issue16761

أعـلـنـت إســرائــيــل، رسـمـيـا، مـقـتـل زعيم حـركـة «حــمــاس» يحيى الـسـنـوار، مصادفة، خــــــال قـــصـــف عـــلـــى مــــنــــزل فــــي رفــــــح جــنــوب قــطــاع غــــزة. وبــعــدمــا اعــتــبــر رئــيــس الـــــوزراء اإلسرائيلي بنيامني نتنياهو، الخميس، أن «الشر تلقّى ضربة شديدة»، رأى أن «الحرب لم تنته بعد». وقــــال نـتـنـيـاهـو مـتـحـدثـا لــســكــان غـــزة: «السنوار دمر حياتكم». وأضاف: «(حماس) لــــن تــحــكــم غــــــزة، وهــــــذه فـــرصـــة لــشــعــب غـــزة لتحرير أنفسهم من طغيانها»، معتبرًا مقتل السنوار «محطة مهمة» في تراجع «حماس». وشــــــــدد نـــتـــنـــيـــاهـــو عـــلـــى أن إســـرائـــيـــل «ستواصل بكامل القوة حتى إعادة الرهائن» املـــحـــتـــجـــزيـــن فــــي قـــطـــاع غــــــزة، وتـــعـــهّـــد عـــدم الــتــعــرض لـخـاطـفـي الــرهــائــن فــي غـــزة بحال أطلقوا سراحهم. بـــــــــدوره، قـــــال الـــرئـــيـــس األمــــيــــركــــي جـو بـــايـــدن، الـخـمـيـس، إن مـقـتـل الــســنــوار يمثل «لــحــظــة ارتـــيـــاح لــإســرائــيــلــيــ ، ويـــوفـــر في الوقت نفسه فرصة ملستقبل لقطاع غزة خال من سيطرة (حماس)». وأضــــاف بــايــدن فــي بــيــان: «كـــان يحيى الــســنــوار حـجـر عــثــرة أمــــام تـحـقـيـق كـــل هـذه األهــــداف. لـم يعد ذلــك العائق مــوجــودًا. لكن يظل أمامنا عمل كثير». وتــابــع: «سـأتـحـدث قريبا مـع نتنياهو وقيادات إسرائيلية أخرى لتهنئتهم، ولبحث مسار إعـادة الرهائن إلى عائلتهم، وإلنهاء هذه الحرب إلى األبد التي أحدثت كثيرًا من الدمار لألبرياء». وكذلك رحّبت نائبة الرئيس األميركي املـــرشـــحـــة الــديــمــقــراطــيــة النــتــخــابــات الـبـيـت األبيض، كاماال هاريس، بمقتل زعيم حركة «حماس»، وقالت إنها «فرصة إلنهاء الحرب في غزة». وأضــــــافــــــت هــــــاريــــــس: «هـــــــــذه الـــلـــحـــظـــة تمنحنا فرصة إلنهاء الحرب في غزة أخيرًا. يجب أن تنتهي الحرب بحيث تكون إسرائيل آمـنـة، ويتم إطــاق ســراح الـرهـائـن، وتنتهي املعاناة في غزة». وأعــــلــــن وزيــــــر الـــخـــارجـــيـــة اإلســـرائـــيـــلـــي يـــســـرائـــيـــل كــــاتــــس، فــــي وقـــــت ســــابــــق أمــــس، «الــــقــــضــــاء» عـــلـــى رئـــيـــس املـــكـــتـــب الــســيــاســي لـــحـــركـــة «حــــــمــــــاس» الـــفـــلـــســـطـــيـــنـــيـــة، يـحـيـى الـسـنـوار، الـــذي تتهمه تـل أبـيـب بالتخطيط لـهـجـوم الـسـابـع مــن أكـتـوبـر (تـشـريـن األول) .2023 وقــــــــال كـــــاتـــــس، فـــــي بــــيــــان أرســـــلـــــه إلـــى وســــائــــل اإلعــــــــام: «تـــــم الـــقـــضـــاء الــــيــــوم عـلـى الـقـاتـل الـجـمـاعـي يحيى الــســنــوار، املـسـؤول أكتوبر، على يد جنود 7 عن مذبحة وفظائع الجيش اإلسرائيلي». وأكـد وزيـر الخارجية أن مقتل السنوار «فـرصـة» لـإفـراج عـن الرهائن اإلسرائيليني املتبقني في قطاع غزة. بـــــــــــدوره، أعــــلــــن الـــجـــيـــش اإلســـرائـــيـــلـــي «تصفية» يحيى السنوار، وتعهّد إعادة «كل الرهائن» املحتجزين في غزة. وقـــــــــــــــال املـــــــتـــــــحـــــــدث بــــــــاســــــــم الــــجــــيــــش اإلسـرائـيـلـي، أفـيـخـاي أدرعــــي: «يعلن جيش الــــدفــــاع و(الــــشــــابــــاك) أنـــــه فــــي خـــتـــام عـمـلـيـة مــطــاردة اسـتـغـرقـت عـامـا كــامــاً، قـضـت يـوم أمس قوات من جيش الدفاع في جنوب قطاع غـــزة عـلـى اإلرهـــابـــي املــدعــو يحيى الـسـنـوار، زعيم (حماس) اإلرهابية». وأضــــــــــــاف: «لــــقــــد نــــفــــذ جــــيــــش الــــدفــــاع و(الـــشـــابـــاك) عـــشـــرات الـعـمـلـيـات عــلــى مـــدار األشــــهــــر األخـــــيـــــرة، الـــتـــي أدت إلـــــى تـقـلـيـص منطقة عمل يحيى السنوار؛ مما أسفر أخيرًا عن القضاء عليه». وأوضـــــــــح أنــــــه «عــــلــــى مـــــــدار األســـابـــيـــع األخيرة تعمل قوات جيش الدفاع و(الشاباك) بقيادة املنطقة الجنوبية العسكرية، وفرقة غزة في منطقة جنوب قطاع غزة، بناء على مــعــلــومــات اســتــخــبــاريــة لــجــهــاز (الـــشـــابـــاك) وهـــيـــئـــة االســــتــــخــــبــــارات، الـــتـــي أشـــــــارت إلـــى مناطق مشبوهة قد يوجد في داخلها قادة ) عــمــلــت في 828 (حــــمــــاس). قــــوة مـــن (لــــــواء املنطقة رصدت وقتلت ثلثة مخرّبني. وبعد اســـتـــكـــمـــال عــمــلــيــة تــشــخــيــص الـــجـــثـــة يـمـكـن التأكيد أن املدعو يحيى السنوار قد قُتل». وشـــدَّد وزيـــر الــدفــاع اإلسـرائـيـلـي يـوآف غـاالنـت على أن الــدولــة العبرية «سـتـطـارد» أعــداءهــا «وتقضي عليهم»، بعد التأكيدات اإلسرائيلية بمقتل الـسـنـوار. وكتب غاالنت عـبـر مـنـصـة «إكـــــس»: «ال يـمـكـن ألعــدائــنــا أن يختبئوا. سنطاردهم ونقضي عليهم». واعتبر رئيس األركـان هرتسي هاليفي أن إسـرائـيـل قـامـت بـ«تصفية الـحـسـاب» مع السنوار بعد عام من هجوم «حماس»، مؤكدًا أن بـــاده «لــن تـتـوقـف» قبل القبض على كل الضالعني في هجوم «حماس» وتعيد جميع الرهائن. وأشـــــار هـالـيـفـي خـــال زيـــارتـــه للموقع الـــــــذي قُــــتــــل فـــيـــه الــــســــنــــوار إلــــــى أن الــجــيــش اإلســــــرائــــــيــــــلــــــي لـــــــم يـــــكـــــن لــــــديــــــه مــــعــــلــــومــــات اســـتـــخـــبـــاراتـــيـــة مـــســـبـــقـــة عـــــن وجـــــــود زعـــيـــم «حماس» هناك. بدوره، دعا الرئيس اإلسرائيلي إسحق هرتسوغ إلى التحرك سريعا إلعادة الرهائن املــحــتــجــزيــن فـــي غـــــزة، مــشــيــدًا بـمـقـتـل زعـيـم «حــمــاس» فـي جـنـوب الـقـطـاع بـنـيـران جيش الدولة العبرية. وقـــال هـرتـسـوغ إن الـسـنـوار كــان العقل ،2023 املـــدبـــر لــهــجــوم الـــســـابـــع مـــن أكـــتـــوبـــر و«كــان لسنوات مـسـؤوال عن أعمال إرهابية شنيعة ضد املدنيني اإلسرائيليني». ودعـــا عبر منصة «إكـــس» إلــى التحرك 101 «بـكـل طـريـقـة ممكنة إلعــــادة الـرهـائـن الــــ الذين ال يزالون محتجزين في ظروف مروعة من قبل إرهابيي (حماس) في غزة». بـــدأ املــســؤولــون اإلســرائــيــلــيــون ومـعـهـم كثير من املواطنني التعبير عن فرحتهم باغتيال رئيس املكتب السياسي لحركة «حماس»، يحيى السنوار، حـــتـــى قـــبـــل اإلعـــــــــان الــــرســــمــــي الـــــــذي أكـــــــد، مـــســـاء الخميس، مقتله بضربة على منطقة تل السلطان برفح جنوب غزة، ليل األربعاء، وهو األمر الذي أثار مخاوف من الغرق في «نشوة النصر»، خصوصا لدى عائلت األسرى اإلسرائيليني في غزة. وكـشـفـت تـقـاريـر إسـرائـيـلـيـة أن العملية تمت بالصدفة، ومن دون معلومات عن وجـود السنوار في املكان. ووقعت في الساعات األولــى من صباح الـخـمـيـس، عـنـدمـا وصـلـت قـــوات عــاديــة ليست من «الكوماندوز» وال من الوحدات املختارة، إلى بيت فـــي رفــــح قــيــل إنــــه يــضــم عـــــددًا مـــن قـــــادة «حـــمـــاس» املـيـدانـيـ ، فــراحــت دبــابــة تـرافـقـهـم تقصف البيت حتى هدمته. وخلل عملية فحص البيت صباح الخميس، الحظ أحد الجنود الشباب في الجيش اإلسرائيلي وجود جثة. فالتقط صورة تم إرسالها إلى القيادة. وهناك، بالصدفة أيضا، وُجد مسؤول من املخابرات اإلسرائيلية (الشاباك)، فصاح: «هذا هو السنوار». وفـــي الـــحـــال أمـــر الـجـيـش الــرقــابــة الـعـسـكـريـة بفرض حظر تـام على النبأ، وبــدأت عملية فحص شاملة في اتجاهات عدة، وقامت مصلحة السجون بتحرير املعطيات للفحص، ومنها الحمض النووي وصــــورة أشـعـة لـ سـنـان. وتـمـت مــصــادرة الجثة، حتى يتم فحص تفاصيل هويتها. وبعد ساعتني قـــررت الـشـرطـة أن فحصا لـ سـنـان فـي الجثة يدل على أنه السنوار فعلً. ومع ذلك تباطأ الجيش في اإلعــــان رسـمـيـا عــن وفـــاتـــه، وتــقــرر االنــتــظــار حتى النتائج النهائية لفحص الحمض النووي. وبـــــــدأ الـــجـــيـــش واملـــــخـــــابـــــرات وغـــيـــرهـــمـــا مـن األجهزة تحقيقا في ظروف وصول السنوار إلى ذلك البيت في تل السلطان. فهذا الحي كان طوال الوقت، مـنـذ اجــتــيــاح رفــــح، تـحـت الـسـيـطـرة اإلسـرائـيـلـيـة. وهناك مراقبة إسرائيلية دائمة للحي ولكل املنطقة الجنوبية من قطاع غزة، وكانت كل الوقت مسنودة بــمــعــلــومــات مــــن األقــــمــــار االصـــطـــنـــاعـــيـــة الــغــربــيــة، والجميع يبحث عن السنوار. وكـانـت املعلومات االستخبارية اإلسرائيلية املــتــوافــرة تــقــول كـلـهـا إن الــســنــوار يتنقل مــن نفق إلـــى آخـــر، تـحـت األرض، وإنـــه يحيط نفسه بنحو محتجزًا إسرائيليا، كـي يموتوا معه فـي حال 20 الـــوصـــول إلــيــه، وإنــــه يـزنـر خـصـره بــحــزام نـاسـف، حتى ال يقع في األسر حيا. واآلن يتضح أن كل هذا يتبخر أمـــام الحقيقة. وبحسب جـنـرال إسرائيلي سـابـق، فـإنـه «مــن كـثـرة اإلخـفـاقـات فـي التقديرات، يـــبـــدو أن مـــن مـصـلـحـتـنـا أن يــظــهــر أن هــــذا ليس السنوار». وقالت مصادر سياسية في تل أبيب إن مكتب رئيس الـوزراء اإلسرائيلي بنيامني نتنياهو، أبلغ وزراء «الكابينت» أن هـنـاك «بـشـرى شبه مـؤكـدة» بــــأن الـــســـنـــوار قُـــتـــل، وأن الـــجـــهـــات املــعــنــيــة تـجـري الــفــحــوصــات الـــازمـــة. وقـــد أعــطــى رئــيــس الـــــوزراء تعليماته بـ«أال يتفوه أي وزير بكلمة في املوضوع». فـي املقابل، أعــرب كثيرون مـن أهـالـي األسـرى عـــبـــر مـــنـــصـــات الــــتــــواصــــل ووســـــائـــــل اإلعـــــــــام، عـن املخاوف من أن يؤدي الزهو إلى فتح الشهية ملزيد مـــن الـعـمـلـيـات الـحـربـيـة الــتــي قـــد تــــؤدي إلـــى مـوت ذويهم. ودعا زعيم املعارضة اإلسرائيلية، يائير لبيد، إلـــى اتـــخـــاذ خـــطـــوات سـريـعـة إلبـــــرام صـفـقـة تـبـادل أســرى توقف الـحـرب. وإذا لـم تتجاوب «حـمـاس»، اقترح «اللجوء إلى وسائل حكيمة لتحرير األسرى، بــــإعــــان جــــائــــزة مـــالـــيـــة ملــــن يــعــطــي مـــعـــلـــومـــات عـن املـخـطـوفـ . والــتــوقــف عــن عمليات قــد تـــؤدي إلـى قتلهم». ويــرى مراقبون أن اغتيال الـسـنـوار، يفترض أن يكون صــورة نصر إلسـرائـيـل، فهو ليس مجرد قائد في «حماس»، بل «القائد» الـذي خطط ونفذ الهجوم أكتوبر املاضي، وتسبب في أكبر 7 على إسرائيل في خسائر وأطول حرب، وقتله هو االنتقام. واآلن ينبغي استثمار هــذا املكسب إلبـــرام صفقة تـبـادل، مـن مركز قـوة. غير أن املشكلة هي أن من يقف على رأس الهرم فــي الـحـكـم هــو بنيامني نتنياهو الـــذي لـيـس فـقـط ال يتسم بالتواضع، بل يخشى من أن يؤدي وقف الحرب مع «حماس» لشن حرب داخلية ضد حكومته بغرض إسقاطها، ولذلك توجد لديه مصلحة في استمرارها. واملـــشـــكـــلـــة أن نـــتـــنـــيـــاهـــو مــــعــــروف بـــاســـتـــخـــدام خــطــاب شـعـبـوي لـتـبـريـر تغليبه املـصـالـح الـوطـنـيـة. وقـد بـدأ عـدد من املقربني إليه يسربون مواقف تقول إن «هـذا هو الوقت للقضاء على (حـمـاس)»، و«يجب أن نـقـول لـــ(حــمــاس) اآلن إمـــا أن تستسلموا وإمـــا أن يـكـون مصيركم مثل زعيمكم الــســنــوار»، و«سلمونا املخطوفني ونتعهد باإلفراج عنكم»، و«إسرائيل تكتب اليوم صفحة جديدة في تاريخها، وعليها أن تظهر للجميع كم هي مصمّمة». 3 حرب متعددة الخرائط NEWS هاريس: يجب أن تكون إسرائيل آمنة ويطلق سراح الرهائن وتنتهي المعاناة في غزة ASHARQ AL-AWSAT Issue 16761 - العدد Friday - 2024/10/18 اجلمعة فراغ يصعب تعويضه... «حماس» عالقة بين حسابات مختلطة رام هللا: «الشرق األوسط» قــــالــــت مـــــصـــــادر فــلــســطــيــنــيــة مـــطـــلـــعـــة لـــــ«الــــشــــرق األوســــــــط»، إن اغـــتـــيـــال زعـــيـــم حـــركـــة «حــــمــــاس»، يحيى الـسـنـوار، هـو «أقـسـى ضـربـة» وُجـهـت إلــى الـحـركـة منذ قيامها، على رغـم اغتيال عـدد من مؤسسيها، متحدثة عن «فراغ يصعب تعويضه». وتوقعت أن يترك االغتيال بــصــمــاتــه عــلــى الـــوضـــع الـــحـــالـــي فـــي الـــقـــطـــاع، ومـصـيـر الحركة نفسها، وربـمـا املواجهة اإلقليمية األوســـع بني إيران وإسرائيل، على النحو التالي: لـــم يـكـن الــســنــوار زعـيـمـا عـــاديـــا لــــ«حـــمـــاس»؛ فهو تـــحـــول، خـصـوصـا بـعـد إطـــاقـــه «طـــوفـــان األقـــصـــى» في السابع مـن أكتوبر (تشرين األول) مـن السنة املاضية، إلى الرمز األبرز في تاريخ الحركة. السنوار هو «مهندس الطوفان» والرجل الذي قاد أطـــول عملية تضليل إلسـرائـيـل سمحت بـهـز هيبتها، وكشف أكبر فشل استخباراتي ألجهزتها. السنوار هـو القائد الــذي يتمتع بنفوذ ال يجارَى لـــدى قـــوات «كـتـائـب الـقـسـام» الـتـي تـخـوض املــعــارك في غزة الغارقة في الدمار، والتي تكبدت حتى اآلن أكثر من أربعني ألف قتيل. الــــســــنــــوار هــــو رمـــــز تــعــمــيــق الـــتـــحـــالـــف مــــع إيـــــران والـذي تُرجم باتفاق وفرت فيه طهران للحركة التمويل والتسليح والخبرات. شـهـدت «حـمـاس» فـي عهد الـسـنـوار مـا لـم تشهده فـــي عــهــد أســــافــــه، وهــــو اجـــتـــمـــاع الـــقـــراريـــن الـسـيـاسـي والعسكري في يد رجل واحد تدعمه شعبية واضحة في الشارع الغزاوي. نظر أعضاء «حماس» إلـى السنوار بوصفه قائدًا كاريزميا يتمتع بمواصفات قيادية لم تختلط بحروب املــواقــع أو األدوار. يشكل اغـتـيـال الـسـنـوار نجاحا غير عادي لرئيس الوزراء اإلسرائيلي بنيامني نتنياهو الذي كان تعهد بمطاردة كل من له علقة بـ«طوفان األقصى»، وهــكــذا يضيف نتنياهو االغـتـيـال الـجـديـد إلـــى رصيد اغـتـيـاالتـه الـتـي كــان أبــرزهــا تصفية زعـيـم «حـــزب الله» اللبناني حسن نصر الله. أظهر االغتيال - ولو تم بفعل الصدفة - أن موضوع الــرهــائــن املـحـتـجـزيـن لـــدى «حـــمـــاس» ال يـــرتـــدي أهمية استثنائية لـدى الحكومة اإلسرائيلية، ولـم يعد يشكل ورقة ضاغطة بقوة على خياراتها. والحظت املصادر اآلتي: لــــــدى «حــــــمــــــاس» هـــرمـــيـــة قــــيــــاديــــة تــــأخــــذ فـي الحسبان احتمال تعرض قادتها للغتيال، لكنها ال تملك حاليا رجل بمواصفات السنوار، خصوصا بعد اغتيال معظم أفراد الحلقة التي كانت مؤتمنة على توقيت موعد «الطوفان». هــنــاك فــــارق بـــ حــركــة «حـــمـــاس» و«حـــــزب الــلــه»؛ فـــالـــحـــركـــة تــتــمــركــز فــــي مـــكـــان مـــحـــاصـــر والـــــقـــــدرة عـلـى إسـعـافـهـا أو نـجـدتـهـا تختلف تـمـامـا عــن الــحــزب الــذي يـمـكـنـه االتــــصــــال بــــإيــــران والـــحـــصـــول عــلــى كـــافـــة أنــــواع املـــســـاعـــدات مـنـهـا، بـمـا فـيـهـا خـــبـــرات الــقــيــادة واجـتـيـاز املرحلة الحرجة. مـــن الــخــطــأ االعـــتـــقـــاد أن اغـــتـــيـــال الـــســـنـــوار ينهي «حماس»، لكن من الخطأ االعتقاد أيضا أنه لن يضعفها؛ ففي غيابه ستكون عملية صنع الـقـرار أصعب وأبطأ، خصوصا لجهة املواءمة بني القيادة السياسية والجسم العسكري لـ«القسام». يطرح اغتيال السنوار أسئلة حول استمرار القتال في غزة ومصير الرهائن. وليس من املستبعد أن يؤدي اغـتـيـالـه إلـــى انــطــاق مــوجــة غـيـر عــاديــة مــن العمليات االنتحارية. بعد اغتيال السنوار سيكون من الصعوبة بمكان على أي رجل يتولى القيادة بعده القبول بوقف إلطلق الــــنــــار، خــصــوصــا إذا كــــان االتــــفــــاق ســيُــبــنــى فـــي ضــوء الضربات التي وجهتها إسرائيل إلـى القطاع والحركة الـتـي خـسـرت عـــددًا مــن قـادتـهـا، كـــان أبــرزهــم إسماعيل هنية الذي اغتيل في طهران. يـأتـي اغـتـيـال الــســنــوار فــي وقـــت شـديـد الصعوبة إقليميا؛ إذ تستعد إسرائيل لشن ضربة على إيـران، ما ينذر باحتمال اشتعال مـحـاور املواجهة على مستوى اإلقليم. يـصـعـب الـتـكـهـن بـانـعـكـاسـات غــيــاب الــســنــوار في الداخل اإلسرائيلي، وما إذا كان سيعيد مصير الرهائن إلى الواجهة، خصوصا إذا ساد االعتقاد لدى املؤسسة األمنية وقوى سياسية أن ساعة القبول بوقف النار قد حانت، على ما قال زعيم املعارضة في أول رد فعل على نبأ االغتيال. (إ.ب.أ) 2023 السنوار خالل إحياء «يوم القدس» في غزة عام أهالي األسرى يخشون «نشوة النصر»... والمعارضة تدعو إلى صفقة تبادل احتفاء إسرائيلي بالقضاء على زعيم «حماس» مظاهرة لعائالت األسرى في تل أبيب بعد مقتل السنوار تطالب بإطالقهم (رويترز) تل أبيب: نظير مجلي ِبايدن يخطط لبحث مسار الرهائن و«إنهاء الحرب إلى األبد» إسرائيل تقتل السنوار... ونتنياهو يرى أن الحرب لم تنته يحيى السنوار رئيس المكتب السياسي لحركة «حماس» الفلسطينية (أ.ف.ب) غزة: «الشرق األوسط»

RkJQdWJsaXNoZXIy MjA1OTI0OQ==