issue16757

أعـلـنـت الـــولايـــات المـتـحـدة أنـهـا ستقوم بــــإرســــال بـــطـــاريـــة مـــن نـــظـــام الــــدفــــاع الــجــوي «ثـــاد» إلــى إسـرائـيـل، بـالإضـافـة إلــى الجنود اللازمين لتشغيلها، حسبما ذكر البنتاغون، يــوم الأحـــد، رغــم تـحـذيـرات إيـــران لواشنطن بـضـرورة إبقاء الـقـوات العسكرية الأميركية خارج إسرائيل. وقال المتحدث باسم الوزارة، بات رايدر، في بيان، إنه بتوجيه من الرئيس الأميركي جـو بـايـدن، سمح وزيــر الـدفـاع لويد أوسـن بــنــشــر بـــطـــاريـــة صــــواريــــخ مـــن طـــــراز «ثـــــاد - » والــــطــــاقــــم الـــعـــســـكـــري الأمـــيـــركـــي THAAD الـــــخـــــاص بـــهـــا فـــــي إســـــرائـــــيـــــل، مـــوضـــحـــا أن النظام سيساعد في تعزيز الدفاعات الجوية لإسرائيل بعد هجمات إيــران غير المسبوقة أبريل (نيسان)، ومجدداً 13 ضد إسرائيل في في الأول من أكتوبر (تشرين الأول). وقــبــل مــغــادرتــه فــلــوريــدا، قـــال الـرئـيـس الأميركي جو بايدن في حديث للصحافيين، إنـــه وافــــق عـلـى نـشـر المـنـظـومـة «لــلــدفــاع عن إسرائيل». وقال رايدر، في بيانه، إن النشر «يؤكد الالـــتـــزام الـثـابـت لــلــولايــات المـتـحـدة بـالـدفـاع عـــــن إســـــرائـــــيـــــل، والــــــدفــــــاع عـــــن الأمـــيـــركـــيـــ فـــي إســـرائـــيـــل، مـــن أي هــجــمــات صــاروخــيــة باليستية إضافية من إيران». لم يكن من الـواضـح على الفور من أين ســتــأتــي بـــطـــاريـــة «ثـــــــاد»، أو مــتــى سـتـصـل. وامـــتـــنـــع المـــتـــحـــدث الـــــدولـــــي بـــاســـم الــجــيــش الإســـرائـــيـــلـــي، المـــقـــدم نـــــاداف شـــوشـــانـــي، عن تقديم أي جدول زمني لوصولها، لكنه شكر الولايات المتحدة على دعمها. وذكـــــــرت «هـــيـــئـــة الـــبـــث الإســـرائـــيـــلـــيـــة»، الــــســــبــــت، أن «الـــــــولايـــــــات المــــتــــحــــدة سـتـنـقـل عـلـى الــفــور إلـــى إســرائــيــل بـطـاريـة مــن نظام الـــدفـــاع الــجــوي (ثــــاد) لاعـــتـــراض الـصـواريـخ الباليستية والتهديدات الجوية». يــــأتــــي ذلــــــك فـــــي الـــــوقـــــت الـــــــذي تـخـشـى فـيـه طــهــران مــن رد انـتـقـامـي عـلـى ضرباتها أكــتــوبــر 1 الـــصـــاروخـــيـــة ضـــد إســـرائـــيـــل فـــي (تــشــريــن الأول) الــحــالــي. وتَــــوَعّــــد نتنياهو بأن تدفع إيران «العدو اللدود» ثَمَن الهجوم الصاروخي. في وقـت سابق، انتقد وزيـر الخارجية الإيراني عباس عراقجي، الولايات المتحدة، لتسليمها كميات قياسية من الأسلحة إلى إســـرائـــيـــل. وحــــذر مـــن أن الــــولايــــات المـتـحـدة «تـــعـــرّض حــيــاة جــنــودهــا لـلـخـطـر مـــن خـ ل نشرهم لتشغيل أنظمة الصواريخ الأميركية في إسرائيل». وقــال عراقجي فـي مستهل زيـارتـه إلى بــــغــــداد، إن بـــــ ده بـــذلـــت «جــــهــــوداً كــبــيــرة»، فـــي الأيـــــام الأخــــيــــرة، لاحـــتـــواء حــــرب شـامـلـة فـي المنطقة، مـشـدداً على أنـهـا «لـيـس لديها خــــطــــوط حـــــمـــــراء فـــــي الــــــدفــــــاع عـــــن شـعـبـهـا ومصالحها». فـــــــي طــــــــهــــــــران، قـــــــــال قــــــائــــــد «الـــــــوحـــــــدة الــصــاروخــيــة» فــي «الــحــرس الـــثـــوري»، أمير علي حـاجـي زاده، إن «إيــــران مستعدة للرد بـــطـــريـــقـــة قـــاســـيـــة ومــــؤلمــــة عـــلـــى أي خــطــوة خاطئة» من جانب إسرائيل ضد أراضيها. ونقلت وسائل إعلام إيرانية عن حاجي زاده قــولــه، فــي بـيـان مـوجـه إلـــى المـسـؤولـ الإيــرانــيــ : «نـحـن مـسـتـعـدون لـلـرد عـلـى أي خــطــأ مـــن الأعـــــــــداء». وأشــــــار إلــــى أن عملية » كانت تهدف إلى «معاقبة 2 «الوعد الصادق النظام الصهيوني» رداً على اغتيال رئيس حركة «حماس» إسماعيل هنية، في طهران، والأمين العام لـ«حزب الله» حسن نصر الله. وأوضح حاجي زاده أن الضربة «جاءت بـــقـــرار مـــوحـــد فـــي الــجــمــهــوريــة الإســـ مـــيـــة، ومصادقة من (مجلس الأمن القومي)، ودعم غير محدود من الرئيس مسعود بزشكيان، وتأكيد وتوجيه من المرشد علي خامنئي». وقــــــــال إن «رجـــــــــال الـــــوحـــــدة الــــصــــاروخــــيــــة» فـــي «الـــحـــرس» إلـــى جــانــب الـــقـــوات المسلحة الأخــــــرى «يـــقـــظـــون ومـــســـتـــعـــدون، ويـــراقـــبـــون بعين مفتوحة، ليكونوا على استعداد للرد بشكل قـاسٍ ومؤلم على جسد العدو المتآكل والمتداعي، في حـال حـدوث أي خطأ من قبل أعداء هذا الوطن». في غضون ذلك، أعلن «الحرس الثوري»، الجمعة، العثور على جثة نيلفروشان، بعد نــحــو أســبــوعــ مـــن تــأكــيــد مـقـتـلـه فـــي غـــارة جـــويـــة، أثـــنـــاء حـــضـــوره اجــتــمــاعــا مـــع قـــادة سبتمبر (أيلول) الماضي. 27 «حزب الله»، في ولم يُعرَف ما إذا كان نيلفروشان الوحيد من بين القوات الإيرانية في موقع اغتيال نصر الله. وقـــــالـــــت دائـــــــــرة الــــعــــ قــــات الــــعــــامــــة فـي «الــــحــــرس الـــــثـــــوري»، فـــي بـــيـــان، الــــيــــوم، إنــه سيُنقَل إلــى مدينة مشهد فـي شـمـال شرقي البلاد، فور انتهاء مراسم تشييعه في كربلاء والنجف، على أن يجري تشييعه في طهران، حيث سـيـؤم المـرشـد الإيــرانــي علي خامنئي صــــــ ة الــــجــــنــــازة، وســـيـــجـــري تــشــيــيــعــه فـي أصفهان، الأربـعـاء، وسيُدفَن، الخميس، في أصفهان؛ مسقط رأسه. وكان نيلفروشان، نائب غرفة العمليات المشتركة في «الحرس الثوري»، قبل أن ينتقل إلـى بيروت في أعقاب مقتل الجنرال محمد زاهـــــــدي فــــي ضـــربـــة جـــويـــة اســـتـــهـــدفـــت مـقـر القنصلية الإيرانية. وقـــــالـــــت وســـــائـــــل إعـــــــــ م إيـــــرانـــــيـــــة إنــــه «المستشار الأعلى للجمهورية الإسلامية في لبنان»؛ في إشــارة إلـى التسمية المستخدمة لـــقـــوات «فــيــلــق الــــقــــدس»، الــــــذراع الـخـارجـيـة لـــــ«الــــحــــرس الـــــثـــــوري» فــــي ســــوريــــا ولــبــنــان ومناطق أخرى من الشرق الأوسط. وجــاء إعــ ن العثور على نيلفروشان، وســــط نــفــي إيـــرانـــي تــقــاريــر مـتـبـايـنـة بـشـأن مــصــيــر مـــســـؤول الــعــمــلــيــات الـــخـــارجـــيـــة في «الحرس الثوري» إسماعيل قاآني. وأبـــــــدت صــحــيــفــة «كــــيــــهــــان» الــرســمــيــة ارتـيـاحـهـا لـعـدم رد «الــحــرس الـــثـــوري» على «الــشــائــعــات» حـــول قـــاآنـــي، مـضـيـفـة أن ذلـك «ترك العدو في حالة من الإرباك والحيرة». واختفى قـاآنـي، بعد آخِــر ظهور لـه في المكتب التمثيلي لــ«حـزب الله» بطهران، في سبتمبر (أيلول) الماضي. وبعد معلومات 29 عـن توجهه إلــى لبنان، ذكـــرت وسـائـل إعـ م إســـرائـــيـــلـــيـــة أنـــــه أُصــــيــــب فــــي ضـــربـــة جــويــة استهدفت مقر القيادي في «حزب الله» هاشم صفي الدين. وأشـــــــار حـــســـ شـــريـــعـــتـــمـــداري، مـمـثـل المـــرشـــد الإيــــرانــــي ورئـــيـــس تــحــريــر صحيفة «كيهان»، في مقال تحت عنوان «أين الجنرال قـــاآنـــي»، إلـــى خـــوض «الـــحـــرس الـــثـــوري» ما سماها «الحرب الناعمة»، قائلاً إنه «لم يردّ على أي من الشائعات بشأن مصير قاآني». وكـتـب أن «إشــاعــة الأعــــداء حـــول مــوضــوعٍ لا يعرفونه هي استراتيجية نفسية تهدف إلى اكتشاف مسألة غامضة بالنسبة لهم». ولـــــــوح مــــســــؤولــــون ونــــــــواب إيـــرانـــيـــون فــي الأيــــام الأخــيــرة بتغيير مـسـار البرنامج الـــــــنـــــــووي الإيــــــــرانــــــــي رداً عــــلــــى أي هـــجـــوم إسرائيلي. وفي هذا الصدد قال نائب إيراني إن بلاده «يجب أن تنسحب من معاهدة حظر الانــتــشــار الـــنـــووي؛ مــن أجـــل تحقيق أقصى الــــردع»، مـشـدداً على أنـهـا يمكنها الـوصـول أشهر. 6 إلى السلاح النووي في أقل من ودعا النائب البرلماني منان رئيسي إلى اتـخـاذ التدابير الـتـي تضمن لـطـهـران الــردع ضد إسرائيل. وقـال في حديث لموقع «إيـران أوبزرفر»: «لا بد من تغيير العقيدة النووية لتحقيق ردع أقصى». وأضـــــاف: «حــالــيــا، لا نبتعد كـثـيـراً عن صــنــاعــة الـــســـ ح الــــنــــووي، ولــحــســن الــحــظ، حـقـقـنـا تـقـدمـا مـلـحـوظـا فـــي المـــجـــال الــنــووي خــ ل الـعـام المــاضــي، ونـتـوقـع أن نتمكن من أشهر». 6 تحقيق هذه القدرة في أقل من وتـــخـــصـــب إيــــــــران الــــيــــورانــــيــــوم بـنـسـب 4 فــي المــائــة مـنـذ نـحـو 60 و 20 تـــتـــراوح بــ سـنـوات، في منشأتي «نطنز» وسـط البلاد، و«فــــــــوردو» الـــواقـــعـــة تــحــت جــبــال مــديــنــة قم جـنـوب طــهــران. وأظــهــرت تـقـديـرات «الـوكـالـة الدولية للطاقة الذرية» أن مخزون إيـران من فــي المــائــة، 60 الــيــورانــيــوم المـخـصـب بنسبة قـنـابـل نــوويــة إذا مــا أرادت 3 يـكـفـي لإنــتــاج في المائة. ومخزونها 90 رفع التخصيب إلى 10 في المائة يكفي لنحو 20 المخصب بنسبة قنابل نووية. وأعــــربــــت إيــــــران قــبــل مــــدة قــصــيــرة عن رغـبـتـهـا فـــي الـــعـــودة إلـــى الــتــفــاوض لإحـيـاء الاتــفــاق حـــول برنامجها الــنــووي المــبــرم في مع القوى الغربية، الذي انسحبت منه 2015 الــولايــات المـتـحـدة مـن جـانـب واحـــد فـي عهد الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب. لكن طـهـران تـرفـض حتى الـسـاعـة عـــودة مفتشي «الوكالة» لتفقد مواقعها النووية. ومــــــــع تــــفــــاقــــم الــــــتــــــوتــــــرات بــــــ إيــــــــران نــائــبــا، مــن بينهم 40 وإســـرائـــيـــل، قـــدم نـحـو رئـــيـــســـي، طــلــبــا خــطــيــا إلـــــى «مـــجـــلـــس الأمــــن القومي» لإعـادة النظر في العقيدة النووية، وتغيير فتوى المرشد الإيراني، علي خامنئي، بشأن تحريم صناعة هذه الأسلحة. وقــال النائب فـي هــذا الـصـدد إن «الفقه الـشـيـعـي ديــنــامــيــكــي، مــمــا يـعـنـي أنــــه يمكن إعــادة النظر في فتوى المرشد بشأن تحريم تـــصـــنـــيـــع الـــــســـــ ح الــــــــنــــــــووي»، مـــضـــيـــفـــا أن «إســـرائـــيـــل لا تــلــتــزم بـــالمـــعـــاهـــدات الـــدولـــيـــة، فيجب على إيران ألا تلتزم بها كذلك، ويجب أن تــنــســحــب مــــن مـــعـــاهـــدة حـــظـــر الانـــتـــشـــار الـــنـــووي». وأضـــــاف: «هـــذا الإجـــــراء يمكن أن يــحــقــق الـــــتـــــوازن فــــي الـــســـاحـــتـــ الإقــلــيــمــيــة والـــــدولـــــيـــــة»، ورأى أن «الـــــوصـــــول الــســريــع إلــــى الـــقـــدرة الـــنـــوويـــة الــعــســكــريــة يــصــب في مصلحة إيران، خصوصا في ظل التهديدات الإســـرائـــيـــلـــيـــة، ويــمــكــن أن يـــعـــزز أمــــن الــبــ د وسلامتها». 6 حربمتعددةالخرائط NEWS الحرسالثوري» يباشر تشييع نيلفروشان من العراق ASHARQ AL-AWSAT Issue 16757 - العدد Monday - 2024/10/14 الاثنين طهران حذرت أميركا من تعرّضحياة جنودها للخطر «البنتاغون» ينشر نظاماً مضاداً للصواريخ في إسرائيل لمواجهة إيران لندن - واشنطن - طهران: «الشرق الأوسط» تأخير الضربة الإسرائيلية لإيران... هل أثّرت الحسابات الإقليمية والدولية؟ كشفت مصادر سياسية في تل أبيب أن «تـأخـيـر الـــرد الإسـرائـيـلـي على القصف الــصــاروخــي الإيـــرانـــي لا يـعـدّ مـجـرد حـرب نــفــســيــة أو مـــحـــاولـــة لـــشـــد الأعـــــصـــــاب، بـل هـــو مــرتــبــط بـــأســـبـــاب مــوضــوعــيــة تتعلق بــالــتــحــضــيــر الـــدقـــيـــق لـــلـــضـــربـــة، وتــحــديــد أهـــدافـــهـــا بـــدقـــة، بـــالإضـــافـــة إلــــى حـسـابـات دولية وإقليمية». وأضافت هـذه المصادر، في تسريبات للإعلام، أن «الضربة المقبلة مؤكدة، وعلى الإيرانيين أن يخشوا منها، ولـكـن عـلـى إســرائــيــل أن تخشى أيـضـا من عواقبها». ووفـــقـــا لـلـخـبـراء فـــي الـــشـــؤون الأمـنـيـة والاستراتيجية، فإن تحقيق نجاح كامل في الضربة ضـد المنشآت الـنـوويـة قـد يتسبب بـــكـــارثـــة بـيـئـيـة نـتـيـجـة تـــســـرب إشــعــاعــات نووية، في حين أن نجاحا جزئيا يعني فشل الضربة وفـقـدان إسـرائـيـل قوتها الردعية. لــــــذا، يـــجـــب أن تـــكـــون الـــحـــســـابـــات عـمـيـقـةً ودقـيـقــةً لتجنب الـضـربـات الاستراتيجية الخطيرة، والتركيز على استهداف مواقع عـسـكـريـة تـابـعـة لــــ«الـــحـــرس الـــثـــوري» دون تعريض الأوضاع للمخاطر الكبرى. فــي بــدايــة الـشـهـر الــحــالــي، تعرضت صـــــاروخ 200 إســــرائــــيــــل لـــهـــجـــوم بــنــحــو بــالــيــســتــي أطـــلـــقـــت مــــن إيــــــــران، وتـمـكـنـت القوات الأميركية والفرنسية والبريطانية فـــي المــائــة 85 والإســـرائـــيـــلـــيـــة مـــن تــدمــيــر مــنــهــا. إلا أن بــعــض الـــصـــواريـــخ تخطت الـــرادارات وسقطت في إسرائيل، منها ما سـقـط فــي مـنـاطـق مـفـتـوحـة دون أضــــرار، وبــعــضــهــا أصـــــاب مـــواقـــع حـــســـاســـة، بما فــي ذلـــك ثـ ثـة مــطــارات حـربـيـة ومصانع للأسلحة، مسببة أضراراً ماديةً. احتدام الموقف وأعـــلـــنـــت إســـرائـــيـــل أنـــهـــا ســـتـــرد حتما عــلــى الـــهـــجـــوم، وتـــحـــدث قـــادتـــهـــا عـــن ضــرب أهداف استراتيجية في إيران لا تعلم طهران أن إســرائــيــل تـعـرفـهـا. ولــكــن عـلـى الــرغــم من توقعات الرد خلال أسبوع، كما حدث في الرد أبريل 13 على الضربة الإيـرانـيـة الأولـــى فـي (نـيـسـان)، مــرّ أسـبـوعـان دون رد إسرائيلي. وفـــــي هـــــذه الأثـــــنـــــاء، بــــــدأت جـــهـــود أمــيــركــيــة ودولــيــة وإقليمية لمـنـع الـضـربـة أو تقليص حجمها. وفـــي الــوقــت نـفـسـه، أرســلــت إيــــران عبر الـوسـطـاء رســالــةً إلــى تـل أبـيـب مـفـادهـا أنها سـتـتـجـاوز ضــربــةً خـفـيـفـةً، ولـــن تـــرد عليها، لأنها لا تسعى إلـى تصعيد الـحـرب. غير أن إسرائيل عدّت هذه الرسالة دليلاً على ضعف إيــران، وهـددت بضربة قاصمة. وردت إيران بـــأن الـهـجـوم الإسـرائـيـلـي قــد يضطرها إلـى تجاوز الخطوط الحمراء، خصوصا إذا طال المنشآت النفطية أو النووية. رد متناسق فـــــــي هـــــــــذا الــــــســــــيــــــاق، رفــــــعــــــت الإدارة الأمـــيـــركـــيـــة مـــن جـــهـــودهـــا لإقـــنـــاع إســرائــيــل بـــــأن يـــكـــون الــــــرد مــتــنــاســقــا مـــعـــهـــا، بـحـيـث يـكـون مــحــدوداً ومـحـسـوبـا. وأكـــدت مصادر سياسية أن واشـنـطـن أكـــدت دعمها للدفاع الإسرائيلي، لكنها تخشى أن يكون رئيس الـوزراء بنيامين نتنياهو يخفي خدعة لها، ويسعى لتوريطها فـي الــحــرب، كـي تهاجم المشروع النووي الإيراني. ولفتت نظره إلى أن الاستفزاز الزائد لإيـران قد يكشف قدرات غير معروفة لهما لضرب إسرائيل. وكانت إسرائيل قد قررت أن يكون ردها مقتصراً على ضرب أهداف عسكرية إيرانية. وأشــــــــارت مــــصــــادر إســـرائـــيـــلـــيـــة إلـــــى وجــــود خـ فـات فـي الـــرأي بـ إسـرائـيـل والــولايــات المــتــحــدة حـــول أهـــــداف الــضــربــة وتـوقـيـتـهـا، لكن التنسيق الكامل لا يـزال قائما بينهما. وذكــــــــرت هـــــذه المـــــصـــــادر أن «رئــــيــــس حــركــة (حماس)، يحيى السنوار، يعرقل المفاوضات حـــــول صــفــقــة تــــبــــادل الأســــــــرى، لأنـــــه مــــا زال يبني عـلـى دخـــول إيــــران إلـــى الــحــرب بشكل مـبـاشـر، وقـــد يــكــون هـــذا الـتـوجـه نـابـعـا من معرفته بالأضرار التي قد تلحق بإسرائيل وبالولايات المتحدة ودول المنطقة»، محذرةً من انجرار إسرائيل إلى «لعبته». وفي محاولة لتعزيز التنسيق، وافقت الـــولايـــات المـتـحـدة عـلـى دراســــة نـقـل بطارية نظام الدفاع الجوي «ثـاد» إلى إسرائيل؛ إذ سيشغلها جـنـود أمـيـركـيـون، وذلـــك بهدف اعترض الصواريخ الباليستية والتهديدات الجوية من إحدى قواعدها إلى إسرائيل. وهذه الصواريخ تعدّ فعالةً في إسقاط الـــــصـــــواريـــــخ الـــبـــالـــيـــســـتـــيـــة، مـــثـــل مــنــظــومــة «حــيــتــس» الإسـرائـيـلـيـة الأمــيــركــيــة. وتكمن أهميتها في أنها تضاعف قــدرات إسرائيل على تدمير الصواريخ وهي في الفضاء، قبل أن تـعـود إلــى الـغـ ف الــجــوي. لكنها تعني دخول الولايات المتحدة إلى القتال. وقد هدد وزيــر الخارجية الإيــرانــي، عباس عراقجي، بــاســتــهــداف الــجــنــود الأمــيــركــيــ الـــذيـــن قد يشغلونها. فــي الــوقــت نـفـسـه، لــم يـتـخـذ الكابينت السياسي والأمني الإسرائيلي قـراراً نهائيا بشأن توقيت وطبيعة الرد على إيران، لكنه يواصل متابعة التحضيرات. ومن المفترض أن يجتمع المـجـلـس فــي وقـــت لاحـــق، الأحـــد، لمــنــاقــشــة هــــذه المـــســـألـــة، وتــكــلــيــف نـتـنـيـاهـو ووزيـــر الـدفـاع يــوآف غـالانـت باتخاذ القرار الـنـهـائـي. وكـــان يـفـتـرض أن يـسـافـر غـالانـت لإجــــــــــراء مـــــحـــــادثـــــات مـــــع كــــبــــار المــــســــؤولــــ الأمــنــيــ فـــي واشــنــطــن غــــداً، ضـمـن تحديد مـواقـع الـضـرب لإيـــران. لكن يـبـدو أن رحلته ستتأجل مرة أخرى. ومع ذلك، قالت تقارير إسـرائـيـلـيـة إن الـخـ فـات مــع إدارة الرئيس الأمــيــركــي جـــو بـــايـــدن تـقـلـصـت كـثـيـراً حـول الهجوم المرتقب في إيـران. ومع ذلك، لا تزال الولايات المتحدة تضغط لتلطيف حدة الرد، لكنها تبدي تفهما حول الهجوم المتبلور. ورغــــم تــهــديــدات إســرائــيــل المـتـواصـلـة، تـــشـــهـــد تـــــل أبــــيــــب تــــحــــذيــــرات داخــــلــــيــــة مـن عواقب «الغرو والاستعلاء» الـذي قد يؤدي إلـــى حـسـابـات خـاطـئـة وكــــــوارث. ووفــقــا لـد. راز تـسـيـمـت، الــبــاحــث المــخــتــص بـــدراســـات إيـــــران فـــي «مــعــهــد بـــحـــوث الأمـــــن الــقــومــي»، فـــــــإن الــــنــــجــــاحــــات الإســــرائــــيــــلــــيــــة الأخـــــيـــــرة ضــــد «حــــــزب الــــلــــه» و«حـــــمـــــاس» تـسـتـوجـب الـحـذر مـن «التطلعات الــزائــدة إزاء إيـــران». وأضـــــــاف: «تـــعـــاظـــم قــــوة إيــــــران بـمـنـظـومـات عسكرية استراتيجية، بما فيها الصواريخ الباليستية والــطــائــرات المــســيــرة، أتـــاح لها تعويضضعفها التقليدي. وفي ظل الوضع الحالي، قد يتجدد الحديث في إيــران حول الـحـاجـة لـتـعـزيـز الــــردع ضــد إســرائــيــل، بما فــي ذلـــك الـنـظـر فــي تغيير عـقـيـدة البرنامج النووي». وفي الأيام الأخيرة، قدم عشرات النواب الإيرانيين رسالة رسمية إلى المجلس الأعلى للأمن القومي يدعون فيها إلى تغيير عقيدة الــــدفــــاع الإيــــرانــــيــــة فــيــمــا يـــخـــص الــبــرنــامــج الــنــووي. كما تـحـدث حسن خميني، حفيد مــؤســس الــنــظــام، عـــن الــحــاجــة إلـــى تحسين الـــردع العسكري ضـد إسـرائـيـل، ملمحا إلى احتمال تطوير إيران لقدراتها النووية. التحديات الداخلية والخارجية تعكس هذه التحذيرات المخاوف من أن تكون إسرائيل قد وقعت في «فخ الغطرسة»، كــــمــــا أشـــــــــار جــــــدعــــــون لـــيـــفـــي فــــــي صــحــيــفــة «هـــآرتـــس»، مــؤكــداً أن المـبـالـغـة فــي الـثـقـة قد تنتهي بــكــارثــة. وفـــي صحيفة «مــعــاريــف»، كـــتـــب آفـــــي أشـــكـــنـــازي عــــن الـــتـــعـــقـــيـــدات الــتــي تــواجــهــهــا إســـرائـــيـــل فـــي اتـــخـــاذ قـــــرار بـشـأن الهجوم على إيران، بسبب الضغوط الدولية والوضع الإقليمي وحسابات النفط والغاز، وتــــأثــــيــــر هــــــذه الأحــــــــــداث عـــلـــى الانـــتـــخـــابـــات الأمـيـركـيـة المقبلة. وكـتـب ليفي فـي صحيفة «هـــــآرتـــــس» مــعــلــقــا: «لـــقـــد عــــــادت الــغــطــرســة الإسرائيلية بـقـوة. مـن كــان يتخيل أنــه بعد أكــتــوبــر، ستعود 7 مــــرور عـــام عـلـى أحـــــداث بهذه القوة؟ بعد أن هزمنا (حماس) ودمرنا غزة، نسعى الآن لهزيمة (حزب الله) وتدمير لبنان، ووجهتنا التالية هي إيران». وأضـــــــاف: «فــــي الـــخـــطـــاب الإســرائــيــلــي، يتحدثون الآن عن تغيير النظام هناك وحتى تـصـفـيـة عــلــي خــامــنــئــي، ويـــواجـــهـــون تــــردداً بين استهداف المنشآت النووية أو النفطية. إســـرائـــيـــل تـعـيـش حـــالـــةً مـــن الـــغـــطـــرســـة، من أكـتـوبـر، والتي 7 قــاع الانـكـسـار بعد هزيمة قـــارنـــوهـــا بــكــارثــة يــهــود أوروبـــــــا، إلــــى ذروة الـوقـاحـة فــي الـسـعـي لتغيير الأنـظـمـة ونقل الـشـعـوب فـي كـل أرجـــاء الـشـرق الأوســــط. كل هــــذا خــــ ل عــــام واحــــــد. ولـــكـــن هــــذه الـنـهـايـة ســــتــــكــــون بــــالــــبــــكــــاء والـــــــدمـــــــاء؛ لأن طــبــيــعــة الغطرسة، كما هـو مـعـروف، هـي أنها تقود إلـى كـارثـة. ومـن طبيعة التحركات المتطرفة كهذه، من كارثة متخيلة إلـى نصر متخيل، أن تنتهي بالانهيار». إعلان مناهضلإسرائيل فيطهران يظهر صواريخ إيرانية أبريل الماضي (إ.ب.أ) تل أبيب: نظير مجلي جندي يقف أمام منصة صواريخ لمنظومة «ثاد» بعد وصول تعزيزات أميركية إلى منطقة الشرق الأوسط أكتوبر العام الماضي (الجيشالأميركي)

RkJQdWJsaXNoZXIy MTI5OTky