issue16760

2 أخبار NEWS Issue 16760 - العدد Thursday - 2024/10/17 الخميس ASHARQ AL-AWSAT الحرب في الشرق الأوسطضمن محادثات الزعماء المجتمعين فصل جديد في المسار الخليجي ــ الأوروبي من بروكسل فتحت قمة خليجية ـ أوروبية عقدت فـــي بـــروكـــســـل، الأربـــــعـــــاء، فـــصـــاً جــديــداً مـن المـسـار الاستراتيجي والـعـاقـات بين الـكـتـلـتـ ، الـلـتـ الـتـقـتـا بـمـشـاركـة قــادة خليجيين وأوروبيين على رأسهم الأمير مــحــمــد بــــن ســـلـــمـــان ولـــــي الـــعـــهـــد رئــيــس مجلس الوزراء السعودي. وأكـــــد الإعــــــان المـــشـــتـــرك الـــــذي صــدر عــن الـقـمـة الـــتـــزام الأطـــــراف بـبـنـاء شـراكـة اســـتـــراتـــيـــجـــيـــة مـــبـــنـــيـــة «عــــلــــى الاحـــــتـــــرام المتبادل والثقة». وتعهد الطرفان بالعمل مـعـا لـلـتـرويـج لــأمــن والـــرفـــاه الــدولــيــ ، ومــــن ذلــــك «الــعــمــل عــلــى تـــفـــادي تـصـاعـد الـــنـــزاعـــات وحـــل الــخــافــات عـبـر تشجيع الـــــحـــــوار والـــتـــنـــســـيـــق المــــشــــتــــرك». واتـــفـــق الطرفان على الإبـقـاء على الـحـوار بشكل مستمر وعـلـى أن تستضيف السعودية القمة الخليجية الأوروبية الثانية في عام ، وعقد قمة على المستوى الـــوزاري 2026 في الكويت العام المقبل. وتـــــــحـــــــدث الــــــبــــــيــــــان عـــــــن الـــــشـــــراكـــــة السياسية في ضـوء «التصعيد الخطير والـــحـــرب الــــدائــــرة فـــي الـــشـــرق الأوســـــط»، وأكــــد الـعـمـل عـلـى تـعـزيـز الأمــــن وخـفـض الـــتـــصـــعـــيـــد لــــصــــالــــح المـــنـــطـــقـــتـــ . وعــــن الـــحـــرب فـــي غـــــزة، دعــــا الــبــيــان إلــــى وقــف فوري لإطلق النار والإفـراج عن الرهائن وإتاحة الوصول الإنساني الفوري وغير المـقـيـد إلـــى المــدنــيــ فـــي الــقــطــاع. وشـــدد الـــبـــيـــان كـــذلـــك عـــلـــى حــــق الـفـلـسـطـيـنـيـ بــــأن تـــكـــون لــهــم دولــــــة، مــشــيــراً إلــــى دعــم التكتلين «حـــل الـــدولـــتـــ ». ودعــــا الـبـيـان «كـــــل الأطـــــــــراف» إلـــــى الالـــــتـــــزام بــالــقــانــون الـــدولـــي وتـحـيـيـد المــدنــيــ فـــي الـــصـــراع. وأكد الطرفان استمرار عملهما معا لدفع الحل السياسي إلى الأمام، ووجها دعوة إلى اللبنانيين للتسريع بانتخاب رئيس وتطبيق الإصلحات الاقتصادية. وعبر الطرفان في البيان المشترك عن القلق من التصعيد في المنطقة ودعوا لوقف دوامة العنف. وعن لبنان، عبر البيان عن القلق من «التصعيد الخطير» مـؤكـداً دعـم الشعب الـلـبـنـانـي والـــدعـــوة لـوقـف فـــوري لإطــاق الذي 1701 النار والعودة لللتزام بالقرار يـدعـو «حـــزب الـلـه» لانسحاب إلــى شمال نـهـر الـلـيـطـانـي. وأدان الـبـيـان الهجمات الإسرائيلية على قوات اليونيفيل الدولية في جنوب لبنان. استقرار المنطقة قـبـل بـــدء الــقــمــة، صــــدرت دعـــــوات من زعــــمــــاء أوروبــــــيــــــ وهــــــم يـــدخـــلـــون قــاعــة الاجتماع، لوقف الحرب في غـزة ولبنان، حــتــى إن رئـــيـــس وزراء آيـــرلـــنـــدا سـيـمـون هـاريـس دعــا إلــى تعليق اتفاقية الشراكة الأوروبية مع إسرائيل بعد قرارات محكمة العدل الدولية. وعــــــــدّ جــــاســــم الـــــبـــــديـــــوي، أمــــــ عـــام مـجـلـس الــتــعــاون الـخـلـيـجـي، إقــامـــة دولـــة 1976 فلسطينية مستقلة على حدود عام وعــاصــمــتــهــا الـــقـــدس الــشــرقــيــة «الـسـبـيـل لتحقيق الاستقرار في المنطقة». وأكــــــد الــــبــــديــــوي خـــــال كــلــمــة لــــه مـع افــــتــــتــــاح أعـــــمـــــال الــــقــــمــــة أن الــــتــــهــــديــــدات والـــتـــحـــديـــات الـــتـــي تــــواجــــه عـــالمـــنـــا الـــيـــوم «تـــتـــطـــلـــب ديــــمــــومــــة الـــــتـــــشـــــاور، والـــعـــمـــل الــجــمــاعــي لمــواصــلـــة الـــتـــعـــاون بـــ دولــنــا في المجالات كافة، لتحقيق الأمن والنماء والاستقرار للمنطقتين وللعالم أجمع». وقـال: «قطاع غزة يعيش تحت وطأة حرب تشنها قوات الاحتلل الإسرائيلية، يـــدفـــع ثــمــنــهــا المــــدنــــيــــون الـفـلـسـطـيـنـيـون الأبـــــريـــــاء»، مـضـيـفـا: «وإنـــنـــا وفــــي الــوقــت الـــذي نشعر فـيـه بــالألــم والمـــــرارة لمــا يــرزح تـحـتـه الــشــعــب الـفـلـسـطـيـنـي الـشـقـيـق من جرائم بحقه، فإننا نؤكد في هـذا الصدد عـلـى مـوقـف مجلس الــتــعــاون الـــذي طالما يـدعـو إلــى ضـــرورة الـوقـف الـفـوري والـتـام لإطلق النار». وأشـار البديوي إلى أن عدم التوصل لــــوقــــف الــــنــــار فــــي غــــــزة «أدى لـلـتـصـعـيـد المتزايد في الأراضي الفلسطينية، وامتداد رقعة الحرب إلى الأراضــي اللبنانية، وما تشهده منطقة البحر الأحمر، واستهداف السفن التجارية والـنـاقـات الـعـابـرة، مما أضـر بسلسل الإمـــداد التجارية، وكبّدت الــــــدول المـــصـــدرة والمـسـتـهـلـكـة الـكـثـيـر من الـــخـــســـائـــر، ورفــــعــــت أســــعــــار الـــســـلـــع عـلـى المستهلكين بشكل كبير». وشــــــدد عـــلـــى اســــتــــمــــرار جـــهـــود دول الــخــلــيــج لإنــــهــــاء الأزمـــــــة فــــي غـــــزة وبـــاقـــي الأراضـــــــــي الــفــلــســطــيــنــيــة، ومـــنـــهـــا الـــــدور الــقــيّــم والــكــبــيــر لـلـسـعـوديـة ودولـــــة قـطـر، وجهودهما المستمرة من خـال التنسيق المتواصل مع الشركاء الدوليين، و«اللجنة الوزارية العربية الإسلمية». وجـــدّد الـبـديـوي التأكيد على أهمية مــــبــــادرة «الـــتـــحـــالـــف الــــدولــــي لـتـنـفـيـذ حل الـــــدولـــــتـــــ »، الــــتــــي أطــلــقــتــهــا الـــســـعـــوديـــة بمشاركةِ دولٍ عربية وإسلمية والشركاء الأوروبـــــيـــــ ، الـــتـــي تـــهـــدف لـــلـــوصـــول إلــى الدولة الفلسطينية، انسجاما مع القرارات الأمـــمـــيـــة ذات الـــصـــلـــة ومــــــبــــــادرة الـــســـام العربية. القمة الأولى شـــهـــدت بـــروكـــســـل الـــقـــمـــة الأولـــــــى الــتــي تجمع زعـمـاء وقـــادة دول الاتـحـاد الأوروبـــي ومـجـلـس الــتــعــاون الـخـلـيـجـي، وتـــهـــدف إلـى إعــــــادة إطـــــاق الـــعـــاقـــات بـــ الـــطـــرفـــ على مــــســــتــــوى اســــتــــراتــــيــــجــــي، بـــحـــســـب الــــطــــرف الأوروبـــــــــــي. وحــــــدد الاتــــحــــاد الأوروبــــــــــي مـن أهـــــــــداف الـــقـــمـــة تـــقـــويـــة الـــــحـــــوار والــــتــــعــــاون ومــــواجــــهــــة الــــتــــحــــديــــات الـــعـــالمـــيـــة وتـــعـــزيـــز الاستثمار والتجارة. وقــــبــــيــــل انـــــطـــــاق اجــــتــــمــــاعــــات الـــقـــمـــة، شــــدد رئـــيـــس الـــــــوزراء الــيــونــانــي كــريــاكــوس ميتسوتاكيس، على أهمية توقيت انعقادها فـــــي وقـــــــت «حـــــســـــاس حــــيــــث يـــتـــصـــاعـــد فــيــه الـــوضـــع فـــي الـــشـــرق الأوســـــــط»، مـضـيـفـا أنــه مــن «الـــضـــروري والمــهــم جـــداً أن يــكــون هناك حـوار على أعلى المستويات لجمع أصواتنا والــدعــوة لوقف فــوري لإطــاق الـنـار فـي غزة والـــحـــرص عـلـى عـــدم تـوسـع الـــصـــراع أكـثـر». وأشــار إلـى أن اليونان لديها علقات مقربة جداً من دول الخليج، ولكنه أشار إلىضرورة تــأســيــس أطــــر تـــعـــاون أوســـــع عــلــى مـسـتـوى الاتحاد الأوروبي. النووي الإيراني دعـــــــا الـــــبـــــيـــــان الــــخــــتــــامــــي إيـــــــــــران إلــــى وقـــف التصعيد فــي المـنـطـقـة وشـــــددوا على ضرورة العمل على التأكد من أن برنامجها النووي سلمي ووقف تخصيب اليورانيوم «ووقـــف نشر الـطـائـرات مـن دون طـيـار وأي تكنولوجيا تهدد منطقتينا وخارجهما». وشــدد الطرفان على أن الحل الدبلوماسي هـو الأفـضـل للتعامل مـع إيـــران. كما تطرق الـــبـــيـــان إلـــــى أمـــــن الـــبـــحـــر الأحــــمــــر وتــهــديــد الـحـوثـيـ لـلـمـاحـة الــدولــيــة. ودعـــا البيان الحوثيين إلـى الكف عن التصعيد وتهديد المــاحــة. وأكـــد كـذلـك دعـمـه للحل السياسي في اليمن ومسار الأمم المتحدة للحل هناك. وتـــطـــرق الــبــيــان كــذلــك إلـــى الـــحـــرب في أوكرانيا، وجاء فيه تعهّد الطرفين باحترام ســـيـــادة وســـامـــة أراضــــــي الــــــدول والالــــتــــزام بــالمــبــادئ الأســاســيــة لمـيـثـاق الأمــــم المـتـحـدة والـــقـــانـــون الــــدولــــي. وذكّـــــر الــبــيــان المـشـتـرك بـــقـــرار الأمـــــم المـــتـــحـــدة الـــــذي يـــدعـــو روســيــا إلـى سحب قواتها «بشكل فــوري ومـن دون شروط من أوكرانيا». وبـعـيـداً عـن الـسـيـاسـة، تعهد الطرفان بالتعاون في مكافحة الجريمة المنظمة، بما فيها مكافحة تهريب المهاجرين والاتـجـار بـالـبـشـر. كـمـا تـعـهـدا بـالـعـمـل مـعـا لمكافحة تبييض الأموال لأغراض الإرهاب. تــــوســــيــــع الــــشــــراكــــةتــــعــــهــــد الــــطــــرفــــان بتوسيع الشراكة التجارية الاستراتيجية والــعــمــل عــلــى فــتــح نــقــاشــات لـلـتـوصـل إلــى اتــفــاق تــجــارة حـــرة بــ الــطــرفــ . واعــتــرف الطرفان في البيان بأن مستقبل الاقتصادات فـــي الـتـكـتـلـ يـعـتـمـد عـلـى أن تـصـبـح أكـثـر «نـظـافـة» فــي إشــــارة إلـــى الـطـاقـة المـتـجـددة، وأكثر تنوعا. وتعهد الطرفان بالبحث في فـــرص فــي مختلف المــجــالات التكنولوجية والرقمية وفـي مجال الصحة عبر مشاريع أبحاث وتطوير مشتركة من بينها الأوبئة. وأكـــــد الـــطـــرفـــان عــلــى الــعــمــل لـتـعـزيـز الــتــعــاون فـــي مــجــال الــطــاقــة والــبــحــث عن سبل تـعـاون إضـافـيـة لتأمين الـطـاقـة، من بينها المتجددة والنظيفة. وتعهد الطرفان بزيادة التعاون في مجالات الهيدروجين والكهرباء المتجددة. وفـــي مـجـال الـتـعـاون الإنــســانــي، رحـب الـــطـــرفـــان فـــي الـــبـــيـــان المـــشـــتـــرك بــالــتــزامــات المـــــجـــــلـــــس الأوروبـــــــــــــــــي الــــخــــلــــيــــجــــي بــــشــــأن المـسـاعـدات الإنسانية، والعمل على تعزيز الــدعــوة المـشـتـركـة عـلـى المـسـتـويـات الـدولـيـة والمــــحــــلــــيــــة لــــضــــمــــان وصـــــــــول المـــــســـــاعـــــدات الإنـــــســـــانـــــيـــــة، وتــــعــــزيــــز احــــــتــــــرام الــــقــــانــــون الإنساني الدولي. وحـــول رفــع شـــروط تـأشـيـرات الشنغن عن مواطني دول مجلس التعاون الخليجي، تعهد الطرفان في البيان باستمرار العمل على خطوات بنّاءة لإجــراءات سفر حر بين مواطني التكتلين. تفاؤل أوروبي وزيــــــــر خــــارجــــيــــة الاتــــــحــــــاد الأوروبــــــــــي جوزيف بوريل عبّر عشية القمة عن استعداد الاتــــحــــاد الأوروبــــــــــي «لــــبــــذل المــــزيــــد وبــشــكــل مـشـتـرك لمـواجـهـة الـتـحـديـات المـشـتـركـة» بين الاتحاد الأوروبي والدول الخليجية. وفي أغسطس (آب) الماضي، زار رئيس المجلس الأوروبي، شارل ميشال، السعودية، حيث التقى ولي العهد السعودي للتحضير للقمة الأوروبـيـة - الخليجية. ووجـه ميشال خــــــال لـــقـــائـــه بــــولــــي الـــعـــهـــد الــــســــعــــودي فـي الــريــاض آنـــذاك دعـــوة رسمية للمشاركة في الـقـمـة. وقـــال آنــــذاك إن هـــدف الـقـمـة «تعميق العلقات الثنائية السياسية وتعزيز التجارة والاستثمار وتعزيز التعاون بشأن القضايا السياسية الخارجية الملحة». وعبر ميشال خـال الـزيـارة عـن تفاؤله بالقمة التي وصفها بأنها «لحظة سياسية مهمة» تهدف إلى «رفع العلقات إلى مستوى استراتيجي». وقال: «نريد من هذه العلقة أن تصبح دائمة وطويلة المـدى». وأشار حينها إلى أنه من الضروري «الاستماع مباشرة إلى توقعات السعودية من القمة والتحضير لها بشكل جيد بهدف ضمان نجاحها». اجتماعات ثنائية في سياق متصل، وعلى هامش أعمال الــقــمــة، عـقـد ولـــي الـعـهـد الــســعــودي سلسلة من اللقاءات الثنائية، ، حيث التقى الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون ورئيس الـوزراء اليوناني كيرياكوس ميتسوتاكيس ورئيس الــــوزارء الإسـبـانـي بـيـدرو سانشيز ورئيسة المفوضية الأوروبـيـة أورســولا فـون ديـر لاين (كل على حده). الأمير محمد بنسلمان متوسطاً القادة الحضور لدى التقاطصورة تذكارية بعد القمة في بروكسل أمسالأربعاء (إ.ب.أ) برلين:راغدة بهنام الرياضـ بروكسل ـ لندن: «الشرق الأوسط» رؤية خادم الحرمين أثمرت تفعيل الشراكات الدولية... وتوتّرات المنطقة فرضت التنسيق الاتحاد الأوروبي والخليج...زخم لتطوير العلاقات وتعزيز التعاون شــهــدت الـقـمـة الأوروبــــيــــة – الخليجية الأولـــــى مـــن نـوعـهـا فـــي بــروكــســل، الأربـــعـــاء، مشاركة واسعة من قادة الدول على الجانبين. يـــأتـــي ذلـــــك وســـــط الــــزخــــم الــــــذي يـــرافـــق الـــنـــقـــاشـــات طــبــقــا لـــحـــديـــث ســفــيــر الاتــــحــــاد الأوروبـي لدى السعودية والبحرين وعمان، كريستوف فارنو، لـ«الشرق الأوســط»، الذي أكّــــــد تـــوافـــقـــا مــشــتــركــا بــــ الـــجـــانـــبـــ حـــول ضــرورة التوصل إلـى وقـف لإطـاق النار في لبنان، وتوقّع موقفا قويا وموحّداً من القمّة بـشـأن إقـامـة الـدولـة الفلسطينية، وعـــدد من الملفات الأخرى. ولفت فارنو إلى الحوار الأمنيوالتعاون بين الجانبين الخليجي والأوروبــــي، مشدّداً عــلــى أن الــجــانــبــ يــعــمــان عــلــى اسـتـتـبـاب الأمن والاستقرار في المنطقة، وتعزيز الحوار والدبلوماسية من أجل إيجاد حلول للزمات القائمة في المنطقة، وسيناقش القادة خلل الــقــمــة الأولــــــى مـــن نــوعــهــا جــمــيــع الـقـضـايـا القائمة في المنطقة في غزة ولبنان والسودان والبحر الأحمر. رؤية الملكسلمان تـــــرأس الأمـــيـــر مـحـمـد بـــن ســلــمــان ولــي العهد رئيس مجلس الوزراء السعودي، وفد بــــاده المـــشـــارك فـــي الــقــمــة، مـــا يـكـشـف، وفـقـا لمـتـابـعـ ، عــن حـــرص الـــريـــاض عـلـى تطوير شـراكـاتـهـا الاسـتـراتـيـجـيـة الــدولــيــة، فــي ظل مــا حققته «رؤيــــة خـــادم الـحـرمـ الشريفين لتعزيز العمل الخليجي المشترك»، من نجاح في تفعيل الشراكات الدولية الاستراتيجية لمجلس التعاون الخليجي إقليميا وعالميا. وفي ظل التصعيد العسكري في قطاع غــــــزة والأراضـــــــــــي الــفــلــســطــيــنــيــة وتــــطــــورات الأحـــــداث فــي لـبـنـان، جــــاءت أهـمـيـة مـشـاركـة ولـــي الـعـهـد الـــســـعـــودي، لـلـتـشـاور وتنسيق الجهود بين قيادة السعودية ودول مجلس الـــتـــعـــاون الـخـلـيـجـي مـــع نــظــرائــهــم فـــي دول الاتـــحـــاد الأوروبـــــــي لـتـعـزيـز أمــــن واســتــقــرار المنطقة. سعيسعودي نحو التنسيق الدولي وتـوقّـع الكاتب السياسي عبد اللطيف الملحم لـ«الشرق الأوسط» أن تساهم مشاركة الأمير محمد بن سلمان في القمة الخليجية الأوروبــــيــــة فـــي بــروكــســل «فـــي تـأكـيـد مـوقـف الـسـعـوديـة الـثـابـت تــجــاه مـنـاصـرة القضية الفلسطينية ودعـم الجهود الرامية لتحقيق السلم الشامل والـعـادل الــذي يكفل حصول الشعب الفلسطيني على حقوقه المشروعة 1967 فــــي إقــــامــــة دولــــتــــه عـــلـــى حـــــــدود عــــــام وعـاصـمـتـهـا الــقــدس الــشــرقــيــة»، مـشـيـراً إلـى أن المـشـاركـة تـأتـي «امــتــداداً لجهود واضحة لـــولـــي الـــعـــهـــد الـــســـعـــودي فــــي الـــتـــواصـــل مـع الأطــــراف الإقليمية والـدولـيـة المــؤثــرة بهدف تنسيق العمل الدولي المشترك الرامي لوقف ما تشهده المنطقة من تصعيد عسكري ودعم الـجـهـود الــرامــيــة لـتـعـزيـز الأمـــن والاســتــقــرار إقليميا ودوليا». ســـعـــوديّـــا، قــــال المــلــحــم إن تـــــرؤس ولــي الـــعـــهـــد وفـــــد بــــــاده فــــي الـــقـــمـــة الأوروبـــــيـــــة – الــخــلــيــجــيــة يـــســـاهـــم فــــي «تـــوطـــيـــد عـــاقـــات الشراكة التجارية والاستثمارية التي تربط بــــــاده بــــالاتــــحــــاد الأوروبــــــــــي فــــي ظــــل بــلــوغ نـسـبـة حـصـتـه مـــن إجـــمـــالـــي حــجــم الــتــجــارة فــي المـــائـــة، بـوصـفـه ثاني 14.8 بـالـسـعـوديـة أكبر شريك تجاري لها، كما ستعزز المشاركة ســبــل الـــتـــعـــاون مـــع دول الاتـــحـــاد الأوروبـــــي بـالاسـتـفـادة مـن الـفـرص الـتـي تتيحها رؤيـة ، والاتفاق الأخضر الأوروبي 2030 السعودية خـــصـــوصـــا فــــي مــــجــــالات الـــتـــصـــدي لـلـتـغـيـر المناخي والطاقة النظيفة». القمة الأولى وانفتاح الخليج على الشراكات الدولية على الصعيد الخليجي، تكمن أهمية انــعــقــاد الــقــمــة الـخـلـيـجـيـة الأوروبـــــيـــــة، وفـقـا لمراقبين، في كونها الأولى على مستوى قادة الدول، ما يعكس انفتاح دول مجلس التعاون وعـــلـــى رأســــهــــا الـــســـعـــوديـــة عـــلـــى الـــشـــراكـــات مــع الـتـكـتـات الـفـاعـلـة فــي المـجـتـمـع الــدولــي، ووصــــــــف جــــاســــم الـــــبـــــديـــــوي، الأمــــــــ الـــعـــام لمجلس التعاون الخليجي، القمة الخليجية - الأوروبـــــيـــــة بــــ«المـــحـــطـــة الــتــاريــخــيــة المـهـمـة فــي مـسـار الــشــراكــة الاسـتـراتـيـجـيـة بــ دول المجلس والاتحاد الأوروبي»، مشيراً إلى أنها تعكس التزام الجانبين بتعزيز العلقات في ظل التحديات الإقليمية والدولية المتزايدة. تطور العلاقات كــــــان لافـــــتـــــا، الــــتــــطــــور المــــلــــحــــوظ الـــــذي شـــهـــدتـــه الــــعــــاقــــات الــخــلــيــجــيــة الأوروبـــــيـــــة مـنـذ إعــــان المـفـوضـيـة الأوروبـــيـــة عــن إقـامـة «شــراكــة استراتيجية مـع الخليج» فـي عام ، وجاء انعقاد هذه القمة ليتوّج جهوداً 2022 مكثفة في العامين الماضيين لتأطير وتوثيق هــذه الـشـراكـة الـتـي تـهـدف لتطوير التعاون الـــســـيـــاســـي والـــعـــمـــل المـــشـــتـــرك فــــي مـــجـــالات الــتــغــيــر المـــنـــاخـــي، والـــتـــجـــارة والاســتــثــمــار، والـــرقـــمـــنـــة، وســــاســــل الـــتـــوريـــد المــســتــدامــة والتحول الأخـضـر، ومتابعة التقدم المحرز فـي المـفـاوضـات حـول توقيع اتفاقية تجارة حرة بين المنظمتين. وعاد الملحم ليضيف لـ«الشرق الأوسط» من منظور خليجي، أن انعقاد القمة «يمثل فـرصـة لمـنـاقـشـة الـتـحـديـات الجيوسياسية الراهنة على الساحة الدولية، ويساهم في مواءمة جهود قيادات دول مجلس التعاون الخليجي في التواصل مع الأطراف الإقليمية والــــدولــــيــــة المــــؤثــــرة بـــهـــدف تــنــســيــق الــعــمــل الـــدولـــي المــشــتــرك الـــرامـــي لـــوقـــف الـعـمـلـيـات الــعــســكــريــة فـــي قـــطـــاع غـــــزة، والـــتـــعـــامـــل مع التطورات الخطيرة التي تشهدها الأراضـي اللبنانية، وتكامل الـــرؤى حيال إيـجـاد حل سياسي للزمة الروسية - الأوكرانية». ووفــــقــــا لـــلـــمـــواقـــف المــعــلــنــة والـــبـــيـــانـــات الأخـــــــيـــــــرة، تـــتـــفـــق دول مـــجـــلـــس الــــتــــعــــاون الــخــلــيــجــي ودول الاتــــحــــاد الأوروبــــــــي على أهمية دعم الجهود الرامية لتحقيق وتعزيز الاستقرار والأمــن الإقليمي والـدولـي، وعلى رأســـهـــا الــجــهــود المــبــذولــة لــوقــف الـعـمـلـيـات الـــعـــســـكـــريـــة الإســـرائـــيـــلـــيـــة فــــي قــــطــــاع غــــزة، والانـــتـــهـــاكـــات المـــســـتـــمـــرة لـــحـــقـــوق الإنـــســـان والقوانين الدولية في الأراضي الفلسطينية المحتلة. والـــشـــهـــر المــــاضــــي، أطــلــقــت الــســعــوديــة مــع شـركـائـهـا فــي اللجنة الـــوزاريـــة العربية الإســـامـــيـــة المـــشـــتـــركـــة، ومــمــلــكــة الـــنـــرويـــج، والاتحاد الأوروبي، التحالف الدولي لتنفيذ حــــل الــــدولــــتــــ ، وعـــــــدّ المـــلـــحـــم هـــــذا الإعـــــان «جــــاء مـكـمّـاً لـلـنـجـاح الــــذي حققته اللجنة الوزارية الخماسية، بإعلن كل من إسبانيا، وآيرلندا، والنرويج، وسلوفينيا، وأرمينيا، اعـــتـــرافـــهـــا بـــالـــدولـــة الــفــلــســطــيــنــيــة، كـــمـــا أن الإعـــان يـأتـي نتيجة جهد عـربـي وأوروبـــي مشترك، مما يعكس مـا للسعودية مـن ثقل وتأثير عالميين وما تحظى به من تقدير على المستوى الدولي». تعزيز التعاون الاقتصادي وفـــــــقـــــــا لــــــحــــــديــــــث ســـــفـــــيـــــر الاتـــــــحـــــــاد الأوروبـــــــــــي لــــــدى الـــســـعـــوديـــة والـــبـــحـــريـــن وعـمـان لــ«الـشـرق الأوســــط»، فهناك رغبة مشتركة بين الجانبين في تعزيز التعاون والـــشـــراكـــة، كــمــا سـيـبـحـث الـــقـــادة مـلـفـات الاقتصاد والاستثمار، والتبادل التجاري مليار 170 الــذي وصــل بـ الجانبين إلــى يـــــــورو، فــيــمــا يــتــعــلــق بــالــســلــع فـــقـــط دون الــخــدمــات، وفـــي هـــذا الإطــــار تتيح «رؤيـــة ، والاتــــــفــــــاق الأخـــضـــر 2030 الــــســــعــــوديــــة الأوروبـــــي فـرصـا كـبـرى لتطوير الـتـعـاون وتوطيد العلقات بين السعودية والاتحاد الأوروبي في مختلف المجالات، بما يسهم في تعزيز الشراكة الاستراتيجية بينهما، خـصـوصـا فــي مــجــالات الـتـصـدي للتغير المـنـاخـي والـطـاقـة النظيفة» حيث ترتبط الـسـعـوديـة والاتـــحـــاد الأوروبـــــي بعلقات شراكة تجارية واستثمارية وطيدة، وفقا لأرقـــــــام رســـمـــيـــة، إذ بـــلـــغ حـــجـــم الـــتـــجـــارة 78.8 ، مـــا قـيـمـتـه 2023 بـيـنـهـمـا فـــي عــــام مليار دولار، وصدّرت السعودية للتحاد مــلــيــار دولار، 38.4 الأوروبـــــــي مـــا قـيـمـتـه بينما استوردت منه في العام ذاته بقيمة مــلــيــار دولار، ويــعــمــل الـكـثـيـر من 40.39 الشركات الأوروبية في مختلف القطاعات الاســتــراتــيــجــيــة المــرتــبــطــة بـــرؤيـــة المـمـلـكـة ، كما يحتل الاتحاد الأوروبـي المركز 2030 الأول في جلب الاستثمار الأجنبي المباشر إلى السعودية. بينما أعـربـت دول مجلس التعاون أكــــثــــر مـــــن مــــــرة عـــــن تـــطـــلّـــعـــهـــا لمــضــاعــفــة الـجـهـود فــي سـبـيـل تحقيق نـقـلـة نوعية تؤسس لشراكة استراتيجية مع الاتحاد الأوروبـــــــــــي بـــمـــا يـــحـــقـــق إنــــجــــاز اتــفــاقــيــة الـــتـــجـــارة الـــحـــرة، والمــعــامــلــة بــالمــثــل فيما يخص تسهيل الـتـأشـيـرات الإلكترونية، وتطوير مجالات التعاون المستقبلي في مختلف المـجـالات، وتسعى على الصعيد ذاتـــــــه لـــفـــتـــح آفـــــــاق جــــديــــدة لـــلـــتـــعـــاون مـع الاتـــحـــاد الأوروبــــــي فــي قــطــاعــات التقنية والذكاء الاصطناعي، والطاقة المستدامة والــبــيــئــة والمـــيـــاه والــســيــاحــة والــتــعــديــن، والاتـفـاقـيـات اللوجيستية وربـــط المـوانـي الأوروبــيــة بمواني دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية. الرياض: غازي الحارثي

RkJQdWJsaXNoZXIy MTI5OTky