issue16764

CS3 Template 2009 - 29 September 2010 OPINION الرأي 13 Issue 16764 - العدد Monday - 2024/10/21 الاثنين ا ن أ ا م و Ghassan Charbel ‚ ا ƒ „ ر † ‡ ن ˆ‰ ƒ „ و ر ˆ ‚ ا ا روس ‹ †Œ ز ƒ د ا ’ Editor-in-Chief Assistants Editor-in-Chief Aidroos Abdulaziz Zaid Bin Kami Saud Al Rayes ١٩٨٧ ª« ¬ˆ أ ١٩78 ª« ¬ˆ أ ا ن أ ا م و Ghassan Charbel ‚ ا ƒ „ ر † ‡ ن ˆ‰ ƒ „ و ر ˆ ‚ ا ا روس ‹ †Œ ز ƒ د ا ’ Editor-in-Chief Assistants Editor-in-Chief Aidroos Abdulaziz Zaid Bin Kami Saud Al Rayes ١٩٨٧ ª« ¬ˆ أ ١٩78 ª« ¬ˆ أ ا ن أ ا م و Ghassan Charbel ‚ ا ƒ „ ر † ‡ ن ˆ‰ ƒ „ و ر ˆ ‚ ا ا روس ‹ †Œ ز ƒ د ا ’ Editor-in-Chief Assistants Editor-in-Chief Aidroos Abdulaziz Zaid Bin Kami Saud Al Rayes ١ ٨٧ ª« ¬ˆ أ ١٩78 ª« ¬ˆ أ ا ن أ ا م و Ghassan Charbel ‚ ا ƒ „ ر † ‡ ن ˆ‰ ƒ „ و ر ˆ ‚ ا ا روس ‹ †Œ ز ƒ د ا ’ Editor-in-Chief Assistants Editor-in-Chief Aidroos Abdulaziz Zaid Bin Kami Saud Al Rayes ١٩٨٧ ª« ¬ˆ أ ١٩78 ª« ¬ˆ أ ا ن أ ا م و Ghas an Charbel ‚ ا ƒ „ ر † ‡ ن ˆ‰ ƒ „ و ر ˆ ‚ ا ا روس ‹ †Œ ز ƒ د ا ’ Editor-in-Chief Assistants Editor-in-Chief Aidroos Abdulaziz Zaid Bin Kami Saud Al Rayes ١٩٨٧ ª« ¬ˆ أ ١٩78 ª« ¬ˆ أ ا ن أ ا م و Ghassan Charbel ‚ ا ƒ „ ر † ‡ ن ˆ‰ ƒ „ و ر ˆ ‚ ا ا روس ‹ †Œ ز ƒ د ا ’ Editor-in-Chief Assistants Editor-in-Chief Aidroos Abdulaziz Zai Bin Kami Saud Al Rayes ١٩٨٧ ª« ¬ˆ أ ١٩78 ª« ¬ˆ أ ا ن أ ا م و Gha san Charbel ‚ ا ƒ „ ر † ‡ ن ˆ‰ ƒ „ و ر ˆ ‚ ا ا روس ‹ †Œ ز ƒ د ا ’ Editor-in-Chief A sistants Editor-in-Chief Aidr os Abdula iz Zaid Bin Kami S ud Al Rayes ١٩٨٧ ª« ¬ˆ أ ١٩78 ª« ¬ˆ أ الرئيس التنفيذي جماناراشد الراشد CEO Jomana Rashid Alrashid نائبا رئيس التحرير زيد بن كمي ssistant Editor-in-Chief Deputy Editor-in-Chief Zaid Bin Kami مساعدا ئي التحرير محمد هاني Mohamed H ni حربٌ كبرى تنتظر «الشيطان الأكبر» هل العالم مستعد ليقظة دينية؟ «هـــذه أخـطـرُ حـــروبِ الإقـلـيـم. حـــربٌ كـبـرى وشـديـدةُ الخطورة. حربٌ سترسمُ نتائجُها حدودَ الأدوار والمواقعِ ومــصــيــر خـــرائـــطَ وعــــواصــــم. اغــتــنــم بـنـيـامـن نـتـنـيـاهـو طوفانَ يحيى السّنوار لإطـ قِ انقلابٍ كاملٍ على نتائجِ الانقلاب الإيراني الـذي تمّ في العقودِ الماضية. ويحظَى نتنياهو بدعمٍ أميركيّ وتفهّمٍ غربي لتحجيمِ أذرعِ إيرانَ ومــحــورِهــا. حـــربٌ تستطيعُ أمـيـركـا وحـــدَهـــا وقـفَـهـا في الوقتِ الذي تراه مناسباً وبعد تعبِ المتحاربي». يشعرُ الصحافيّ بالقلقِ حــنَ يسمع كـ مـ مـن هــذا الـنـوعِ من رجلٍ معنيّ بمسارِ الأحداثِ وعواقبِها. واضـــــحٌ أنّ الــــشّــــرقَ الأوســــــطَ يــحــبــسُ أنـــفـــاسَـــه. إنّـــه موعودٌ بأيامٍ أدهَى. ترابطُ عواصفِ النّارِ ينذرُ بتحوّلها إعصاراً. لم يسبق أن عـاشَ حرباً متعددةَ الخرائط على هذا النحو. حرب تفيضُ عن حدود مسارحِها وفي غياب أي شــرطــي دولـــــي. يــتــرقّــب أهـــل المـنـطـقـة مــوعــدَ الـضـربـةِ الإسرائيلية المقررة ضد إيران. وتقول طهرانُ إنّه لن يكونَ أمامَها غير خيار الرّد. تبادلُ الضربات العابرة للخرائط يهدّد بتوسيع الحرائق. المشهدُ جديدٌ وبالغ الخطورة. إسرائيلُ الحالية لا تشبه تلك التي كانت قائمةً قبل انطلاق «الطوفان» في الـسـابـع مــن أكـتـوبـر (تـشـريـن الأول) مــن الــعــام المــاضــي. نجحَ نتنياهو في جعلِ الحرب «حرباً وجودية» لا تمانعُ إسرائيلُ في دفع أثمانِها بشرياً واقتصادياً. إيــــرانُ الـيـوم هـي غـيـرُ إيــــرانَ الـتـي كـانـت قـائـمـةً قبل «الطوفان». استدرجَها نتنياهو إلى الخروج من «حرب الأذرع» إلــى الانـــخـــراطِ المـبـاشـر فـي المـواجـهـةِ على حلبة الشرق الأوسط. وهي حربٌ لا تستطيع الولاياتُ المتحدة البقاءَ خارجها. وهو ما سعت إيـرانُ طويلاً إلى تفاديه. كانت طهرانُ حريصةً على الاستمرار في نسجِ سجادةِ انقلابها الكبير فـي المنطقة مـن دون الانــــزلاقِ إلــى خطرِ الصّدام المباشرِ مع أميركا. قبل «الطوفان» أرسلَ يحيى السنوار مَن أبلغَ «حزبَ الله» وإيران بأنّ «شيئاً كبيراً قد يحدث». وطلبَ مواكبة العملية بــأوســعِ دعـــم. حلم أن تـكـونَ شـــرارة «الـطـوفـان» بــــدايــــةَ «الـــضـــربـــة الـــكـــبـــرى» الـــتـــي كــــان يُــهــمــس بــهــا منذ أعــوامٍ وتنصّ على إغـراق إسرائيلَ بمطر من الصّواريخ والمُسيرات ينطلق من خرائطَ متعددة بينها إيران. تلقّى السنوار «وعداً بتوفير أكبرِ دعمٍ ممكن، لكنّه لـم يحصل على الــتــزام بـإطـ ق الـضـربـةِ الـكـبـرى». خـافَ من «أن تلتقط إسرائيلُ أنّ شيئاً وشيكاً قيد التحضير فتسارعَ إلى توجيه ضربة استباقية». أطلق «الطوفان» ربــمــا لاعــتــقــاده أنّ حــلــفــاءَه سـيـنـخـرطـون ولـــو تـــــردّدوا. لـم تـشـارك إيـــرانُ مباشرةً واخـتـار «حــزب الـلـه» فـي اليوم التالي الذهابَ إلى «جبهة الإسناد». فـي الـسّـاعـات الأولـــى مـن «الـطـوفـان» بـدت إسرائيلُ ضـعـيـفـةً وهــشــةً ومــصــابــةً فــي هيبتها. قــــرّرت المؤسسة العسكرية الـثـأرَ من التقصير. قــرّر نتنياهو إنـــزالَ نكبةٍ كاملة بقطاع غـزة. لم يكتفِ بمعاقبة «حماس» بل أنزلَ الـعـقـابَ الأشـــدّ بالبيئة الـتـي تحتضنها، أي بالمدنيي. تظاهرَ في الفترة الأولــى بقبولِه مواجهةً مخفوضة مع «حزب الله» تحت سقفِ «قواعد الاشتباك». وبانتظار نقلِ ثقلِ الحرب إلـى جبهة لبنان وعلى توقيت الانتخابات الأميركية، أحدث تغييراً خطراً تمثل في فتحِ فصل الاشتباكات المباشرة مع إيران. ولا مبالغة في القول إنّ نتنياهو تصرّف في غزةَ ولبنان كأنّه يحاول إبعادَ إيران عن حدوده بعدما نجحت في المرابطة قربها. وجّــهــت إســرائــيــلُ ضــربــةً قـاسـيـة إلـــى «حـــمـــاس». وجّـهـت ضربة مماثلة إلى «حـزب الله». اغتالت حسن نصر الله ثم اغتالت بفضل الصّدفة يحيى السنوار. تحدّث نتنياهو عن إعادةِ الرهائن الذين تحتجزهم «حـمـاس». تحدث أيضاً عـن إعـــادة سـكـانِ الشمال الذين هجّرتهم صواريخ «حزب الله» ومسيّراته. شعوره بتفوّق الآلة العسكرية الإسرائيلية دفعَه إلى تضخيم الأهداف. قال إنّه يريد إحداث تغييرات جوهرية في الوضعِ الأمني المـحـيـط بـإسـرائـيـل وبـمـا يـتـرك آثـــــارَه لأجـــيـــال. وصـــلَ به الأمـــر حــدّ الـتـحـدث عـن شـــرقِ أوســـط جـديـد. وهـــذا يعني ببساطةٍ أنّـــه يتطلّع إلــى شـطـبِ الحضور الإيــرانــي على حــدود إسـرائـيـل. ولتحقيق ذلـك يشترط خـــروجَ جبهات «الممانعة» في غـزةَ ولبنان من النزاع عبر إنشاءِ أحزمة أمنية وفرض قيودٍ صارمة لمرحلة ما بعد وقف النار. وســـــط مـــشـــاهـــدِ الـــوحـــشـــيـــة الـــتـــي تـــمـــارسُـــهـــا الآلــــة الـعـسـكـريـة الإسـرائـيـلـيـة قـصـفـ وتـــشـــريـــداً، تــبــرز مـ مـحُ انـــقـــ بٍ عنيف عـلـى نـتـائـج الانـــقـــ ب الـــذي نـفّـذتـه إيـــرانُ وجـعـلـهـا صــاحــبــةَ الـكـلـمـة الأولـــــى فـــي بـــيـــروتَ ودمــشــقَ وبغدادَ وصنعاء. مـــعـــركـــةُ كـــســـرِ عـــظـــامٍ وتــغــيــيــر مـــ مـــحَ وتــــوازنــــات. وليس سهلاً على المرشد الإيراني علي خامنئي القبول بـأن تترافقَ نهايات عـهـدِه مـع التّسليم بانحسار الـدور الإقليمي الذي بناه على مـدارِ عقود. من دون أن يقصد، دفـــع الـسـنـوار المــحــورَ إلـــى امـتـحـانٍ صـعـب. لـبـنـانُ غـــارقٌ في النار والنازحي، وسوريا تحاول أن تنأى بنفسها، والـــعـــراق يـــحـــاول تــجــنّــبَ كــــأسِ الــــــردود الإســرائــيــلــيــة أو الأميركية على مسيّرات الفصائل. ذكّرني حديثُ معركةِ الأدوار بما سمعته في فيينا زارَ مديرُ الوكالة الدولية للطاقة 2008 قبل سنوات. في الذرية محمد البرادعي طهرانَ والتقى خامنئي، والرئيس محمود أحمدي نجاد، ورئيسَ البرلمان علي لاريجاني. سـألـت الــبــرادعــي أن يختصرَ لــي المــوقــفَ الإيـــرانـــي الــذي سمعه بعبارة قصيرة، فأجاب: «نريد الاعترافَ بنا قوة إقليمية كبرى». أوضـــح الـبـرادعـي أنّ الإيـرانـيـن يـــرون أنّ «خلافهم الأســاســي مـع أمـيـركـا. أحـمـدي نـجـاد يـريـد تصفية هذه الخلافات وهدفه وحلمه أن يكونَ صاحب هـذه الصفقة الكبرى، إذ يـرى أنـه سيكون بطلاً وطنياً إذا حقّق ذلك، في المائة من الشعب الإيراني 90 أو 80 خصوصاً أنّ نحو يريد علاقاتٍ طبيعية مع أميركا. أحمدي نجاد قـالَ لي حرفيّاً في آخــرِ سنة قبل مغادرتي الوكالة الـذريـة: أريد الـــتـــفـــاوضَ مــبــاشــرةً مـــع أمــيــركــا فــقــط، ولا أريــــد روسـيـا والصي». حــــربُ أدوارٍ وحـــــدود وأحـــجـــام. وحــــده «الـشـيـطـان الأكـبـر» قـــادرٌ على الـتّــدخّـلِ «لـوقـف الانـقـ ب الإسرائيلي بــعــد كــبــحِ أذرع الانـــقـــ ب الإيــــرانــــي». ولــكــن مــــاذا تفعل الخرائطُ المرتجفة بانتظار تبلور ساعةِ التدخل الأميركي الــحــاســم؟ ومـــــاذا لـــو الـتـفـتـت إيـــــران إلـــى الـبـيـت الأبـيـض ووجــدت فيه رجـً اسمُه دونالد ترمب يذكّرها بأوجاعٍ كثيرة؟ إذا أمعنّا بالنّظر، سندرك أنّ العصرَ الذهبي لحركة الإلـــحـــاد الــجــديــدة فــي الـحـيـاة الـغـربـيـة، عـنـدمـا تـصـدرت الكتابات المناهضة للخالق التي كتبها ريتشارد دوكينز وكريستوفر هيتشنز، قوائم أكثر الكتب مبيعاً؛ لم يتحقق بفضل اكتشاف حجج جديدة ذكية تؤكد عدم وجود الله فجأة. فــي الـــواقـــع، حــل هـــذا الـعـصـر بـبـسـاطـة؛ لأن أحــداثــ محددة وقــوى أعمق جعلت الوقت مناسباً للتفكير على هـذا النحو، ولأن الإنترنت في بداياته كـان بمثابة حزام من 11 نقل جديد للأفكار المشككة في الـديـن، ولأحـــداث الــــ سبتمبر (أيلول)... كشفت جميعها عن مخاطر الأصولية الدينية. أضـف إلـى ذلــك، أزمــة الاعــتــداءات الجنسية التي عصفت بالكنيسة الكاثوليكية، التي قوضت أقوى معقل للمسيحية المنظمة في الغرب، ناهيك عن أن ابتعاد العصر الرقمي عن السلطة والمؤسسات، ضرب المؤسسات الدينية أول ما ضرب. المثير أنّنا نعاين اليوم وجود مثل هذه الفرصة أمام الكتّاب الدينيي، وخاصة أن الفكرة القائمة على أن الإلحاد وإضــعــاف الــديــن المـنـظـم مــن شـأنـه أن يجعل الـعـالـم أكثر ،2024 عقلانية وأقل قبلية، تبدو أكثر عبثية اليوم، في عام .2006 عما كانت عليه عام والـيـوم، يجري النظر على نحو متزايد إلـى تراجع معدلات الانتساب للطوائف الدينية، وممارسة الشعائر الدينية، باعتباره مشكلة اجتماعية، وليس قفزة عظيمة إلى الأمام. ونجد أن الأفراد الذين نشأوا دون إيمان ديني، يبحثون عن المعنى في العقاقير المخدرة، وعلم التنجيم، والأجسام الطائرة المجهولة. وفي الفترة الأخيرة، توقف صعود تيار «اللادينيي» الأميركيي؛ أي الذين لا ينتمون إلى أي دين، أخيراً. وعـلـيـه، يـبـدو الـعـالـم مهيأ للحجج الدينية بنفس الطريقة التي كان مهيأ بها للملحدين الجدد قبل عشرين عــامــ . إلا أن الـــســـؤال هـنـا عـمـا إذا كـــان بــوســع المتديني اســتــعــادة أرضــهــم الـثـقـافـيـة الحقيقية - خــاصــة فــي قلب العلمانية؛ أي فــي أوســــاط المثقفي الـغـربـيـن - بـــدلاً من الاكتفاء بإثارة الحني الغامض إلى الإيمان. ولا ينبغي أن يقتصر الأمر على محاولة إقناع غير المـؤمـنـن بـطـرح كـلـمـات طـيـبـة، وإنــمــا يكمن الـتـحـدي في المضي قدماً إلى ما هو أبعد من ذلك، وإقناع أبناء العصر الحديث، الذين يساورهم القلق، بأن الدين أكثر من مجرد فــائــدة عـمـلـيـة، وأكــثــر مــن مــجــرد أمـــل حــزيــن، وأن الإطـــار الديني، فـي واقــع الأمـــر، يجعل الـواقـع أكثر منطقية، عن البديل المادي المتشدد المزعوم. مـن جهتي، أنــوي تقديم محاولتي الخاصة لإقناع الآخـريـن بأهمية الـديـن، العام المقبل. والـ فـت أن الأشهر القليلة المـاضـيـة شــهــدت صــــدور ثــ ثــة كـتـب ديـنـيـة على صلة بهذا النقاش، وتتناول الحجج الفلسفية والعلمية والتجريبية الداعمة لصياغة وجهة نظر دينية عن العالم. جـــاءت الـحـجـة الفلسفية مــن الفيلسوف الـ هـوتـي الموسوعي ديفيد بنتلي هارت. ويأتي كتابه الجديد: «كل الأشــيــاء مليئة بـالآلـهـة: أســــرار العقل والــحــيــاة»، بمثابة تتويج لعقود من الجدال ضد الملحدين الجدد. والــ فــت أن الـكـتـاب جــرت صياغته فـي هيئة حـوار أفلاطوني بي مجموعة من الآلهة اليونانية المتقاعدين، والـذيـن يتجادلون مع بعضهم حـول المناقشات البشرية المعاصرة بخصوصفلسفة العقل وعلم الأعصاب ونظرية المعلومات. في الواقع، هذا الشكل الحواري يتمتع بميزة عظيمة واحـــــدة: أنـــه يتطلب مــن هــــارت أن يمنح مـسـاحـة ممتدة للأفكار التي يعارضها. ومــن خــ ل الإلـــه هيفايستوس، الــذي ينسب إليه الجزء المتشكك في الـديـن، تحصل على شـرح موسع للحجج التي تقول إن العقل والـــذات والفكر يمكن اختزالها في مادة عديمة العقل. إذا كـنـت تعتقد أن هـــذا يــبــدو وكـــأنـــه عـبـث فلسفي مثير للاهتمام، لكنه في الوقت ذاته مناهض للعلم بشكل أساسي، فيمكنك التوجه إلى الكتاب التالي في الثلاثية: «نور العقل... نور العالم» لسبنسر كلافان، والـذي يطرح حجة مفادها أن تطور العلم الحديث يوفر أدلة مختبرية على تفوق العقل واحتلاله الأولوية الأولى. وهـــذه ليست مـجـرد حجة مـألـوفـة تـقـوم على فكرة أن الضبط الـدقـيـق للكون تشكل بحد ذاتـهـا دلـيـً على أن ذكـــاءً إلهياً مـا أعــد كـل شـــيء، وإنـمـا تتجاوز ذلــك إلى فكرة النموذج المادي للكون باعتباره نظاماً مادياً مغلقاً؛ إذ تقفز وحـــدات المـــادة مثل كــرات البلياردو، والتي ألقت بها ثـورة كمومية، يقف خلفها عقل واعٍ يتولى القياس والمراقبة. ويرى كلافان أن التفكير في هذا الاكتشاف يجب أن يفرض أنه إذا كنت تثق حقاً بالعلم، تقبل حقيقة وجود واقع واحد فقط، وأنه «يُخلق عندما يعطي الوعي شكلاً لـلـزمـان والمـــكـــان»؛ يُـخـلـق بـواسـطـة الــقــوة الـتـي قـالـت في البداية: «ليكن النور». بالتأكيد، يبدو هذا جنونياً من منظور مادي، ولكن من خـ ل تجربتي مع المتشككي المنفتحي، ليست هذه النقطة التي يتوقفون عندها، وإنما عندما نقطع خطوة واحدة إلى الأمام، إلى معاقل الدين القديم الحقيقي؛ عالم المعجزات، والرؤى، والنذر، والملائكة، والشياطي. وهذا العالم تحديداً موضوع آخر كتاب في الثلاثية التي أقرأها، وهو كتاب رود دريهر المعنون: «العيش في الدهشة: إيجاد الغموض والمعنى في العصر العلماني». وفــي جــزء منه، يتناول الأحـــداث الخارقة للطبيعة التي تزدهر باستمرار في عالمنا العلماني المفترض. ويعني ذلـك ببساطة أن كتاب دريهر الأكثر إمتاعاً من بي الكتب الثلاثة؛ فهو يروي أفضل القصص، ويغطي جوانب من الحياة البشرية أكثر أهمية لفكرة الدين، عن أي حجة أو نظرية. وعلى رأس ذلك، يطرح حقيقة مفادها أنه حتى في المجتمعات التي تستبعد أي تلميح إلى ما هو خــارق للطبيعة من أنظمتها المعرفية الرسمية، فإن التجارب الغريبة تستمر في فرضنفسها. مــــن المـــنـــظـــور الــــديــــنــــي، تــشــيــر جــمــيــع هـــــذه الـكـتـب والحجج إلى إله واحد؛ لذا فإن الاختبار الحقيقي أمامهم هو ما إذا كـان العالم المنغمس في التعاسة بعد أن فقد إيمانه، يمكن دفعه إلى العودة إلى حظيرة الإيمان. * خدمة «نيويورك تايمز» غسانشربل * روسدوثات

RkJQdWJsaXNoZXIy MTI5OTky