issue16754

القاهرة أكدت حرصها على وقف الحرب السودانية وحماية المدنيين أعلن تجهيز مليون جندي... ويتجه للتصعيد في الولايات الشمالية :» الدعم السريع « رفضمصري لاتهامات قائد محاولة لتبرير تراجعاته بعد خطاب «حميدتي»... هل بدأت الموجة الثانية من الحرب السودانية؟ فــــي تـــطـــور لافــــــت، رفـــضـــت مـــصـــر اتـــهـــامـــات قائد قـوات «الدعم السريع» في الـسـودان، محمد حـمـدان دقلو (حميدتي) بمشاركتها فـي غــارات جوية ضد قـواتـه، مؤكدة في إفــادة رسمية، ليل الأربـــعـــاء - الخميس «اســتــمــرار جـهـودهـا لوقف الحرب وحماية المدنيين». ووفق خبراء تحدثوا إلى «الشرق الأوسط» فـــإن اتـهـامـات «حـمـيـدتـي» هــي مـحـاولـة «لتبرير خسائره وتراجعه خـال الفترة الأخــيــرة». وأكـد هؤلاء الخبراء أن «محددات الموقف المصري ثابتة وواضحة، بضرورة الحفاظ على وحدة السودان، وعدم التدخل في شؤونه». ورداً عـلـى اتــهــامــات «حــمــيــدتــي» بـاشـتـراك طـــيـــران مـــصـــري فـــي المـــعـــارك الــــدائــــرة بــالــســودان حـالـيـا، نـفـت وزارة الـخـارجـيـة فــي الــقــاهــرة، تلك الاتهامات، ووصفتها بـ«المزاعم»، داعية «المجتمع الدولي للوقوف على الأدلة التي تثبت حقيقة ما ذكره قائد ميليشيا الدعم السريع». وأكدت «الخارجية المصرية» أن «الاتهامات تـأتـي فـي وقــت تـبـذل مصر جـهـوداً مكثفة لوقف الـحـرب فـي الــســودان، وحماية المدنيين، وتعزيز الاســتــجــابــة الــدولــيــة لـخـطـط الإغـــاثـــة الإنـسـانـيـة الـهـادفـة لـدعـم المـتـضـرريـن مــن الـــنـــزاع». وشـــددت على أن «القاهرة سوف تواصل تقديم كل أشكال الـدعـم الممكنة لـلـسـودانـيـ ، لمـواجـهـة التحديات الناتجة عن هذه الحرب الغاشمة». وقال قائد قوات «الدعم السريع»، في مقطع فيديو مسجل، الأربعاء، إن مصر «دربت الجيش السوداني، وأمدته بطائرات مُسيّرة»، كما اتهمها «بشن ضربات جوية ضد قواته». وأبــــــلــــــغ مـــــصـــــدر مـــــصـــــري مـــطـــلـــع «الـــــشـــــرق الأوســـــــط» اســـتـــيـــاء بـــــاده «مــــن هــــذه الاتـــهـــامـــات الجزافية»، التي ردهـا إلـى ما وصفه بـ«التراجع الميداني لقوات الدعم السريع في مواجهة الجيش السوداني». ونـــفـــى الـــجـــيـــش الــــســــودانــــي، فــــي سـبـتـمـبـر (أيـلـول) المـاضـي، حصوله على طـائـرات مـن نوع »مــــن مــصــر. وأكــــد حينها «امــتــاكــه لهذه 8 - K« عاما». 20 الطائرات منذ أكثر من ويــــــــرى نــــائــــب رئــــيــــس «المــــجــــلــــس المــــصــــري لـلـشـؤون الأفـريـقـيـة»، السفير صــاح حليمة، أن اتهامات قائد «الدعم السريع، دليل على خسائره الميدانية حاليا»، مشيراً إلى أنه «تحدث من مركز ضعف في تصريحاته الأخـيـرة، لتبرير أخطائه على حساب الآخرين». وأوضح حليمة أن «مصر تـــدعـــم الـــحـــفـــاظ عـــلـــى الـــجـــيـــش الــــســــودانــــي مـنـذ بداية الحرب الداخلية، بعدّه المؤسسة الوطنية المـسـؤولـة عـن حفظ الاسـتـقـرار وحماية السيادة الــــســــودانــــيــــة»، مــضــيــفــا أن «الــــقــــاهــــرة تـسـتـهـدف الحفاظ على وحدة السودان، في مواجهة محور دولي وإقليمي مُساند للدعم السريع». واستضافت العاصمة المـصـريـة فـي يوليو «قـمـة دول جـــوار الــســودان» لبحث 2023 ) (تـمـوز إنـــهـــاء الــــحــــرب، كــمــا نـظـمـت فـــي يــولــيــو المــاضــي «مؤتمراً للفصائل السياسية والمدنية المتنازعة» لبحث التوافق على مسار حل سياسي. وأشـــار حليمة، إلــى وجـــود تنسيق مصري مـــع أطـــــراف عـربـيـة ودولـــيـــة مـــن بـيـنـهـا الـــولايـــات المــتـــحـــدة الأمـــيـــركـــيـــة، لـبـحـث ســبــل وقــــف الــحــرب بــــالــــســــودان. وقـــــال إن مـــن الـــخـــيـــارات المــطــروحــة «مسار حل قوات الدعم السريع». وخلل رئاسة مصر لـ«مجلس السلم والأمن الأفريقي» لشهر أكتوبر (تشرين الأول) الحالي، قـــام المـجـلـس بـــأول زيــــارة لــه لــلــســودان، الأسـبـوع المــاضــي، وحـسـب إفـــادة لــ«الـخـارجـيـة المـصـريـة»، الـخـمـيـس، فـــإن زيــــارة أعــضــاء المـجـلـس «سمحت بتشكل رؤيـــة متكاملة حـــول الأزمــــة الـسـودانـيـة، وسـبـل دعــم الــســودان للخروج مـن محنته»، إلى جــانــب «إجـــــــراءات اسـتـئـنـاف عـضـويـة الـــســـودان .»)2021 بالاتحاد الأفريقي (المعلقة منذ أكتوبر مـــــن جــــانــــبــــهــــا، قـــلـــلـــت مـــــديـــــرة «الــــبــــرنــــامــــج الأفــــــريــــــقــــــي» فــــــي مـــــركـــــز «الأهـــــــــــــــرام لـــــلـــــدراســـــات الاســـتـــراتـــيـــجـــيـــة»، أمــــانــــي الــــطــــويــــل، مــــن تــأثــيــر اتهامات حميدتي. وقالت إنها «ليست بجديدة وتتكرر في حالات التراجع العسكري له». وأشـــــــــارت إلــــــى أن «الـــــهـــــدف مـــنـــهـــا تــقــديــم مبررات لقواته بأسباب التراجع وتفوق الجيش السوداني». وبحسب الطويل، فإن مصر «لديها محددات ثابتة وواضحة في الشأن السوداني»، تــتــضــمــن «عــــــدم الـــتـــدخـــل فــــي الــــشــــأن الـــداخـــلـــي، والــــحــــفــــاظ عـــلـــى وحـــــــدة واســـــتـــــقـــــرار الـــــســـــودان، والمــســاعــدة فــي الــحــل الـسـيـاسـي، وأن تــكــون من ضمن الفاعلين الدوليين في القضية». وأعلنت وزارة الخزانة الأميركية، الثلثاء، فــرض عـقـوبـات على الـسـودانـي، الـقـونـي حمدان دقلو، وهـو الشقيق الأصغر لقائد «قــوات الدعم الـسـريـع». ونسبت لـه «تــورّطــه فـي شـــراء أسلحة لمواصلة الحرب المدمرة في السودان». رأى محللون سياسيون فـي خـطـاب قـائـد «قـــوات الدعم الـــســـريـــع»، مـحـمـد حـــمـــدان دقــلــو (حــمــيــدتــي)، لـيـل الأربـــعـــاء - الخميس، الـذي دعـا فيه قواته إلـى تنظيم وترتيب صفوفها استعداداً لمعارك قد تستمر لسنوات، بمثابة إعلن عن موجة جديدة من الحرب ستكون أكثر «شراسة وعنفا»، يسعى من خللها إلى نقل القتال إلى ولايات شمال البلد. وأمـــر «حـمـيـدتـي» فــي تسجيل مـصـور جميع قــواتــه من الضباط وضباط الصف والجنود في الاحتياط و«الأذونات» بـالـتـبـلـيـغ فــــوراً إلـــى وحــداتــهــم الـعـسـكـريـة، مــشــدداً عـلـى منع التصوير خلل المعارك. وتعهد بحشد مليون جندي لـ«تحقيق الانتصار» على الجيش السوداني. وبارك انتصارات قواته في مناطق شمال دارفـور (غـرب البلد)، داعيا إياها إلى القضاء عـلـى «مــرتــزقــة الــحــركــات المـسـلـحـة» الــتــي تـقـاتـل فـــي صـفـوف الجيش. وأشار إلى أن الجيش السوداني والمجموعات الإسلمية الـتـي تقاتل فـي صفوفه انتقلوا إلــى الخطة «ج»، مـؤكـداً أنه انتقل إلى الخطة «ب». وقــــــال المـــحـــلـــل الـــســـيـــاســـي مـــاهـــر أبـــــو الــــجــــوخ لــــ«الـــشـــرق الأوســــــــط»، إن الـــعـــنـــوان الأبــــــرز لــخــطــاب قـــائـــد «قــــــوات الــدعــم السريع»، هو «الانتقال للحرب الشاملة، على عكس ما ذهب البعض لتفسيره بأنه إقرار بالهزيمة». وأضــــاف: «الــجــزء المـهـم مــن تـصـريـحـاتـه هــو أنـــه يـحـاول مــمــارســة أقــصــى ضــغــوط عـلـى الأطـــــراف الـسـيـاسـيـة المـدنـيـة، واســتــمــالــتــهــا إلــــى جــانــبــه فـــي المــعــركــة الـــتـــي يـخـوضـهـا ضد (الـنـظـام الإســـامـــوي) المــعــزول الـــذي أشـعـل الـحـرب فـي البلد للعودة إلى السلطة مرة أخرى». وذكـــر أن «(حـمـيـدتـي) سـعـى مــن خـــال إرســــال اتـهـامـات مباشرة إلى بعض الدول في الإقليم بالتدخل في الحرب إلى جانب الجيش السوداني، إلى تحجيم دورها، وتنبيه المجتمع الـدولـي إلـى أن هـذه التدخلت قد تحول الـسـودان إلـى ساحة صراع إقليمي ودولي». وقال أبو الجوخ: «يبدو واضحا أن (حميدتي) يمضي في اتجاه استنفار وحشد المكونات الاجتماعية التي تتحدر منها الغالبية العظمى من مقاتلي (الدعم السريع) في غرب البلد، لخوض موجة جديدة من القتال قد تكون الأكثر شراسة». وأضاف: «يبدو أن الطرفين قررا المضي نحو حرب عنيفة، وبل سقوفات؛ الكل ضد الكل، والخطورة فيها أن يسعى كل طـرف إلـى إيقاع أكبر ضـرر بالآخر بغض النظر عن الأضــرار الكبيرة التي سترتب على المدنيين». ورأى أبــــو الـــجـــوخ أن «المــــوجــــة الــثــانــيــة مـــن الـــحـــرب مع تصاعد الخطاب الإثني والجهوي، قد تؤدي إلى حرب أهلية طاحنة، وتعزز من سيناريو تقسيم البلد». وتذهب التوقعات إلى أن قائد «الدعم السريع» ألمح بشكل واضـــح، إلــى أنــه سيتجه إلــى نقل الـحـرب إلــى ولايـــات شمال الـبـاد، بدعوى أنها «تمثل الحواضن الاجتماعية لمركز ثقل الجيش السوداني وحلفائه من المجموعات الإسلمية». بدوره، قال المتحدث باسم «تحالف القوى المدنية بشرق الــســودان»، صالح عـمـار، إن «خـــروج (حميدتي) للحديث في هـذا التوقيت كـان متوقعا بعد الهجوم العسكري الــذي شنه الجيش السوداني في عدة محاور». وأضاف أن «مجمل الخطاب مؤشر نحو تصعيد الحرب واشتداد أوارهــا من جديد، خصوصا انتهاء موسم الخريف الـــذي حـد مـن قـــدرات (قـــوات الـدعـم الـسـريـع) على الـتـوغـل إلى بعض المناطق». وأشار إلى أن «التصعيد ضربة بداية لموجة جديدة للحرب؛ إذ حاول قائد (الدعم السريع) تقديم مبررات للشعب السوداني والعالم، بأن قادة الإسلميين المتحالفين مع الجيش هم وراء إشعال وإطالة أمد الحرب، وأن قواته تدافع عن نفسها». القاهرة: أحمد إمبابي نيروبي: محمد أمين ياسين 9 أخبار NEWS Issue 16754 - العدد Friday - 2024/10/11 الجمعة ASHARQ AL-AWSAT الزيارة شهدت عقد قمة ثلاثية بين رؤساء مصر والصومال وإريتريا السيسي في أسمرة... القاهرة تُعمقحضورها بالقرن الأفريقي أبعاد استراتيجية ذات «دلالات مُهمة» حملتها زيـارة الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، الخميس، إلى أسمرة، كونها تأتي فــي «تـوقـيـت بـالـغ الأهـمـيـة» تعيشه منطقة القرن الأفريقي، وسط تصاعد التوترات بين الصومال وإثيوبيا. الــــــزيــــــارة عــــدّهــــا خــــبــــراء تـــحـــدثـــوا إلـــى «الــشــرق الأوســــط» ضمن «خــطــوات مصرية لتعميق حضورها بمنطقة القرن الأفريقي وبناء سياسات متوازنة ومواجهة المخاطر والتهديدات المحتملة لأمنها القومي خاصة في البحر الأحمر». وزاد مـن أهمية الـزيـارة القمة الثلثية الــــتــــي عـــقـــدهـــا رؤســـــــــاء مـــصـــر والــــصــــومــــال وإريــتــريــا، فـي أســمــرة، الـتـي تـنـاولـت «سبل تـــعـــزيـــز الــــعــــاقــــات بــــ الــــــــدول الــــثــــاث فـي مختلف المــجــالات، بـالإضـافـة إلــى الأوضـــاع الإقليمية وجهود ترسيخ الاستقرار والأمن فــي الــقــرن الأفـريـقـي والـبـحـر الأحـــمـــر»، وفـق وكالة «الأنباء الصومالية». وأكدت القمة، في بيان ختامي، نشرته الـرئـاسـة المـصـريـة، «أهمية الاحــتــرام المطلق لسيادة ووحدة أراضي المنطقة»، مشيرة إلى «تشكيل لجنة ثلثية مـن وزراء الخارجية للتعاون الاستراتيجي». وفـــي كـلـمـتـه خـــال المــؤتــمــر الـصـحـافـي المشترك، قال السيسي إن المباحثات تطرقت إلــــى عــــدد مـــن المــلــفــات الإقـلـيـمـيـة المــهــمــة في المـــنـــطـــقـــة، ومـــنـــهـــا الأوضــــــــاع فــــي الــــســــودان، حــيــث اتــفــقــنــا عــلــى أهــمــيــة الـــتـــوصـــل لـوقـف دائـــم لإطـــاق الــنــار بـكـافـة أنـحـائـه فــي أقــرب وقت ممكن. ووفق الرئيس المصري، فإنه تم التأكيد على خطورة استمرار الأوضاع التي أدت إلى اضطراب حركة الملحة الدولية في البحر الأحمر، الأمر الذي انعكس سلبا على مـعـدلات التجارة العالمية، مـع تأكيد أهمية تعزيز التعاون بين الـدول المتشاطئة للبحر الأحمر، وتطوير أسـس التنسيق المؤسسي بينها، لـتـأمـ حـركـة المــاحــة الـدولـيـة فيه، وتعزيز التعاون بينها لتعظيم الاستفادة من موارده الطبيعية. وخــال لقائه الرئيس الصومالي، أكد الـسـيـسـي دعــــم الـــقـــاهـــرة لـــوحـــدة واســتــقــال الــــصــــومــــال عـــلـــى كــــامــــل أراضـــــيـــــه و«رفــــــض الإجــــــــــراءات الأحـــــاديـــــة» الـــتـــي تـــهـــدد وحــــدة وســــيــــادة الــــدولــــة الـــصـــومـــالـــيـــة، وفـــــق بــيــان «الرئاسة المصرية». ووصـــــــــل الــــســــيــــســــي، الــــخــــمــــيــــس، إلــــى أسـمـرة، وكــان فـي مقدمة مستقبليه نظيره الإريـــتـــري، أســيــاس أفـــورقـــي، بحسب وكـالـة أنــبــاء «الـــشـــرق الأوســـــط» الـرسـمـيـة بمصر، فــي زيــــارة غـيـر مـعـلـن عـنـهـا مـسـبـقـا، تهدف إلى «سبل تعزيز العلقات الثنائية وجهود ترسيخ الاستقرار والأمن في القرن الأفريقي والبحر الأحمر»، وفق «الرئاسة المصرية». وجــــــــاءت زيــــــــارة الـــســـيـــســـي بـــعـــد نـحـو أسـابـيـع مـن زيـــارة قــام بها كـل مـن رئيس 3 المخابرات العامة، اللواء عباس كامل، ووزير الـــخـــارجـــيـــة والــــهــــجــــرة وشــــــــؤون المــصــريــ بـــــالـــــخـــــارج، بــــــدر عـــبـــد الــــعــــاطــــي، لأســــمــــرة. واسـتـمـع الـجـانـب المـصـري وقتها إلــى رؤيـة أفـورقـي بشأن تـطـورات الأوضـــاع فـي البحر الأحــــمــــر، والــــتــــطــــورات فـــي الـــقـــرن الأفــريــقــي والـتـحـديـات الـتـي تشهدها المنطقة، وسبل تعزيز الأمــن والاسـتـقـرار فيها وسـط تأكيد على وحـــدة الـصـومـال وسـيـادتـه على كامل أراضـــيـــه، ووفــــق بــيــان صـحـافـي للخارجية المصرية وقتها. ووفق مساعد وزير الخارجية المصري الأسبق، صلح حليمة، فإن الزيارة تأتي في «تـوقـيـت بـالـغ الأهـمـيـة»، فـي ظـل مـا يشهده البحر الأحمر والقرن الأفريقي من تهديدات لـــأمـــن والاســــتــــقــــرار بــتــلــك المــنــطــقــة «تــطــول تداعياتها القاهرة». وبـــــــــرأي حـــلـــيـــمـــة، وهــــــو نــــائــــب رئـــيـــس «المجلس المـصـري للشؤون الأفـريـقـيـة»، فإن «الـتـحـرك الإثـيـوبـي غـيـر الـقـانـونـي لمحاولة التواجد بأرض الصومال على مدخل البحر الأحمر يهدد الأمـن القومي لمصر وأفريقيا، ويستدعى مـزيـداً مـن التنسيق مـع إريتريا والصومال، جيران إثيوبيا». وعـــــــــدّ مـــــديـــــر «مـــــركـــــز دراســــــــــــات شــــرق أفـريـقـيـا» فــي نــيــروبــي، عـبـد الــلــه أحــمــد، أن الزيارة «تعزيز للحضور المصري في القرن الأفــريــقــي» فــي ظــل تـصـاعـد أزمــــات أثيوبيا بها، وتدعيم بناء «علقات جيدة وسياسة متوازنة» مع دول جوار أديس أبابا. في حين وصـف الباحث السوداني في الشؤون الأفريقية، محمد تورشين، الزيارة بأنها «محورية»، وتحمل دلالة جديدة على تعميق الحضور المصري في القرن الأفريقي، سواء بالاتفاقيات والشراكات في «مواجهة أي تـــهـــديـــدات مـحـتـمـلـة مـــن إثــيــوبــيــا أو أي تحديات بالبحر الأحمر». ويـــــرى تـــورشـــ أن مــصــر بــــات لـديـهـا «تـأثـيـر يـتـنـامـى» بمنطقة الــقــرن الأفـريـقـي، والمــوقــف الإريـــتـــري، سيسهم بشكل مباشر فــــي تـــعـــزيـــز المــــوقــــف المـــــصـــــري، خــــاصــــة فـي القضايا المرتبطة بــدول حـوض النيل وسد النهضة الإثيوبي وأزمة الصومال وإثيوبيا. وأضـــــاف أن تـوسـيـع الاتــفــاقــيــات والــتــعــاون ليشمل إريتريا بعد الصومال يحمل رسالة جديدة لأديس أبابا، ستستفيد منها أسمرة والــــقــــاهــــرة بــشــكــل كـــبـــيـــر، خـــاصـــة أن عــاقــة رئيس وزراء إثيوبيا، آبي أحمد، متوترة مع الرئيس الإريتري. ووفـق تورشين، فإن «إريتريا ستتلقى مـــزيـــداً مـــن الـــدعـــم المــــصــــري، وهـــــذا أمــــر مهم بالنسبة لها في ظل اضطراب المنطقة»، لافتا إلى أن «القاهرة سوف تستمر في تحركاتها وتحالفاتها لمواجهة أي تهديدات محتملة، خــاصــة مــن إثـيـوبـيـا، بـاعـتـبـارهـا تـهـديـدات للمنطقة ولــيــس لمـصـر فــقــط، وهــــذا سيزيد مـن تـوجـس أديـــس أبـابـا، خـاصـة مـع تنامي الاتفاقات والشراكات مع جارتيها الصومال وإريتريا». القاهرة: «الشرق الأوسط» قمة ثلاثية بين رؤساء مصر والصومال وإريتريا في العاصمة أسمرة (الرئاسة المصرية) أكدت القمة في بيان «أهمية الاحترام المطلق لسيادة ووحدة أراضي المنطقة» الحديث الحكومي عن «اقتصاد الحرب» يُثير مخاوفمصريين أثــــــار حـــديـــث حـــكـــومـــي عــــن إمــكــانــيــة الــلــجــوء إلـــى سـيـاسـة «اقــتــصــاد الــحــرب» مخاوف مصريين من موجة غلء جديدة في البلد خلل الأسابيع المقبلة، بالتزامن مع «عودة معدلات التضخم للرتفاع على أساس شهري». وقال رئيس مجلس الوزراء المصري، مصطفى مدبولي، خلل مؤتمر صحافي، مساء الأربـعـاء، إنه «إذا تعرضت المنطقة لحرب إقليمية، فستكون هناك تداعيات شـــــديـــــدة، وســـتـــضـــطـــر الـــــدولـــــة المـــصـــريـــة بالتالي إلى التعامل مع ما يمكن وصفه بـ(اقتصاد حرب)»، مؤكداً «اهتمام الدولة بكيفية الحرص على استمرار واستقرار واســـــتـــــدامـــــة تـــوفـــيـــر الـــســـلـــع والــــخــــدمــــات والبنية الأساسية للمواطن المـصـري في ظل الظروف الراهنة». وأشــــــار مـــدبـــولـــي إلــــى أنــــه حــتــى في الـــفـــتـــرات الـــتـــاريـــخـــيـــة، الـــتـــي كـــانـــت فيها الــــدولــــة طـــرفـــا فـــي حـــــروب مـــبـــاشـــرة، كــان هـنـاك تـوجـه واضـــح لــأحــداث، وإمكانية لـلـتـخـطـيـط بــــنــــاءً عـــلـــى مــعــطــيــات قـائـمـة بالفعل على الأرض. لكن في ظل المرحلة الـــحـــالـــيـــة، فـــــإن «الــــوضــــع يــتــغــيــر يــومــيــا، حــيــث تـعـيـش المـنـطـقـة حـــالـــة شـــديـــدة من عـــدم الــيــقــ ، الأمــــر الــــذي جـعـل الـحـكـومـة تعمل عـلـى سـيـنـاريـوهـات يـتـم تغييرها باستمرار وفق المستجدات الراهنة». جـــــــاءت تـــصـــريـــحـــات مـــدبـــولـــي بـعـد وقت قصير، من ارتفاع معدلات التضخم 26.4 الـــســـنـــوي عــلــى مــســتــوى المـــــدن إلــــى فـــي المـــائـــة خــــال شــهــر سـبـتـمـبـر (أيـــلـــول) الماضي، بزيادة على المسجل في أغسطس في المائة. 26.2 (آب) الماضي، الذي بلغ وبـــحـــســـب أمـــــ «ســـــر لــجــنــة الـخـطـة والمـــــــوازنـــــــة» بـــمـــجـــلـــس الـــــنـــــواب المـــصـــري (الــبــرلمــان)، الـنـائـب عبد المنعم إمـــام، فإن تصريحات رئيس الوزراء «غير المدروسة، وتـثـيـر المــخــاوف لـــدى المــصــريــ »، مـؤكـداً لــــــ«الـــــشـــــرق الأوســـــــــــط» أنــــهــــا «لــــــم تـحـمـل معلومة جديدة للمواطنين، بل ربما يمتد تأثيرها بشكل عكسي مرتبط باحتمالية وجود أزمات في السلع». الـــــــــرأي الــــســــابــــق يـــدعـــمـــه مــســتــشــار «مركز الأهرام للدراسات الاستراتيجية»، الدكتور عمرو الشوبكي، قائلً لـ«الشرق الأوســـط» إن مدبولي وقـع فـي مشكلتين، الأولــــــى مــرتــبــطــة بــالمــســتــوى الــســيــاســي، لـكـون مفهوم «اقـتـصـاد الــحــرب» مرتبطا بــالــبــاد الـــتـــي تـــخـــوض مـــعـــارك عـسـكـريـة بالفعل، ويستخدم لقبول تضحيات في ظــروف استثنائية، وهـو أمـر «لا ينسجم مع المرحلة الحالية في مصر». ووفق الشوبكي، فإن المشكلة الأخرى مـــرتـــبـــطـــة بـــالـــوضـــع الاقــــتــــصــــادي بـشـكـل أسـاسـي، و«تناقُض تصريحات مدبولي مـــع المـــواقـــف الــســابــقــة الــتــي تــحــدث فيها عـــن الــعــمــل لــــزيــــادة الاســـتـــثـــمـــارات، وحــل المـشـكـات الــتــي تــواجــه الـقـطـاع الــخــاص، بـمـا يـسـمـح بـمـنـافـسـة عـــادلـــة بـيـنـه وبـ الشركات المملوكة للدولة». في سياق ذلك، جدد حديث مدبولي مـــخـــاوف عــلــى «الـــســـوشـــيـــال مـــيـــديـــا» من ارتـــــفـــــاعـــــات جـــــديـــــدة فـــــي أســـــعـــــار الــســلــع بـالـبـاد، وعـبـر مـغـردون عـن قلقهم خلل تدوينات على «إكس»، الخميس. وبينما قــــــال بـــعـــض المــــغــــرديــــن إن «كـــــــام رئــيــس مجلس الوزراء، هو تلميح لزيادة مرتقبة فـــي الأســـعـــار خـــال الــفــتــرة المــقــبــلــة»، رأى آخـــرون أنــه «لابـــد مـن ضبط الأســــواق في البلد». عضو «الجمعية المصرية للقتصاد السياسي والتشريع»، محمد أنيس، قال لـ«الشرق الأوســـط» إن «اقتصاد الحرب» مــرتــبــط بـتـوجـيـه وتـسـخـيـر كـــل الـــقـــدرات المالية لتلبية احتياجات القوات المسلحة، بما يعني عجزاً محتملً في أوجه الإنفاق عـلـى قــطــاع الــخــدمــات المــرتــبــط بالصحة والتعليم، مع توقف الاستثمارات العامة فــي الـبـنـيـة الـتـحـتـيـة؛ لـكـونـهـا لـيـسـت في الأولـويـات، مشيراً إلـى أن «مدبولي ربما لم يكن يقصد ذلك». وأوضـــــــــح لــــــ«الـــــشـــــرق الأوســـــــــــط» أن تـصـريـحـات رئــيــس الـحـكـومـة تـشـيـر إلـى «الرغبة في تعزيز الاحتياجات الأساسية لـلـدولـة مـن الـسـلـع، فـي ظـل المـخـاطـر التي تحيط بسلسل الإمـــداد العالمية، وزيـادة احــتــمــالــيــة رفــــع أســـعـــار عــــدد مـــن الـسـلـع، بـــالإضـــافـــة إلــــى احـتـمـالـيـة تــدخــل الــدولــة لضبط الأسعار عبر إجراءات عدة تضمن تـــوفـــر الـــســـلـــع بـــأســـعـــار مــــحــــددة تـنـاسـب المواطنين». القاهرة: أحمد عدلي

RkJQdWJsaXNoZXIy MTI5OTky