issue16768

تـبـدو تـصـريـحـات وزيـــر الـــدفـــاع اإلسـرائـيـلـي فــي األيـــام األخـــيـــرة زائـــــدة الــجــرعــة مـــن نـاحـيـة الـثـقـة بـالـنـفـس والــزهــو بالجيش، مـتـنـاوال رسـالـة يصر على التركيز عليها بجمل عـدة، تـؤدي إلـى املعنى ذاتـه وفكرة الرسالة ذاتها. منها أنه تحدث عن أن حلم إلحاق الهزيمة بإسرائيل لم يعد ممكنًا. وهنا من املهم االنتباه إلى أنه يقصد الحلم والـزوال ومجرد إمكانيته، مما يعني أن مجال تحقيق ذلك على أرض الواقع بات مرحلة تم تجاوزها. ويضيف في املنحى عينه أن إيران سـتـكـون الـدلـيـل الـقـاطـع الــــذي سـيـتـم مــن خــالــه «إدراك قـوة إسرائيل». نلحظ أننا أمام خطاب جديد واضح الرسالة والنبرة. هناك تجاوز لخطاب إسرائيل الضحية إلى خطاب إسرائيل القوية. وحتى خطاب الواليات املتحدة انتقل من الدعوة إلى ضبط النفس إلـى خطاب الدعوة إلـى االعـتـدال في استخدام القوة. ولعل مثل هذه التفاصيل تنبئ بتحول نوعي لم تتفطن لـه املـقـاومـتـان الفلسطينية واللبنانية فـي الـوقـت املناسب. جرى اإلعداد واالستعداد لهذا التحول سرًا، ويمكن القول إنه مع اغتيال حسن نصر الله ويحيى السنوار رفعت إسرائيل النبرة عاليًا، وكأنها تقول إن خطتها نجحت وخطاب القوة أصبح واقعًا. كما أن الجهر بالقوة والتحدث عن إدراك العالم قــــوة إســـرائـــيـــل يـعـكـسـان املـــــرور إلــــى مــرحــلــة أصــبــحــت فيها إسرائيل ال تخشى الكشف عن بقية الخطة، رغـم أنها تمثل الهدف األكبر بالنسبة إليها، أي الهدف املتصل بإيران. طبعًا مع األسف ال نستطيع إنكار أن العدوان اإلسرائيلي تمكن من تسجيل أهداف نوعية من خلل اغتيال رموز كبيرة فـي املـقـاومـة. وصحيح أيـضـ أن طبيعة األهـــداف وتواترها تعد نقاطًا تمكن الـعـدوان اإلسرائيلي مـن تسجيلها، حيث إن اغتيال إسماعيل هنية فـي طـهـران، والتمكن مـن اغتيال حـسـن نـصـر الــلــه، واغــتــيــال يحيى الــســنــوار، وأيــضــ خليفة حسن نصر الله حتى قبل تسلمه املهمة هاشم صفي الدين... كـل هــذه االغـتـيـاالت فـي فـتـرة زمنية متقاربة جــدًا هـي كلها تسجيل ألهداف. وال شك في أننا أمام أهداف هي نتاج نجاح استخباراتي واخـتـراق وثـغـرات وأشـيـاء أخــرى. أي أن القوة التي يتحدث عنها وزير الدفاع اإلسرائيلي ليست قوة جنود بواسل أصحاب قضية، وال قوة استراتيجية حربية لم تخطر إال على بال عساكر عباقرة، بل هي قوة نابعة من القدرة على االختراق والشراء وكأن البيع تم بالجملة. وفي هذا السياق، ال بد من توضيح أن االغتياالت ليست عنوان قوة. وأقصى ما يحققه االغتيال هو تصفية شخص مهم ومؤثر وأساسي، وتعجز االغتياالت عن تصفية الفكرة والـقـضـيـة؛ ألنهما وإن ارتـبـطـا بشخص أو بـأشـخـاص، فإن القوة في الشعوب املؤمنة بتلك القضية وهي -أي الشعوب- موردها األساسي للبقاء واالستمرار، باعتبار أن األشخاص حتى وإن لم يتم اغتيالهم فإن حدث الوفاة وارد في أي لحظة كونه سنّة من سنن الحياة، ولم يحدث في تاريخ اإلنسانية أن سقطت قضية عادلة بسبب موت رمز من رموزها أو اغتياله، ألن القضايا أكبر من األشخاص مهما كانت رمزيتهم. من هـذا املنطلق، فـإن خطاب القوة اإلسرائيلي والزهو الـــذاتـــي بــاالغــتــيــاالت املـتـتـالـيـة والــتــعــاطــي مـعـهـا بوصفها فـتـوحـات كـبـرى أمــر مُــبـالـغ فـيـه، وهـــذا دلـيـل على ضعف في تصور معنى القوة، وأيضًا دليل على سوء تقدير إسرائيل لذاتها باعتبار االغتياالت تؤكد قوتها. مـــن نــاحــيــة أخــــــرى، ال يـمـكـن ملـــن يــســتــقــوي بـــالـــواليـــات املـــتـــحـــدة األمـــيـــركـــيـــة، وغـــيـــرهـــا، أن يــتــحــدث عـــن قــــرب إدراك الـعـالـم وخـصـوم إسـرائـيـل لـقـوة إسـرائـيـل بنبرة واثــقــة؛ ذلك أن االستقواء في حد ذاتـه برهان قاطع على أن هناك نقصًا في القوة باملعنى املـادي ونقصًا في قوة الحق، الشيء الذي يفرض على الطرف الذي تعوزه القوة اللزمة إلى طلبها من قوة تكبره وفق علقة تعاقدية مع القوة املستدان منها. لـذلـك فـإنـنـا أمـــام قـــوة ال أركــــان قـويـة لـهـا. والــقــوة التي تستمد قوتها من غيرها، ومن ضعف أعدائها، ومن صفقات سيكشف عنها الـتـاريـخ فـي قـــادم األيـــام أو الـسـنـوات ليست بالقوة، على األقل حسب املعنى املتعارف عليه لهذه الكلمة. من جهة ثانية، حتى لو كانت إسرائيل قوية كما تتوهم وتـــدعـــي، فـــإن مَـــن يــحــول أكــثــر مــن ثـلـث أطــفــال فلسطني إلـى أيتام، ويقتل آالف األطفال واألمهات، ويقصف مستشفيات، ويشرد آالف العائلت الفلسطينية واللبنانية في الشوارع بالقرن الحادي والعشرين، ال يمكن أن يقتلع اعترافًا حقيقيًا بأنه قـوي، بقدر ما هو يثبت بالخطاب والفعل حجم الوهم والتخبط واالنحراف عن التأسيس ملستقبل ال أمن فيه خارج شروط التعايش الحقيقية. يـتـعـامـل الـبـعـض بـاسـتـخـفـاف مـــع الـصـحـافـيـ وكـأنـه يمكن االستغناء عنهم بمجرد أن تحدث ثورة تقنية أو تهب موضة جديدة. مؤخرًا قالوا إن الذكاء االصطناعي قادر على تبديل الصحافيني ووضعهم على الرف كتحفة قديمة تذكّر باملاضي، أو كحوض أسماك زينة. لكن، في الواقع هذه مبالغات متكررة ويعود السبب في ذلـك إلـى مهنة الصحافة نفسها. فهي نــاد مفتوح وبإمكان الجميع أن يشترك فيه ويأخذ عضويته؛ األمــر الــذي يجعل البعض يعتقد أنها مهنة يسيرة. لكن األمــر أعقد مـن ذلـك، الصحافة مهمة إبداعية مثل الكتابة وكــرة الـقـدم والتجارة تحتاج إلى أن تملك الغريزة واملهارة والدأب. في رياضة كرة القدم بإمكان أي أحـد يركل الكرة أن يقول إنـه العـب، لكن أن يصبح العبًا حقيقيًا أمر مختلف تمامًا. تحتاج إلى املهارة والشغف الذي يدفع للستمرارية. كثيرون يدّعون أنهم رجال أعمال، لكن الناجحني منهم أقل بكثير ألنهم يملكون املهارة الفطرية في كسب املال والصبر والنظرة البعيدة. مــجــاالت الـعـمـل املـفـتـوحـة الـتـي تشبه الــهــوايــات لديها مـيـزة أنـهـا بــا أســــوار وال تـعـتـرف بـاالحـتـكـار وال الـشـهـادة. كثيرون بزغوا في الصحافة وهـم لم يكملوا تعليمهم. الله زرع في أصابعهم مهارة الكتابة وفـي قلوبهم حب ملحقة القصة، حتى لو عرّضت حياتهم للخطر (وكثير منهم قُتلوا وهم في نشوة الحصول على التغطية الحصرية). ملاذا يقرر أحد أن يترك بيته الدافئ وأطفاله ويخاطر بحياته من أجل أن يغطي ساحة الحروب أو من أجل أن يقدم برنامجًا يثير عـلـيـه الـغـضـب أو يـكـتـب مــقــاال يـخـلـق لــه مـشـاكـل قــد تجعله يخسر وظـيـفـتـه. ملــــاذا؟ اإلجــابــة مـحـيّــرة وال يمكن أن تفسر العظمة الغامضة فـي العمل الصحافي الــذي هـو عـبـارة عن مشي طويل على حبال مشدودة وفي لحظة قد نهوي منها إلى حتفنا الوظيفي. ومع هذا لو سألت كثيرًا من الصحافيني الحقيقيني عـن املهنة األخـــرى الـتـي يمكن أن يعملوها فلن يختاروا غيرها. مــا يعيب املـهـن املـفـتـوحـة مـثـل الـصـحـافـة أن الكثيرين يعتقدون (أنها مفتوحة وبمتناول اليد وعامة) وأنها بسيطة ويمكن أن يـقـوم بها أي شـخـص، ويـقـدمـون التنظيرات عن الطريقة األنـسـب فـي ممارسة اإلعـــام، لكن للمهنة أصولها وتقاليدها الخاصة لكل من احترفها. ومن طرق االستخفاف باملهنة هو الحديث أن الذكاء االصطناعي سيقضي عليها، لـكـن هـــذا لـيـس بــاألمــر الــجــديــد. لـقـد قـيـل سـابـقـ إن صحافة املــواطــن هـي صحافة املستقبل وإن كـل شخص بإمكانه أن يشتري كاميرا أو يستخدم هاتفه ليكون صحافيًا بغمضة عـــ . هـــب الــكــثــيــرون وانــضــمــوا إلـــى هـــذه املـــوضـــة واشـــتـــروا كاميراتهم لتدوين اللحظة املناسبة التي ينتظرها العالم. لم يمض وقت حتى أصابهم امللل وبهتت هذه املوضة وتفرقت جموع املـواطـنـ الصحافيني. االعـتـقـاد بسهولة أن تصبح صحافيًا بمجرد أن تشتري كاميرا وجهاز تسجيل هي مجرد خدعة مضحكة. بــعــد أن فــشــلــت هــــذه الـــتـــجـــربـــة، أتــــت مـــوضـــة مـنـصـات الـتـواصـل االجتماعي بـديـا عـن الصحافة، لكنها أصبحت بـــوابـــة ألكـــبـــر كـــم مـــن األكــــاذيــــب واألخــــبــــار الـــزائـــفـــة. وتـشـعـر بـالـضـجـر والـــســـأم مـــن الـــذيـــن يــرســلــون إلــــى هــاتــفــك أخـــبـــارًا وإشاعات مصدرها «إكس» أو «فيسبوك»، وتطلب منهم كل مـرة أن يتأكدوا من املصدر. منصات التواصل غير موثوقة وال يمكن أن تحل مكان الصحافة التي ترتكز في جوهرها على املصداقية والتأكد من املعلومة قبل بثها. ومـن يعتقد أنـهـا ضعفت نـــرد عليهم، بــل عـلـى الـعـكـس. نـحـن فــي حاجة إلـــى مــصــادر مـعـلـومـات مـوثـوقـة يـمـكـن االعــتــمــاد عليها في ظـــل الــفــوضــى الــواســعــة مـــن املــعــلــومــات املـضـلـلـة واملـغـلـوطـة والحملت املمولة لبث األكاذيب. لم تنجح وسائل التواصل بإزاحة الصحافة ولـن يقوم الذكاء االصطناعي بهذه املهمة. انظر إلى املقاالت والتقارير الـتـي تُكتب بـواسـطـتـه. رديـئـة مـنـزوعـة الــــروح. بـاملـقـابـل، هل يمكن لذكاء اصطناعي أن يقابل رئيس دولة أو زعيم ميليشيا ويحرجه باألسئلة؟ هل يمكن أن يقف على الحدود املشتعلة ويغطي سـاحـات الــحــروب؟ اإلجــابــة واضــحــة. مـن املـؤكـد أنه يسهّل العمل ويخلق فرصًا جديدة، لكن من يقولون إنه يهدد الصحافيني ال يعرفون عما يتحدثون. الصحافيون ليسوا موظفي سنترال يمكن استبدالهم بجهاز رد آلــي. الصحافة مهنة تبدو في ظاهرها سهلة؛ لكنها صعبة ألنها قائمة على املوهبة الدفينة والتفاعل البشري وقــدرات وتعقيدات العقل اإلنساني وحس املغامرة واإلحساس باملهمة وكل ذلك الذي ال يمكن أن يستبدل بآلة أو مدعني أو باحثني عن شهرة وأضواء. لــــيــــعــــذرنــــا رئـــــيـــــس مـــجـــلـــس الـــــنـــــواب اإليـــرانـــي الــجــنــرال محمد بـاقـر قـالـيـبـاف، فنفوذه القوي ال يعوِّض معرفته الضعيفة بلبنان وتركيبته العصيّة على التفكيك، والـسـهـلـة فــي االنــقــســام. لــذلــك، يــا حضرة الــجــنــرال، فـــإن حــضــور نـظـامـك أو ثـورتـك أو دولــتــك الــقــوي فــي لـبـنـان، أو الـوصـايـة الـكـامـلـة عـلـى دولـتـنـا ومـــصـــادرة قــرارهــا، ال يـعـنـي الـهـيـمـنـة عـلـى الــكــيــان وصيغته املعقدة. فهما أكثر تماسكًا من جمهوريتك وشـعـوبـهـا املــتــعــددة فـــي جـغـرافـيـا قابلة لـلـتـشـظـي. وقــــد تــحــتــاج ألكـــثـــر مـــن زيــــارة وفـــــــي ظـــــــــروف أفـــــضـــــل ومــــــهــــــام مــخــتــلــفــة حــتــى تــســتــوعــب هــــذه الــثــنــائــيــة (الــكــيــان والصيغة). وهـذا ما عجز عنه أسلفك أو أقرانك ممن اعتقدوا أنهم منذ أن أخضعوا الـــــدولـــــة، قــــد تــمــكــنــوا مــــن الـــســـيـــطـــرة عـلـى الكيان والصيغة. فــثــنــائــيــة «الـــكـــيـــان والـــصـــيـــغـــة»، أي االجـــتـــمـــاع والـــجـــغـــرافـــيـــا، قـــد أثــبــتــت أنـهـا أقـــــوى مـــن أي غـلـبـة داخـــلـــيـــة ألي جـمـاعـة لبنانية استشعرت يومًا ما قوتها الزائدة أو الـــفـــائـــضـــة فـــــي الـــــدولـــــة أو خـــارجـــهـــا. فاندفعت فأخطأت، ثم تراجعت فحفظت نـفـسـهـا ودورهــــــا. هـــذه الـثـنـائـيـة تـازمـت أيــــضــــ مـــــع جــــغــــرافــــيــــا ســـيـــاســـيـــة صـعــبــة وقاتلة. الصعوبة بـدأت منذ إعـان (دولـة ، أي االنـفـصـال 1920 لـبـنـان الـكـبـيـر) سـنـة عــن ســوريــا، الـتـي لــم تـشـف حتى اآلن من عقدتها تجاه هـذا الكيان. أمـا الجغرافيا الـــــقـــــاتـــــلـــــة، فــــكــــانــــت عــــلــــى حــــــــــدود لـــبـــنـــان الجنوبية مع فلسطني املحتلة بعد إنشاء . ومــنــذ 1948 الـــكـــيـــان اإلســـرائـــيـــلـــي ســـنـــة هـذيـن الـتـاريـخـ ، يـدفـع اللبنانيون ثمن وقـــوعـــهـــم بــــ جـــــار طـــامـــع وعــــــدو حـــاقـــد، وتحول كيانهم إلى حيّز جغرافي لتصفية حسابات إقليمية، طبعًا بمشاركة داخلية ال تُغتفر ألي جهة أسهمت فيها. فما لم تدركه، يا حضرة الجنرال، في زيارتك للبنان، وفي تصريحاتك اللحقة، هـو أن هــذا البلد الصغير سهل الـدخـول، مـــضـــيـــاف حـــتـــى بـــالـــســـيـــاســـة وتـــوابـــعـــهـــا، لـكـنــه فـــي لــحـظــة يــتــحــول إلــــى طـــــارد غير قــابــل لـلـكـسـر، عـلـى الــرغــم مــن انـقـسـامـاتـه الـعـمـوديـة واألفـقـيـة. فلو قلَّبت أوراق مَن ســـبـــقـــوك فــــي نـــفـــوذهـــم أو وصـــايـــتـــهـــم أو احتللهم، لَترددت في تصريحاتك وغيّرت مـضـمـون زيـــارتـــك. فــهــذا الـبـلـد الضعيف، وبـسـبـب انـــقـــســـامـــاتـــه، تــمــكــن مــــن هـزيـمـة اإلسرائيلي واألميركي والسوري، وإخراج منظمة التحرير الفلسطينية منه. ونتيجة إليــــمــــان أغـــلـــب الــلــبــنــانــيــ بــتــعــدديــتــهــم، عــلــى الـــرغـــم مـــن بــعــض أصـــــوات التقسيم أو الـــــطـــــاق الــــتــــي تــــخــــرج فـــــي األزمـــــــــات، فــإنــهــم نــجــحــوا أكــثــر مـــن مــــرة فـــي تــجــاوز إشكالياتهم الداخلية وأعــــادوا لُحمتهم، على الـرغـم مـن كـل الــجــراح القاسية التي تسببوا فيها بعضهم لبعض وتعرضوا لها من الخارج، الذي انحازوا إليه ودفعوا ثمن هذا االنحياز. فــالــعــالــق أو املُـــعـــلَّـــق فـــي الـــعـــاقـــة ما بــ جمهوريتكم وكـيـانـنـا هــو أنـــه سُمح لكم بالتصرف بوصفكم أقــويــاء، أو أنكم توهمتم الـقـوة فوقعتم فـي فخها. بعض األقـــويـــاء الــذيــن ال يـــقـــرأون ال املــاضــي وال الحاضر، وإن انتبهوا إليهما، يقرأونهما مــتــأخــريــن، أي بـعـد فــــوات األوان. فـمـا لم يستوعبه نظامكم هو أن لبنان مقتلة لكل من توهم القوة من خارجه أو في داخله، وهو معرَّض لخسارته وإضعاف من راهن عليه. واملستهجَن أنكم لـم تتعلموا ممن سبقكم ودفع ثمن أوهام القوة واالستقواء. فلبنان في ثنائيته قاتل لكل املشاريع الكبرى من خارجه إلى داخله، أو من داخله إلى خارجه، ومن داخله إلى داخله، حيث الغلبة مستحيلة. ومَن حاول فرضها دفع الـثـمـن، أفــــرادًا وجـمـاعـات وحـتـى طـوائـف. فتجربة الـحـركـة الوطنية والــراحــل كمال جنبلط والجبهة اللبنانية والراحل بشير الجميل، وما أصابهم كجماعات سياسية وعقائدية، واضحة فيما تركت من ندوب عـلـى حـواضـنـهـم. حـيـث وحــدهــا متلزمة الـدولـة واالجـتـمـاع كـانـت كفيلة بشفائهم منها. وعـــلـــيـــه، فـــــإن ثــنــائــيــتــنــا، يــــا حــضــرة الــــجــــنــــرال، ال تـــشـــبـــه ثــنــائــيــتــكــم (الــــثــــورة والدولة)، وال يمكن تصديرها وال تطبيقها فــــي بـــلـــد مـــثـــل لـــبـــنـــان. فــثــنــائــيــة «الـــكـــيـــان والـــصـــيـــغـــة» أنـــتـــجـــت دولــــــــة واجـــتـــمـــاعـــ ، تعرَّضا لضربات قوية، ووَصل إلى أقصى درجــــــات الـــضـــعـــف، لـــكـــن الــتــجــربــة أثـبـتـت أنهما ما زاال كفيلني بشفائنا الوطني. OPINION الرأي 12 Issue 16768 - العدد Friday - 2024/10/25 اجلمعة هل يهزم الذكاء االصطناعي الصحافيين؟ هل تميز إسرائيل بين القوة ونقيضها؟ قاليباف... عن ثنائية الكيان والصيغة في لبنان وكيل التوزيع وكيل االشتراكات الوكيل اإلعالني المكـــــــاتــب المقر الرئيسي 10th Floor Building7 Chiswick Business Park 566 Chiswick High Road London W4 5YG United Kingdom Tel: +4420 78318181 Fax: +4420 78312310 www.aawsat.com [email protected] املركز الرئيسي: ٢٢٣٠٤ : ص.ب ١١٤٩٥ الرياض +9661121128000 : هاتف +966114429555 : فاكس بريد الكتروني: [email protected] موقع الكتروني: www.arabmediaco.com هاتف مجاني: 800-2440076 املركز الرئيسي: ٦٢١١٦ : ص.ب ١١٥٨٥ الرياض +966112128000 : هاتف +9661٢١٢١٧٧٤ : فاكس بريد الكتروني: [email protected] موقع الكتروني: saudi-disribution.com وكيل التوزيع فى اإلمارات: شركة االمارات للطباعة والنشر الريـــــاض Riyadh +9661 12128000 +9661 14401440 الكويت Kuwait +965 2997799 +965 2997800 الرباط Rabat +212 37262616 +212 37260300 جدة Jeddah +9661 26511333 +9661 26576159 دبي Dubai +9714 3916500 +9714 3918353 واشنطن Washington DC +1 2026628825 +1 2026628823 املدينة املنورة Madina +9664 8340271 +9664 8396618 القاهرة Cairo +202 37492996 +202 37492884 بيروت Beirut +9611 549002 +9611 549001 الدمام Dammam +96613 8353838 +96613 8354918 الخرطوم Khartoum +2491 83778301 +2491 83785987 عمــــان Amman +9626 5539409 +9626 5537103 صحيفة العرب األولى تشكر أصحاب الدعوات الصحافية املوجهة إليها وتعلمهم بأنها وحدها املسؤولة عن تغطية تكاليف الرحلة كاملة ملحرريها وكتابها ومراسليها ومصوريها، راجية منهم عدم تقديم أي هدايا لهم، فخير هدية هي تزويد فريقها الصحافي باملعلومات الوافية لتأدية مهمته بأمانة وموضوعية. Advertising: Saudi Research and Media Group KSA +966 11 2940500 UAE +971 4 3916500 Email: [email protected] srmg.com مصطفى فحص ثنائية لبنان أنتجت دولة تعرضت لضربات قوية لكن التجربة أثبتت أنها ما زالت كفيلة بشفائنا الوطني هل يمكن للذكاء االصطناعي أن يقابل رئيس دولة أو زعيم ميليشيا ويحرجه باألسئلة أو يغطي ساحات الحروب ممدوح المهيني القوة التي تستمد قوتها من غيرها ومن ضعف أعدائها ومن صفقات سيكشف عنها التاريخ ليست بقوة آمال موسى

RkJQdWJsaXNoZXIy MjA1OTI0OQ==