issue16760

جـــاء وقـــت قــــرّر فـيـه خــــادم الـحـرمـن الـشـريـفـن الملك سلمان بن عبد العزيز، أن يكون السفير أحمد قطان وزيراً يحمل حقيبة أفريقيا في مجلس الوزراء. ورغم أن المملكة ليست دولة أفريقية، فإنها تطل على القارة السمراء من فوق الشاطئ الشرقي للبحر الأحمر، الذي وإنْ كان يفصل آسيا عن أفريقيا، إلا أنه يظل بحراً آسيوياً أفريقياً، بحكم حقائق الجغرافيا التي شقّت له مجرى في مكانه بي القارتي. وإذا كـــان هـــذا الـبـحـر يــعــرف الآن تـجـمـعـ سياسياً اسمه «الدول المُشاطئة للبحر الأحمر»، فهي دول نصفها أفريقي يقع على شاطئه الغربي، ونصفها الآخر آسيوي يستقر على شاطئه الشرقي، ومـا بي الشاطئي تتصل مصالح دول التجمع وتتشابك. وربما كان هذا هو الذي جعل خادم الحرمي الشريفي يأتي بالسفير قطان وزيراً، ثم يرسله في جولات مكوكية لم تشأ أن تستثني دولة من دول القارة على تعدّدها وامتدادها على الخريطة. والذين يتابعون شأن القارة السمراء هذه الأيـام، لا بد أنهم يلاحظون أن القوى الكبرى في العالم تبدو كأنها تكتشف من جديد أن في العالم قارة اسمها أفريقيا، وأنها قارة غنية بالموارد بقدر غناها بالبشر؛ ولذلك راحت هذه القوى تجري نحوها وتتسابق، فكانت الصي هي تقريباً الأســبــق مــن غـيـرهـا، ومـــن بـعـدهـا تتابعت سـائـر الـقـوى، بـــدءاً مـن الأمـيـركـيـن وانـتـهـاءً بــالــروس، ومــا بينهما من الأوروبـيـن في الـقـارة العجوز وغيرها. وذات يـوم وقف جون بولتون، مستشار الأمن القومي الأميركي المعروف، فقال في مؤتمر صحافي له بإحدى الــدول الأفريقية، إن بلاده وضعت برنامج عمل يُحاصر الروس وسواهم في أفريقيا. كــل ذلـــك كـــان يـجـري فــي الـعـلـن، لا فــي الــســر، وكـانـت أفريقيا التي تُعادل مساحتها مساحة الصي والولايات المتحدة وأوروبـا مجتمعة تبدو مغرية للذين يتسابقون نحوها فـي كـل الــحــالات، وكـانـت فـي الـوقـت نفسه تبدو مدعوة إلى أن تكتشف نفسها في المقابل. وعــنــدمــا دعـــا مـنـتـدى أصـيـلـة الـثـقـافـي الـــدولـــي إلـى دورته هذه السنة، كانت قضايا القارة السمراء على رأس جدول أعمال المنتدى، وكان أمينه العام محمد بن عيسى من الشهر الحالي، إن فضاء 14 يقول في يوم افتتاحه يوم منتدى أصيلة المفتوح يمكن أن يستوعب قضايا القارة، كما استوعب قضايا سواها من قبل، وأن المنتدى اختار أن تكون قضية الحدود بي دول القارة هي محوره الأول، وربما الأهم. ولأن الــــــحــــــدود الـــحـــالـــيـــة مـــــن وضــــــع الـــــقـــــوى الـــتـــي استعمرت غالبية دول الـقـارة في مرحلة ما بعد مؤتمر ، فإنها حدود ملغومة في أكثريتها، إذا جاز 1884 برلي استعمال هذه الكلمة في وصفها، والسبب أن الحدود بي كل دولتي فيها تفصل بينهما أكثر مما تصل، وتنطوي على عناصر التفريق بي أفراد الشعبي في الدولتي على الجانبي، أكثر مما تضم من عوامل الحشد والتجميع. وبالطبع فليست دول الـقـارة كلها ســواء فـي النظر بعي الشك والريبة إلى الحدود بينها وبي الدول الجارة، ففي أفريقيا دول ترى الحدود جسراً لا بد من العبور من خلاله فوق الأزمات والمشكلات، وهذه تُمثل قلة لسوء حظ الـقـارة، وفيها دول أخــرى تتطلع إلـى الـحـدود، بوصفها مصنعاً لا يتوقف عن إنتاج العوائق والمعوقات، ثم إعادة إنتاجها طول الوقت. وقد كان الرهان على أن تكون دول النوع الثاني غنية فــي إرادتـــهـــا بـقـدر مــا هــي غنية فــي مـــواردهـــا، ولا معنى لـغـنـى الإرادة هـنـا إلا أن تـعـمـل بـاسـتـمـرار عـلـى تفويت الفرصة التي من أجلها قصد المستعمر أن يزرع الحدود بما يفجرها، لا بما يهدئ منها. ولكن بـدا في كثير من الحالات كأن المستعمر، وهو يصنع الحدود في زمانه، قد راح يزرع معها من أهل القارة مَنْ يظل يجعل من الحدود نزيفاً للطاقات لا يتوقف بي كل دولتي جارتي. وقد كان كثيرون من أبناء القارة السمراء يتساءلون دائماً: ماذا ينقص قارتنا لتكون كالقارة الأوروبية على الشاطئ الآخر من البحر المتوسط؟ فعندنا موارد وقدرات بشرية ومـسـاحـات مـن الأرض كما عندهم، وربـمـا أكثر، واتحاد ومفوضية أفريقيان كما عندهم اتحاد ومفوضية أوروبــيــان... إلـى آخـر القائمة. فماذا على وجـه التحديد ينقصنا لنكون مثلهم؟ كـــان الـــســـؤال فــي مـحـلـه كـلـمـا بــــادر شـخـص أو جهة بطرحه في العلن، ولكن المسألة لم تكن أبداً في ما عندنا مقارنة بما عندهم، وإنـمـا كانت فـي الـوعـي بما عندنا، وفـــي الـــقـــدرة عـلـى تـوظـيـفـه بـمـا يــــؤدي إلـــى مـثـل مـــا أدى عندهم. وكان هذا يحتاج إلى وعي بالموضوع على مستوى الأفـــــراد والــحــكــومــات عـلـى الـــســـواء فـــي قــارتــنــا الــســمــراء، فــإذا تـوافـر مثل هـذا الـوعـي لـدى الأفـــراد قبل الحكومات، فـإنـهـم يـصـبـحـون قــادريــن مــع الــوقــت عـلـى الـضـغـط على حـكـومـاتـهـم، فــي اتــجــاه تـحـويـل الـــحـــدود بــن دولــهــم من مساحة للفصل، وربما العداء، إلى أفق للوصل والتعاون والالتقاء. وهذه السطور دعوة إلى كل حكومة في القارة لتطلب أوراق منتدى أصيلة، لعلها تجد فيها ما يؤهل الحدود لأن تـتـحـول مــن وضـعـيـة إلـــى وضـعـيـة أخــــرى، فالمنتدى عندما احتضن الــقــارة كــان فـي ظني يضيف خـطـوة في طـريـق الـوعـي المـطـلـوب، وكـــان يـقـول إن أصيلة إذا كانت مدينة صغيرة على شاطئ الأطلنطي، لكنها قـادرة على احتضان قارتها على اتساعها، لأن الاحتضان لا يكون بـــالـــذراع بـــالـــضـــرورة، ولـكـنـه يـمـكـن أن يــكــون بـالـحـفـاوة والاحتفاء. أكـثـر الـنـاس يـــرون السياسة عـالمـ بـ أخـــ ق. ثمة أشخاص يأخذون بالرأي المعاكس. أنا واحد من هؤلاء، وكـذا الكثير من الفلاسفة الأخلاقيي وعلماء السياسة وبعض رجالاتها. أما اتفاق الناس على خلو السياسة مـــن الأخــــــ ق، فـمـرجـعـه عـــامـــ ن فـيـمـا أظــــن. أولــهــمــا أن السياسة نـادٍ مغلق، عضويته حكر للنخبة العليا في المجتمع. أما العامل الآخر فهو أن الموضوع اليومي في مهنة السياسة، هـو استعمال مـصـادر الـقـوة وتوجيه نـتـائـجـهـا، بـحـسـب مــا يــــراه أهـــل هـــذه المـهـنـة دون بقية الناس. قـــد يــقــال إن الـــنـــادي الـسـيـاسـي مـفـتـوح لمـــن يـطـرق أبوابه، وليس لكل عابر، وإن السياسة كأي حرفة أخرى، تتطلب مؤهلات ربما لا تتوفر لكل راغـب فيها. لكنني أجـد أن انـغـ ق الـنـادي معناه قلة الـفـرص المتاحة فيه. وأذكر هنا رأي المفكر الإيطالي القديم نيقولو ماكيافيلي، الذي قدمه في سياق تفسيـره لرغبة الناس في الحرية، حـيـث يـقـول إن الــنــاس لا يطمعون فــي الـسـلـطـة؛ لأنهم يدركون أن «مهنة الحكم» متاحة لعدد محدود جداً من الأفراد، وهم يشكون في أن أحدهم سينال الفرصة، دون عشرات الآلاف من الراغبي في دخول ناديها. كــون الـنـادي السياسي مغلقاً، يعني أن معظم ما يــجــري بـــن جـــدرانـــه، مـكـتـوم عـــن عــامــة الـــنـــاس. مكتوم قـصـداً، أو بحكم اخـتـ ف مـجـالات الاهـتـمـام، وإمكانية الـوصـول إلـى مصادر المعلومات، خصوصاً الحساسة منها. وطـالمـا بقي عمل السياسيي ســراً، فسوف يثير الارتـــــيـــــاب، لا ســيــمــا بــالــنــظــر لــلــعــامــل الآخــــــر، أي كــون مـــوضـــوع عــمــل الــســيــاســي هـــو تــحــريــك مـــصـــادر الــقــوة وثمراتها بـن الاتـجـاهـات المختلفة، كما يـديـر السائق سيارته بي مسار وآخـر، أو بي وجهة وأخـرى. وكانت العرب تقول فيما مضى إن «المرء عدو ما جهل»، بمعنى انه أقرب إلى تفهم الأشياء التي يعرفها. والتفهم يعني تقبل مبرراتها حتى لو بدت - في ظاهرها - بغيضة أو ثقيلة على النفس. - لـــكـــن يــبــقــى الــــســــؤال قـــائـــمـــ : إلـــــى أي حــــد يـلـتـزم الفاعلون السياسيون بمعايير الأخلاق؟ هذا السؤال ينقسم - بالضرورة - جزأين: الأول ما هو المقصود بالأخلاق، هل هي طرق العمل المطابقة لما يمليه العقل السليم، أم هـي - كما هـو شائع بـن عامة الـنـاس - لـن المعاملة والإحــســان للناس وصـــدق القول والترفع عن الصغائر، وأمثال هذه؟ أمــا الآخـــر فيتناول مـوضـوع العمل فـي الـنـادي الـــســـيـــاســـي، الـــــذي سـنـسـمـيـه اخـــتـــصـــاراً «اســتــعــمــال مــصــادر الـــقـــوة»؛ لأن هـــذا الـتـحـديـد يستدعي لـزومـ الــســؤال: مـا هـي مـصـادر الـقـوة الـتـي نتحدث عنها، ولماذا نستعملها أو نحركها؟ ســـوف أبــــدأ بـــالآخـــر لأنـــه يــوضــح مـعـنـى الأول. إن «قـانـون الـنـدرة» هو المبرر الجوهري لوجود السياسة والحكومة. يقول هذا القانون إن الموارد المتاحة لتسيير حياة الناس مـحـدودة، بينما حاجات الناس متزايدة، ويمكن وصفها بـالـ مـحـدودة، بمعنى أنها لا تتوقف عند حدٍ ولا تنحصر في إطـار. توزيع المـوارد المحدودة يعني أن كل فرد من الجمهور سينال حصة أصغر مما يطمح إليه. ولكي لا يعتدي على حصصغيره، احتجنا إلــى الـقـوة، أي إظـهـار العنف أو استعماله أحـيـانـ ، كي يرتدع المعتدي. نحتاج طبعاً إلى تطوير الموارد كي تسد الحاجات المتزايدة. وهـذا يتطلب استثمارات جديدة في الزراعة والــصــنــاعــة والـــتـــجـــارة وغـــيـــرهـــا. مـــن هــنــا نـعـتـبـر المـــال والــســ ح أبـــرز مــصــادر الــقــوة، وهـمـا مـحـور الـعـمـل في مهنة الـسـيـاسـة. نـحـن نـريـد أن يـلـتـزم رجـــال السياسة بــالإنــصــاف والمـــســـاواة بــن الـــنـــاس، أن يـعـمـلـوا ممثلي لمصالح المجتمع، وأّ يفرّطوا في الأمانة التي وُضعت فــــي أيــــديــــهــــم. وهـــــــذا هــــو جــــوهــــر المـــضـــمـــون الأخــــ قــــي للسياسة. - هل يستلزم هذا ليناً في الكلام أو التعامل؟ أرى أنه لا يستلزم. وإن كان من مكارم الأخلاق، ومن علامات الكمال عند أي إنسان، سياسياً أو غيره. عالم السياسة مختلف عـن الـعـ قـات الاجتماعية الـعـاديـة؛ ولـــذا فـأخـ قـيـاتـه مختلفة أيــضــ . أي أن لــه أخـ قـيـاتـه ومعاييره وإن خالفت توقعاتنا بعض الشيء. تتلقى السردية الإسرائيلية ضربة قاسية في عقر دارهـــا. النجاح الهائل الـــــــذي يــحــقــقــه كــــتــــاب «الـــــرســـــالـــــة» فـي أمـيـركـا للصحافي والـــروائـــي الشهير تــا-نــهــيــســي كـــوتـــس، ويــخــصــص أحــد أهم فصوله لفلسطي، يجعل المؤيدين لإســــــرائــــــيــــــل يـــــشـــــعـــــرون بـــــالـــــذعـــــر حــد الهذيان. أصبح الكتاب الذي يعرّي الإجرام الإسرائيلي على قائمة المؤلفات الأكثر مـــبـــيـــعـــ ، وفـــتـــحـــت مـــحـــطـــات الـــتـــلـــفـــزة الـــتـــي لـــم تــكــن يـــومـــ مـــؤيـــدة لفلسطي شـــاشـــاتـــهـــا وبـــرامـــجـــهـــا أمــــــام كـــوتـــس، لـــيـــدلـــي بـــالمـــزيـــد مــــن الــــشــــهــــادات حـــول زيارته وتجربته بي الضفة وإسرائيل. عــــنــــونــــت «واشـــــنـــــطـــــن بــــــوســــــت» أحــــد مقالاتها: «لماذا يجب عليك قراءة كتاب تا-نهيسي كوتس الجديد؟». والإجابة لأن الـــكـــاتـــب هــــو أحـــــد أهـــــم المـــؤثـــريـــن فــي بــدايــة الــقــرن الـــحـــادي والـعـشـريـن، ومـن بـن مَـن تـأثـروا بـه الرئيس بـاراك أوبـامـا وآخـــرون غـيـره. كما أن الكتاب يكشف عـن الـيـومـيـات الرهيبة لحياة الفلسطينيي، ويربط بي اضطهادهم ومـــظـــالـــم الــــســــود فــــي أمـــيـــركـــا. ويـثـيـر كوتس ضجيجاً قبل أسابيع قليلة من الانـتـخـابـات الـرئـاسـيـة الـتـي يتنافس فيها كل من المرشحَي كامالا هاريس ودونــــالــــد تـــرمـــب عــلــى دعــــم إســرائــيــل، وحـقـهـا المـطـلـق فــي الــدفــاع عــن النفس ووجوب تزويدها بكل ما يلزم. وحي يكتب كوتس عن الشناعات الـتـي رآهـــا فـي الـضـفـة، ومــا تـعـرض له السود في أميركا، يجعل من القضية الفلسطينية جزءاً من الحوار الداخلي، فــي الــوقــت الـــذي تتجنب فـيـه هـاريـس المـلـونـة فـتـح مـلـف الـعـنـصـريـة، وتـركّـز بـــشـــكـــل أســـــاســـــي عـــلـــى الـــتـــخـــلـــص مـن المهاجرين وتقليص عددهم. يشعر المؤلف بالخزي والعار بعد رحــلــتــه الأخــــيــــرة إلــــى إســـرائـــيـــل، الـتـي كـانـت الأولـــى لــه، لأن كـل المـقـالات التي قـــرأهـــا، وتــتــحــدث عـــن تـعـقـيـد الــصــراع وصعوبة فهمه كانت مزيفة، والأمر في حقيقته أبسط من ذلك بكثير. إذ يكفي أن تكتب الحقيقة. ثـــمـــة هــــجــــوم غـــيـــر مـــســـبـــوق عـلـى الكاتب وكتابه، واتهامات بالجملة له بـالانـحـيـاز وســـوء الـفـهـم، وعـــدم إدراك أبعاد ما رآه، رغم أن زيارته لفلسطي كانت قبل السابع من أكتوبر (تشرين ولا يـتـطـرق لـكـل المـجـازر 2023 ) الأول الحالية. لكن الربط يحدث تلقائياً، عند من يــقــرأ. فكلما زادت إســرائــيــل مــن نسبة القتل وحـرق المدنيي التي وصلت إلى الإجهاز عليهم في منازلهم بالروبوتات المفخخة المحملة بأطنان من المتفجرات، لـلـتـسـريـع فـــي إبـــــادة أكـــبـــر عــــدد مـنـهـم، تـصـاعـد الـغـضـب عليهم والمــعــارضــات المدنية لسلوكهم الهمجي. ويـــســـيـــر نــتــنــيــاهــو جـــنـــرالاتـــه فـي خـــطـــة مــــفــــادهــــا، إذا لـــــم تـــنـــفـــع الـــقـــوة العاتية، فلتكن قوة أكبر، للقضاء على الأعـــــــداء، لــكــن هــــذا الــنــهــج الـهـسـتـيـري يشعر عقلاء اليهود في العالم بخطر شديد على مستقبلهم، في الدول التي يـعـيـشـون فـيـهـا، وحــتــى فـــي إسـرائـيـل نفسها. ويـــــعـــــتـــــقـــــد الـــــــكـــــــاتـــــــب والمــــــــخــــــــرج الإســـرائـــيـــلـــي إيــــــال ســـيـــفـــان أن الـــغـــرب يضلل إسرائيل وهـو يدعمها بالسير إلى حتفها، غير عابئ بغير مصالحه، وجـــعـــلـــهـــا تـــصـــل إلــــــى مـــســـتـــويـــات مـن الوحشية تفوق الخيال. ســـنـــة مــــن صــنــاعــة 40 وهـــــو بـــعـــد الأفلام، ومحاولات التغيير من الداخل، وصل إلى حد اليأس من مجتمع يصفه بـ«الأناني» و«العنيف»، وبأنه مسكون بــفــكــرة اســتــعــمــاريــة لا تـــتـــزحـــزح، ولا سبيل لكسرها إلا بالقوة. الـــجـــمـــيـــع يــــســــأل «مــــــن يــــوقــــف هـــذا الـجـنـون؟» الإجــابــة، أن فـكـراً سـاديـ إلى هـــذا الــحــدّ يـحـتـاج إلـــى عـقـاب يـطـول كل فـــــرد. وســـيـــفـــان يـعـتـقـد أنــــه يــــوم يشعر كــل شـخـص فــي إســرائــيــل بـــأن التجنيد الإجـــــبـــــاري ســـيـــحـــول بــــن تـسـجـيـلـه فـي الـجـامـعـة الــتــي يــريــدهــا، ويـــكـــون عائقاً أمـــام تقدمه فـي الـحـيـاة، سيعيد النظر مــرتــن. وحـــن يـتـأكـد بــاحــث مــن أنـــه لن يموّل ولن يُدعى ليشارك في مؤتمرات، أو يستقبل في مختبرات علمية، بسبب ســـــوء الـــســـمـــعـــة، ســيــعــيــد الـــنـــظـــر. حـن تمس الإجـراءات، كل شخص في صميم مصلحته الشخصية، تنكسر عنجهيته، وصلافته، ويبدأ المجتمع بالتفكّر. إسرائيل باتت تخشى مجرد كتاب يـــروج فــي أمـيـركـا، وتـسـخّـر لمهاجمته لـــوبـــيـــاتـــهـــا، وصـــحـــفـــهـــا، ومــحــامــيــهــا، وكأنما اهتزت الدنيا. هذا لا يتلاءم مع العنجهية التي تتحدث بها، وقولها إن بـمـقـدورهـا فـعـل كــل مــا تــريــد، حي تشاء حيث تشاء. إسـرائـيـل كـيـان يتغذى على الــدم. لـــذلـــك تـــرفـــض مــــن دون تــــــردد الـــســـ م الــــــذي تـــدعـــوهـــا إلـــيـــه الـــــــدول الــعــربــيــة وخلفها دول إسلامية. بل إن الكنيست رفــــض بــمــا يــشــبــه الإجــــمــــاع، أي كــ م عـــن الـــدولـــتـــن، وبــالــطــبــع لا يــمــكــن أن تـــكـــون الـــــدولـــــة الـــــواحـــــدة واردة. ذلـــك لأنـهـا تفقد كــل مـيـزاتـهـا، حــن تصبح دولـة عادية، كما أي دولـة في المنطقة، وتسقط عنها الاستثناءات، ويتوقف ضخ المساعدات، والتمويلات الوفيرة، والمـــعـــامـــلـــة الــــخــــاصــــة. فـــهـــي مـهـيـضـة ومـــكـــروهـــة مــــن كــــل جـــــوارهـــــا، لـــــذا هـي مدللة، ووجب أن تكون الأكثر تسليحاً، والأوفــــــــر اقـــتـــصـــاديـــ ، كــــي تــتــمــكــن مـن البقاء في محيط معادٍ. إســـــرائـــــيـــــل تـــعـــيـــش وتــــقــــتــــات مــن مــــــعــــــاداة مـــحـــيـــطـــهـــا لــــهــــا، ولـــــــن تــقــبــل بالسلام إلا كخدعة جديدة، على غرار أوسلو الذي أطال عمرها ما يزيد على ثلاثي سنة. OPINION الرأي 12 Issue 16760 - العدد Thursday - 2024/10/17 الخميس أخلاقيات السياسة أصيلة... مدينة تحتضن قارة كوتسالمخيف وكيل التوزيع وكيل الاشتراكات الوكيل الإعلاني المكـــــــاتــب المقر الرئيسي 10th Floor Building7 Chiswick Business Park 566 Chiswick High Road London W4 5YG United Kingdom Tel: +4420 78318181 Fax: +4420 78312310 www.aawsat.com [email protected] المركز الرئيسي: ٢٢٣٠٤ : ص.ب ١١٤٩٥ الرياض +9661121128000 : هاتف +966114429555 : فاكس بريد الكتروني: [email protected] موقع الكتروني: www.arabmediaco.com هاتف مجاني: 800-2440076 المركز الرئيسي: ٦٢١١٦ : ص.ب ١١٥٨٥ الرياض +966112128000 : هاتف +9661٢١٢١٧٧٤ : فاكس بريد الكتروني: [email protected] موقع الكتروني: saudi-disribution.com وكيل التوزيع فى الإمارات: شركة الامارات للطباعة والنشر الريـــــاض Riyadh +9661 12128000 +9661 14401440 الكويت Kuwait +965 2997799 +965 2997800 الرباط Rabat +212 37262616 +212 37260300 جدة Jeddah +9661 26511333 +9661 26576159 دبي Dubai +9714 3916500 +9714 3918353 واشنطن Washington DC +1 2026628825 +1 2026628823 المدينة المنورة Madina +9664 8340271 +9664 8396618 القاهرة Cairo +202 37492996 +202 37492884 بيروت Beirut +9611 549002 +9611 549001 الدمام Dammam +96613 8353838 +96613 8354918 الخرطوم Khartoum +2491 83778301 +2491 83785987 عمــــان Amman +9626 5539409 +9626 5537103 صحيفة العرب الأولى تشكر أصحاب الدعوات الصحافية الموجهة إليها وتعلمهم بأنها وحدها المسؤولة عن تغطية تكاليف الرحلة كاملة لمحرريها وكتابها ومراسليها ومصوريها، راجية منهم عدم تقديم أي هدايا لهم، فخير هدية هي تزويد فريقها الصحافي بالمعلومات الوافية لتأدية مهمته بأمانة وموضوعية. Advertising: Saudi Research and Media Group KSA +966 11 2940500 UAE +971 4 3916500 Email: [email protected] srmg.com سوسن الأبطح توفيق السيف سليمان جودة

RkJQdWJsaXNoZXIy MTI5OTky