issue16762

4 حرب متعددة الخرائط NEWS ASHARQ AL-AWSAT Issue 16762 - العدد Saturday - 2024/10/19 السبت حزب «جبهة العمل اإلسالمي» يشيد بـ«عملية بطولية» نفذها اثنان من شباب الحركة عملية البحر الميت... تحفظ رسمي أردني وتبن «إخواني» رفـعـت عملية تسلل مسلحي اثـنـن عبر الــــحــــدود األردنــــيــــة جـــنـــوب الــبــحــر املـــيـــت، إلــى األراضــــي املحتلة ومــحــاولــة اســتــهــداف جنود إسـرائـيـلـيـن، بـحـسـب مــا نـقـلـت وســائــل إعــام عبرية الجمعة، من مستوى التحديات األمنية بـــن عـــمّـــان وتـــل أبـــيـــب، ال سـيـمـا فـــي ظـــل تـوتـر العلقات على خلفية العدوان اإلسرائيلي على غزة ولبنان. ولــم يعلن الـجـانـب األردنــــي عـن تفاصيل كثيرة بخصوص الحادثة املفاجئة والغامضة وغــيــر املــســبــوقــة. لــكــن الــجــيــش األردنـــــــي، عبر بيان صدر عن القوات املسلحة األردنية، اكتفى بنفي مزاعم «اجتياز عسكريي أردنيي اثني الحدود الغربية للمملكة األردنية الهاشمية»، بـيـنـمـا عـــجّـــت وســـائـــل الـــتـــواصـــل االجــتــمــاعــي الحقًا بفيديوهات نُسبت إلى منفذي التسلل. وبدت مصادر أردنية تحدثت إليها «الشرق األوســـــــــط»، مـتـحـفـظـة عــــن الــتــفــاصــيــل املـتـعـلـقـة بالحادثة، مع تأكيدها ضرورة انتظار استكمال الـتـحـقـيـقـات، عـلـمـ بــــأن بـــيـــان الـــقـــوات املـسـلـحـة (الجيش العربي) نوّه، باإلضافة إلى نفي تسلل الـعـسـكـريـن، «بـمـتـابـعـة الــتــطــورات» وبــضــرورة «تلقي املعلومات من مصادرها الرسمية وعدم تداول الشائعات واألخبار املضللة». وأمام التحفظ الرسمي، أعلن حزب جبهة العمل اإلسـامـي «مباركته العملية البطولية التي نفذها اثنان من شباب الحركة اإلسلمية؛ الـشـهـيـد الـبـطـل عـامـر قـــواس والـشـهـيـد البطل حـسـام أبــو غــزالــة، الجمعة، فـي منطقة البحر املـيـت عـلـى الــحــدود األردنـــيـــة - الفلسطينية». كـــمـــا نــقــلــت وكــــالــــة الـــصـــحـــافـــة الـــفـــرنـــســـيـــة عـن املتحدث باسم جماعة اإلخوان املسلمي معاذ الــخــوالــدة قـولـه إن املـهـاجـمـن الـلـذيـن قتلهما الجيش اإلسرائيلي، «من أبناء الجماعة وكانا يـشـاركـان دائـمـ فـي الفعاليات املتضامنة مع غزة واملؤيدة للمقاومة». وتعد هذه املرة األولى التي يتم فيها تـداول فيديوهات معدّة مسبقًا ومــنــســوبــة ملـتـسـلـلـن إلــــى الـــحـــدود األردنــــيــــة - اإلسرائيلية، مع إعلن وصيّة مصوّرة وتحديد هدف العملية، بينما كانت املحاوالت السابقة تعلن مـن الـجـهـات الـرسـمـيـة، بأنها مـحـاوالت فردية. ونُــــشــــرت عــلــى نـــطـــاق واســـــع عــلــى مـوقـع الـتـواصـل االجـتـمـاعـي «فـيـسـبـوك» فيديوهات نُـــســـبـــت لـــشـــابـــن أردنــــيــــن عـــلـــى أنـــهـــمـــا مـنـفـذا العملية، وهما عامر قواس (كنيته أبو عبيدة الشافعي)، وحسام أبو غزالة (أبـو عز الدين)، الـــلـــذان أعـلـنـا بـحـسـب الــفــيــديــوهــات، تبنيهما الـعـمـلـيـة «انــتــقــامــ مـــن جـــرائـــم االحـــتـــال الـتـي ارتكبت منذ بدء معركة طوفان األقصى». وكانت األنباء املتداولة حول هذه العملية، قــــد نــقــلــتــهــا مــــصــــادر إعــــــام عـــبـــريـــة عــــن إذاعـــــة الجيش اإلسرائيلي، حيث تحدثت عن «تبادل» إطلق النار مع مسلحي قرب السياج الحدودي مــــع األردن، بـــعـــد اخـــتـــراقـــهـــم لـــــه، وأن الـجـيـش اإلسـرائـيـلـي قــد تمكن مــن «تـحـيـيـد مهاجمي» عبرا من األردن إلى األراضي اإلسرائيلية جنوب البحر امليت، وأطلقا النار على جنود. إلــــى ذلـــــك، ذكــــر املـــتـــحـــدث بـــاســـم الـجـيـش اإلسـرائـيـلـي أفـيـخـاي أدرعــــي فــي مـنـشـور على منصة «إكــس»، أن قـوات الجيش «رصـدت قبل قـلـيـل عـــــددًا مـــن املــخــربــن الـــذيـــن اجــــتــــازوا من األردن نحو األراضي اإلسرائيلية جنوب البحر امليت. لقد هرعت قوات جيش الدفاع إلى املكان وتمكنت من تحييد مخربي اثني أطلقا النار سبتمبر (أيـلـول) املاضي، نفذ 8 نحوها». في عـامـ ) الـــذي يعمل 39( األردنــــي مـاهـر الــجــازي سائق شاحنة بضائع، هجومًا بمسدسه أسفر جنود إسرائيليي بعد اجتيازه جسر 3 عن قتل امللك الحسي إلـى جسر «اللنبي» بـن ضفتي نـــهـــر األردن. وشـــكـــلـــت تـــلـــك الـــحـــادثـــة تـحـديـ للسلطات األردنية بعد اعتقال عدد من سائقي الشاحنات األردنيي، واالحتفاظ باثني منهم تم اإلفراج عنهما مؤخرًا. وشكلت حادثة مقتل اإلسرائيليي الثلثة عــلــى جــســر املــلــك حــســن، ســابــقــة مـــن نـوعـهـا، وســــط تــوتــر الـــعـــاقـــات بـــن عــمــان وتــــل أبــيــب، لــتــضــاف إلــــى سـلـسـلـة مـــن املـــواقـــف املتشنجة أكـتـوبـر (تـشـريـن األول) الــعــام املـاضـي، 7 مـنـذ على خلفية الحرب اإلسرائيلية ردًا على عملية «طــــوفــــان األقــــصــــى». وقـــالـــت مـــصـــادر مطلعة لـــــ«الــــشــــرق األوســـــــــط»، إن عــمــلــيــة جـــســـر املــلــك حـسـن الــتــي أســفــرت عــن مـقـتـل اإلسـرائـيـلـيـن الــثــاثــة، هــي عملية «مــنــفــردة» وال تــوجــد أي معلومات تتحدث عن أي ارتباطات تنظيمية ملنفذ العملية الذي ينتمي إلى منطقة البادية كلم جنوب اململكة التي 400 الجنوبية، نحو تسكنها عشائر قبيلة الحويطات. ويخشى األردن الـرسـمـي مـن «توظيف» إســرائــيــل لعمليات فــرديــة عـلـى الـــحـــدود على أنــهــا «اســـتـــهـــداف أمـــنـــي» مــبــاشــر، واســتــخــدام ذلــك ذريـعـة للتوسع فـي عملياتها العسكرية بالضفة الـغـربـيـة، وهـــو مــا حـــذرت مـنـه عـمّــان في اآلونــة األخـيـرة، وتـعـدّه تهديدًا ملصالحها فـي حــال تمسكت حكومة اليمي اإلسرائيلي بسياسة التهجير، ســـواء فـي غــزة أو الضفة. ويـــــعـــــد الــــرســــمــــيــــون األردنـــــــيـــــــون أن تـصـعـيـد إســـرائـــيـــل واســـتـــمـــرارهـــا فــــي ارتــــكــــاب مـــجـــازر بـــحـــق املـــدنـــيـــن فــــي غـــــزة ولـــبـــنـــان، ســيــدفــعــان املنطقة نحو الـهـاويـة، وسـيـزيـدان مـن مشاعر الــغــضــب الـــتـــي قـــد تـــرتـــد عــلــى اإلســرائــيــلــيــن، بفعل سياسات حكومة اليمي املتطرف بقيادة بـنـيـامـن نـتـنـيـاهـو وآخـــريـــن يـعـلـنـون صـراحـة مطالباتهم بـ«إبادة الفلسطينيي». وشــــنــــت مـــنـــصـــات عـــلـــى مــــواقــــع الـــتـــواصـــل االجـــتـــمـــاعـــي، قـــالـــت مـــصـــادر أردنـــيـــة عـنـهـا إنـهـا إســــرائــــيــــلــــيــــة، حــــمــــات تـــحـــريـــض ضـــــد األردن، واســتــخــدمــت تــلــك املــنــصــات شــائــعــات وأخـــبـــارًا كاذبة بهدف إحداث فتنة على الساحة األردنية، والتشويش على املوقف الرسمي املطالب بالوقف الفوري للعدوان اإلسرائيلي على غزة، وسعي تل أبيب إلى تفجير األوضاع في الضفة الغربية. ومــــــن بــــن ردود الـــفـــعـــل الـــحـــزبـــيـــة عـلـى عملية البحر امليت، «بـارك» حزب جبهة العمل اإلســـامـــي مـــا عـــدّهـــا «عـمـلـيـة بـطـولـيـة نـفـذهـا اثــنــان مــن شـبـاب الـحـركـة اإلســامــيــة؛ الشهيد البطل عامر قواس والشهيد البطل حسام أبو غــزالــة الـجـمـعـة، فــي منطقة الـبـحـر املــيــت على الـحـدود األردنـيـة - الفلسطينية، التي أسفرت عـــن إصـــابـــة عـــدد مـــن جــنــود االحـــتـــال املــجــرم، وذلـك ردًا على املجازر التي يرتكبها االحتلل ضــــد الـــشــعــب الـفـلـسـطـيـنـي فــــي غـــــزة والــضــفــة والعدوان على املقدسات». وعــــــــد الـــــحـــــزب فـــــي بــــيــــان صــــحــــافــــي، أن «العملية تعبر بالرصاص والدم تعبيرًا صادقًا عن موقف الشباب األردني الحر ونبض الشارع األردنـــــي الـــداعـــم لـصـمـود الـشـعـب الفلسطيني ومقاومته ضد االحتلل». وتــــزامــــن أنـــبـــاء تـنـفـيـذ الـــهـــجـــوم مـــن قبل مـتـسـلـلـن مـــن األردن، مـــع خـــــروج املـــئـــات من أنــــصــــار حـــــزب جــبــهــة الـــعـــمـــل اإلســـــامـــــي، فـي مسيرة انطلقت بعد صــاة ظهر الجمعة، من أمـــام املسجد الحسيني بمنطقة وســط البلد، تــحــت شـــعـــار «يــخــلــف الــقــائــد قـــــادة والــجــنــدي عــشــرة»، فـي إشـــارة إلــى مقتل زعـيـم «حـمـاس» في غزة يحيى السنوار. تأهب لقوات إسرائيلية في منطقة البحر الميت عقب اإلعالن عن عملية التسلل من األردن الجمعة (رويترز) عمّان: محمد خير الرواشدة عجّت وسائل التواصل االجتماعي بفيديوهات لمنفذي عملية التسلل فيما قالت جماعة اإلخوان إنهما «من أبنائها» السنوار... جولة على المقاتلين ومخبأ في منزلين متجاورين بمنطقة «بدر» ترصد تحركات زعيم «حماس» في آخر أيامه نعت حـركـة «حــمــاس» أمــس زعيمها يحيى الـسـنـوار الـــذي قتلته إسـرائـيـل في رفــــح جـــنـــوب قـــطـــاع غـــــزة. وقـــــال الــقــيــادي خليل الحية، في بيان مصوّر، إن السنوار قُتل «ممتَشقًا سلحه، مشتبكًا ومواجهًا لـجـيـش االحــــتــــال فـــي مـــقـــدّمـــة الــصــفــوف، يتنقل بي كل املواقع القتالية»، في إشارة إلى أن قائد الحركة القتيل كان يشارك في املـــعـــارك مـــع مـقـاتـلـيـه. وشــــدد الـحـيـة على أن «األســــــرى لـــن يـــعـــودوا (إلــــى إســرائــيــل) إال بـوقـف الــعــدوان على غــزة واالنـسـحـاب منها وخــروج أسرانا األبطال من سجون االحـــــتـــــال»، وهــــو مـــا يــعــنــي أن مــوضــوع األســــرى ال يـرتـبـط بـالــسـنـوار، وإنــمــا يتم بـمـنـهـجـيـة أمـــنـــيـــة، تــضــمــن إتـــمـــام عملية تبادل مع إسرائيل. وقُــتـل الـسـنـوار األربــعــاء غــرب مدينة رفح. كان داخل مبنى اشتبه اإلسرائيليون بوجود مسلحي فيه. يقع هذا املبنى في حـي تـل السلطان الـــذي تعمل فيه الـقـوات اإلســرائــيــلــيــة مـنـذ مـــا يــزيــد عـلـى شهرين ونصف الشهر، علمًا بأن مدينة رفح تشهد أشهر. 6 عملية عسكرية واسعة منذ فــي منطقة تسمى «بــــدر» داخـــل حي تـــل الــســلــطــان، تــحــديــدًا عــنــد «املـسـتـشـفـى اإلمــــــاراتــــــي»، كــــان الـــســـنـــوار مــــوجــــودًا في مـــنـــزلـــن مــــجــــاوريــــن لــبــعــضــهــمــا يـتـنـقــل بـيـنـهـمـا. أحــدهــمــا لـعـائـلـة زعــــرب واآلخـــر لـعـائـلـة أبـــو طـــه. لـكـن لــم يـكـن أحـــد يعرف مكانه سـوى الـدائـرة األمنية الخاصة به، أشـخـاص، كما تقول 3 التي ال تزيد على مصادر لـ«الشرق األوسط». تعرّض املنزالن ألضـرار سابقة بفعل القصف الجوي واملدفعي الذي لم يتوقف على مــدار الساعة فـي تلك املنطقة. ورغـم ذلك، لجأ السنوار إليهما. ووفق تقديرات مصادر تعرف طبيعة جغرافيا املنطقة، لم ينتقل زعيم «حماس» إلى هذا املكان سوى قبل أيام، مشيرة إلى أن القوات اإلسرائيلية كــانــت تــوجــد فــي املـنـطـقـة بـاسـتـمـرار منذ فترة ليست بالقصيرة، وكانت تواجه في بعض األحيان مقاومة ضعيفة مع تراجع عناصر الفصائل الفلسطينية إلى مناطق أخـرى واعتمادهم على تكتيكات املباغتة من خلل «حرب العصابات». وتـــوضـــح املـــصـــادر املــيــدانــيــة أنـــه في كثير من الحاالت كانت إسرائيل تعتقد أنه ال يوجد داخــل تلك املـنـازل املـدمـرة جزئيًا أي شــــخــــص، خـــصـــوصـــ فــــي ظــــل وجــــود قواتها باملنطقة. وتتابع أن حركة واحدة خاطئة في املنطقة هي التي تسببت ربما فـي رصـدهـا مـن قبل الـقـوات اإلسرائيلية، مــــا دفـــــع بـــالـــدبـــابـــات إلـــــى قـــصـــف املـــكـــان، ثـــم تـسـيـيـر طـــائـــرة مـــســـيّـــرة تـــجـــاه املـبـنـى الستطلع ما في داخله، وهـو أمـر درجت إسرائيل على القيام به في حاالت سابقة. ولــفــتــت املــــصــــادر إلــــى أن وجـــــود من كـانـوا بـداخـل املبنى وهـم يـرتـدون اللثام، دفـــع بــالــقــوات اإلســرائــيــلــيــة إلـــى مـحـاولـة الـــوصـــول إلـــيـــه بـشـكـل حـثـيـث لـلـتـأكـد من شــخــصــيــة مــــن كــــانــــوا بـــداخـــلـــه، حـــيـــث إن الـــطـــائـــرات املـــســـيّـــرة تـــدخـــل لـلـتـعـرف على وجـــوه مـن يتم استهدافهم داخـــل املباني للتأكد من هويتهم وما إذا كانوا مسلحي أو مدنيي. وتـــقـــدّر املـــصـــادر أن وجـــــود لـــثـــام في مقتنيات السنوار كـان الهدف منه بشكل أســـاســـي عـــدم الــظــهــور عـلـنـ ، وإفـــشـــال أي قــدرة على رصــده أو التعرف عليه، سـواء من عامل بشري على األرض، أو من أدوات االســــتــــخــــبــــارات اإلســـرائـــيـــلـــيـــة املــخــتــلــفــة، بما فـي ذلــك الـطـائـرات املـسـيّــرة الصغيرة املــســمــاة «كـــــواد كــابــتــر» الـــتـــي تـــدخـــل إلــى داخــل املـنـازل واملباني وغيرها لتفقد كل جسم غريب أو رصد أي حركة. فوق األرض وتحتها تــــقــــول مـــــصـــــادر مـــطـــلـــعـــة مـــــن حـــركـــة «حماس» إن السنوار والعديد من قيادات الحركة كانوا يتنقلون طوال فترات الحرب مـن مـكـان إلــى آخـــر، ســـواء فــوق األرض أو تـحـتـهـا، تــحــديــدًا فـــي األنـــفـــاق املخصصة لــلــســيــطــرة والـــتـــحـــكـــم أو حـــتـــى الــدفــاعــيــة منها، وفق ظروف الوضع األمني املحيط باملنطقة التي يوجدون فيها. وتشير املـصـادر إلــى أن الـسـنـوار في بـدايـات الـحـرب، قبل عــام، كـان يتنقل بي عـدة أنـفـاق فـي مناطق مختلفة مـن وسط القطاع وجنوبه. لكنه بعد االغتياالت التي طــالــت قـــيـــادات مـــن املـسـتـويـن الـسـيـاسـي والعسكري فـي «حـمـاس»، داخــل األنـفـاق، وكـــــذلـــــك عـــمـــلـــيـــات تـــفـــجـــيـــر تـــلـــك األنــــفــــاق وتـدمـيـرهـا، وتـضـيـيـق مـسـاحـة املـاحـقـة، صـار يعتمد بشكل أكبر على البقاء فوق األرض. وتؤكد املصادر أن السنوار كان يلعب دورًا اســتــخــبــاراتــيــ أســاسـيـــ فـــي عملية تــخــفــيــه، لــكــن لــيــس خــشــيــة مـــن اغــتــيــالــه، حـــســـب مــــا تــــقــــول، ولـــكـــن بـــهـــدف تـضـلـيـل الـقـوات اإلسرائيلية التي تـحـاول تحقيق صـــورة نـصـر بقتله. وتـشـيـر إلـــى أنـــه كـان يعتمد فـقـط عـلـى شـخـصـن أو ثــاثــة في تأمي تنقلته وتوفير احتياجاته، وعملية تواصله مع قيادات الحركة وغيرهم، وفق منظور أمني يحدده بنفسه. األسرى اإلسرائيليون وتـــــؤكـــــد املـــــصـــــادر أنــــــه فـــــي فــــتــــرة مـن الـفـتـرات كــان الـسـنـوار، كما غـيـره مـن قـادة الجناح العسكري لحركة «حماس»، يحيط نفسه بمجموعة صغيرة من األسرى، وهو أمر يؤمن الحماية لقادة الحركة ولألسرى ويـسـاعـد فــي إنــجــاح أي صـفـقـة تــبــادل مع إسرائيل. وتـلـفـت املــصــادر إلـــى أنـــه بـعـد اغتيال بعض الـقـيـادات داخـــل األنـفـاق وخارجها، وبـرفـقـتـهـم أســــرى، مثلما جـــرى مــع أحمد الـغـنـدور قـائـد «لـــواء الـشـمـال» فـي «كتائب القسام»، وكذلك مع أيمن نوفل قائد «لواء الوسطى» فـي الكتائب، وقـيـادات ميدانية أخـــرى قُــتـل برفقتهم أســـرى إسـرائـيـلـيـون، تقرر وضع األسرى تحت حماية شخصيات ميدانية أقل من قادة كتيبة، غالبيتهم من قادة «سرايا» و «فصائل»، وهي مسميات لتصنيفات عسكرية داخل «القسام». وتــوضــح املـــصـــادر أن مـقـتـل الـسـنـوار كــان متوقعًا فـي أي لحظة، وفــي أي ظرف كـــــان، ولـــذلـــك فــــإن الـــحـــركـــة نــظّــمــت عملية االحــــتــــفــــاظ بــــاألســــرى وفـــــق تـــرتـــيـــب أمــنــي معتمد ضمن بـروتـوكـول يتجدد مـن حي إلــى آخــر، بحيث تصدر التعليمات بشكل مـنـتـظـم لـلـقـائـمـن عــلــى حـمـايـتـهـم. وكـــام مصادر «حماس» هدفه، كما يبدو، التأكيد أن الحركة ال تزال لديها القدرة على التشدد بمواقفها بشأن صفقة تبادل أسـرى، وهو األمر الذي ال تظنه إسرائيل التي تعتقد أن قيادة الحركة بعد اغتيال السنوار ستكون أكثر تفككًا وليست لديها قدرة على معرفة مكان األسرى. شقيق السنوار والضيف في فترات من الحرب، كانت إسرائيل تعتقد أن يحيى السنوار لن يفارق شقيقه محمد القيادي الكبير في «كتائب القسام»، أو مــحــمــد الــضــيــف قـــائـــد «الــــقــــســــام». لكن الـضـيـف قُــتــل فــي يـولـيـو (تـــمـــوز) املــاضــي، حــســب مـــا أعــلــنــت إســـرائـــيـــل، وهــــو أمــــر لم تـؤكـده «حــمــاس»، علمًا بــأن الـضـربـة التي استهدفته أدت أيضًا إلى مقتل رافع سلمة قائد لواء خان يونس في «كتائب القسّام». وتــــقــــول إســـرائـــيـــل إنـــهـــا عـــثـــرت خـــال عملية قـتـل يـحـيـى الــســنــوار، عـلـى جثتي مــعــه. لـكـن الــتــقــديــرات أن أيـــ مـــن الجثتي ال تـــعـــود إلــــى شـقـيـقـه مــحــمــد الـــــذي كـانـت األجـهـزة األمنية تعتقد أنـه ال يفارقه أبـدًا. وذكـرت بعض وسائل اإلعـام اإلسرائيلية أن إحــــدى الـجـثـتـن تــعــود ملـحـمـود حـمـدان قــائــد كتيبة تــل الـسـلـطـان، وهـــو مــا أكـدتـه «حماس» أمس. وقــــتــــل حـــــمـــــدان يـــشـــيـــر إلــــــى أن قـــائـــد «حــــــمــــــاس» كـــــــان يـــتـــعـــمـــد مــــشــــاركــــة قـــــادة «الــــقــــســــام» فــــي املـــــعـــــارك، عــلــمــ بـــــأن عــاقــة مميزة ربطت الرجلي بعدما كان السنوار قد تدخل في قضية «قتل بالخطأ» ارتكبها حـــمـــدان ودفــــع الـــســـنـــوار عــنــه ديــــة الـقـتـيـل. ومـكـان وجـــود الـسـنـوار يـدفـع تـجـاه سـؤال جــــديــــد يــتــعــلــق بـــســـبـــب وجـــــــود شـخـصـيـة بحجمه يــقــود حــركــة كـبـيـرة تسيطر على قطاع غـزة منذ سـنـوات طويلة، فـي مدينة رفح التي احتلت إسرائيل معظمها. وجوده برفح تـــقـــول مـــصـــادر مــقــربــة مـــن «حــــمــــاس» إن وجـــــود الـــســـنـــوار فـــي تــلــك املــنــطــقــة، الـــتـــي تعد جبهة قتال مفتوحة منذ أشهر، خصوصًا في حي تل السلطان، يشير إلى واقع صعب يعيشه قـــادة الحركة مـن مختلف املـسـتـويـات. وتشير املـــصـــادر إلـــى أن إســرائــيــل شــــددت ملحقتها لقادة «حماس» وجناحها العسكري حتى من مستوى قيادات ميدانية ونشطاء بارزين وكل من يقود الهجمات ضدها، وهـذا ما قد يفسر لـجـوء الــســنــوار، فــي منطقة قــتــال، إلـــى البقاء بـرفـقـة مـقـاتـلـيـه، عـلـى عـكـس آخــريــن اضــطــروا للجوء إمـا إلـى أنـفـاق مـدمـرة تـم استصلحها جـزئـيـ، كما حصل مـع رفيقه روحـــي مشتهى (قُتل في نفق)، أو الظهور فوق األرض بمناطق غير آمنة ومكشوفة، مثلما جـرى في العملية الــتــي أدت إلـــى اغـتـيـال الـضـيـف ورافــــع سلمة (حـسـب مــا تـقـول إســرائــيــل) بمنطقة مـواصـي خان يونس. لـكـن مــصــادر أخــــرى مــن داخــــل «حــمــاس» تـــقـــول إن الـــســـنـــوار كــــان قــــــادرًا عــلــى الـــخـــروج مـن رفــح، و«نـحـن على ثقة أنــه كــان يتنقل بي املـدن بطريقة أمنية يحددها بنفسه». تضيف املـــصـــادر «أن الــســنــوار فــضّــل الـبـقـاء فــي أرض املعركة وربما كان يتفقد املقاومي في امليدان، وقد فعل ذلك ثلث مرات على األقل خلل هذه الـــحـــرب الــحــالــيــة، خــصــوصــ فـــي خــــان يـونـس مسقط رأسه». وتشير املـصـادر إلــى أن الـسـنـوار لـم يكن منقطعًا عــن الــتــواصــل مــع قــيــادة الــحــركــة في الـداخـل والــخــارج، كما تعتقد إسـرائـيـل، ولكن كل اتصاالته ورسائله كانت تُنقل بطريقة آمنة جـــدًا ووفــــق تـــواصـــل أمــنــي يـــحـــدده بـنـفـسـه من حيث الـوقـت وأهـمـيـة الـرسـالـة، وهـــذا مـا جعل الوصول إليه صعبًا للغاية منذ بدء الحرب. (أ.ف.ب) 2017 السنوار مع خليل الحية في صورة تعود لعام غزة: «الشرق األوسط»

RkJQdWJsaXNoZXIy MjA1OTI0OQ==