issue16759

حــــشــــد «الـــــــحـــــــرس الــــــــثــــــــوري» أنــــــصــــــارَه لـتـشـيـيـع الـــقـــيـــادي عــبــاس نــيــلــفــروشــان، الـــذي قُتل في هجوم إسرائيلي على ضاحية بيروت الـجـنـوبـيـة، وذلــــك بـحـضـور الـرئـيـس الإيــرانــي مسعود بزشكيان وقادة القوات المسلحة، على رأسهم إسماعيل قاآني، قائد «فيلق القدس»، الذي ظهر علناً بعد اختفاء دامٍ أسابيع. وبـــدأت مـراسـم تشييع جثة نيلفروشان فـــي ســاحــة «الإمــــــام الــحــســن»، وســـط طــهــران، صـبـاح الـثـاثـاء. وحـسـب المـشـاهـد الـتـي نقلها التلفزيون الرسمي الإيــرانــي، فـي بـث مباشر، رفـــعـــت الـــعـــديـــد مـــن أعـــــام «الــــحــــرس الـــثـــوري» والجماعات المسلحة المرتبطة به في الخارج، وســـــط هـــتـــافـــات «المـــــــوت لإســــرائــــيــــل» و«المــــــوت لأميركا». وصـلـت جثة نيلفروشان إلــى بـغـداد من بــــيــــروت، مـــســـاء الاثــــنــــن، وبـــعـــد تـشـيـيـعـه فـي كـــربـــاء والـــنـــجـــف، نُــقــلــت إلــــى طــــهــــران. ووجـــه الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان رسالةً إلى إسرائيل قائلً: «سنقف حتى النهاية». وســــيــــؤم المــــرشــــد عـــلـــي خـــامـــنـــئـــي صـــاة الجنازة على جثة نيلفروشان، وسيُدفن يوم الــخــمــيــس فـــي مـسـقـط رأســـــه بــأصــفــهــان، بعد مراسم تشييع في المدينة الواقعة وسط البلد. كـــان نـيـلـفـروشـان، نـائـب غـرفـة العمليات في «الحرس الثوري»، قد قُتل مع الأمي العام لـــــ«حــــزب الــــلــــه» الـــلـــبـــنـــانـــي، حـــســـن نـــصـــر الـــلـــه، فـــي ضـــربـــة إســرائــيــلــيــة عــلــى ضــاحــيــة بــيــروت سبتمبر (أيلول) الماضي. 27 الجنوبية في بعد وصـــول جثة نيلفروشان إلــى مطار «مــهــر آبــــاد» فــي غـــرب الـعـاصـمـة طـــهـــران، بثت قناة «خبر» الإيرانية لقطات مباشرة أظهرت إسماعيل قـاآنـي، قائد «فيلق الـقـدس»، الــذراع الــخــارجــيــة لــــ«الـــحـــرس الــــثــــوري»، وهــــو يبكي مرتدياً ملبس مدنية سوداء. وفــــــــي وقــــــــت لاحــــــــــق، شــــــــــارك قــــــاآنــــــي فــي مـراسـم التشييع مرتدياً الــزي الرسمي لقوات «الـحـرس الــثــوري»، وكــان يرافقه رئيس جهاز استخبارات «الحرس الثوري»، مجيد خادمي، ونائب قائد وحدة «ثار الله» المسؤول عن أمن طهران، حسي نجات، والقيادي حسي عليي، ومبعوث الحوثيي إلى طهران، إبراهيم محمد الــديــلــمــي. كـمـا حـضـر قــائــد «الـــحـــرس» حسي سـامـي، وقـائـد الـقـوات البرية محمد باكبور، بالإضافة إلـى قائد «الـحـرس» السابق، محمد علي جعفري. اخــتــفــى قـــاآنـــي قــبــل أســـابـــيـــع، وتـنـاقـلـت بـــعـــض وســــائــــل الإعـــــــام شـــائـــعـــات تــفــيــد بــأنــه قُتل في غـارة إسرائيلية على لبنان، وهـذا هو ظــهــوره الأول بـعـد حــضــوره فــي مكتب «حــزب سبتمبر الماضي لتقديم 29 الله» بطهران في التعازي إلـى ممثل الحزب بمقتل حسن نصر الله. الدبلوماسية والميدان قبل ساعات من التشييع، ذكـرت وزارة الــخــارجــيــة الإيـــرانـــيـــة، فـــي بـــيـــان، أن طــهــران ســـتـــســـتـــخـــدم «كـــــــل إمــــكــــانــــاتــــهــــا» لمــحــاســبــة إسرائيل على مقتل نيلفروشان، وأشارت إلى أن «اغتيال هذا المسؤول العسكري الرفيع في إيران من قبل الكيان الصهيوني هو فعل غير قانوني وجريمة لا تُغتفر». وتنخرط إيــران منذ أيــام في محادثات دبـــلـــومـــاســـيـــة عـــالـــيـــة المـــســـتـــوى تــــهــــدف إلـــى التوصل لوقف لإطلق النار في لبنان وغزة، كما تبحث سبل منع اتساع رقعة النزاع في أنحاء المنطقة. وقــال المتحدث باسم الحكومة، فاطمة مـــهـــاجـــري، فـــي مــؤتــمــر صــحــافــي دوري، إن «الــجــمــهــوريــة الإســـامـــيـــة تـــدعـــم أي مـــبـــادرة سلم من شأنها تحسي الوضع في المنطقة، وإيران ستبذل جهوداً فعالة لتحقيق السلم بالتأكيد». وصرح نائب قائد «الحرس الثوري» علي فدوي بأن «التنسيق بي الميدان والدبلوماسية أصـبـح أكـثـر تـمـاسـكـ ووضـــوحـــ »، مضيفاً أن «هــــذا الـتـنـاغـم بـــات جـلـيـ الآن، ومـــع ذلـــك فقد حافظنا دائماً على نهجنا، ولن نغلق أي طريق لـتـحـقـيـق الـنـصـر عـلـى جـبـهـة الــكــفــر، المتمثلة فــي أمـيـركـا وحـلـفـائـهـا»، حسبما نقلت وكـالـة «تسنيم» التابعة لـ«الحرس الثوري». وتــــرمــــز تــســمــيــة «المــــــيــــــدان» فــــي قـــامـــوس المـسـؤولـن الإيـرانـيـن إلــى الأنـشـطـة الإقليمية لـ«الحرس الثوري» الإيرانية، المتمثلة بذراعه الخارجية «فيلق القدس». وأوضــــــــــح فــــــــدوي أن «جـــبـــهـــتـــي المــــيــــدان والـــدبـــلـــومـــاســـيـــة ظـــلـــتـــا دائــــمــــ مـــفـــتــوحـــتــن». وأعرب عن ارتياحه لتعدد جبهات الصراع مع إسـرائـيـل، مشيراً إلــى أن «أداء جبهة المقاومة لا نـظـيـر لــــه، فــمــا تـحـقـق خــــال الـــعـــام المــاضــي كـــــان اســتــثــنــائــيــ ، إذ تــشــكــلــت جــبــهــة واســـعـــة ومـتـمـاسـكـة»، وفــقــ لمــا نقلته وكــالــة «إيـسـنـا» الحكومية. وقــــال فـــــدوي: «الأراضــــــي المـحـتـلـة بحجم إحــــدى المــحــافــظــات الـصـغـيـرة فـــي إيـــــران، وإذا أردنا، يمكننا القضاء على جميع الصهاينة». وأشــــار إلـــى مـشـاركـة خامنئي فــي صـاة الجمعة بعد أسبوع من مقتل نصر الله، وهي أول مــشــاركــة لـــه بـعـد أكــثــر مـــن أربــــع ســنــوات. وأوضح أن صلة الجمعة المقبلة «ستكون في الـقـدس الـشـريـف والمـسـجـد الأقــصــى، بحضور المليي من المقاتلي». ووصــــــف فــــــدوي نــتــيــجــة الــــحــــرب بــأنــهــا «واضــحـــة»، متوقعاً أن يـكـون «الـنـصـر حليف جبهة المقاومة». وذهب إلى وصف إيران بـ«أم الــقــرى لــلــثــورة»، مـشـيـراً إلـــى أن «مـنـذ الـبـدايـة وحـــتـــى الآن، نـــدافـــع بـــقـــوة وفـــقـــ لـتـوجـيـهـات المـــــرشـــــد، الــــتــــي يـــنـــفـــذهـــا (الـــــحـــــرس الـــــثـــــوري) باعتباره ذراع ولاية الفقيه». كما أقــر بـــدور إيـــران فـي دعــم الجماعات المــســلــحــة، قـــائـــاً: «لـــقـــد قـمـنـا بــتــزويــد كـــل من يرغب في مقاومة ظلم الأميركيي والصهاينة بــالــقــدرات الـــازمـــة». وأكـــد أن «أمـيـركـا عـاجـزة أمـــام قـــوة جبهة الـــثـــورة الإســامــيــة، وأن هـذه المواجهة ستقود بالتأكيد إلى نصر سيشهده العالم بأسره». وأضــــــــــاف: «كـــــــان الأعــــــــــداء يـــظـــنـــون أنــنــا منتشرون بشكل متفرق في مناطق مختلفة، لكن الواقع أن المقاومة أصبحت شاملة في كل المنطقة. عندما تعمل إيــران والـعـراق وسوريا ولـبـنـان وفلسطي والـيـمـن كـيـد واحــــدة، فهذا يعني أننا نتقدم بسرعة كبيرة». مــن جـانـبـه، قــال الـنـاطـق بـاسـم «الـحـرس الثوري»، علي محمد نائيني، إن «جبهة لبنان و(حـزب الله) أصبحا أقوى بعد اغتيال حسن نـصـر الـــلـــه». وأشـــــار إلـــى أن «الـعـمـلـيـات الـتـي نفذت بعد ذلك كانت غير مسبوقة». بــــــدوره، قــــال عــبــد الـــلـــه حـــاجـــي صـــادقـــي، ممثل المـرشـد الإيــرانــي فـي «الـحـرس الـثـوري»، خـــال مــراســم التشييع، إن نـيـلـفـروشـان «كــان رفــيــقــ وحـــامـــل رايـــــة» أمــــن عــــام «حــــزب الــلــه». وأضــاف: «كـان ممن حضروا إلـى الميدان بدعم مـــن المـــرشـــد لمــســانــدة حــســن نــصــر الـــلـــه، وكـــان حـاضـراً فـي ذروة المـــعـــارك»، مضيفاً أنــه «بقي معه حتى مقتله». وأضــــاف: «عـلـى الـعـدو أن يعلم أنــه كلما قـــتـــل مـــنـــا، يـــــــزداد نـــهـــج المـــقـــاومـــة قــــــوة. الـــيـــوم تـواصـل جبهة المـقـاومـة مسيرتها بـقـوة أكبر، ولن تتراجع لحظة حتى القضاء على العدو». «معادلة» قال عضو لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية فـي الـبـرلمـان، النائب علي خضري، إن «العمليات الأخيرة لـ(حزب الله) أثبتت أنه لا يزال متماسكاً وقوياً رغم فقدانه العديد من الـــقـــادة، وقـــد حــل الــيــوم الأســــود بالصهاينة». وأضـــــاف أن «عـمـلـيـات (حــــزب الـــلـــه) فـــي الأيـــام الأخيرة تشير إلى أنه استعاد معادلة ضاحية بيروت - حيفا، وبيروت - تل أبيب، مما يعني أنـه فـي حـال تعرض الضاحية لهجوم، سيتم الرد عليه بهجوم على حيفا، وعندما تتعرض بـــيـــروت لــهــجــوم، سـتـتـعـرض عــاصــمــة الـكـيـان الصهيوني للستهداف». من جهته، قال عضو لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية، محمد جواد جمالي، إن المـــشـــاورات الإقليمية لـبـاده «تحظى بأهمية كـبـيـرة، وتظهر أن الدبلوماسية نشطة جنباً إلـــى جـنـب مـــع المــــيــــدان»، لافــتــ إلـــى أن الـوضـع الإقليمي «قد أصبح معقداً، وكان من الضروري أن تكون إيران، كمحور للمقاومة، نشطة في كل من الميدان والدبلوماسية». وقــــــــــــــــــــال: «لـــــــحـــــــســـــــن الــــــــــحــــــــــظ، نــــشــــطــــت الـدبـلـومـاسـيـة، حـيـث زار رئــيــس جمهوريتنا قـطـر بـعـد رد إيــــران عـلـى إســرائــيــل... مــن جهة أخــــرى، كـانـت زيــــارة وزيـــر الـخـارجـيـة ورئـيـس البرلمان إلى بيروت تحمل رسالة مهمة للعدو ومحور المقاومة». قال النائب السابق، محمد حسن آصفري، إن «رسـالـة التحركات الدبلوماسية الإيرانية هـــي أنـــنـــا نـسـعـى إلــــى تـحـقـيـق الاســـتـــقـــرار في المـنـطـقـة، ولـكـنـنـا أيــضــ مـسـتـعـدون لــلــرد على العدو». وأضاف: «يمكن أن تؤثر الدبلوماسية بشكل كبير عـلـى تقليل الــتــوتــرات الإقليمية. كلما زادت تحركاتنا الـدبـلـومـاسـيـة، يمكننا تــقــلــيــل مـــســـتـــوى الـــخـــصـــومـــة. رحـــــــات وزيــــر الخارجية إلى دول المنطقة والخليج تهدف إلى تقليل التوتر ومحاولة إرساء وقف إطلق النار في غزة ولبنان ومنع مقتل الأبرياء». 5 حربمتعددةالخرائط NEWS نائب إيراني: أصبح الوضع معقداً... بصفتنا محوراً للمقاومة، من الضروري أن نكون نشطين ASHARQ AL-AWSAT Issue 16759 - العدد Wednesday - 2024/10/16 الأربعاء حكومة بزشكيان ترحب بـ«مبادرات السلام»... وعسكريون يتحدثون عن تنسيق «متماسك» بين الميدان والدبلوماسية طهران تشيّع نيلفروشان... وقاآني يظهر «بعد طول غياب» جنود من «الحرسالثوري» الإيراني يحملون نعشالجنرال عباسنيلفروشان على أيديهم خلال تشييعه فيطهران (إ.ب.أ) لندن - طهران: «الشرق الأوسط» قاآني والقيادي في «الحرسالثوري» حسين علايي يرددان هتافات في تشييع نيلفروشان أمس(أ.ف.ب) منظومة «ثاد» تصل إلى إسرائيل ولاحظر على السلاح الأميركي أعـــــلـــــنـــــت وزارة الـــــــــدفـــــــــاع الأمـــــيـــــركـــــيـــــة (الـــبـــنـــتـــاغـــون)، صـــبـــاح الـــثـــاثـــاء، أن جـــــزءاً من منظومة «ثـــاد» الدفاعية وصــل إلــى إسرائيل، بــــرفــــقــــة فـــــريـــــق مـــتـــخـــصـــص مــــــن الـــعـــســـكـــريـــن الأمـــيـــركـــيـــن، مـــع وصـــــول مـــزيـــد مـــن المــكــونــات والأفراد «في الأيام المقبلة». وقـال المتحدث باسم البنتاغون، الميجور جنرال بات رايدر: «خلل الأيام المقبلة سيستمر وصـــــــول مــــزيــــد مــــن أفــــــــراد الـــجـــيـــش الأمـــيـــركـــي وأجزاء من بطارية ثاد إلى إسرائيل». وأضاف: «ستعمل البطارية بكامل طاقتها في المستقبل الــــقــــريــــب، ولـــكـــن لأســــبــــاب أمـــنـــيـــة، لــــن نــنــاقــش الجداول الزمنية»، حسب «رويترز». ونفى مـسـؤول دفـاعـي وجــود أي إشــارات من وزيــر الـدفـاع لويد أوســن إلـى حظر توريد الأسلحة لإسرائيل، وذلك رداً على تكهنات حول احتمال سعي إدارة بايدن مقايضة إرسال هذه المنظومة بتغيير أهـداف الـرد الإسرائيلي على إيران. وكشف موقع «أكسيوس» الإخباري، نقلً عن وزيـر الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن، ووزيــر الـدفـاع لويد أوســن، القول إن إسرائيل يجب أن تتخذ خطوات عاجلة لتحسي الوضع الإنـسـانـي فـي غـــزة؛ تـفـاديـ لإجــــراءات قانونية ذات صلة بالمساعدات العسكرية الأميركية. وأفـــــــاد أحـــــد مـــراســـلـــي «أكــــســــيــــوس»، فـي مـنـشـور عـلـى «إكـــــس»، بـأنـهـمـا قـــالا فــي رسـالـة أكتوبر (تشرين الأول) إلى نظيريهما 13 بتاريخ الإسرائيليي: «نكتب الآن للتأكيد على القلق العميق لدى الحكومة الأميركية بشأن تدهور الوضع الإنساني في غـزة، ونسعى إلـى اتخاذ إجراءات عاجلة ومستدامة من جانب حكومتكم هذا الشهر لتغيير هذا المسار». ويُعزز نشر هذه المنظومة «ثاد» الحضور العسكري الأميركي في المنطقة، وسط توقعات بعملية إسرائيلية وشيكة ضد إيران. وجـــــدّد وزيــــر الـــدفـــاع الإســرائــيــلــي، يـــوآف غالانت، التأكيد على أن الــردّ الإسرائيلي على إيـــران سيكون «قـريـبـ ، دقـيـقـ ، فـتـاكـ ، مميتاً»، لــكــنــه أشــــــار ضــمــنــيــ إلـــــى تـــغـــيـــيـــرات مـحـتـمـلـة فـــي الأهـــــــداف، قـــد تـسـتـبـعـد المــنــشــآت الــنــوويــة والـنـفـطـيـة. ورغـــم ذلـــك، بـــدا غــالانــت حــازمــ في إصـــرار إسـرائـيـل على تنفيذ ردّهـــا الانتقامي، خـاصـة بعد حصولها على مـوافـقـة واشنطن، الـتـي رافـقـهـا وصـــول منظومة «ثـــاد» الدفاعية المـــضـــادة لــلــصــواريــخ الـبـالـيـسـتـيـة، فـــي رسـالـة واضحة لكل من إسرائيل وإيران. ورغـــــم مــــحــــاولات مــكــتــب رئـــيـــس الــــــوزراء الإســـرائـــيـــلـــي بــنــيــامــن نـتـنـيـاهـو الإبــــقــــاء على «الغموض» بقوله إن إسرائيل ستتخذ قراراتها بناءً على «مصلحتها الوطنية»، فإنه أقرّ بأنه «سيستمع» إلـى نصائح الـولايـات المتحدة في هذا المجال. وأكــــد مـاثـيـو لـيـفـيـت، كـبـيـر الـبـاحـثـن في الشأن الإيراني بمعهد واشنطن للشرق الأدنى، أن «طبيعة الرد كانت بالتأكيد موضوع نقاش بـــن المـــســـؤولـــن الإســرائــيــلــيــن والأمــيــركــيــن». وأضاف ليفيت، في حديثه لـ«الشرق الأوسط»: «لـــقـــد أوضــــــح المــــســــؤولــــون الأمـــيـــركـــيـــون أنــهــم يـدعـمـون حـــقّ إسـرائـيـل فــي الــدفــاع عــن نفسها والــــــردّ عـلـى الــهــجــوم الـــصـــاروخـــي الباليستي الإيراني». نتنياهو يستمع لبايدن أصدر مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامي نتنياهو بياناً، اسـتـنـاداً إلــى مقال نــشــرتــه صـحـيـفـة «واشـــنـــطـــن بـــوســـت»، جــاء فيه أن نتنياهو أبلغ إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن بأن إسرائيل ستستهدف «أهدافاً عسكرية إيرانية، وليس المنشآت النووية أو النفطية». وأوضح البيان: «نحن نستمع إلى آراء الولايات المتحدة، لكننا سنتخذ قراراتنا النهائية بناءً على مصالحنا الوطنية». مـــن جـــانـــبـــه، يــــرى بــــرايــــان كــاتــولــيــس، كـبـيـر الـبـاحـثـن فــي مـعـهـد الــشــرق الأوســـط بـــواشـــنـــطـــن، أن تـــصـــريـــح نـــتـــنـــيـــاهـــو حـــول الاســــتــــمــــاع إلـــــى الـــــولايـــــات المـــتـــحـــدة يـظـهـر إدراكــه لاعتماد إسرائيل الكبير على الدعم الأمــيــركــي لأمـنـهـا. وأضــــاف كـاتـولـيـس، في حديث لـ«الشرق الأوسـط»: «لا يزال من غير الـواضـح مـا هـي الخطوات التي ستتخذها إســـرائـــيـــل ضـــد إيــــــران، لــكــن هــــذا الـتـصـريـح يشير إلـــى أن الـحـكـومـة الإسـرائـيـلـيـة تأخذ فــي اعـتـبـارهـا ردود الـفـعـل عـلـى تحركاتها تجاه إيــران، حتى لو كانت تتجاهل بعض الـــتـــحـــفـــظـــات بــــشــــأن تـــصـــرفـــاتـــهـــا فـــــي غـــزة ولبنان». لاضربلأهداف نووية أو نفطية جـــاء بــيــان مـكـتـب نـتـنـيـاهـو فـــي سـيـاق الــتــوقــعــات بـــأن إســرائــيــل تـسـتـعـد لــــردّ على الـــهـــجـــوم الــــصــــاروخــــي الــــــذي شـــنّـــتـــه إيـــــران عليها في مطلع أكتوبر، إثر تصاعد سريع للصراع بي إسرائيل و«حـزب الله» المدعوم من طهران. ونــقــلــت صـحـيـفـة «واشـــنـــطـــن بــوســت» عـــن مـــصـــدريـــن مـطـلـعـن أن نــتــنــيــاهــو أبـلـغ إدارة بــايــدن أنـــه «مـسـتـعـد لــضــرب المـنـشـآت الــعــســكــريــة الإيــــرانــــيــــة، مــســتــبــعــداً المــنــشــآت الـنـفـطـيـة والــــنــــوويــــة»، وحـــــدد إطــــــاراً زمـنـيـ للرد الإسرائيلي. يشير ذلك إلى أن الضربة ستكون محدودة بهدف تجنب اندلاع حرب شاملة. وأوضــح أحـد المصدرين أن الضربة ستكون محسوبة بعناية لتجنب أي انطباع بــأنــهــا مــحــاولــة لـلـتـأثـيـر عــلــى الانــتــخــابــات الــرئــاســيــة الأمــيــركــيــة. وأضـــــاف: «نتنياهو أدرك أن نـطـاق الـضـربـة قــد يـؤثـر عـلـى سير السباق الرئاسي». عواقبعلى الانتخابات الأميركية وقــــــــال بـــــرايـــــان كـــاتـــولـــيـــس إنــــــه قـبـل أســـابـــيـــع مــــن الانــــتــــخــــابــــات الـــرئـــاســـيـــة 3 الأمـــيـــركـــيـــة، لا يـــــزال الـــســـبـــاق بـــن كــامــالا هـــــاريـــــس ودونــــــالــــــد تــــرمــــب «مــــتــــقــــاربــــ »، خـصـوصـ فـــي الـــولايـــات المــتــأرجــحــة مثل بنسلفانيا وميشيغان. وأي تغيّر مفاجئ فـــي الـــوضـــع الـــداخـــلـــي أو الـــتـــطـــورات في الشرق الأوسط يمكن أن تكون له تداعيات غير متوقعة. وأضاف كاتوليس أن ردّ فعل إيـران على الضربات الإسرائيلية سيكون عاملً حاسماً. إذا اختارت طهران مهاجمة جيرانها في الخليج كما هددت، فقد يؤدي ذلــك إلــى ارتـفـاع أسـعـار النفط والــغــاز، ما قد يؤثر على نظرة الناخبي الأميركيي ويغير اتجاهاتهم في التصويت. واشنطن: إيلي يوسف (أ.ب) 2019 أرشيفية لنظام الدفاع الصاروخي «ثاد» خلال معرض«صنع في أميركا» في الساحة الجنوبية للبيت الأبيضفي يوليو

RkJQdWJsaXNoZXIy MTI5OTky