issue16764

الثقافة CULTURE 18 Issue 16764 - العدد Monday - 2024/10/21 الاثنين العالم اللغوي السويسري كتب سيرة نادرة عن الشاعر السعودي يوهان هيسوموهق الغنامي... صداقة إنسانية كبيرة ، مادة 2024 أكتوبر 13 نشرت «الشرق الأوسط» فيصفحة «ثقافة وفنون»، بتاريخ مهمة للباحث السعودي قاسم الرويس عن اكتشاف قاموس خاص بلهجة البدو في عام. هذا 100 نجد بجامعة زيوريخ، يوثق لهجات محكية في السعودية قبل أكثر من القاموس هو جزء من الجهود العلمية العظيمة للباحث الكبير يوهان جاكوب هيس ) عالم اللغة السويسري المتخصص. نحن نعرف عن هيس أنه المستشرق 1949 - 1866( الذي كتب قصة حياة شاعرنا الفارس الشهير مُوهِق بن عَجاج الغنّامي، ووضع صورة الشاعر على غلاف كتابه، فضمنّا بذلك ألا يغيب وألا يكتسحه النسيان. صورة معبرة للغاية يظهر فيها موهق بملامحه البدوية الخشنة وجدائله الطويلة وسمرة الصحراء التي رسمت ملامحه، ولكن الناس لا يعرفون الكثير عن صاحب الكتاب. لذلك لعله من المناسب هنا أن نأخذ تصوراً كافياً عن هذا المستشرق الذي تخرج في جامعتي برلين وستراسبورغ مختصاً بعلم المصريّات والآشوريّات واللغات الساميّة، ، ثم عمل معلّماً 1891 و 1889 وعلم الصينيّات، وحصل على درجة الدكتوراه بين عامي في جامعة فرايبورغ 1908 و 1891 خاصاً، ودرّس علم المصريّات والآشوريّات بين عامي سنوات ليستقر في 4 السويسرية. هذا ما منحه فرصة السفر إلى مصر والنوبة لمدة القاهرة أثناء قيامه بوظائف في هيئة المساحة البريطانية بالمكتب البريطاني في مصر. في هذه الفترة التقى هيس بشاعرنا موهق الغنامي وابتدأت بينهما صداقة إنسانية عظيمة. ، ليعمل في معهد الاستشراق؛ حيث ترقى 1918 ثم عاد الأستاذ إلى سويسرا عام عاماً. تـزوج هيس مرتين 70 ، وهو في عمر يناهز 1936 إلى مرتبة أستاذ فخري عام عاماً. 83 ، عن عمر يناهز 1949 أبريل 29 وتوفي في زيورخ فهذا يعطينا نوعاً من التحديد لزمن ذلك 1918 إذا كان هيس قد غادر مصر في اللقاء، لكن ماذا كان الشاعر يفعل في مصر خلال هذه الفترة، في نهاية الحرب العالمية الأولى؟ هذا ما يحيّر كثيرين إلى هذه اللحظة. فقد عاش الشاعر موهق الغنامي معظم حياته في مصر يكتب القصائد العذبة شوقاً لنجد وأهلها من أبناء عمومته ويتساءل شعراً، هل يسألون عنه الحجيج القادمين من مصر، أم أنهم قد نسوه؟ وكيف أنه يشتاق إليهم لدرجة أن يرى وجوههم في الأحلام، ليستيقظ فيجد نفسه وحيداً في دار غريبة، وأن قلبه لرقته تجاههم يهفو إليهم كالطير المنحدر من قمم الجبال. ومما شابه هذا من الصور البديعة واللغة الرقيقة التي لا شك في كونها صادرة عن عاطفة عميقة. يرجح الرويس أن من ورد ذكره في الرسالة القادمة من سويسرا وأسماه الشاعر «العم محمد» هو محمد العلي الذي يعمل موهق عنده. وفي الرسالة يتحدث الشاعر عن الخواجة والست، وكما هو واضح، يقصد هيس وزوجته، وأن وجوده في سويسرا كان لزيارة صديقه هيس في فترة قيام الأخير بالتدريس في جامعة زيورخ بعد تركه مصر؛ مما يعني أن صداقتهما لم تنتهِ في مصر. وفي الرسالة يصف الشاعر رحلته الشاقة من الإسكندرية بالباخرة، ثم إكمال الرحلة بالقطار مــاراً بالنمسا وإيطاليا وصولاً إلى سويسرا. موهق الغنامي الذي لا نعرف - نحن أبناء عمومته - على وجه اليقينسبب انتقاله إلى مصر في الربع الأول من القرن العشرين، قد هُيئ له هيس لكي يكتب عنه، بل إنه مرجعيته الأولى في كل ما يتعلق بالجزيرة العربية. وسُخر لمؤلفات هيس مستشرق آخر هو البروفيسور مارسيل كوربرشوك الذي خدم هيس وأبرز أهمية إنتاجه، وها نحن نـرى الباحث قاسم الـرويـس وهـو يسخر جهده لأعمال مارسيل وحكاية هيس وموهق، من ضمن اهتماماته بالتراث السعودي وحكاياته المهمة. لقد وثق هيس بموهق مصدراً معرفياً عن عرب الجزيرة، فصار ينقل عنه أجوبة على أسئلته عن عادات عرب الجزيرة وكل ما يتعلق بحياتهم، ونقل عنه أيضاً شيئاً من أخباره الشخصية وقصص فروسيته وبطولته، بل إنه كتب سيرة موهق في كتابه .»von den beduinen« والـجـديـد، الـــذي نشرته صحيفة «الــشــرق الأوســــط»، معلومة قـد لا يعرفها بنو عمومته، ألا وهي أن موهق قد زار سويسرا في تلك الفترة المبكرة. فكل ما نعرفه أنه عاش حياته في مصر ولم يعقب، لا أبناء ولا بنات. هناك من كان يداعب المستشرق مارسيل كـوربـرشـوك بالقول إن مارسيل ربما يكون ابناً لموهق لكثرة مـا يطرح من الأسئلة عنه ويتثبت من قصصه، لكن المؤكد أنـه لم يعقب وقيل لم يـتـزوج. ولأنـه لم يخلف ذرية يوضحون لنا كيف عاش، فستبقى حياة الشاعر لغزاً بالنسبة لمن يهمّهم أمره. هناك مَن تَصور أن ثمة أسباباً سياسية وراء سكن الشاعر في مصر، لكن أغلب الباحثين الجادين ينفون العامل السياسي، فقد وفـد موهق إلـى السعودية في آخر حياته وألقى قصيدة بين يدي الملك فيصل. والدليل الأوضح أنه لا يوجد في شعره ما يدل على أدنى معارضة سياسية، ولا في القصص المحكية عنه. كما أن بعض أشعاره تـدل على عـدم ابتهاجه بالعيش في القاهرة. إذن ما الــذي أبقاه فيها معظم حياته؟ الأغلب على ظني أنه كان يقيم هناك طلباً للرزق لا أكثر. لماذا لم يَعُد بعد رحلة طلب الرزق؟ لا تفسير إلا أنه على الرغم من أبيات الهجاء التي ترد أحياناً في شعره لمصر والمصريين، فقد أحب مصر والمصريين، ويبدو أنه تزوج منهم واختار أن يعيش بينهم. وفي ظني، لا يوجد تفسير آخر. * خالد الغنامي موهق الغنامي يوهان هيس الروائية اللبنانية تقول إن كتابتها تعلي من صوت النساء علوية صبح: أعيشالحرب تحتعناوين مختلفة وشعارات متبدلة عــــنــــوان روايــــتــــك «افـــــــرح يــــا قـــلـــبـــي» الــتــي > صــدرت منها طبعة مصرية مـؤخـراً، يحيل إلى أغـنـيـة شـهـيـرة لأم كــلــثــوم. ألـــم تـتـخـوّفـي مـــن أن الـعـنـاويـن الأدبــيــة والـفـكـريـة المــأخــوذة مـن كلمات أغانٍ باتت ظاهرة مستهلكة؟ - ولـمَ أتـخـوّف؟ ليس من عنوان يليق بــــالــــروايــــة ســــــــواه. هــــو غـــيـــر مــنــفــصــل عـن «ثـيـمـة» الـــروايـــة، فـالـبـطـل «غـــســـان» عــازف موسيقي عـلـى الــعــود، تــربّــى عـلـى الـطـرب الـــعـــربـــي والـــتـــراثـــي. ثـــم إن الأغـــنـــيـــة تـربـط الحب بالفرح عنده، وليس العذاب والنواح كما في الأغاني الموروثة. والقرّاء والكتّاب والنقّاد أحبوا العنوان كثيراً. ما معايير اختيارك لعناوينك الأدبية؟ > - هــو بـــاب مـفـتـوح لـلـدخـول إلـــى عالم مجهول للقارئ. لا أميل إلـى العناوين أو النهايات المغلقة وأبتعد عن الشاعرية أو التعقيد في اختيار العناوين. يـــبـــدو أن روايــــتــــك «أن تــعــشــق الــحــيــاة» > تـعـكـس اســتــلــهــامــا فـنـيـا لـتـجـربـتـك الـشـخـصـيـة مـع المـــرض، كيف ترين الأمـــر، وإلــى أي حـدّ تطلّ سيرتك الذاتية في أعمالك؟ - نعم. لم أستلهم أو أوظّف في الرواية ســــــوى المــــــــرض الـــعـــصـــبـــي المـــــاكـــــر والمــــؤلــــم الــذي أصـابـنـي. تخيّلت أنــه أصــاب البطلة «بسمة»، وتجلّت إرادتـي وحب الحياة في مواجهة المرض وخيبات الحروب والحب. وبـــدا فــي الـــروايـــة أن مـرضـنـا هــو وجـــه من وجوه مرض الأوطان العربية التي شهدت حـــروبـــ أهــلــيــة مــــدمّــــرة. وشـــعـــرت أن المـــدن تشبه ناسها وحكاياهم من حكاياها. لكنّ قــــدرة الـتـخـيـيـل عـنـد الـــروائـــي هـــي الإيــهــام بـالـحـقـيـقـة أو الــــواقــــع. والـــغـــريـــب أنــــه منذ شـفـيـت «بــســمــة» فـــي آخــــر الــــروايــــة لـــم أعــد أصـــدّق أنـنـي مـا أزال مـريـضـة. أشـعـر أنني «بسمة» وأن حياتي صارت حيوات أبطال روايــاتــي التي عشتها. لا تحمل أي روايــة أصـدرتـهـا سيرة حياتي، وإنـمـا يحدث أن يتسلّل بعض مـن تجربتي أو أحاسيسي في الحياة. لــو كتبت سـيـرتـك الــذاتــيــة، فـهـل ستأتي > متحفّظة أو سـتـكـون مطلقة الـحـريـة عـلـى غــرار كتابات الغرب في هذا السياق؟ - قـيـمـة الــســيــرة الـــذاتـــيـــة فـــي جـرأتـهـا وحقيقيّتها وكـونـهـا كـاشـفـة وبـعـيـدة عن صــــورة تـجـمـيـل الـــــذات أو إخـــفـــاء مـــا يجب أن يـعـرفـه الــقــارئ عــن الـكـاتـب وعـــن حياته وأفكاره. أنا لا أخاف من شيء، ولا أمارس أي رقـابـة ذاتـيـة على كـتـابـاتـي. ومــا أكتبه بـــ الــحــ والآخـــــر مـــن ســيــرتــي، سيشهد على صدقي حين أنتهي منها ذات يوم. تبدو الحرب قاسما مشتركا يهيمن على > نصوصك؟ - مــنــذ مــطــلــع شــبــابــي وأنـــــا أعـيـشـهـا بعناوين مختلفة، وهل في ذاكرتي غيرها؟ إننا في لبنان ما زلنا مكبّلين ومأسورين بالحروب القذرة تحت شعارات تتبدّل بين مـرحـلـة وأخــــرى ولا تـحـصـد ســـوى الــدمــار والـــخـــراب والــخــيــبــات لـلـبـشـر وحـيـواتـهـم. لـكـنـنـي مـــا كــتــبــت روايــــــة حــتــى الآن تحت شعارات وسقوف آيديولوجية. كنت دائماً معنية بتحوّلات المجتمع وحيوات البشر، عــــن الـــحـــب والمـــــــوت والــــصــــداقــــة والـــفـــقـــدان والأمـومـة وغيرها من القضايا الإنسانية المــتــشــابــكــة. فــتــحــتُ الــــروايــــة عــلــى الـحـيـاة والـــبـــوح الـحـقـيـقـي ومــســاءلــة كــل مــا يكبّل ويــهــدم إنـسـانـيـة المــــرأة والإنـــســـان البسيط عـمـومـ . والـقـضـايـا الـتـي أثـارتـهـا روايـاتـي لامـسـت قــــرّاءً عـربـ ولـيـس فقط مـن عاشوا الــحــروب. معنى الأدب وقيمته مهما كان موضوعه إنساني بحت. ســـــؤال الــهــويــة وقـلـقـهـا يـتـجـلّـى هـاجـسـا > ضاغطا في العديد من أعمالك، ما السبب؟ - صـحـيـح أنــنــي تـنـاولـتـه عـنـد بعض شـخـصـيـات روايــــاتــــي، لـكـنـه يـشـكّـل مـحـور روايـــتـــي الأخـــيـــرة «افـــــرح يـــا قــلــبــي»؛ حيث الأب الـقـومـي الـنـاصـري المـسـتـبـدّ والمــاجــن، والــــصــــراع بـــ الإخــــــوة إلــــى حــــدّ قــتــل الأخ المـتـطـرّف الإرهــابــي أخــاه الـعـروبـي والمسلم المـــعـــتـــدل والإنــــســــانــــي. وبـــمـــا أنـــهـــا تــتــنــاول هذا الموضوع، تطرح الرواية علاقة الشرق بالغرب، ولكن بطريقة ومنظورين مختلفين عــمّــا طــرحــه كـــتّـــاب وروائــــيــــون عــــرب كــبــار، بـعـيـداً عــن مـقـولـة «الـــشـــرق ذكــــورة والــغــرب أنوثة»، أو فكرة إخضاع المـرأة الغربية في الـفـراش، انتقاماً من الاستعمار أو التفوّق الغربي. من هنا تطرح علاقة البطل غسان الموسيقي وعــازف العود والعاشق للتراث المــوســيــقــي الـــعـــربـــي والـــشـــرقـــي، بحبيبته وزوجـتـه الأميركية والعاشقة للموسيقى الـــشـــرقـــيـــة والــــصــــوفــــيــــة، مـــســـألـــة الـــتـــكـــامـــل الـثـقـافـي والإنــســانــي بــ الــشــرق والــغــرب، وإن بقي غسان منشرخ الهوية في الانتماء للغرب أو للشرق بعدما هاجر إلى نيويورك وقضى معظم حياته فيها. كـيـف تجلى هـــذا الـهـاجـس فــي «افــــرح يا > قلبي» بشكل خاص؟ - إن تــشــظّــي الــهــويــة فـــي لــبــنــان وفــي البلدان العربية التي شهدت حروباً أهلية مــــــدمّــــــرة، أولـــــــــدت تـــنـــاقـــضـــات وصـــــراعـــــات مدمّرة حول الانتماء والهوية. حاولت في الـــروايـــة أن أتـــرصّـــد الــتــحــولات فـــي الـهـويـة وفــــي الـــعـــ قـــات الأســــريــــة مــنــذ خـمـسـيـنـات الــــقــــرن المــــاضــــي إلـــــى مــــا وصـــلـــنـــا إلـــيـــه فـي الـــبـــلـــدان الــعــربــيــة الـــتـــي شـــهـــدت الـــحـــروب. الأصولية المتطرّفة قاتلة ومقتولة ومدمّرة، وأضاعت البوصلة. أقلقتني مسألة الهوية بصفتي إنسانة مسلمة معتدلة وعروبية، ومـــذهـــبـــي هــــو الإنــــســــانــــيــــة، فــــأنــــا مـشـبـعـة ومؤمنة بالانتماء للعروبة، ولذلك شهدت الــــروايــــة صـــراعـــات بـــ الإخــــــوة، فـوصـفـهـا نـــقّـــاد بــأنــهــا روايــــــة «الإخـــــــوة كــــرامــــازوف» لـ«دوستويفسكي» العربية، بينما وصفها نقّاد آخــرون بأنها صـوت مختلف وجديد حــــــول مـــــوضـــــوع الــــهــــويــــة وعـــــ قـــــة الـــشـــرق بالغرب. منحك الــنــقّــاد عـــدة ألـــقـــاب، منها «كاتبة > المرأة»، ألا تخشين أن يأتي هذا اللقب على حساب انــحــيــازك الإنــســانــي الـــعـــام ويــحــشــرك فـــي زاويـــة «نسوية» ضيّقة؟ - يــحــقّ لـكـل نــاقــد أو قــــارئ أن يصف أعمالي بما يشاء. القارئ لأعمالي لم يرني كذلك. وإذا كانت سردياتي عن واقـع المـرأة وتجاربها فـي الحياة، فأنا أتـطـرق إلـى ما هو أعمق إنسانياً. أليست حكايا البطلات الـحـقـيـقـيـة جــوهــريــة فــي الأدب الإنــســانــي؟ نسويتي تخلو من أي شعار أو آيديولوجيا أو خطاب، فأنا لست نسوية شوفينية ولا أصـولـيـة فـي طـرحـي. مـا هـو مهم هـو كيف نروي الحكايات وليس فقط ما الذي نرويه. مـــن ســـمّـــانـــي «كـــاتـــبـــة المـــــــرأة» يــقــصــد أنـنـي ذهبت بعيداً في الكشف عمّا هو مكموم في حيوات النساء، وفـي كسر الصور المنمّطة حول صورهن في الروايات. كلّ ما فعلته هو إعلاء أصوات النساء ليحكين عن حيواتهن وأسرارهن المجهولة والمـــحـــجـــوبـــة فــــي روايـــــــــات. دخـــلـــت إلـــــى مـا هـو مظلم فـي آبــارهــن السحيقة، وحـاولـت أن أكــــســــر الـــلـــغـــة الــــذكــــوريــــة ومــفــاهــيــمــهــا وسطوتها فـي الأدب عند كـتـابـات الـرجـال والــكــاتــبــات. وكــنــت فــي كــل مــا أرويــــه حتى عــن مـآسـي الـنـسـاء وأحـ مـهـن وخيباتهن أمــــجّــــد الـــحـــيـــاة والـــــحـــــب. أمـــــا شــخــصــيــات الــرجــال فــي روايـــاتـــي مــن عـشـاق أو آبـــاء أو إخوة فلهم أيضاً وجوههم الكثيرة كما عند صور النساء، من القاسيات إلى المتجبرات إلــى الـعـاشـقـات وكــل الـنـمـاذج النسائية أو الذكورية الموجودة في مجتمعنا. مــن ضـمـن ألـقـابـك «شـــهـــرزاد الـحـكـايـا»، > كيف تـوازنـ بـ سحر الحكاية فـي نصوصك ومحاولة التجديد في بنية النص، حتى لا يقع في فخ الإبداع التقليدي القديم؟ - نـــــعـــــم، سُـــــمّـــــيـــــتُ أيـــــضـــــ «شــــــهــــــرزاد الـروايـة»، وفي الصحف الغربية «شهرزاد حـــديـــثـــة». صـحـيـح أنـــنـــي مــتــأثــرة بـتـراثـنـا الــــــســــــردي الــــعــــربــــي والمـــــشـــــرقـــــي لإيـــمـــانـــي بهويتي الثقافية، لكنني غير منفصلة عن زمننا وحاضرنا، ولا عن الثقافة العالمية الإنسانية. من قـرأ روايـاتـي يــدرك أنني لم أتّــبــع بــنــاء الــنــص الـتـقـلـيـدي الــغــربــي، كما لـــم أكــتــب بـطـريـقـة اسـتـنـسـاخـيـة لمــوروثــنــا الـــــشـــــرقـــــي. ذهـــــبـــــت بــــعــــيــــداً فــــــي خــــيــــالــــي، واشتغلت كثيراً لاكتشاف أسلوبي الخاص فــــي الــــقــــص. فــتــحــت الـــنـــصخــــــارج الــبــنــاء الكلاسيكي، لكنني أبقيت الرواية محكومة بـــبـــنـــاءٍ لا يـــهـــدم عــــمــــارة الــــنــــص. الـــعـــمـــارة الخاصة التي استفدت فيها من كلّ ما يمتّ إلـــى حـيـويـتـه وحــيــاتــه وتــنــوّعــه الـصـوتـي وطبقاته مـن السينما إلـى التحقيق وإلـى كـلّ ما يخلق نصاً نابضاً حياً. من السهل أن نستعير بناءً جاهزاً ونصبّ فيه ما نودّ قوله. التحدّي هو في خلق بناء وسرديات جـــــديـــــدة وكـــــــان ذلــــــك امـــتـــحـــانـــ كـــبـــيـــراً لـي ولتحقيق هويتي الفنية. أنـــــا جـــــدّ مــفــتــونــة بـــالـــحـــكـــايـــا، لـــكـــن لا يـمـكـن لــهــا أن تـــكـــون ســـاحـــرة دون عــمــارة ولغة وسرديات جاذبة. كان خزان الحكايا سندي ولغتي، كما وجدت أن القلم الأنثوي قادر على السرد والخلق الجديدين. وجدت نفسي ألعب بالزمن سبقاً أو تأخيراً، أمازج أحــيــانــ بـــ الـفـصـحـى والــعــامــيــة بتناغم وكـنـت دائــمــ أذهـــب إلـــى الـخـيـال لاكتشاف أن ما يقرأه القارئ هو حياته أو حياتها. أومــــن أنـــه لا مـعـنـى لـلـكـتـابـة مـــا لـــم يبتدع الـكـاتـب لغته وعـالمـه الـخـاصـ ، فـي كتابة إنسانية جريئة ومضيفة. انتميتِ إلـى الفكر اليساري فـي مرحلة > مبكرة مـن حـيـاتـك، هـل تسلّل هــذا الانـتـمـاء إلى نصوصك؟ ومــا الــذي تبقّى منه فنيا وإنسانيا الآن؟ - كان ذلك في مرحلة المراهقة، لكنني ابـــتـــعـــدت عـــنـــه إلــــــى كــــل مــــا هــــو إنـــســـانـــي. اســـــتـــــفـــــدت آنـــــــــــذاك مــــنــــه ثــــقــــافــــيــــ وفـــكـــريـــ وإنسانياً، وفـي إدراكـــي للفلسفة والثقافة والأدب عــمــومــ ، دفــعــنــي مـــثـــً إلــــى قــــراءة الأدب الـــــروســـــي والآداب الأخــــــــــرى، لــكــنّ عودتي للفردية استدعتها موهبتي دون شعور مني. فالتفكير الحرّ حافز منتج، لا يمكن للكاتب إلا أن يكون حرّاً من أي معتقد مغلق؛ لذلك لم يتسلّل إلى أدبي أي فكر أو آيديولوجيا، فالإبداع وعي فني وإنساني للعالم، وليس إلا. القاهرة:رشا أحمد علوية صبح تشظّي الهوية في لبنان وفي البلدان العربية التي شهدتحروباً أهلية، أولد تناقضات وصراعات مدمّرة حـظـيـت الــكــاتــبــة الـلـبـنـانـيـة عــلــويــة صــبــح بـألـقـاب كثيرة، منها «شهرزاد الرواية» و«كاتبة المرأة» و«مريم الحكايا»، في إشارة إلى تميز نصوصها بالاشتغال عــلــى عـــوالـــم الــنــســاء داخــلــيــا واجــتــمــاعــيــا فـــي سـيـاق إنـسـانـي عـــام ومـتـغـيـرات عــابــرة للجنسين. حصدت جوائز عديدة منها جائزتا «السلطان قابوس للإبداع» و«الـــعـــويـــس الـثـقـافـيـة»، وأطــلــقــت جـامـعـة «عــبــد المـالـك الــســعــدي» المـغـربـيـة اسـمـهـا عـلـى جـائـزتـهـا السنوية المخصصة للنقد الأدبي. هنا حــوار معها حــول روايـتـهـا الـجـديـدة «افـــرح يا قلبي» وهموم الكتابة، وكيف تعيش مناخ الحرب التي لا تزال تطحن لبنان:

RkJQdWJsaXNoZXIy MTI5OTky