issue16756

4 حرب متعددة الخرائط NEWS ASHARQ AL-AWSAT Issue 16756 - العدد Sunday - 2024/10/13 األحد حراك دبلوماسي باتجاه بيروت... وقاليباف: طهران تدعم القرارات اللبنانية واشنطن تطرح معادلة «تحييد المدنيين»... بانتظار بلورة مقترح لوقف النار في لبنان شـهـدت العاصمة اللبنانية، بيروت حــــراكــــا دبـــلـــومـــاســـيـــا خـــــجـــــوالً، تــمــثــل فـي اتــصــاالت دولــيــة مــع الــقــيــادات اللبنانية، بقيت مضامينها في إطار «العموميات»، كـمـا أفــــاد مــرجــع لـبـنـانـي رفــيــع لـــ«الــشــرق األوســــــط»، عـــــادًّا أن املــســؤولــن الـغـربـيـن الــذيــن يـعـول عـلـى تدخلهم للضغط على إســرائــيــل «لـيـسـوا قـــادريـــن، كـمـا هــي حـال الـفـرنـسـيـن، أو لـــم يــحــزمــوا أمـــرهـــم بـعـد، وهو حال األميركيي». وأتــــــــى جــــديــــد االتــــــصــــــاالت الـــدولـــيـــة بمكاملة هاتفية، أجراها الرئيس الفرنسي إيـــمـــانـــويـــل مـــــاكـــــرون مــــع رئـــيـــس مـجـلـس الـــــنـــــواب الـــلـــبـــنـــانـــي نـــبـــيـــه بـــــــري، سـبـقـهـا اتـــصـــال أجـــــراه مــوفــد الــرئــيــس األمــيــركــي، آموس هوكستي برئيس الحكومة نجيب ســاعــة 24 مـــيـــقـــاتـــي، وذلــــــك بـــعـــد أقـــــل مــــن عـلـى اتـصـالـن أجـراهـمـا وزيـــر الخارجية األميركي أنتوني بلينكن ببري وميقاتي. فـــي حـــن أتــــت زيــــــارة رئـــيـــس مجلس الـــشـــورى اإليـــرانـــي املــحــافــظ، مـحـمـد باقر قـالـيـبـاف، فــي إطـــار «الـتـعـاطـف والــدعــم»، كما قـال مسؤول لبناني التقى قاليباف، الـذي أكد أن بـاده «ستظل تدعم القرارات اللبنانية الصادرة من الحكومة واملقاومة والشعب اللبناني». وأشـــار املـرجـع اللبناني إلــى أن هذه االتـصـاالت «إيجابية»، بمعنى حصولها الـــــــــذي يـــــؤشـــــر إلـــــــى بـــــدايـــــة حـــــــــراك دولـــــي متعاطف مـع لـبـنـان، «الـــذي تـبـدى فـي كل االتصاالت». وكـــشـــف املـــرجـــع عـــن وعـــــود أمـيـركـيـة بــــــمــــــســــــاع «تـــــحـــــصـــــر املـــــــواجـــــــهـــــــات عـــلـــى الـــــجـــــبـــــهـــــات»، وال تـــــطـــــال املـــــدنـــــيـــــن مــن الجانبي. غير أن املرجع نفسه لم يتفاءل كـثـيـرًا بـهـذه املــســاعــي، «ألن أولـويـتـهـا لم تــكــن وقــــف إطـــــاق الـــنـــار ووقـــــف الـــعـــدوان اإلسرائيلي على لبنان». وأوضــــح مـصـدر لـبـنـانـي، اطـلـع على مضامي االتصاالت، أن املوقف الفرنسي الذي عبّر عنه الرئيس ماكرون «كان أقرب إلى تبني املقاربة اللبنانية، في حي كان التركيز األميركي على جوانب إنسانية، مثل املساعدات وسياسة انتخاب رئيس لـــلـــجـــمـــهـــوريـــة»، مـــشـــيـــرًا إلـــــى أن الــجــانــب األمـيـركـي أبـلـغ اللبنانيي بـأنـه «يـحـاول الـــضـــغـــط عـــلـــى الـــحـــكـــومـــة اإلســـرائـــيـــلـــيـــة لتخفيف معاناة املدنيي، تمهيدًا لبلورة مقترح ينهي الصراع القائم». وجــــرى خـــال االتـــصـــال بـــن مــاكــرون وبري، وفقا لبيان صدر عن مكتب األخير، «الــــتــــداول بــــاألوضــــاع الـــراهـــنـــة الـــتـــي يمر بـهـا لـبـنـان واملـسـاعـي الـسـيـاسـيـة الـرامـيـة لــوقــف الـــعـــدوان اإلســـرائـــيـــلـــي»؛ حـيـث أكـد رئيس املجلس املوقف الرسمي اللبناني، الــذي تبنَّته الحكومة اللبنانية، املُطالب بوقف فوري إلطلق النار، ونشر الجيش الـلـبـنـانـي حـتـى الـــحـــدود الــدولــيــة تطبيقا »، كما تطرّق االتصال 1701« للقرار األممي لــلــجــهــود الـــتـــي تــبــذلــهــا فــرنــســا مـشـكـورة لـعـقـد مـؤتـمـر دولــــي لــدعــم لـبـنـان لـتـجـاوز األزمــة اإلنسانية الناجمة عن نــزوح أكثر ألــــف لــبــنــانــي، وكـيـفـيـة 200 مـــن مــلــيــون و مساعدة لبنان على إغاثتهم. وجـدد بري شكره لفرنسا ورئيسها على الجهود التي تبذلها على مختلف األصعدة، لدعم لبنان وشعبه في هذه املحنة. وفـــــــــــــي االتــــــــــــصــــــــــــال بــــــــــن مـــــيـــــقـــــاتـــــي وهـــوكـــســـتـــن، جــــرى الــبــحــث وفـــقـــا لـبـيـان عـن رئـاسـة الحكومة اللبنانية «فــي سبل الــتــوصــل إلــــى وقــــف إطــــاق الـــنـــار، ووقـــف املواجهات العسكرية، للعودة إلى البحث عـــــن حـــــل ســـيـــاســـي مـــتـــكـــامـــل يــنــطــلـــق مـن .»)1701( تطبيق قرار مجلس األمن رقم وصباح السبت، وصـل قاليباف إلى بــيــروت عـلـى مــن طــائــرة خــاصــة يـقـودهـا بــنــفــســه، بـــعـــد أســــبــــوع عـــلـــى زيـــــــارة وزيــــر الخارجية اإليراني، عباس عراقجي، الذي أعلن من بيروت التمسك بربط وقف إطلق النار بي لبنان وغزة. وعند وصـولـه، تفقد قاليباف برفقة اثني مـن نــواب «حــزب الـلـه» موقع الغارة اإلسرائيلية األعـنـف التي استهدفت قلب 22 بـيـروت الخميس، وأســفــرت عـن مقتل شخصا على األقـل، وقـالـت إسرائيل إنها اســـتـــهـــدفـــت خـــالـــهـــا مــــســــؤول الــتــنــســيــق واالرتـــبـــاط فــي «حـــزب الــلــه»، وفـيـق صفا، الذي ال يزال مصيره مجهوالً. ومـــن أمــــام ركــــام بـنـايـة مـهـدمـة جـــراء الــضــربــة، قـــال قـالـيـبـاف بــالــفــارســيــة: «إن الـــنـــظـــام الـــصـــهـــيـــونـــي املــــتــــوحــــش، وعــلــى رأســـــه رئـــيـــس وزرائــــــــه، الــشــبــيــه بــالــذئــب، يرتكبون هذه الجرائم». وأضاف قاليباف: «أن املـــنـــظـــمـــات الـــدولـــيـــة ومـــجـــلـــس األمــــن التابع لألمم املتحدة لديهم الـقـدرة (على وقــــف إســـرائـــيـــل)، ولــكــنــهــم لـــ ســـف ظـلـوا صامتي». والـــتـــقـــى قــالــيــبــاف رئـــيـــس الـحـكـومـة نـجـيـب مـيـقـاتـي، الــــذي أكّــــد خـــال الـلـقـاء، أن «أولــــويــــات الـحـكـومـة فــي هـــذه املـرحـلـة هي العمل على وقـف إطـاق النار، ووقف الــعــدوان اإلسـرائـيـلـي، والـحـفـاظ على أمن لــبــنــان وســـامـــة أبـــنـــائـــه»، وفــــق بـــيـــان من مكتب ميقاتي. وبعد لقائه رئيس البرملان نبيه بري، قـال قاليباف: «إن الجمهورية اإلسلمية اإليرانية ستظل تدعم القرارات اللبنانية، سواء من حكومتها والصادرة من املقاومة وشعب لبنان، وستدعمها بكل قوة». ولــــفــــت إلــــــى أنــــــه يـــحـــمـــل رســـــالـــــة مـن القيادة اإليرانية بالتأكيد على أن طهران «سـتـبـقـى وتــظــل واقــفــة إلـــى جــانــب لبنان حـــكـــومـــة وشـــعـــبـــا فــــي كــــل هــــــذه الــــظــــروف الصعبة»، مشيرًا إلـى أن بــاده «على أتم الجهوزية واالستعداد لتقديم أي نوع من املساعدات لهؤالء النازحي واملتضررين من هذه الحرب، ولكن تحت إشراف وإدارة حكومية، وحبذا لو كان هناك جسر جوي مباشر بي إيران ولبنان لتقديم مثل هذه املساعدات». بيروت: «الشرق األوسط» رئيس البرلمان اللبناني نبيه بري مستقبال رئيس مجلس الشورى اإليراني محمد باقر قاليباف (أ.ف.ب) سُجّل في الساعات األخيرة حراك دبلوماسي باتجاه بيروت التي وصل إليها رئيس مجلس الشورى اإليراني ًالمحافظ محمد باقر قاليباف خريطة طريق تُستكمل بـ«حكومة سيادية» وتأكيد على أن «ال غالب وال مغلوب» داخليا «لقاء وطني» في معراب يدعو النتخاب رئيس «ال يترك سالحا خارج إطار الدولة» انـــتـــهـــى «الــــلــــقــــاء الـــوطـــنـــي الـــجـــامـــع» الــذي عقد فـي املقر الـعـام لحزب «الـقـوات الـــلـــبـــنـــانـــيّـــة»، فــــي مـــــعـــــراب، بــــدعــــوة إلـــى «الذهاب فورًا» نحو انتخاب رئيس جديد للبلد وتشكيل «حكومة سيادية» تعمل إلخـــراج الـبـاد مـن الـحـال املــدمــرة، وشـدد املـجـتـمـعـون عــلــى أن هــــذا كــلّــه «ال يعني أن فريقا سيكون غالبا وآخـر مغلوبا، ال بـل سيكون لبنان هـو املنتصر ملصلحة شعبه كله وأمنه واستقراره وازدهاره». وعـــقـــد الـــلـــقـــاء تــحــت عـــنـــوان «دفـــاعـــا عن لبنان»، لطرح خريطة طريق إنقاذية «بعدما بلغت الحرب التي زُج فيها لبنان حدًّا كارثيّا وفي ظل ما يعاني اللبنانيّون مــــن مـــــوت وتـــهـــجـــيـــر ودمــــــــار وانــــهــــيــــار». وشــارك في املؤتمر شخصيات سياسية وإعـــامـــيـــة واجــتــمــاعــيــة وأمـــنـــيـــة سـابـقـة معارضة. وافــــتــــتــــح الــــلــــقــــاء بـــكـــلـــمـــة وجـــدانـــيـــة مـقـتـضـبـة لــرئــيــس «الــــقــــوات» طــلــب فيها الوقوف دقيقة صمت وصلة على «أرواح الضحايا الذين قضوا في الحرب الدائرة فــــي لـــبـــنـــان، ومـــــن أجـــــل شـــفـــاء الــجــرحــى واملــــصــــابــــن، مــــن أجـــــل بــلــســمــة عــــذابــــات الــنــازحــن واملــنــكــوبــن، ومـــن أجـــل الـذيـن فقدوا أحباء وأجبروا تحت وابل القصف على االنسلخ عن بيوتهم وقـراهـم، ومن أجــل طفولة أبـنـاء لبنان وبناته وحقهم فـــي الــعــيــش فـــي وطــــن يـضـمـن حـقـوقـهـم، ومـــــن أجـــــل انـــتـــهـــاء الــــحــــرب ونــــــزف الــــدم وإحــــــال الـــســـام وقـــيـــام دولـــــة ومــــن أجــل إنقاذ لبنان». وبـــــعـــــد االنــــــتــــــهــــــاء مــــــن املــــنــــاقــــشــــات والـحـوارات بي املشاركي حـول «الوضع الــــعــــام املــــــأســــــاوي»، تــــا جــعــجــع الــبــيــان الختامي الذي أكدوا فيه أن لبنان «اليوم كسفينة تــغــرق، وال ربّــــان لـهـا وال دفّـــة». وشددوا على «وقفة وطنية إليقاف مآسي اللبنانيي وقلب الظروف التراكمية التي أدت إلـيـهـا، فالشعب اللبناني بطوائفه وأطيافه كاملة يستحق أن يعيش الحياة الكريمة واآلمنة من دون أن يبقى هاجس الحروب والدمار مصلتا عليه». وإذ شــــــــدد املــــجــــتــــمــــعــــون عــــلــــى أن «الحاجة امللحّة تستدعي أوالً، وبصورة رئيسية وقبل أي شيء آخر، التوصّل إلى وقف إلطلق النار، األمر الذي يضع حدًّا أوليّا للكارثة التي يعيشها شعبنا». قــــالــــوا: «نــعــلــم جـــيّـــدًا أن املـجـتـمـعـن الـــعـــربـــي والـــــدولـــــي لـــم تــعــد لــديــهــمــا ثقة باملجموعة الحاكمة في لبنان، خصوصا بـعـدمـا تـخـلّــت الــدولــة لـسـنـوات وسـنـوات عـــــن قــــــرارهــــــا األمـــــنـــــي واالســــتــــراتــــيــــجــــي ملصلحة مجموعة وتنظيم خارج الدولة. ال ثقة للمجتمع الـدولـي والعربي باملنظومة الحاكمة اليوم التي تتربص بــالــســلــطــة مـــن دون أن تـــحـــرّك سـاكـنـا إلنقاذ لبنان من محنته». وأشار البيان إلى أن «أوّل خطوة في خـريـطـة الــطــريــق هـــذه هـــي الــتــوصّــل إلـى وقـــف إلطــــاق الــنــار بــأســرع وقـــت ممكن. فبغياب مـــبـــادرات دولــيــة جــديــة، لــم يبق لـنـا، للتوصل إلـــى وقـــف إطـــاق الــنــار إال الـــذهـــاب النــتــخــاب رئـــيـــس لـلـجـمـهـوريّــة: رئيس يطبق الدستور ويحترم القواني املـــرعـــيّـــة اإلجـــــــــراء، رئـــيـــس ذي صــدقــيــة، يـــتـــعـــهّـــد مــســبــقــا بـــشـــكـــل واضـــــــح وجـــلّـــي بـتـطـبـيـق الـــــقـــــرارات الـــدولـــيـــة خـصـوصـا وفقا لجميع 1701 و 1680 ،1559 القرارات مـنـدرجـاتـهـا، وبـنـود اتـفـاق الـطـائـف ذات الـــصـــلـــة، رئــــيــــس يـــتـــعـــهّـــد بـشــكـل واضــــح وصـــريـــح بـــــأن الــــقــــرار االســـتـــراتـــيـــجـــي لن يـكـون إال لـلـدولـة ولـلـدولـة وحــدهــا فقط، رئيس يتعهّد بإعطاء الجيش اللبناني الـصـاحـيـات الــازمــة كلها لـعـدم تــرك أي سـاح أو تنظيمات أمنية خــارج الـدولـة، رئــــيــــس خـــــــارج املـــــمـــــارســـــات الــســيــاســيــة الـفـاشـلـة كلها الـتـي عـرفـنـاهـا، ومشهود له بنظافة الـكـفّ، واالستقامة، واألخـاق العالية والوطنيّة، على أن يتبع انتخاب الـرئـيـس فـــورًا اســتــشــارات نـيـابـيّــة ملزمة لتكليف رئيس للحكومة وتشكيل حكومة على األسـس السيادية عينها املـنـوّه بها أعله، وهذا كلّه ال يعني أن فريقا سيكون غالبا وآخر مغلوبا، ال بل سيكون لبنان هــو املـنـتـصـر ملصلحة شـعـبـه كـلـه وأمـنـه واستقراره وازدهاره». بيروت: «الشرق األوسط» عشرات العائالت في العراء بانتظار نقلها إلى مراكز اإليواء نازحو كورنيش بيروت البحري... بانتظار «انتهاء الكابوس» لــم تـتـأثـر عــائــات نــازحــة مــن الـجـنـوب وضاحية بــــيــــروت الـــجـــنـــوبـــيـــة، وفــــقــــراء آخـــــــرون مــــن الـــســـوريـــن واللبنانيي، بالحملة األمنية التي أطلقتها السلطات ضــد املقيمي عـلـى الـكـورنـيـش الـبـحـري لــبــيــروت؛ ألن الـحـمـلـة لـــم تـكـن مـوجـهـة ضـــدهـــم، بـــل «ضـــد مستغلي األزمـــــــة الــــذيــــن افـــتـــتـــحـــوا الـــبـــســـطـــات ونـــشـــاطـــات عـمـل رديفة»، حسبما تقول السلطات اللبنانية. وال يزال النازحون ينامون ويستيقظون آملي أن يكون الكابوس الذي يعيشونه منذ نحو األسبوعي قد انتهى، ويمضون ساعات األيام الطويلة واملرهقة هناك وال يعلمون متى سيكون الخلص، وهم يحاولون في هذا الوقت تدبير أمورهم، من مأكل ومشرب وحاجات أســاســيــة أخـــــرى، وبـعـضـهـم جـعـل مـــن ســيــارتــه مكانا وسقفا يأوي إليه ويحميه. فمنذ اليوم األول للحرب اإلسرائيلية على لبنان سـبـتـمـبـر (أيــــلــــول) املــــاضــــي، قـــصـــدت عــشــرات 23 فـــي الــعــائــات الــنــازحــة مــن الـضـاحـيـة الـجـنـوبـيـة لـبـيـروت والـجـنـوب، الكورنيش الـبـحـري املمتد مـن الـبـيـال إلى الـرمـلـة الـبـيـضـاء فــي الـعـاصـمـة بـــيـــروت، مـحـطـة أولــى للنزوح، لينتقل معظمهم الحقا إلى منازل مستأجرة ومراكز إيواء داخل بيروت وخارجها. 1.2 لـكـن، مــع تــزايــد عـــدد الــنــازحــن الـــذي تخطى مليون شخص يتمركزون في منطقتي الشمال وجبل لبنان وفق آخر اإلحصاءات الرسميّة، اضطر البعض إلـــى الــبــقــاء وافـــتـــراش الــكــورنــيــش هـــنـــاك، بـسـبـب عـدم إيـجـاد مـــأوى مـنـاسـب، أو رغبتهم فـي الـبـقـاء فـي قلب بيروت، والتي خرجت غالبيّة مراكز اإليــواء فيها عن قــدرتــهــا االســتــيــعــابــيّــة، أو بـسـبـب عـــدم تــوفــر األمــــوال الــازمــة مــن أجـــل اسـتـئـجـار بـيـت لـهـم بـعـد أن ارتفعت األسعار بشكل كبير جدًا نتيجة ارتفاع الطلب عليها، فنصبوا الخيم وباتوا فيها أو افترشوا األرض هناك. وبعد مرور أكثر من أسبوعي على توسع القصف اإلسرائيلي على لبنان ونـزوح مئات آالف اللبنانيي، ال يزال لبنانيون كثر يفترشون الكورنيش بسبب عدم وجـــود خــيــارات بـديـلـة، فـي حـن اخـتـار أحــد النازحي العودة إلى البقاع. يقول هذا النازح لـ«الشرق األوسـط»: «نزحنا من البقاع إلى بيروت هربا من القصف العنيف الذي أصاب منطقتنا، ولـم نتمكن من حمل أغراضنا وحاجياتنا مـعـنـا، ولـــم نعلم إلـــى أيـــن سـتـكـون الـوجـهـة. كـنـا نريد مـكـانـا يــأويــنــا، لكننا اصـطـدمـنـا بـأسـعـار اإليـــجـــارات 6 املرتفعة في بيروت؛ إذ طلب منا أحدهم ألف دوالر و أشهر سلفا إليجار شقة في بيروت، وهو مبلغ يفوق قدرتنا املادية بكثير». ويضيف: «لم يكن أمامنا خيار سوى الكورنيش، فلجأنا إليه، وبقينا هناك أكثر من ثمانية أيـام نأكل وننام داخـل سيارتنا، أنـا وأخـي وزوجته الحامل في شهرها الثامن، ومعنا والدتي وأطفالي، وعانينا ما عـانـيـنـاه، خـصـوصـا بالنسبة لـــي؛ كـــون إحـــدى قـدمـي مـــبـــتـــورة، وظــــــروف الـــحـــيـــاة عــلــى الـــكـــورنـــيـــش صعبة لــلــغــايــة؛ لــــذا كــــان الـــصـــمـــود فـــي ظـــــروف كـــهـــذه صعبا ومرهقا». وعن مراكز اإليواء يقول: «لم نتمكن من حجز مكان لنا بسبب تأخرنا فـي الـنـزوح. كانت املـراكـز قد امتألت فور وصولنا إلى بيروت. ورغم ظروف الحرب الصعبة للغاية في البقاع وخطر املـوت في أي لحظة قررنا العودة إلى هناك». وال يجد آخرون خيارات أخرى غير انتظار مركز إيواء قبل الشتاء. ويقول نازح آخر لـ«الشرق األوسط»: أيـــام، ومــا زلـنـا نفترش 10 «نـزحـت أنــا وعائلتي منذ الـكـورنـيـش هـنـا، لكن لـ سـف، لـم تـقـدم الــدولــة لنا أي مساعدات». بيروت: حنان حمدان نازحون ينامون على األرض في بيروت (أ.ف.ب)

RkJQdWJsaXNoZXIy MjA1OTI0OQ==