issue16755

12 حــصــاد الأســبـوع ANALYSIS قالوا ASHARQ AL-AWSAT Issue 16755 - العدد Saturday - 2024/10/12 السبت قمة «بريكس» تكسر «عزلة بوتين»... وتتحدّىضغوط الغرب يـكـاد الاهـتـمـام السياسي والإعــامــي في روسـيـا يـكـون منصباً بالكامل على مجريات قـمـة «بــريــكــس» المـنـتـظـرة والــنــتــائــج المـتـوقـعـة مـنـهـا؛ ذلـــك أنــهــا «الـــحـــدث الأكـــبـــر فـــعـــاً»، كما قال مساعد الرئيس لشؤون السياسة الدولية يـــــوري أوشــــاكــــوف. وفـــضـــاً عـــن مــنــتــدى ســان بطرسبرغ الاقتصادي الــذي تراجعت أهميته بعض الشيء خلل السنوات الأخيرة، فإن قمة «بريكس» تُعد المناسبة الوحيدة التي تنظمها موسكو على هذا المستوى منذ انـدلاع الحرب في أوكرانيا. دولة مشاركة 23 دولــــة، 32 يـــشـــارك فـــي الــقــمــة مـمـثـلـو رئيساً أو رئيس 24 بينهم وفقاً لأوشاكوف بلداً، 38 وزراء، علماً أن الدعوة وُجهت إلى هي البلدان التي تتمتع بعضوية المنظمة أو أبـــدت رغـبـة بـالـتـعـاون معها. وفــي هذا الشأن تقول موسكو إن واشنطن مارست ضغوطاً كبرى على بعض البلدان لمقاطعة الـــقـــمـــة، أو عــلــى الأقـــــل لـتـقـلـيـص مـسـتـوى الحضور فيها. بـــيـــد أن روســـــيـــــا، بـــاعـــتـــبـــارهـــا الــبــلــد المستضيف لهذا الحدث، دعت زعماء بلدان «رابطة الـدول المستقلة»، وجميعهم أكدوا مشاركتهم. كذلك وجهت الـدعـوات للدول الــتــي تــــرأس اتــــحــــادات الــتــكــامــل الإقـلـيـمـي في جنوب شرقي آسيا وأفريقيا وأميركا اللتينية والشرق الأوسط. وبـــنـــاءً عـلـيـه، يُـنـتـظـر حــضــور الأمـــن العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، والأمــــــــــــن الــــــعــــــام لـــــ«مــــنــــظــــمــــة شـــنـــغـــهـــاي للتعاون» تشانغ مينغ، والأمـنـاء العامّي لـــــ«رابــــطــــة الــــــــدول المـــســـتـــقـــلـــة» و«الاتـــــحـــــاد الاقـتـصـادي الأوراســــي» و«دولــــة الاتـحـاد» مع بيلروسيا، بالإضافة إلى رئيسة بنك التنمية الجديد ديلما روسـيـف. ويعتقد أوشـاكـوف أن «التمثيل الجغرافي الرفيع المـسـتـوى والــواســع الـنـطـاق فـي قمة قــازان يشهد على دور (بريكس) ومكانتها على الساحة الدولية، وأيضاً الاهتمام المتزايد بهذه الرابطة من جانب الدول التي تنتهج سياسة خارجية مستقلة». أبعاد السياسة... وحوار الاقتصاد يـــبـــرز فــــي الـــتـــحـــضـــيـــرات الـــتـــي قــامــت بها موسكو التركيز على البُعد السياسي للحدث، على الـرغـم مـن أن أجـنـدة الـحـوار فـي القمة تـبـدو مخصّصة أكـثـر للقضايا الاقتصادية. وإلـــى جـانـب الــلــقــاءات الثنائية التي تعوّل عليها موسكو كثيراً، رتّب الكرملي مــتــعــمّــداً شـــقّـــن لـلـقـمـة يــحــمــل كـــل منهما دلالات مهمة. الــــشــــق الأول، بــطــبــيــعــة الـــــحـــــال، هـو اجـــتـــمـــاع الــــــــدول الأعـــــضـــــاء فــــي المــنــظــمــة، وهــي عـشـرة بـلـدان حالياً بعدما توسّعت المـــجـــمـــوعـــة الــــعــــام المــــاضــــي بـــضـــم المـمـلـكـة العربية السعودية ودولة الإمارات العربية المــتــحــدة ومــصــر وإيــــــران وإثــيــوبــيــا. وهـو سيخصص لموضوع «تعزيز التعدّدية من أجــل التنمية والأمـــن العالميي الـعـادلـن»، وهــذا فـي الـواقـع شعار الـرئـاسـة الروسية .2024 لمجموعة «بريكس» في عام أما الشق الثاني فهو اجتماع بصيغة «بريكس بلس»، الذي يضم أيضاً ضيوف القمة وممثلي عن دول أعربت عن رغبة في الانضمام إلـى المجموعة، وهنا يبرز أكثر البُعد السياسي الذي تتطلّع إليه موسكو، لــكــون الـلـقـاء يـعـقـد تـحـت شــعــار «بـريـكـس والجنوب العالمي... بناء عالم أفضل بشكل مشترك». توسيع المجموعة مــوســكــو ســعــت إلــــى تـــجـــاوز الــتــبــايــنــات الـداخـلـيـة فــي المـجـمـوعـة حـــول مـلـف التوسيع المـحـتـمـل لــــ«بـــريـــكـــس»، وكــــان قـــد بــــرز الــخــاف سـابـقـ بـشـكـل واضــــح بـــن الـــصـــن، المتحمسة للتوسيع، والهند التي وضعت تحفّظات على التعجّل في هذا الشأن. لكن الرئاسة الروسية توصلت، على ما يبدو، إلى «حل وسط» يرضي الطرفي الكبيرين، ثم إنـه خـال الاستعدادات لـــلـــقـــمـــة نــــوقــــشــــت فــــكــــرة إطــــــــاق مــــســــتــــوى مــن الـتـعـاون مـن دون ضـم بـلـدان جـديـدة حـالـيـ ... عبر ابتكار صيغة «الــدول الشريكة» لمجموعة «بريكس». وتشير التقديرات الروسية إلى أن عـــدد الــبــلــدان الــتــي تــرغــب بـالانـضـمـام رسمياً بلداً، الأمــر الذي 34 إلـى المجموعة يبلغ اليوم يـــعـــنـــي أن مــســتــقــبــل المـــجـــمـــوعـــة مـــــــاضٍ نـحـو تعزيز حضورها بشكل واثق على الصعيدين السياسي والاقتصادي في العالم. وحــقــ ، حـــدّد الـكـرمـلـن أولــويــاتــه فــي هـذا الـشـأن عبر الإشــــارة إلــى أن «أبــــواب (بريكس) مـفـتـوحـة لـــلـــدول ذات الـتـفـكـيـر المــمــاثــل والــتــي تــتــشــارك فـــي المـــبـــادئ والأهـــــــداف الأســـاســـيـــة». ولكن مع هذا، أقرّ «صانعو السياسة» الروس بأن المجموعة لم تتبنّ بعدُ نهجاً موحّداً حيال ملف التوسيع وضم أعضاء جدد. وهنا أوضح أوشاكوف أن «بعض الدول ترى أن علينا أن نتوقّف عند الأعضاء العشرة وتأجيل التوسع، في حي يؤيد البعض الآخر قـــبـــول أعـــضـــاء جـــــدد، بـــل وحـــتـــى تـسـمـيـة دول محددة يمكن أن تصبح أعضاء في المنظمة». على أي حـال، يتركز الخلف - كما تقول أوســــاط روســيــة - حـــول المـــخـــاوف مــن تشتيت الـــجـــهـــد وظــــهــــور عـــراقـــيـــل قـــويـــة أمــــــام تـوحـيـد المـــواقـــف فـــي حـــال وُســـعـــت عـضـويـة المـجـمـوعـة بـــشـــكـــل عــــجــــول. وبـــالـــفـــعـــل، يـــــرى الـــبـــعـــض أن المـطـلـوب حـالـيـ «بــــذل أقــصــى جـهـدنـا لضمان انـــدمـــاج الـــــدول الأعـــضـــاء حــالــيــ بــســاســة في جميع أشـكـال الـتـعـاون»؛ ولــذا يـبـدو أن إحـدى نــتــائــج الــقــمــة الأســـاســـيـــة سـتـتـركـز عــلــى إقــــرار الصيغة الروسية حول «الدول الشريكة». أولويات اقتصادية جـديـر بـالـذكـر أن الـكـرمـلـن كـــان قــد حــدّد مــنــذ مـطـلـع الـــعـــام أولــــويــــات روســـيـــا فـــي فـتـرة رئـاسـتـهـا لـلـمـجـمـوعـة، وعــلــى رأســـهـــا تطوير آلــــيــــات الاعـــتـــمـــاد عـــلـــى الـــعـــمـــات المــحــلــيــة فـي الــتــبــادل الــتــجــاري بــن الأعـــضـــاء، ودفـــع مسار إنشاء عملة موحّدة على الرغم من الصعوبات البالغة التي تعترض طريقه. ولقد أجمل وزيــر المالية الـروسـي أنطون سيلوانوف، على أبـــواب القمة، قائمة بالمهام المطروحة حالياً، عبر الإشارة إلى تطوير «نظام مستقل للتسويات المالية» لمجموعة «بريكس». وتكلّم عن «آفاق لصناعة العملت المشفّرة» في روسيا والدول الشريكة. كذلك أشار سيلوانوف إلى أن حزمة القواني التي اعتُمدت أخيراً في روسيا لتنظيم سوق العملت المشفّرة «تفتح فرصاً جـديـدة لاستخدام الأصـــول الرقمية في التجارة الدولية»، وأنه «بات حالياً من الممكن اسـتـخـدام العملة المـشـفّـرة كوسيلة لـلـدفـع في التجارة مع الشركاء الأجانب». ورأى الـــــوزيـــــر الـــــروســـــي أنـــــه فــــي ســيــاق تجزئة الاقـتـصـاد العالمي والـقـيـود السياسية مـــن الــــغــــرب، بــــات إنـــشـــاء نـــظـــام مـــالـــي مستقل خاص بالمجموعة على رأس المهام المُلحّة. وفـي هـذا الإطــار أيضاً، تبحث المجموعة إنـــشـــاء نـــظـــام إيــــــداع مـــشـــتـــرك، وإطــــــاق شـركـة تأمي خاصة بـدول المجموعة لتقديم خدمات التأمي فـي إطــار العلقات التجارية بـن دول «بـــريـــكـــس». وتــــعــــوّل مــوســكــو عــلــى أن نـشـاط مجموعة «بريكس» المشترك سيسفر عن دفع جـــدّي لمـعـدلات التنمية فـي بـلـدانـهـا. وفــي هذا الـصـدد، أشــار الـوزيـر سيلوانوف إلـى الحصة المتزايدة لدول «بريكس» في الاقتصاد العالمي. ووفــقــ لمـعـطـيـاتـه، فـــإن المـجـمـوعـة بـاتـت تتقدم بالفعل على «مجموعة السبع» من حيث الناتج المـحـلـي الإجــمــالــي، وســــوف تستمر فــي زيـــادة نفوذها الاقتصادي. وفي سياق متصل، فإن العنصر الرئيسي في قوة المجموعة يكمن - كما يقول الكرملي - في كونها «تجمع فـرص التجارة والاستثمار وتـــبـــادل الـتـكـنـولـوجـيـات والمــعــرفــة الــجــديــدة». وبحسب الــوزيــر سـيـلـوانـوف، فــإن هــذا الـواقـع «يعطي زخماً إضافياً لتنمية اقتصاداتنا»، ثم هناك عنصر ثانٍ مهم يكمن في محاربة هيمنة الـدولار الأميركي. وهـذا العنصر يشكل إحدى ركـــائـــز تــحــرك الــكــرمــلــن فـــي إطــــار «بــريــكــس». وعلى الرغم من بطء التقدم في هذا المسار، ترى الـقـيـادة الـروسـيـة أن تحقيق اخـتـراقـات كبرى أمر ممكن، مع وصول حجم التبادل بالعملت المــحــلــيــة إلــــى نــحــو الــنــصــف مـــع بــعــض بــلــدان المجموعة. جانب من مدينة قازان (أدوبستوك) الرئيسالروسي فلاديمير بوتين وخلفه أعلام الدول الأعضاء في مجموعة «بريكس» (أ.ف.ب - غيتي) استكملت موسكو تحضيراتها لاستقبال «الحدث الأكبر على صعيد السياسة الخارجية»، وفقاً لوصف الكرملين. إنها قمة مجموعة «بريكس» التي أعـدت لها موسكو طـويـاً، ورتّـبـت بـدقـة تفاصيلها وفعالياتها، بصفتها رئيساً للمجموعة هـذا العام. وستستضيف القمة مدينة قازان (عاصمة تتارستان) الواقعة على نهر الفولغا، وسيشارك فيها عشرات الزعماء والمسؤولين. المشهد أراد منه الكرملين أن يُظهر للعالم فشل سياسة عزل الرئيس فلديمير بوتين الذي سيكون أمامه يومان أكتوبر (تشرين 24 و 22 طـويـان جــداً فـي الفترة بـ الأول)؛ إذ يـحـفـل جــــدول أعــمــالــه بـــلـــقـــاءات عــلــى أعـلـى مستوى مع عشرين زعيماً مشاركاً في أعمال القمة. أولويات روسيا... مواجهة العقوبات وتوحيد جهود الجنوب العالمي موسكو:رائد جبر «إنـــهـــا (المــرشــحــة الـديـمـقـراطـيـة ونـائـبـة الـرئـيـس الـحـالـيـة كـمـالا هــاريــس) غـيـر كُـفـأة، ولا يمكننا أن نثق بها، وهي غير قادرة على الإطلق على أن تكون رئيسة... أما (الرئيس جو) بايدن فهو رجل مثير للشفقة وبائس... لقد عـانـت بـادنـا للتو مـن أربـــع سـنـوات من فـيـلـم رعـــب مُــطــلــق، ولا يمكننا تـحـمـل أربـــع سنوات أخرى». دونالد ترمب - الرئيس الأميركي السابق والمرشح الجمهوري الحالي «كبار المسؤولين الإسرائيليين وصفوا تدمير (أونروا) بأنه هدف حرب ... ولقد قُتل شهراً... 12 من موظفي (أونـروا) خلل 226 إنّ التشريع الـخـاص بإنهاء عملياتنا صار جاهزاً للمصادقة النهائية من قِبل الكنيست. إسـرائـيـل تسعى إلــى حـظـر وجـــود (أونــــروا) وعملياتها... وإلغاء امتيازاتها وحصاناتها، في انتهاك للقانون الدولي». فيليب لازاريني - رئيس منظمة «أونروا» الأممية «كان ذلك عند بداية الجائحة ). الاختبارات الأولى 19 - (كوفيد لــم تـكـن فــعّــالــة، وفـــي الــبــدايــة كـان هـــنـــاك نــقــص فـــي المـــــعـــــدّات... لقد أرسلنا دفعة من أجهزة التنفّس الاصـــــطـــــنـــــاعـــــي (إلـــــــــى الــــــولايــــــات المــتــحــدة)... وبـــدورهـــم، أرســـل لنا الأميركيون هذه الاختبارات». الناطق باسم الكرملين دميتري بيسكوف «سـأعـتـزل كــرة المـضـرب محترفاً. فــــي الــحــقــيــقــة عـــشـــت ســــنــــوات صـعـبـة، خـصـوصـ آخـــر سـنـتـ . لـــم أكـــن قـــادراً عـلـى الـلـعـب دون قــيــود. طبعاً هـــذا قــرار صعب، لكن في هـذه الحياة هناك بداية ونهاية لكل شـــيء... حـان الـوقـت لوضع حد لمسيرة طويلة وناجحة جـداً لدرجة لم أكن أتوقّعها». رافاييل نادال - نجم كرة المضرب الإسباني العالمي «بريكس»... عملاق اقتصادي يواجه تحدّيات كبرى مــمــا لا شـــك فــيــه أن مـجـمـوعـة «بــريــكــس»، > التي تعقد قمتها هذا العام للمرة السادسة عشرة بصيغتها الموسّعة، تحوّلت إلـى كتلة اقتصادية عــمــاقــة، وبــــالأخــــص مـــع انـــضــمـــام خـمـسـة بــلــدان خــال الـعـام المـاضـي إلــى الـــدول الخمس المؤسسة للمجموعة؛ أي: روسيا والصي والهند والبرازيل وجنوب أفريقيا. مع التوسيع باتت المجموعة تشغل أكثر من في المائة 45 ثلث مساحة الأرض، ويسكن بلدانها في المائة 40 من سكان العالم، وهي توفر أكثر من مـن إجـمـالـي إنـتـاج النفط فـي الـعـالـم، ونـحـو ربع الصادرات العالمية من السلع. 2028 ووفـــقـــ لــلــتــوقــعــات، فـــإنـــه بــحــلــول عــــام سيبلغ الناتج المحلي الإجمالي لــدول «بريكس» فـــي المـــائـــة مـــن الـــقـــوة الــشــرائــيــة في 37 مـــا يـــعـــادل الإجمالي العالمي، في حي أن ما لـدى «مجموعة في المائة. 27 السبع» سينخفض إلى ومن ثم، دفع كل هذا خبراء في الغرب إلى عقد مقارنات مع حلف شمال الأطلسي (ناتو)، أو مع إطار أممي يشبه الأمم المتحدة، ووصف المجموعة بأنها كتلة بديلة عن التكتلت الغربية، لكن هذا المدخل في الحقيقة ليس دقيقاً؛ إذ على الرغم من عناصر القوة التي يوفرها حضور هذه المجموعة فـي تكتل اقـتـصـادي لـديـه تطلعات مشتركة، فإن نقاط الضعف تبدو ماثلة في التباينات الصينية - الهندية التي ظهرت غير مرة، وكذلك في الخلفات بـــن الأعـــضـــاء حــــول قــضــايــا إقـلـيـمـيـة مـهـمـة مثل الخلف المصري - الإثيوبي، والتباينات العربية - الإيرانية. ويــضــيــف هــــذا الـــواقـــع تـــســـاؤلات حــــول قـــدرة المجموعة على مواجهة التحدّيات الداخلية، وحول جدوى المضي لاحقاً في مسار توسيع المجموعة، وما إذا كان ذلك سيشكّل رافعة جديدة لنشاطها... أم سيكون عنصر عرقلة إضافياً لاتخاذ القرارات المشتركة ومــجــالات تعزيز دورهـــا ومكانتها في النظام الاقتصادي العالمي. يضاف إلـى ما سبق، أن ثمة عناصر ضعف تـتـضـح مـامـحـهـا أكــثــر فـأكـثـر مــع مــســار توسيع المـــجـــمـــوعـــة وتـــشـــابـــك مـــصـــالـــح الـــــــدول المــنــضــويــة فـيـهـا أو تـضـاربـهـا فــي حــــالات عــــدة. وهــنــا يمكن التوقف أمام تباين أولويات البلدان المنضوية في المجموعة. وهـذا واقـع بـرز بوضوح لـدى التعامل مــع المـلـفـات الـسـاخـنـة عـلـى الـصـعـيـديـن الإقليمي والدولي؛ إذ إنه على الرغم من أن المجموعة تبدو موحّدة التوجهات في التعامل مع مسألة القطبية الدولية وآليات اتخاذ القرار العالمي، فهي التزمت الحياد عملياً في حرب أوكرانيا، حيث لم تحصل موسكو على دعم واضح لسياساتها. وأيضاً في مـلـف الــحــرب الـــدائـــرة عـلـى غــــزة، فــاتــت المجموعة فـرصـة ذهـبـيـة لـتـكـريـس شـعـار دورهــــا المـعـلـن في بناء عالم جديد. أيضاً، بجانب التباينات السياسية الداخلية، فـــإن إحــــدى الــشــكــاوى الـرئـيـسـيـة الــتــي بــــرزت هي «غــــيــــاب» قــــواعــــد مــشــتــركــة بــــن جــمــيــع الـــبـــلـــدان، الأمــر الــذي يــؤدي إلــى شكوك فـي تبني سياسات اقتصادية شاملة، أو اتخاذ خطوات لعمل مشترك ومــنــســجــم حـــيـــال الأزمـــــــات الإقــلــيــمــيــة والـــدولـــيـــة. والدليل أنه طـوال تاريخ المجموعة، قيل غير مرة إنها «وُلدت ميتة». كذلك تراكمت الشكوك حول استدامة صيغة «بـريـكـس»؛ لأنــه رغــم الـخـافـات الـظـاهـرة لغالبية بـلـدان المجموعة مـع الـولايـات المتحدة، مـثـاً، فإن لـــدول الـتـكـتـل (بـاسـتـثـنـاء روســـيـــا) تــجــارة نشطة لــلــغــايــة مــعــهــا، وتـــظـــل الــــولايــــات المـــتـــحـــدة إحـــدى مــحــطــات تــجــارتــهــا الأســـاســـيـــة، بـــل بــــرز مـسـتـوى تـــأثـــيـــر واشـــنـــطـــن فــــي عـــمـــل المـــجـــمـــوعـــة عـــبـــر قــــرار الأرجنتي الانسحاب في وقت سابق من المجموعة واتــجــاهــهــا نــحــو تــعــزيــز الـــتـــعـــاون مـــع واشــنــطــن. وفي هذا السياق، تـزداد المخاوف من أن واشنطن تحاول تفكيك «بريكس» من خلل زيـادة الضغط على الهند والبرازيل. أخـــــــيـــــــراً، هـــــنـــــاك الـــــخـــــافـــــات الــــداخــــلــــيــــة فــي «بـــريـــكـــس»، خــصــوصــ حـــيـــال مــســألــة المـــزيـــد من التوسيع، وحيال تبنّي بعض الخطوات السريعة للتكامل الاقـتـصـادي الـتـي تعرقل بــدورهــا تبنّي سـيـاسـات مشتركة فـعـالـة. وعـمـومـ ، يـــرى خـبـراء ومراقبون متابعون أن قـرارات «بريكس» السابقة كـانـت تـأتـي نتيجة تـوافـقـات داخـلـيـة صعبة، في حي أن المجموعة تواجه تعقيدات أكبر في آليات اتخاذ قرارات مشتركة. 32 يشاركفي القمة ممثلو دولة بينهم وفقاً لأوشاكوف رئيساً أورئيسوزراء 24

RkJQdWJsaXNoZXIy MTI5OTky