issue16762

12 حــصــاد األســبـوع ANALYSIS قالوا ASHARQ AL-AWSAT Issue 16762 - العدد Saturday - 2024/10/19 السبت أبرز المحطات في عالقات القاهرة مع القارة السمراء أوالً: عهد عبد الناصر 1961 - افـــــتـــــتـــــاح مــــصــــر مـــكـــتـــبـــا إعـــامـــيـــا بمقدیشو لدعم قضایا التحرر الوطني - استضافة القاهرة مؤتمر الشعوب األفــــریــــقــــیــــة الــــثــــالــــث الــــــداعــــــم لـــلـــحـــركـــات التحررية 1963 - مساهمة مـصـر فــي إنــشــاء منظمة الوحدة األفريقية 1964 - مصر تتولى رئاسة منظمة الوحدة ثانياً: عهد السادات 1970 - مــــســــاع مـــصـــريـــة داعــــمــــة الســتــقــال 1975 جیبوتى وتم ذلك في 1977 - إنـــــــــشـــــــــاء مــــــصــــــر مـــــعـــــهـــــد تــــــدريــــــب لإلعلميني واإلذاعيني األفارقة 1980 - إنـشـاء الـصـنـدوق املـصـري للتعاون الفني مع أفريقيا ثالثاً: عهد مبارك 1989 - مــــصــــر تــــــتــــــرأس مـــنـــظـــمـــة الـــــوحـــــدة األفریقیة 1993 - مـــصـــر تــــتــــرأس املــنــظــمــة وتـسـتـقـبـل قيادات فصائل صومالیة لدعم املصالحة الداخلية 1995 - مــحــاولــة اغــتــيــال مـــبـــارك فـــي أديـــس أبابا وبدء التراجع املصري أفريقيا 1997 - القاهرة تستضيف تأسيس مؤتمر القمة «العربي - األفريقي» األول 2000 - القاهرة تستضيف أول مؤتمر قمة بني أفريقيا واالتحاد األوروبي - مـــصـــر تـــســـهـــم فــــي تـــأســـيـــس هـيـكـل االتحاد األفريقي 2001 - مصر تترأس قمة «الكوميسا» 2014 إلى يونيو 2011 يناير 25 رابعاً: الفترة من - غياب الفت عن الحضور بأفريقيا خامساً: عهد السيسي 2014 - إنـــــــهـــــــاء تــــجــــمــــيــــد عـــــضـــــويـــــة مـــصـــر باالتحاد األفريقي 2015 - اســـــتـــــضـــــافـــــة شــــــــــرم الـــــشـــــيـــــخ قـــمـــة التجمعات االقـتـصـاديـة اإلقليمية الثلثة (الكوميسا - السادك - اإلياك) 2016 - إقامة «منتدى أفريقيا» بشرم الشيخ 2018 و 2017 الذي تلته قمم مماثلة في 2018 - تنفيذ مصري ملـشـروع درء مخاطر الفيضان بغرب أوغندا - إنــــشــــاء املــــركــــز اإلقـــلـــيـــمـــي ملــكــافــحــة اإلرهاب لدول تجمع الساحل والصحراء 2019 - تـــــــرؤس مـــصـــر االتـــــحـــــاد األفـــريـــقـــي وإطلقها منطقة التجارة الحرة بالقارة - إطلق مبادرات صحية لعلج مليون أفريقي - اســـتـــضـــافـــة مـــصـــر وكــــالــــة الـــفـــضـــاء األفريقية 2020 - مصر تتسلم رئـاسـة مجلس السلم واألمن األفريقي ملدة شهر 2021 - تـــوقـــيـــع مـــصـــر اتـــفـــافـــيـــة عــســكــريــة واســـتـــخـــبـــاراتـــيـــة ودفــــاعــــيــــة مــــع الــــســــودان وأوغندا وبوروندي وكينيا - عقد منتدى االستثمار فـي أفريقيا بشرم الشيخ - تسلمت مصر رئاسة الكوميسا 2022 - بـــــدء مـــــلء ســــد ومـــحـــطـــة جــولــيــوس نـــيـــريـــري الــكــهــرومــائــيــة بــتــنــزانــيــا الــلــذيــن أسستهما شركات مصرية 2023 - جولة للرئيس املـصـري إلـى أنجوال وزامــــبــــيــــا ومــــوزمــــبــــيــــق تــــضــــاف لـــجـــوالت 2014 وزيارات غير مسبوقة منذ 2024 - تـدشـ الـخـط املباشر للطيران بني مصر وجيبوتي والصومال - تـوقـيـع اتــفــاق عـسـكـري ودفــاعــي مع الـــصـــومـــال ونــيــجــيــريــا وإرســــــــال الـــقـــاهـــرة شحنة عسكرية لدعم الجيش الصومالي - إعـــــان رئـــاســـة مــصــر ملـجـلـس األمـــن والسلم األفريقي ملدة شهر - عقد قمة في أسمرة بني رؤساء مصر والصومال وإريتريا - مصر تقرر البدء في خطوات إنشاء «صندوق للستثمار» بحوض النيل «يجب أن نتحرك بشكل حـــازم، ومـوحـد ملنع (الرئيس الروسي فالديمير) بوتني من اكتساب قــوة وتأجيج الحرب بشكل أكبر». الرئيس األوكراني فولوديمير زيلينسكي «(تــــصــــريــــحــــات رئــــيــــس الـــبـــرملـــان اإليـرانـي محمد باقر قاليباف) محاولة لتكريس وصـايـة مرفوضة على لبنان (...) مـــــوضـــــوع الـــــتـــــفـــــاوض لــتــطــبــيــق تتواله الدولة 1701 القرار الدولي الرقم اللبنانية». رئيس حكومة تصريف األعمال اللبنانية نجيب ميقاتي «الــــــــــــــــحــــــــــــــــرب، يــــا أعـــــزائـــــي، لــــم تــنــتــه بـعـد (...) أمــــامــــنــــا فـــرصـــة عــظــيــمــة لـــوقـــف مــحــور الشر وصنع مستقبل مختلف». رئيس الوزراء اإلسرائيلي بنيامين نتنياهو «هــــــذه الــعــمــلــيــة (تــفــجــيــر طـــرق وخطوط للسكك الحديد تربط كوريا الــشــمــالــيــة بـــجـــارتـــهـــا الـــجـــنـــوبـــيـــة) ال تعني فـقـط إغــ قــا (لــطُــرق الـعـبـور)، ولكن أيضا نهاية العالقة الضارة مع سيول». الزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ أون خبراء: تحركات القاهرة تحمل «بُعدا ذا طبيعة وقائية» عودة مصرية ألفريقيا لمجابهة مخاطر وتحوالت مـــراحـــل مـتـفـاوتـة شـهـدتـهـا الــعــاقــات «املــصــريــة - األفـــريـــقـــيـــة»، بــــدأت بــــدور مـــحـــوري بــوصــفــه قــــوة داعــمــة لحركات التحرر، ثـم تحولت إلـى العـب دبلوماسي ذي نـــفـــوذ، ثـــم تـــراجـــع وغـــيـــاب غـيـر مــســبــوق، قـبـل أن تـعـود وتكتب فصل جديدًا في تاريخ العلقات، عبر حزمة من مسارات التعاون على األصعدة السياسية واالقتصادية والثقافية والعسكرية واالستراتيجية كافة، لـ«موازنة واحتواء ومجابهة أي مخاطر وتهديدات». وتـشـكّــلـت مـامـح الــــدور املــصــري فــي أفـريـقـيـا منذ الستينات، مع دعم الرئيس األسبق، جمال عبد الناصر، جـهـود التحرر ببعض دول الـقـارة الـسـمـراء الـتـي كانت تــحــت االســتــعــمــار، وزادت وتــيــرتــهــا مـــع املــســاهــمــة في ، ثم ابتعدت 1963 تأسيس منظمة الوحدة األفريقية في مصر قليل في عهد الرئيس األسبق، أنور السادات، مع االنشغال بمعركة التحرر من احتلل إسرائيل لسيناء ، والسلم مع 1973 ، والـذي تحقق بالحرب في 1967 في تحرير كامل أراضيها في الثمانينات. قـبـل أن تـشـهـد خـفـوتـا فــي عـهـد الــرئــيــس األســبــق، حسني مبارك، عقب محاولة اغتياله في أديس أبابا في ، وتتحوّل لغياب الفت بانشغال مصري داخلي مع 1995 ، انتهى بتجميد 2013 و 2011 اضطرابات واندالع أحداث عضوية مصر باالتحاد األفريقي. ومع تولّى الرئيس عبد الفتاح السيسي، في صيف ، رئاسة البلد، بدأت مصر مسار استعادة العلقات 2014 بالقارة السمراء، وأعادت عضويتها باالتحاد األفريقي، وتحركت عبر ملمح رئيسية ثلثة؛ بني تعاون، وبناء تحالفات، ومجابهة أي تهديدات محتملة. تلك املسارات عزّزتها وساهمت في نجاحها جهود دبلوماسية كبيرة بـ«توجيه رئـاسـي وتـحـرك حكومي موازٍ»، وفق السفيرة منى عمر، مساعد وزير الخارجية املصري األسبق، وذلك «بعد سنوات من الفتور والخفوت في العلقات خلل فترات سابقة». فيما يـقـرأ الخبير الــســودانــي املـخـتـص بـالـشـؤون األفــريـقــيـة، عـبـد املـنـعـم أبـــو إدريـــــس، الـحـضـور املـصـري املــتــصــاعــد بــــأن الـــقـــاهـــرة «تُـــريـــد اســـتـــعـــادة دورهــــــا» في القارة األفريقية، الذي عرفت به خلل سنوات الستينات والسبعينات مـن الـقـرن املـاضـي، عبر تقديم مساعدات وخبرات في مجال البنى التحتية، ودعـم حركة التحرر واالستقرار، متوقعا أن تـزداد فعالية الحضور املصري بــ أدوار الــتــعــاون وبــنــاء الـتـحـالـفـات، فــي ظــل تنامي التهديدات ومحاوالت الهيمنة. وخــــــال الـــعـــقـــد األخــــيــــر، تـــنـــوعـــت أدوار الـــتـــعـــاون املــصــريــة فـــي أفــريــقــيــا بـــ تـنـفـيـذ عــــدد مـــن مــشــروعــات البنية التحتية، وأعمال الطرق والكبارى، واملشروعات الـسـكـنـيـة، والـصـحـيـة، وحـفـر عـــدد مــن اآلبــــار الـجـوفـيـة، وإقــــامــــة الــــســــدود ومـــحـــطـــات تــولــيــد الــكــهــربــاء فـــي دول أفـــريـــقـــيـــة كـــثـــيـــرة، بــيــنــهــا تــنــفــيــذ مــــشــــروع درء مـخـاطـر ، وإطلق 2018 ) الفيضان بغرب أوغندا، في أغسطس (آب مبادرات صحية لعلج 2019 ) السيسي في مارس (آذار 2020 ) مـلـيـون أفـريـقـي، والـتـوجـيـه فــي سبتمبر (أيـــلـــول 4 دولة أفريقية، بقيمة 30 بإرسال مساعدات عاجلة إلى مليني دوالر ملواجهة فيروس «كورونا». إضـــافـــة إلــــى تـنـفـيـذ مـــشـــروع «ســــد روفـــيـــجـــي» في ، و«تــــدشــــ الـخـط 2022 تــنــزانــيــا، الـــــذي بــــدأ مـــلـــؤه فـــي املباشر للطيران بني مصر وجيبوتي والصومال»، في ، بخلف قرار مصري حديث بالبدء 2024 ) يوليو (تموز في خطوات إنشاء صندوق للستثمار في دول حوض الــنــيــل، تـنـفـيـذًا لـتـوجـيـه رئـــاســـي، بــعــد تـفـعـيـل اتـفـاقـيـة «عنتيبي» التي تمس حقوق مصر املائية. وتـــــــرى الـــســـفـــيـــرة مـــنـــى عـــمـــر أن «الـــــــــدور املـــصـــري الكبير، عبر تعزيز الـتـعـاون مـع دول الــقــارة هـو الـتـزام بأسس سياسة مصر الخارجية تجاه أفريقيا، وتأكيد حضورها غير املسبوق»، مشددة على أن ذلـك التعاون شاهد على أن سياسة مصر املـتـوازنـة بأفريقيا قائمة على التنمية. ويـعـتـقـد الـخـبـيـر املــخــتــص بـــالـــشـــؤون األفــريــقــيــة، عـبـد الـنـاصـر الـــحـــاج، أن «مـصـر أظــهــرت قــــدرات فائقة» خلل السنوات املاضية في مضمار العمل الدبلوماسي الدؤوب داخل القارة السمراء، وهو األمر الذي تمت معه «فتوحات هائلة» على مستوى تعزيز التعاون املشترك، والتفاهمات واالتفاقات على كل األصعدة داخل دول عدة بالقارة السمراء. كما كان مسار بناء التحالفات حاضرًا في السياسة املصرية األفريقية، وفق الحاج، ملوازنة السلوك السياسي اإلثـيـوبـي واحــتــوائــه، ومـجـابـهـة املـخـاطـر والـتـهـديـدات، التي ترى القاهرة أبرزها بناء «سد النهضة» اإلثيوبي ، واتــهــام أديـــس أبـابـا بــ«عـرقـلـة» إبـــرام اتفاق 2010 منذ يـؤمـن مـخـاوف مصر مـن «الــســد» على حصتها املائية مـلـيـار مـتـر مــكــعــب)، فــضــا عـــن عقد 55.5( الـتـاريـخـيـة إثيوبيا اتفاقا أوليا مع إقليم أرض الصومال، يتيح لها استخدام ميناء مطل على البحر األحمر، وهو ما رفضته مقديشو، ودعمتها القاهرة خشية على أمنها القومي. ومن إثيوبيا إلى السودان، ورغم العلقات القوية بني القاهرة والخرطوم، برزت في اآلونة األخيرة خلفات مع «قوات الدعم السريع» التي تحارب الجيش السوداني ؛ حـــيـــث اتـــهـــمـــت الـــقـــاهـــرة 2023 ) مـــنـــذ أبــــريــــل (نــــيــــســــان بـ«التدخل فـي الـحـرب الــدائــرة منذ أكثر مـن عــام، ودعـم الجيش السوداني»، وهو ما نفته «الخارجية املصرية»، وعدّتها «مزاعم». وعـــقـــدت مـصـر بـــروتـــوكـــوالت لـلـتـعـاون الـعـسـكـري ، أبرزها مع السودان، واتفاقية استخباراتية 2021 بالعام أمــنــيــة مـــع أوغــــنــــدا، وأخــــــرى عــبــر تـــعـــاون عــســكــري مع بــورونــدي، واتفاقية تـعـاون دفـاعـي مـع كينيا، بخلف توقيع مذكرة تعاون في مجال الصناعات الدفاعية بني مصر ونيجيريا في سبتمبر (أيلول) املاضي. 27 بـــ 2020 و 2014 كـمـا قـــام الـرئـيـس املــصــري بــ زيـــارة ألفـريـقـيـا، بـخـاف لــقــاءات واجـتـمـاعـات الرئيس بـالـقـادة األفـــارقـــة، الـذيـن استقبلهم فـي مـصـر، إذ يزيد حتى 2014 زيـارة منذ عام 150 عدد هذه اللقاءات على ، وفــق تـقـديـرات صحيفة «األهـــرام» 2021 منتصف عــام الحكومية، كان أبرزها زيارته لجيبوتي جارة إثيوبيا، التي تعد األولـــى مـن نوعها لرئيس مـصـري، فـي مايو .2021 ) (أيار ودعم ذلك املسار حديثا، زيارات لرئيس املخابرات املصرية السابق اللواء عباس كامل، أوالها للسودان في أغسطس (آب) املاضي، وإلريتريا ولتشاد في سبتمبر املــــاضــــي، بــحــث خــالــهــا الـــتـــحـــديـــات وتــــطــــورات الــقــرن األفــريــقــي، ويــضــاف لــذلــك تــولــي مـصـر رئـاســة مجلس األمـــن والـسـلـم األفــريــقــي خـــال أكـتـوبـر (تـشـريـن األول) الـحـالـي، تـأكـيـدًا «لـلـحـضـور الــقــوي فــى الــقــارة الـسـمـراء على كل املستويات»، وفق ما ذكرته «وكالة أنباء الشرق األوسط» الرسمية في مصر. الدعم املصري للصومال تحوّل من رفض اتفاقية قد تُهدد أمن مصر على البحر األحمر، إلى بروتوكول تعاون عسكري أغسطس املـاضـي، واتـفـاق على إرسـال قـــــــوات مـــصـــريـــة لـــلـــمـــشـــاركـــة فـــــي قـــــــوات حـــفـــظ الـــســـام ، بخلف إعـان 2025 ) بمقديشو يناير (كـانـون الثاني «الـخـارجـيـة املـصـريـة» فـي سبتمبر املـاضـي عـن إرســال شـحـنـة عـسـكـريـة لــلــقــوات الـصـومـالـيـة لـدعـمـهـا، وسـط تحفظ متكرر إثـيـوبـي فـي أكـثـر مـن بـيـان لـ«الخارجية اإلثيوبية»، وتحذير من «اتخاذ جهات خطوات لزعزعة اسـتـقـرار املنطقة». ورغـــم إقـــرار الخبير اإلثـيـوبـي، عبد الـــشـــكـــور عـــبـــد الـــصـــمـــد، بــــعــــودة «بـــصـــمـــات مـــصـــر» فـي أفريقيا، والتي عرفت بها في عهود سابقة، يتطلع أن «تلعب القاهرة دورًا إيجابيا مع رئاستها ملجلس األمن والـسـلـم األفــريــقــي خـــال أكـتـوبـر الــحــالــي»، وأن «تُغير نظرتها األمنية، خصوصا املرتبطة بتهديد أديس أبابا ألمنها املائي». ومـــن الــتــعــاون إلـــى بــنــاء الــتــحــالــفــات، عــقــدت قمة ثلثية في أسمرة بني قادة مصر والصومال وإريتريا، أكــتــوبــر الــحــالــي، وإعــــان الــرئــيــس املــصــري في 10 فــي املؤتمر الصحافي أن «القمة بهدف التشاور واالستفادة من تبادل الرؤى إزاء سُبل التصدي ملخططات وتحركات تـسـتـهـدف زعـــزعـــة االســـتـــقـــرار، وتـفـكـيـك دول املـنـطـقـة، وتقويض الجهود الدؤوبة التوّاقة للسلم واالستقرار والرخاء». ويـقـرأ عبد الناصر الـحـاج هـذا الحضور املصري الكبير داخـــل الــقــارة األفـريـقـيـة، على كـل املـسـتـويـات، ال سيما بمحوري بناء التحالفات ومجابهة التهديدات خــــال الـــســـنـــوات الــعــشــر املـــاضـــيـــة، بـــأنـــه يـحـمـل «بُـــعـــدًا اســـتـــراتـــيـــجـــيـــا» ملـــفـــهـــوم الـــســـيـــاســـة الـــخـــارجـــيـــة لــلــدولــة املصرية املرتبطة بحماية األمن القومي املصري، وكذلك يحمل «بُعدًا ذا طبيعة وقائية» تحسبا لتأثيرات قيام «سد النهضة» اإلثيوبي في حال جرى تجاهل املوقف املصري االستراتيجي من قيام السد. وبرأي الحاج، فإن التحركات املصرية ال تنفك عن كـونـهـا «مـجـابـهـة لتهديد التعنت اإلثــيــوبــي» فــي قيام «سـد النهضة» وتفعيل اتفاقية «عنتيبي» على خلف رغبة القاهرة، من دون مراعاة حقيقة املهددات األمنية الـوجـوديـة بالنسبة للدولة املصرية، أو الحضور عبر منفذ مائي مهدد بالبحر األحـمـر، الفتا إلـى أن «مصر تتفوق على إثيوبيا في مهارة ترسيم حضورها املهم واملــلــهــم لــعــدد مـــن الـــــدول األفــريــقــيــة، بـحـسـبـان الـخـبـرة الكبيرة التي تمتلكها مصر في إدارة األزمات، فضل عن روابط مصر التاريخية مع جميع الدول الكبرى املؤثرة في املنطقة األفريقية». ذلــــــك الـــتـــفـــوق املــــصــــري يــــدفــــع الـــخـــبـــيـــر املــخــتــص بـالـشـؤون األفـريـقـيـة إلـــى «تـرجـيـح أن تنجح مـصـر في مسار مواجهة األزمــات، ال سيما السد اإلثيوبي»، عبر مساري الحضور املتجلي ملصر في أفريقيا هذه الفترة، سواء بمسار الدور السياسي الدبلوماسي الكبير ملصر فـي كـل األزمــــات الـتـي تعيشها منطقة الـقـرن األفـريـقـي، أو مـــن خـــال املـــســـار الـعـسـكـري املـتـمـظـهـر عـلـى أشـكـال مـعـاهـدات واتـفـاقـات تـعـاون عـسـكـري، مثلما حــدث مع الصومال وعقد تحالفات تشمل إريتريا. ووفق أبو إدريس، فإن مصر ستستخدم قطعا هذه التحركات لتحقيق مصالحها بـ«الضغط على إثيوبيا» عبر الوجود في الصومال، وتعزيز الحضور في إريتريا لتحقيق مكاسب فـي حــال استؤنفت مـفـاوضـات «سد إثيوبيا». وبـــرأي عبد الشكور عبد الصمد، فــإن مصر أمـام تـــحـــد كــبــيــر لــلــتــوصــل لــتــفــاهــم مـــشـــتـــرك، مـــع إثــيــوبــيــا، وبـــحـــاجـــة لـلـتـغـلـب عـــلـــى هــاجــســهــا األمــــنــــي، والــســعــي لــــلــــشــــراكــــة، وأال «يـــــكـــــون تـــحـــقـــيـــق مـــصـــالـــحـــهـــا -لـــيـــس بــالــضــرورة- عـبـر اسـتـهـداف دول أخــــرى»، الفـتـا إلـى أن «أديس أبابا من حقها أخذ احتياطاتها أيضا». فيما أكدت السفيرة منى عمر أن «مصر ليست ضد التنمية، وال تسعى الستهداف أحـد»، وقدمت مبادرات لحل أزمــة السد، لكن «النظام اإلثيوبي لم يقبلها، وال تزال دولته مفككة بني عدة قوميات ولديها مشاكل مع جيرانها في كينيا والصومال وإريتريا»، معوّلة على «عدم استمرار النظام الحالي، وأن يخلفه آخر قادر على شراكة وتعاون مع مصر». قمة ثالثية بين رؤساء مصر والصومال وإريتريا في العاصمة أسمرة (الرئاسة المصرية) القاهرة: محمد الريس

RkJQdWJsaXNoZXIy MjA1OTI0OQ==