة دعــمــا نـوعـيـا كـافـيـا، حــيــث ســبــق لــهــا أن كـــانـــت عــلــى بُـــعـــد مـرمـى ، لكن 2018 حـجـر مــن تـحـريـر املـديـنـة فــي عـــام الـتـدخـل الـــدولـــي و«اتـــفـــاق سـتـوكـهـولـم» حـاال دون استكمال العملية العسكرية. ويتحدث عن اآلثار اإليجابية الستعادة الحديدة، وفي مقدمة ذلـك تقييد حركة الحوثيني وقدرتهم على تهديد املالحة في البحر األحمر، والحد من نفوذ إيران اإلقليمي، كما سيفقد الجماعة مــــلــــيــــارات الـــــريـــــاالت الــيــمــنــيــة مــــن اإليــــــــرادات الـجـمـركـيـة، وسـيـحـد مـــن قــدرتــهــا عـلـى تلقي السالح اإليراني املهرب. كما يعني فشل الحوثيني في االحتفاظ بالحديدة -وفق تقديره- فقدانهم ومن خلفهم إيــــــران ورقـــــة ضــغــط أســـاســـيـــة مــهــمــة، بينما ســيــضــمــن بـــقـــاؤهـــا اســـتـــمـــرارهـــم فــــي تـهـديـد خـطـوط املـ حـة الـدولـيـة، مما يـعـزز موقعهم كورقة ضغط ومهدد مستمر بيد طهران في صراعات املنطقة. استباق حوثي يــقــرأ املـحـلـل الـسـيـاسـي الـيـمـنـي محمود الطاهر االستنفار الحوثي بأنه يأتي في سياق استباقي من قِبَل الجماعة ألي معركة محتملة النـــــتـــــزاع الــــحــــديــــدة مـــنـــهـــا، ويــــقــــول لــــ«الـــشـــرق األوســط»: «يبدو أن امليليشيا تسعى إلى شن حرب على القوات املشتركة (الحكومية) بهدف اســتــكــمــال الــســيــطــرة عــلــى مـحـافـظـة الــحــديــدة والساحل الغربي». ويؤكد الطاهر أن الجماعة استنفرت كل قواتها في الحديدة ونشرتها على خطوط التماس، إذ إنها بدورها تستعجل هذه الــحــرب وتــريــد استغاللها مــن خـــ ل الـتـرويـج أنها تقاتل إسرائيل في محافظة الحديدة. ويـــؤكـــد أن الــجــمــاعــة تــعــمــل حــالــيــا على زراعة األلغام في عدة مناطق بالحديدة بعد أن كانت األمم املتحدة عملت على إزالة جزء منها، وهــــذا يـشـيـر -وفــــق قـــولـــه- إلـــى أنــهــا تستشعر عملية عسكرية مقبلة بعد أن رفضت كل الطرق الدبلوماسية إلحالل السالم في اليمن. وكـانـت وحـــدات الـقـوات املسلحة اليمنية املــــرابــــطــــة فــــي مــــحــــور الــــبــــرح تــــصــــدت، مــســاء األربـــــعـــــاء، ملـــحـــاولـــة حـــوثـــيـــة ملــهــاجــمــة مـــواقـــع لـــلـــقـــوات املـــشـــتـــركـــة فــــي مـــحـــور الــــبــــرح بـقـطـاع الكدحة، غرب تعز. وأفـــــــاد اإلعـــــــ م الـــعـــســـكـــري الـــيـــمـــنـــي بـــأن وحـــــــدات الـــجـــيـــش فــــي خـــطـــوط الـــتـــمـــاس ردت عـلـى هــجــوم الـحـوثـيـ بـاألسـلـحـة املـتـوسـطـة والـــرشـــاشـــة، وأوقــــعــــت فـــي صــفــوفــهــم خـسـائـر بشرية ومادية وأسكتت مصادر نيرانهم. وذكــــــــر اإلعـــــــــ م الـــعـــســـكـــري أن مــدفــعــيــة الـجـيـش ضـاعـفـت خـسـائـر الـجـمـاعـة الحوثية بضربات مـركـزة على مـواقـع استخدمتها في محاولتها اسـتـهـداف مـواقـع عسكرية للقوات املشتركة. مشهد وزعه الحوثيون الستهداف ناقلة في البحر األحمر (إ.ب.أ) عدن: علي ربيع أن جهود توحيد العملة اليمنية والقطاع المصرفي مستمرة أكد لـ مكتب غروندبرغ: نناقش مع صنعاء وعدن تجنب انهيار اقتصادي أعمق رئيس الوزراء اليمني خالل اجتماعه بقيادة «البنك المركزي» (سبأ) الرياض: عبد الهادي حبتور

RkJQdWJsaXNoZXIy MjA1OTI0OQ==