issue16762

فــــي قـــمـــة هــــي األولـــــــى مــــن نـــوعـــهـــا، شـــهـــدت الــعــاصــمــة البلجيكية، بروكسل، قمة تاريخية بني دول مجلس التعاون ، التي شكلت بالفعل 27 الخليجي ودول االتحاد األوروبي الـ فرصة تاريخية لتطوير شراكة أوثق بني الجانبني. تكتسي هذه القمة أهمية خاصة من منطلقني؛ الشراكة الـجـيـوسـيـاسـيـة بـ املــشــاركــ فـيـهـا مـن جــهــة، والـتـوقـيـت الذي انعقدت فيه، حيث ال أحد يوفر املخاوف والشكوك من تطورات، أو - إن شئنا الدقة - تدهورات األوضاع السياسية، الــتــي يـمـكـن أن تـتـسـبـب فـيـمـا هـــو أســــوأ لـشـعـوب التكتلني الخليجي واألوروبي. هذا اللقاء هو القمة األولى على اإلطالق بني زعماء دول االتحاد األوروبــي ومجلس التعاون، منذ أن وقَّــع الجانبان . وقـــد أســســت تـلـك االتـفـاقـيـة 1989 اتـفـاقـيـة تــعــاون فــي عـــام لــحــوار منتظم بــ الـجـانـبـ بـهـدف بـنـاء عــ قــات تجارية واستثمارية مشتركة. جــاءت القمة فـرصـة تاريخية مهمة لتعزيز الشراكة االستراتيجية، وتوثيق العالقات، ال سيما في ظل التحديات اإلقليمية والدولية. يـمـكـنـنـا الــنــظــر لـلـقـمـة مـــن زاويــــــة دبــلــومــاســيــة تــعــدُّد املـسـافـات وضـبـط املـــســـارات، وتـنـويـع املــســاقــات، فــي أوقـــات تــعــاود اآليـديـولـوجـيـات الــضــارة الــصــحــوة، وبـمـا يمكن أن يتسبب في انتكاسة للعالقات الدولية. بدت قمة بروكسل، كحلقة تقدمية مهمة ملصالح قائمة وقـــادمـــة لكتلتني جـغـرافـيـتـ جـــرت بينهما عـبـر الـتــاريــخ، صــــ ت وأواصـــــــر، والــــيــــوم هـــنـــاك أهــــــداف مــشــتــركــة، وكــذلــك مخاوف وقالقل، ضمن نوازل الحياة. بالنظر إلى أوروبا، يمكن القطع بأن هناك رغبة عميقة للبحث عن أصدقاء جدد لتعزيز حضور القارة العجوز، في الوقت الذي تسعى فيه لحشد الدعم الدولي لعزل روسيا. هنا ال يغيب كذلك عن األعني أن منطقة الخليج العربي تقع عند مفترق طرق بني آسيا وأوروبا وأفريقيا، وهي تلعب دورًا مهمًا للغاية في العديد من األزمات التي نشهدها اليوم. منذ العمليات الروسية في أوكرانيا، قبل عامني، سعى االتحاد األوروبي إلى التواصل مع كتل إقليمية أخرى، فعقد قمته األولى مع دول رابطة جنوب شرقي آسيا، ثم قمة أخرى مع دول أميركا الالتينية ومنطقة البحر الكاريبي. هل أوروبا قلقة من أمر ما؟ فـــي واقـــــع الـــحـــال ربـــمـــا يـــكـــون هـــنـــاك أكـــثـــر مـــن هـاجـس يـؤرق األوروبـيـ ليال ويقلقهم نهارًا؛ ففي الشرق القيصر الغاضب، ال سيما بعد الدعم األوروبـــي لنظام كييف. ومن الغرب، الواليات املتحدة املضطربة داخليًا املرشحة بدرجة أو بأخرى لقطع حبلها السري عن أوروبـــا، وبخاصة حالة عــــودة الـرئـيـس الـسـابـق دونـــالـــد تــرمــب إلـــى الـبـيـت األبـيـض رئيسًا في الخامس من نوفمبر (تشرين الثاني) املقبل. ترى دول االتحاد األوروبي في منطقة مجلس التعاون الخليجي مـجـاال رحـبـ لـلـتـعـاون، وبـنـوع متميز فـي مجال الطاقة، غاز ونفط، إذ ليس سرًا القول إن العالقات املتردية بــ روســيــا وأوروبـــــا تـلـقـي عـلـى كــاهــل الـقـائـمـ عـلـى دول االتـحـاد عبئًا كبيرًا فـي تنظيم شــؤون الـطـاقـة، ويـــزداد هذا العبء كلما اقترب فصل الشتاء؛ حيث يخبر علماء البيئة واملناخ أنه سيكون قارس البرودة هذا العام. يـــدرك األوروبـــيـــون أن دول مجلس الـتـعـاون الخليجي تعيش حالة من الوعي واالستنارة السياسيني، لجهة ضبط املسافات بني مختلف عواصم العالم، ومراكز صنع القرار، وبـحـيـث ال تـرتـهـن حـيـواتـهـا لجهة بعينها. إنـهـم يعرفون تمام املعرفة عالقة دول الخليج بروسيا والصني، ضمن هذه األريحية املعرفية، وال يتوقع أحد من عواصم دول املجلس الـسـت أن تـبـادر بقطع عالقاتها مـع موسكو وبـكـ ، ولهذا يتعامل األوروبيون مع الواقع، ومحاولة الوصول إلى نقطة توازن، ولو من قبيل البراغماتية السياسية. عبر جـوزيـب بـوريـل وزيـــر خارجية االتـحـاد األوروبـــي بـاقـتـضـاب عــن الــهــدف الـرئـيـسـي مــن الـقـمـة، ولـــو مــن وجهة نظر األوروبيني، بقوله: «رسالتنا واضحة؛ نحن مستعدون للعمل معًا بشكل متزايد في مواجهة التحديات املشتركة». جـاء حضور ولـي العهد األمير محمد بن سلمان على رأس وفد اململكة العربية السعودية، كقوة دافعة الستنهاض هـمـم الــجــانــبــ ، ومــحــاولــة الـتــأثـيـر فـــي مــجــريــات األحــــداث املتدافعة واملتداعية شرق أوسطيًا. والـشـاهـد أن الدبلوماسية السعودية تـــدرك أن إحـدى العقبات الرئيسية التي تحول دون قيام االتحاد األوروبـي بـدور أكبر في مجال الجغرافيا السياسية للشرق األوسـط، تـتـمـثـل فـــي االفـــتـــقـــار إلــــى مـــوقـــف أوروبـــــــي مــتــمــاســك بـشـأن الصراع الفلسطيني - اإلسرائيلي، واتخاذ مواقف متناقضة في كثير من األحيان. ولعله يكفي املرء أن يتابع تصريحات مصادر أوروبية شــتــى عـــن حـتـمـيـة إعــــــادة االنــــخــــراط الـــســـعـــودي فـــي لـبـنـان السـتـنـقـاذ املـشـهـد هـــنـــاك، لـيـفـهـم الـثـقـل الـجـيـوسـتـراتـيـجـي للرياض في حاضرات أيامنا. الحضور العربي الخليجي في أوروبــا في كل األحـوال فــرصــة طـيـبـة ملــزيــد مــن الـتـثـاقـف املــشــتــرك، وبـــوابـــة فسيحة إلبعاد شبح الصراعات الحضارية، والبحث عن فرص ملزيد من مد الجسور حول البحر الكبير، أي املتوسط كما أسماه العرب قديمًا. استعادة امللكية الوطنية للقرار السياسي الليبي بعد أن كــان لسنوات بـأيـد خارجية تعبث بـه تـعـد مفتاح الحل لألزمة في ليبيا، ونهاية حقيقية للصراع بالوكالة، فالتأكيد على امللكية الوطنية ألي عمل سياسي وحوار وطني، وعدم املشاركة فـي أي لجان إال فـي اإلطـــار الوطني الداخلي دون غـيـره، هـو مـا يجب أن تتفق عليه الـقـوى الوطنية الليبية، وهي تعد إشارة لرفض أي عمل أحادي يتفرد به أي مبعوث دولي، كما كان هو الحال طيلة املبعوثني التسعة السابقني. فـــمـــا تــــكــــرار الـــطـــعـــن فــــي شـــرعـــيـــة األجــــســــام الــســيــاديــة القائمة، ووصفها بأنها تعاني من أزمة شرعية، إال إشارة إلمكانية اسـتـبـدال شرعيتها «بـشـرعـيـة» أخـــرى، بالتأكيد ستكون تفصيال على مقاس مشغلي «البعثة الدولية» املمثل الرسمي للمتدخلني في الشأن الليبي. البعثة الدولية منذ تولي طارق متري صاحب مذكرات «مـسـالـك وعــــرة» فـي حديثه وشـهـادتـه على فـتـرة بعثته في ليبيا، إذ لفت النظر حول السياسات التي أنتجتها، وتخبطت في وضعها وتنفيذها الدول النافذة في ليبيا، وإن كان متري لم يتردد في تحميل «النخب» الليبية جزءًا من املسؤولية. ومـــرورًا بالسيد برناردينو ليو الــذي مــارس الخداع السياسي وخـلـط األوراق ومــســاواة األجــســام املنتخبة في الـجـلـوس والــحــوار بـاألجـسـام غير املنتخبة، بـل جلس مع عمداء بلديات وحكم محلي وجعلهم شركاء قـرار سياسي مساو للبرملان املنتخب، بل وجلب رؤسـاء أحـزاب كرتونية ال يتجاوز عــدد أفــرادهــا قائمة التأسيس وجعلهم شركاء لـــ جـــســـام الـــســـيـــاديـــة املـنـتـخـبـة مــمــا ذوب صــــوت الــبــرملــان املنتخب ضمن هـذه الطبخة السياسية الخبيثة، ثم خلفه األملاني كوبلر الـذي مشى على خطى اإلسباني برناردينو لـيـو، فالبعثة كـانـت تعاني مـن حـالـة اإلربــــاك والتشخيص الخاطئ لألزمة الليبية، بل غياب الحيادية والشفافية في تعاطي املبعوثني مـع أطـــراف الـصـراع املعلنني، إلـى مجيء الــلــبــنــانــي غـــســـان ســـ مـــة الـــــذي كــــان أقـــــرب املــبــعــوثــ إلــى الصراحة في تشخيص األزمـة، ورؤيـة حل، إال أن دفعه إلى االستقالة بشكل مفاجئ والتعلل باملرض والحالة الصحية لم يكن مقنعًا ومبررًا الستقالته بعد كشفه عن حاالت النهب غير املسبوقة ألمـوال ليبيا، إذ وصف ليبيا بأنها تتعرض لحالة نهب ألموالها ووالدة مليونير جديد كل يوم. وتوقف مسار البعثة الدولية املـصـادِر للقرار الوطني عند املستشارة ستيفاني ويليامز، التي مـارسـت التسلط والـتـهـديـد بــورقــة الــخــ ف عـلـى الـشـرعـيـة لتهديد األطـــراف السياسية لفرض أجندتها، ثم قفزت عليهم جميعًا بتشكيل شخصية، ال أحد إلى يومنا هذا 75 لجنة حـوار مكونة من يعرف معايير االختيار ألعضائها، وحولتها من لجنة حوار إلى لجنة تختار للشعب حكومته وأجسامه السيادية مما يؤكد غياب امللكية الوطنية للقرار السياسي في ليبيا. البعثة الدولية انتهاء عند األفريقي عبد الله باتيلي، الذي رغم صداقته الطويلة بنظام القذافي وعضويته للمثابة العاملية التابعة للقذافي وكونه وزيــرًا أفريقيًا سابقًا وأحـد املراجعني لعمل البعثة الدولية في ليبيا فإن اإلمالءات وسياسة استالب ملكية الـقـرار الوطني الليبي بـقـرار «دولــــي» غير معلن جعل خبرة عبد الله باتيلي عاجزة عن إنتاج حل في ليبيا. آلــيــة عـمـل الـبـعـثـة كــانــت وال تــــزال مـحـل انــتــقــاد وشـك وحتى اتهام، وليس جنسيات املبعوثني، رغـم أن االختيار جــــاء وفــــق الـجـنـسـيـات مـــن حــيــث الــقــبــول واالســـتـــبـــعـــاد في الوساطة السياسية. العبث تحت العنوان «الدولي» في ليبيا ليس وليد اليوم، حـــ عــقــدت األمــــم املــتــحــدة اجتماعها 1949 بـــل كـــان مـنـذ عـــام لتقسيم ليبيا ثالث دول تحت عنوان «مشروع بيفن سفورزا»، وهــمــا وزيــــرا خـارجـيـة بريطانيا وإيـطـالـيـا فــي حينها، وهـو اتفاق سري يتضمن مشروع العودة الستعمار ليبيا، من نافذة االنتداب والوصاية كوجه استعماري جديد، في ثوب مختلف، إذ نص املشروع في حينها على تقسيم ليبيا بني ثالث دول هي بريطانيا وفرنسا وإيطاليا، وتتولى كل دولة إقليمًا كنوع من الوصاية واالنتداب، لكن اإلرادة الوطنية الليبية هزمت املشروع. لــكــن الـحـقـيـقـة الــتـــي يـقـفـز عـلـيـهـا مـــا يُــســمــى املـجـتـمـع «الــــدولــــي» املـــتـــورط فـي صـنـاعـة األزمـــــة فـي لـيـبـيـا وجعلها محلك ســـر، هــي أن عـلـى األمـــم املـتـحـدة مـسـؤولـيـة أخالقية ،2011 إلعادة االستقرار إلى ليبيا لكونها املتسبب فيه عام إذ أسقطت الـدولـة الليبية وتـركـت ترسانتها الضخمة من األسـلـحـة تنهبها أيـــدي الـــدخـــ ء والــغــربــاء لـتـتـحـول ليبيا مخزن سالح مفتوحًا وفوضى. الحل ال بـد أن يكون منتجًا ليبيًا ليبيًا، وهـو الغالب عند عموم الليبيني الذين سئموا وملوا من العبث الدولي واسـتـخـدام األزمـــة الليبية ورقـــة ابــتــزاز وضـغـط فـي ملفات دولـيـة بـ الـــدول املتدخلة فـي الـشـأن الليبي دون أي عائد بالنفع عـلـى ليبيا وشعبها ضحية قــــرارات مجلس األمــن وفصله السابع. ولــــكــــن املـــتـــنـــاطـــحـــ فـــــي لـــيـــبـــيـــا واملــــعــــرقــــلــــ لـــلـــوئـــام وإنـقـاذ الـبـ د سيصطدمون عـن قـريـب بالصخور الصلدة وسيعلمون أنه ال مناص من الوفاق. فـــي وســـط الــنــيــران املـشـتـعـلـة فـــي كل مـن غــزة ولبنان يجري سريعًا نقاش في عواصم الغرب الفت للنظر. في لندن نرى تحركًا من جانبني؛ األول قضائي، والثاني ســــيــــاســــي. الـــقـــضـــائـــي أن تــــقــــوم مـحـكـمـة بريطانية بإصدار حكم الفت هو «أن نقد أعمال إسرائيل ليس من ضمن ما يعرف بعداء السامية»، ومضمون هذا الحكم أن النقد ألعمال دولة إسرائيل هو من املباح؛ ألنـــه يـقـع فــي الـسـيـاسـة، ولـيـس فــي مكان التجريم، والـثـانـي تـوجّــه مجلس العموم البريطاني والحكومة البريطانية بإصدار فـــــرض عـــقـــوبـــات عـــلـــى اثـــنـــ مــــن أعـــضـــاء الـحـكـومـة اإلســرائــيــلــيــة بـسـبـب موقفهما املـتـطـرف، إذا أضفنا املهلة األميركية في مدة شهر، بأن تسهل إسرائيل دخول املواد اإلغــاثــيــة واإلنـسـانـيـة لـشـمـال قـطـاع غــزة، وإال فسوف تتخذ إجراءات ضدها، وكذلك قـيـام عــدد مــن عـواصــم أوروبــــا بالتشهير بسياسة إسرائيل في غزة التي تنفذ تحت شــعــار «اسـتـسـلـم أو مــت جـــوعـــ »، فسوف تتضح الــصــورة التــجــاه املــــزاج األوروبــــي نحو الضيق بما تفعله إسرائيل، مع ذكر العبارة الكالسيكية أن من حقها «الدفاع عن نفسها»! أما إذا سمعنا االحتجاج الواسع في الغرب حـول استنكار استهداف املراقبني الــدولــيــ فـــي الــخــط األزرق الــفــاصــل بني جنوب لبنان وشمال إسرائيل، فإن معالم الصورة تتضح. العالم ال يريد الحرب، وظاهرة العنف تـنـحـسـر فـــي هــــذا الــــقــــرن، عــــدا مـنـطـقـتـ : األولــى هي أوكرانيا، والثانية في الشرق األوســـــــــط، زيـــــــادة عـــلـــى ذلـــــك فـــــإن أوروبــــــا الـقـريـبـة تخشى مــن تـدفـق املـهـاجـريـن من مناطق الـنـزاع عبر البحر إلـى شواطئها، وهــــــــو شـــــعـــــور يــــثــــيــــر الــــــــــــرأي الــــــعــــــام فــي مجتمعاتها. هــذه املــواقــف يمكن االسـتـفـادة منها فـي إجـــراء نـقـاش حقيقي يـقـود إلــى هدف أكثر وضوحًا، وهو حل الدولتني. ما نواجهه أن من يحارب ليس الدولة بـــل مـيـلـيـشـيـات، كـلـهـا مـــن دون اسـتـثـنـاء مصنفة في دول الغرب بأنها (إرهابية)، وبالتالي ال تستطيع أن تستفيد سياسيًا من التغيرات النسبية الحاصلة في البيئة السياسية املواتية في دول القرار الغربية. تـــلـــك املــيــلــيــشــيــات لــــم تــقــتــنــع أن مـن يفاوض هو الدولة، هي قدمت الكثير من التضحيات، تلك حقيقة، وعانى املجتمع الغزاوي الهوائل وال يزال، من دون الحاجة إلى تكرار ما نـراه يوميًا، كما أن املجتمع اللبناني بـــدأ يـدفـع ثمنًا بـاهـظـ فــي هـذه الحرب، إال أن تلك امليليشيات لم تصل إلى قناعة أن الدولة هي التي يجب أن تفاوض، وكل حرب مهما طالت يتبعها تفاوض ما. تــضــع املــيــلــيــشــيــات الــجــســم الــعــربــي الـــواســـع واملــتــعــاطــف بــشــدة مـــع قضيتها أمــــام خـيـاريــن ال ثــالــث لـهـمـا؛ هـمـا إمـــا أن تـكـون مـع املـقـاومـة وإمـــا ضـدهـا (واألخـيـر قـد تـكـال لـك الـشـتـائـم). هــذه هـي الثنائية الـــزائـــفـــة، وهـــنـــاك خــيــار ثــالــث وهــــو األهـــم هـــو (الــــقــــوة الـفـلـسـطـيـنـيـة) املـــعـــتـــرف بها عامليًا، وهـي «منظمة التحرير»، والدولة اللبنانية أيـضـ املـعـتـرف بها مـن العالم. فقط هاتان السلطتان هما الـقـادرتـان في ضوء املتغيرات الدولية على أن تصال إلى نتائج مُرضية إن قامتا بالتفاوض. فـــي لـبـنـان الـــدولـــة غــائــبــة، والـحـديـث عن وقف إطالق النار لن يحصل ولن يفيد حــتــى وإن حـــصـــل، قــبــل أن تـــقـــوم الـــدولـــة بـتـرمـيـم مـؤسـسـاتـهـا، والــتــي اهـــتـــرأت من الـــتـــدخـــل املــــرضــــي لـــــ«حــــزب الــــلــــه» فــــي كـل مفاصلها، كـمـا أن غـــزة لــن يـتـوقـف القتل فــيــهــا وهــــو عــلــى ســـويـــة اإلبــــــــادة، قــبــل أن يـتـكـون رأي لـــدى قــيــادة «حـــمـــاس» أن من األفـــضـــل االتـــفـــاق مـــع «مـنـظـمـة الـتـحـريـر» لـــقـــيــادة الــعــمــل الــســيــاســي، هـــنـــاك حـديـث خــافــت عـلـى االتـــفـــاق حـــول لـجـنـة موسعة إلدارة غزة بعد وقف الحرب، ولكنه حديث فـــقـــط، قــــد ال يـــصـــل إلـــــى نـــهـــايـــاتـــه قـــبـــل أن تتصحر غزة كليًا كما يحدث أمام العالم. فــــي الـــجـــانـــب اآلخــــــــر، هـــنـــاك امــتــنــاع في العواصم، ليست الغربية فقط، ولكن الـعـواصـم الــقــادرة على التأثير فـي الـقـرار اإلســـرائـــيـــلـــي مــهــمــا ضـــغـــطـــت، واألخــــيــــرة تنتهك كـل الخطوط الحمر؛ مـن الحصار واإلبـــــــــــــادة، إلــــــى اســــتــــهــــداف قـــــــوات األمـــــم املتحدة، إلـى استخدام الذخائر املحرمة، يعضدها رأي عام داخلي يشعر بالخوف بــل بـالـرعـب مـمـا يسميه (الـهـولـوكـوسـت) الـــجـــديـــد، مــــع أن الـــخـــســـائـــر الـــعـــربـــيـــة فـي الجانبني الفلسطيني واللبناني هائلة. تلك املعادلة الصفرية لن تحل إال من خالل قناعة أن امليليشيات قد قامت بدورها حتى لو كان ذلك الدور مختلف ًا عليه، وأن ما راهنت عليه من توسيع الحرب ضد عدوها بـدخـول دولـــة إقليمية، ثبت أنــه عند مس مصالحها، تسقط املبادئ على األرض، فال مالذ إال األهل، فهل هناك من يضع مصالح األغلبية على مصالح األقـلـيـة؟ ذاك سـؤال يحتاج إلى إجابة شجاعة، كمثل شجاعة حمل البندقية. آخـــــر الـــــكـــــ م: الـــشـــجـــاعـــة لـــيـــســـت فـي إطــــ ق الـــنـــار، الـشـجـاعـة أن تـتـخـذ الــقــرار املناسب في الوقت املناسب. OPINION الرأي 14 Issue 16762 - العدد Saturday - 2024/10/19 السبت ليبيا واستعادة الملكية الوطنية للقرار السياسي عن القمة الخليجية ــ األوروبية الحرب في غزة ولبنان الطريق الثالث وكيل التوزيع وكيل االشتراكات الوكيل اإلعالني المكـــــــاتــب المقر الرئيسي 10th Floor Building7 Chiswick Business Park 566 Chiswick High Road London W4 5YG United Kingdom Tel: +4420 78318181 Fax: +4420 78312310 www.aawsat.com [email protected] املركز الرئيسي: ٢٢٣٠٤ : ص.ب ١١٤٩٥ الرياض +9661121128000 : هاتف +966114429555 : فاكس بريد الكتروني: [email protected] موقع الكتروني: www.arabmediaco.com هاتف مجاني: 800-2440076 املركز الرئيسي: ٦٢١١٦ : ص.ب ١١٥٨٥ الرياض +966112128000 : هاتف +9661٢١٢١٧٧٤ : فاكس بريد الكتروني: [email protected] موقع الكتروني: saudi-disribution.com وكيل التوزيع فى اإلمارات: شركة االمارات للطباعة والنشر الريـــــاض Riyadh +9661 12128000 +9661 14401440 الكويت Kuwait +965 2997799 +965 2997800 الرباط Rabat +212 37262616 +212 37260300 جدة Jeddah +9661 26511333 +9661 26576159 دبي Dubai +9714 3916500 +9714 3918353 واشنطن Washington DC +1 2026628825 +1 2026628823 املدينة املنورة Madina +9664 8340271 +9664 8396618 القاهرة Cairo +202 37492996 +202 37492884 بيروت Beirut +9611 549002 +9611 549001 الدمام Dammam +96613 8353838 +96613 8354918 الخرطوم Khartoum +2491 83778301 +2491 83785987 عمــــان Amman +9626 5539409 +9626 5537103 صحيفة العرب األولى تشكر أصحاب الدعوات الصحافية املوجهة إليها وتعلمهم بأنها وحدها املسؤولة عن تغطية تكاليف الرحلة كاملة ملحرريها وكتابها ومراسليها ومصوريها، راجية منهم عدم تقديم أي هدايا لهم، فخير هدية هي تزويد فريقها الصحافي باملعلومات الوافية لتأدية مهمته بأمانة وموضوعية. Advertising: Saudi Research and Media Group KSA +966 11 2940500 UAE +971 4 3916500 Email: [email protected] srmg.com محمد الرميحي الشجاعة ليست في إطالق النار الشجاعة أن تتخذ القرار المناسب في الوقت المناسب جبريل العبيدي إميل أمين

RkJQdWJsaXNoZXIy MjA1OTI0OQ==