issue16759

OPINION الرأي 12 Issue 16759 - العدد Wednesday - 2024/10/16 الأربعاء وكيل التوزيع وكيل الاشتراكات الوكيل الإعلاني المكـــــــاتــب المقر الرئيسي 10th Floor Building7 Chiswick Business Park 566 Chiswick High Road London W4 5YG United Kingdom Tel: +4420 78318181 Fax: +4420 78312310 www.aawsat.com [email protected] المركز الرئيسي: ٢٢٣٠٤ : ص.ب ١١٤٩٥ الرياض +9661121128000 : هاتف +966114429555 : فاكس بريد الكتروني: [email protected] موقع الكتروني: www.arabmediaco.com هاتف مجاني: 800-2440076 المركز الرئيسي: ٦٢١١٦ : ص.ب ١١٥٨٥ الرياض +966112128000 : هاتف +9661٢١٢١٧٧٤ : فاكس بريد الكتروني: [email protected] موقع الكتروني: saudi-disribution.com وكيل التوزيع فى الإمارات: شركة الامارات للطباعة والنشر الريـــــاض Riyadh +9661 12128000 +9661 14401440 الكويت Kuwait +965 2997799 +965 2997800 الرباط Rabat +212 37262616 +212 37260300 جدة Jeddah +9661 26511333 +9661 26576159 دبي Dubai +9714 3916500 +9714 3918353 واشنطن Washington DC +1 2026628825 +1 2026628823 المدينة المنورة Madina +9664 8340271 +9664 8396618 القاهرة Cairo +202 37492996 +202 37492884 بيروت Beirut +9611 549002 +9611 549001 الدمام Dammam +96613 8353838 +96613 8354918 الخرطوم Khartoum +2491 83778301 +2491 83785987 عمــــان Amman +9626 5539409 +9626 5537103 صحيفة العرب الأولى تشكر أصحاب الدعوات الصحافية الموجهة إليها وتعلمهم بأنها وحدها المسؤولة عن تغطية تكاليف الرحلة كاملة لمحرريها وكتابها ومراسليها ومصوريها، راجية منهم عدم تقديم أي هدايا لهم، فخير هدية هي تزويد فريقها الصحافي بالمعلومات الوافية لتأدية مهمته بأمانة وموضوعية. Advertising: Saudi Research and Media Group KSA +966 11 2940500 UAE +971 4 3916500 Email: [email protected] srmg.com في ما خصّ «الدفاع عن لبنان»! ربّـمـا جــاز وصــف الـخـاف بـ مدرستين فكريّتين رائجتين بأنّه نابع من تعيين الأسباب وطرق تأويلها. فهناك مدرسة ترى أنّ الأسباب تلك إنّما هي أحـداثٌ ووقائع بعينها، من غير نفي خلفيّات نفسيّة أو اقتصاديّة أو غير ذلك. فاليابان مثلً كانت لديها طموحات توسّعيّة وعــســكــريّــة فـــي أربــعــيــنــات الـــقـــرن المـــاضـــي، إلاّ أنّ عمليّة بيرل هاربر هي التي تفسّر الحرب بـيـنـهـا وبـــ الـــولايـــات المـــتّـــحـــدة. أمّــــا المــدرســة الأخـــــــرى فــتــســتــعــ ، فــــي عـــرضـــهـــا الأســــبــــاب، بماهيّات جوهريّة لا مفرّ منها. فبما أنّ اليابان تـوسّـعـيّـة، تبعاً للمدرسة هـــذه، كــان لا بــدّ من اندلاع الحرب، أكان ببيرل هاربر أو من دونها. ولو لم تكن بيرل هاربر، لكان هناك حدث آخر يؤدّي إلى النتيجة ذاتها. والــــحــــال أنّ المــــدرســــة الـــثـــانـــيـــة، حـــتّـــى لو صـيـغـت أفـــكـــارهـــا صــيــاغــة عـلـمـانـيّـة أو حـتّـى إلـحـاديّـة، تبقى أسـيـرة تـأويـل مـصـدرُه الأبعد هـو الـديـن. ذاك أنّ أحـــداث العالم نتاج إرادات لا رادّ لها، أكانت خيّرةً يقف وراءهــا الخالق، أو شـــــرّيـــــرةً يـــقـــف وراءهـــــــــا الـــشـــيـــطـــان. وهــــذا فـــي مـقـابــل تـعـويــل المـــدرســـة الأولـــــى عـلـى دور المــبــادرة الإنسانيّة وقـدرتـهـا على الـتـدخّـل في النتائج وفي تعديلها، ومن ثمّ إيكال دور أكبر للسياسة والديبلوماسيّة والموقف، وبالتالي لمسؤوليّات البشر عن أفعالهم. ومن ينظر في الحجّتين الأكثر تداولاً في ما خصّ «الدفاع عن لبنان»، يقع على تأثيرات هاتين المدرستين عليهما وعلى نهج أتباعهما في التفكير. فـــالمـــدافـــعـــون عــــن المـــقـــاومـــة بــوصــفــهــا مـا يحمي لبنان يسندون حجّتهم إلى أنّ إسرائيل دولـــة تـوسّـعـيّـة وعــدوانـــيّــة، ولا بـــدّ أن تعتدي على لبنان، إن لم يكن اليوم فغداً. ومـــــــن دون الـــتـــقـــلـــيـــل مــــــن اســـــتـــــعـــــدادات إســرائــيــل الـــعـــدوانـــيّـــة، يـسـتـبـعـد الـــتـــأويـــلُ هـذا الأحداثَ والتجارب الملموسة لمصلحة الماهيّات المــفــتــرضــة، عـلـى مـــا تــوحــي بـــه نــظــريّــة «الــشــرّ المطلق» الإيرانيّة. هكذا مثلً لا يُشار إلى هدنة والتي افتتحت حقبة هادئة 1949 رودس في امـتـدّت حتّى أواخـــر الستينات، ولا يُـشـار إلى أنّ الـعـمـلـيّـات الفلسطينيّة المـسـلّـحـة انـطـاقـ من الحدود اللبنانيّة، ولا سيّما بعد اتّفاقيّة ، هي التي تـأدّى عنها الغزو 1969 القاهرة في ثمّ الغزو الكبير 1978 الإسرائيليّ الصغير في ، كما لا يُـشـار إلــى أنّ خطف جنديّن 1982 فـي إســرائــيــلــيّــ ، وكــــان قــد انـقـضـى ســـتّ سـنـوات 2006 على التحرير، هو الذي أفضى إلى حرب ودمـــارهـــا، أو أنّ «حــــرب الإســـنـــاد والمـشـاغـلـة» الحاليّة هي التي تسبّبت وتتسبّب بالكوارث الحاليّة. بمعنى آخر، لا توجد أسباب حدثيّة وراء مـا يجري فـي العالم، بـل توجد فحسب نوايا ومــطــامــع تستعصي عـلـى الـتـأثـيـر والتغيير واحـــتـــمـــالات الـــتـــدخّـــل، فـيـمـا الــتــدخّــل الـوحـيـد المتاح في تعاطينا مع أقدار محتومة هو فناء الــــذات أو إفــنــاء الآخــــر. وقــبــل يــومــ فحسب، عشنا عيّنة مصغّرة عـن اشتغال هـذا الوعي: فـقـد شُــنّــت غــــارة إسـرائـيـلـيّـة عـلـى قــريــة أيطو المــارونــيّــة فــي شـمـال لـبـنـان أســفــرت عــن مقتل شخصاً. لكنّ الإعــام الممانع رفـض الإقـرار 22 بأن نزوح أحد كوادر «حزب الله»، المدعوّ أحمد فقيه، إلى أيطو، هو ما جلب عليها هذا الويل. ذاك أنّ الشرّ الإسرائيليّ لا بدّ أن يستهدف تلك القرية، بأحمد فقيه أو من دونه. وكما يُستبعد الحدث يُستبعد التأمّل في النتائج التي يُفترض، على ضوئها، أن تُحاكَم الأعــــمــــال، مـــن مــــوت ودمــــــار، إلــــى تــفــتّــت أهــلــيّ متزايد، إلى خسارة لبنان أصدقاءه المؤثّرين، ســيــاســيّــ أو اقـــتـــصـــاديّـــ ، فـــي الــعــالــم الــعــربــيّ والعالم، إلى توسّع رقعة النفوذ الإيرانيّ التي تـتـكـاثـر الــتــقــديــرات بــأنّــه بـــات مــصــدر الـقـيـادة البديلة لـ «حزب الله». وهنا أيضاً، وبدل نقاش النتائج، تنتصب تعويذة أخــرى عـن الأكـاف التي لا بـدّ منها لبلوغ التحرّر الوطنيّ، علماً بأنّ الأكلف الباهظة التي يدفعها اللبنانيّون هـي الطريق إلــى بلوغهم عـالمـ أقـــلّ تـحـرّراً بل قياس، وفي الآن نفسه أقلّ ازدهاراً وأقلّ وحدة داخليّة. كـذلـك تُستبعد المــقــارنــة، كـــلّ مـقـارنـة، فل يـــقـــال مـــثـــاً إنّ الــحــمــايــة الـــتـــي كــــان فـــي وســع أن توفّرها، وهي 1983 ) مايو (أيّار 17 معاهدة المــعــاهــدة الـتـي تــعــرّضــت، ولا تــــزال، للتشهير والـــتـــخـــويـــن، تـــفـــوق بــمــايــ المـــــــرّات الـحـمـايـة المزعومة التي توفّرها لنا اليوم مقاومة «حزب الـــلـــه». كـمـا لا يــقــال أنّ مـصـر والأردن الـلـذيـن تربطهما معاهدتا سـام بالدولة العبريّة لم تُحتلّ أرضـهـمـا، ولــم تعتدِ عليهما إسرائيل، وهــــمــــا عـــلـــى حــــــال لا تُـــــقـــــارن بـــــأحـــــوال لــبــنــان وســـوريّـــا الـلـذيـن رفـضـا الـصـلـح والـــســـام. ولا يقال كذلك أنّ إسرائيل سلّمت إلى مصر طابا، في جزيرة سيناء، عملً بقرار هيئة التحكيم .1988 الدوليّة في وحــــ يـــمـــوت الـــنـــاس فــــدى لـــنـــظـــريّـــات لا تفسّر العالم بالأحداث، ولا تحاكم الأفعال بناء على النتائج، كما لا تقارن بين حالات متفاوتة فــي بـواعـثـهـا ومـتـفـاوتـة تـالـيـ فــي حصائلها، نكون أمام لحظة تجمع الزيف إلى ما نشهده مـــن قــتــل وتـــدمـــيـــر. والـــزيـــف هــــذا قـــد يــعــبّــر عن وعي مُخرّب وهـرِم، لكنّه بالتأكيد ينتهي إلى أكـاذيــب صريحة تمتهن العقل ولا تحمي إلاّ تجهيل المواطنين وتطفيلهم. لا توجد أسبابحدثيّة وراء ما يجري في العالم بل توجد نوايا ومطامع تستعصي على التأثير والتغيير حازم صاغيّة حتى آخر لبناني! لا شيء سياسي عقلني بخطاب نائب الأمين العام لـ«حزب الله» نعيم قاسم التلفزيوني الثالث، سـبـتـمـبـر (أيــــلــــول) المــــاضــــي، بـــل ارتـــبـــاك 27 ومـــنـــذ ومحاولة دعائية للقول إن الحزب لا يزال قادراً على المـواجـهـة، وإمـعـان فـي جـرّ لبنان إلـى حـرب لا قـدرة له عليها. وكذلك ترديد لأخطاء مكررة، منذ زمان صدام حـسـ ، مـثـل قـولـه إنـــه «لـــولا أمـيـركـا لمــا استطاعت إســـرائـــيـــل فــعــل مـــا تـفـعـلـه الآن»، ولـــذلـــك سينتهي الحزب مكرراً نفس مقولة حسن نصر الله الشهيرة : «عـلـى مـن يحب لبنان إيقاف 2006 فـي حــرب عــام هذه الحرب»! يـردد قاسم ما يــردده، ولبنان على شفا كارثة نـــــزوح، وهـــنـــاك خـشـيـة حقيقية مـــن تـأجـيـج صـــراع طائفي مع تدفق النازحين لمناطقسكانية ذات علقة بطوائف مختلفة، وهو ما حدا ببعض المناطق إلى توزيع منشورات تحذّر بضرورة التعرف على الجار الجديد. وبـحـسـب مــا نـشـرتـه «رويـــتـــرز» بـــالأمـــس، فإنه بينما يرفض بعض المـاك إيـواء النازحين؛ «يرسل مـــاك إخـــطـــارات لمـسـتـأجـريـهـم تـحـثّـهـم عـلـى معرفة جيرانهم»، والحدّ من الزيارات «للحفاظ على سلمة الجميع». وتــقــول الـوكـالـة إن عمليات الــنــزوح الجماعي والتوتر المتزايد بين السكان أعادت إلى أذهان بعض اللبنانيين ذكـريـات غير مـرغـوب فيها عـن «انهيار الـدولـة والاستيلء الجماعي على المساكن، اللذين حدثا أثناء الحرب الأهلية». هـذا هـو واقــع لبنان الـيـوم، بينما يهدد قاسم ويـتـوعـد مــن مـخـبـئـه، ويـشـكـر إيــــران الــتــي بــدورهــا تحت ضغط انتظار الردّ الإسرائيلي، ويكرر دعاية أن الـــحـــزب اســـتـــعـــاد قـــوتـــه، ثـــم يـــقـــول إنـــهـــم أقـــويـــاء بـ«حركة أمل»، مستنداً على مَن وصفه مِن قبل بالأخ الأكبر، نبيه بري. ويـقـول قـاسـم: «مـنـذ أســبــوع، وإلـــى الآن، قررنا معادلة جديدة اسمها معادلة إيلم العدوّ، وستصل الـــصـــواريـــخ إلــــى حـيـفـا وإلـــــى مـــا بــعــد بــعــد حـيـفـا»، مضيفاً أن «مهمة المقاومة أن تلحق الجيش وتقوم بعمليات ضده في أي مكان يتقدم إليه». وزاد: «بما أن العدوّ استهدف كل لبنان، فلنا الحق، من موقع دفاعي، أن نستهدف أي نقطة في كيان العدو»، وقال: «نحن أمام وحش هائج لا يتحمل أن تمنعه المقاومة من تحقيق أهدافه، وأبشركم نحن من سيمسك رسنه ونعيده إلى الحظيرة». والحقيقة أنــه بـمـقـدور «حـــزب الـلـه» استهداف إســرائــيــل بــصــواريــخ ومــســـيّــرات، حـتـى قـتـل جـنـود، لكن ليس بمقدور الحزب صدّ الوحشية الإسرائيلية المـــضـــادة، وهـــو مـــا سـيـحـرق لــبــنــان، ويـنـكـل بـأهـلـه، ويهدد كيان لبنان كله، مثل ما حدث في غزة. أكـتـوبـر 7 اسـتـطـاعـت «حـــمـــاس» تنفيذ عملية ، وقـــيـــل مـــا قــيــل عـــن الــخــرق 2023 ) (تـــشـــريـــن الأول التاريخي الذي حدث لإسرائيل، لكن باقي التفاصيل مــعــروفــة، حـيـث الـــدمـــار، والــقــتــل، الـــلـــذان حـــاّ بـغـزة وأهلها، وهذا ما لا تعيه الميليشيات عموماً بالمنطقة. هـــذه الـــحـــروب، ســـواء بـغـزة أو لـبـنـان، مختلفة تــمــامــ عــمــا سـبـقـهـا، ســــواء الـــحـــروب الأربـــــع بــغــزة، بلبنان، الـتـي خلّفت قـرابـة ألف 2006 أو حــرب عــام ومائتي قتيل، بينما الحرب في لبنان ضحاياها إلى آلاف قتيل، وفوق مليون نازح لبناني. 3 الآن أكثر من لذلك، خطاب قاسم الأخير انتحاري، ومرتبك، ولـعـبـة حـافـة هــاويــة مـعـروفـة الــعــواقــب. ويـعـنـي أن إيران والحزب قرّرا خوض المعركة حتى آخر لبناني. خطاب نعيم قاسم الأخير انتحاري ومرتبك... ولعبة حافة هاوية معروفة العواقب طارق الحميد الأمير في مصر... تنمية وإخمادٌ للحرائق تمثّل زيـارة الأمير محمد بن سلمان إلى مصر، تتويجاً لمساعي السعودية ودول الاعتدال في الإقليم بغية إخماد الحرائق. عـاوة على العلقات المصرية - السعودية العريقة، فإن الرؤى حول ضرورة إيجاد حـــل تـجـعـل المــنــطــقــة أكـــثـــر أمــــانــــ . الأمـــيـــر لـــديـــه رؤيـــة يريد للدول العربية والإسلمية أن تستلهمها أو أن تستفيد مـنـهـا، أو عـلـى الأقـــل أن تـواكـبـهـا. والــزيــارة تــأتــي بـتـوقـيـت صــعــب، فـثـمـة تــهــديــدات لـلـمـاحـة في الــبــحــر الأحـــمـــر مـــن قــبــل المـــتـــمـــرديـــن، ومـــشـــكـــات في القرصنة، ومعضلة السودان، والإشكالات بين مصر وإثيوبيا. أما المشكل السياسي الأبرز فهو ما يجري بـــ «حــــمــــاس» و«حــــــزب الـــلـــه» مـــع إســـرائـــيـــل، مـــآسٍ إنسانية كبيرة في تقديري أن حلها سيكون مفيداً من أجل إقليم أكثر نمواً وأقل توتراً. لا يبدو أن حـل قصّة غــزة ستكون سريعة. ثمة تحديات من قبل الطرفين؛ الإسرائيلي لديه شروطه و«حماس» لديها شروطها، وحين يتناطح الطرفان بـتـعـنّـت فــــإن الـــوصـــول إلــــى حـــل يــحــتــاج إلــــى جــهــودٍ حـثـيـثـة. تـمـسّـكـت الــســعــوديــة فـــي كـــل بـيـانـاتـهـا على ركـيـزةٍ أساسية وهــي حـل الـدولـتـ ، ودعــم المـبـادرات الحيوية التي تقوم بها مصر مـع دول عربية ودعـم دولـــي، وكـذلـك أكـــدت مـوضـوع المـسـاعـدات الإنسانية الضرورية، وكانت مقدامة في هذا المجال، وضغطت عــلــى الـــــدول الــغــربــيــة مـــن أجــــل الــحــفــاظ عــلــى حـقـوق الفلسطينيين وأراضـــيـــهـــم. ومـــا كـــان مـلـف فلسطين غائباً عـن المـبـاحـثـات الـسـعـوديـة الـكـبـرى فـي الـداخـل والـــخـــارج، فـهـي قضية مــركــزيــة، وكـــان يمكن إيـجـاد حــلــول لـــو أن المـــفـــاوضـــات والــــحــــوارات اســتــمــرّت بين الفلسطينيين والإسـرائـيـلـيـ حتى يصلوا إلــى حلّ مُـرضٍ للطرفين؛ حتى ترتاح المنطقة وتنهض الدول بـرؤاهـا، وتنمي شعوبها، وتـزيـد مـن مسار التعليم والطبابة والأمن. مــــوضــــوع لـــبـــنـــان يـــشـــكّـــل صــــداعــــ لــلــجــمــيــع فـي الإقـلـيـم والـعـالـم. بلد تركيبته لا مثيل لها بالعالم، وكــــل حــــزبٍ يــنــافــي الآخـــــر، وثــمــة تـــنـــافٍ وتـــنـــازع بين الأطـــــراف والـــتـــيـــارات. والآن يــمــرّ بـأصـعـب مـحـنـه في تاريخه، حرب ليست كالحروب، جمعت بين التطوّر العسكري الهائل لإسرائيل، والضمور العالي لـ«حزب الله» الذي يستخدم ضد إسرائيل أسلحة ولّى زمنها تـعـود إلــى غياهب الـتـاريـخ، مـجـرد صـواريـخ تضرب فـي كـل اتـجـاه، بينما استطاعت إسـرائـيـل أن تتفوّق تكنولوجياً وعسكرياً، وحـرب «البياجر» والاختراق الاستخباري الهائل أكبر مثال، وما كانت كلمة نائب الأمـــــ الـــعـــام لــلــحــزب نـعـيـم قـــاســـم الأخـــيـــرة متجهة نـحـو الـــحـــل، وإنـــمـــا صــبّــت الـــزيـــت عـلـى الـــنـــار، وهـــذه المـعـركـة كلّفت دمـــاراً مـهـولاً على اللبنانيين جميعاً، والإسرائيليون بعملهم هـذا يـريـدون صناعة تغيير ديموغرافي، فرأينا ضرباتٍ على زغرتا التي اختبأ فـيـهـا قــــادة وعـنـاصــر مــن «حــــزب الــلــه» وهـــي مناطق مسيحية فـي الـشـمـال، وهــم خـــارج معادلة الـحـرب لا ناقة لهم في الحرب ولا جمل، ولكن قادة «حزب الله» لجأ كبارهم إلى إيـران، وبعضهم في مناطق سوريا والبعض على الحدود السورية أو المناطق المسيحية، وذلك بغية توريط إسرائيل أمام العالم. الأمــــر جــلــل، ولـــذلـــك فـــإن زيـــــارة الأمـــيـــر تــعــزز من خـــطـــاب الــحــكــمــة فــــي الإقـــلـــيـــم. هـــــذه المــــغــــامــــرات غـيـر المـحـسـوبـة تـشـكّـل تــهــديــداً عـلـى مـسـتـويـ ؛ أولـهـمـا: الأمـــنـــي، حـيـث الـــنـــزوح الـكـثـيـف فــي لـبـنـان، وسمعنا مؤتمر وزيــر الداخلية اللبناني الــذي يـحـذّر فيه من الــســطــو والاعــــتــــداء عــلــى المــمــتــلــكــات، أو المــؤســســات. ثــانــيــهــمــا: اقـــتـــصـــادي وســـيـــاســـي، الــســعــوديــة ودول الـخـلـيـج تــريــد مـــمـــرات بــريــة وأمــنــيــة آمـــنـــة، ولا تـريـد لهذا التمرد في البحار أن يصل إلى عصب الاقتصاد الـــحـــيـــوي الـــــذي تــــقــــوده. ســيــاســيــ لا بـــد مـــن الـــعـــودة لـخـطـاب الـعـقـل والـــحـــوار، وأن تتجه الأمــــور لموقعها الدبلوماسي لا العسكري. الخلصة أن زيـــارة الأمـيـر لمصر تشكّل ضــرورة إقليمية لبناء تكامل سياسي حــول أزمـــات المنطقة، فالكوارث عديدة، والدول رسمت مستقبلها التنموي، ولا بـــد مـــن الــــوصــــول إلــــى حـــلـــول تــجــعــل مـــن إخــمــاد الحرائق أمراً ممكناً. زيارة ولي العهد السعودي إلى مصر تشكّلضرورة إقليمية لبناء تكاملسياسي حول أزمات المنطقة فهد سليمان الشقيران

RkJQdWJsaXNoZXIy MTI5OTky