issue16761

OPINION الرأي 13 Issue 16761 - العدد Friday - 2024/10/18 اجلمعة اﻷﻣﻴﺮ أﺣﻤﺪ ﺑﻦ ﺳﻠﻤﺎن ﺑﻦ ﻋﺒﺪاﻟﻌﺰﻳﺰ ﻫﺸﺎم وﻣﺤﻤﺪ ﻋﻠﻲ ﺣﺎﻓﻆ Ghassan Charbel رﺋﻴﺲ اﻟﺘﺤﺮﻳﺮ ﻏﺴﺎن ﺷﺮﺑﻞ ﻣﺴﺎﻋﺪو رﺋﻴﺲ اﻟﺘﺤﺮﻳﺮ ﻋﻴﺪروس ﻋﺒﺪ اﻟﻌﺰﻳﺰ زﻳﺪ ﻓﻴﺼﻞ ﺑﻦ ﻛﻤﻲ ﺳﻌﻮد اﻟﺮﻳﺲ Editor-in-Chief Assistants Editor-in-Chief Aidroos Abdulaziz Zaid Bin Kami Saud Al Rayes ١٩٨٧ أﺳﺴﻬﺎ ﺳﻨﺔ ١٩78 أﺳﺴﻬﺎ ﺳﻨﺔ اﻷﻣﻴﺮ أﺣﻤﺪ ﺑﻦ ﺳﻠﻤﺎن ﺑﻦ ﻋﺒﺪاﻟﻌﺰﻳﺰ ﻫﺸﺎم وﻣﺤﻤﺪ ﻋﻠﻲ ﺣﺎﻓﻆ Ghassan Charbel رﺋﻴﺲ اﻟﺘﺤﺮﻳﺮ ﻏﺴﺎن ﺷﺮﺑﻞ ﻣﺴﺎﻋﺪو رﺋﻴﺲ اﻟﺘﺤﺮﻳﺮ ﻋﻴﺪروس ﻋﺒﺪ اﻟﻌﺰﻳﺰ زﻳﺪ ﻓﻴﺼﻞ ﺑﻦ ﻛﻤﻲ ﺳﻌﻮد اﻟﺮﻳﺲ Editor-in-Chief Assistants Editor-in-Chief Aidroos Abdulaziz Zaid Bin Kami Saud Al Rayes ١٩٨٧ أﺳﺴﻬﺎ ﺳﻨﺔ ١٩78 أﺳﺴﻬﺎ ﺳﻨﺔ اﻷﻣﻴﺮ أﺣﻤﺪ ﺑﻦ ﺳﻠﻤﺎن ﺑﻦ ﻋﺒﺪاﻟﻌﺰﻳﺰ ﻫﺸﺎم وﻣﺤﻤﺪ ﻋﻠﻲ ﺣﺎﻓﻆ Ghassan Charbel رﺋﻴﺲ اﻟﺘﺤﺮﻳﺮ ﻏﺴﺎن ﺷﺮﺑﻞ ﻣﺴﺎﻋﺪو رﺋﻴﺲ اﻟﺘﺤﺮﻳﺮ ﻋﻴﺪروس ﻋﺒﺪ اﻟﻌﺰﻳﺰ زﻳﺪ ﻓﻴﺼﻞ ﺑﻦ ﻛﻤﻲ ﺳﻌﻮد اﻟﺮﻳﺲ Editor-in-Chief Assistants Editor-in-Chief Aidroos Abdulaziz Zaid Bin Kami Saud Al Rayes ١٩٨٧ أﺳﺴﻬﺎ ﺳﻨﺔ ١٩78 أﺳﺴﻬﺎ ﺳﻨﺔ اﻷﻣﻴﺮ أﺣﻤﺪ ﺑﻦ ﺳﻠﻤﺎن ﺑﻦ ﻋﺒﺪاﻟﻌﺰﻳﺰ ﻫﺸﺎم وﻣﺤﻤﺪ ﻋﻠﻲ ﺣﺎﻓﻆ Ghassan Charbel رﺋﻴﺲ اﻟﺘﺤﺮﻳﺮ ﻏﺴﺎن ﺷﺮﺑﻞ ﻣﺴﺎﻋﺪو رﺋﻴﺲ اﻟﺘﺤﺮﻳﺮ ﻋﻴﺪروس ﻋﺒﺪ اﻟﻌﺰﻳﺰ زﻳﺪ ﻓﻴﺼﻞ ﺑﻦ ﻛﻤﻲ ﺳﻌﻮد اﻟﺮﻳﺲ Editor-in-Chief Assistants Editor-in-Chief Aidroos Abdulaziz Zaid Bin Kami Saud Al Rayes ١٩٨٧ أﺳﺴﻬﺎ ﺳﻨﺔ ١٩78 أﺳﺴﻬﺎ ﺳﻨﺔ اﻷﻣﻴﺮ أﺣﻤﺪ ﺑﻦ ﺳﻠﻤﺎن ﺑﻦ ﻋﺒﺪاﻟﻌﺰﻳﺰ ﻫﺸﺎم وﻣﺤﻤﺪ ﻋﻠﻲ ﺣﺎﻓﻆ Ghassan Charbel رﺋﻴﺲ اﻟﺘﺤﺮﻳﺮ ﻏﺴﺎن ﺷﺮﺑﻞ ﻣﺴﺎﻋﺪو رﺋﻴﺲ اﻟﺘﺤﺮﻳﺮ ﻋﻴﺪروس ﻋﺒﺪ اﻟﻌﺰﻳﺰ زﻳﺪ ﻓﻴﺼﻞ ﺑﻦ ﻛﻤﻲ ﺳﻌﻮد اﻟﺮﻳﺲ Editor-in-Chief Assistants Editor-in-Chief Aidroos Abdulaziz Zaid Bin Kami Saud Al Rayes ١٩٨٧ أﺳﺴﻬﺎ ﺳﻨﺔ ١٩78 أﺳﺴﻬﺎ ﺳﻨﺔ اﻷﻣﻴﺮ أﺣﻤﺪ ﺑﻦ ﺳﻠﻤﺎن ﺑﻦ ﻋﺒﺪاﻟﻌﺰﻳﺰ ﻫﺸﺎم وﻣﺤﻤﺪ ﻋﻠﻲ ﺣﺎﻓﻆ Ghassan Charbel رﺋﻴﺲ اﻟﺘﺤﺮﻳﺮ ﻏﺴﺎن ﺷﺮﺑﻞ ﻣﺴﺎﻋﺪو رﺋﻴﺲ اﻟﺘﺤﺮﻳﺮ ﻋﻴﺪروس ﻋﺒﺪ اﻟﻌﺰﻳﺰ زﻳﺪ ﻓﻴﺼﻞ ﺑﻦ ﻛﻤﻲ ﺳﻌﻮد اﻟﺮﻳﺲ Editor-in-Chief Assistants Editor-in-Chief Aidroos Abdulaziz Zaid Bin Kami Saud Al Rayes ١٩٨٧ أﺳﺴﻬﺎ ﺳﻨﺔ ١٩78 أﺳﺴﻬﺎ ﺳﻨﺔ اﻷﻣﻴﺮ أﺣﻤﺪ ﺑﻦ ﺳﻠﻤﺎن ﺑﻦ ﻋﺒﺪاﻟﻌﺰﻳﺰ ﻫﺸﺎم وﻣﺤﻤﺪ ﻋﻠﻲ ﺣﺎﻓﻆ Ghassan Charbel رﺋﻴﺲ اﻟﺘﺤﺮﻳﺮ ﻏﺴﺎن ﺷﺮﺑﻞ ﻣﺴﺎﻋﺪو رﺋﻴﺲ اﻟﺘﺤﺮﻳﺮ ﻋﻴﺪروس ﻋﺒﺪ اﻟﻌﺰﻳﺰ زﻳﺪ ﻓﻴﺼﻞ ﺑﻦ ﻛﻤﻲ ﺳﻌﻮد اﻟﺮﻳﺲ Editor-in-Chief Assistants Editor-in-Chief Aidroos Abdulaziz Zaid Bin Kami Saud Al Rayes ١٩٨٧ أﺳﺴﻬﺎ ﺳﻨﺔ ١٩78 أﺳﺴﻬﺎ ﺳﻨﺔ الرئيس التنفيذي جمانا راشد الراشد CEO Jomana Rashid Alrashid نائبا رئيس التحرير زيد بن كمي Assistant Editor-in-Chief Deputy Editor-in-Chief Zaid Bin Kami مساعدا رئيس التحرير محمد هاني Mohamed Hani هل تُقدِم إيران على تمكين جوارها العربي من لملمة الجراح في لبنان وسوريا واليمن؟ رضوان السيد االنتخابات األميركية: خطر اآلخر «هـــــذا لــيــس نـــــحـــــن!»... أصــبــحــت هــــذه واحــــــدة من الــشــعــارات املـفـضـلـة لـــدى مـرشـحـة الــحــزب الـديـمـقـراطـي للرئاسة األمـيـركـيـة كـامـاال هـاريـس وأنــصــارهــا، بهدف تصوير أنصار منافسها الجمهوري دونالد جيه. ترمب، بـاعـتـبـارهـم لـيـسـوا أمـيـركـيـن باملعنى الحقيقي، إن لم يكونوا غرباء تمامًا عن البالد. وعــــبّــــر أحـــــد أنــــصــــار هــــاريــــس مــــن أصــــحــــاب الـفـكـر «التقدمي» عن قلقه من أنها قد تفوز بأغلبية كبيرة من األصـــوات املباشرة في االنتخابات املـقـررة في الخامس من نوفمبر (تشرين الثاني) املقبل، ومع ذلك تفشل في الحصول على مفاتيح البيت األبـيـض، بسبب القاعدة الخاصة باملجمع االنتخابي. ويــدعــي معجب آخـــر بـهـاريـس أنـهـا تمثل الـسـواد األعظم من األميركيي، من ناعوم تشومسكي إلـى ديك تـشـيـنـي، فــي مـواجـهـة أقـلـيـة صـغـيـرة مــن أنــصــار حركة «اجـــعـــلـــوا أمــيــركــا عـظـيـمـة مــــرة أخـــــرى» بــقــيــادة تــرمــب. وقريبًا، سيجري اختبار مدى صحة هذا القول. ما يهمنا هنا تقسيم الواليات املتحدة إلى «نحن» و«من ليسوا منا»، وهي لعبة مبهمة من االختالف، تحد مــن قــــدرة الـتـنـافـس بــن األفـــكـــار فــي إطــــار الـديـمـقـراطـيـة الـحـديـثـة، وتـعـتـبـرهـا مـجـرد تعبير بــدائــي عــن الـخـوف والكراهية. إن لعبة «نحن» و«من ليسوا منا» لها تاريخ طويل على امتداد التاريخ األميركي. مـثـ ً، نظر املستوطنون األوائـــل إلــى البريطانيي الـبـعـيـديـن بـاعـتـبـارهـم «مـــن لـيـسـوا مـــنـــا»، وأبـــقـــوا على هـــــذه الـــنـــظـــرة عـــبـــر حــــــروب عـــــدة وعــــقــــود مــــن الـــعـــ قـــات املتوترة. وبعد ذلك، جاء دور اإلمبراطوريتي الفرنسية واإلسبانية ليجري تصويرهما باعتبارهما «من ليسوا منا»، مع بناء الواليات املتحدة، املؤسسة حديثًا، نفسها باعتبارها قوة مهيمنة في العالم الجديد. كما دارت حـــروب على امــتــداد عـقـود ضـد القبائل األميركية األصلية في إطار «نحن ضد اآلخر» في سياق عنصري واضح. ومثلت الحرب األهلية بي الواليات املالكة للعبيد بالجنوب والـــواليـــات «اليانكية» فـي الـشـمـال، انقسامًا آخر، رغم أن الديمقراطيي في الواليات الشمالية، والذين عُــرفـوا باسم «كـوبـرهـيـدز»، دعـمـوا الرئيس الجمهوري املناهض للعبودية، أبراهام لينكولن. وفـــي ثـ ثـيـنـات الــقــرن الـعـشـريـن، ظــهــرت مـخـاوف جادة من امتداد النسخة األوروبية من املرض العنصري إلى الواليات املتحدة، مع الدعاية اإلذاعية التي أطلقها األب كوفلي، واملسيرة الطويلة التي قادها العنصريون مــــن بــرســيــبــولــيــس - بـــلـــدة صـــغـــيـــرة شـــبـــه خــيــالــيــة فـي وسط أميركا، حسبما صورتها روايـة سينكلير لويس الديستوبية «ال يمكن أن يحدث هذا هنا!». وطـرحـت حملة املـــطـــاردة، الـتـي قـادهـا السيناتور جـــوزيـــف مــكــارثــي فـــي الـخـمـسـيـنـات، نـسـخـة أخــــرى من العداء تجاه اآلخر املغاير، مع مسحة آيديولوجية. ومـــــع ذلــــــك، فـــــإن هــــاريــــس لــيــســت الــــوحــــيــــدة الــتــي تـسـيء فهم طبيعة «االخـــتـــ ف» فـي الـسـيـاق األمـيـركـي؛ ، وصــفــت املـرشـحـة 2018 فـفـي الـحـمـلـة الــرئــاســيــة لــعــام الـديـمـقـراطـيـة هــيــ ري كـلـيـنـتـون، نـاخـبـي تـرمـب بأنهم «مـــثـــيـــرون لـلـشـفـقـة» و«جـــهـــلـــة»، فـــي حـــن أشـــــار خــبــراء متعاطفون مع معسكرها، إلى ناخبي ترمب باعتبارهم أقـل تعليمًا وسفرًا وأشـد فقرًا من أولئك الذين اختاروا هيالري. عـــــ وة عــلــى ذلـــــك، جــــرى تـصـنـيـف نــاخــبــي تـرمـب بــاعــتــبــارهــم مـــن مـــشـــاهـــدي الـــتـــلـــفـــزيـــون، ولـــيـــســـوا قــــراء للصحف، ناهيك عـن الـكـتـب. أمــا الـسـيـاق الـفـرعـي لهذا الخطاب، فــدار حـول فكرة أنـه إذا كـان بإمكان مثل هذه األنماط الدنيا من البشر أن تقرر مصير القوة العظمى الوحيدة بالعالم، فال بد أن نظام الديمقراطية االنتخابية يعاني خطأ ما. وعــبــر مـمـارسـة لـعـبـة «نــحــن» و«مــــن لـيـسـوا مـنـا»، أكدت كلينتون وهاريس على أن الواليات املتحدة أقيمت عـلـى مـبـدأ الـتـنـوع. وفـــي الــرابــع مــن يـولـيـو (تــمــوز) عـام ، اخـــتـــارت األمـــة املـؤسـسـة حـديـثـ عــبــارة التينية: 1776 «بلوريبوس أونـــوم»، وتعني: «مـن الكل واحـــد»، شعارًا لها. مــن جهتها، تكشف روايــــة سينكلير لـويـس كيف يـمـكـن لـلـرجـل األمــيــركــي أن يــكــون نـفـسـه ونـقـيـضـه، في سياق نظام قائم على التسامح، والقبول الحقيقي حتى لآلخر العدائي. للوهلة األولـــى، قد تبدو عـبـارة: «نحن جميعًا أميركيون!»، مبتذلة لألجانب مثل هذا الكاتب، لـكـن عـنـد إمــعــان الـنـظـر بـهـا، نـجـد أنـهـا التعبير األكـثـر حكمة عن الرغبة املشتركة في التعايش في نظام يزدهر في ظل التنوع، واالختالف التنافسي، والتوتر اإلبداعي، والثقة املستنيرة في قواعد اللعبة. وعلى هذا، سواء شاءت أو أبت، فإن هاريس، رغم أن عائلتها انضمت إلى الهوية األميركية حديثًا، تمثل وتملك كامل تاريخ الواليات املتحدة وهويتها. وبدال من ترديد األحــزان واملظالم القديمة، التي غالبًا ما ورثتها مـن أجـيـال مضت، واستخدامها كدعامة لــ«االخـتـ ف» الــــزائــــف، يــجــب عـلـيـهـا أن تـــدافـــع عـــن رؤيــتــهــا الـخـاصـة ملـسـتـقـبـل الــــواليــــات املـــتـــحـــدة، مـــع االعــــتــــراف بــحــق «مــن تنتقدهم» في فعل الشيء نفسه. أمــا مـحـاولـة إلـقـاء الـلـوم على تـرمـب وأنــصــاره عن كـل مـا هـو خطأ فـي الـتـاريـخ األمـيـركـي، حتى العبودية وانـــتـــهـــاكـــات الـــحـــقـــوق املـــدنـــيـــة، فـتـسـمـح لــــ«مـــن لـيـسـوا مـنـا» فــي هـــذه اللعبة بـإلـقـاء الــلــوم عـلـى الديمقراطيي عـن «الـهـجـرة غير النظامية الـجـمـاعـيـة»، وتـــردي القيم األسرية، وحتى التزوير االنتخابي. إن التصور بأن أميركا تعاني حربًا أهلية ثقافية، دفع املناقشة في هذه االنتخابات الغريبة عن مسارها، مـــن خـــ ل مـنـع إثـــــارة ومـنـاقـشـة الـقـضـايـا االقـتـصـاديـة واألمنية والسياسة الخارجية الرئيسية. ومـع ذلـــك، ربـمـا تتمكن هـاريـس مـن الــوصــول إلـى النصر عبر انتقاد حـركـة «اجـعـلـوا أميركا عظيمة مرة أخرى»، إال أنه حتى في هذه الحالة لن تتمكن من توفير قيادة فاعلة ألمة قسمتها هي إلى «نحن» و«مـن ليسوا منا». الـــيـــوم، ال يــــزال الـــوقـــت مــبــكــرًا لـلـغـايـة حــتــى تـــدرك هــاريــس أن عــبــارة: «هـــذا لـيـس مــا نـحـن عـلـيـه»، مضللة وخـطـيـرة؛ ألنـهـا هــي وتــرمــب وكـــل األمـيـركـيـن اآلخـريـن هم «نحن» معًا. إنهم ورثـة اإلنـجـازات العظيمة والظلم املــؤســف فــي تــاريــخ أمـتـهـم، ويـتـحـمـلـون بشكل مشترك مسؤولية صياغة املستقبل. في حال فوزها لن تتمكن هاريس من توفير قيادة فاعلة ألمة قسمتها هي إلى «نحن» و«من ليسوا منا» أمير طاهري اللبنانيون والعرب وتحويل األزمة إلى فرصة اعتبر «حـزب الله» حربه حرب إسناد لـ«حماس»، أمــــا إســـرائـــيـــل فــزعــمــت أن حــربــهــا عــلــى الـــحـــزب علتها إعــــادة املـهـجـريـن فــي شـمـال الـكـيـان إلـــى مـنـازلـهـم. وألن الحرب خدمة، فمن حق املتابعي للطرفي عدم تصديق الــدعــويــن ولـــذلـــك أســـبـــاب. فــالــحــزب مـــا أفــــاد «حــمــاس» فـي قليل أو كثير، وفــي املـــدة األخــيــرة نسي اإليـرانـيـون والحزب إسناد «حماس» وصار همهم وقف إطالق النار : لو كنت 2006 ومنطقهم مثل منطق حسن نصر الله عام أعـلـم! ال شماتة وال ثــأر فـاألمـر أعظم مـن ذلــك وأجـــل وال حول وال قوة إال بالله على هذا البالء الذي تتسبب فيه كل مرة إيران وميليشياتها. أمــا اإلسـرائـيـلـي فليس صـادقـ فـي دعــــواه. لـو كان مكتفيًا بإعادة مهجّريه إلى مساكنهم لحصر عملياته بمنطقة الليطاني، بدال من آالف االستهدافات في جميع أنــحــاء لـبـنـان املـــعـــذَّب، وتـهـجـيـر مـئـات األلـــــوف، وزيـــادة الخراب في العمران واملؤسسات، والهجوم على الجيش والقوات الدولية، وهم ال يقاتلونه بل يريدون التشارك !1701 في إنفاذ القرار الرقم إن الواضح أن اإليرانيي و«حماس» و«حزب الله» (وهـم شركاء وحـدة الساحات!) أخـطـأوا هـذه املـرة خطأ كبيرًا في التقدير. ضربوا من قبل في سوريا والعراق ولبنان واليمن فكسبوا النزوع األميركي إلى االستيعاب والــــتــــفــــاوض، فــــزادهــــم ذلـــــك مـــطـــامـــع وطــــمــــوحــــات. ومـــا استطاعوا االفتخار بتحرير شبر من األرض، فافتخروا باالستيالء على أربع عواصم عربية. وهم يخشون اآلن الرد اإلسرائيلي، فيطلبون التفاوض ويريدون في الوقت نفسه أن يبقي الحزب على سالحه الــذي قد يحتاجون إليه إذا كانت الضربة اإلسرائيلية مزعجة جدًا. هذا هو خوفهم، أما نحن فخوفنا االنهيار التام للدولة والوطن؛ ولــــــذا ال تــــــزال الــحــكــومــة الــلــبــنــانــيــة تــطــلــب وقـــــف الــنــار واملسارعة إلرسـال الجيش إلى الجنوب بينما يتظاهر الحزب بالصمود وعينه على مصائر النزاع مع إيران. يُقبِل العرب جميعًا على إغاثة لبنان بعد غزة، وهم يقولون جميعًا إن اليوم التالي للحرب في غزة ينبغي أن يتمثل في السعي إلقامة الدولة الفلسطينية. وهم جميعًا مع اللبنانيي في الدعوة لوقف النار وتطبيق القرارات الـدولـيـة. وتـبـدو الفرصة فـي توقف الـحـزب واإليرانيي عن ارتهان لبنان للمصالح أو املطامح. وقد عرف العرب ، وما منعهم ذلك 2006 املخاطر التي حاقت بلبنان عام مــن اإلغـــاثـــة ومـــن إعــــادة اإلعـــمـــار بـعـد اإلغـــاثـــة. وعـنـدمـا كــانــوا يـبـذلـون الـغـالـي والـنـفـيـس لـتـجـاوز الـــدمـــار، كـان الحزب يحتفي بـ«النصر اإللهي»، ويخوّن أولئك الذين هـبّــوا ملساعدة لبنان، بينما تمثل نصر الـحـزب اإللهي في محاولة تعطيل حكومة اإلعمار، وفي االستمرار في االغتياالت، وفي احتالل بيروت، وتأخير انتخاب رئيس جديد للجمهورية، ونصرة التمرد في مخيم نهر البارد. فـي لبنان يستطيع الـعـرب هــذه املـــرة بعد اإلغـاثـة في إعـادة اإلعمار 2006 ووقـف النار، املساعدة مثل عام وإعـادة املليون مهجَّر إلى مساكنهم وقراهم، والحرص على عدم تكرار املأساة. ما بادر اإلسرائيليون بالهجوم ، بـــل كـــان الـــحـــزب هـــو الــــذي فعل 2006 عـلـى لـبـنـان عـــام ذلـــك. وهــو األمـــر الـــذي حــدث مــرة ثانية وثـالـثـة وصــوال 2006 . وقــد سـاعـد الـعـرب عــام 2023 إلــى حــرب اإلســنــاد واإلعـــمـــار، بل 1701 كثيرًا مـن طـريـق إقـــرار الــقــرار الـرقـم وترميم النظام السياسي. واألمـر أصعب هذه املـرة؛ ألن األميركيي إلى جانب إسرائيل في محاولة إزالة الحزب ولـو على حساب أكثر مـن مليون لبناني، تمامًا مثلما أدت حرب العام الكامل لضرب «حماس» إنما في مقابل قـتـل خمسي ألــفــ، وتهجير سـكـان الـقـطـاع ثـــ ث مــرات وأكثر. ويعرف األشقاء العرب الذين يغيثون لبنان كله اآلن أن فرنسا وحدها تقريبًا في إرادة وقف النار، وتكاد تكون وحدها مع العرب في إرادة ترميم النظام السياسي املــتــهــاوي. وهـــذا إلـــى جـانـب التفكير فــي أمــريــن: تهدئة األزمـة في وعي وال وعي الذين اعتقدوا أن خسارتهم ال يمكن تعويضها، بل والتفكير في كيفيات ضم األجـزاء االجتماعية والسياسية املتنافرة، والتي ال يكفي فيها الــتــمــكــن مـــن انـــتـــخـــاب رئـــيـــس لـلـجـمـهـوريـة حــــال دونـــه الثنائي املتحكم. لـقـد كــانــت رغــبــة الــعــرب قـبـل الـلـبـنـانـيـن لـسـنـوات وســـنـــوات فـــي أن تـتـخـلـى إيـــــران عـــن مـغـامـرتـهـا الـكـبـرى املـدمِّــرة لجوارها وليس إلسـرائـيـل. لكنها لـم تفعل، بل أضــافــت الـيـمـن إلـــى مغانمها فــي الــشــرق األوســــط. فهل تُــقــدِم إيـــران أمـــام تهديد الـحـرب املـبـاشـرة على مراجعة سياساتها، وتمكي جـوارهـا العربي مـن مللمة الجراح في لبنان وسوريا واليمن؟ هو إمكان ربما سمعه وزير الـخـارجـيـة اإليــرانــي فـي زيــاراتــه لـــدول الخليج ومصر، وعندها فقط يمكن الـقـول إن األزمـــة تجلّت عـن فرصة، وهيهات!

RkJQdWJsaXNoZXIy MjA1OTI0OQ==