issue16768

OPINION الرأي 13 Issue 16768 - العدد Friday - 2024/10/25 الجمعة اﻷﻣﻴﺮ أﺣﻤﺪ ﺑﻦ ﺳﻠﻤﺎن ﺑﻦ ﻋﺒﺪاﻟﻌﺰﻳﺰ ﻫﺸﺎم وﻣﺤﻤﺪ ﻋﻠﻲ ﺣﺎﻓﻆ Ghassan Charbel رﺋﻴﺲ اﻟﺘﺤﺮﻳﺮ ﻏﺴﺎن ﺷﺮﺑﻞ ﻣﺴﺎﻋﺪو رﺋﻴﺲ اﻟﺘﺤﺮﻳﺮ ﻋﻴﺪروس ﻋﺒﺪ اﻟﻌﺰﻳﺰ زﻳﺪ ﻓﻴﺼﻞ ﺑﻦ ﻛﻤﻲ ﺳﻌﻮد اﻟﺮﻳﺲ Editor-in-Chief Assistants Editor-in-Chief Aidroos Abdulaziz Zaid Bin Kami Saud Al Rayes ١٩٨٧ أﺳﺴﻬﺎ ﺳﻨﺔ ١٩78 أﺳﺴﻬﺎ ﺳﻨﺔ اﻷﻣﻴﺮ أﺣﻤﺪ ﺑﻦ ﺳﻠﻤﺎن ﺑﻦ ﻋﺒﺪاﻟﻌﺰﻳﺰ ﻫﺸﺎم وﻣﺤﻤﺪ ﻋﻠﻲ ﺣﺎﻓﻆ Ghassan Charbel رﺋﻴﺲ اﻟﺘﺤﺮﻳﺮ ﻏﺴﺎن ﺷﺮﺑﻞ ﻣﺴﺎﻋﺪو رﺋﻴﺲ اﻟﺘﺤﺮﻳﺮ ﻋﻴﺪروس ﻋﺒﺪ اﻟﻌﺰﻳﺰ زﻳﺪ ﻓﻴﺼﻞ ﺑﻦ ﻛﻤﻲ ﺳﻌﻮد اﻟﺮﻳﺲ Editor-in-Chief Assistants Editor-in-Chief Aidroos Abdulaziz Zaid Bin Kami Saud Al Rayes ١٩٨٧ أﺳﺴﻬﺎ ﺳﻨﺔ ١٩78 أﺳﺴﻬﺎ ﺳﻨﺔ اﻷﻣﻴﺮ أﺣﻤﺪ ﺑﻦ ﺳﻠﻤﺎن ﺑﻦ ﻋﺒﺪاﻟﻌﺰﻳﺰ ﻫﺸﺎم وﻣﺤﻤﺪ ﻋﻠﻲ ﺣﺎﻓﻆ Ghassan Charbel رﺋﻴﺲ اﻟﺘﺤﺮﻳﺮ ﻏﺴﺎن ﺷﺮﺑﻞ ﻣﺴﺎﻋﺪو رﺋﻴﺲ اﻟﺘﺤﺮﻳﺮ ﻋﻴﺪروس ﻋﺒﺪ اﻟﻌﺰﻳﺰ زﻳﺪ ﻓﻴﺼﻞ ﺑﻦ ﻛﻤﻲ ﺳﻌﻮد اﻟﺮﻳﺲ Editor-in-Chief Assistants Editor-in-Chief Aidroos Abdulaziz Zaid Bin Kami Saud Al Rayes ١٩٨٧ أﺳﺴﻬﺎ ﺳﻨﺔ ١٩78 أﺳﺴﻬﺎ ﺳﻨﺔ اﻷﻣﻴﺮ أﺣﻤﺪ ﺑﻦ ﺳﻠﻤﺎن ﺑﻦ ﻋﺒﺪاﻟﻌﺰﻳﺰ ﻫﺸﺎم وﻣﺤﻤﺪ ﻋﻠﻲ ﺣﺎﻓﻆ Ghassan Charbel رﺋﻴﺲ اﻟﺘﺤﺮﻳﺮ ﻏﺴﺎن ﺷﺮﺑﻞ ﻣﺴﺎﻋﺪو رﺋﻴﺲ اﻟﺘﺤﺮﻳﺮ ﻋﻴﺪروس ﻋﺒﺪ اﻟﻌﺰﻳﺰ زﻳﺪ ﻓﻴﺼﻞ ﺑﻦ ﻛﻤﻲ ﺳﻌﻮد اﻟﺮﻳﺲ Editor-in-Chief Assistants Editor-in-Chief Aidroos Abdulaziz Zaid Bin Kami Saud Al Rayes ١٩٨٧ أﺳﺴﻬﺎ ﺳﻨﺔ ١٩78 أﺳﺴﻬﺎ ﺳﻨﺔ اﻷﻣﻴﺮ أﺣﻤﺪ ﺑﻦ ﺳﻠﻤﺎن ﺑﻦ ﻋﺒﺪاﻟﻌﺰﻳﺰ ﻫﺸﺎم وﻣﺤﻤﺪ ﻋﻠﻲ ﺣﺎﻓﻆ Ghassan Charbel رﺋﻴﺲ اﻟﺘﺤﺮﻳﺮ ﻏﺴﺎن ﺷﺮﺑﻞ ﻣﺴﺎﻋﺪو رﺋﻴﺲ اﻟﺘﺤﺮﻳﺮ ﻋﻴﺪروس ﻋﺒﺪ اﻟﻌﺰﻳﺰ زﻳﺪ ﻓﻴﺼﻞ ﺑﻦ ﻛﻤﻲ ﺳﻌﻮد اﻟﺮﻳﺲ Editor-in-Chief Assistants Editor-in-Chief Aidroos Abdulaziz Zaid Bin Kami Saud Al Rayes ١٩٨٧ أﺳﺴﻬﺎ ﺳﻨﺔ ١٩78 أﺳﺴﻬﺎ ﺳﻨﺔ اﻷﻣﻴﺮ أﺣﻤﺪ ﺑﻦ ﺳﻠﻤﺎن ﺑﻦ ﻋﺒﺪاﻟﻌﺰﻳﺰ ﻫﺸﺎم وﻣﺤﻤﺪ ﻋﻠﻲ ﺣﺎﻓﻆ Ghassan Charbel رﺋﻴﺲ اﻟﺘﺤﺮﻳﺮ ﻏﺴﺎن ﺷﺮﺑﻞ ﻣﺴﺎﻋﺪو رﺋﻴﺲ اﻟﺘﺤﺮﻳﺮ ﻋﻴﺪروس ﻋﺒﺪ اﻟﻌﺰﻳﺰ زﻳﺪ ﻓﻴﺼﻞ ﺑﻦ ﻛﻤﻲ ﺳﻌﻮد اﻟﺮﻳﺲ Editor-in-Chief Assistants Editor-in-Chief Aidroos Abdulaziz Zaid Bin Kami Saud Al Rayes ١٩٨٧ أﺳﺴﻬﺎ ﺳﻨﺔ ١٩78 أﺳﺴﻬﺎ ﺳﻨﺔ اﻷﻣﻴﺮ أﺣﻤﺪ ﺑﻦ ﺳﻠﻤﺎن ﺑﻦ ﻋﺒﺪاﻟﻌﺰﻳﺰ ﻫﺸﺎم وﻣﺤﻤﺪ ﻋﻠﻲ ﺣﺎﻓﻆ Ghassan Charbel رﺋﻴﺲ اﻟﺘﺤﺮﻳﺮ ﻏﺴﺎن ﺷﺮﺑﻞ ﻣﺴﺎﻋﺪو رﺋﻴﺲ اﻟﺘﺤﺮﻳﺮ ﻋﻴﺪروس ﻋﺒﺪ اﻟﻌﺰﻳﺰ زﻳﺪ ﻓﻴﺼﻞ ﺑﻦ ﻛﻤﻲ ﺳﻌﻮد اﻟﺮﻳﺲ Editor-in-Chief Assistants Editor-in-Chief Aidroos Abdulaziz Zaid Bin Kami Saud Al Rayes ١٩٨٧ أﺳﺴﻬﺎ ﺳﻨﺔ ١٩78 أﺳﺴﻬﺎ ﺳﻨﺔ الرئيس التنفيذي جمانا راشد الراشد CEO Jomana Rashid Alrashid نائبا رئيس التحرير زيد بن كمي Assistant Editor-in-Chief Deputy Editor-in-Chief Zaid Bin Kami مساعدا رئيس التحرير محمد هاني Mohamed Hani هل إدارة التغيير ممكنة؟ بعد االنتخابات األميركية لن تخر السماء على األرض! كــــل حــــديــــث عــــن الــــيــــوم الـــتـــالـــي فــــي غــــــزة وفـــي لــبــنــان مـــمـــزوج بــأمــل عـــربـــي، ألن الـــعـــرب بـــالـــذات ما عــادوا يتحمَّلون القتل والتخريب اليومي والنازية اإلسرائيلية، التي تعيث في األرض فسادًا لكنها ال تكتفي بالقيام بـذلـك، بـل تفخر بأنها سـائـرة قدمًا إلحداث تغيير باتجاه السطوة ألجيال! ولذلك يبدو «الـيـوم الـتـالـي» الـواعـد بوقف الـحـرب مخيفًا أيضًا؛ ألنــه يمكن أن يـكـون دخـــوال فـي العصر اإلسرائيلي! فــلــنــنــظــر فــــي وقــــائــــع الـــســـاحـــتـــن لــنــقــتــرب أكـــثـــر مـن مشكالت الحروب وما بعدها. بـــعـــد تـــصـــريـــحـــات خــــالــــد مـــشـــعـــل فـــــي «تـــقـــديـــر املــــــــوقــــــــف»، وأنـــــــــه انـــــتـــــصـــــار تـــكـــتـــيـــكـــي إلســـــرائـــــيـــــل، واســـتـــراتـــيـــجـــي لــــــ«حـــــمـــــاس» (!) مـــــا عــــــاد أحـــــــد مـن «حــمــاس» للتصريح بــشــيء، خـاصـة وقـــد قُــتـل بطل واقعة العام ونيف يحيى السنوار. وحتى أبو عبيدة ما خرج علينا صارخًا، وآخر األخبار تشكيل قيادة مشتركة بانتظار انتخابات لن تأتي قريبًا. وكانت أخبار الشهور األخيرة قد أجمعت على أن السنوار خطط ونـفَّــذ الـهـجـوم على إسـرائـيـل بـمـفـرده! ولذلك فالقرار بالقيادة الجماعية هو بداية لتغيير املسار من جانب حركة «حماس» بعد املذبحة التي تسبّب فيها تصرف السنوار االنفرادي. لكن ماذا بعد؟ هناك تـفـاصـيـل كـثـيـرة غـيـر واضـــحـــة: صـفـقـة وقـــف الــنــار، وأيـــن يبقى اإلسـرائـيـلـيـون فـي غـــزة؟ واألهــــم مـن ذلك مَـــن يـديـر الـقـطـاع لحفظ األمـــن وإعــــادة اإلعــمــار؟ أما مسألة أو سـؤال الدولة فهو رهـن بــاإلدارة األميركية الـــجـــديـــدة، واإلســرائــيــلــيــون املــنــتــصــرون ال يــريــدون سماع شيء عن ذلك، رغم الضجة العاملية. وقد كانت الـعـ قـات بـن «حـمـاس» وإسـرائـيـل دائـمـ أفـضـل من عالقة إسرائيل بالسلطة الفلسطينية: فهل يتواضع «الحماسيون» فيقبلون سالمًا مـع محمود عباس. وأخــيــرًا مَــن يـفـاوض اإلسـرائـيـلـيـن لصنع ذلــك كله؛ الــقــطــريــون واملـــصـــريـــون أم الــتــحــالــف الـــــذي شـكَّــلـتـه اململكة من أجل الدولة؟ الفريقان ضروريان: واحد من أجل اللوجستيات، وواحد من أجل االستراتيجيات. هي خطوات صغيرة وصعبة، أو أنها خطوتان إلى الوراء من أجل خطوة لألمام! ولنذهب إلى الجنوب، بل إلى لبنان. «حماس» صمتت ألنها لم تعد تستطيع تقديم شيء أو اقتراحه. أمـــا «حــــزب الـــلـــه» فـــ يــــزال يــصــدر الــبــيــانــات يـومـيـ ، ويـــتـــنـــافـــس مــــع اإلســـرائـــيـــلـــيـــن فــــي قـــصـــص الـقـصـف املتبادل واالشتباكات في القرى الحدودية. ومشكلة الـجـنـوب أكـثـر تعقيدًا مــن مشكلة «حــمــاس» بكثير، فالقيادة امليدانية تغيَّرت، ويقال إنها صارت إيرانية. والـــحـــزب مـــوجـــود فـــي بـــلـــدان عــــدة، وعـلـيـه أن يجمع صفوفه وجمهوره الكبير، شديد التشتت، والنزوح غ ّب. ومئات اآلالف من املستفيدين من اإلدارة املالية للحزب متروكون، رغم أن هناك مَن قال إنه لن يضيع على أحد شيء. وصحيح أن إدارة الحرب في الحزب تطوّرت باتجاه إحداث أضرار أكبر بالعدو، لكن أحدًا ال يعلم كـم يستطيع الـحـزب الـصـمـود؟ وهــل ال يـزال الـعـقـل الـتـدبـيـري لـلـحـزب مــوجــودًا ويـفـكـر بـمـا حوله ومن حوله؟! ما عادت البيئة الحاضنة تتحمل، وكذلك اللبنانيون بعامة. وليس من الحكمة في شيء سلوك إعــــ م الـــحـــزب وحـمـلـتـه عــلــى الـــقـــنـــوات الـتـلـفـزيـونـيـة وبعض السياسيي. فهو عاجز، مثل «حـمـاس»، عن حماية حواضنه وبيئاته، ولـه خصوم على الساحة اللبنانية منذ عقود أكثر من «حماس» بكثير. أخشى أن تكون عصبية الحزب تجاه اآلخرين خوفًا! لكن كيف يفكر الحزب في املستقبل؟ نعرف أنه يـريـد وقــف الــنــار، ويقبل بـإخـ ء منطقة الليطاني، ويستطيع بـــري الــتــفــاوض بـاسـمـه. لـكـن اإليـرانـيـن حـاضـرون بكثافة. وهــم ال يـريـدون الحفاظ على ما تبقّى مـن الـحـزب فـقـط؛ بـل يـأمـلـون فـي أن يستطيع الـحـزب إيـــذاء إسـرائـيـل إذا هاجمتهم. فهو يقع إذن بي ضرورات التهدئة بعد الفقدان الكبير، وضرورات االستقواء من أجل إيران والسمعة في املنطقة، ويبدو أن القدرات ما عادت كافية لتحمل املهمتي! هناك تفكيران: تفكير البيئة الشيعية باملصائر بـعـد التهجير الـكـبـيـر، والـــخـــوف مــن خـفـة املـــوازيـــن، وهـنـاك التفكير اإلسـرائـيـلـي بــضــرورة الـقـضـاء على أذرُع إيران في سائر أنحاء املشرق! وهذا يعني إطالة أمــد الــحــرب. صـمـود الـحـزب يعني املـصـداقـيـة، إنما مـا السبيل إلــى الصبر وســط القتل الـهـائـل والـركـام الهائل؟ قــد ال يـكـون مــن املستحسن الــعــودة إلـــى الـــوراء لـسـؤال قـــادة «حــمــاس» و«حـــزب الـلـه» عـن الـبـدايـات، وكيف فكروا بوحدة الساحات، وألم يفكروا ولو قليال في إمكان انقالب املشهد لغير صالحهم؟ إن الـــــســـــؤال عــــن اإلفـــــــــــادة، ولــــيــــس املـــحـــاســـبـــة، الــغــرض مـنـه مطالبتهم بـــضـــرورة الــتــواضــع، وتــرك األمـــور املدنية واللوجستية... والسياسية، لتكون هـــنـــاك فـــرصـــة إلمـــكـــان الـــقـــيـــام بــبــعــض اإلصــــــ ح من أجــــل اســـتـــعـــادة بــعــض املـــنـــاعـــة، حــتــى ال يـجـرجـرنـا اإلسرائيليون والدوليون باتجاهات عدم االستقرار واالفتقار إلى الرشد، فيتعذّر التفكير في املآالت. فــي ســاعــة مـتـأخـرة مــن لـيـل بـــاريـــس، أيـقـظـنـي من نـعـاسـي، صـــوت صــديــق إيـــرانـــي عـبـر الـهـاتـف يــريــد أن يـــعـــرف مَـــــن أظـــنـــه ســـيـــكـــون الـــرئـــيـــس الــــقــــادم لـــلـــواليـــات املتحدة. وبينما أتمتم بحثًا عن إجابة، أسـرع املتصل البعيد إلى استعجال اإلجابة: إذن مَن سيفوز؟ قلت: «الفائز سيكون النظام األميركي»، وأدركـت على الفور أن هـذا قد يبدو أقــرب إلـى املـراوغـة منه إلى اإلجابة الصحيحة. ومع ذلك، بقيت متمسكًا بإجابتي، وذلك لعلمي أن طرحي أيًا من دونالد جيه ترمب أو كاماال هاريس على أنــه الـفـائـز املحتمل، سيُفضي إلــى سيل مـن التكهنات حــــول مـــا ســيــحــدث إذا انــتــهــى بـــه املـــطـــاف إلــــى الـبـيـت األبيض. فـــي الــــواقــــع، هــــذا الــســيــل الــــجــــارف مـــن الــتــوقــعــات مستمر بالفعل منذ أسابيع، مـع طـرح الخبراء دفقات ضـخـمـة مــن الـتـنـبـؤات املـتـنـاقـضـة. عـلـى سـبـيـل املــثــال، تزعم صحيفة «واشنطن بوست»، التي تقف بقوة خلف هـــاريـــس، أن فـــوز تــرمــب سـيـدفـع الـعـالـم إلـــى ثالثينات القرن العشرين، عندما أسفر شعار «القوة هي الحق» عن اشتعال الحرب العاملية الثانية. وفـــي الــطــرف اآلخــــر مــن الـطـيـف الـسـيـاسـي، يزعم أنــصــار تــرمــب فــي «مــاكــس نـــيـــوز»، أن فـــوز هــاريــس قد يحوِّل الواليات املتحدة إلى نسخة راقية قليال من دول العالم الثالث. وشــكَّــل االعــتــقــاد بـــأن الـــواليـــات املـتـحـدة فــي حالة انحدار، موضوع كثير من البرامج الحوارية التلفزيونية هنا في باريس، حيث أقضي بعض الوقت. ويـــخـــتـــلـــف املـــتـــحـــدثـــون فــــي مــــا بــيــنــهــم حــــــول أي املـرشـحَــن سيبطئ أو يـسـرع وتــيــرة هـــذا االنـــحـــدار في فـتـرة واليـتـه، لكنهم جميعًا يتفقون على أن املستقبل ينتمي إلى الصي، بوصفها زعيمة نظام عاملي جديد، أقصى طموحات الواليات املتحدة فيه االضطالع بدور الوصيف. في الـواقـع، فكرة أن الـواليـات املتحدة في طريقها إلى أن تصبح قوة عظمى «سابقة» ليست جديدة. مثالً، فــي عـشـريـنـات الــقــرن الـعـشـريـن، اعـتـقـد أشــخــاص مثل أرماند هامر أن املستقبل ينتمي إلى القوة السوفياتية الناشئة و«الرجل االشتراكي الجديد» الذي كان يُخلق. وفـــي ثـ ثـيـنـات الــقــرن الـعـشـريـن، تطلع أشــخــاص مثل تشارلز ليندبيرغ إلـى أملانيا، بوصفها الـقـوة العاملية املستقبلية، والحكم على مصير البشرية. وفي ستينات الـقـرن املــاضــي، كـانـت كـل الـرهـانـات على الـيـابـان، وفي السبعينات راهن علماء املستقبل على فرنسا. ويـتـحـدث بـعـض الــخــبــراء عــن نــظــام عــاملــي جديد متعدد األقطاب، حيث ستشكل الواليات املتحدة قطبًا بـــن أقـــطـــاب عــــدة. إال أن مـثـل هـــذا الـتـحـلـيـل مـعـيـب في جــوهــره، ببساطة ألن األقــطــاب مــن املـفـتـرض أن تكون نــقــطــتــن مــتــعــارضــتــن تــــتــــوازنــــان ملـــنـــح الـــنـــظـــام الـــعـــام االستقرار. بـعـبـارة أخــــرى، ال يمكن أن يـكـون هـنـاك كثير من األقطاب هنا وهناك وفي كل مكان، بل في بعض األحيان تكون متصلة بعضها ببعض مثل التوائم السيامية. على أي حــال، تظل الحقيقة أن الـواليـات املتحدة «األمـــة الـتـي ال غنى عنها»، كما كـانـت على األقـــل على امتداد القرن املاضي أو نحو ذلك. والــحــقــيــقــة أن الــــحــــروب املــســتــعــرة فـــي أوكـــرانـــيـــا والشرق األوسط لن تنتهي، من دون أن تقدم واشنطن التوجيه واإللـهـام الـ زمـن، بدعم من القوة العسكرية واالقتصادية والقوة الناعمة، على نحو ال تستطيع أي دولة أخرى تقديمه، في الوقت الحاضر. وينطبق األمر نفسه عندما يتعلق األمر باإلصالحات الكبرى املطلوبة في هيكل األمم املتحدة ووكاالتها، إلى جانب املراجعة، التي طال انتظارها، لقواعد التجارة العاملية. وفيما يتعلق باالنتخابات املقررة في الخامس من نوفمبر (تشرين الثاني ) املقبل، يتركز السؤال حول ما الـذي يمكن أن يقدمه املرشحان بشأن هذه القضايا... والجواب: ليس الكثير. الواقع أن االنتخابات الرئاسية األميركية، مثلما أشار الجنرال ديغول ذات يوم إلى االنتخابات الرئاسية في كل مكان، نادرًا ما تدور حول سياسات ملموسة. وقد شدد الجنرال الفرنسي على اعتقاده بأن «االنتخابات الرئاسية أشبه بموعد لقاء بي رجل وأمة». (واآلن، ربما أصبحت أشبه بموعد بي رجل وامرأة). املـ حَــظ أن الحملة الرئاسية األميركية الحالية ركـــزت على شخصيات املـرشـحـن ال على السياسات. مـــن جــهــتــه، لــطــاملــا صـــــوَّر املـــرشـــح الـــجـــمـــهـــوري تـرمـب نفسه بوصفه شخصية ذكية، وليس خبيرًا محنكًا في السياسة. وكانت حملته االنتخابية أشبه بمونولوغ طـــويـــل يــكــشــف فــيــه عـــن نــفــســه، بــكــل عـــيـــوبـــه، ويــدعــو الناخبي إلى الحكم عليه بصفته شخصًا. ومن املثير لالهتمام أن خصومه، بمن فـي ذلــك هـاريـس، رقصوا على موسيقاه، من خالل جعله هدفًا لهجمات شخصية لم يسبق لها مثيل في تاريخ االنتخابات األميركية. ومع ذلك، فإن هذا ال يعني أن ترمب تجنب تناول جـمـيـع الـقـضـايـا. الحقيقة أنـــه فـعـل ذلـــك بـطـريـقـة غير مباشرة، عبر سرد قصة تلفت االنتباه إلى قضية ما، مـن دون إخضاعها للتحليل الكالسيكي. وقـد وصف خصومه هذه الطريقة بأنها مجرد كذب. ومــــــع ذلــــــــك، ســــاعــــد هــــــذا األســــــلــــــوب تــــرمــــب عـلـى إقـنـاع أنـصـاره بـأنـه «واحـــد مـنَّــا»، أي مـرشـح مناهض للمؤسسة يتقاسم معاناتنا وتطلعاتنا. في املقابل، وقعت هاريس في شرك التناقضات، فهي لـم تكن راغـبـة فـي تحمل السجل الكامل للرئيس جـو بــايــدن، وفــي الـوقـت ذاتـــه امتنعت عـن رفـضـه. لقد راودتها فكرة تقديم نفسها بصفتها خبيرة بالسياسة، ولـكـنـهـا اضــطــرت إلـــى الــتــراجــع ألنــهــا تــحـاول تشكيل تحالف من األقليات ذات املصالح والتطلعات املتنوعة، إن لم تكن املتناقضة. وعبر مواصلة مونولوغه الــذي ال ينتهي، يخبر ترمب الناخبي أكثر فأكثر عن نفسه. على النقيض من ذلك، تعمد هاريس إلى الحديث إلخفاء نفسها، فكلما استمعت إليها أكثر تضاءل ما تعرفه عنها. وفـي الـوقـت الــذي ينتقد معارضو ترمب أنانيته ويـــشـــيـــدون بـــإيـــثـــار هــــاريــــس، نـــجـــد فــــي حــقــيــقــة األمــــر أن أنـانـيـة تــرمــب حـقـيـقـيـة، فــي حــن أن إيــثــار هـاريـس مـصـطـنَــع. واملـثـيـر أن تـدخـل بــــاراك أوبــامــا فــي الحملة االنـتـخـابـيـة أضـــر بــهــاريــس، بـــدال مــن مـسـاعـدتـهـا، من خالل خلق حالة من االرتباك حول الشخصية الجديدة التي حاولت بناءها. إلــــى جــانــب ذلــــك، لـــم تـفـلـت االنــتــخــابــات الـحـالـيـة مــن الكليشيهات املـعـتـادة عــن «الـتـاريـخـي» أو «صنع الـعـصـر». ومــع ذلـــك، مـن غير املـرجـح أن يتغير موقف الــواليــات املـتـحـدة االسـتـراتـيـجـي واســـع الـنـطـاق بشأن القضايا الرئيسية، بغض النظر عمّن يـفـوز. واملؤكد أنـه في السادس من نوفمبر، سترتفع مؤشرات «وول ســـتـــريـــت»، ولــــن تـــخـــر الـــســـمـــاء عــلــى األرض. وتــتــركــز الـقـضـيـة الـحـقـيـقـيـة فـــي هـــذه االنــتــخــابــات فـــي: أي من 50 املرشحَي االثني سيشعر األميركيون، أو على األقل فـي املـائـة مـن الناخبي، بأنه أقــرب إلـيـه. وهــذا فـي حد ذاته سؤال ضخم لدرجة تكفي لجعل هذه االنتخابات تاريخية. رضوان السيد أمير طاهري

RkJQdWJsaXNoZXIy MjA1OTI0OQ==