issue16755

13 حــصــاد الأســبـوع ANALYSIS Issue 16755 - العدد Saturday - 2024/10/12 السبت حكومة بارنييه: تشكيلة وزارية ذات توجه يميني بــــــعــــــد أكـــــــثـــــــر مــــــــن أســـــــبـــــــوعـــــــن مـــن المـبـاحـثـات المُـضـنـيـة، الـتـي قـادهـا رئيس الوزراء ميشال بارنييه، تشكلّت الحكومة وزيراً، 41 الفرنسية الجديدة، المكوّنة من بـــعـــضـــهـــم لا يـــتـــمـــتـــع بــــخــــبــــرة حــكــومــيــة سـابـقـة، والـبـعـض الآخـــر وجـــوه معروفة سبق لها أن تقلّدت مناصب وزاريـــة في حـــكـــومـــات ســـابـــقـــة. أمـــــا الأهــــــم فــــي الأمــــر فهو التوجه اليميني الواضح للحكومة الـجـديـدة، بعدما تـوقّـع كثيرون حضوراً قــويــا لـلـيـسـار، والمـــاحـــظ أيــضــا احـتـفـاظ وزيـــر الــدفــاع بمنصبه. وفيما يلي أبـرز أسماء التشكيلة الوزارية: برونو روتايو وُلـــــد وزيـــــر الـــداخـــلـــيـــة الـــجـــديـــد قبل فـــــي مـــديـــنـــة شــــولــــي (شـــــمـــــال غـــربـــي 64 فرنسا)، وهو خريج معهد «سيانس بو» بباريس. بدأ نشاطه السياسي في حزب «الــحــركــة مــن أجـــل فـرنـسـا» ذات الـتـوجّـه 2012 الــيــمــيــنــي الـــســـيـــادي، وانـــضـــم فـــي إلـى حـزب «اليمي الجمهوري»، المسمى ســابــقــا «اتـــحـــاد حـــركـــة الــديــمــقــراطــيــن»، مشاركا في الحملة الانتخابية للرئيس الــســابــق، نـيـكـولا ســــاركــــوزي، كـمـا شغل منصب نائب. يـنـتـمـي روتـــايـــو لـلـيـمـن الـلـيـبـرالـي المـحـافـظ الـــذي يـنـادي بتطبيق «الــحُــزم» و«الــســيــاســات الـــصـــارمـــة»، خــاصــة فيما يتعلق بالهجرة. ولـقـد أعـلـن فــور تولّيه مهامّه أن مسألة ترحيل المهاجرين غير الشرعيي وقطع المساعدات الطبية عنهم ستكون في قلب اهتماماته. ديدييه ميغو ســنــة)، 72( وزيــــر الـــعـــدل الــجــديــد وُلـــــــــد فــــــي مــــديــــنــــة ســـــــان ســــنــــفــــوريــــان (جــنــوب غـربـي فــرنــســا)، خـريـج معهد الــــعــــلــــوم الـــســـيـــاســـيـــة بـــمـــديـــنـــة لـــيـــون. ينتمي إلـــى حـــزب الــيــســار الاشــتــراكــي (الوزير الوحيد من اليسار في حكومة بـــارنـــيـــيـــه)، وســـبـــق لــــه شـــغـــل مـنـصـب رئـــيـــس الــلــجــنــة المـــالـــيـــة بــالــبــرلمــان بي ، ثم الرئيس الأول لمحكمة 2010 و 2007 ،2020 إلـــــــى 2010 الــــحــــســــابــــات مــــــن ، رئيسا للهيئة 2020 وأصبح، في عام العليا لشفافية الحياة العامة. رشيدة داتي سنة)، 58( وزيـــرة الثقافة الـجـديـدة وُلدت في مدينة سان ريمي (شمال شرقي فرنسا) لأب جزائري وأم مغربية، خريجة حـقـوق فــي جـامـعـة بــاريــس - الـسـوربـون وهي أم لطفلة. تــنــتــمــي لــــ«الـــيـــمـــن الـــجـــمـــهـــوري»، وهـــــي وجـــــه مــــعــــروف عـــنـــد الــفــرنــســيــن؛ لشغلها منصب وزيرة العدل في حكومة ، وكانت قد بدأت 2007 فرنسوا فيون عام نـشـاطـهـا الـسـيـاسـي إلـــى جــانــب نيكولا ســــاركــــوزي حـــن عـيـنّـهـا مــســتــشــارة، ثم الناطقة الرسمية في حملته الانتخابية الناجحة. آن جونوتيه 61( وزيــــــــــرة الــــتــــربــــيــــة والـــتـــعـــلـــيـــم ســنــة)، وُلــــدت بضاحية نـــوي سـورسـان القريبة مـن بـاريـس، وهـي حاصلة على شـهـادة فـي الـطـب، وأخـــرى فـي الاتـصـال والتسويق. عاشت فترة طويلة في سنغافورة، حيث كـان زوجها يعمل، وفتحت هناك شركة لتوظيف خادمات البيوت. وبعد رجـــوعـــهـــا إلــــى فــرنــســا الــتــحــقــت بـحـزب الــــرئــــيــــس مــــــاكــــــرون، وانــــتُــــخــــبــــت نــائــبــة ، ثـــم نــائــبــة رئـيـس 2017 بـــالـــبـــرلمـــان فـــي .2022 كتلته «النهضة» عام سيباستيان ليكورنو 38( وُلـــــد وزيـــــر الــــدفــــاع الــفــرنــســي ســــنــــة) فــــي إقـــلـــيـــم الــــفــــال دواز (وســــط فــــــرنــــــســــــا)، وهـــــــــو خــــــريــــــج حــــــقــــــوق مـــن الــســوربــون. ينتمي إلـــى حـــزب «اليمي ،2017 الجمهوري». دخل الحكومة، عام وزير دولة للتحول البيئي والتضامني. ، عُـــــــــــنّ وزيـــــــــراً 2018 وفـــــــــي عـــــــــام لـــلـــمـــجـــتـــمـــعـــات الإقـــلـــيـــمـــيـــة، قـــبـــل نـيـلـه حقيبة أقاليم ما وراء البحار في صيف . انـتُـخـب عــضــوًا فــي مجلس 2020 عـــام الـشـيـوخ عـن إقليم الأور (شـمـال غربي فـــرنـــســـا)، فـــي أكـــتـــوبـــر (تـــشـــريـــن الأول) ، عُـــــــنّ وزيــــــراً 2022 . وفــــــي عــــــام 2020 للدفاع. فور تولي بارو مهام منصبه الجديد باشر تنظيمزيارة للشرق الأوسط تهدف إلى بحث النزاع مع مختلف الأطرافومحاولة حلحلة الوضع المتأزم معلناً: «لقد حان وقت الدبلوماسية» فور تولي بارو مهام منصبه، باشر وزير الخارجية الفرنسي تنظيم زيـــارة للشرق الأوســـط تـهـدف إلــى بحث الــنــزاع مـع مختلف الأطـــراف، ومحاولة حلحلة الـوضـع المـتـأزم، معلنا: «لقد حـان وقت الدبلوماسية». فـي العاصمة 1983 ) مـايـو (أيــــار 13 وُلـــد جــان نـويـل بـــارو يــوم الفرنسية باريس، وهو يتحدّر من عائلة سياسية معروفة، إذ كان سياسيا بارزاً من كتلة الوسط 2014 والده جاك بارو، الذي تُوفي عام المسيحي، وكـان قد شغل عدة حقائب وزاريــة، إضافة لمنصب نائب رئيس اللجنة الأوروبية وعضو «المجلس الدستوري»، وهو منصب مرموق لا يشغله سوى الساسة المحنّكي في فرنسا. ثم إن جدّه نويل بارو كان مناضلً في الجيش السّري، ومقاوما لـ«نظام فيشي» المتعاون مـع النازية إبّـــان الـحـرب العالمية الثانية، وكان مكلفا بتهريب الأدوية إلى أفراد المقاومة الشعبية بحكم عمله صيدليا. وبعد انتهاء الحرب شغل منصب نائب في البرلمان، وعمدة لمدينة إيسنجو الصغيرة (بجنوب شرقي فرنسا). جذور عائلية سياسية الــجــذور السياسية لعائلة بـــارو ضـاربـة إذن بـقـوة فـي منطقة الأوت لــــوار، بـجـنـوب شـرقـي فـرنـسـا. والـــواقـــع أن التمثيل النيابي للمنطقة - القريبة من مدينة ليون - ظل داخـل هذه العائلة من عام دون انقطاع، منتقلً من الجَد إلى الأب، قبل أن 2004 حتى عام 1945 سنة). وهذا الحفيد، الذي بات، 41( يلحق بهما الحفيد جان نويل .2017 الــيــوم، وزيـرخـارجـيـة فـرنـسـا، فــاز بـــأول مقعد نيابي لـه عــام ثم إن جـان نويل لم يـرِث من والــده وجَــدّه المنصب فحسب، بل ورث منهما أيـضـا الـقـنـاعـات الـسـيـاسـيـة والالـــتـــزام بـتـيـار يـمـن الـوسـط. فعائلته محسوبة على خط يمي الوسط المعتدل أبا عن جَدّ، فالجدّ نويل كان رئيسا لحزب الوسط الديمقراطي لسنوات، والوالد جاك كان السكرتير العام لكتلة الوسط (أو دي إف)، أما ابنه جان نويل بارو فعضو في «الحركة الديمقراطية (مـودام)»، التي تمثل، اليوم، ،)2018 تـيـار الـوسـط فـي فـرنـسـا، وكـــان ناطقا وطنيا باسمها (فــي )، قبل أن يغدو نائبا لرئيس هذه 2022 و 2018 ثم أمينا عاما (بـن الكتلة السياسي البارز فرنسوا بايرو، وأحد أقرب المقرّبي منه (منذ .)2022 يوليو/ تموز خبير في الاقتصاد وإدارة الأعمال تلقّى جان نويل بارو تعليمه العالي في مجال الاقتصاد وإدارة الأعـــمـــال، وهـــو حــاصــل عـلـى شـــهـــادة الـــدكـــتـــوراه مـــن المـعـهـد الـعـالـي للتجارة «آش أو سيه»، وعلى شهادة الماجستير من معهد باريس للعلوم السياسية «سيانس بـو» المـرمـوق. ولقد عمل زميلً بحثيا في مدرسة سلون للإدارة بمعهد ماساتشوستس للتكنولوجيا «إم 2013 آي تـي»، إحـدى أرقـى جامعات العالم والـولايـات المتحدة، بي .2017 و عُـــنّ وزيـــر الـخـارجـيـة الـجـديـد، فـي فـرنـسـا، أسـتـاذاً 2018 وفــي محاضراً بالمعهد العالي للتجارة «آش أو سيه». وتناولت أبحاثه مجال الشؤون المالية، وشبكات الإنتاج، وتقييم السياسات العامّة لدعم المنشآت وتمويل الشركات، وسياسات دعم الشركات الصغيرة والمـتـوسـطـة. ونُــشــرت أعـمـالـه فــي مـجـات دولــيــة رائــــدة مـثـل المجلة الفصلية للقتصاد، ومجلة الاقتصاد المالي، وعلوم الإدارة. إنجازاته في الحكومة أمـا سياسيا، فقد شغل بـارو منصب الـوزيـر المنتدب للشؤون الأوروبــــيــــة بـحـكـومـة غــبــريــال أتــــال بـــن فــبــرايــر (شـــبـــاط) وسبتمبر . وقـبـلـهـا كـــان الـــوزيـــر المـنـتـدب لـلـشـؤون الـرقـمـيـة في 2024 ) (أيـــلـــول ، وكانت له عدة إنجازات 2024 إلى 2022 حكومة إليزابيث بورن من في هذا المجال أشادت بها وسائل الإعلم، إذ كتبتصحيفة «شالنج» الفرنسية، في موضوع تحت عنوان «الصعود الخارق لجان نويل بارو»، ما يلي: «في مجال الرقمنة، كانت حماية الطفولة في الشبكة العنكبوتية من أهم اهتمامات السيد بارو، حيث اقترح حجب المواقع الإباحية ومكافحة ظـاهـرة التنمّر الإلكتروني. كذلك بـذل مجهوداً كبيراً للتنبيه إلى خطر التدخل الأجنبي بغرض التأثير، وبالأخص الـتـدخـل الــروســي فـي مـواقـع الـتـواصـل إبّـــان الانـتـخـابـات الأوروبــيــة الأخيرة». وشــرحــت الصحيفة الـفـرنـسـيـة كـيـف أن الـــوزيـــر كـــان فــي غاية الــجــرأة والـشـجـاعـة، واسـتـطـاع الــوقــوف فـي وجــه عمالقة التواصل الاجتماعي حـن هــدّد بحظر منصّة «إكــس (تويتر سـابـقـا)»، مـا لم تحترم قواعد الاعتدال المعتمَدة في دول المجموعة الأوروبية. وعقب ضـد غلء 2023 الاحـتـجـاجـات الشعبية الـتـي شهدتها فرنسا عــام المعيشة، أقدم بارو على إجراء استثنائي تمثّل بحظر كل المحتويات التي تُحرّض على العنف في منصّتي «تيك توك» و«إكس». المشاركة السياسية على صعيد آخـر، بـدأت المشاركة الفعلية لجان نويل بـارو في ، حـن انتُخب مستشاراً جهويا (عضو 2015 المـجـال السياسي عـام المجلس المحلي) عـن محافظة إيسنجو، وهــو المنصب الـــذي شغله . وعلى 2014 جــدّه، ثـم والـــده لسنوات قبل وفـاتـه بسكتة قلبية عـام الأثر، قرّر الانخراط في «الحركة الديمقراطية» إلى جانب إيمانويل مـــاكـــرون، وبـالـفـعـل انـتُـخـب نـائـبـا بـرلمـانـيـا عــن الـــدائـــرة الـثـانـيـة في ،2022 إلى 2017 محافظة الإيفلي الباريسية (عاصمتها فرساي) من حيث شغل فيها منصب نائب رئيس اللجنة المالية، وكان مسؤولاً يناير (كانون 4 عن تقديم تقارير الهجرة والميزانية واللجوء. وفي ، كلّفه رئيس الوزراء السابق، جان كاستيكس، بمهمة 2021 ) الثاني أشهر للعمل مع برونو لومير، وزير الاقتصاد والمالية حينذاك، 6 لمدة لمـسـاعـدة المـنـاطـق عـلـى الــخــروج مــن الأزمــــة والـتـعـافـي الاقـتـصـادي. في المائة من الأصوات 72.69 وبعدها أعيد انتخاب بارو نائبا بنسبة ، بعدما حــلّ رئـيـس الجمهورية الـبـرلمـان، حيث 2024 يوليو 9 يــوم يوليو 20 تـــرأّس لجنة الـشـؤون الخارجية فـي الـبـرلمـان، ابــتــداءً مـن ، قبل أن يُعيّ أخيراً وزيراً للشؤون الخارجية. 2024 حديث العهد بالدبلوماسية يـــتـــولـــى بــــــارو مــنــصــبــه «رئـــيـــســـا» لــلــدبــلــومــاســيــة الــفــرنــســيــة، اليوم، في مناخ سياسي دولـي متوتر... من أخطر ملمحه الحرب الأوكرانية الروسية، وانفجار الأوضاع في الشرق الأوسط. واللفت أنه فور الإعلن عن تعيي الوزير الشاب، قدّمته الصحافة الفرنسية عـلـى أنـــه «حـــديـــث الـعـهـد بــالــدبــلــومــاســيــة»، بـــل، عـلـى الـــرغـــم مـــن أن نشاطه وزيـــراً للشؤون الأوروبــيــة وخبرته فـي مجال إدارة الاعمال والاقتصاد شكّل «نقاط قوة» كبيرة له في منصبه الجديد، فإن قلّة التجربة الدبلوماسية لفتت الانتباه، وفتحت باب النقاش في مصير الـدبـلـومـاسـيـة الـفـرنـسـيـة الـتـي تـراجـعـت فاعليتها خـــال الـسـنـوات الأخيرة، بعدما قادتها شخصيات لم تترك بصمات قوية. وفي حوار مع يومية «لوباريزيان»، شرح برتران بادي، الأستاذ في معهد «سيانس بو»، أنه «ما كان غريبا اتجاه الرئيس ماكرون إلى تعيي شخصية لا تتمتع بتجربة سياسية، فهو يريد أن يفرض رأيه ويسيطر على زمام السياسة الداخلية والخارجية، كما فعل مع كاترين كولونا، وستيفان سيجورنيه، اللذين لم يتركا أي بصّمة على الدبلوماسية الفرنسية». وفي مقال بعنوان «أوروبي في الخارجية»، نقلت «لوباريزيان» شهادة أورلـيـان تاشي، نائب كتلة «فرنسا الأبـيّـة» (الـيـسـار)، الذي صـــرّح بـــأن «وزيــــر الـخـارجـيـة الـجـديـد شخصية سياسية معتدلة، فهو مستعد للحوار مـع أي طـــرف»، وهـو - كما يقول نائب اليسار - من أحسن الخصوم السياسيي احتراما للمعارضة، «لكنني أشكّ بأن يكون لديه هامش من الحرية، بحيث يَسلم من تدخّل ماكرون وسيطرته...». وفـــي مـقـال آخـــر بـعـنـوان «جـــان نـويـل بــــارو: مـبـتـدئ عـلـى رأس الـــخـــارجـــيـــة»، شــرحــت صـحـيـفـة «الـــلـــومـــونـــد» بــــأن وزيــــر الـخـارجـيـة الجديد «يفتقر إلى الخبرة لكنه مجتهد، أثبت كفاءته فيما يخّص الملفات الأوروبية التي يعرفها عن ظهر قلب». وتابعت أنه «أولاً، قبل كل شيء أوروبــي عن اقتناع، ويؤمن بجوهرية العلقات الفرنسية الألمانية لبناء أوروبــا قوية، إذ كانت آخِـر مباحثاته في باريس مع وزيـــرة الـخـارجـيـة الألمـانـيـة أنالينا بـيـربـوك. ولـقـد لقي خبر تعيي جان نويل بارو ترحيبا في إيطاليا، حيث تربطه علقات جيدة مع رافاييلي فيتو وزير الشؤون الأوروبية في حكومة جورجيا ميلوني، وسبق لهما التعاون في ملفات الهجرة بنجاح (الذي عُيّ منذ فترة نائبا لرئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين)». وتابعت «اللوموند» بأنه سيتوجب على الوزير الجديد العمل على كثير من الملفات في وقت قياسي، وعليه أيضا أن يفرض نفسه لأنه «خفيف الوزن في غابة العلقات الدولية». قضايا ساخنة... ومناخ دولي متوتر وحـقـا، تنتظر وزيــر الخارجية الجديد قضايا دولـيـة ساخنة جـــداً، فـالـحـرب فـي أوكـرانـيـا مستمرة منذ أكـثـر مـن سنتي ونصف الـــســـنـــة، دون الــــوصــــول إلــــى حـــــلّ. ثـــم هـــنـــاك بـــن الــقــضــايــا الــدولــيــة الحسّاسة الأخرى الحرب في السودان، والقضية النووية الإيرانية، وقـبـل كــل شـــيء انـفـجـار الأوضــــاع فــي الــشــرق الأوســــط، مــع استعار الحرب في قطاع غزة والعدوان الإسرائيلي على لبنان. وهنا نشير إلى أنه فور تولي بـارو مهام منصبه، باشر وزير الخارجية الفرنسي تنظيم زيــارة للشرق الأوســط تهدف إلـى بحث النزاع مع مختلف الأطراف، ومحاولة حلحلة الوضع المتأزم، معلنا: «لقد حان وقت الدبلوماسية». وبالفعل، ندّد بارو بموجة التفجيرات القاتلة التي وقعت في لبنان، خـال الفترة القصيرة الماضية، عبر أجــهــزة الـاسـلـكـي، قـــائـــاً، لإحـــدى وســائــل الإعـــــام: «حـتـى وإن كنا نـعـتـرف بـحـق إسـرائـيـل فــي ضـمـان أمـنـهـا، فـهـنـاك هـجـمـات أصـابـت المدنيي بشكل عـشـوائـي، وتسببت فـي إصـابـة الآلاف مـن الجرحى وقتل الأطفال». وفي المقابل، أدلى بتصريحات داعمة لإسرائيل، بعد اجتماع مع نظيره يسرائيل كاتس، قال فيها إن «حزب الله» اللبناني «يتحمل مسؤولية كبيرة على صعيد اتساع نطاق الحرب في لبنان، بعدما جرّ لبنان إلى حربٍ لم يخترها». وأردف أن فرنسا «ملتزمة التزاما لا يتزعزع بأمن إسرائيل...»، علما بأن التصريحات الأخيرة للرئيس ماكرون جاءت متعارضة مع كلم وزير خارجيته حي قال إن «الأولوية، اليوم، هي العودة إلى حلّ سياسي، والكفّ عن تسليم الأسلحة لخوض المعارك في غزة». وذكر أن فرنسا «لا تُسلّم أسلحة»، ما أغضب الأطراف الإسرائيلية، وأكد التوقعات بأن ماكرون سيفسد مساعي بارو بتدخلته وتصريحاته المتعارضة. عُيّ أخيراً جان نويل بارو، البالغ من العمر سنة والمنتمي إلى تيار الوسط اليميني، 41 وزيراً للخارجية الفرنسية في الحكومة الجديدة برئاسة ميشال بارنييه. ويتولى بارو المنصب خلفاً لستيفان سيجورنيه الذي لم يمكث فيه سوى ثمانية أشهر. بارو هو رابع رئيس للدبلوماسية الفرنسية منذ انتخاب الرئيس ،2017 إيمانويل ماكرون لأول مرة، في عام ؛2022 والثالث منذ بداية ولايته الثانية في عام وذلك أن الأزمة السياسية التي أثارها حلّ «الجمعية الوطنية (مجلس النواب في البرلمان)» خلطت الأوراق وأنهت مهام أعضاء الحكومة السابقة بطريقة عاجلة. ومن ناحية ثانية، جاء استقبال خبر تعيي الوزير الجديد متبايناً، ففي حي عَدّ البعض أن وزير الخارجية الجديد «كُوفئ» على ولائه للرئيس ماكرون، واستفاد من تاريخ والده السياسي البارز، رأى آخرون أنه سياسي كفء على دراية تامّة بالملفات المهمّة، وخاصّة الأوروبية منها، إضافة إلى علاقته الجيّدة مع رئيس الحكومة بارنييه. باريس: أنيسة مخالدي باريس: «الشرق الأوسط» ASHARQ AL-AWSAT آن جونوتيه سيباستيان ليكورنو برونو روتايو جان نويل بارو: اقتصادي من عائلة سياسية مرموقة... علىرأس الدبلوماسية الفرنسية وزير حديث العهد بالعلاقات الدولية في خضم التوتر العالمي

RkJQdWJsaXNoZXIy MTI5OTky