issue16758

لمسات LAMASAT 21 Issue 16758 - العدد Tuesday - 2024/10/15 الثلاثاء 2025 تصاميم نسائية بعيدة عن «إملاءات المجتمع» لربيع وصيف البدلة تسترجع شخصيتها الذكورية كم تغيَرت صورة المرأة بين الأمس والــيــوم، وكــم زادت ثقتها ووضوحها فــــي مـــواجـــهـــة المـــجـــتـــمـــع. مـصـطـلـحـات مثل الجنس اللطيف والجنس الخشن أصــــبــــحــــت تـــــبـــــدو مــــــن الـــكـــلـــيـــشـــيـــهـــات الــقــديــمــة، فـــي ثـقـافـة الـــيـــوم وفـــي عـالـم الموضة على وجه الخصوص. صحيح أن المـرأة لم تصل بعد إلى تلك المرحلة التي تقرِر فيها مصيرها بالمطلق، إلا أنـهـا حالياً تعيش حياتها بعيداً عن إمـــــاءات المـجـتـمـع والـثـقـافـة الـذكـوريـة التي كبَلتها لقرون. فهذه كانت حتى منتصف الــقــرن المــاضــي، تـفـرض على شــريــحــة مـعـيـنـة الــعــيــش بـــازدواجـــيـــة، لتُخفي إما ميولاً شخصية، أو لفرض نفسها في وظائف وأعـمـال كـان يُنظر إليها أنها تقتصر على الرجل وحـده. الــدلــيــل؟ أديـــبـــات تَـخـفـ وراء أسـمـاء مـسـتـعـارة لـكـي يـتـم تقبُلهن ويُــؤخــذن عـلـى محمل الــجــد، مــن مــاريــان إيفانز الــتــي اشــتــهــرت بــاســم جـــــورج إلــيــوت، وأمـــانـــتـــ أورو لــوســيــل الـــتـــي تـخـفّـت وراء اســـــم جـــــــورج ســــانــــد وشــــارلــــوت بـرونـتـي الـتـي كـانـت تكتب تـحـت اسـم كـــوريـــل بــــل، وأخـــتـــهـــا إمــيــلــي بـرونـتـي وغيرهن كثيرات. شــــتــــان بــــ المــــاضــــي والـــحـــاضـــر، إذ تغيرت الـصـورة والثقافة على حد ســـواء، وهــو مـا التقطته مجموعة من المــصــمــمــ فــــي هـــــذا المــــوســــم بــــــدءاً مـن أنطوني فاكاريللو، مصمم دار «سان لوران» وإيرديم وماثيو بليزي مصمم دار «بوتيغا فينيتا»، الـذي استضاف إيمان خليفة بطلة الملكمة، وكأنه يريد أن يعيد لها اعتبارها لمـا تعرَضت له من تنمُر. وطبعاً لا يمكن عدم التطرق هـنـا لـجـيـورجـيـو أرمـــانـــي، المـايـسـتـرو الـــذي مـنـح المــــرأة أهـــم أداة لـتـدخـل بها عــالــم الـــرجـــل فـــي الـثـمـانـيـنـات، الـبـدلـة الــنــســائــيــة أو الـــتـــايـــور، الـــــذي لا يـــزال يطرحها في كل موسم بشكل ولون. «سان لوران» تستعيد إيف بــالــنــســبــة لأنـــطـــونـــي فــاكــاريــلــلــو، الـــــــــذي حــــقــــن هــــــــذه الــــقــــطــــعــــة بـــجُـــرعـــة عــالــيــة مـــن هـــرمـــون الــتــســتــوســتــيــرون للموسمين المقبلين، فإن العملية كانت طبيعية بحكم جينات الــدار التي قدّم فيها الراحل إيف سان لوران، إبداعات يـــخـــتـــلـــط فـــيـــهـــا الــــــذكــــــوري بـــالأنـــثـــوي بـــــأســـــلـــــوب كــــــــان ثــــــــــورة فــــــي عــــصــــره. فـــي الــســبــعــيــنــات مـــثـــا، وعـــنـــدمـــا قــدم «التوكسيدو» للمرأة، اعتبره الرجال غـــزواً لتصميم يخصهم. قـاومـوا لكي لا يـــخـــرج مـــن خـــزانـــتـــهـــم، إلا أن رغـبـة المـــــرأة فــيــه، غـلـبـت. فـقـد أضــفــى عليها قوة وأنوثة بعيدة عن الإثارة الحسِية، لــم تستشعرهما مــن قــبــل. هـــذه المـــرأة بـالـنـسـبـة لــفــاكــاريــلــلــو لـيـسـت عـــاديـــة. بالعكس هي ذات شخصية متناقضة ومــتــمــردة، تـمـيـل إلـــى خــض المـتـعـارف عليه. وحسب الدار «تميل إلى المخاطر وكــــــل مــــا يــمــنــحــهــا المـــتـــعـــة غـــيـــر آبــهــة بــآراء الغير» وهــذا ما ترجمه في هذه الــتــشــكــيــلــة، مـــن خــــال عــــدد هـــائـــل من الـــبـــدلات بـصـفـوف مـــزدوجـــة أو بصف أزرار واحــدة، وبأكتاف عريضة تلعب على الجانب الذكوري للمرأة. والحقيقة أنها لم تكن سوى مرآة تعكس صورة إيف نفسه، بالنظر إلى ألـوانـهـا وقصاتها والـنـظـارات الطبية ذات الإطارات السميكة وربطات العنق، الــتــي ظــهــرت بـهـا الـــعـــارضـــات، إضـافـة إلـــى شـعـرهـن المـصـفـوف إلـــى الــــوراء أو المنسدل على الأكتاف. كان واضحاً أن المصمم لم يستلهم مـــن نـــســـاء احــتــضــن الـــبـــدلـــة الــرجــالــيــة والــــتــــوكــــســــيــــدو مـــــن مـــثـــيـــات مـــارلـــ ديتريش أو كاثرين هيبورن وغيرهما، بـل مـن صــورة إيـف سـان لـــوران نفسه. أفليس هـذا الأخير من قـال: «أنـا امـرأة ســـان لــــــوران؟». الـتـقـط فـاكـاريـلـلـو هـذا الــــتــــصــــريــــح ولــــعــــب عـــلـــيـــه بـــأريـــحـــيـــة. اســتــحــضــر أســـلـــوبـــه الــــخــــاص وجــعــل كل عارضة تبدو وكأنها بطلة تمسك بزمام أمور حياتها وفي الوقت تُذكرنا في كل كل جُزئية بالراحل إيف. بيد أنه في قوة هذه الصورة التي رسمها فاكاريللو يكمن ضُعفها أيضاً. جرعتها القوية لا تناسب كل امـرأة أو مناسبة. وهذا ما أكده ماثيو بليزي، مصمم دار «بوتيغا فنيتا» الإيطالية الـــذي قــدم لها هـو الآخـــر مجموعة من البدلات الرجالية. رغم أنها أخف قوة، فإنه علَق أنها خاصة بتلك المناسبات الخاصة جداً، التي ترغب فيها المرأة أن تكشف عن جانبها الجريء. فاكاريللو وافـقـه الـــرأي رغـم أنـه لم يُــــعــــبِــــر عـــنـــه عــــانــــيــــة، وذلــــــــك بــطــرحــه مجموعة مــوازيــة رسـمـهـا ببوهيمية، هي أيضاً تُمثِلجانباً منعالم إيفسان لــــوران وعـشـقـه لألــــوان مـديـنـة مــراكــش. تـــــنـــــورات قـــصـــيـــرة وأخــــــــرى بـكـشـاكـش وأقــمــشــة جـــاكـــار مـــطـــرزة كـلـهـا بـــألـــوان تستمد نكهتها من التوابل الدافئة. إيرديم... قصة قديمة جديدة إيـــــرديـــــم مـــصـــمـــم عــــودنــــا عـــلـــى أن يـــســـرد لــنــا قـصـصـ وحــكــايــا مقتبسة من التاريخ يُلوِنها بالورود ويطرزها بشتى التفاصيل التي تزيد من إثارتها وتجعلها واقعاً حالماً. لعب هو الآخر على 2025 في تشكيلته لربيع وصيف الازدواجــيــة بـ الــذكــورة والأنــوثــة من خــال تــايــورات مفصلة بنعومة، وفـــســـاتـــ تـــتـــداخـــل فــيــهــا الـــرقـــة بالصرامة. مصدر إلهامه مختلف. يـــشـــرح لــنــا فـــي بــيــانــه الـصـحـافـي أنـــه استلهمها مــن «بــئــر الــوحــدة» للكاتبة The well of Loneliness رادكـلـيـف هـــول. روايــــة تحكي قصة امــــرأة عـاشـت كـرجـل طـــوال حياتها. تلبس ملبسه وتتصرف مثله. أتقنت دورها وتعايشت مع وضعها إلى حد أنه لا أحد كشف أمرها. إيرديم لم يكتف بالإيحاءات التي فصَلها وطـرزهـا للعصر الحديث، بل كتب أيضاً عنوان الرواية على حاشية أكـمـام الـبـدلـة. قــال إن مـن بـ الأشـيـاء التي حفَزت فضوله وعلقت في ذهنه بــعــد قـــــراءة الــــروايــــة أن الـبـطـلـة كـانـت تُـفـصـل بـدلاتـهـا فــي شـــارع سـافـيـل رو الشهير بالتفصيل الإنـجـلـيـزي، الأمـر الذي جعله يستعين بالخياط المعروف إدوارد ســـيـــكـــســـتـــون لـــلـــتـــأكـــد مـــــن أن البدلات مفصلة على أحسن وجه. ومع ذلك لم يتقيد إيرديم تماماً بالأسلوب الـقـديـم الــــذي صــورتــه الـــروايـــة. طعَمه بخفة، منحته نعومة. ، فإنه لم 1928 ولأن الرواية نشرتفي ينس أن هذه الفترة شهدت بداية تحرر المرأة من بعضالقيود مثل الكورسيهات وظهور تصاميم أكثر اتساعاً تمنحها حرية أكبر للحركة والتعبير عن نفسها، لــهــذا جــــاءت الـفـسـاتـ تستحضر تلك الحقبة بخصورها المنخفضة وألوانها الهادئة وتطريزاتها التي تجعلها تبدو مثل لوحات مائية تتماوج مع أيخطوة ًوحركة. جيورجيو أرماني يرسم مستقبلاً مثاليا إذا كــــان إيــــف ســــان لــــــوران أهـــدى المـــــــرأة الـــتـــوكـــســـيـــدو، فـــــإن جــيــورجــيــو أرماني هو من أهداها بدلة العمل. كان ذلــك فـي سبعينات وثمانينات القرن المـاضـي عندما اقتحمت أمـاكـن العمل لأول مـرة لتتبوأ مناصب مهمة كانت حكراً على الرجل. ، قـــدَمـــهـــا 2025 لـــربـــيـــع وصــــيــــف بـأسـلـوب قــديــم جــديــد، بمعنى أنـــه لم يُخضعها لتغيير جــــذري. فـالـصـورة الرمزية لعارضة مرتدية بدلة رجالية مــــع ربـــطـــة عـــنـــق تــــكــــرَرت فــــي الـــعـــرض لتجسد قوة الأنوثة لأنها «خلصة ما تم إنـجـازه من قبل، وفـي الوقت نفسه إعلن صريح لما سيأتي» حسب البيان الذي تم توزيعه. وحتى إذا لـم تعتمد المـــرأة البدلة بـــشـــكـــلـــهـــا الـــــرجـــــالـــــي الـــــخـــــالـــــص، فــــإن ربــطــة الــعــنــق، تُـدخـلـهـا عـــالمـــه، وتـؤكـد المـــســـاواة بـــ الـجـنـسـ . وهــــذا يعني أيـضـا أنـهـا قــد تـكـون إحـــدى صيحات المــوضــة المــهــمــة، إذ بـإمـكـانـهـا وحـدهـا أن تُـــضـــيـــف بـــعـــض الــــشــــقــــاوة و«خـــفـــة الــــروح» عـلـى الـسـتـرات المـفـصـلـة والــســراويــل الــــــفــــــضــــــفــــــاضــــــة أو سـراويـل «الحريم» أو ركــــــــوب الــخــيــل وغـــــيـــــرهـــــا حـــســـب المصمم المخضرم. لندن: جميلة حلفيشي عارضات «سان لوران»... استحضار صورة إيف نفسه (سان لوران) في تشكيلة «إيرديم» اجتمع الذكوري بلمسات أنثوية خفيفة تتجلى أحياناً في الورود والتطريزات (إيرديم) منذ أنطرح إيف التوكسيدو والمرأة تتمسك بالأسلوب الذكوري لما يمنحها من أنوثة لا تثير الغرائز (سان لوران) كانت البدلة في الثمانينات أداة استعملتها المرأة لفرضنفسها في عالم المال والأعمال... الآن هي وسيلة لفرض شخصيتها وثقتها بنفسها استعان إيرديم بخياط في «سافيل رو» للتأكد من كل التفاصيل الدقيقة (إيرديم) جيورجيو أرماني كان من أدخل البدلة عالم المرأة اليومي تزامناً مع اقتحامها عالم الرجل في العمل (إمبوريو أرماني)

RkJQdWJsaXNoZXIy MTI5OTky