issue16759

4 حربمتعددةالخرائط NEWS ASHARQ AL-AWSAT Issue 16759 - العدد Wednesday - 2024/10/16 الأربعاء لا مناطق آمنة في لبنان والمخاوف تحاصر المجتمعات المضيفة لـــم تــعــد هـــنـــاك أي مـنـطـقـة آمـــنـــة فـــي لـبـنـان. تحوّلت كل المناطق إلى هدف إسرائيلي محتمل، مع تــوزّع الاستهدافات على كل المحافظات، التي كـان آخرها في منطقة زغرتا شمال لبنان، حيث اســتُــهــدف، الاثـــنـــن، مبنى لـجـأ إلـيـه نـــازحـــون من قتيلاً 23 عيترون في الجنوب؛ ما أدى إلى سقوط وعدد من الجرحى. وكان قد سبق هذا الاستهداف اســـتـــهـــداف مـــمـــاثـــل فــــي بـــلـــدة المـــعـــيـــصـــرة بـقـضـاء 21 شخصاً وإصـابـة 17 كـسـروان وأدى إلـى مقتل آخـريـن، وقبلها فـي منطقة الـنـويـري فـي بـيـروت، وقبل ذلك بلدات عدّة في إقليم الخروب والشوف، سقط نتيجتها عدد من القتلى والجرحى. ومــع الإعـــ ن الإسرائيلي عـن أن معظم هذه العمليات الـتـي تنفّذ خـــارج إطـــار تلك المحسوبة على «حزب الله»؛ أي الضاحية الجنوبية لبيروت والـــبـــقـــاع والـــجـــنـــوب، تــســتــهــدف شــخــصــيــات في «حــزب الـلـه»، بـدأ المـواطـنـون فـي المناطق المضيفة الـــنـــائـــيـــة الـــتـــي لـــجـــأ إلـــيـــهـــا الــــنــــازحــــون يــشــعــرون بــالــخــوف مـــن وجــــود عـنـاصـر أو شـخـصـيـات من «حـزب الله» في بلداتهم، بحيث بات من الصعب التمييز بي الأهداف الأمنية والمدنية، وهو ما قد يؤدي إلى تعرّض حياتهم للخطر. ومـع الخوف المـشـروع في نفوس المواطني، تسجّل تحركات وردود فعل في عدد من المناطق؛ حـــيـــث طـــلـــب مــــن الـــبـــعـــض المـــــغـــــادرة عـــلـــى خـلـفـيـة عــ قــتــهــم المـــبـــاشـــرة بـــــ«حــــزب الـــلـــه» ســيــاســيــ أو عسكرياً، فيما تُبذل جهود من قبل بعض الأحزاب والبلديات تفادياً لتفاقم المشكلة وقطع الطريق أمـــام أي فتنة داخلية تـهـدف إليها إسـرائـيـل عبر تـألـيـب المجتمع المـضـيـف عـلـى الـنـازحـن بوصف ذلك ورقة ضغط إضافية على «حزب الله». ومن الواضح أن معظم الأحزاب الموجودة في المناطق التي يسجّل فيها نزوح، تتواصل مباشرة مع «حزب الله»؛ لإبعاد أي شخص قد يشكل خطراً عـلـى مـنـاطـقـهـا، رغـــم صـعـوبـة هـــذا الأمــــر، نتيجة الإربـــــــاك الـــــذي أصـــــاب «الــــحــــزب» بــعــد الــضــربــات القاسية الـتـي تـعـرض لـهـا، وذلـــك سعياً إلــى عدم انعكاس هذا الوجود سلباً على المجتمع المضيف والنازحي على حدّ سواء. ومـع تفهم خـوف أبناء المناطق المضيفة من أن يـكـونـوا أهـــدافـــ إسـرائـيـلـيـة فــي الأيــــام المقبلة، والـــحـــرص فـــي الـــوقـــت عـيـنـه عــلــى عــــدم الــتــعــرّض لـــلـــنـــازحـــن والمـــحـــافـــظـــة عـــلـــى كـــرامـــتـــهـــم، ارتــفــعــت الأصوات التي تحذّر من وجود عناصر في «حزب الله» بي النازحي، فيما سُجّلت اتهامات متبادلة بي الأحزاب الموجودة في الشمال إثر الغارة التي استهدفت بلدة أيطو في قضاء زغرتا. يـــذكـــر أنـــــه يـــوجـــد فــــي مـــنـــاطـــق جـــبـــل لـبـنـان والــشــمــال، إضــافــة إلـــى بـــيـــروت، الــعــدد الأكــبــر من الـنـازحـن الـــذي يــقــدّر إجـمـالـيـه بـأكـثـر مــن مليون ألف نازح. 200 و وكان لـ«الحزب التقدمي الاشتراكي» خطوة متقدّمة في هـذا الإطــار بمنطقة الشوف، حيث له الوجود الأكبر، مع دعوة أطلقها النائب بلال عبد الـلـه، تلتها دعـــوات مماثلة مـن قبل البلديات في إقليم الخروب الذي تعرض عدد من بلداته؛ وهي، السعديات، وجـون، والجية، والوردانية، وبرجا، لاستهدافات مباشرة، كانت جميعها موجّهة ضد أشخاص في «حزب الله». وتوجّه عبد الله، في بيان، إلـى من يعنيهم الأمر لـ«الأخذ في الاعتبار حماية النازحي وأهل المــنــطــقــة، وعـــــدم تـعـريـضـهـم لـلـخـطـر عــبــر الــقــيــام بـــزيـــارات تفقدية لـعـائـ تـهـم فــي المنطقة المكتظة بالمواطني، مهما كانت مسؤوليته، وإلى أي جهة انــتــمــى». ويــؤكــد عـبـد الــلــه أن هــنــاك تـــواصـــً مع الأجـهـزة الأمنية ومــع مـن يعنيهم الأمــر تحديداً، فــــي إشـــــــارة إلـــــى «حــــــزب الــــلــــه»، لإبــــعــــاد المــقــاتــلــن والمسؤولي عن مناطق النزوح، مشيراً، في الوقت عينه، إلى صعوبةٍ في هذا الإطار نتيجة «التشتت الـــذي أصـــاب (الــحــزب) وغـيـاب المرجعية الـواحـدة كما كان عليه في السابق». والمخاوف نفسها تسجّل في مناطق الشمال كما في مختلف المناطق التي تحوّلت إلى وجهة للنازحي، على اختلاف توجهاتها وانتماءاتها الـسـيـاسـيـة والـطـائـفـيـة. وهـــو مــا بـــدا واضــحــ إثـر الـــغـــارة الــتــي اسـتـهـدفـت، الاثـــنـــن، بــلــدة أيــطــو في قــضــاء زغـــرتـــا، حـيـث تــوجــد مـــراكـــز إيـــــواء يتولى إدارتــهــا بشكل أسـاسـي «تـيـار المــــردة»، وقــد أعلن صراحة رئيسه سليمان فرنجية أنه كان قد طلب مـــن «حـــــزب الـــلـــه» عــــدم نـــــزوح أي شــخــص يشكل خــطــراً عـلـى المـنـطـقـة. وبــعــدمــا لمــح رئــيــس «حـركـة الاستقلال»، النائب ميشال معوض، إلى أن «تيار المـــردة»، حليف «حـزب الله»، يستقبل عناصر من «حــــزب الــلــه» فــي زغـــرتـــا، ردّ عـلـيـه «المـــــردة» بنفي المـوضـوع، وقــال رئيسه، الـوزيـر السابق سليمان فرنجية، إنــه طلب مـن «حـــزب الـلـه» «ألا يـنـزح أي شـخـص يشكل خـطـراً عـلـى أهــالــي زغــرتــا باتجاه المـــنـــطـــقـــة»، ومــــع تــأكــيــده عــلــى أنــــه لـــم تــعــد هـنـاك مـنـاطـق آمــنــة فــي لــبــنــان، يـحـمّـل مــســؤول الإعـــ م والتواصل في «القوات»، شارل جبور، المسؤولية لــلــمــواطــن الـــــذي يـــؤجـــر مــنــزلــه حـــرصـــ مــنــه على أملاكه وأرواح عائلته، وبالدرجة الثانية للبلدية التي عليها التحقق من هوية المستأجر، مشيراً من جهة أخرى إلى أن للجيش اللبناني مهمة أساسية في مراكز الإيـواء لمنع تسلل مقاتلي أو أشخاص من «حـزب الله». ويقول لـ«الشرق الأوســـط»: «من الواضح أن (حزب الله) مخترق، والإسرائيلي يعلم تماماً كـل التفاصيل، وبالتالي فـالـذي يتغاضى عن هذه الأمور، يعرض المنطقة والعائلات النازحة للخطر». بيروت: كارولين عاكوم «وقف النار» يتقدم على «انتخاب رئيس للبنان» يبطل ذريعة «حزبالله» للاحتفاظ بسلاحه 1701 إلحاق المزارع بـ يترقب الوسط السياسي اللبناني بفارغ الصبر ما ستؤول إليه الاتصالات الدولية التي تجري على هـامـش انعقاد مجلس الأمـــن الــدولــي، لعلها تشكّل رافـعـة لـه فـي التوصل لـقـرار بوقف الـنـار فـي جنوب لبنان، الذي يشهد حالياً أعنف المعارك بي إسرائيل و«حـــــزب الـــلـــه» مــنــذ أن قــــرر الـــحـــزب فـــي الــثــامــن من مساندة حركة «حماس» 2023 ) أكتوبر (تشرين الأول في قطاع غزة. إســرائــيــل مـاضـيـة فــي توغلها المــحــدود للقرى الـحـدوديـة الأمـامـيـة. كما ينقل عــدد مـن الــنــواب عن سفيرة الـولايـات المتحدة الأميركية لـدى لبنان ليزا جـــونـــســـون كـــ مـــ عـــن نــيــة إســـرائـــيـــل تــدمــيــر الـبـنـى التحتية العسكرية لـ«حزب الله»، من دون أن تتوسع فـي توغلها على نحو يـــؤدي إلــى اجـتـيـاح الجنوب وصولاً إلى تخوم مدينة صيدا، خصوصاً أن القيادة العسكرية الإسـرائـيـلـيـة، وفــق الـتـقـاريـر الــــواردة من واشنطن، أصيبت بذهول حيال ما أقامه الحزب من تحصينات وأنفاق لتخزين الصواريخ. ضمانات أميركية بعد الاجتياح ويُــــفــــهــــم مـــــن كــــــ م الـــســـفـــيـــرة جــــونــــســــون لـــدى اجـتـمـاعـهـا بـعــدد مــن نــــواب المــعــارضــة فــي جولتهم على سفراء الدول ذات العضوية الدائمة في مجلس الأمـــن، أن واشـنـطـن استحصلت على ضـمـانـات من رئيس وزراء إسرائيل بنيامي نتنياهو بعدم وجود نية لديه باجتياح الجنوب، مع أن مصادر مقربة من الثنائي الشيعي تسأل: هل التوغل المحدود يستدعي فــرق مـن الجيش الإسرائيلي على 4 حشد أكثر مـن طـــول الـخـط الـــحـــدودي قـبـالـة الــقــرى الأمــامــيــة، فيما الـطـيـران الـحـربـي الإسـرائـيـلـي يــواصــل غــاراتــه على البلدات الجنوبية، ما أدى إلى نزوح سكانها بعد أن تحوّلت إلى أرض محروقة لا تصلح للإقامة؟ وتقول هـذه المـصـادر لـ«الشرق الأوســـط» إنـه لا أمــان لنتنياهو وفـريـق حـربـه، وهــو مـن انقلب على الــنــداء الأمـيـركـي - الفرنسي المــدعــوم عربياً ودولـيـ لوقف النار. وكشفت المصادر أن الاتصال الذي تلقاه رئيس المــجــلــس الــنــيــابــي نـبـيـه بــــري مـــن وزيـــــر الــخــارجــيــة الأمـــيـــركـــي أنـــتـــونـــي بـلـيـنـكـن أتــــــاح لـــــه، فــــي مـعـرض الحديث عن الإجراءات المطلوبة لوقف النار، أن يسأل عن الأسباب الكامنة وراء تفلت نتنياهو من التزامه بالنداء الأميركي - الفرنسي وانقلابه على تعهده، بعد أن وافـق لبنان على الـنـداء، لنُبلّغ من الوسيط الأميركي بأنه عاد وتراجع عن تعهده. 1701 إلحاق المزارع بالقرار ولــفــتــت المــــصــــادر إلــــى أن الاتــــصــــالات الــدولــيــة تكثفت مع انعقاد مجلس الأمن، وقالت إنها تتمحور حول إنضاج الظروف السياسية لتبني مشروع قرار لـوقـف الـنـار تقدمت بـه الــولايــات المـتـحـدة وفرنسا، بكل مندرجاته، ويأخذ 1701 يقضي بتطبيق القرار بعي الاعتبار إلحاق مــزارع شبعا وتـ ل كفرشوبا لم 1701 بــه. وهـــذا التعديل الـــذي أُدخـــل على الـقـرار يـكـن مـــوجـــوداً فــي صـلـبـه عـنـد صــــدوره عــن مجلس .2006 ) الأمن، وأدى إلى وقف حرب يوليو (تموز فـإلـحـاقـهـمـا بــمــشــروع الــــقــــرار، فـــي حــــال تـبـنـاه مــجـلــس الأمـــــن ووُضــــــع عــلــى نــــار حــامــيــة لتطبيقه بإجماع دولــي، يعني أنـه يشكل خطوة على طريق إبــــطــــال ذريــــعــــة «حــــــزب الــــلــــه» لـــ حـــتـــفـــاظ بــســ حــه فــــي جـــنـــوب الــلــيــطــانــي لــتــحــريــرهــمــا مــــن الاحـــتـــ ل الإســرائــيــلــي، وبـــذلـــك يـبـقـي عـلـيـهـمـا تـحـت سيطرة الـجـيـش بـــمـــؤازرة مـــن الـــقـــوات الــدولــيــة «يـونـيـفـيـل» لحفظ الأمــــن، شـــرط أن يــبــادر الــحــزب إلـــى التعامل بــإيــجــابــيــة، ودون أي تــحــفــظ، مـــع الـــقـــرار الـقـاضـي بإعادتهما إلى السيادة اللبنانية. وفـــي هـــذا الـسـيـاق، أكـــدت مــصــادر سياسية أن وقـف الـنـار يتصدّر جــدول أعـمـال الاهتمام الـدولـي، رغــــم أن الــــولايــــات المـــتـــحـــدة وفـــرنـــســـا تـــصـــران على انـتـخـاب رئـيـس للجمهورية الــيــوم قـبـل الــغــد، وأنــه لا مـــانـــع مــــن أن يـــتـــقـــدم وقـــــف الــــنــــار عـــلـــى انــتــخــاب الرئيس؛ نظراً لأن هناك ضــرورة لانتخابه بوصفه شــرطــ لإعـــــادة الانــتــظــام لـلـمـؤسـسـات الــدســتــوريــة، لتأمي النصاب الدستوري للحضور اللبناني في المفاوضات التي يجري التحضير لها لإعادة ترتيب أوضاع المنطقة، لئلا يأتي على حساب لبنان. وقف النار قبل انتخاب الرئيس وعـــلـــيـــه، فــــإن تـــقـــدم وقــــف الـــنـــار عــلــى انــتــخــاب الرئيس يبقى قائماً، ولا يعود فقط إلى عدم توافر الـضـمـانـات لــنــواب «حــــزب الــلــه» لـحـضـور الجلسة، وإنـــمـــا لانــقــطــاع الـــتـــواصـــل بـــن المـــعـــارضـــة ومــحــور الممانعة للتفاهم على رئيس توافقي يشكل ركيزة للانطلاق بالبلد إلـى مرحلة سياسية جـديـدة، وإلا فــإن الجلسة تبقى محكومة بالانقسام السياسي، أسوة بسابقاتها. بيروت: محمد شقير قصف إسرائيلي على الجانب اللبناني في مزارع شبعا (أ.ف.ب) تقارير: القيادة العسكرية الإسرائيلية أصيبت بذهول من تحصينات «حزبالله» وأنفاقه لتخزين الصواريخ الغارات أحيت ذاكرة «المجازر» في حرب تموز » تخلو منسكانها 2006 بلدة الغازية جنوب لبنان... «حاضنة النازحين في حي بدأ القصف الجوي الإسرائيلي على محيط بلدة الغازية الواقعة المحاذية 23 لمـــديـــنـــة فــــي جــــنــــوب لـــبـــنـــان صــبــيــحــة سبتمبر (أيـــلـــول) المــاضــي، اسـتـعـاد علي غــــــدار، المــقــيــم فـــي الـــبـــلـــدة، مــشــاهــد حــرب في البلدة 2006 ) نوفمبر (تشرين الثاني التي وقعت فيها مجزرتان آنذاك، فوضب أغــــــراضــــــه عــــلــــى عــــجــــل، مــــثــــل الآلاف مــن القاطني في البلدة، وأخلوها حتى شمال نهر الأولي. والـــــبـــــلـــــدة الـــــتـــــي اســــتــــضــــافــــت آلاف ، وكـــان 2006 الـــنـــازحـــن فـــي حــــرب تـــمـــوز الـقـسـم الأكـبـر مـن سكانها لا يـــزال مقيماً فيها بالشهر المــاضــي، لــم يـبـقَ فيها في الوقت الراهن إلا العشرات. كانت ساعات قـــلـــيـــلـــة مـــــن الـــهـــجـــمـــات الــــجــــويــــة المــكــثــفــة لـــلـــطـــائـــرات الـــحـــربـــيـــة الإســـرائـــيـــلـــيـــة عـلـى مناطق مأهولة بالسكان، كفيلةً بتهجير فـي المـائـة مـن أهـالـي الجنوب 80 أكثر مـن اللبناني، ومن ضمنهم أهالي الغازية. وخـــ فـــ لمــشــاهــد الــــنــــزوح المــتــدرجــة ، حـيـث احـتـضـنـت صـيـدا 2006 فـــي حـــرب ألـــف 100 ومـــحـــيـــطـــهـــا آنـــــــــذاك أكــــثــــر مـــــن نــازح، اختار الجنوبيون في هـذه الحرب الابتعاد حتى عن صيدا والغازية، ويقدر عـــدد الــنــازحــن إلـــى صــيــدا والمـحـيـط الآن ألــــف نــــــازح، حـسـبـمـا تـــقـــول مــصــادر 35 بــــــ رسمية في صيدا، ويعود ذلك إلى الخوف من القرى المحيطة، لا سيما بلدة الغازية، الـــتـــي تـــعـــرضـــت لــــغــــارات عــنــيــفــة مــــن قـبـل الطائرات الحربية الإسرائيلية، منذ اليوم الأول لـلـحـرب، وكــــان آخـــر الــضــربــات ليل الاثني. ويـــــروي عـلـي غــــدار لـحـظـات الــنــزوح الأولــــى مــن الــغــازيــة، ويــقــول إن إسـرائـيـل ارتكبت مـجـازر بحق المدنيي سابقاً في الــغــازيــة، وهـــي لا تـفـرق بــن طـفـل وامـــرأة ورجـــل، فـي إشـــارة إلــى مـجـزرتـن فـي عام . ويــضــيــف: «لا شــــيء يــردعــهــا عن 2006 ارتــكــاب المـزيـد مـن المــجــازر بحق المدنيي الآمني». ويـشـرح لــ«الـشـرق الأوســـط» أنــه قبل الـــهـــجـــوم الــــواســــع الـــــذي شــنــتــه إســرائــيــل ســبــتــمــبــر، «قـــامـــت 23 نـــهـــار الاثــــنــــن فــــي إسرائيل على مدى يومي بهجمات على مناطق قريبة من الغازية، فأحسّ سكان الـبـلـدة بالخطر الــقــادم، ومــع صـبـاح يوم الاثـــنـــن وبــــدء الـــعـــدوان المـــوســـع، وقـصـف داخــــل الــبــلــدة، نـــزح عـــدد كـبـيـر مــن سكان البلدة إلى منطقة شمال الأولي، خوفاً من ارتكاب إسرائيل مجازر بحق المدنيي، لا سيما أن للغازية جرحاً لم يندمل منذ عام .»2006 ، احــتــضــنــت الــغــازيــة 2006 فـــي عــــام الآلاف مـــــن الـــــنـــــازحـــــن مـــــن قـــــــرى صــــور والـــنـــبـــطـــيـــة، وارتـــكـــبـــت فــيــهــا مـــجـــزرتـــان؛ أغسطس (آب) آنذاك، والثانية 7 الأولى في في اليوم التالي في أثناء تشييع ضحايا المـــــجـــــزرة الأولـــــــــى، وأســـــفـــــرت عــــن مــصــرع ثلاثي مواطناً بينهم نازحون من مدينة صور. يـتـذكـر عــدنــان غـــدار لـحـظـات «الـغـدر الإســرائــيــلــي»، كـمـا يـصـفـهـا، حــن أغـــارت الــــطــــائــــرات الـــحـــربـــيـــة الإســـرائـــيـــلـــيـــة عـلـى المـــشـــيـــعـــن الــــذيــــن كــــانــــوا يــــشــــاركــــون فـي مـواطـنـ مـن الـبـلـدة قـضـوا في 16 تشييع . واستمرت 2006 المجزرة الإسرائيلية عام الاعــــــــتــــــــداءات وقــــطــــع الــــطــــرقــــات وضـــــرب الجسور حتى خــرج معظم سكان البلدة من أهالٍ ونازحي في الأسبوع الأخير من .2006 حرب الآن، يـخـتـلـف المــشــهــد. تــبــدو الـبـلـدة ألفاً، خالية 15 التي كان يسكنها أكثر من مـن الـسـكـان. فــرغ الجسر الرئيسي الـذي يــصــل إلــيــهــا مـــن الـــطـــريـــق الـــبـــحـــري فــوق الأوتــوســتــراد، مـن المـــارة والــســيــارات. أما الشوارع الداخلية، فقد بدت شبه خالية. يقول محمد خليفة: «في هذه الحرب، كـان يوجد فـي الغازية عـشـرات العائلات النازحة مـن قـرى الشريط الـحـدودي منذ شــــهــــراً، ومـــــع بـــــدء الـــتـــصـــعـــيـــد، تـلـقـت 11 ســوبــرمــاركــت فـــي وســــط الــبــلــدة تـحـذيـراً بــــالإخــــ ء فــــــوراً، فـــغـــادر مــعــظــم الــســكــان، وبـالـفـعـل بـعـد سـاعـتـن انــهــالــت الــغــارات على السوبرماركت والبلدة». وتـــقـــع بـــلـــدة الـــغـــازيـــة جـــنـــوب مـديـنـة صـــــيـــــدا، وتـــــجـــــاورهـــــا مــــغــــدوشــــة وزيــــتــــا وقناريت من الشرق، وقـرى الزهراني من الجنوب. تعرضت الـقـرى المحيطة لوابل مـن القصف العنيف، لا سيما الـزهـرانـي والعاقبية والبيسارية، وصـولاً إلى زيتا وبنعفول وعـنـقـون، وتـحـت ضغط الـنـار، هـــجـــرهـــا مـــعـــظـــم ســـكـــانـــهـــا ونـــــزحـــــوا إلـــى مناطق أكثر أماناً. أكتوبر (تشرين الأول)، 7 بعد حـرب واشـــتـــداد الـتـوتـر عـلـى الــقــرى الـحـدوديـة، نزحت عشرات العائلات من قـرى كفركلا والعديسة وبليدا وميّس الجبل نحو بلدة الـغـازيـة، ومنهم مـن استأجر مـنـازل على نفقته الخاصة، ومنهم من التحق بمركز إيـــــواء فـــي مـنـطـقـة الـــزهـــرانـــي، وقــــدر عــدد نازح. ومع 3000 النازحي نحو الغازية بـ بـــدايـــة الـتـصـعـيـد، اضــطــر الـــنـــازحـــون إلـى النزوح مرة أخرى باتجاه شمال الأولي. تـــروي رنـــا غـــدار لـــ«الــشــرق الأوســـط» ، بحيث 2006 مراحل تطور حرب تموز عام لم تتعرض البلدة للاعتداء بشكل مباشر، بـل كــان على أطـــراف الـبـلـدة، واستقطبت الـبـلـدة الــعــشــرات مــن الــعــائــ ت الـنـازحـة. وقـارنـت غـــدار هــذه الـحـرب الــدائــرة حالياً يوماً، لافتة إلى أن هذه الحرب 33 بحرب الـ أقـــســـى مـــن حــيــث الـــضـــربـــات والــهــجــمــات الـــجـــويـــة، والـــقـــصـــف طــــال أحـــيـــاء سكنية بشكل مباشر، مما دفـع بالسكان لإخلاء .2006 البلدة خوفاً من تكرار مجزرتي بيروت: «الشرق الأوسط» الشوارع الداخلية لبلدة الغازية خالية من السكان ولم تبقَ فيها إلا آثار الغارات الجوية الإسرائيلية (الشرق الأوسط)

RkJQdWJsaXNoZXIy MTI5OTky