issue16755

4 حربمتعددةالخرائط NEWS ASHARQ AL-AWSAT Issue 16755 - العدد Saturday - 2024/10/12 السبت أبرز بنودها نزع سلاح «حزبالله» وانتخاب رئيس للجمهورية «ورقة تفاهمات» أميركية لوقف الحرب وإعادة الاعتبار للدولة اللبنانية كـــشـــف وزيـــــــر الـــخـــارجـــيـــة الأمـــيـــركـــي أنـــتـــونـــي بـلـيـنـكـن أن إدارة الـــرئـــيـــس جو بـايـدن شـرعـت فـي مـحـادثـات دبلوماسية مــــع المــــســــؤولــــن فــــي بـــــيـــــروت، وأصــــحــــاب المصلحة الإقليميي والـدولـيـن؛ مـن أجل مـــســـاعـــدة الــــدولــــة الــلــبــنــانــيــة عـــلـــى بـسـط سلطتها على أراضـيـهـا، وتطبيق قـــراريْ اللذين ينصّان 1701 و 1559 مجلس الأمن عـــلـــى نــــــزع أســـلـــحـــة المـــيـــلـــيـــشـــيـــات، ومــنــع انتشار المسلّحي والأسلحة غير التابعي للدولة فـي منطقة عمليات الـقـوة المؤقتة لــأمــم المــتــحــدة فـــي لــبــنــان «الـيـونـيـفـيـل». وعــــلــــمــــت «الـــــــشـــــــرق الأوســـــــــــــط» أن كــبــيــر الــدبــلــومــاســيــن الأمـــيـــركـــيـــن، وغـــيـــره من المسؤولي المعنيي بملف لبنان في إدارة بايدن، وبينهم خصوصاً المنسق الخاص للبيت الأبــيــض للبنية التحتية العالمية وأمـن الطاقة آمـوس هوكستي، والمبعوث الأميركي الخاص للشرق الأوسط وشمال أفريقيا بريت ماكغورك، ومساعِدة وزير الـخـارجـيـة لــشــؤون الــشــرق الأدنــــى بـاربـرا ليف، شرعوا في إعــداد «ورقــة تفاهمات» جــديــدة تــحــدد الـعـنـاصـر المـطـلـوبـة لوقف الحرب بي إسرائيل و«حزب الله». وشملت اتـصـالات بلينكن لبنانياً رئـيـس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي، في حي اتصل هوكستي بمساعد لرئيس مجلس الــــنــــواب نــبــيــه بــــــري، ومــــاكــــغــــورك بـــوزيـــر الــخــارجــيــة عـبـد الــلــه بـوحـبـيــب. وشـمـلـت الاتـــصـــالات مــســؤولــن لـبـنـانـيـن آخــريــن. وتـركـز هـذه التفاهمات على إعـــادة فرض السلطات اللبنانية الرسمية هيبتها على كل الأراضي اللبنانية، ونزع سلاح «حزب الـــلـــه» وغـــيـــره مـــن المـيـلـيـشـيـات المــســلّــحــة، ، ومنع انتشار أي 1559 استناداً إلى القرار سلاح في منطقة عمليات «اليونيفيل» بي الخط الأزرق ونهر الليطاني، طبقاً للقرار .1701 وتُشدد التفاهمات، في الوقت نفسه، على تقوية مؤسسات الدولة اللبنانية، بما في ذلك إنهاء الشغور الرئاسي المستمر منذ سنتي، وانتخاب رئيس جديد للجمهورية بـــالـــتـــوافـــق. ولـــــم يــكــشــف الـــدبـــلـــومـــاســـيـــون الأميركيون أسماء المسؤولي الإسرائيليي، الذين يجري التواصل معهم لهذه الغاية، علماً بأن الرئيس جو بايدن أثـار موضوع لبنان و«حــزب الـلـه»، خـ ل اتصاله الأخير مـــع رئـــيـــس الــــــــوزراء الإســـرائـــيـــلـــي بـنـيـامـن نتنياهو. ولـم تنتقل المـحـادثـات حتى الآن إلـــى مـرحـلـة تـحـديـد الأولــــويــــات، عـلـمـ بـأن الـجـانـب الأمـيـركـي يـركـز عـلـى عـــودة سكان جـنـوب لـبـنـان، وكـذلـك شـمـال إسـرائـيـل إلى مُدنهم وبلداتهم وقراهم. المشكلة مع إيران وكــــــــــــان بــــلــــيــــنــــكــــن يـــــتـــــحـــــدث مـــع الصحافيي، على هامش اجتماعات رابطة دول جنوبشرق آسيا «آسيان» فــــي فـــيـــنـــتـــيـــان، لاوس، إذ أفـــــــاد بـــأن المـجـمـوعـة نـاقـشـت الــنــزاع فــي الـشـرق الأوسط، مضيفاً أن الولايات المتحدة «تُــــواصــــل الانــــخــــراط بــشــكــل مـكـثـف» لمنع اتساع رقعة الحرب في المنطقة، بالتركيز على «إعـادة جميع الرهائن إلى ديارهم، وتقديم المساعدة لسكان غـزة (...) وإنـهـاء الـصـراع، والتوصل إلــــــى حـــــل دبــــلــــومــــاســــي فـــــي لـــبـــنـــان». وكـــرر «دعـــم حـق إسـرائـيـل فـي الـدفـاع عـــــن نـــفـــســـهـــا ضـــــد إيـــــــــران ووكـــ ئـــهـــا الإرهــــابــــيــــن، وإيــــجــــاد مـــســـار لــوقــف دائــــــرة الــعــنــف والـــتـــحـــرك نــحــو شــرق أوسط أكثر تكاملاً وازدهاراً». ورداً عـــلـــى ســـــــؤال، أكـــــد بـلـيـنـكـن أن إدارة الــرئــيــس جـــو بـــايـــدن تعمل لـ«محاولة منع الصراع في غزة (...) من الانتقال إلى أماكن أخرى وجبهات أخرى (...) سواء فيما يتصل بلبنان، أو فـيـمـا يـتـصـل بــإســرائــيــل وإيـــــران، أو الـــحـــوثـــيـــن، أو الـــجـــهـــات الـفـاعـلـة المختلفة». لكن «المؤسف أننا نواجه ما يسمى محور المقاومة الذي تقوده إيــــــــــران، والـــــــــذي يـــســـعـــى إلــــــى إنـــشـــاء جـبـهـات أخــــرى فــي أمــاكــن مختلفة». وأضــاف: «نحن نعمل بجدّ من خلال الـــــــردع والـــدبـــلـــومـــاســـيـــة لمـــنـــع حــــدوث ذلك». القرار للبنانيين وفي ما يتعلق بمستقبل لبنان، قال كبير الدبلوماسيي الأميركيي إن «الأمر يعود إلـى الشعب اللبناني، وليس لأي طـــرف آخــــر، ولــيــس لأي طـــرف خــارجــي، سواء أكانت الولايات المتحدة أم إسرائيل أم أيـ من الأطــراف الأخــرى في المنطقة». بَـيْـد أنــه رأى أن «الشعب اللبناني لديه مــصــلــحــة قـــويـــة فــــي أن تـــفـــرض الـــدولـــة نفسها وتـتـحـمـل المـسـؤولـيـة عــن الـبـ د ومـــســـتـــقـــبـــلـــهـــا»، مـــــذكّـــــراً بــــــأن «مــنــصــب الـــرئـــاســـة ظــــلّ شـــاغـــراً لمــــدة عـــامـــن حتى الآن. وبالنسبة للشعب الـلـبـنـانـي، فـإن وجــود رئيس للدولة سيكون أمــراً بالغ الأهمية». واســتــدرك أن «هـــذا الأمـــر يـعـود إلى اللبنانيي وحـــدهـــم، ولا أحـــد غـيـرهـم»، موضحاً أنــه «انـخـرط فـي مـحـادثـات مع بــلــدان فــي مختلف أنــحــاء المـنـطـقـة ومـع الـلـبـنـانـيـن أنــفــســهــم». واســتــنــتــج على أثـرهـا أن «هـنـاك رغـبـة قـويـة؛ ليس فقط مــن جـانـب عـــدد مــن الـبـلـدان الـتـي تشعر بالقلق إزاء لـبـنـان، بـل أيـضـ مـن جانب اللبنانيي أنفسهم في رؤية الدولة تقف على قدميها وتثبت حضورها وتتحمل المسؤولية عن حياة مواطنيها»، بما في ذلـك عبر مـلء الشغور الـرئـاسـي. وشـدد على أن هذه «جبهة»، على اللبنانيي أن يقرروا فيها مستقبلهم. وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن (أ.ب) واشنطن: علي بردى مسؤولون في إدارة بايدن شرعوا في إعداد «ورقة تفاهمات» لوقف الحرب ميقاتي: لبنان ملتزم بتطبيق 1701 القرار طـالـب رئـيـس الحكومة اللبنانية نـجـيـب مــيــقــاتــي الأمـــــم المـــتـــحـــدة بــقــرار وقــــف إطــــ ق نــــار «فــــــوري» فـــي لـبـنـان، مــــجــــدداً الـــتـــأكـــيـــد عـــلـــى الـــــتـــــزام لــبــنــان ومــوافــقــة «حــزب 1701 بتنفيذ الـــقـــرار الله» عليه. وفــي خـتـام جلسة للحكومة، قال مــيــقــاتــي إنــــه تــلــقــى اتــــصــــالاً مـــن وزيـــر الخارجية الأمـيـركـي أنتوني بلينكن، يـــصـــب فــــي إطــــــار الــتــنــســيــق الــحــاصــل والــســعــي الــجــدي لــوقــف إطــــ ق الــنــار، مــــشــــدداً عـــلـــى ضــــــــرورة «وقـــــــف قـصـف المدنيي على الأقل»، ومذكراً بما حصل مـــســـاء الـــخـــمـــيـــس، حـــيـــث ســـقـــط اثـــنـــان وعـــشـــرون شـهـيـداً وعـــشـــرات الـجـرحـى مـن المـدنـيـن، عند اسـتـهـداف إسرائيل مسؤول التنسيق والارتباط في «حزب الله» وفيق صفا، مؤكداً «هذا الموضوع غير مقبول على الإطلاق». وبينما أكد ميقاتي أن «أولويتنا الـيـوم ألا نكون مـع أحـد أو ضـد أحـد»، فـي رد على ســؤال حـول ارتـبـاط لبنان بجبهة غـــزة، وأن المـسـاعـي السياسية أدت إلـــــــــى تــــخــــفــــيــــف الـــــــــغـــــــــارات عـــلـــى الضاحية الجنوبية لبيروت، أعلن أن الـحـكـومـة طلبت مــن وزارة الخارجية والمـغـتـربـن «تـقـديـم طـلـب إلـــى مجلس الأمــــن الـــدولـــي نـــدعـــوه فـيـه إلـــى اتـخـاذ قــــرار بــالــوقــف الـــتـــام والـــفـــوري لإطـــ ق النار، مع التشديد على التزام الحكومة 1701 الــلــبــنــانــيــة بـتـنـفـيـذ الــــقــــرار رقــــم الـصـادر عن مجلس الأمــن بمندرجاته كـافـة لا سيما فــي شـقـه المتعلق بنشر الـــجـــيـــش فــــي جـــنـــوب لـــبـــنـــان، وتــعــزيــز حــضــوره عـلـى الـــحــدود اللبنانية بما من شأنه أن يضمن تنفيذ هذا القرار»، مـضـيـفـ : «الـــقـــاصـــي والــــدانــــي يـعـلـم أن الــــعــــدو الإســـرائـــيـــلـــي هــــو الــــــذي رفـــض الــــتــــجــــاوب مــــع مــــا طــــرحــــنــــاه فــــي هـــذا الاتجاه». وأشـــــار إلـــى أن «الـــنـــداء الـوطـنـي» الــــذي أطـلـقـه مـــع رئــيــس الــبــرلمــان نبيه بـــــــــري ورئـــــــيـــــــس الـــــــحـــــــزب «الــــتــــقــــدمــــي الاشـــتـــراكـــي» الــســابــق ولــيــد جـنـبـ ط، الأسـبـوع المـاضـي، «مبني على الموقف الـــدولـــي الأمــيــركــي والـفـرنـسـي والــــدول الاثـنـتـي عــشــرة المـــؤيـــدة لــوقــف الـحـرب يوماً، هو نداء باسم لبنان 21 وهدنة الـ ولأجـــل كـل لـبـنـان. وهـــذا الــنــداء صالح لــلــتــطــويــر، ولأن يـــكـــون نـــــداء جــامــعــ ، ويدنا ممدودة للتضامن مع كل القوى السياسية والقامات الوطنية». وجــــــــــدّد مـــيـــقـــاتـــي الــــتــــأكــــيــــد عــلــى «ضــرورة انتخاب رئيس للجمهورية؛ تحصيناً للبلد». وفــي رد على سـؤال ومـا 1701 عــن إمـكـانـيـة تطبيق الــقــرار بــقــي مــنــه قــــال مــيــقــاتــي: «يــبــقــى الـحـل الدبلوماسي مطروحاً على الطاولة من الذي لا يزال صالحاً. 1701 خلال القرار (حـزب الله) موافق أيضاً، وهـو شريك فـي هــذه الـحـكـومـة، ووافـــق الـيـوم على هـذا المـوضـوع ولا أعتقد أنـه يوجد أي تردد». كــــذلــــك، لـــفـــت مـــيـــقـــاتـــي، رداً عـلـى ســـؤال، إلـى أنـه «نتيجة المساعي التي بدأت يومي الاثني والثلاثاء الماضيي، والمـتـعـلـقـة بتخفيف الـتـصـعـيـد، خفت حدة الغارات على الضاحية الجنوبية، وخـفـت وتــيــرة الـتـصـعـيـد، وسـنـواصـل مـــ حـــقـــة هـــــذا المــــــوضــــــوع»، مــــؤكــــداً أن «ضرب المدنيي بهذه الطريقة، وإلحاق الأذى بهم وسقوط المزيد من الشهداء أمر لا يجوز بتاتاً». وعما إذا كانت الـولايـات المتحدة الأميركية تعدّ خطوة انتخاب رئيس للجمهورية شرطاً للوصول إلى وقف إطـــــ ق الـــنـــار، قـــــال: «لـــقـــد أثـــــار الـــوزيـــر بلينكن هـــذا المـــوضـــوع، وقــبــل انـتـهـاء المـكـالمـة معي قــال إن هـنـاك أمـــراً واحــداً بـــعـــد وهــــــو ضــــــــرورة انــــتــــخــــاب رئــيــس الجمهورية». وقفاً للعمال 1701 وأرسى القرار الحربية بي إسرائيل و«حزب الله» بعد .2006 حـــرب مـــدمّـــرة خــاضــاهــا صـيـف ويــــنــــصّ الــــقــــرار كـــذلـــك عـــلـــى انــســحــاب إســرائــيــل الــكــامــل مـــن لــبــنــان، وتـعـزيـز انـتـشـار قـــوة «الـيـونـيـفـيـل» فــي جنوب لبنان، وحصر الـوجـود العسكري في المنطقة الـحـدوديـة بالجيش اللبناني والقوات الدولية. بيروت: «الشرق الأوسط» شهادات ناجين من الغارات الإسرائيلية على بيروت أهالي النويري: عشنا رعباً مطلقاً ولم نتوقع هذه المجزرة «رعــب مطلق لا يمكن وصفه أو التعبير عنه بكلمات». هـذا ما عاشته إحـدى السيدات الــتــي تـقـطـن فـــي مـبـنـى قــريــب مـــن المـــكـــان الـــذي اســتــهــدفــتــه غــــــارة أمـــــس (الـــخـــمـــيـــس)، والـــــذي يشمل مباني سكنية في منطقة النويري بقلب الــعــاصــمــة بــــيــــروت، حـسـبـمـا قـــالـــت لــــ«الـــشـــرق الأوســــــــط». وأضــــافــــت: «وقـــتـــهـــا، كــنــت أحـضـر الـــطـــعـــام فـــي المـــطـــبـــخ، وســمــعــت ضـــربـــة قــويــة، أشـعـرتـنـي حينها بـــأن المـسـتـهـدف هــو المبنى سـنـة) 20( الــــذي أســكــن فــيــه. كــنــت أنــــا وابـــنـــي داخــــــل الـــشـــقـــة، ولـــــم أعـــلـــم كـــيـــف وصـــلـــت إلــيــه فــي ثـــــوانٍ. احـتـضـنـتـه كــأنــي أخـفـيـه فــي قلبي، ووقــفــنــا فـــي غــرفــة الــجــلــوس خــوفــ مـــن تحطم زجاج الشبابيك والأبواب، وبعد لحظات ملت صرخات الناس والاستغاثة الفضاء». وتحكي السيدة المذكورة كيف جمعت بعضحاجياتها فـــي حـقـيـبـة صــغــيــرة: «أخـــــذت مـعـي مـــا أحـتـاج للنوم لدى إحـدى صديقاتي. حجم الدمار في المكان حي نظرت من شرفة منزلي كـان هائلاً ومخيفاً. إنها مجزرة بحقنا نحن المدنيي، بكل ما للكلمة من معنى». وتــروي كيف عـادت في صباح اليوم التالي لتفقد المـكـان، وتـقـول: «لم أتوقع يوماً أن يتمّ قصفنا هنا. فلا مركز تابعاً لأي حزب سياسي، ولم تصل إلي أي تحذيرات أو إشاعات عن وجود أفراد أو أيّ طرف يخص (حزب الله)». ووفق آخر الإحصاءات الرسميّة، 22 ، بلغ عدد الضحايا جراء استهداف النويري جريحاً، وخـلّـف دمـــاراً هـائـً غيّر 117 قتيلاً و معالم الشارع هناك. نزوح فموت مـــن بـــن هــــؤلاء الــضــحــايــا، عـائـلـة محمد 56( أفــــراد، إذ تـوفـي هــو 5 حـمـوي المـؤلـفـة مــن سـنـة) 20( ســـنـــة) وابـــنـــه 54( ســـنـــة) وزوجــــتــــه ســــنــــة)، الـــتـــي لا تــــــزال فــــي عــــداد 14( وابـــنـــتـــه المـفـقـوديـن، بينما نـجـا ابـنـه الأكــبــر الـــذي كـان خارج المنزل الواقع في المبنى الذي استهدف. يقول ابن شقيقة محمد حموي لـ«الشرق الأوسط»: «نزح خالي من منزله في حي السلم بالضاحية الجنوبية لبيروت قبل أسبوعي تقريباً، هرباً من القصف المستمر هناك، ليشاء الـقـدر أن يستهدف المبنى السكنيّ الـــذي نزح إلـــيـــه، وهـــو لأحـــد أقـــاربـــنـــا». ويــضــيــف: «شـكّـل خبر استشهاده وعائلته صدمة بالنسبة لنا. حـاولـنـا الــتــواصــل مـعـه مــــراراً وفـشـلـنـا، لكننا علمنا بـالأمـر مـن ابنه الأكـبـر الــذي كــان يـؤدي الــصــ ة فــي الــجــامــع الــقــريـب مــن هــنــاك لحظة الاسـتـهـداف، وتمكن مـن الـنـجـاة». ويختم: «لا يمكن وصف حجم الألم الذي نشعر به». «شعرنا باقتراب الموت منّا» فــي المــكــان أيــضــ ، أنــــاس كـثـر أتــــوا لتفقد أحـــبـــاب وأقــــــارب لــهــم. تـمـر فـــي الـــشـــارع سـيـدة ستينيّة أتــت مـن منطقة الصنائع فـي بيروت لتطمئن على حـال أقاربها، وتقول إنها باتت تخاف الوجود في هذا الشارع، لكنها مضطرة »MK« لفعل ذلك، خصوصاً أن صوت مسيرة الـ لا يـفـارق المــكــان، مـا يعني أن هـنـاك هـدفـ آخر لإسرائيل لا يعلم الناس متى سيُضرب وأين ســيــكــون، بـيـنـمـا اخـــتـــار الــبــعــض الـــخـــروج من المكان تحسباً لأي طـارئ، لذا حملوا حقائبهم وغـــادروا إلـى مكان يعتقدون أنـه سيكون آمناً أكـــثـــر. وقــــد ذهــــب بـعـضـهـم إلــــى رفــــض الـحـجـة الإسـرائـيـلـيـة فــي تـبـريـر المــجــزرة الـتـي حصلت والـقـائـلـة إنـهـا اســتــهــداف لـلـقـيـادي فــي «حــزب الله» وفيق صفا، بدليل أنـه لم يكن يوجد في المـكـان، حسبما يقولون، في حي قـال أحدهم: «إن وجــود مسؤولي في (حــزب الله) أمـر غير مقبول في منطقة مكتظة سكانياً، ما يعرض حياة المئات للخطر في حال كان خبر وجودهم حقيقياً، إذ لا يمكن الوثوق بإسرائيل». وحتّى ساعات الظهيرة، كانت فرق الدفاع المدني المتخصصة في عمليات البحث والإنقاذ لا تــــــزال تــنــفــذ مـــهـــام الـــبـــحـــث ورفــــــع الأنـــقـــاض والمسح الميداني الشامل في المكان، وفق ما أكده عناصر من الدفاع المدني لـ«الشرق الأوسط». أمّــا سـوق النويري فإنها شبه خالية إّ مــن بـعـض المــــارة وأصــحــاب المــحــال الـتـجـاريّـة، الـــذيـــن قـــدمـــوا إلــــى المـنـطـقـة لـتـفـقـد مصالحهم والاطمئنان بأنه لم يصبها أيّ مكروه. وفـــي آخـــر الــشــارع الـــذي يـصـل إلـــى مكان الاســـتـــهـــداف بـــالـــســـوق، روى أحــــد الـخـيـاطـن لـــ«الــشــرق الأوســـــط»، كـيـف حـصـل الاسـتـهـداف أثناء وجوده في محله: «كانت لحظات مخيفة، حاولت أن أحمي رأسي من الزجاج الذي تناثر فـــي المـــكـــان، قـبـل أن أســتــوعــب الـــحـــدث وأخـــرج لألقي نظرة على مكان الغارة الإسرائيلية. لم أٌصَب بأذى جسدي والحمد لله، لكننا جميعاً مــــتــــألمــــون». واجــــهــــة مـــحـــل الـــخـــيـــاطـــة تـــضـــررت كغيرها مـن المـحـال الـتـجـاريّـة هـنـاك. ويـحـاول صـــاحـــب المـــحـــل لـصـقـهـا كـــي تــبــقــى مـتـمـاسـكـة ولا تـقـع بــالــكــامــل، فـتـسـقـط كـامـلـة عـلـى رأســـه هـــذه المـــرة حسبما يـخـبـرنـا، ويـضـيـف: «هـكـذا أقــــــوم بــتــدعــيــمــهــا، فــــي حـــــال قــــــررت إســـرائـــيـــل مـــعـــاودة قـصـفـنـا، وحـجـجـهـا بــضــرب المـدنـيـن الــــعــــزل بــــاطــــلــــة». ويـــســـاعـــد الـــخـــيـــاط فــــي ذلـــك جـــاره الستيني الـــذي يقطن فـي مبنى مجاور لـــ ســـتـــهـــداف، والـــــذي يـــقـــول بـــــدوره لـــ«الــشــرق الأوســـط»: «رعــب كبير عشناه بـالأمـس، يشبه إلى حد كبير ما شعرنا به حيال انفجار مرفأ بيروت. لا تشبهه قوة، ولكنه أثّر في نفوسنا. هــذه الـظـروف لـم نعِشها فـي بـيـروت منذ زمن طويل». ويتابع: «لكن مهما فعلت إسرائيل فلن نذهب ولن نغادر منازلنا». مشاهد الدمار من موقع الغارة الإسرائيلية على منطقة البسطة في بيروت الإدارية (رويترز) بيروت: حنان حمدان

RkJQdWJsaXNoZXIy MTI5OTky