issue16756

فــات أوان مناقشة مـا إذا كـان فتح جبهة جنوب 2023 ) لـبـنـان فـــي الــثــامــن مـــن أكــتــوبــر (تــشــريــن األول بـــهـــدف مــســانــدة جـبـهـة غـــــزة، كــمــا أعـــلـــن «حـــــزب الــلــه» يــومــذاك، قـد حقق األهــــداف املــرجــوّة مـنـه، ال سيّما أن الحرب اإلسرائيليّة املتواصلة دون هوادة منذ أكثر من ألـف شهيد، 40 عـام قـد أدّت إلـى سقوط مـا يزيد على واآللــة مستمرة، فضال عن تدمير القطاع بشكل شبه تـام وتحويله إلـى منطقة غير قابلة للعيش لسنوات إلى األمام. فات األوان ألن الخشية التي كانت قائمة من توسع الحرب نحو لبنان وعاصمته وضاحيتها الجنوبيّة، باإلضافة طبعًا إلى مناطق الجنوب والبقاع والبقاع الغربي؛ قد أصبحت بمثابة األمر الواقع، وبات الوضع يحتاج إلى من يوقفه ويضع حدًا له، وهو غير متاح راهـــنـــ بـسـبـب الـــدعـــم الـــغـــربـــي، خــصــوصــ األمـــيـــركـــي، إلسرائيل في عملياتها العسكريّة ضد لبنان. ثمّة مالحظات ال بد من تسجيلها في هذا السياق: أوالً: على الرغم من «البروباغاندا» اإلسرائيليّة املــــركــــزة الـــتـــي يـــقـــودهـــا رئـــيـــس الـــــــــوزراء اإلســـرائـــيـــلـــي بنيامني نتنياهو وعـــدد مـن الناطقني بـاسـم جيشه، من أن الحرب هي حرب ضد «حزب الله» وليست ضد لبنان، تثبت األرقام بصورة يوميّة وبما ال يترك مجاال لـلـشـك أن هـــذه الـــروايـــة غـيـر صـحـيـحـة عـلـى اإلطــــ ق، 10 شهيد وأكثر من 2200 والدليل سقوط ما يزيد على أكتوبر)، في حني سقط في خالل 11 آالف جريح (حتى شهيد. 1200 نحو 2006 ) حرب يوليو (تموز وفـــي هـــذا املــجــال، ثـمّــة تــســاؤالت مـشـروعـة يحق للبنانيني أن يـسـألـوهـا، فـي مقدمها مـا يتصل بحق إســرائــيــل فـــي اسـتـبـاحـة بـــ دهـــم بـالـكـامـل بـــرًا وبـحـرًا وجـــــوًا، وصـــــوال إلــــى قــصــف أحـــيـــاء سـكـنـيّــة وشـعـبـيّــة بأكملها ملجرّد اشتباهها بوجود عناصر أو قياديني من «حزب الله» في محيطها. ثانيًا: نقلت القيادة اإلسرائيليّة أهـــداف الحرب من إعادة سكان الشمال إلى «بيوتهم» إلى إعادة رسم خريطة الشرق األوســط. وإذا كانت الحقبات السابقة الـتـي حـصـل فيها تـشـكّــل الــشــرق األوســــط الـجـديـد في إطــــار تــــوزّع نــفــوذ بــ دول وإمــبــراطــوريــات متهالكة قد شهدت، رغم مساوئها، تـوازن قوى معيّنًا؛ فإن ما يحدث راهنًا يتصل بترسيم خريطة جديدة بمشيئة إسرائيليّة صرفة، وهو يذكر بكالم أميركي سابق عن «الشرق األوسط الجديد»، الذي لم يكن مشروعًا براقًا بطبيعة الحال. وال يـمـكـن إشـــاحـــة الـنـظـر عــمّــا نُــشــر ويُــنــشــر عن انتعاش مشروع إسرائيل الكبرى، ومن ضمنه التوسع نحو جـنـوب لبنان وصـــوال إلــى احـتـ لـه واستعماره وبناء املستوطنات، وما نُشر من مقابلة متلفزة لوزير املاليّة اإلسرائيلي، بتسلئيل سموتريتش، جدد فيها الحديث عن «أحالم األجداد»، يشي بالقليل مما يُخطط له، أو أقله يُفكّر فيه، تيار اليمني الديني املتطرف في إسرائيل. لقد بــات واضـحـ أن الــصــراع فـي إسـرائـيـل خالل الـسـنـوات القليلة املـاضـيـة هـو بـ املتطرفني واألكـثـر تـطـرفـ ، حـتـى األصـــــوات املـــحـــدودة الـتـي كـانـت تـنـادي بـالـسـ م تــكــاد تــكــون قــد انـــدثـــرت تـمـامـ ولـــم يـعـد لها أي تأثير. إسرائيل تخوض حروبًا على عـدة جبهات منذ أكثر من سنة، وهي املرة األولـى التي تطول فيها الحروب إلى هذا املدى الزمني الطويل مع ما رافقه من سقوط املئات من القتلى في صفوف الجنود والضبّاط في الجيش اإلسرائيلي. ألجل كل ذلك، لن تكون حرب لبنان قابلة للتوقف فـــي وقــــت قـــريـــب، ال ســيّــمــا أن إســـرائـــيـــل تـسـعـى لـــزرع الشقاق بني صفوف اللبنانيني والتأليب فيما بينهم، وهو ما يتطلب وعيًا وصبرًا وحكمة في التعامل معه بما ال يؤدي إلى اندالع نزاعات أهليّة مجددًا في البلد املنشطر على ذاتـه، الذي تغذيه االنقسامات الطائفيّة واملذهبيّة والوالءات الخارجيّة املتناقضة التي تعكس نفسها في الساحة املحليّة اللبنانيّة. املطلوب لبنانيًا هو اإلسراع في انتخاب شخصيّة تـــوافـــقـــيّـــة لـــرئـــاســـة الـــجـــمـــهـــوريّـــة ال يُـــشـــكّـــل انـتـخـابـهـا استفزازًا ألحد، أو يمنح للبعض شعورًا بالغلبة على حساب أي طرف لبناني مهما كانت الظروف الراهنة. حـتـى لـــو تـمـكـن أي رئــيــس مـــن «الــتــســلــل» إلـــى القصر الــجــمــهــوري بـــأصـــوات مـجـمـوعـة مـــن الـــنـــواب، فـــي ظل اعتراض قوى وازنـة أخـرى، فإنه لن يتمكن من الحكم في واليته، ليس ألن اللعبة الديمقراطيّة ليست صالحة فـي لـبـنـان، بـل ألن مــوازيــن الـقـوى فـي لبنان ال تسمح بذلك. هذه التحديات الخطيرة تتطلب مقاربات جديدة، وتبقى األولوية املطلقة لوقف إطالق النار. منذ اندالع الحرب في غزة، بعد عملية السابع من أكتوبر (تشرين األول)، جُوبِه كل تحذير لـ«حماس»، وتـــحـــديـــدًا لـيـحـيـى الـــســـنـــوار، بــحــمــ ت مـــن الـتـخـويـن وحفلة شتائم، واليوم يعرف الجميع أن كل الفرص قد ضاعت إلنقاذ ما يمكن إنقاذه. اليوم الخوف على لبنان من نفس املصير، فكل فرصة ضائعة إلنقاذ لبنان الدولة والكيان من الصعب أن تتكرر بالغد، مـا يرفضه لبنان الـيـوم سيكون من الصعوبة الحصول عليه فـي الـغـد، والتأخير تدمير بالنسبة للبنان واللبنانيني. هـــــذا لـــيـــس تـــهـــويـــ ً، وال تـــخـــويـــفـــ ، بــــل تــحــذيــر، فـــاألحـــداث فــي لـبـنـان اآلن، وعــلــى صـعـوبـتـهـا، ليست الذروة، ولم تصل حتى إلى نصف ما هو متوقَّع، وهذا ليس ضرب وَدَع، بل قراءة دقيقة وباردة لألحداث. هـــذه الـــقـــراءة هــي عـطـف عـلـى مــا فـعـلـه، ويفعله، نتنياهو بغزة، واآلن في لبنان، وتحديدًا ضد «حزب الله»، وعلى ما فعله ويفعله نتنياهو أيضًا في إيران، ومـعـهـا، وســـط قـبـول دولــــي، ولـيـس عــجــزًا، كـمـا يـــردّد البعض. عملية السابع من أكتوبر، وهو ما أدركه كُثر اآلن وبعد تأخير، بالنسبة إلسرائيل، هي بمثابة أحداث سبتمبر (أيـلـول) اإلرهـابـيـة بـالـواليـات املتحدة، التي على إثـرهـا نشبت حـربـان، وسقط نـظـامـان، وهــذا ما يبدو أن الغرب، وتحديدًا واشنطن، قد اقتنع به. الــــيــــوم، الــجــمــيــع فـــي الــــغــــرب، يــــرى أن نـتـنـيـاهـو استطاع، مـثـ ً، تصفية جُــل املطلوبني أمنيًا مـن قِبل واشنطن في «حـزب الله»، مع تسديد ضربات مؤملة، وربـمـا كسر، ألذرع طـهـران فـي لبنان وســوريــا، وهـذا مطلب دولي لم يستطع الغرب تحقيقه. الـجـمـيـع يـــرى أن هــنــاك فــرصــة الــيــوم السـتـعـادة لبنان الدولة، كيانًا ومؤسسات، وإذا أراد «حزب الله» التحول إلى حزب سياسي فال ضير بذلك، ولكن دولة تمتلك الـسـ ح، وقـــرار الـحـرب والسلم، وليست ذراعـ إليران. بـالـنـسـبـة لــواشــنــطــن، فــقــد «اســـتـــقـــرت عــلــى نهج مختلف تمامًا، وهو ترك الصراع الدائر في لبنان يأخذ مـــســـاره»، حـيـث «تـــراجـــع املــســؤولــون األمـيـركـيـون عن دعواتهم لوقف إطالق النار، بدعوى تغيُّر الظروف»، حسب «رويترز» باألمس. وقال املتحدث باسم الخارجية األميركية، ماثيو ميلر، بمؤتمر صحافي: «ندعم إسرائيل في شن هذه الهجمات، بهدف تدمير البنية التحتية لـ(حزب الله)، حتى نتمكّن فـي نهاية املـطـاف مـن الـتـوصـل إلــى حل دبلوماسي». وعليه، فـإن األصعب قــادم ال محالة، وستستمر إسرائيل في تدمير بنية «حزب الله»، والهجوم البرّي، وأيـــــ كــــان مـــســـتـــواه، قــــــادم، وقــــد يـــكـــون أشـــــرس بـحـال تـصـاعـدت األمــــور بـلـبـنـان، أو مــع إيــــران الــتــي تعيش تحت وطأة االنتظار املُقلِق من نوعية الرد اإلسرائيلي. يــحــدث كــل ذلـــك وســـوريـــا الــيــوم لـيـسـت مـثـل عـام ، وإيران باتت في مواجهة مباشرة مع إسرائيل، 2006 ومَــعـنِــيّــة بحماية مصالحها اآلن، وأكــثــر مــن حماية نفوذها بلبنان، مـع تعهّد أميركي بحماية إسرائيل أمام أي تصعيد إيراني. ولــذا فعلى الساسة فـي لبنان استيعاب الخطر الـــقـــادم، واسـتـيـعـاب أن مــا يـرفـضـونـه الــيــوم لــن يُــتـاح غدًا، والرسالة األخيرة، واألهم، هي للسيد نبيه برّي، مـفـادهـا أن عليه واجـبـ تاريخيًا اآلن؛ لـعـدم تضييع فرصة إرســـاء الـدولـة اللبنانية، ولكيال يُــقـال غــدًا عن املرحلة وساستها بلبنان: «تُذكر وال تنعاد». إســــرائــــيــــل دولــــــة مُـــقـــلـــقـــة لــــجــــوارهــــا ويـنـبـغـي أن تــكــون كـــذلـــك. فـهـي وحـــدهـــا الـــقـــوّة الـــنـــوويّـــة في املـنـطـقـة، ال تـتـقـيّــد بـالـقـوانـ الـــدولـــيّـــة، وال تـبـذل، في حروبها ذات البعد اإلبـــاديّ، أي جهد ملحوظ لتمييز املدنيّني عن العسكر. وبعنجهيّة مجرمة ال ترتدع عن أعمال كقصف مقار القوّات الدوليّة متى اعـتـرضـت سبيل تـقـدّمـهـا. فــوق هـــذا، تـأتـي الحرب األخيرة – الراهنة لتعلن عن تمتّعها بتفوّق تقني هائل حيال بلدان منطقتها. والتقنيّة قابلة، تبعًا ملنطق ما قد يحكم استخدامها، أن تُميت مرّتني، مرّة بممارستها القتل املُعمّم، ومـرّة ألن أصحابها قد يقدِّمونها بوصفها حاملة إليديولوجيا بديلة لإليديولوجيا، وبديلة تاليًا للسياسة. فإذا أضيفت عـنـاويـن صــارخــة نعيشها يـومـيّــ فــي ظـــل أحـــزاب إسرائيل الحاكمة، من رفض أليّة دولة فلسطينيّة، إلــى تشجيع االستيطان فـي الـضـفّــة الـغـربـيّــة، إلى إشاعة وعي قومي – ديني متزمّت، توافر ما يكفي من أسباب تدعونا إلى تربية املناعة حيالها، وإلى التفكير في كيفيّة تطويق مخاطرها بالسياسة. لكن من أين نأتي باملناعة؟ جـذر املشكلة يعود إلـى أحوالنا، وإلــى الهوّة الفاصلة بينها وبني القول والسلوك. فتقليديًّا، قُدّم املـوقـف مـن إسـرائـيـل، فـي تـجـاربـه الكثيرة، بكونه شيئًا عابرًا لحدود الدول التي تُجاورها. لكن دول الجوار املذكورة تعاني كلّها افتقارًا إلى املناعة، أيّة مـنـاعـة. فهي ضعيفة الـدولـتـيّــة، عميقة االنشطار والـــــتـــــذرّر، تــتــقــاذفــهــا عـــواطـــف ووالءات، طـائـفـيّــة وإثــنــيّــة وجـمـاعـاتـيّــة، تنخفض عــن ســويّــة الـدولـة والوطن. وهذا إنّما يؤسّس لذاك التناقض الرهيب بـــ اإلقـــبـــال عــلــى دعــــوة عـــابـــرة لــلــحــدود وبـاهـظـة األكــ ف وبـ تكوين متصارع في ما بني أجزائه، يـهـبـط بـهـا جـمـيـعـ إلـــى مـــا دون الـــدولـــة والـــوطـــن. والـراهـن أنّــنـا كلّما كنّا ننفخ التعبير (كـــأن نقول: فلسطني معركة الـعـرب الكبرى أو أنّــهـا البوصلة) كنّا نكتشف خواء املضمون الفعلي للتعبير. فاملشرق العربيّ، غير القومي وغير الوطني رغـــم زعـــم امـتـ كـهـمـا، وجـــد نفسه مـنـذ عـقـود يُـــزَج فــي مـعـركـة مـوصـوفـة بـالـقـومـيّــة والــوطــنــيّــة. ليس هـــذا فـحـسـب، إذ الـطـريـقـة الـتـي قُـــدّمـــت بـهـا مسألة إســرائــيــل، أو اسـتُــخـدمـت فـيـهـا، ضـاعـفـت التشقّق الـداخـلـي للبلدان املعنيّة جاعلة مناعتها أضغف فــــأضــــعــــف. حــــتّــــى فـــــي فـــلـــســـطـــ نـــفـــســـهـــا، تـعـيـش «القضيّة» في جوار انشطارات أهليّة كبرى لم تكن عـديـمـة اإلســـهـــام فـــي الـــحـــؤول دون تـشـكّــل وطـنـيّــة فلسطينيّة ذات أدوات سياسيّة مستقلّة. وبـــــــدل أن يــــكــــون لـــهـــا دور تــــوحــــيــــديّ، كــــرّت الـتـجـارب التي تقول إن النتاج األبـــرز لهذا املسار إمـعـان فـي تجزئة املـجـزّأ، وفـي وضـع األجـــزاء على تخوم الحرب األهليّة. وهــذا على الضد تمامًا من أدبيّات الوهم والخطابة التي زعمت قيام الوطنيّات على قاعدة وحيدة هي الصراع مع إسرائيل، موكلة إلى الصراع هذا ما يفوق طاقته، بل ما يعارضها أحيان ًا. بـــهـــذا املـــعـــنـــى، كـــــان مــــن أبــــــرز أســــبــــاب فـــقـــدان املـنـاعـة فــي املــشــرق عـــدم الـتـعـامـل بـجـد مــع املسألة الفلسطينيّة – اإلسرائيليّة. والتعامل بجد يعني، قــبــل أي شــــيء، عــــدم تـحـويـلـهـا مَــهــربــ مـــن بنائنا ملجتمعات أكـثـر انسجامًا ولـــدول أكـثـر استحقاقًا لالحترام ال تعبث بها امليليشيات. هكذا نكف عن جعل مسألة فلسطني وإسرائيل ذريعة، ولو مقدّسة لفظيًّا، لجماعة أهليّة بعينها في مواجهة جماعات أخــرى، أو لحاكم في مواجهة شعب. فسلوك كهذا ال يكتفي بإعدام املناعة حيال إسرائيل، بل يسهم فــي إســبــاغ جــاذبــيّــة، لـــدى الـجـمـاعـات الـخـائـفـة أو املقهورة، على النموذج اإلسرائيلي املتفوّق. وإنّـــمـــا بـسـبـب مــوقــع «الــقــضــيّــة» مــن الــحــروب والـــنـــزاعـــات األهـــلـــيّـــة، وبـسـبـب اســتــحــواذ األنـظـمـة األمنيّة (سوريّا) ثم الدينيّة (إيـران) عليها، نشأت ظاهرات كريهة كان من تعابيرها األخيرة ما أُسمي بـ»الشماتة» أو بــ»االخـتـراق» عبر جواسيس قد ال يكون املـال بالضرورة دافعهم، بل االحتجاج على وضع قائم مفروض ذي ترجمة أهليّة أو سياسيّة غير مقبولة. ولـــــديـــــنـــــا تــــجــــربــــة أخــــــــــــرى، ربّــــــمــــــا أفــــادتــــنــــا اســـتـــعـــادتُـــهـــا، مـــع املـــنـــاعـــة وفـــقـــدانـــهـــا فـــي الــعــ قــة باالستعمار واالستقالل. فقبل بناء الدول الوطنيّة، وُجـــــــدت مـــنـــاعـــة فــعــلــيّــة حـــيـــال االســـتـــعـــمـــار عـــبّـــرت عنها قـــوى وأحــــزاب وأشــخــاص وحــركــات شعبيّة عريضة. لكن بعد قيام تلك الدول، وتحوّل مناهضة االستعمار إلــى غـطـاء لفظي وظيفته التكتّم على هزالها وقمعها، بتنا أمام مناعة زائفة ومصنوعة هـي التعبير عـن الالمناعة الفعليّة. هكذا تعايش الضجيج الوظيفي واملنتفخ في مناهضة استعمار ولّــى مع الترحّم املتعاظم على الزمن االستعماري والتعبير بأشكال كثيرة عن الحنني إليه. وفي املوضوع اإلسرائيليّ، ال تقتصر التعابير عن ضعف املناعة على «الشماتة» و»االختراق»، وال حتّى على الشعارات الصاخبة عن «قضيّة العرب الــكــبــرى» و»الــبــوصــلــة» وســواهــمــا. فـهـنـاك أيـضـ ، مـــن طــــرف املــعــنــيّــ املــبــاشــريــن بـــالـــصـــراع، الــكــذب على املـواطـنـ بانتصارات زائـفـة، واالسـتـعـدادات الـــخـــصـــبـــة لــلــتــضــحــيــة بــــاملــــدنــــيّــــ ، ومـــــــلء الـــعـــالـــم بـالـكـلـيـشـيـهـات الـنـضـالـيّــة الـسـخـيـفـة واملـمـجـوجـة وســـوى ذلــك مـمّــا تسخو بـه الـحـرب الـراهـنـة. هكذا ترتفع الدعوات إلى صناعة املستحيل فيما يتبدّى عجزنا الهائل عن صناعة املمكن. وإذا جاز لنا أن نستخدم، بقدر من التصرّف والـتـحـويـر، ثنائيّة الشعر والتقنيّة الـهـايـدغـريّــة، قلنا إنّــنـا نعيش صـراعـ ضـاريـ بـ تقنيّة قاتلة وشعر رديء. فكيف ومن أين تأتي املناعة؟ OPINION الرأي 12 Issue 16756 - العدد Sunday - 2024/10/13 األحد على ساسة لبنان الحذر ماذا بعد وقف إطالق النار في لبنان؟ كيف نربّي مناعة حيال إسرائيل؟ وكيل التوزيع وكيل االشتراكات الوكيل اإلعالني المكـــــــاتــب المقر الرئيسي 10th Floor Building7 Chiswick Business Park 566 Chiswick High Road London W4 5YG United Kingdom Tel: +4420 78318181 Fax: +4420 78312310 www.aawsat.com [email protected] املركز الرئيسي: ٢٢٣٠٤ : ص.ب ١١٤٩٥ الرياض +9661121128000 : هاتف +966114429555 : فاكس بريد الكتروني: [email protected] موقع الكتروني: www.arabmediaco.com هاتف مجاني: 800-2440076 املركز الرئيسي: ٦٢١١٦ : ص.ب ١١٥٨٥ الرياض +966112128000 : هاتف +9661٢١٢١٧٧٤ : فاكس بريد الكتروني: [email protected] موقع الكتروني: saudi-disribution.com وكيل التوزيع فى اإلمارات: شركة االمارات للطباعة والنشر الريـــــاض Riyadh +9661 12128000 +9661 14401440 الكويت Kuwait +965 2997799 +965 2997800 الرباط Rabat +212 37262616 +212 37260300 جدة Jeddah +9661 26511333 +9661 26576159 دبي Dubai +9714 3916500 +9714 3918353 واشنطن Washington DC +1 2026628825 +1 2026628823 املدينة املنورة Madina +9664 8340271 +9664 8396618 القاهرة Cairo +202 37492996 +202 37492884 بيروت Beirut +9611 549002 +9611 549001 الدمام Dammam +96613 8353838 +96613 8354918 الخرطوم Khartoum +2491 83778301 +2491 83785987 عمــــان Amman +9626 5539409 +9626 5537103 صحيفة العرب األولى تشكر أصحاب الدعوات الصحافية املوجهة إليها وتعلمهم بأنها وحدها املسؤولة عن تغطية تكاليف الرحلة كاملة ملحرريها وكتابها ومراسليها ومصوريها، راجية منهم عدم تقديم أي هدايا لهم، فخير هدية هي تزويد فريقها الصحافي باملعلومات الوافية لتأدية مهمته بأمانة وموضوعية. Advertising: Saudi Research and Media Group KSA +966 11 2940500 UAE +971 4 3916500 Email: [email protected] srmg.com حازم صاغيّة جذر المشكلة يعود إلى أحوالنا وإلى الهوّة الفاصلة بينها وبين القول والسلوك الجميع يرى أن هناك فرصة اليوم الستعادة لبنان الدولة طارق الحميد التحديات الخطيرة تتطلب مقاربات جديدة وتبقى األولوية المطلقة لوقف إطالق النار رامي الريّس

RkJQdWJsaXNoZXIy MjA1OTI0OQ==