issue16764

Issue 16764 - العدد Monday - 2024/10/21 الاثنين الإعلام 17 MEDIA د. ياسر عبد العزيز ترند وسائل إعلام «خائنة وعميلة»! قــبــل ثــــاث ســــنــــوات، نــقـلــت «فــــوريــــن بــولــيــســي» عـــن مـؤسـسـة ) الدنماركية ما قالت إنها نتائج بحث عالمي Justitia( » «جستيشيا دولة، ولقد أظهرت 33 ألف شخص في 50 أجرته على عينة ضمت نتائج هذا المسح تباينات واسعة بين الجمهور العالمي فيما يخص مفهوم حرية الكلم وحدوده. فـــي المـــائـــة مـــن المـسـتـجـوبـ في 91 وعــلــى سـبـيـل المـــثـــال، فــــإن الـــدنـــمـــارك والــســويــد أظـــهـــروا تـسـامـحـا مـــع الـتـصـريـحـات الـداعـمـة للعلقات «المثلية»، بينما لم يؤيّد حماية تلك التصريحات سوى في المائة فقط من المستطلَعة آراؤهم في باكستان. وبينما أظهر 27 في المائة من الأميركيين قبولاً لتحمل إهانة علمهم الوطني، لم 72 في المائة في كينيا. 18 في المائة في تركيا و 16 تزد تلك النسبة على في المائة من المستطلعة آراؤهم 75 وفي الوقت الذي يؤيد فيه في باكستان تقييد التصريحات التي تستهدف معتقدهم الديني، في المائة في بريطانيا وفرنسا. 37 فإن هذه النسبة لا تزيد على تـعـطـيـنـا تــلــك الــنــتــائــج تـــصـــوراً مــتــكــامــاً عـــن حـــالـــة مـرتـبـكـة ومتباينة فيما يخص تعريف حـريـة الـكـام وتـحـديـد نطاقها من جانب، وما يتصل بالموقف منها من جانب آخر، إلى حد أن «فورين بوليسي» لم تجد عنوانا للتعبير عن هذا التضارب، الذي أظهرته ، أفضل من: «الناس 33 استجابات المستطلعة آراؤهـم عبر الـدول الــ يريدون حرية الكلم لأنفسهم»! تنضم نـتـائـج اسـتـطـاع «جستيشيا» إلـــى المــئــات مــن نتائج مسوح أخرى أظهرت هذه التباينات الحادة، خصوصا فيما يتعلق بالمواقف من «المثلية»، و«استهداف المعتقد الديني»، و«الإساءة إلى العلم الوطني»، ويبدو أن الموقع الجغرافي وطبيعة النظم الحاكمة والهوية الثقافية للمجتمعات كانت عوامل حاكمة في تحديد نتائج الاستجابات في معظم الحالات إن لم يكن كلها. صحيح أن حرية الــرأي والتعبير مفهوم عالمي، لكنه يخضع للتفسير الوطني والإقليمي، والـفـردي أيضا، حتى إنـه في بعض الدول كان المبحوثون يعلنون أنهم «يريدون حرية أقل مما لديهم»، لأنهم يعتقدون أن ثمة ما يجب حجبه عن المجال العام في بعض الأحيان. يشير ذلـك إلـى ما يمكن اعتباره حالة عالمية تنظر إلـى حرية الــــرأي والتعبير مــن مـنـظـور خـــاص ودقــيــق يتعلق بـــرؤى المتلقين ومـواقـفـهـم ومـصـالـحـهـم، ولــيــس مــا يُــعــد قــواعــد مهنية مستقرة، ومعايير متسقة ومُتفَق عليها. لقد ظهرت هذه الحالة في منطقتنا العربية بوضوح، بينما تدوّي المدافع، وتنطلق الصواريخ والمُسيرات، في الحرب الإقليمية المشتعلة راهنا، على أكثر من جبهة. فبموازاة تلك الحرب الضارية، تنشب حرب أخرى موازية في وسائل الإعـام، سـواء كانت «تقليدية» أو «جديدة»؛ وهي حرب لا تقل في سخونتها واحتدامها عن مثيلتها التي تجري بالدم والنار. والــشــاهــد أن الـجـمـهــور الــعــربــي يــبــدو مـنـقـسـمـا، أو متباينا فــي أدنـــى الـــحـــدود، حـيـال مــا يـجـري فــي الــحــرب الإقليمية الـراهـنـة مـن جـانـب، كما أن الإعـــام العربي بوسائله المـتـعـددة، يبدو أيضا منقسما، أو متباينا، في مواقفه حيال تلك التطورات المُلتهبة، من جانب آخر. وعــلــى عــكــس مـــا جــــرى فـــي المـــواجـــهـــات الـعـسـكـريـة الــعــربــيــة - ، يــبــدو أن الإعــــام الـعــربــي فقد 1948 الإسـرائـيـلـيـة مـنـذ حـــرب عـــام إجماعه التقليدي على اتخاذ خط تحريري واحد، ذي سمت دعائي فـــي الأغـــلـــب، لمـصـلـحـة الــســرديــة الــعــربــيــة، وفـــي مــواجــهــة الـسـرديـة الإسرائيلية، وداعمها الغربي. ولــــذلــــك الــتــغــيــر الــــفــــارق عـــديـــد الأســـــبـــــاب؛ بــعــضــهــا يـتـصـل بـالاخـتـاف المـوضـوعـي المـفـهـوم حــول «أســلــوب المـقـاومـة» الأمثل ضـــد الــــعــــدوان والاحــــتــــال الإســرائـــيـــلـــيــ ، فـــي ظـــل عــــدم الـــتـــوازن الــهــائــل بـــ الــجــانــبــ ، وبـعـضـهـا الآخـــــر يـتـعـلـق بــــــإدراك بعض المنظومات الإعـامـيـة العربية، والقائمين عليها، دوافـــع معركة «طـوفـان الأقـصـى»، أو محركات «الـدعـم والإسـنـاد القتالي» لها، بوصفها «حروبا بالوكالة، تجري لمصلحة طرف إقليمي مُعين، يُسخّر خللها الدم والمقدرات العربية لتحقيق أهدافه في صراعه الخاص». وقد أدى ذلك إلى معارك صغيرة متعددة على أكثر من جبهة؛ وهي معارك تمحورت حول الخط التحريري للوسائل الإعلمية «التقليدية» النافذة، أو مواقف المؤثرين والناشطين على مواقع «التواصل الاجتماعي». وفـــي تـلـك المــعــركــة انـقـسـم الـجـمـهـور حـــول آلـــيـــات التنميط، وانـخـرط فـي نـزاعـات حــول اسـتـخـدام كلمات «شهيد» و«مـقـاوم» و«إرهابي» و«احتلل» و«عدوان» و«مجزرة»، وغيرها، كما انقسم حول الخط التحريري لكل وسيلة، أو منظور التناول الذي تتبناه، وفـي ذلـك الانقسام لـم تكن المعايير المهنية هـي الأســـاس والمحك والحكم، ولكن ظهر بديلً لها ما يتعلق بمفاهيم أكثر تقليدية وأقـــل قابلية للتعيين؛ مثل «الـوطـنـيـة» و«الــعــروبــة» و«الإســــام» و«الرجولة» و«النخوة». ولذلك، ذاعت الأنباء عن «شيطنة» وسائل إعلم بعينها، أو اتهام أخرى بـ«الخيانة والعمالة»، كما تحرك الجمهور في بعض الأحـيـان، ليُسكت أصـواتـا لا ترضيه، ولا تستخدم المقاربة التي تناسبه، والألفاظ التي يحبها. تـقـتـضـي المــوضــوعــيــة أن نــتــرك انـــحـــيـــازات وســـائـــل الإعــــام، وسـيـاسـاتـهـا الـتـحـريـريـة، لـكـي تُـــقـــوّم بـالـتـعـدد الــــذي بـــات يميز فـضـاءنـا الإعـــامـــي، وإذا شـــطّ بعضها أو تــمــادى فــي الانـحـيـاز، فإن الكلمات تُقوّم بالكلمات، لكنّ إجبار الجميع على الرؤية من زاوية واحدة، والتحدث بلغة واحدة، سيُحوّل وسائل الإعلم إلى نسخ متكررة لسردية وحـيـدة، ولـن يخدم الحقيقة، ولـن يساعد الجمهور على فهم ما يجري من وقائع. عوائد البحثعلى «تشاتجي بي تي» تثير جدلاً حولحقوق الناشرين أثــــار تـصـريـح رئــيــس الـــشـــراكـــات الإعـامـيـة في «أوبــن إيـه آي»، فــارون شيتي، بـأن الشركة لا تعتزم الآن تقاسُم أربـــاح محرك البحث الخاص بـ«تشات جي بي تـي» مع الناشرين، جـدلاً حول «حـــقـــوق المـلـكـيـة الــفــكــريــة»، وهـــو مـــا عــــدّه خـبـراء تـــحـــدثـــوا إلــــى «الــــشــــرق الأوســـــــط» اتـــجـــاهـــا «غـيـر عادل» في حق الناشرين. وقــــال شـيـتـي خــــال «قــمــة الــنــمــو الــرقــمــي»، (تـويـب)، التي عُقدت في بروكسل، خـال أكتوبر (تــــشــــريــــن الأول) الــــــجــــــاري، إن مــــحــــرك الــبــحــث الـــتـــجـــريـــبـــي الـــــخـــــاص بـــــ«تــــشــــات جـــــي بـــــي تـــي» ســيــعــوّض الــنــاشــريــن بـشـكـل «عــــــادل» مـــن خــال «زيــــــــادة كـــبـــيـــرة فــــي حـــركـــة المـــــــرور مــــن جـمـاهـيـر جديدة». على الشاكلة عينها، أكد الرئيس التنفيذي لـ«غوغل»، سوندار بيتشاي، أن محرك «غوغل» الجديد المـعـزز بـالـذكـاء الاصطناعي لـن يتقاسم الـــعـــوائـــد المـــالـــيـــة مـــع الـــنـــاشـــريـــن، بـيـنـمـا يكتفي بــتــعــزيــز «مــــعــــدلات الـــنـــقـــر». ويـــــرى مـــراقـــبـــون أن محرك بحث «غوغل» الجديد يحرم الناشرين من الوصول إلى الروابط الأصلية للأخبار. في المقابل، أعلنت شركة «بربلكستي» التي تدير محرك بحث يعتمد على الذكاء الاصطناعي، أنها بالفعل أبرمت اتفاقات مع ناشرين بارزين مـثـل «تــايــم» الأمـيـركـيـة بـشـأن تـقـاسـم الإيـــــرادات. وكانت «مايكروسوفت»، المالكة لأداة «كوبايلوت» المعزّزة بالذكاء الاصطناعي، قد قالت أيضا إنها ستبدأ بدفع مبالغ للناشرين الـذيـن يتم عرض محتوياتهم بواسطة «كوبايلوت». الدكتور لخضر شادلي، وهو أستاذ مشارك فــي عــلــوم الاتـــصـــال والإعـــــام الـرقـمـي التطبيقي فـي الجامعة الكندية بـدبـي، رأى أن عــدم تقاسم الإيـــرادات بين محركات البحث المدعومة بالذكاء الاصطناعي مثل تلك الخاصة بـ(تشات جي بي تي) والناشرين، يمثل انتهاكا للحقوق الفكرية، وقـال لـ«الشرق الأوســـط»: «يشعر الناشرون بأن استثماراتهم الكبيرة في إنتاج المحتوى تُستغَل بشكل غير عادل، حيث يعتمد الذكاء الاصطناعي عـــلـــى المـــحـــتـــوى المـــنـــشـــور دون تـــقـــديـــم تـعـويـض مناسب». وأشار كذلك إلى التحديات المالية التي يواجهها الـنـاشـرون قـائـاً: «مــع تـراجـع العوائد المالية من الإعلنات الرقمية، قد يزيد هذا القرار من الصعوبات المالية التي يواجهها الناشرون، خصوصا مـع تقليل حـركـة المـــرور إلــى مواقعهم نــتــيــجــة تـــقـــديـــم الـــــذكـــــاء الاصـــطـــنـــاعـــي الأجــــوبــــة المباشرة دون الحاجة إلـى إحـالـة المستخدم إلى المصدر الأصلي». وتتفق دعــاء مدحت عـمـار، وهــي صحافية مـــصـــريـــة مــتــخــصــصــة فــــي الــــذكــــاء الاصــطــنــاعــي وصناعة المحتوى، مع الـرأي القائل بأن الاتجاه الـــذي تسلكه شــركــات الــذكــاء الاصـطـنـاعـي يمثل «استغللاً غير منصف لحقوق الناشرين». وعدّت فــي حـديـث لـــ«الــشــرق الأوســــط» أن هـــذه الخطوة «تجاهلت الحقوق الأدبـيـة والفكرية والأخلقية للناشرين». وأوضـحـت أن «الــذكــاء الاصطناعي يعتمد بشكل كبير عـلـى الـبـيـانـات والمـعـلـومـات التي يجمعها من الإنترنت، بما في ذلك المحتوى الذي يقدمه الناشرون على المواقع الإخبارية، من ثم من الطبيعي أن يستفيد أصحاب هذا المحتوى من استخدامه». ودحضت عمار «فرضية أن القيمة المضافة لــلــنــاشــريــن تـكـمـن فـــي تــعــزيــز حـــركـــة المــــــرور إلــى مـــواقـــعـــهـــم». وقـــالـــت: «هـــــذا غــيــر دقـــيـــق؛ لسببين رئيسيين: الأول هو أن المـواقـع الإخبارية تعاني الأمـــرّيـــن مــن انـخـفـاض الـــزيـــارات بـسـبـب اعـتـمـاد المستخدمين على مواقع التواصل الاجتماعي. أما السبب الآخر فيعود إلى أن الأنظمة الذكية غالبا ما تقدم إجابات فورية دون توجيه المستخدم إلى المصدر الأساسي للمعلومة». وعــــن الـــحـــلـــول، أشـــــارت عــمــار إلــــى أنــــه «فــي ظل هذا الانفتاح، يجب وضع سياسات واضحة تـــضـــمـــن تــــعــــويــــض الــــنــــاشــــريــــن عــــــن اســــتــــخــــدام مـحـتـواهـم مـــن شـــركـــات الـــذكـــاء الاصــطــنــاعــي من خلل اتفاقيات مالية واضحة تضمن للناشرين نـسـبـة مـــحـــددة مـــن الـــعـــوائـــد». وعـــــززت كــذلــك من أهـمـيـة وضـــع أطـــر تنظيمية وقـانـونـيـة، وقـالـت: «فــرض تشريعات قوية مـن شأنه توفير حماية لحقوق الملكية الفكرية على الإنترنت». القاهرة: إيمان مبروك خبراء اختلفوا بشأن قدرتهم على توجيه الجماهير تأثير نجوم الفن ومنصّات «التواصل» فيحظوظ السياسيين الانتخابية أثار إعلن المغنية الأميركية الشهيرة تايلور سويفت، دعمها للمرشحة الديمقراطية كامالا هـــاريـــس فـــي الانـــتـــخـــابـــات الــرئــاســيــة الأمــيــركــيــة المـقـبـلـة، جــــدً واســـعًـــا فـــي الأوســــــاط الأمـيـركـيـة، ســرعــان مــا امــتــد إلـــى دوائــــر أخــــرى، بــشــأن مـدى تأثير نجوم الفنّ ومنصات التواصل الاجتماعي في حظوظ المرشحين السياسيين الانتخابية. ومـــعـــلـــوم أنــــــه كــــانــــت قــــد انـــتـــشـــرت مـــؤخـــراً دراســـــات عــــدة، واســتــطــاعــات رأي، فــي مـحـاولـة لـتـقـيـيـم تـأثـيـر سـويـفـت فـــي حــظــوظ هـــاريـــس، لا سيما مع إشارات من مراقبين تتحدث عن إمكانية أن يــشــكّــل دعــــم ســويــفــت «قـــــوة دفـــــع» لـلـمـرشـحـة الديمقراطية ونائبة الرئيس الحالية في السباق نـحـو الـبـيـت الأبــيــض، غـيـر أنـــه تـفـاوتـت وجـهـات نظر خبراء ومتابعين التقتهم «الشرق الأوسط»، وحـاورتـهـم بـشـأن مــدى تأثير نـجـوم الـفـن عالميا وعربيا في اتجاهات الجماهير التصويتية. في الواقع، لم يقتصر الأمر في الانتخابات الأميركية على سويفت، بـل انضم إليها آخـرون فــي دعـــم المـرشـحـة الـديـمـقـراطـيـة، بينهم جنيفر لـــــورانـــــس، وجــنــيــفــر لـــوبـــيـــز، ومـــيـــريـــل ســتــريــب، وجــــولــــيــــا روبــــــرتــــــس، وعــــــــدد آخــــــر مـــــن الـــنـــجـــوم اســتــضــافــتــهــم مـــقـــدّمـــة الـــبـــرامـــج الــشــهــيــرة أوبــــرا وينفري مؤخراً، في حلقة حوارية مع هاريس. وعــــلــــى الــــجــــانــــب الآخــــــــــر، يـــحـــظـــى المــــرشــــح الــجــمــهــوري دونـــالـــد تــرمــب بــدعــم رجــــل الأعــمــال إيـلـون مـاسـك، والممثل دينيس كـوايـد، وعــدد من النجوم، من بينهم الموسيقي كيد روك، والعارضة أمــبــر روز، الــذيــن ظــهــروا فــي مـنـاسـبـات للحزب الجمهوري. وأيضا أشـارت دراسـة حديثة أجراها مركز «آش لـلـحـكـم الــديــمــقــراطــي والابـــتـــكـــار» بجامعة هــــــارفــــــارد، إلـــــى «وجــــــــود أدلــــــة عـــلـــى قـــــوة تــأثــيــر النجوم في تعزيز المشاركة المدنية، وتغيير أرقام اسـتـطـاعـات الـــــرأي، لا سيما بالنسبة للشباب والجيل زد». ودلّلت الدراسة على ذلك بما فعلته تايلور ، عندما شجّعت معجبيها على 2018 سويفت عام التسجيل للتصويت في الانتخابات، وتسبّب ذلك 72 ألف مشترك جديد خلل 250 في تسجيل نحو ســاعــة، كـذلـك الأمـــر بالنسبة لـلـمـؤثـرة وعـارضـة الأزيــــاء كـايـلـي غينر الـتـي حـثّـت متابعيها على ، ما تسبّب في زيادة بنسبة 2020 التصويت عام فـي المـائـة فـي عـدد الــزيــارات لموقع تسجيل 1500 الناخبين. بحسب الدراسة. بــيــد أن مــوقــع «ذا هــيــل» أشــــار إلــــى نـتـائـج مـــخـــتـــلـــفـــة، حـــيـــث لاحــــــظ أنــــــه لـــــم يـــنـــجـــح أيّ مـن المرشحين الديمقراطيين الذين دعمتهم سويفت .2018 في انتخابات الكونغرس عام هـــذه لـيـسـت المــــرة الأولـــــى الــتــي يُـلـقـي فيها فنانون بثقلهم خلف مرشحين للبيت الأبيض، ، عندما أعلنت النجمة 1920 فالأمر يعود إلى عام مــــاري بـيـكـفـورد، والـنـجـم آل جـولـسـون دعمهما لــلــمــرشــح الـــجـــمـــهـــوري (الـــفـــائـــز لاحــــقــــا)، واريـــــن هـــارديـــنـــغ، ولــعــل دعـــم فـــرانـــك سـيـنـاتـرا للرئيس الأسبق دونالد ريغان في حفل لجمع التبرعات هو الأكثر شهرةً في هذا الصدد. 1979 عام مــــارك هـــارفـــي، الأســـتـــاذ فـــي جـامـعـة سـانـت مـــاري الأمـيـركـيـة، الـــذي ألّـــف كتابا بـشـأن «تأثير المشاهير في توجهات الجماهير»، قال لـ«الشرق الأوســـــــــط»، إن «الـــنـــجـــوم يــمــكــن أن يــــؤثــــروا فـي اتـجـاهـات الـجـمـهـور، بـشـأن قضايا أو مواضيع مـعـيـنـة سـيـاسـيـة أو اجــتــمــاعــيــة، لــكــن تـأثـيـرهـم ليس بهذه الـقـوة، حين يتعلق الأمــر بالتصويت فــــي الانــــتــــخــــابــــات». وأردف أن «الـــتـــصـــويـــت فـي الانـتـخـابـات مـرتـبـط بـمـدى الاقـتـنـاع بالبرنامج الانــتــخــابــي لــلــمــرشــح، وتـــأثـــيـــره عــلــى الاقــتــصــاد والـحـيـاة الـعـامـة، ولـيـس بتأييد أو دعــم النجوم له»، قبل أن يشير إلى دراسة أجراها في أغسطس (آب) المـــاضـــي، قـبـل أســابــيــع مـــن إعــــان سويفت تـــأيـــيـــدهـــا لــــهــــاريــــس، وأظـــــهـــــرت «انـــــعـــــدام تــأثــيــر المشاهير في التصويت الانتخابي». ويُـذكـر أنــه فـي الــدراســة عُـــرض على العيّنة صـــــورتـــــان؛ الأولــــــــى لـــســـويـــفـــت وهـــــي تــــدعــــو إلـــى التصويت فـي الانـتـخـابـات، والـثـانـيـة تـدعـو إلى الـــتـــصـــويـــت لــلــديــمــقــراطــيــ . وأوردت الــــدراســــة الــتــي نـشـرهـا مــوقــع «ذا هـــيـــل»، أن «ســويــفــت قد يــكــون لــهــا تــأثــيــر لــــدى الــنــاخــب الــــذي لـــم يحسم مـــوقـــفـــه مــــن الانــــتــــخــــابــــات»، حـــيـــث أبــــــدت الـعـيـنـة الــتــي اطّــلــعــت عــلــى الـــصـــورة الأولـــــى «احـتـمـالـيـة عـالـيـة لـلـتـوجّـه، وتسجيل أنفسهم فــي الــجــداول الانـتـخـابـيـة، لـكـن هـــذه الـنـسـبـة انـخـفـضـت كثيراً عندما طالعوا الصورة التي تدعوهم للتصويت للديمقراطيين»، وهـنـا يـقـول هـارفـي إنــه «مثلما لا يـــرجّـــح تـأثـيـر المـشـاهـيـر فـــي تـغـيـيـر تـوجـهـات الجماهير إزاء قضايا خلفية، مثل الإعدام، فمن المنطقي ألا يـؤثـر فـي دفعهم للتصويت لصالح مـرشـح مــعــ ... وبـالـتـالـي، لـعـل تـأثـيـر المشاهير ربـــمـــا يـنـحـصـر فـــي الــنــاخــبــ الـــذيـــن لـــم يـــقـــرّروا نهائيا بعدُ لمَن سيصوتون». ولــكــن حـتـى هـــذا الـتـأثـيـر لـيـس نـهـائـيـا؛ إذ يشير مارك هارفي إلى أن «المشاهير ربما يؤثرون عكسيا في الانتخابات، فيدفعون الجماهير التي لم تحسم موقفها إلـى الإحـجـام عن التصويت»، لافـــتـــا إلــــى أن «هـــنـــاك قـــاعـــدة فـــي الـــدعـــايـــة تـقـول بـــضـــرورة تــوافــق الـنـجـم مــع مــا يـعـلـن عــنــه، فمَن يـروّج للعطور يصعب عليه أن يعلن عن السلح مثلً»، وحقا، يخشى البعض من التأثير العكسي للفنانين، أو ما يُطلق عليه مسمى «أثر مصاصي الدماء»، حيث قد يجذب الفنان الانتباه بعيداً عن السياسي المرشح في الانتخابات. وعـــربـــيـــا، يــمــكــن الــــقــــول إنـــــه كـــــان لـلـفـنـانـ انـــــخـــــراط واضـــــــح فـــــي الــــســــيــــاســــة، لا ســـيـــمـــا فـي الأحداث الكبرى أو الانتخابات، فعادةً ما تجدهم فـي طليعة المقترعين فـي الانـتـخـابـات، مـع إعـان ،2011 تأييدهم لمرشح بعينه، وفي ظل أحداث عام كـشـف فــنــانــون ســـوريـــون عـــن تـأيـيـدهـم للرئيس بــشــار الأســــد، بينهم رغــــدة وســــاف فـواخـرجـي، بينما وقف آخرون ضده. وفي مصر أيضا يتذكّر كـثـيـرون كـــام الـفـنـانـة عـفـاف شعيب عــن تأثرها وأسرتها من الاحتجاجات في تلك الفترة. خـالـد الــقــضــاة، الـصـحـافـي وعـضـو مجلس نـــقـــابـــة الــصــحــافــيــ الأردنـــــيـــــ ، قـــــال لــــ«الـــشـــرق الأوسط» إن «المشاهير عادةً ما يخشون الخوض في السياسة؛ لأنه يؤثر سلبيا على مصالحهم»، إلا أنـــه فــي الــوقــت نفسه أشـــار إلـــى «تـجـربـة عـدد من نجوم منصات التواصل الاجتماعي في دعم المرشحين في الانتخابات البرلمانية في الأردن»، وأضـــاف أن «هـــذه التجربة لـم تكن نـاجـحـة، ولم يستطع الـنـجـوم تغيير تـوجـهـات الـنـاخـبـ ، بل على النقيض كـان تأثيرهم عكسيا، لا سيما أن الجماهير تدرك أن ترويج المؤثر لمرشح بعينه هو جزء من حملة مدفوعة». المتفائلون بتأثير سويفت في الانتخابات يـــدلّـــلـــون عـــلـــى ذلـــــك بــــالــــدور الــــــذي لــعــبــتــه أوبـــــرا وينفري في دعـم الرئيس السابق بــاراك أوباما؛ إذ أظــهــرت دراســــة أجـرتـهـا جـامـعـة نـورثـوسـتـرن أن «وينفري كانت 2008 الأميركية المرموقة عـام مسؤولة عن نحو مليون صوت إضافي لأوباما في الانتخابات التمهيدية للحزب الديمقراطي». وهنا، شدّدت الناقدة الفنية التونسية، الدكتورة ليلى بارحومة، على «قـوة تأثير نجوم الفن في دعــم الـسـيـاسـيـ »، ضـاربـة المـثـل بفنّاني تونس الذين دعم بعضهم الرئيس الحالي قيس سعيد في الانتخابات الأخيرة، بينما لم يدعمه البعض الآخــــر. وأضــافــت بـارحـومـة لـــ«الــشــرق الأوســــط»، أن «تــأثــيــر الـفـنـانـ عـــــادةً مـــا يــكــون كـبـيـراً على الجماهير البسيطة التي لـم تحسم موقفها من المرشحين»، ولفتت أيضا إلى «خطورة ذلك على الفنان إذا دعم فصيلً مرفوضا من الرأي العام». وأردفــت أن عـدداً من الفنانين دعموا الإسلميين فـــي فــتــرة مـــا، وتــراجــعــت بـالـنـتـيـجـة «شعبيتهم مـجـتـمـعـيـا». والـــشـــيء نـفـسـه يــكــاد يـنـطـبـق على الـحـالـة المــصــريــة، مــع رفـــض قـطـاع مــن الناخبين لفنانين أظهروا دعمهم لحكم تنظيم «الإخــوان» الـذي تصنّفه مصر «إرهابيا»، كذلك تسبّب دعم فنانين كويتيين للرئيس العراقي الأسبق صدام حـسـ بـعـد غــــزوه لـلـكـويـت فـــي «إقـــصـــاء شعبي لهم». الناقد الفني المصري، طـارق الشناوي، قال في لقاء مع «الشرق الأوســط»، إن «دعـم الفنانين فــي المـنـطـقـة الـعـربـيـة عــــادةً مــا يُـنـظَـر لــه مــن قبل الجمهور بأنه موجّه»، ولفت إلى أن «الفنانين في الغالب يبحثون عن السلطة، ويقتربون منها»، ضــــاربــــا المـــثـــل بـــفـــتـــرة الـــرئـــيـــس الأســــبــــق حـسـنـي مـبـارك، حين كـان «أغلب الفنانين المصريين على علقة صداقة بعائلته». أخيراً، فإن معظم الدراسات التي تبحث في العلقة بين السياسة والترفيه، تقدّم استنتاجات مـــتـــبـــايـــنـــة حــــــول تـــأثـــيـــر المـــشـــاهـــيـــر فـــــي حـــظـــوظ السياسيين. أوبرا وينفري تحاور كامالا هاريسبحضور عدد من النجوم (أ.ف.ب) ترمب بين داعمَيه (رويترز) القاهرة: فتحية الدخاخني عربياً... كان للفنانين انخراط واضح في الأحداث الكبرى أو الانتخابات

RkJQdWJsaXNoZXIy MTI5OTky