issue16754

أثـــــــــــارت الانـــــســـــحـــــابـــــات الـــعـــســـكـــريـــة الـروسـيـة المتتالية فـي الأيـــام الأخــيــرة من نـــقـــاط مـــراقـــبـــة قــــرب خـــطـــوط الـــتـــمـــاس مع الـجـولان الـسـوري المحتل، تـسـاؤلات حول الــتــمــوضــع الــــروســــي فـــي إطـــــار المــواجــهــة المـــتـــفـــاقـــمـــة فـــــي لــــبــــنــــان، والـــــتـــــي انــتــقــلــت شظاياها بسرعة إلى الجغرافيا السورية، وكذلك حول أولويات روسيا خلال المرحلة المقبلة عـلـى صعيد الــتــطــورات المنتظرة، ومـــــا تـــطـــلـــق عـــلـــيـــه إســــرائــــيــــل والـــــولايـــــات المتحدة: «إعـــادة ترتيب الوضع الإقليمي وتقليص التأثير الإيراني في المنطقة». خلال الأيام الأخيرة، ترددت معطيات عـــن إخــــ ء الـــقـــوات الـعـسـكـريـة الــروســيــة، بشكل مـفـاجـئ، مــواقــع وصفتها مـصـادر إسرائيلية بأنها استراتيجية. ونــــقــــلــــت مــــــصــــــادر أن أبـــــــرزهـــــــا كــــان نقطة مـراقـبـة فــي تــل الــحــارة بـريـف درعــا الشمالي، قبل أن تظهر معطيات إضافية عن انسحابات مماثلة من تل الشعار وتل مسحرة في ريف القنيطرة. وقامت القوات الروسية بتجميع معداتها وأنزلت العلم الروسي من المواقع قبل الانسحاب. الــــ فــــت فــــي المــــوضــــوع أن المــؤســســة العسكرية الروسية تجنبت التعليق على المعطيات، ولم يصدر أي بيان توضيحي لأسباب هذه الانسحابات، ما أثار تكهنات كـــثـــيـــرة، خــصــوصــا فـــي ظـــل تـــزايـــد نـشـاط الـقـوات الإسرائيلية فـي المناطق المحيطة بهذه المواقع. وبـــات معلوما أن الـخـطـوة الـروسـيـة جــــــاءت بـــعـــد تـــحـــركـــات عــســكــريــة لــلــقــوات الإســــرائــــيــــلــــيــــة، قـــبـــل أيـــــــام قــــــرب الـــشـــريـــط الـــــــــحـــــــــدودي بـــــــن مــــحــــافــــظــــة الـــقـــنـــيـــطـــرة والـــجـــولان الـــســـوري المـحـتــل. تمثلت هـذه التحركات بتمركز عدد كبير من الدبابات والآليات العسكرية الإسرائيلية في هضبة الجولان السوري المحتل. كــمــا أن إســـرائـــيـــل كـــانـــت قـــد شــرعــت، خـــ ل الأشــهـــر الــفــائـتــة، بـفـتـح مــمــرات في الــجــولان الـــســـوري، وتفجير حـقـول ألـغـام بمحاذاة خط وقف إطلاق النار عدة مرات، بالتوازي مع تصاعد الاستهدافات داخل الأراضــــــي الـــســـوريـــة، وانــتــشــار مـعـلـومـات مـــــن الــــجــــانــــب الإســــرائــــيــــلــــي عـــــن وصـــــول قـوات نخبة من الميليشيات الإيرانية إلى الجنوب السوري. ومعلوم أن موسكو كانت قـد نشرت نـقـطـة 17 ، فــــي وقـــــت ســـابـــق فــــي المـــنـــطـــقـــة مـراقـبـة عـسـكـريـة، وســيــرت دوريـــــات قـرب خـطـوط الـتـمـاس لتثبيت وقــف التصعيد بــــن مـــجـــمـــوعـــات «حــــــزب الــــلــــه» الـلـبـنـانـي وإسرائيل. يعني هــذا أن الانـسـحـابـات المتتالية حاليا تترك المنطقة أمام طوفان التصعيد المتواصل. وتــشــكــل إشــــــارة إلــــى أن مــوســكــو لن تـــرغـــب فـــي خــــوض مـــواجـــهـــة أو أن تبقي قواتها في عي العاصفة، كما أنها ليست قــــادرة عـلـى مــا يـبـدو عـلـى وقـــف الـتـدهـور الجاري. وبــــــــــــــــــــرزت فـــــــرضـــــــيـــــــتـــــــان لــــتــــفــــســــيــــر الانسحابات الروسية المتتالية؛ أُولاهما أن موسكو تلقت تحذيراً من جانب إسرائيل حول عمليات عسكرية نشطة مرتقبة في المـنـطـقـة، وأن الــقــوات الإسـرائـيـلـيـة عـازمـة عـــلـــى مـــ حـــقـــة وتـــقـــويـــض مــــواقــــع تـمـركـز «حزب الله» والميليشيات الأخرى المدعومة من جانب إيران. أمــــا الــفــرضــيــة الــثــانــيــة، فـــجـــاءت من جانب دبلوماسيي روس تحدثت إليهم «الــــــشــــــرق الأوســــــــــــط»، وحـــمـــلـــت تــكــهــنــات وليست معلومات، وفقا لتعبير أحدهم، مــفــادهــا أن روســـيـــا «لا تـخـضـع لإنـــــذارات أو إمـــــــــ ءات مــــن الـــجـــانـــب الإســـرائـــيـــلـــي، وهذه الانسحابات لا تعني منح إسرائيل ضــــوءاً أخــضــر لـتـوسـيـع رقــعــة عملياتها عـــلـــى الأراضـــــــــي الــــســــوريــــة، بــــل بـالـعـكـس مــــن ذلـــــــك، قــــد تــــهــــدف إلــــــى إعــــطــــاء إيــــــران والمجموعات المسلحة التابعة لها مجالات أوســـع لـ نـخـراط بعمليات عسكرية ضد إسرائيل». فـي الحالتي، فضلت موسكو النأي بقواتها عـن الـتـطـورات المحتملة، وتشير بعض التقديرات إلـى أن القوات الروسية سوف تواصل إخلاء نقاط المراقبة والمواقع التي انتشرت فيها في المناطق التي تشهد تزايداً في سخونة الوضع. لكن هـذه «الانـسـحـابـات التكتيكية»، كـــمـــا يــصــفــهــا مـــراقـــبـــون روس، لا تـعـنـي أن روســيــا بــصــدد الـقـيـام بـخـطـوات أبعد مـــــدى، مـــا يـعـنـي أن «الــــوجــــود الـعـسـكـري الـروسـي في سوريا تـزايـدت أهميته على خلفية المواجهة المتفاقمة مـع الـغـرب، ولا يمكن تـوقـع إجـــراء مـراجـعـة استراتيجية لروسيا في المنطقة على المــدى المنظور»، وفـقـا لمحلل روســـي تحدثت معه «الـشـرق الأوسط». لـــكـــن هــــــذا الـــتـــحـــلـــيـــل يــــبــــدو مــرتــبــطــا بطبيعة التطورات المستقبلية، خصوصا عـــلـــى صــعــيــد خـــطـــط إســـرائـــيـــل المـحـتـمـلـة لتوسيع نطاق عملياتها داخل الجغرافيا الـــســـوريـــة. وهـــو أمـــر دلـــت عـلـيـه بـوضـوح تحذيرات الكرملي، الخميس، من تدهور أوسع قد تشهده سوريا. وقـــــــال الــــنــــاطــــق الــــرئــــاســــي الــــروســــي دمـيـتـري بيسكوف إن «الـتـوسـع المحتمل لجغرافية الأعمال العدائية لإسرائيل في ســـوريـــا ســتــكــون لـــه عـــواقـــب كــارثــيــة على الشرق الأوسط». لــــكــــنــــه تــــجــــنــــب الـــــــــــرد عـــــلـــــى أســـئـــلـــة الصحافيي حـــول رد الـفـعـل المحتمل من جانب روسيا، في حال وصلت التطورات إلـى شـن عملية عسكرية إسرائيلية برية داخــــل ســـوريـــا، لمـ حـقـة الـــقـــوات الإيـرانـيـة و«حزب الله». واكتفى بإشارة غامضة أنه «ليس من المناسب حاليا إطــ ق تكهنات حول التطورات اللاحقة». رسائل نارية فـــــي الـــــوقـــــت ذاتـــــــــه، بــــــدا أن تـصـعـيـد مــوســكــو لـهـجـتـهـا فـــي انــتــقــاد الـتـحـركـات الـــعـــســـكـــريـــة الإســــرائــــيــــلــــيــــة فـــــي ســــوريــــا، قــــد وصـــــل إلـــــى مـــســـتـــوى جــــديــــد. ولـهـجـة وزارة الخارجية الغاضبة، الـتـي وصفت الاستهدافات الأخيرة داخل سوريا بأنها «عـــدوان يستهدف المدنيي وينتهك بقوة القواني الدولية»، حملت إدانة شديدة لم تكن موسكو في السابق تستخدمها. لكن التصعيد لا يقتصر على لهجة الــــبــــيــــانــــات؛ إذ بـــــدا فــــي الـــفـــتـــرة الأخــــيــــرة أن إســـرائـــيـــل وروســــيــــا تـــبـــادلـــتـــا رســـائـــل نـــاريـــة مـــبـــاشـــرة. تــمــثــل ذلــــك فـــي الـقـصـف الـــذي تـعـرضـت لــه مـنـشـآت تـابـعـة لقاعدة «حـمـيـمـيـم» الــروســيــة، لـلـمـرة الأولــــى منذ بدء التمركز العسكري الروسي في سوريا .2015 خريف عام اللافت هنا أيضا أن موسكو لم تعلق نـهـائـيـا عــلــى الـــتـــطـــور، وتـجـنـبـت بـيـانـات الناطق العسكري التي تقدم إيجازاً دوريا لـــلـــوضـــع فــــي ســــوريــــا الإشـــــــــارة إلــــيــــه. فـي حـن اتـضـح، وفقا لمـصـادر إسرائيلية، أن الـقـصـف اســتــهــدف مـسـتـودعـا يـعـتـقـد أنـه كـان يحتوي على معدات قتالية وذخيرة لـ«حزب الله». فهمت موسكو الرسالة، ولم تـعـلـق عـلـى الـــحـــدث، واكـتـفـت بـــأن وجهت رسالة نارية مماثلة لهدف مختلف تماما عـنـدمـا قصفت مــواقــع قـــرب قــاعــدة التنف (شــــرق ســــوريــــا)، وقـــالـــت إنــهــا اسـتـهـدفـت «إرهابيي». ومــــعــــلــــوم أن مــــوســــكــــو الــــتــــي بـــــدأت تـقـلـيـص قــواتــهــا فـــي ســـوريـــا مــنــذ صيف ، بـعـد مــــرور أشــهــر قـلـيـلـة على 2022 عـــام انـــــــدلاع الــــحــــرب فــــي أوكــــرانــــيــــا، كـــانـــت قـد قـــدمـــت تــســهــيــ ت واســـعـــة لـــــ«حــــزب الــلــه» وبــعــض المـيـلـيـشـيـات المــدعــومــة مـــن إيـــران في سـوريـا. وبــرز ذلـك من خـ ل معطيات تـوفـرت عـن تسهيل الـقـوات الـروسـيـة نقل أســلــحــة ومــــعــــدات لـــهـــذه المـــجـــمـــوعـــة، بعد تــعــرض مـــطـــارات ســـوريـــة تـسـيـطـر عليها إيران للقصف. كــمــا أن مــوســكــو غــضــت الـــطـــرف عن إعــــادة نـشـر وحــــدات تـابـعـة لـــ«حــزب الـلـه» فــي الـجـنـوب الـــســـوري، رغـــم أن هـــذا شكّل انتهاكا لاتفاق سابق قضى بابتعاد قوات الحزب والميليشيات المتعاونة معه لمسافة كيلومتراً عـن الـجـولان باتجاه العمق 80 السوري. وتـــشـــيـــر مـــعـــطـــيـــات إلــــــى أن روســـيـــا سحبت آلاف الجنود والضباط ونقلتهم إلى أوكرانيا، حيث الجبهة الأكثر إلحاحا وأهمية في هذا التوقيت. وبـررت أوساط عـسـكـريـة روســـيـــة الـــتـــحـــرك، بــــأن «الـــقـــوات الروسية، وخصوصا البرية، لم تعد لها مــهــام مــحــددة فــي ســوريــا بـعـدمـا أنـجـزت المـــهـــمـــة الـــرئـــيـــســـيـــة بـــمـــحـــاربـــة الإرهــــــــاب، وتــعــزيــز سـيـطـرة الـحـكـومـة الــســوريــة في مواقعها». لـــكـــن تــقــلــيــص الـــــقـــــوات، وفـــقـــا لمـعـلـق عـــــســـــكـــــري، لا يـــعـــنـــي تــــــراجــــــع أولــــــويــــــات موسكو في سوريا، باعتبار أن «الوجود الاسـتـراتـيـجـي لـلـقـوات الـجـويـة والــقــدرات بــعــيــدة المــــــدى، بـــاتـــت لـــه مـــهـــام أوســـــع من الــجــغــرافــيــا الـــســـوريـــة وتــتــعــلــق بـحـضـور روسيا في منطقة شرق المتوسط وشمال أفريقيا». تبدل في الأولويات هـــــذا الــتــقــيــيــم كـــــان ســـابـــقـــا بـطـبـيـعـة الــــحــــال لـــلـــتـــطـــورات الـــتـــي بــــــدأت فــــي غــــزة، وانتقلت نيرانها إلى لبنان وتهدد سوريا حـالـيـا بـشـكـل جــــدي. وهــنــا يـجـب الــعــودة إلـى حديث الرئيس فلاديمير بوتي قبل زهــــــاء شـــهـــريـــن، عـــنـــدمـــا اســتــقــبــل نـظـيـره الـسـوري بشار الأســد فـي موسكو، وحـذر من أن المنطقة مقبلة على تطورات خطيرة للغاية، ولن تكون سوريا بمعزل عنها». كــــان تــحــذيــر بـــوتـــن أول إشــــــارة من جـــانـــب روســـيـــا إلــــى الـــتـــوقـــعـــات المـرتـبـطـة بــالمــنــطــقــة، وبــــــأن تـــوســـيـــع رقـــعـــة المــعــركــة حــــول غــــزة بــــات مــســألــة وقــــت لــيــس أكــثــر. وفـي هـذه الـظـروف، لـم يتضح بعد مـا إذا كـانـت موسكو وضـعـت خططها للتعامل مع الموقف الجديد أم لا، علما بـأن بعض الـخـبـراء الـــروس الـبـارزيـن انـتـقـدوا سابقا غـيـاب استراتيجية روسـيـة شاملة حيال ســوريــا عـلـى كــل الـصـعـد؛ بمعنى أن هـذا يــنــســحــب عـــلـــى رؤيـــــــة مـــوســـكـــو الــبــعــيــدة لتسوية سياسية نهائية، وللموقف حيال تركيا وتحركاتها في الشمال وفي منطقة إدلـــــب، وأيـــضـــا حــيــال الـــوجـــود الأمــيــركــي، وأخــيــراً حـيـال الـنـشـاط الإسـرائـيـلـي الــذي تـزايـد فـي سـوريـا بشكل مـطـرد حتى قبل تفاقم الموقف حول غزة وانتقال الحرب إلى لبنان وسوريا. يشير خـبـراء إلـى أن موسكو تنطلق من أهمية المحافظة على الوجود العسكري الاستراتيجي في سوريا، لكن من دون أن يكون مكلفا لموسكو كثيراً. فـي هــذا الإطـــار، ينبغي تـذكـر حديث الرئيس الروسي في نهاية العام الماضي، عـــنـــدمـــا قـــــال إن وجــــــود قــــــوات بــــــ ده فـي سـوريـا «مــؤقــت، وسيظل مستمراً مـا دام كان ذلك مفيداً لروسيا». وأضــــــــــاف أن «الـــــــقـــــــوات الـــعـــســـكـــريـــة الروسية موجودة هناك لضمان مصالح روســــيــــا فــــي هـــــذه المـــنـــطـــقـــة الـــحـــيـــويـــة مـن الــــعــــالــــم، الـــقـــريـــبـــة جـــــداً مــــنــــا»، مــــؤكــــداً أن مـــوســـكـــو «لا تـــخـــطـــط بـــعـــد لـــســـحـــب هـــذه الوحدات العسكرية من سوريا». لكن اللافت في حديث بوتي أنه أطلق على مـواقـع التمركز الروسية فـي سوريا اسم «نقاط»، وليس «قواعد»، مشيراً إلى أن موسكو لا تبني «هياكل طويلة الأجل هـنـاك». وأضـــاف أن بـــ ده يمكنها سحب جــمــيــع أفــــرادهــــا الــعــســكــريــن بـــ«الــســرعــة الكافية»، دون أي خسائر مـاديـة، إذا لزم الأمر. ويـــرى خــبــراء أن حـديـث بـوتـن حـدد بدقة مستويات التحرك الروسي في حال تــــدهــــور الــــوضــــع أكــــثــــر، وفـــــي حـــــال فــقــدت الــــقــــوات الـــروســـيـــة المـــيـــزة الاســتــراتــيــجــيــة لوجودها في سوريا. لــــكــــن هـــــــذا لا يــــمــــنــــع، وفـــــقـــــا لــبــعــض الــــخــــبــــراء، أن تــــواصــــل مـــوســـكـــو سـيـاســة تـعـقـيـد الـــوضـــع أمـــــام واشـــنـــطـــن، بمعنى دعــم تصعيد قــوى مختلفة ضـد المصالح الأميركية، في المنطقة عموما، وفي سوريا والـــــعـــــراق عـــلـــى وجـــــه الـــخـــصـــوص. وهــــذا الأمـر قد ينسحب في المرحلة المقبلة على الـتـحـركـات الإسـرائـيـلـيـة فــي ســوريــا وفـي محيطها. وهـــذه السياسة ســوف تستمر وفــقــا لمـحـلـلـن، حـتـى تـضـع مـوسـكـو بناء عـلـى آلــيــات تـطـور المـشـهـد خططا جـديـدة لتحركاتها في المنطقة. 8 حربمتعددةالخرائط NEWS الانسحابات تترك المنطقة أمام طوفان التصعيد المتواصل ASHARQ AL-AWSAT Issue 16754 - العدد Friday - 2024/10/11 الجمعة الأهالي يدفعون ثمن جيرة قيادات تستهدفها إسرائيل «حي المزة»... لعنة «الحرس» و«حزبالله» تلاحق المدنيين السوريين تلاحق لعنة الوجود العسكري الكثيف لإيـــران و«حـــزب الـلـه» اللبناني فـي حـي المـزة الــراقــي بدمشق الـسـكـان المـدنـيـن، إذ تصعد إسرائيل من ضرباتها للقيادات العسكرية، مـا يتسبب إضـافـة إلــى مقتل تلك الـقـيـادات، في سقوط المدنيي، عدا عن دمار منازلهم. ومـــنـــذ بـــدايـــة أكـــتـــوبـــر (تـــشـــريـــن الأول) الــــحــــالــــي، ضـــربـــت إســــرائــــيــــل بـــثـــ ث غـــــارات مباني سكنية في الحي، كان آخرها، الثلاثاء من 11 مـدنـيـا و 14 المـــاضـــي، أدت إلـــى مـقـتـل الــعــســكــريــن والـــعـــامـــلـــن مــــع «حــــــزب الـــلـــه»، بينهم القيادي في «الحرس الـثـوري» ماجد ديـــوانـــي وحــســن جـعـفـر قـصـيـر صـهـر الأمــن الـعـام لــ«حـزب الـلـه»، حسن نصر الـلـه، الـذي قتل بغارات إسرائيلية على ضاحية بيروت الجنوبية قبل نحو الأسبوعي. ومــــــع تـــــزايـــــد ضـــــربـــــات إســــرائــــيــــل عـلـى مبانٍ وشقق سكنية في المـزة، أصبح ما كان يـتـحـدث بـــه ســكــان المــــزة الـــســـوريـــون همسا، يجاهرون بترديده الآن. مثل «هاجس الموت لا يفارقنا، لا ننام بسبب القلق من صواريخ إسرائيل». يـسـتـاء ســكــان الــحــي مـــن امـــتـــ ك إيـــران و«حزب الله» لعدد كبير من المباني والشقق السكنية في مختلف أحياء دمشق، خصوصا الراقية منها، ولأن المدنيي هم من يدفعون ضريبة هذا الوجود وسط صمت رسمي من السلطات السورية. ويــتــردد بـن الـسـوريـن فـي دمـشـق قلق وجودهم في أحياء المزة، تنظيم كفرسوسة، دمــــــر، ومــــشــــروع دمــــــر، وقــــــرى الأســـــــد، الــتــي تتعرض لغارات إسرائيلية مستمرة كونها بـــاتـــت مــــقــــرات لإيـــــــران و«الــــــحــــــزب». وبــنــبــرة غـــاضـــبـــة يــــقــــول احــــــد الأشــــــخــــــاص «لا أحـــد يسأل عنا. المسؤولون (السوريون) يـزورون المــــكــــان بـــعـــد كــــل ضـــربـــة ويــــعــــزون الـــقـــيـــادات وتلتقط صــورهــم للنشر ومـــن ثــم يـذهـبـون. هـــذه قـمـة الاسـتـهـتـار بـحـيـاة الــنــاس. لمـــاذا لا يتصرفون؟». تـؤكـد مــصــادر إيـرانـيـة وأخــــرى سـوريـة مقربة من «حزب الله» أن إيران والحزب ومنذ وقـت بعيد يمتلكون عــدداً كبيراً مـن الأبنية والشقق في ريف دمشق الجنوبي خصوصا في منطقة «السيدة زينب» والقرى والبلدات المحيطة بها، وكذلك في قرى تقع على طريق مـطـار دمـشـق الــدولــي، وفــي أحـيـاء ومناطق فـي دمـشـق منها الـراقـيـة مثل المـــزة، وتنظيم كفرسوسة، ومشروع دمر، وقرى الأسد. تضيف المصادر لـ«الشرق الأوسط»، أن قيادات «إيـران» و«حزب الله»، اشتروا المزيد بـعـد تـعـزيـز وجـــودهـــم فــي الــبــ د بـإرسـالـهـم آلاف مـقـاتـلـيـهـم لـلـقـتـال إلـــى جــانــب الجيش السوري، على أثر اندلاع الحراك السلمي في . وقامت 2011 ) سوريا منتصف مارس (آذار إيـــــران و«حـــــزب الـــلـــه»، بـشـكـل مـبـاشـر أو عن طريق سماسرة عقارات سوريي باستئجار عــدد كبير مـن الأبـنـيـة والـشـقـق السكنية في دمشق خلال سنوات الحرب، وفقا للمصادر ذاتها التي لفتت إلـى أن إيــران و«حــزب الله» استغلا الأوضـــاع المعيشية الصعبة بسبب الأزمـــــــات الـــتـــي غـــرقـــت فــيــهــا الــــبــــ د، مــؤكــدة أنهم «بـاتـوا يمتلكون مئات الشقق عـدا عن المستأجرة». ووفــــــق مــــصــــادر ســــوريــــة عــلــيــمــة، فــإنــه بـــعـــد أن كـــانـــت أمــــاكــــن إقــــامــــة واجـــتـــمـــاعـــات أغـلـب الــقــيــادات العسكرية الإيــرانــيــة وكـذلـك التابعة لـــ«حــزب الــلــه»، فـي منطقة «السيدة زيـــنـــب» والـــقـــرى الـــواقـــعـــة عــلــى طــريــق مـطـار دمشق الـدولـي، قبل انـــدلاع الـحـرب فـي غـزة، وتـكـثـيـف إســرائــيــل غــاراتــهــا ضــدهــم ومقتل عــدد كبير منهم، جــرى نقل أمـاكـن إقامتهم واجــتــمــاعــاتــهــم إلــــى أحـــيـــاء دمـــشـــق الــراقــيــة حـيـث تـقـع المـسـؤولـيـة لأمـنـيـة للمنطقة على السلطات السورية. وتلفت المـصـادر إلـى أنه ورغـم ذلك باتت أماكن وجـود قـادة «الحرس الـــثـــوري» و«حــــزب الــلــه» فــي أحــيــاء ومناطق دمـــشـــق الـــراقـــيـــة هـــدفـــا لإســـرائـــيـــل وكـبـدتـهـم خسائر فادحة في الأرواح حيث قتلت قيادات وازنــــــة مـــن الــجــهــتــن، وذلـــــك نـتـيـجـة الـتـتـبـع الإسـرائـيـلـي الـدقـيـق لأمـاكـن وجــودهــم، وهو أمـر يـدل على إصـــرار تـل أبيب على إضعاف تواجد إيران والحزب في سوريا. دمشق: «الشرق الأوسط» معطيات عن إخلاء مواقعها في الجولان بشكل مفاجئ تراجع «تكتيكي» لموسكو بسوريا وتبدل في أولوياتها (رويترز) 2022 لافتة بشوارع دمشق للرئيسالأسد والرئيسالروسي فلاديمير بوتين في مارس موسكو:رائد جبر

RkJQdWJsaXNoZXIy MTI5OTky