issue16764

6 حربمتعددةالخرائط NEWS ASHARQ AL-AWSAT Issue 16764 - العدد Monday - 2024/10/21 الاثنين جلسة استماع وتحقيقات في مجلس النواب قلق في واشنطن بعد تسريبخطط إسرائيل لمهاجمة إيران بــــدأت الـسـلـطـات الأمــيــركــيــة تحقيقات واسعة النطاق، لفهم حجم التسريب «المقلق للغاية» لوثيقتين استخباريتين «سريّتين للغاية» بشأن استعدادات إسرائيل لتوجيه ضربة محتملة ضد إيران، في سياق انتقام متبادل يُخشى أن يــؤدي إلـى انفجار حرب شاملة في الشرق الأوسط. ونقلت وكـالـة «أسوشييتد بـــرس» عن مسؤولين تأكيدهم صحة الوثائق. وكشف أحدهم أن التحقيق يفحص كيفية الحصول عــلــى الــوثــيــقــتــ ، بــمــا فـــي ذلــــك مـــا إذا كــان الــتــســريــب مـتـعـمـداً مـــن أحــــد أفــــــراد مجتمع الاستخبارات الأميركي، أو جـرى الحصول عـلـيـه بـطـريـقـة أخـــــرى، مــثــل الــقــرصــنــة، ومــا إذا كـانـت أي مـعـلـومـات اسـتـخـبـاريـة أخــرى معرضة للخطر. وفـــي مـؤشـر إلـــى الـجـديّـة الـبـالـغـة التي يـتـعـامـل بـهـا الـكـونـغـرس مــع هـــذه القضية، أفـــاد رئـيـس مجلس الــنــواب الأمـيـركـي مايك جـــونـــســـون عـــبـــر شـــبـــكـــة «ســـــي إن إن» بـــأن تحقيقاً يجري حول تسريب الوثائق، وقال: «سـتُـعْـقـد جلسة سـريـة (...) نـتـابـع ذلـــك من كثب». وقـــال مـسـؤول أمـيـركـي آخــر إن «هاتين الوثيقتينسيئتان، لكنهما ليستا فظيعتين. والقلق هو ما إذا كان هناك المزيد». وسُـــــرّبـــــت الـــوثـــيـــقـــتـــان المــــؤرخــــتــــان فـي 16 أكـــتـــوبـــر (تـــشـــريـــن الأول) الـــحـــالـــي و 15 مــنــه، الــلــتــان أَعَــــــدّت واحـــــدة مـنـهـمـا الـوكـالـة الــــوطــــنــــيــــة لــــاســــتــــخــــبــــارات الــــجــــغــــرافــــيــــة - المــــكــــانــــيــــة، المــــســــؤولــــة عـــــن تـــحـــلـــيـــل الـــصـــور والمعلومات، والثانية وكالة الأمـن القومي، الجمعة المـاضـي، عبر حساب «ميدل إيست سـبـاكـتـاتـور» عـلـى مـنـصـة «تـــلـــغـــرام»، حيث ينشط كثير مـن الحسابات المـؤيـدة لإيـــران. ويــــقــــدم هـــــذا الـــتـــســـريـــب نــــظــــرة ثـــاقـــبـــة عـلـى الضربة الإسرائيلية المتوقعة ضد إيران في الأيام المقبلة، رداً على الهجوم الإيراني ضد إسرائيل في مطلع الشهر الحالي، علماً أن الهجوم الإيـرانـي كـان فـي حـد ذاتــه رداً على هجوم إسرائيلي سابق. «العيون الخمس» ودُمـــــغـــــت هــــاتــــان الـــوثـــيـــقـــتـــان بـــعـــبـــارة «ســـــريّ لــلــغــايــة»، وعـلـيـهـمـا عـــامـــات تشير إلـى أنهما مخصصتان فقط لـدول «العيون الـــخـــمـــس»: الــــولايــــات المـــتـــحـــدة وبــريــطــانــيــا وكـنـدا وأستراليا ونيوزيلندا. وكــان موقع «أكــــســــيــــوس» أول مــــن نـــشـــر مـــعـــلـــومـــات عـن التسريب. ولـيـس مــن الـــواضـــح كـيـف صـــارت هـذه الوثائق عامة، ولا ما إذا كانت قد تعرضت للختراق أو سُـرّبـت عمداً، غير أن الولايات المـــتـــحـــدة وضـــعـــت نــفــســهــا فــــي حـــــال تــأهــب قــــصــــوى لــــلــــوقــــايــــة مـــــن حــــمــــات الـــقـــرصـــنـــة الإيـــرانـــيـــة، لا سـيـمـا بــعــدمــا أفـــــادت وكــــالات الاسـتـخـبـارات الأميركية فـي أغسطس (آب) المــاضــي بـــأن إيــــران اخــتــرقــت وثــائــق تخص الحملة الانتخابية للرئيس السابق دونالد تــرمــب. وتــصــف وثـيـقـة بـعـنـوان «إســرائــيــل: القوات الجوية تواصل الاستعدادات لضربة عـلـى إيـــــران» أعــدتــهــا وكـــالـــة الأمــــن الـقـومـي، الــتــدريــبــات الأخـــيـــرة الــتــي تـشـمـل صــواريــخ جـو - أرض، وتـصـف أنشطة منها التعامل مــــع الــــصــــواريــــخ الــبــالــيــســتــيــة والـــصـــواريـــخ جو-سطح. ويُعتقد أنها تحاكي استعداداً لضربة ضد إيران. أمـا الوثيقة الثانية الخاصة بالوكالة الــــوطــــنــــيــــة لــــاســــتــــخــــبــــارات الــــجــــغــــرافــــيــــة - المــكــانــيــة، عـــنـــوان (إســـرائـــيـــل: قـــــوات الـــدفـــاع تـــواصـــل الاســـتـــعـــدادات الـرئـيـسـيـة لـلـذخـائـر والــنــشــاط الـــســـري لــلــطــائــرات المــســيــرة الـتـي ستستخدم بشكل شبه مؤكد لضرب إيران)، وتفصّل كيف تقوم إسرائيل بتغيير أماكن صـــواريـــخـــهـــا وأســـلـــحـــتـــهـــا إذا ردت إيـــــران بضربات من جانبها. خطورة التسريب انــقــســم المـــســـؤولـــون الأمــيــركــيــون حــول خـــطـــورة الـتـسـريـب الــــذي لـــم يـكـشـف عـــن أي قـــــدرات أمـيـركـيـة جـــديـــدة، عـلـمـ أن الـوثـائـق تُـظـهـر صـــور الأقـــمـــار الاصـطـنـاعـيـة. ويـقـول بـــعـــض المــــســــؤولــــ إنـــــه إذا لــــم يـــكـــشـــف عـن مـــزيـــد مــــن الــــوثــــائــــق، فـــــإن الــــضــــرر ســيــكــون محدوداً - إلى جانب الكشف مرة أخـرى عن الدرجة التي تتجسس بها الولايات المتحدة عـلـى أحــد أقـــرب حلفائها. يـقـول مـسـؤولـون آخــــرون إن أي كـشـف عــن خـطـط حـــرب يمثل مشكلة خطيرة. واعـتـرف المسؤولون بشكل خــاص بــأن الـوثـائـق أصـلـيـة. وأفـــاد مسؤول أمـــيـــركـــي بـــــأن الــتــحــقــيــق يـــفـــحـــص مــــن كـــان لديه حق الـوصـول إلـى وثيقة «البنتاغون» المــزعــومــة. وأي تـسـريـب مــن هـــذا القبيل من شأنه أن يـؤدي تلقائياً إلـى تحقيق من قِبل مكتب التحقيقات الـفـيـدرالـي «إف بــي آي» إلـــى «الــبــنــتــاغــون» ووكـــــالات الاســتــخــبــارات الأمـــيـــركـــيـــة. وأوردت صــحــيــفــة «نـــيـــويـــورك تايمز» أن «التسريب يأتي في لحظة حساسة جداً» في العلقات الأميركية - الإسرائيلية، ومـــن المــؤكــد أنـــه «سـيُـغـضـب الإسـرائـيـلـيـ » الـــذيـــن كـــانـــوا يــســتــعــدون لـــضـــرب إيـــــران رداً على وابـل الصواريخ الإيرانية في الأول من أكـتـوبـر المــاضــي، كما تشير إحـــدى الوثائق إلى أمر رفضت إسرائيل دائماً تأكيده علناً: أن لديها أسلحة نـوويـة. وتقول الوثيقة إن الولايات المتحدة لم تر أي مؤشرات على أن إسرائيل تخطط لاستخدام سلح نوويضد إيــران. ونقلت شبكة «سي إن إن» الأميركية لـلـتـلـفـزيـون عــن نــائــب مـسـاعـد وزيــــر الــدفــاع الـسـابـق لـلـشـرق الأوســــط الـضـابـط المتقاعد لـدى وكـالـة الاسـتـخـبـارات المركزية «سـي آي إيــــه» مـيـك مـــولـــروي أنـــه «إذا كـــان صحيحاً أن الــخــطــط الـتـكـتـيـكـيـة الإســـرائـــيـــلـــيـــة لـلـرد على هجوم إيـــران (...) تسربت، فهذا خرق خـطـيـر». وأضــــاف أن «التنسيق المستقبلي بين الولايات المتحدة وإسرائيل قد يتعرض لـــلـــطـــعـــن أيـــــضـــــ »؛ لأن «الــــثــــقــــة هـــــي عـنـصـر أســاســي فــي الـعـاقـة، واعــتــمــاداً عـلـى كيفية تسريب هذه الثقة، يمكن أن تتآكل». بايدن ونتنياهو ربـمـا تعكس المـعـلـومـات الاستخبارية فــي الـتـقـريـر جـــزءاً فـقـط مــن المـعـلـومـات التي جـــمـــعـــتـــهـــا الـــــــولايـــــــات المـــــتـــــحـــــدة؛ لـــــن تـــكـــون الـــضـــربـــات الإلــكــتــرونــيــة أو الــتــخــريــب على الأرض فـي إيـــران مرئية بسهولة مـن أقمار التجسس الأميركية. وعندما سُئل عما إذا كــــان يـــعـــرف مــتــى تـخـطـط إســـرائـــيـــل لـضـرب إيـــــران ومــــا نــــوع الأهــــــداف الـــتـــي اخــتــارتــهــا، أجاب الرئيس جو بايدن، الجمعة، في ختام زيـــارة إلــى بـرلـ : «نـعـم ونــعــم»، لكنه رفض الـــخـــوض فـــي أي تــفــاصــيــل. ويـــوحـــي كـامـه بأنه تَــوَصّــلَ مـع رئيس الـــوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إلى نوع من التفاهم حول نـوع الأهــداف التي ستضرب. وفـي السابق، دعـــــا بــــايــــدن إســـرائـــيـــل إلـــــى تـــجـــنّـــب المـــواقـــع النووية الإيرانية ومنشآتها للطاقة، وحذّر مراراً من أن تدمير هذه الأهداف، جوهرة تاج إيران، سيؤدي إلى تصعيد كبير. ولا يــــــــزال المـــــســـــؤولـــــون الـــعـــســـكـــريـــون والاســـتـــخـــبـــاريـــون يــعــانــون صـــدمـــة الـكـشـف عـن مجموعة كبيرة مـن المـــواد السرية حول مجموعة من الموضوعات التي ظهرت لأول مـــرة عـلـى مـنـصـة «ديـــســـكـــورد» قـبـل عـامـ ، . وأقر أحد 2023 ) وكُشفت في أبريل (نيسان أفراد الحرس الوطني الجوي، جاك تيشيرا، تهم بانتهاك قانون التجسس 6 بالذنب في 16 بتسريب المواد، مقابل حكم بالسجن لمدة عاماً تقريباً. صورة من إحدى الوثيقتين الأميركيتين نشرتها قناة تابعة لإيران في «تلغرام» صورة للوثيقة الأميركية الثانية نشرتها قناة تابعة لإيران في «تلغرام» واشنطن: علي بردى الوثيقتان تصفان التعامل مع الصواريخ الباليستية والنشاط السري لطائرات مسيرة ستستخدم لضرب إيران عراقجي: حددنا بنك أهدافنا في إسرائيل والدبلوماسية ما زالت ممكنة قـــال وزيــــر الـخـارجـيـة الإيـــرانـــي عباس عــــراقــــجــــي إن بـــــــاده ســــتــــرد عـــلـــى أي عـمـل إسرائيلي بشكل مماثل، مشيراً إلى تحديد بنك الأهداف في إسرائيل، في وقت نفت فيه طهران استهداف مسيّرة إيرانية مقر رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو. وحـــــــــــذّر عـــــراقـــــجـــــي، فــــــي تـــصـــريـــحـــات صحافية، من أي هجوم على إيران، قائلً إن بـاده «لـن تؤخر الأمــور، ولكنها لن تتسرع أيضاً»، وفقاً لوكالة «إيسنا» الحكومية. وفيما يتعلق بالمنشآت النووية، شدد عـراقـجـي عـلـى أن «أي هـجـوم سـيـكـون خطاً أحــمــر بـالـنـسـبـة لــنــا، ولــــن يـبـقـى دون رد»، مــؤكــداً أنـهـم قــد حــــددوا جميع أهـدافـهـم في إسرائيل، وسينفذون هجمات مماثلة. وقــــال عــراقــجــي إن طـــهـــران وواشـنـطـن «تــــتــــبــــادلان الــــرســــائــــل عـــبـــر بـــعـــض قـــنـــوات الاتـــــــصـــــــال، لــــكــــن هـــــــذه الـــــرســـــائـــــل لا تــعــنــي وجـود مفاوضات». ويأتي ذلـك، بعدما أكد عراقجي، الأسبوع الماضي، توقّف المباحثات غير المـبـاشـرة بـ طـهـران وواشـنـطـن بشأن البرنامج النووي، بسبب غياب «الأرضية» المــــنــــاســــبــــة لــــهــــا فـــــي ظـــــل تــــصــــاعــــد الـــتـــوتـــر الإقليمي. في السياق نفسه، قـال المتحدث باسم لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية في البرلمان إبراهيم رضائي إن «ضبط النفس للمقاومة قــد انـتـهـى، وإن بـنـك الأهــــداف قد جــــرى تــحــديــثــه، لـيـشـمـل جـمـيـع الـصـهـايـنـة والداعمين لهم في المنطقة». وفـــــي وقـــــت مـــتـــأخـــر مــــن الـــســـبـــت، نـفـت وزارة الـــخـــارجـــيـــة الإيــــرانــــيــــة، عـــلـــى لــســان المتحدث باسمها إسماعيل بقائي أي دور لإيــــران فــي الـهـجـوم بـالـطـائـرة المـسـيّـرة على مــقــر رئـــيـــس الـــــــوزراء الإســـرائـــيـــلـــي بـنـيـامـ نتنياهو. وقــــــال بــقــائـــي إن «نـــشـــر الأكــــاذيــــب هـــو الـنـهـج الـــدائـــم لـلـكـيـان الـصـهـيـونـي ومــمــارســة حـالـيـة ودائـــمـــة لـهـذا النظام وقادته المجرمين»، وفق وكالة «إرنا». وبدورها، أكـدت بعثة إيـران لدى الأمم المتحدة، السبت، أن «حزب الله» اللبناني هو من نفّذ الهجوم بالطائرة المسيّرة على مقر نتنياهو. وتــفــاقِــم هـــذه الاتــهــامــات المـــخـــاوف من الـتـصـعـيـد الــعــســكــري فـــي الـــشـــرق الأوســــط، حـــيـــث هــــــددت إســـرائـــيـــل مـــــــراراً بــــالــــرد عـلـى الـهـجـوم الـصـاروخـي الـــذي شنته إيـــران في الأول من أكتوبر (تشرين الأول). ونــبّــه وزيـــر الــدفــاع الإسـرائـيـلـي يــوآف غـــــالانـــــت إلــــــى أن الـــــــــردّ الإســــرائــــيــــلــــي عـلـى الضربات الإيرانية سيكون «قاتلً ومحدّداً ومفاجئاً». بين توجيه انتقادات شديدة وتهديدات لإسـرائـيـل، وخـــوض مــشــاورات دبلوماسية مكثفة لتفادي مزيد من التصعيد، يبدو نهج إيران متناقضاً في وقت توعدت فيه تل أبيب بـــالـــرد عـلـى الــهــجــوم الـــصـــاروخـــي الإيـــرانـــي الـــذي استهدفها فـي مطلع الشهر الحالي. ويخوض عراقجي حملة دبلوماسية مكثّفة لدعم موقف بلده. وقــــال قــائــد «الـــحـــرس الـــثـــوري» حسين سلمي: «إذا ما أخطأتم وهاجمتم أهدافنا، سـواء في المنطقة أم في إيـــران، فسنضربكم مجدداً ضرباً أليماً». وأشار الجنرال محمد باقري رئيس هيئة الأركان الإيرانية إلى أنه «يـنـبـغـي لــلــعــدوّ الـصـهـيـونـي أن يــعــرف أنـه يقترب مـن نهاية حياته الـبـائـسـة»، واصفاً إسرائيل بـ«الورم السرطاني». وقـال المحلل أحمد زيد آبـادي لـ«وكالة الـصـحـافـة الـفـرنـسـيـة» إنـــه «لا يـمـكـن الـقـول إن هــــذه المــــواقــــف مـــتـــضـــاربـــة»، مــشــيــراً إلــى أن عــــراقــــجــــي «نــــفــــســــه يـــــكـــــرر تـــصـــريـــحـــات الـعـسـكـريـ » ومــفــادهــا أنـــه فـــي حـــال شـنّـت إســرائــيــل هــجــومــ ، فـــإن «ردّ إيـــــران سيكون موجعاً». وبحسب الخبير السياسي، تقوم مهمّة وزيــــر الــخــارجــيــة عـلـى «خــفــض الـتـصـعـيـد» وتقضي المـسـألـة بمعرفة «الآلــيــة المـخـتـارة» لهذا الغرض. لندن-طهران: «الشرق الأوسط» الإدارة الأميركية تحاول إقناع تل أبيب بالتمسك بـ«الأهداف المتواضعة» تهديدات باستهدافمقر خامنئيرداً على محاولة اغتيال نتنياهو بينما تسعى الإدارة الأميركية لإقناع رئــــيــــس الــــــــــوزراء الإســــرائــــيــــلــــي، بــنــيــامــ نـــتـــنـــيـــاهـــو، وقـــــيـــــادة الـــجـــيـــش بــــالالــــتــــزام بـــــــــ«الأهــــــــداف المــــتــــواضــــعــــة» الــــتــــي اتّــــفــــق عليها لــضــرب إيـــــران، رداً عـلـى هجومها الـــصـــاروخـــي فـــي بـــدايـــة الــشــهــر؛ تـصـر تل أبيب على توسيع نطاق الأهداف، بما في ذلك استهداف رمـوز سيادية. وتلمح إلى إمكانية إدراج مقر المـرشـد الإيــرانــي علي خامنئي في بنك الأهداف الجديدة. وأفادت مصادر سياسية في إسرائيل بـــأن مــحــاولــة اغــتــيــال نـتـنـيـاهـو قـــد قلبت الموازين، ولا بد أن تدفع القيادة السياسية في إيران ثمنها. كما اعتبرت هذه المصادر أن نـــفـــي إيـــــــران مــســؤولــيــتــهــا عــــن إطــــاق » بـاتـجـاه 107 الـــطـــائـــرة المـــســـيّـــرة «صـــيـــاد منزل نتنياهو هو مجرد «تصريح كلمي يعكس الـخـوف مـن تبعات الـقــرار المغامر بــتــصــعــيــد الـــــــصـــــــراع». ونـــقـــلـــت صـحـيـفـة «يــديــعــوت أحــــرونــــوت» الـعـبـريـة عـــن هـذه المـــصـــادر، الـتـي وصفتها بــ«المـطـلـعـة»، أن «إسرائيل ستنفذ هجوماً كبيراً على إيران في الأيام المقبلة، وأن جميع الاستعدادات اللزمة قد اكتملت». وتـرفـض إسـرائـيـل، وفـقـ للصحيفة، الــضــغــوط الــدولــيــة الــداعــيــة إلـــى تقليص حـــجـــم الــــهــــجــــوم. وأوضـــــحـــــت أن طـلـبـهـا مـــن إدارة الــرئــيــس الأمـــيـــركـــي جـــو بــايــدن تـزويـدهـا بـبـطـاريـة إضـافـيـة مــن منظومة «ثـاد» (نظام دفاعي لاعتراض الصواريخ الباليستية القصيرة والمتوسطة المــدى)، جاء نتيجة قرارها توسيع نطاق الهجوم عـــلـــى إيـــــــــــران، مـــــع تـــوقـــعـــهـــا لــــــرد إيــــرانــــي محتمل، مما يستلزم الاستعداد الكامل. كما أفادت مصادر أخرى بأن سلح الجو الإسرائيلي أجرى تدريبات واسعة تشمل تـــزويـــد الـــطـــائـــرات الــحــربــيــة بـــالـــوقـــود في الـجـو، مشيرة إلـى أن الهجوم لـن يقتصر على الضربات الجوية، دون الـدخـول في تفاصيل إضافية. وقد يكون المقصود من ذلك ضربات داخل الأراضي الإيرانية، كما حدث في عمليات الاغتيال السابقة، أو في عملية ســرقــة الأرشـــيـــف الـــنـــووي، أو عبر البحر باستخدام الغواصات. ويحظى نتنياهو بدعم من المعارضة السياسية، التي تتخذ مواقف أكثر تشدداً منه؛ إذ يطالبه قادتها، أفيغدور ليبرمان ويــائــيــر لـبـيـد وبــيــنــي غــانــتــس، بتكثيف الـضـربـات ضـد إيـــران و«حـــزب الـلـه»، وفي الوقت نفسه، تسريع صفقة تبادل الأسرى في غزة. ولإظهار جديتها في تنفيذ الهجوم، دعـــت إســرائــيــل المـجـلـس الــــــوزاري الأمـنـي المـــصـــغـــر لـــلـــشـــؤون الأمـــنـــيـــة والــســيــاســيــة (الـــكـــابـــيـــنـــيـــت) لـــاجـــتـــمـــاع مـــســـاء الأحـــــد، لمـنـاقـشـة مـجـمـوعـة مـــن الــقــضــايـا، أبــرزهــا الهجوم الإسرائيلي المحتمل على إيــران. ويُعد «الكابينيت» الجهة المخولة باتخاذ قرارات بشأن العمليات العسكرية الكبيرة، وقــــد أثــــار مــوعــد الاجـــتـــمـــاع تـكـهـنـات بــأن الـهـجـوم قـد يـبـدأ «فــي غـضـون سـاعـات أو أيام». في الوقت نفسه، أُعلن عن زيارة وزير الــخــارجــيــة الأمـــيـــركـــي، أنــتــونــي بـلـيـنـكـن، إلـــى المـنـطـقـة يـــوم الــثــاثــاء المــقــبــل، بـهـدف «مناقشة اليوم التالي للحرب على قطاع غزة، ودفع صفقة تبادل الأسرى، والسعي للتوصل إلى تسوية في لبنان، ومعالجة التصعيد بين إسرائيل وإيران». وتـــوقـــعـــت مــــصــــادر فــــي تــــل أبـــيـــب أن يـــحـــاول بـلـيـنـكـن الــضــغــط عــلــى إســرائــيــل لمنعها مــن شــن الـهـجـوم عـلـى إيــــران. لكنّ مـــصـــدراً إســرائــيــلــيــ رد عــلــى ذلــــك بـقـولـه إن الضغط الأمـيـركـي فـي هــذا الـشـأن «لن يجدي نفعاً... سيكون هناك هجوم». ومع ذلك، استبعدت المصادر احتمال تنفيذ الــهــجــوم قـبـل يـــوم الــثــاثــاء؛ إذ إن تــنــفــيــذه قـــبـــل زيـــــــارة بــلــيــنــكــن قــــد يُـعـتـبـر استفزازاً، في حين أن تأجيله لبعد الزيارة قد يُفسر على أن الولايات المتحدة توافق عـلـى الـهـجـوم بـشـكـل غـيـر مـبـاشـر. ولـهـذا يُعتقد أن الضربة قد تؤجل لبضعة أيام أخرى، مع الإشارة إلى أن واشنطن تفضل أن يتم تنفيذها بعد الانتخابات الأميركية نـوفـمـبـر (تــشــريــن الــثــانــي) 5 المـــقـــررة فـــي المقبل. وشـــــهـــــدت الــــعــــاقــــات بـــــ تـــــل أبـــيـــب وواشــنــطــن تـــوتـــراً، الــســبــت، بـعـد تسريب وثـــــائـــــق مـــــن «الــــبــــنــــتــــاغــــون»، أظـــــهـــــرت أن الولايات المتحدة تراقب عن كثب نشاطات الـــجـــيـــش الإســـرائـــيـــلـــي المــتــعــلــقــة بــــإيــــران، نتيجة لعدم الثقة الكاملة في المعلومات الــتــي تـقـدمـهـا إســرائــيــل. وقـــد وثــقــت هـذه الوثائق التدريبات التي أجرتها إسرائيل مـن الشهر الـجـاري، والتي 16 و 15 يومي تضمنت استبعاد الهجمات على المنشآت النفطية أو النووية الإيرانية. وبــحــســب مـــصـــادر إســرائــيــلــيــة، فقد قـدمـت الـــولايـــات المـتـحـدة اعـــتـــذاراً عــن هـذا التسريب. لكن تل أبيب ترى أن التسريب قـد يـكـون متعمداً مـن قبل أطـــراف قيادية تـــهـــدف إلـــــى إظــــهــــار إدارة بــــايــــدن بــأنــهــا لا تـــفـــتـــقـــر إلــــــى الـــتـــأثـــيـــر عـــلـــى الـــحـــكـــومـــة الإسرائيلية. وفي الأثناء، استغل مرشح الرئاسة الــــجــــمــــهــــوري، دونــــــالــــــد تـــــرمـــــب، الــــوضــــع لــــصــــالــــحــــه؛ إذ صــــــــرح خــــــــال مــــهــــرجــــان انتخابي في بنسلفانيا، الليلة الماضية، بــــأن نـتـنـيـاهـو اتــصــل بـــه وأكــــد لـــه أنــــه «لا يصغي إلــى بــايــدن». وأضـــاف تـرمـب: «لو أنصت نتنياهو لبايدن، لما كانت إسرائيل فــي الــوضــع الـــذي هــي عليه الـــيـــوم». ورداً على ذلـــك، اضـطـر نتنياهو لإصـــدار بيان تــوضــيــحــي اتـــســـم بــــالــــحــــذر؛ إذ جـــــاء فـي البيان الصادر عن مكتبه: «خلل محادثته مـع تـرمـب، كــرر نتنياهو تصريحات كان قد أدلى بها علناً، مشيراً إلى أن إسرائيل تـــســـتـــمـــع إلــــــى الـــقـــضـــايـــا الــــتــــي تــطــرحــهــا الإدارة الأميركية، لكنها في النهاية تتخذ قراراتها وفقاً لمصالحها القومية». الشرطة الإسرائيلية تنتشر قرب مقررئيسالوزراء الإسرائيلي في قيساريا شمال تل أبيب السبت (إ.ب.أ) تل أبيب: نظير مجلي

RkJQdWJsaXNoZXIy MTI5OTky